مفتاح الحياة
By أحمد العباسي
()
About this ebook
أحمد العباسي كاتب روائي وسيناريست، له أكثر من 500 قصة، وسبع روايات، فاز بجائزة ملتقى الناشرين العرب عن روايته الأيدي الصغيرة تبني أحيانا، تم أختيار قصته المصورة المهم هو هل تستطيع من قبل الينسكو بالتعاون مع الإتحاد الأوربي ومنظمة كير، ليتم طباعة 20000 نسخة منها ليتم توزيعها على مدارس الصعيد، وكذلك قصتي الأطفال يحكمون العالم وثمن الحرية، شغل منصب مدير تحرير العديد من مجلات الاطفال مثل تووت لؤلؤ نونة،سعود وغيرها، كما نشر ككاتب بمجلات علاء الدين وماجد وباسم وغيرها، تم تكريمه في تونس والإمارات، ونشرت أعماله بهما بالاضافة إلى السعودية ولبنان.
Read more from أحمد العباسي
كهف الأسرار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأيدي الصغيرة تبني أحيانا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغزل البنات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to مفتاح الحياة
Related ebooks
الشاعر الطموح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبقرية خالد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسهم المسموم: علي الجارم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخاتمة المطاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذخيرة في محاسن أهل الجزيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنداء البرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهاتف من الأندلس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشاعر ملك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحفنة ريح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتاج في أخلاق الملوك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبو العلاء المعري زوبعة الدهور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصرع كليوباترا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحاسن والأضداد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصان الجو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرات الجد ضفدع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرابطة الأدب الإسلامي: الكنتي: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمهلهل سيد ربيعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصدقاء الربيع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح معاني شعر المتنبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهارون الرشيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسعد بن أبي وقاص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنوار اللوز: تغريبة صالح بن عامر الزوفري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsEmbracing Exile Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقراط الذهب في المفاخرة بين الروضة وبئر العزب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسهم المسموم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرح الوليد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزُقاق المدق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلات السندباد البرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعجيبة وعجيبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبث الاقدار Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for مفتاح الحياة
0 ratings0 reviews
Book preview
مفتاح الحياة - أحمد العباسي
مِفتاحُ الحياةِ
روايـة
أحمد العباسي
مِفتاحُ الحياةِ
تأليف: أحمد العباسي
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة @ لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-5566-0
رقـــم الإيـــــداع: 2017 / 27519
طـبـعـــة: يناير 2018
Section00002.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
إهــداءٌ..
إِلَى أبي الحبيبِ وأمي الحنونةِ وزوجتِي الرائعةِ، وإِخْوَتِي المرابطينَ على حدودِ قلبي.. وأمي المريضةِ مصرَ.
أحمد العباسي
يومُ الْمُحاكمةِ
شمسُ الصيفِ تعلو في السماءِ، ومعها يعلو القلقُ والتوترُ اللذانِ يُسيطران على كلِّ شبرٍ في ساحةِ المعبدِ. العامةُ يتشاجرونَ على الصفوفِ الأماميةِ يريدونَ المشاهدةَ عن كَثَبٍ، الكُتَّابُ والرَّسَّامُونَ يجلسونَ في أماكنِهم في صمتٍ مُطبِقٍ يرصدونَ كلَّ حركةٍ ولفتةٍ؛ ليُسَجِّلُوها على جدرانِ المعبدِ الكبيرِ، بينما الكهنةُ يحاولونَ التشاغلَ بحديثٍ جانبيٍّ في انتظارِ كبيرِهم.
فجأةً دخلَ بعضُ الجنود الغِلاظِ يرتدون زيَّ الحربِ كاملًا، وهم يُمسكونَ بشابٍّ يبدو على بشرتِه آثارُ طعناتٍ وجروحٍ قديمةٍ، لا يُمكن لحربٍ واحدةٍ - مهما كانتْ ضراوَتُهَا- أن ترسُم مِثْلَهَا؛ ما يدلُّ على أنَّهُ خاضَ الكثيرَ من الحروبِ، لكنَّ اللونَ الأسمرَ الذي يُلَوِّنُ جسمَه يقول إنَّهُ فلاحٌ لم يُغَادِرِ الحقلَ؛ لفَحَتْهُ شمسُ آتونَ الذهبيةُ.
كانت عضلاتُ صدرِه البارزةُ تُضفي على جسمِه الممشوقِ هيبةً لا تُخْطِئُهَا عينٌ، بينما عضلاتُ ذراعَيْهِ البارزةُ تتخطَّى عضلاتِ المحاربينَ، لتجعلَهُ أقربَ للنحاتينَ الذين يَتَعَامَلُون مع صخورِ الجرانيتِ العصيَّةِ، أما قدماهُ فإنَّهُمَا تَلِيقَانِ بهذا الجسمِ المخروطِ من صخرِ الشستِ الصُّلْبِ، كانَ القيدُ المربوطُ في قَدَمِهِ -رغمَ كبرِ حجمِه- يبدو هزيلًا، خاصةً عندما يتحرَّكُ فتتبعُه الكرةُ الحديديةُ المربوطةُ في القيدِ ببساطةٍ، وكأنها كرةٌ خشبيةٌ كالتي يَلْعَبُ بها الصِّبيةُ.
