Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فتاة هايدلبرج الأمريكية
فتاة هايدلبرج الأمريكية
فتاة هايدلبرج الأمريكية
Ebook215 pages1 hour

فتاة هايدلبرج الأمريكية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تظل مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان مفاهيم نسبية وغير متحققة حتى في قلب العالم الغربي الذي يدعي انتماءہ لتلك المفاهيم. هكذا تقول أحداث رواية فتاة هايدلبرج وتصف لك كيف يمكن أن تنتهي قصة حب أفلاطوني بين شاب مبتعث في ألمانيا وبين فتاة أمريكية فقط؛ لكونها ابنة جنرال في الجيش الأمريكي بينما هو شاب عربي.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2013
ISBN9783285833310
فتاة هايدلبرج الأمريكية

Related to فتاة هايدلبرج الأمريكية

Related ebooks

Reviews for فتاة هايدلبرج الأمريكية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فتاة هايدلبرج الأمريكية - أحمد جمال الدين موسي

    فتاة هايدلبرج الأمريكية

    تأليف:

    د.أحمد جمال الدين موسى

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــر طـبـــع أو نـشـــر أو تصــويــر أو تخـزيــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 8-4561-14-977

    رقـــم الإيــــداع: 2012/9723

    الطبعة الأولــى: ينـــايــــر 2013

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    1. ممشى الفلاسفة

    استقر الدكتور أسامة زايد في مقعده الوثير بدرجة رجال الأعمال في الطائرة التي تقله لنيويورك للمرة الأولى في حياته تلبية لدعوة تلقاها لحضور مؤتمر علمي دولي.. كان يحلم لسنوات طويلة بزيارة أمريكا والمقارنة بين واقعها وما يسمعه أو يقرؤه عنها، تساءل أكثر من مرة: هل فعلاً يغلب على معظم الأمريكيين سلوك رعاة البقر القائم على العنف والغرور والبحث عن المصلحة الذاتية قبل أي شيء آخر، أم أنهم مثل ماجي التي قابلها وتعلق بها قلبه منذ عقد من الزمان في أثناء إقامته العابرة في ألمانيا وكانت تفيض رقة وعذوبة وإنسانية؟!

    استرخى في مقعده وقد أسعده أن يعود بذاكرته للقائهما الأول، كان قد لبَّى دعوة زميله التركي وصديقته الألمانية للعشاء في مطعم إيطالي في هايدلبرج بمناسبة عيد ميلادها، كان من بين الحضور - بالإضافة لعصمت وكريستين - طالبان ألمانيان وثلاث فتيات بينهن ماجي التي أتت من سنسناتي بولاية أوهايو للدراسة في ألمانيا.

    جاءت جلسته بجوارها، بدت أكثر خجلاً من الأخريات إلا أنه رآها الأقرب إليه، ربما لأنها غريبة وأجنبية مثله، عرف أنها طالبة دراسات عليا في تخصص الأدب الألماني في جامعة هايدلبرج وأنها المرة الأولى التي تخرج بصحبة هذه المجموعة من الأصدقاء، عندما سألها وهم يهمون بمغادرة المطعم عما إذا كان بإمكانه أن يلقاها مرة أخرى وجدها تعاني حيرة بالغة في الرد عليه، قالت له في البداية لا أعرف كيف أجيبك، ثم أردفت بأنها تحب المشي على ضفة النهر، ولا مانع لديها أن يشاركها المشي ذات مرة إذا رغب في ذلك..

    مضت أيام قبل أن يتصل أسامة بماجي هاتفيًّا متسائلاً: متى تسمح له بمشاركتها متعة المشي؟ أجابته دون أن تخفي سعادتها باتصاله: غدًا لو شئت.

    مدينة هايدلبرج الجميلة تقع على ضفاف نهر النيكار الذي يفصل بين الجزء القديم من المدينة في الجنوب والجزء الأحدث الواقع في الشمال، كانت ماجي بانتظاره قرب بوابة جسر كارل ـ تيودور الحجري القديم، من جانب المدينة القديمة تبدو هذه البوابة التي يرجع طرازها إلى العصور الوسطى عملاقة وطاغية الحضور حيث كانت جزءًا من السور الأصلي للمدينة، لكن أضيف إليها لحظة إنشاء الجسر في أواخر القرن الثامن عشر برجان قوطيا الطراز بخوذتين عملاقتين.

    استقبلته ماجي بابتسامة صافية وإن كانت متحفظة، سألته عما إذا كان يحب الفلسفة، فأجابها متحيرًا:

    أحيانًا - ربما - لكن ليس الآن..!

