خيوط: رواية

By مروة مدحت, للنشر والتوزيع مؤسسة الخان and Marwa Medhat

أمل يبعث في القلب الخوف
تردد يصارع تقدم الحياة
أم ظلام يُعتم رؤية ما في الأفق البعيد!
يعيق خطواتنا .. يثقلها عن المضي في الطريق
أكان هناك طريق!.. أم خلق مسار آخر تجاه نجم بعيد!
أثقال تجذبنا للأسفل لا نقوى على حملها
نقف وحدنا نتألم في صمت
رغبة في الوحدة .. أم خوف الرفاق!
ثم…
تشرق شمس الحب تنير الدرب
تذيب وتقطع كل العوائق والعراقيل
تبدد خوف القلب .. تنعشه.. تُمِّده بالقوة والسعادة
يتدفق الدم بالجسد مفعم بالحياة
يتقدم للأمام
ليس وحيداً كما كان..
يخطو بثقة وثبات .. يعدو نحو أمل ..
لم يكتب له الموت بعد.

• Language: العربية
• Publisher: Marwa Medhat
• Release date: Mar 29, 2022
• ISBN: 9789776851399

Book preview

Marwa Medhat

خيوط

رواية

ISBN: 9789776851399

This ebook was created with StreetLib Write

https://writeapp.io

رواية خيوط

رواية

خيوط

للكاتبة

مروة مدحت

امتنان

إلى كل من ساهم في خروج تلك الكلمات من بين يدي

من صارع عقلي لتخطي الصعاب

من ساند للتقّدُم وأَصر عليه

لن تفيكم كلماتٍ حقكم أبدا، ولن يكفي شكر وتقدير

فما يحمله قلبي لكم أكبر وأعظم وأعمق

وأن تصل كلماتي إلى هنا !

فبسببكم أنتم

لكم مني جزيل الشكر والحب والاحترام

أبريل 2017

يالّا حالًا بالًا بالًا حيُّوا أبو الفصاد... هايكون عيد ميلاده الليلة أسعد الأعياد... هنُّوا أبو الفصاد... هاااااا

كانت تلك الأغنية صادرة من مجموعة أفراد بشقة في الطابق الثالث لبنايةعتيقة بأحد أحياء مصر الجديدة، ذات السقف العالي والحِلْيات التي تشي بعبق الزمان ورائحة الدفء. ورغم اتساع البيت وأنواره المتألقة بالزينات والبالونات الملونة المليئة بالهليوم، والتي تُنبئ باحتفال عظيم وعيد ميلاد شخصية اجتماعية ومحبوبة، إلّا أن عدد أفراده لم يتعد أصابع اليد الواحدة... ورغم فرحة صاحبته بالاحتفال، كان البعض يشعر بالأسى .

أطفأت صاحبة الاحتفال الشموع بعد انتهاء الأغنية، تبعها تصفيق وتهليل وضحك وقام أحدهم بالتقاط بعض الصور الطريفة ثم .. .

- أخبرينا عن أمنيتك قبل إطفاء الشموع يا إيمي.

قالتها شذا بفرحة وحب، لترد والدة إيمان بدعوة:

- يا رب يُفِرح قلبي بكِ وتراكِ عيوني عروسة كالقمر ليلة تمامه منورة وجوارك عريسك قلبه طيب مثلك.

دعت بقلب متلهف للفرح بابنتها الوحيدة... البكرية... التي لا ترجو من الله إلا أن تراها في بيت زوجها؛ لتطمئن عليها بعد أن تزوج أخوها الأصغر منها بعامين قبلها، ووفاة والدها منذ سنوات ليترك الأم وحدها تراقب وترجو وتدعو أن يهدأ بالها مطمئنًا على ابنتها. ..

قالت إيمان ضاحكة:

- يا حبيبة قلب ابنتك، أليس لديك دعوة أخري غيرها... ألا يمكن أن تدعي لي بالترقي والوصول لأعلى المناصب مثلا... وأصبح أفضل مدربة يوجا في مصر... وأسافر للهند مثلا لأكمل شهادتي منها وأصبح أفضل مدربة بها أيضا؟!

ترد الأم عليها بنظرة اللّاأمل فيما تحلم به ولن تُرضيها أبدا وتُطمئِن قلبها... لتُدير دفة الحديث تجاه شقيقها :

- أيعجبك كلام أختك هذا؟! لن تريح قلبي أبدا .

- يا ست الكل لماذا... إنها كالقمر المنير حقا. ثم إنها ابنتك ولست بغريبة عنها... الدماغ المتحجرة وعصبية الرأي متأصلة في العائلة، المهم إنها مرتاحة وسعيدة .

ثم وجه حديثه بعدها لشقيقته :

- كل عام وأنت بخير يا أجدع وأحلى أخت في الدنيا. يارب يُفرح قلبك بما تحلمين به، هل لكِ بتقطيع التورتة إذن... إني جائع . . .

قالها ضاحكا وضحك الجميع لكلماته وطريقته المضحكة، تقاطعهم صرخات طفل صغير توحي باستيقاظه من النوم .

- يبدو أن حبيب عمته استيقظ أخيرا... أَحضِريه يا شذا لنلعب قليلا، ويأكل من التورتة قبل أن يُفنيها أبوه.

قالتها برجاء ولهفة للصغير... ضاحكة ومشاكسة أيمن.