حَبَسَ الجميعُ أنفاسَهم حينما دخل الحاجبُ ليقفَ خلفَ كرسيِّ الكاهنِ الأكبرِ «كاموزا»، والذي دَخَلَ بعدَه بلحظاتٍ.
قَلَّبَ الكاهنُ بعضَ أوراقِ البردي قبلَ أن يرفعَ عَيْنَيْهِ بنظرةٍ حادةٍ أشبهَ بسهمٍ ناريٍّ نحوَ الشابِّ، لكنَّ هذا الأخيرَ تصدَّى لها بدِرْعٍ من تحدٍّ، لم يتوقَّفْ عن صدِّ هجماتِ الكاهنِ به طوالَ المحاكمةِ، حتى إنَّ الأخيرَ فرَّ بنظراتِه متجهًا إلى المساعدِ «لاخ» الجالسِ على يسارِهِ، هزَّ المساعدُ رأسَهُ مع كلِّ جملةٍ منَ الكاهنِ، ثم أشارَ للحارسِ عقبَ انتهاءِ الكاهنِ من كلامِه، وهمَسَ له أن يَفُكَّ قيدَ الشابِّ، ثم أشارَ له أن يَقْتَرِبَ من الْمِنَصَّةِ.. تقدَّمَ الشابُّ بخطواتٍ عسكريةٍ واثقةٍ دونَ أن تتركَ عيناهُ عَيْنَيِ الكاهنِ الذي أمسكَ بورقةٍ أمامَه، وبدأَ يقرأُ بصوتٍ عميقٍ وكأنه خارجٌ لتَوِّهِ من قبرٍ لا قرارَ له!
«باني خيموي»، 28 فيضانًا، مقيمٌ بـ«تانيسَ».
أجابه «باني» بصوتٍ صُلبٍ: نعمْ يا سَيِّدِي الكاهنُ الأعظمُ.
شعرَ الكاهنُ ببعضِ الارتواءِ لحلقِه الجافِّ؛ حينما نَعَتَهُ «باني» بالكاهنِ الأعظمِ.. لكنَّهُ ظلَّ يَتَحَدَّثُ بصوتٍ فيه وحشةُ القبورِ: أنتَ مُتَّهَمٌ بتهمٍ عديدةٍ، سنُناقِشُهَا معكَ قبل إعدامِكَ.
أجابه «باني» بابتسامةٍ ساخرةٍ؛ معقبًا على كلمةِ (قبل إعدامِك)! واستطردَ: مَهْمَا كانتِ النتيجةُ فأنا مستعدٌّ لها وسأَقْبَلُهَا بكلِّ شجاعةٍ، لكنَّنِي في نفسِ الوقتِ أتمنَّى أن تَظْهَرَ الحقيقةُ كاملةً لشعبِ النيلِ العظيمِ.
نظرَ الكاهنُ بارتيابٍ إلى «باني» الواثقِ، بينما تَسَرَّبَتْ ضَحِكَاتٌ ذاتُ معنًى من بَيْنِ شَفَتَيْ «لاخ» مساعدِ الكاهنِ، واكتفَى باقي المساعدِينَ بنظرةِ مَنْ يَعْرِفُ النهايةَ.
أخذَ الكاهنُ «كاموزا» نفسًا عميقًا قبلَ أن يَقْلِبَ أوراقَ البردي مرةً أخرى، لتستقرَّ عيناه على ورقةٍ، فيقرأَ ما بها:
«قام الضابط (باني) بخيانةٍ عظمى لا تَتَنَاسَبُ وثقةَ الفرعونِ العظيمِ فيه؛ إذ عَيَّنَهُ قائدًا لفرقةِ الفرسانِ التي تَحْمِي الأميرَ في ساحةِ المعركةِ، لكنَّ (باني) تخاذَلَ في مُهِمَّتِهِ، ليتركَ ساحةَ المعركةِ كجرذٍ مذعورٍ، تاركًا الطريقَ مفتوحًا أمامَ الأعداءِ للنيلِ منَ الأميرِ!