    ضحكت الفتاة الأمريكية لحيرته، استطردت وهي تقوده عابرة الجسر باتجاه الشمال:

    لقد سألتك عن الفلسفة لسبب بسيط هو أننا سنصعد الآن لنسير في ممشى الفلاسفة، ألم تفعل ذلك من قبل؟!

    سمعت بالفعل عن هذا الممشى، ورغم أنه غير بعيد عن المعمل الذي أذهب إليه بانتظام، فإنه منذ قدومي إلى المدينة لم تتح لي الفرصة لارتياده، لكني الآن محظوظ لأجول فيه بصحبة فتاة جميلة وسط الحدائق الغناء.

    غمرت الحمرة وجنتي الفتاة لكنها تجاهلت عبارته الأخيرة واكتفت بالقول بأنها تأتي لهذا الممشى عدة مرات أسبوعيًّا ليس فقط لتمتع عينيها بالمشهد الرائع للنهر والزهور البديعة وخلفية القلعة القديمة في الضفة المقابلة، ولكن على الأخص لتستلهم خطى الفلاسفة والشعراء والمفكرين الكبار الذين ساروا يتحاورون ويتجادلون وهم يخطون في ذات الطريق عبر القرون الماضية..

    سألها أسامة مركزًا نظره على عينيها:

    يبدو أن المسائل الفكرية تحظى باهتمامك الرئيسي؟

    أجابت متغافلة عن نظراته:

    حقًّا.. تستهويني القراءة وأحب الأدب والفلسفة..

    اهتمام متميز، ولكنه ليس الغالب في مثل عمرنا، هل يجوز لي أن أسألك: لماذا غادرت أمريكا واخترت جامعة هايدلبرج بالتحديد؟!

    لم تجب ماجي على الفور وظهرت على وجهها مسحة توتر وتردد في الإجابة، ثم أردفت بصوت خفيض:

    تلك قصة يطول شرحها.

    قال أسامة مبتسمًا ليخفف من التردد الذي بان على الفتاة:

    ذلك هو الوقت المناسب للشرح، فقد صعدنا بالفعل إلى ممشى الفلاسفة..

    حاولت ماجي تغيير مسار الحوار، فقالت:

    لعلك تعرف أن جامعة هايدلبرج تعتبر أقدم جامعة في ألمانيا، وواحدة من أقدم الجامعات في كل أوروبا، وأن الحركة الرومانسية نبعت من هنا وأصبحت علامة من علامات المدينة طوال قرون عديدة؟!

    أعرف ذلك، لكن هل اهتمامك بالحركة الرومانسية هو سبب قدومك إلى هايدلبرج؟!

    عادت مسحة التوتر الممزوج بالحيرة تعلو وجه الفتاة التي أدركت صعوبة التهرب طويلاً من الرد على السؤال الذي تمنت ألا يتطرق إليه الشاب الذي يسير بجوارها.

    باستسلام أجابت:

    علاقتي بهذه المدينة قديمة، فقد جئتها أول مرة وأنا في العاشرة من عمري مع عائلتي، وبقيت فيها خمس سنوات قبل أن نعود إلى بلدنا.

    إذن أنت نصف ألمانية، قالها أسامة ضاحكًا ليتلافى جو الجدية الذي خيم على حوارهما.

    تستطيع أن تقول ذلك، لكن الحقيقة أن والدي ضابط في الجيش الأمريكي الذي رابط في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية ويتخذ من هايدلبرج مقرًّا لقيادته، لقد ألحقني والدي بمدرسة هايدلبرج المتوسطة التي تضم معظم أبناء الأمريكيين، ثم بالمدرسة الأمريكية العليا هنا، وبعد انتهاء مدة خدمته في أوروبا عدت إلى أوهايو...

    قاطعها أسامة مبتسمًا:

    لكنك بالطبع لم تقاومي إغراء هايدلبرج الرومانسية وعدتِ إليها مجددًا بعد سنوات قليلة!

    الواقع أن ذلك حدث مصادفة وبترتيب غير متوقع للأقدار.

    كيف؟

    أريد أن أصارحك بأنني كنت وما زلت أعتبر نفسي، إلى حد ما، مرتبطة بشخص ألماني الجنسية.. تعرفت إليه في سنسناتي وأقنعني بالعودة معه إلى ألمانيا.

    أصاب الحرج أسامة، فلم يكن يتوقع أن هذه الفتاة الرقيقة التي انجذب قلبه إليها بمجرد رؤيتها تعتبر نفسها مرتبطة بشخص آخر.. ران الصمت بينهما عدة دقائق ثم تجرأ وسألها:

    قلتِ إلى حد ما، ماذا تقصدين بذلك؟

    أنت تدخلني بهذا السؤال إلى منطقة حرجة تربكني تمامًا فلا أعرف ماذا أقول!

