Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا
بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا
بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا
Ebook139 pages1 hour

بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

Rating: 3 out of 5 stars

3/5

()

Read preview

About this ebook

فريدة.
مجرد الاسم يشعره بالرهبة. كلما سار في طريقه من مكتب العمل للمنزل. كلما ركب الميكروباص في طريقه للمخزن، ونزل على أول الشارع الذي لا ترغب أي وسيلة مواصلات في دخوله، كانت فريدة تناديه. فريدة وبوجارت. هو يعلم لِمَ تناديه فريدة. ماذا عن بوجارت؟

Languageالعربية
Release dateFeb 25, 2020
ISBN9789775007209
بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

Read more from دار ضمة للنشر والتوزيع

Related to بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

Related ebooks

Reviews for بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

Rating: 3 out of 5 stars
3/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا - دار ضمة للنشر والتوزيع

    بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

    الطبعة الأولى / 1441 هـ - 2019 م

    رقم الإيداع / 20337 / 2019

    الترقيم الدولي / 9-20-5007-977-978ISBN:

    الغلاف / محمود سيد

    تدقيق لغوي / مجموعة ضمة

    جميع حقوق الطبع محفوظة

    © دار ضمة

    العباسية – القاهرة - مصر

    )002 (01550534326تليفون:

    Damma.group@gmail.com

    جيلان صلاح

    بوجارت، اعزف لي لحنًا كلاسيكيًّا

    دار ضمة

    الإهداء

    إلى الحبيب الراحل

    شكرًا...

    "زهور البنفسج دائمة، والورود غير دائمة

    شكرًا لأنكِ أصبحتِ أنا

    وعرضتِ علي أن أعانقك بعيدًا عن قدرك"

    ترايسي بيترسون – قصيدة حصريًّا على فينوس

    الأول:

    في الأسبوع الذي سبق حفل خروجه على المعاش، قرر الأستاذ وجيه سيد مرسي أن يكتب مذكراته.

    جلس إلى مكتبه بقسم الحوالات حيث كل شيء في مكانه؛ حافظة الأقلام، الدوسيهات المنسقة بعناية على الجانب الأيمن، اللوحة الصغيرة التي تحمل اسمه من أيام محاولاته اليائسة في بدء شركة لتصدير الأقطان.

    "السبت 15 نوفمبر،

    اليوم أكمل عامي الستين، أستطيع الآن العودة من حيث أتيت.

    عزيزتي فريدة، ترى هل تعودين؟"

    ***

    لم يعرف وجيه أنه يريد أن يصبح فريدة إلا عندما شاهد أبلة سهام صديقة والدته الست فتحية وهي تزين شفتيها بأحمر الشفاه. تخيل نفسه مكانها، وأحيانًا تخيل أنه إصبع الروج الأحمر الجميل. كان يسير في الشوارع وحيدًا، محتفظًا بالجريدة اليومية تحت إبطه، يشاهد إعلانات السينما ويحلم، لا ببيرت لانكستر أو أفلام الكاوبوي، لكن بقلم روج مارلين مونرو، يتخيلها ترقص على نغمات أغنية موجة استوائية حارة ثم تغمز له بعين، وتناوله قلم الروج الخاص بها، لا لِوَجِيه، لكن لفريدة.

    يعلم أن فريدة تحيا بداخله، ومن الصعب التخلص منها أو نسيانها.

    بقى بعد العمر ده كله يا وجيه؟

    يخشى وجيه أكثر ما يخشى أن يموت دون أن يخرج فريدة من محبسها. عندما شاهد فيلم جامع الفراشات تخيل أنه مثل فريدي في الفيلم، يحبس تلك الشقراء المسكينة، لا لشيء إلا لأنها أعجبته ويريد اقتناءها، وهو يعلم جيدًا أن مجرد إعجابها به، ضربًا من الجنون، ووهمًا كان صرحًا من خيال فهوى. هو أيضًا يفعل هذا بفريدة، لا يمنحها الفرصة للانطلاق، تذكر عندما شاهد فيديو لهذا الشيخ الذي يفضله ابنه مؤنس –الشيخ مؤنس الآن- وهو يسب أمينة السعيد كونها افتخرت بأنها أول امرأة ترتدي الشورت وتلعب كرة السلة في الجامعة –أو لعلها سيزا نبراوي- وتذكر كيف جف حلقه، بينما علت قهقهات ابنه واستنكار زوجته يسرية من اللفظ الخارج الذي أخذ الشيخ يكرره مرارًا وتكرارًا وهو يصف النساء سافرات الوجوه.

    اقفل القرف ده يا مؤنس!

    كان هو في وادٍ آخر. حتى أنه لم يسمع ابنه بينما يسأله رأيه في الفيديو، وعندما انتبه أخيرًا، خيل إليه أن الشيخ ينظر إليه نظرة ثاقبة وهو يلعن النساء المتشبهات بالرجال، والرجال المتشبهين بالنساء.

