Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الأيدي الصغيرة تبني أحيانا
الأيدي الصغيرة تبني أحيانا
الأيدي الصغيرة تبني أحيانا
Ebook197 pages1 hour

الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حاول الأطفال تغيير مدرستهم فاكتشفوا أنهم يغيرون أنفسهم كذلك، وما ظنه البعض مستحيلا، حققوه بشئ من الصبر وكثير من الجهد، مدعومين بإرادة من فولاذ وحب مدرسهم الرائع الذي اكتشف ان هولاء الأطفال أصحاب الايدي الصغيرة والقلوب الكبيرة يستطيعون أن يبنوا، ليس فقط أنفسهم ومدرستهم، ولكن أيضا مدينتهم التي أصبحت رائعة بأياديهم الصغيرة.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2016
ISBN9789771453185
الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

Read more from أحمد العباسي

Related to الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

Related ebooks

Reviews for الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الأيدي الصغيرة تبني أحيانا - أحمد العباسي

    aydy%20text.PSDaydy%20text.PSD01*.psd

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 9789771453185

    رقم الإيــــــــداع: 20361 / 2015

    طـبـعـة يـنـايــر 2016

    11657.png

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون : 33466434 - 33472864 02

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهــداءٌ..

    إلى أستاذِي الحبيبِ المهندسِ والأديبِ الرائعِ

    علي ماهر عيد.. إليكَ قطرةً من نبعِ عطائكَ

    أحمد العباسي

    طابورُ الصباح

    لم يعتدِ الأطفالُ في قريتهِ أنْ يرتدُوا زيًّا مدرسيًّا موحدًا؛ فالبردُ القارسُ يجعلُهم يتدثَّرون بكلِّ ما تحوِيه خزانةُ الملابسِ، حتَّى إن التلاميذَ يسيرونَ وكأنَّهم آليُّون؛ ذلكَ أنَّ الملابسَ التي يرتدُونها تُبعِدُ أذرعَهم عن أجسامِهم فيسيرونَ ويلتفتونَ بطريقةٍ آليةٍ، وبرغمِ أنَّ «حسن» أحدُ هؤلاءِ التلاميذِ فإنَّ الملابسَ المتراكمةَ لم تنجحْ في إخفاءِ جسمِه النحيلِ، فملامحُه المنحوتةُ كتمثالٍ فرعونيٍّ تؤكدُ ذلكَ، وذقنُه الرفيعُ المدببُ، حتَّى فمُه بشفتيهِ الرفيعتينِ يبرهنانِ على نحافتِه، أمَّا عيناهُ اللتانِ تتمتعانِ ببياضِ السحابِ المشوبِ بزرقةٍ خفيةٍ يتحركُ في فضائِهما كرتانِ زجاجيتانِ، فهما تلمعانِ بالذكاءِ وقدْ تلوَّنتا بلونٍ بنيٍّ يظنُّه الناظرُ مِن بعيدٍ سوادًا صريحًا.

    دخَل حسن بوجهِه البشوشِ عبرَ بابِ المدرسةِ، وهوَ يرسمُ بخيالِه الجامحِ صورًا مشرقةً لمستقبلٍ رائعٍ، تسلَّح مِن أجلِه بمذاكرةٍ منتظمةٍ وقراءةٍ تتخطَّى سنواتِ عمرِه الثلاثَ عشرةَ..