    لا تقولي شيئًا إذا شئت.. أنا آسف إذا كنت أقحمت نفسي فيما لا يجوز أن أسأل عنه..

    الأمر لا يتعلق بك.. عندما قبلت أن نلتقي فإنني اعتبرتك صديقًا لي، وأنا حقيقة بحاجة في هذه الأيام إلى صديق أتحدث معه بقلب مفتوح..

    تشجع أسامة فهمس بود:

    أنا أيضًا سعيد بالتعرُّف إليك.. لقد غمرني شعور رائع بالراحة منذ التقيتك..

    الواقع أن علاقتي بمارك - صديقي الألماني - غير مستقرة في الشهور الأخيرة، ولست متأكدة ما إذا كنا لا نزال بعد مرتبطيْن أم أن علاقتنا قد انتهت بشكل نهائي..

    لماذا لا تحسمان الأمر عندما تلتقيان في الجامعة؟!

    مارك يدرس الهندسة في جامعة كارلسرو، وأنا صممت على استكمال دراستي للآداب في جامعة هايدلبرج.. كنا نلتقي هنا أو هناك على فترات متقطعة ونقضي العطلات الدراسية في جولات سياحية في مدن أوروبية مختلفة.

    غمغم أسامة وهو يحاول أن يستفسر بلهجة محايدة:

    ولماذا تعقدت الأمور بينكما مؤخرًا؟

    كان مارك في بداية تعارفنا رقيقًا للغاية حنونًا وحريصًا على التواصل فكريًّا معي، ولكنه منذ عدة شهور بدأ ينشغل بأمور أخرى ويهمل الاتصال بي والاستفسار عن أحوالي.. مؤخرًا عندما نلتقي أشعر أنه لم تعد لدينا نفس الاهتمامات المشتركة.. أصبح يكثر من الحديث عن السياسة والأعمال ولا يبدي اهتمامًا بالمسائل الفكرية والموضوعات الإنسانية التي لا تزال تأخذ بلبي.

    نظر أسامة مليًّا للفتاة وابتسامة صافية تغمر وجهه، ثم قال مرتديًا عباءة الناصح الموضوعي الأمين:

    عزيزتي ماجي، لقد أثرت هايدلبرج عليك كثيرًا وأبعدتكِ عن الواقع، ممشى الفلاسفة وبقايا الحصن الكلتي القديم القريب منا، المدينة القديمة وأطلال قلعة هايدلبرج في الجهة المقابلة لنا، النهر الرقراق والجسر الحجري العتيق، كل ذلك لعب برأسك كما فعل مع آلاف الرومانسيين من قبل، أنا لا أعرف حقًّا مارك، ولكنه معذور إذا اهتم بالسياسة والاقتصاد، فمعظمنا يفعل ذلك في عصرنا هذا.

    لم ترغب ماجي في المجادلة فتمتمت:

    ربما معك بعض الحق، لكن المسألة بيني وبين مارك أعقد من ذلك.

    ران السكون عليهما لحظات إلى أن استدركت ماجي شاخصة ببصرها نحو أسامة:

    ماذا عنك أنت؟! أنا لا أكاد أعرف عنك شيئًا يا صديقي.

    قال أسامة مبتسمًا:

    سأحكي كل شيء، لكن الشمس أخذت في المغيب واقتربنا من الجسر من جديد، ألا نجعل ذلك موضوع لقاء الغد؟

    وهل سنلتقي في الغد؟!

    لم لا؟!

    لن أستطيع، لديَّ عدة ارتباطات، لماذا لا يكون اللقاء في عطلة نهاية الأسبوع ونزور القلعة والغابة المحيطة بها؟

    اتفقنا، موعدنا إذن صباح السبت.

    • • •

    2. دافيد فرتمان

    تسمرت قدما دافيد فرتمان الضابط الشاب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهو يرى الفتاة البيضاء ذات الشعر الكستنائي تعبر برشاقة إشارة تقاطع الطريق، لم يصدق عينيه أنه يرى ماجي وليامز أمامه مرة أخرى في هايدلبرج..

    أسرع ليقطع عليها الطريق ويناديها بسعادة غامرة:

    ماجي.. هل معقول أن نلتقي مرة أخرى بعد كل هذه السنوات وفي نفس المكان؟!

    لم تتبين ماجي فى البداية شخصية المتحدث، ولكنها بعد

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1