غزل البنات
By أحمد العباسي
()
About this ebook
Read more from أحمد العباسي
مفتاح الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكهف الأسرار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأيدي الصغيرة تبني أحيانا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to غزل البنات
Related ebooks
..عابر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبرفقه أحمد سعيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعبة الخيول الخشبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباب رزق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة عاطفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقطائع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsويـــــــــــــــدان العــــــــسكر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمتسول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصر الشوق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأخذوني بعيدًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواديت بنت النظرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبرطمان النوتيلا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذرة رمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقاب قوسين من الياسمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهروب صغير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم الغربان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقد يُنبِت الصخر زهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبعد الاثيري Rating: 5 out of 5 stars5/5عمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوقائع حارة الزعفرانى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزويل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا Rating: 3 out of 5 stars3/5من أعماق رحلة أخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن نسل آدم وحواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمارة آل داوود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظبية الجواء: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسكرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخارج الإطار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدندنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر القرية المهجورة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for غزل البنات
0 ratings0 reviews
Book preview
غزل البنات - أحمد العباسي
غزل البنات
تأليف: أحمد العباسي
رســــــــــوم: آية خميـــــــس
إشراف عام: داليــــا محمــــد إبراهيـــــم
جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر
يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-6032-6
رقـــم الإيــداع:2021/19147
طبعـة: يوليو 2021
Section0001.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
Section0002.xhtmlSection0002.xhtmlلحظات الصمت
Section0002.xhtmlبأشعة ذهبية باهتة لا تتناسب مع هذا الوقت من النهار أو ساعة الظهيرة القادمة، أسدلت الشمس ضفائرها على وجه السماء، كانت الفتاتان التوءم واللتان مر على مجيئهما للحياة ثمانية مواسم لجني القمح، في السيارة العتيقة التي اشتراها والدهما حديثًا تشق الطريق المزدوج الذي ربط قريتهما «ساقية أبو شعرة» بالمركز، الأشجار تعدو للخلف وماء الترعة يبدو فضيًّا مع انعكاس الضوء عليه ونسمات الهواء التي تداعب صفحة الماء، الضحكات العالية التي تبدي سعادة بوعود والدِهما في تناول الحلوى الشهية، وشراء ملابس جديدة بعد استلام النقود من بيع السجاد الحريري المصنوع يدويًّا والمُمَدَّد في صندوق السيارة، والتي أسعد شراؤها أهل القرية، فهي وسيلتهم لفتح أسواق جديدة خاصة بعد تسليم هذه «الطلبية» لتاجر في المركز، الآمال المفروشة على طريق الحياة جعلت ابتسامة الأب مشرقة، بينما كانت الأم تكتفي بالفرحة المطلة من عينيها، والآمال التي ترسمها بكفيها على ظهور بنتيها، هاتان الفتاتان اللتان أنعم الله بهما عليها دفعة واحدة، ولم يشأ أن تنجب بعدهما أبدًا.
ربت الأب على يدها بودٍّ يطمئنها أنها سيكون لها نصيبٌ من الحلوى والملابس، فضحكت بسعادة صافية قبل أن تتمتم: المهم البنات..
رد رافضًا: أنتِ الخير والبركة.
أرادت أن تبتسم لكن الفزع كسا وجهَها، واحتضنت ابنتيها بقوة في محاولة يائسة لإدخالهما إلى صدرها وحمايتهما، فقد ظهرت أمامهما سيارة مسرعة من الاتجاه المقابل، كان قائدها يحاول جاهدًا السيطرة عليها، لكنها كانت كتنِّينٍ أُسطوري غير قابلٍ للترويض، وفجأة صدمت سيارة النقل الكبيرة سيارتهما من الجانب، فقد جاهدَ الأب بكل ما يملك من قوة ليدير عجلة القيادة مبتعدًا بالأم والفتاتين عن التصادم ليتلقاه مع سيارته من جانبه هو، لكن الصدمة كانت أقوى منه ومن السيارة، فأطاحت بالجميع إلى الترعة، أظلمت الحياة، وغمرَ الماءُ كلَّ شيءٍ وكأننا عدنا لعصر سيدنا نوح عليه السلام.
Section0002.xhtmlSection0002.xhtmlدقائق عصيبة
Section0002.xhtmlهبت نسائم الخريف محملةً بأوراق الشجر التي فقدت الحياة، صوت صرير إطارات السيارتين الثمانية وهي تكافح قوانين الفيزياء للتوقف قبل الارتطام، فشلت، لكنها ظلت تتردد في الهواء صانعة ما يشبه الموسيقى التصويرية في أفلام الرعب، تطاولت الأعناق وخرجت العيون من محاجرها محاولة فهم حقيقة ما يحدث، لكن التصادم كان حتميًّا، وحُكْم الطريق يقول إن البقاء للأقوى، لذا توقفت السيارة النقل الكبيرة على حافة الترعة، بينما غاصت السيارة الصغيرة «ربع النقل» المتهالكة إلى قاعها، ارتطم الأب بعجلة القيادة التي حطمت قفصه الصدري لتطير منه روحه، بينما عجزت الأم عن منع الفتاتين من الطيران خارجتين من الزجاج المحطم في مقدمة السيارة لتطفوا إلى سطح الترعة، وبقت هي مقيدة القدمين بحكم تلاصق مقعدها مع أجزاء السيارة الأمامية، قفز شابٌّ في الماء الذي تحول لونه الفضي الجميل إلى بنيٍّ كئيبٍ؛ بحكم اختلاط طين القاع بالدماء، لحظاتٌ كانَ قد أمسك بإحدى الفتاتين ولحق به شابٌّ آخر لينقذ الثانية، وعلى ضفاف الترعة كانت هناك سلسلة بشرية متشابكة الأيدي في انتظار التقاط الفتاتين، وما إن سلم الشابان الفتاتين للأيدي الحانية على الشاطئ، حتى انطلقا في محاولة لإنقاذ من بقي عالقًا في السيارة، دخل الشاب من النافذة ليجد الأم التي تتشبث بالحياة والوعي، حاول سحبها دون جدوى، خرج إلى السطح ليلتقط أنفاسه، ثم نزل إلى السيارة مرة أخرى، وبإرادةٍ فولاذيةٍ حطَّم المقعد ليُخرج قدمي الأم بأُعجوبة بينما فشل زميله ومن لحق بهما في إخراج الأب، فقد كان عالقًا تمامًا بين عجلة القيادة والمقعد وجراحه النازفة لا تنبئ بالخير، أخذ أحدهم زجاجةً بلاستيكيةً فارغةً، وحاول أن يجعله يتنفس من خلال الهواء الموجود بداخلها