    ■ ■ ■

    كانَ ناظرُ المدرسةِ يتابعُ طابورَ الصباحِ وهوَ يتحركُ بعشوائيةٍ وبطءٍ، فالتلاميذُ يتحرَّكون في كسلٍ وهم نصفُ نيامٍ، أكثرُهم لم يغسِلْ وجهَه.. فما بالُكَ بالاستحمامِ وتصفيفِ الشعرِ! أخَذ الناظرُ نفسًا عميقًا، ثم أخرَجَه بعنفٍ جعَل حجمَ كَرِشهِ يزدادُ حتَّى كادَ يمزِّقُ البنطلونَ الذي انثنَى للأسفلِ بفعلِ ضغطِ الكَرِشِ، ومعَ هذا الزفيرِ خرَج صوتُه العميقُ ليحُثَّ الأستاذَ عطية على استخدامِ العصا؛ فهيَ السبيلُ الوحيدُ من وجهةِ نظرِه لتحريكِ التلاميذِ، ضَحِك الأستاذُ عطية مجاملًا الناظرَ، قبلَ أنْ يلوِّحَ بالعصَا في الهواء مُحدِثًا أزيزًا مرعبًا، لكنَّ عطية ضمَّ العصا من جديدٍ، فقد كانَ التلميذُ الذي يمرُّ أمامَه هو حامد ابنَ الأستاذةِ جملات، وضربُه لهُ كفيلٌ بأنْ يجعلَ الأيامَ التاليةَ شبيهةً بحربٍ ضروسٍ، لن يخرجَ منها سالمًا، لذا ضمَّ العصَا وأشارَ إليهِ أنْ يمرَّ قبلَ أنْ يشهرَها مرةً أخرى.

    ■ ■ ■

    اقتربَتْ «سناء» من «حسن» الذي ابتسَم لها بودٍّ، فهمَسَتْ لهُ أن يمشيَ في أقصَى اليمينِ؛ لأنَّ الأستاذَ «عطية» يقفُ بعصاهُ العمياءِ في الجانبِ الأيسرِ للطابورِ، ورغمَ يقينِ «حسن» أنَّ الأستاذ «عطية» لا يحتاجُ لمبررٍ حتَّى يضربَه فإنَّ شعورَه بمدَى تفوقِه والتزامِه كانَ أقوَى من أنْ يجعلَه يفرُّ أمامَ نفسِه وزملائِه..

    ■ ■ ■

    02send*.psd

    مرَّ «ملاك مرقص» بملامحِه الطفوليةِ البريئةِ التي تشعرُكَ بأنه احتفَظَ بها منذُ أنْ كانَ عمرُه عامًا واحدًا، وهو يبتسمُ للأستاذِ عطية الذِي سألَه عن صحةِ والدِه وطلَب منهُ أن يبلغَه سلامَه، فأومَأ ملاك برأسِه إيجابًا، وهنا وصَل حسن أمامَ الأستاذِ عطية تمامًا.. ودونَ أيِّ مقدماتٍ هوَتِ العصَا كالصاعقةِ على كتفِ حسن، حتَّى إن الملابسَ الكثيرةَ التي يرتدِيها لم تنجَحْ في صدِّ الضربةِ عن كتفِه، صرَخ حسن صرخةً مكتومةً لأقصَى ما يستطيعُ طفلٌ في سنِّه الكتمانَ، لكنْ سُرْعَانَ ما انفجَرتِ الصرخةُ على هيئةِ دموعٍ من عينيهِ، سارَع بإخفائِها بذراعِه وانطلَقَ إلى الفصلِ ليجلسَ على مَقْعَدِه المعتادِ، وقد دفَنَ ألمَه ورأسَه بينَ ذراعيهِ، وهنا فوجِئَ بتلميذٍ لزجٍ يطلبُ منه النهوضَ بطريقةٍ تخلُو من أيِّ أدبٍ أو ذوقٍ، إنه حازم ابنُ الأستاذِ عطية، وهو صورةٌ مصغرةٌ من أبيهِ، وَرِثَ عنه البشرةَ المغطاةَ دائمًا بالزيتِ، وثقلَ الظلِّ والتكبرَ الأجوفَ، نَهَرَ حازم حسن ليذكرَه أنَّ أباهُ نقَلَه من هذا المقعدِ ليجلسَ هو مكانَه، نهَض حسن وقد تضاعَفَتْ آلامُه وشعَر باضطهاد هذه العائلةِ له، أما ملاك الذي كان قريبًا فلقد نهَرَ حازم بنظرةٍ جعَلَتْه يجلسُ مقيدًا بالخوفِ والصمتِ، واتجه نحوَ حسن الرابضِ في آخرِ مقاعدِ الفصلِ، وهو يمسَحُ عينيهِ بمنديلهِ القماشِ لكنَّ دخولَ الأستاذِ خالد جعَل ملاك يعودُ لمقعدِه على عجلٍ.

