Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

غزل البنات
غزل البنات
غزل البنات
Ebook151 pages43 minutes

غزل البنات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

موضوع الرواية يدور حول ذوى الاحتياجات الخاصة فبطلتا الرواية فتاتين يتيمتين فقدتا حاسة البصر ولكنهما مميزتان فى فن نسج السجاد وبمساعدة من حولهما تصلان إلى الشهرة العالمية فى هذا الفن.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2021
ISBN9781471640162
غزل البنات

Read more from أحمد العباسي

Related to غزل البنات

Related ebooks

Reviews for غزل البنات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    غزل البنات - أحمد العباسي

    غزل البنات

    تأليف: أحمد العباسي

    رســــــــــوم: آية خميـــــــس

    إشراف عام: داليــــا محمــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-6032-6

    رقـــم الإيــداع:2021/19147

    طبعـة: يوليو 2021

    Section0001.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Section0002.xhtmlSection0002.xhtml

    لحظات الصمت

    Section0002.xhtml

    بأشعة ذهبية باهتة لا تتناسب مع هذا الوقت من النهار أو ساعة الظهيرة القادمة، أسدلت الشمس ضفائرها على وجه السماء، كانت الفتاتان التوءم واللتان مر على مجيئهما للحياة ثمانية مواسم لجني القمح، في السيارة العتيقة التي اشتراها والدهما حديثًا تشق الطريق المزدوج الذي ربط قريتهما «ساقية أبو شعرة» بالمركز، الأشجار تعدو للخلف وماء الترعة يبدو فضيًّا مع انعكاس الضوء عليه ونسمات الهواء التي تداعب صفحة الماء، الضحكات العالية التي تبدي سعادة بوعود والدِهما في تناول الحلوى الشهية، وشراء ملابس جديدة بعد استلام النقود من بيع السجاد الحريري المصنوع يدويًّا والمُمَدَّد في صندوق السيارة، والتي أسعد شراؤها أهل القرية، فهي وسيلتهم لفتح أسواق جديدة خاصة بعد تسليم هذه «الطلبية» لتاجر في المركز، الآمال المفروشة على طريق الحياة جعلت ابتسامة الأب مشرقة، بينما كانت الأم تكتفي بالفرحة المطلة من عينيها، والآمال التي ترسمها بكفيها على ظهور بنتيها، هاتان الفتاتان اللتان أنعم الله بهما عليها دفعة واحدة، ولم يشأ أن تنجب بعدهما أبدًا.

    ربت الأب على يدها بودٍّ يطمئنها أنها سيكون لها نصيبٌ من الحلوى والملابس، فضحكت بسعادة صافية قبل أن تتمتم: المهم البنات..

    رد رافضًا: أنتِ الخير والبركة.

    أرادت أن تبتسم لكن الفزع كسا وجهَها، واحتضنت ابنتيها بقوة في محاولة يائسة لإدخالهما إلى صدرها وحمايتهما، فقد ظهرت أمامهما سيارة مسرعة من الاتجاه المقابل، كان قائدها يحاول جاهدًا السيطرة عليها، لكنها كانت كتنِّينٍ أُسطوري غير قابلٍ للترويض، وفجأة صدمت سيارة النقل الكبيرة سيارتهما من الجانب، فقد جاهدَ الأب بكل ما يملك من قوة ليدير عجلة القيادة مبتعدًا بالأم والفتاتين عن التصادم ليتلقاه مع سيارته من جانبه هو، لكن الصدمة كانت أقوى منه ومن السيارة، فأطاحت بالجميع إلى الترعة، أظلمت الحياة، وغمرَ الماءُ كلَّ شيءٍ وكأننا عدنا لعصر سيدنا نوح عليه السلام.

    Section0002.xhtmlSection0002.xhtml

    دقائق عصيبة

    Section0002.xhtml

    هبت نسائم الخريف محملةً بأوراق الشجر التي فقدت الحياة، صوت صرير إطارات السيارتين الثمانية وهي تكافح قوانين الفيزياء للتوقف قبل الارتطام، فشلت، لكنها ظلت تتردد في الهواء صانعة ما يشبه الموسيقى التصويرية في أفلام الرعب، تطاولت الأعناق وخرجت العيون من محاجرها محاولة فهم حقيقة ما يحدث، لكن التصادم كان حتميًّا، وحُكْم الطريق يقول إن البقاء للأقوى، لذا توقفت السيارة النقل الكبيرة على حافة الترعة، بينما غاصت السيارة الصغيرة «ربع النقل» المتهالكة إلى قاعها، ارتطم الأب بعجلة القيادة التي حطمت قفصه الصدري لتطير منه روحه، بينما عجزت الأم عن منع الفتاتين من الطيران خارجتين من الزجاج المحطم في مقدمة السيارة لتطفوا إلى سطح الترعة، وبقت هي مقيدة القدمين بحكم تلاصق مقعدها مع أجزاء السيارة الأمامية، قفز شابٌّ في الماء الذي تحول لونه الفضي الجميل إلى بنيٍّ كئيبٍ؛ بحكم اختلاط طين القاع بالدماء، لحظاتٌ كانَ قد أمسك بإحدى الفتاتين ولحق به شابٌّ آخر لينقذ الثانية، وعلى ضفاف الترعة كانت هناك سلسلة بشرية متشابكة الأيدي في انتظار التقاط الفتاتين، وما إن سلم الشابان الفتاتين للأيدي الحانية على الشاطئ، حتى انطلقا في محاولة لإنقاذ من بقي عالقًا في السيارة، دخل الشاب من النافذة ليجد الأم التي تتشبث بالحياة والوعي، حاول سحبها دون جدوى، خرج إلى السطح ليلتقط أنفاسه، ثم نزل إلى السيارة مرة أخرى، وبإرادةٍ فولاذيةٍ حطَّم المقعد ليُخرج قدمي الأم بأُعجوبة بينما فشل زميله ومن لحق بهما في إخراج الأب، فقد كان عالقًا تمامًا بين عجلة القيادة والمقعد وجراحه النازفة لا تنبئ بالخير، أخذ أحدهم زجاجةً بلاستيكيةً فارغةً، وحاول أن يجعله يتنفس من خلال الهواء الموجود بداخلها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1