ضمَّ أحدُ الحاضرينَ قبضةَ يَدِهِ بغضبٍ شديدٍ، وشرعَ بالوقوفِ صارخًا: إنَّ «باني» بَرِيءٌ من هذه التهمةِ المخزيةِ! لكنَّ شخصًا بجوارِهِ قبضَ على ذراعِهِ مانعًا إياه من الوقوفِ، وهمسَ في أذنِهِ مهدئًا ومحذرًا: إياكَ أن تَفْعَلَهَا.. ستقضي على نفسِكَ وعليه. خارتْ عَزِيمَتُهُ فجأةً، ولم يقوَ على النهوضِ؛ فكلماتُ صديقِه رغمَ قِلَّتِهَا جعلتْ لوحاتٍ كثيرةً كلوحاتِ معبدِ آمونَ تمرُّ أمامَ عَيْنَيْهِ، وقدْ نُقِشَ عليها صورُ تعذيبِه هو وعائلتُه والتنكيلِ بهم، وانتقلَ خيالُه من صورٍ تَوَهَّمَهَا إلى صورٍ رآها بأمِّ عَيْنَيْهِ، صورةُ البطلِ المحاربِ «باني» الذي شقَّ أمواجَ جيشِ الأعداءِ ليحطِّمَهَا ويُمَزِّقَ كلَّ مَن يصلُ إليه، ثم يعودُ ليقفَ أمامَ ملكِ الأعداءِ كصخرةٍ من الجرانيتِ، قاتلًا جميعَ الفرسان المتدافعينَ للنَّيلِ منه.
كان «باني» مثالًا للبطولة؛ فهو يُحارِبُ بكلِّ الأسلحةِ من السيوفِ إلى الرماحِ، كما أنَّ مهارتَهُ في الرمي جعلَتْهُ يكادُ يحتكرُ لنفسِه المركزَ الأولَ في كلِّ مسابقاتِ الجيشِ، سعى الجميعُ للانضمامِ لفرقتِه الحربيةِ ليقاتلَ بجوارِه؛ يتعلمُ منه ويحتمي به عندَ اشتدادِ وَطِيسِ المعركةِ..
المعركة
شمسُ شهر مسرى الحارقةُ فوقَ الرءوسِ مباشرةً تَصُبُّ حممَها بلا هوادةٍ على جنودِ جيشِ الفرعونِ، الذين زادتِ الدروعُ الحديديةُ أجسامَهم غليانًا، وجعلتِ العرقَ يَتَصَبَّبُ من أجسامٍ دبَّ فيها الجفافُ.
لكنَّ لهيبَ المعركةِ كانَ أشدَّ فتكًا، وزخَّاتِ الدمِ المتناثرةَ تُسَابِقُ العرقَ إلى الأرضِ.. ورغمَ تقدُّمِ جنودِ فرعونَ فإنَّ القلقَ المستبدَّ حَجَبَ هذه الحقيقةَ عن عَيْنَيِ الأميرِ «خابا» الذي كان يَجْلِسُ في خيمتِه بعيدًا عن آتونِ المعركةِ المحتدمةِ، لا يُشَاهِدُ المعركةَ التي تَدُورُ على مرمَى حجرٍ منه، لكنَّه يكتفِي بنقل خادمِه الخاصِّ -المفزوعِ دائمًا- للأحداثِ.
كان «باني» كعادتِه في الصفوفِ الأماميةِ تارةً يَفْتِكُ بأعتَى فرسانِ الحيثيينَ، وأخرى يَحُثُّ الجنودَ على الثباتِ. وفجأةً وجدَ «باني» تراجعًا حادًّا في جنودِ الأعداء، لكنَّه بعينٍ مُدَرَّبَةٍ لاحظَ أنَّه انسحابٌ مُرَتَّبٌ؛ غيرُ عَشْوَائِيٍّ، فصَرَخَ في جنودِهِ أنْ يَظَلُّوا في مواقِعِهِمْ متأهِّبِينَ، ولا ينجرُّوا خلفَ مطاردةِ الجنودِ المنسحبينَ، بينما يستمرُّ رماةُ الأسهمِ في عملِهِم بكاملِ طاقاتِهم، مستفيدينَ من إعطاءِ الأعداءِ ظهورَهم لأرضِ المعركةِ.. انطلقَ «باني» إلى خيمةِ الأميرِ؛ حتى يُلْقِيَ نظرةً من مكانٍ مرتفعٍ على المعركةِ، ويتشاورَ معه حولَ خطةِ المعركةِ القادمةِ، في حالةِ كانَ الهجومُ القادمُ لجيشِ الأعداءِ كاسحًا كما يتوقع.
بينما كان «باني» في منتصفِ الطريقِ بينَ أرضِ المعركةِ والخيمة، ظهَرَ ما يُشْبِهُ جيشًا جديدًا للأعداءِ! فالوجوهُ مختلفةٌ لا يَبْدُو عليها أيُّ إجهادٍ للمعركةِ السابقةِ، والصفوفُ منتظمةٌ يَتَقَدَّمُهَا فرسانُ البلاطِ الملكيِّ بدروعِهِمُ اللامعةِ بألوانِ الذهبِ وخوذاتٍ ضخمةٍ جعلتْ رُءُوسَهُم أقربَ إلى رءوسِ الثيرانِ، وبينما اعتادَ جنودُ الحيثيينَ حملَ «بلط» أو سيوفٍ فقط، كان هؤلاءِ الفرسانُ