    وقَف التلاميذُ كأعوادِ الخيزرانِ ليستقبِلوا نظراتِ الأستاذِ خالد المبتسمةَ وتحيتَه العذبةَ.

    خالد: صباحُ الخيرِ تلاميذِي المتفوقينَ.. أطباءَ ومهندسِي وعلماءَ المستقبلِ.

    «وأدباءُ وفنانونَ» قالَتْها سناء بصوتٍ جريءٍ لا يتناسبُ مع مظهرِها الهادئِ، وجسمِها الصغيرِ الذي يجعلُكَ تعطِيها سنًّا أقلَّ من سنِّها الحقيقيةِ بثلاثِ سنواتٍ على الأقلِّ.

    فردَّد الأستاذُ خالد خلفَها: وأدباءُ وفنانونَ.

    ردَّ التلاميذُ التحيةَ بطريقتِهم الموسيقيةِ المعتادةِ: صباحُ النورِ على «البنورِ» ويجعَل يومَك هَنا وسرُور

    ابتسَمتْ سناء ابتسامةً أضاءَتْ وجهَها الأسمرَ الجميلَ، ثم جلَسَتْ مع زملائِها بعدَ إشارةِ الأستاذِ خالد بالجلوسِ قبلَ أنْ يتفحصَ وجوهَ التلاميذِ في المقعدِ الأماميِّ، ويتوقفَ للحظةٍ على وجهِ حازم سائلًا عن حسن، وهنا قفَز ملاك من مكانِه ليشيرَ إلى حسن الجالسِ في المقعدِ الأخيرِ.

    توجَّه الأستاذُ خالد لحسن ليستفسرَ منهُ عن سببِ رجوعِه للخلفِ، وما إن اقترَب منهُ حتَّى لاحَظ آثارَ البكاءِ تحيطُ بعينَيْهِ وأنفِه، فتح حسن فمَه ليجيبَ لكنَّ لسانَه أبَى أنْ يتحرَّكَ، فتدخَّلَتْ سناء لتحكيَ ما حدَث في طابورِ الصباحِ، وأكمَل ملاك بكلماتٍ موجزةٍ ما حدَث بالأمسِ، وكيفَ أرجَع الأستاذُ عطية حسن من مقعدِه لآخرِ الفصلِ ليُجلس ابنَه حازم مكانَه.

    المواجهة

    بعدَ طَرَقَاتٍ قصيرةٍ.. دخَل الأستاذُ خالد مكتبَ الناظرِ الذي كانَتْ ستائرُه المكونةُ من عدةِ شرائطَ متراصةٍ نصفَ مفتوحةٍ تُلقي بظلالِها على الأرضِ، ما جعَلها تكوِّنُ شكلَ قضبانٍ حديديةٍ من الظلامِ على أرضيةِ المكتبِ، تُرَى هل يستطيعُ خالد أن يبددَ هذا الظلامَ ويحطمَ هذه القضبانَ؟ وجَد الأستاذُ خالد نفسَه في مواجهةِ الأستاذِ عطية أولًا بالداخلِ، فقرَّر أنْ يواجِهَ المشكلةَ مباشرةً ودونَ كلامٍ معسولٍ، وجَّه سؤالًا مصحوبًا بنظرةٍ حادةٍ أربكَت الأستاذ عطية عن استخدامِه للعنفِ رغمَ تجريمِ ذلكَ، لكنَّ الردَّ لم يأتِ من حيثُ انتظَر، فلقد ردَّ الناظرُ بعنفٍ غيرِ مبررٍ أنهُ مَنْ أمَره بذلكَ، وثَرْثَرَ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1