- قسِّميها إذن واتركي لي الباقي.

قالها أيمن وهو ينظر لها بجوع وفراغ صبر .

- هههههههه. أريد أن أفهم أين تذهب كمية الطعام تلك... وأنا إذا شربت قليل من الماء زاد وزني .

قالتها شذا باستنكار وضحك .

- حبيبتي تلك العضلات ليست من فراغ، فنحن عائلة رياضية، وأنتِ لا تسمعين كلامي وكسولة، ماذا أفعل معك إذن ؟!

مشيرا إلى عضلات ذراعيه متباهيا بها أمامها .

- أحضِر أنت (عليًّا) يا أبا عضلات وأنا سأساعد إيمان هنا .

ذهب ليحضر (عليًّا) من سريره وحمله ليهدأ قليلا... وعندما خرج به وشاهد إيمان ارتمى في أحضانها فحملته وأخذت تغرقه بالقبلات والأحضان... كانت تفتقده كثيرا، فلم تَرَهُ منذ أكثر من شهرين، قلَّما تأتي به شذا مع أيمن. مازالت متعلقة بمنزل أهلها والبقاء لديهم. فهي الابنة الصغرى المدللة، لا تحب سوى البقاء مع والدتها .

أجلسته جوارها فأعطتها شذا طبقا به قطعة صغيرة من تورتة الشيكولاته التي لابد أن تتواجد بعيد ميلادها، وأعطت الصغير قطعة في فمه فأعجب بها وأمسك بكوب لبن أعطته له أمه .

انشغل الجميع بالضحك واللعب مع الصغير وتناول الحلوى وشرب العصير وتبادل الحديث عن الحال والأحوال .

اهتز جيب بنطلون إيمان لتواجد المحمول به ينبئها باتصال أحدهم، أخرجته من جيبها لترى من المتصل، فابتسمت ابتسامة خفيّة واتجهت لغرفتها تجيب عليه .

كان المتصل حازم يهنئها بعيد ميلادها للمرة الثانية هذا اليوم واعتذر بشدة عن عدم تواجده معها بسبب سفره... لكنه في طريق العودة الآن ليهنئها بنفسه، حتى وإن كان لمجرد دقائق؛ فلقد تأخر الوقت وكان على أيمن الرحيل مع زوجته لمنزل والدتها. فطلب منها إخبار أيمن بقدومه حين علم بوجوده ليقدم التهنئة بعيد ميلادها .

أخبرته إنها ستفعل ولكن عليه أن يأخذ حذره بطريق العودة ولا داعي للعجلة .

كم تفتقده بشدة، ورغم أن الحديث بينهما لا ينقطع سواء بالمكالمات أو بالرسائل، إلا أنها تفتقده لسفره وبُعد المسافات بينهما، ولذلك أصر على العودة في نفس يوم عيد ميلادها حتى لا تحزن، فهو أول عيد ميلاد لها يجمعهما معا .

أنهت المكالمة واحتضنت المحمول وتنهدت بفرحة وحب. بعد تلك السنين تراه، أو بالأحرى يجدها هو. هو من عرِفها حين رآها رغم السنين .

ورغم فرحتها به كانت هناك غصَّة بقلبها نحوه، ولكنها لم تسمح لها أن تؤرِّق فرحتها به الآن .

أخيرا بعد كل تلك السنين يكون معها في عيد ميلادها السابع والثلاثين... أخيرا .

**********

في الصباح كانت إيمان بمقر عملها، حجرة بسيطة بمقر وزارة الشباب والرياضة بالطابق الثاني، تحوي مكتبًا آخر إضافة إلى مكتبها، لكن صاحبته لم تحضر بعد... نظرت لساعتها، كانت عقاربها تشير متجاوزة التاسعة قليلا، قلقت لتأخر زميلتها لكنها تذكرت أن عليها الذهاب بأولادها إلى لمدرسة أولا.

عادت تنظر للساعة مجددا وابتسمت بحب، الماركة التي تحبها واللون الذي تفضله... الفضي، ولكن بلا بهرجة. راقية المظهر وعملية. أول هدية عيد ميلاد من حازم؛ لذا أصر على القدوم أمس ليقدمها لها، لم يكن ليغمض له جفن دون فعل ذلك، لم تخبره بحبها لذلك البراند من الساعات ولم تخبره أيضا باللون المفضل لها، لكن مراقبته لها منذ الصغر جعلته يعلم أشياء لم تقُصصها عليه قط .

هكذا أخبرها عندما انبهرت بها حين فتحت المكعب الأنيق بعد رحيله أمس مع أيمن. أرسلت له عن سعادتها بها وكيف أنه كلل يومها بالسعادة والفرحة في نهايته .

قاطع أفكارها دخول زميلتها حجرة مكتبهم فانتبهت لها، وبعد أن اعتذرت لتأخرها عليها اعتذرت أيضا لعدم حضورها بالأمس عيد ميلادها .

- افتقدت وجودك حقا يا سما، لا تفعليها مجددا .

قالتها إيمان بشوق وحب لترد عليها سما معتذرة لذلك:

- اعذريني، تمارين الأولاد بالأمس كانت لوقت متأخر ولم أظن أني كنت سألحق بكم بموعد مناسب. لكني لن اعتذر عن عدم تقديم هدية عيد ميلادك حبيبتي .

لتفاجأها بصندوق صغير أخرجته من