    ابتسم في شحوب ولم يجب بينما انهالت يسرية عليه بالتقريع.

    هو ده اللي قدرت عليه ياخويا؟ إلهي يهدهم زي ما سمموا أفكار ولادنا

    في غرفته هو ويسرية اختلى بنفسه، أخرج مفتاح المخزن القديم وتنهد.

    حان موعد لقاءك يا فريدة. وياله من لقاء.

    ***

    جدو، شفتني وأنا برقص

    عندما أصبح جدًّا لأول مرة، لم يكن يرى من الدنيا سوى خديجة، ابنة مؤنس الكبرى. ما أجملها وهي ترقص، وهي تغني، وهي تكتب على أوراق اللعب. تحاول أن تغلبه في الطاولة ويتهمها بأنها تقرص الزهر.

    أنت اللي عجِّزت يا جدو،

    تقبله وتركض. بعد عامين من هذا اليوم سيراها فتاة أخرى قادمة مع أمها وأبيها من السعودية وقد ارتدت الحجاب وهي بعد في العاشرة. سيهم بتقبيلها فيحمر وجهها وتنظر لأمها التي تبتسم محاولة التظاهر بالمرح،

    ده جدو يا خديجة، مِحرِم، متخافيش.

    ستصيح يسرية فيها وفي ابنهما بأن البنت لسة صغيرة وأن إيه الخيبة اللي بينيلوها دي! بينما سيكتفي هو بالابتسام وربت رأس الصغيرة. ولن يقبلها بعد ذلك أبدًا، كما لن يسمعها تغني سوى أغنية تقول فيها،

    إلا صلاتي، أنا أصليها.

    ذلك اليوم أيضًا سيذهب لملاقاة فريدة، سيسير في طرقات سيدي بشر وحيدًا، سيتذكر في حنين كيف كان بيته القديم مع أخوته السبع، والذين لم يعرف عنهم شيئًا بطبيعة الحال، كل تفرق إلى مشارق الأرض ومغاربها، كما أبنائه الخمسة بالضبط. كل ما يذكره مكالمات أخيه وجدي المحامي الحذق من كندا وسخريته من الأحوال،

    زمن اللعب راح يا أبو الوجاهة!

    كان وجدي أقرب إخوته إليه. لم يشعر بالسعادة وهو يلعب الطاولة سوى معه. كانا يلعبان سويًّا بينما زوجتيهما يسرية وأُنسية تمصمصان الشفاه وتلعنان الطاولة بينما وجدي يصيح، شيش بيش يا حلو. زنقتك!

    فتح المخزن ودلف إليه. في الداخل كل شيء مازال يحمل رائحة الأمس واليوم والبارحة. في هذا المخزن تلقى أول صفعة من أبيه. وتعلم جيدًا قيمة القرش، ومع هذا فإن أخاه المُسرِف وجدي هو الذي نال العِز في كندا.

    أغلق الباب وراءه. أزاح ملابسه بسرعة. نظر لنفسه. مازال يرتدي لباسه الداخلي، وحاجياته الضخمة محشورة في اللباس الضيق. في مراهقته، كان يقارن بين بتاعه وبتاع أصحابه وكان دومًا ما يكسب، يهلل له الآخرون وينعتونه دكر ياله بينما هو لا يريد سوى أن يحرقهم جميعًا. لم يكن وجيه عنيفًا بطبيعة الحال، في جميع مشاجراته ويسرية يترك لها اليد العليا، يظنه أبناءه ضعفًا لكنه حقيقي ملول للغاية. لا يريد أن يكمل المشاجرة للنهاية، وطاقة يسرية للنقار لا تقارن بطاقتها أثناء الجماع فيما مضى، عندما كانت تتركه يستمنى فيها لأطول وقت ممكن، مطلقة أصواتًا وتأوهاتٍ تذيب الحجر.

    لم تمانع فريدة علاقته ويسرية.

    في الواقع، لم تمانع فريدة علاقته وأي إنسان.

    ولا حتى علاقته بالحسين.

    بعد أن حرَّم مؤنس ابنه زيارة الأضرحة والأولياء، أصبح يزور الحسين سرًّا، يبدأ الزيارة بالسلام عليه وعلى آل البيت ثم يسأله إذا ما كان أرسل لله سؤاله.

    بسأله يا سيدنا أنا ليه... ليه دائمًا حزين؟

    يخرج بعدها ليجلس على قهوة البلالايكا، ويدخن حجرين معسل أعدهما له مخصوص الولد زيكو ذي الصوت الناعم والعينين الناعستين.

    ربنا يخليك لينا يا حاج وجيه

    يمنحه وجيه ما يجده في جيبه، ليس أكثر من خمسة جنيهات لئلا يطمع الولد، لكن وجهه يشرق، وسعادته عدوى لطيفة تنتقل لوجيه هو الآخر. تملأه مرحًا وحبورًا فيعود للمنزل وهو يصفر، ويتغاضى عن تعاسة يسرية البادية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1