Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

البيت القبلي
البيت القبلي
البيت القبلي
Ebook242 pages2 hours

البيت القبلي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كاتب روائي وسيناريست
ولد فى القاهرة عام 1989
تخصص فى كتابة أدب الرعب والجريمة
صنف من افضل 10 روائيين فى مجال ادب الجريمة فى مصر والوطن العربي
كتب العديد من السيناريوهات المختصة بأفلام الجريمة و الرعب.
Novelist and screenwriter
Born in Cairo in 1989
Specialized in writing horror and crime literature
Ranked among the top 10 novelists in the field of crime literature in Egypt and the Arab world
He wrote many scripts for crime and horror films.
Languageالعربية
PublisherEGYBOOK
Release dateJul 28, 2022
ISBN9791221379341

Read more from محمود وهبة

Related to البيت القبلي

Related ebooks

Related categories

Reviews for البيت القبلي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    البيت القبلي - محمود وهبة

    (البيت القبلى)

    رواية

    اهداء

    القدر له قوانينه الخاصة وله طرقه المعقدة فى اتمام حكمه , الامر لا علاقة له بالخير ام الشر , النور ام الظلام , الصلاح ام الطلاح , فكل ما مضى غير شرعى بالنسبة له انما العلاقة الوحيدة المشروعة فى دستوره هى مخير ام مسير , فإن كنت مسيرا فقد نفذ الامر و إن كنت مخيرا فالقدر مازال يستمع الى قصتك التى ترويها وهو ممسك بقلمه علك تضيف نقطة تناسها هو عمدا .

    مقدمة

    فرس يعدو بنفير المستغيث نحو قصر مهيب ويحمل فوق ظهرة جريح يتساقط منة الدماء كنهر جارى من دون توقف متشبث بفرسه كحبل نجاة اخير انتشله من وسط الموت ويفر به مسرعا , ساعاته الناهية تلاحق انفاسه المتقطعة وانينه يزبح ما تبقى من صوت شاحب غير مسموع بكلمات غير مفهومة , درجات يصارعها المحتضر صعودا الى باب القصر ويغلقه خلفه ببطء ليمكث فى ظلام قاتم يقلب عينية فى شتى جوانب القصر بخوف وأسى ثم يصدر صرخة مناديا بأسم غريب النطق , فيجيبه احدا ما يقبع اسفل القصر .

    1

    داخل ظلام غرفة .......

    بخطوات بطيئة متحفزة تسير طفلة شاحبة الوجه ويبدو عليها الاعياء الشديد , ترتدى فستان ابيض متسخ تبتسم وهى تقترب من فتاة نائمة فى حجرتها , تضع يدها المتسخة على وجه الفتاة وتداعب شعرها وهى تقول غادة , غادة , قومى تعالى معايا ثم تضحك بصوت طفولى جميل .

    تفتح الفتاة عينها فى كسل وتبتسم عندما تجد امامها الطفلة جميلة الوجه رغم شحوبها , تزيح الغطاء وتضع قدميها على الارض ثم تتبع الطفلة الى الخارج , يظهر الضوء الخافت ملامح الفتاة شابة فى منتصف العقد الثانى من عمرها فاتحة البشرة ناعمة الشعر الذهبى وتمتلك عينان بنيتان , متناسقة الجسد كعارضة ازياء داخل ملبس اعد لها خصيصا وقت النوم تمد يدها لتمسك الصغيرة وتسير خلفها فى خطوات متخبطة لا تعلم جهتها , تسحبها الطفلة فى ممر يقود طويلة فى نهايتها باب ما مفتوح وهناك ضوء خافت قادم من الخارج , كلما تحركت غادة بخطوات برزت خلفها اوجهه و ايادى اطفال صغيرة يمينا ويسارا تخرج من الحائط وصوت خفيف لبكائهم ثم سرعان ما يختفوا داخل الجدران ويصبح صوتهم مكتوما , قبل ان يصلوا الاثنين الى الباب المفتوح تتوقف الطفلة وقد اختفت بسمتها وتبدا فى الارتعاش والخوف وتتراجع فى فزع , تنظر لها غادة فى حيرة وهى تبتسم وتخبرها ان تكمل الى الخارج يلا نخرج من هنا , قومى تجلس الطفلة ارضا وتضع راسها وسط اقدامها وتخبئ وجهها بكفيها وهى تبكى .

    تحاول غادة فهم ما يحدث وتحاول ان تزيح يد الطفلة من امام وجهها ولكن الطفلة عنيدة متماسكة ومازالت تبكى ويعلو صياحها , ترتبك غادة وتتوتر لتصيح فى الطفلة اوعى ايدك من على وشك وقومى معايا وتنتزع يدها لتجد الطفلة تبكى دمائا غزيرة وتحول لون عينها الى الاسود بالكامل وتأكلت بعض من اجزاء وجهها وبرزت عظام رأسها , تنتفض غادة وترجع الى الخلف فى خوف لتصطتدم بجسد ضخم , تلتفت سريعا وهى مفزوعة لتجد رجل ضخم الجسد مفتوح العينين لا جفون لة , يركز بشدة على وجه غادة ويصدر انينا وهو يحرك يدة محاولا امساكها .

    تلتفت غادة بسرعة لتجد العشرات من الاطفال بنفس مواصفات الطفلة التى تبكى وهم يمدون ايديهم الى غادة ويبكون بشدة ويصرخون باسمها غـــــادة .

    تصرخ غادة لتفيق وتكتشف انها مازالت على فراشها وقلبها يدق بشدة ويدها ترتعش وتسرع اليها خالتها فى منتصف العقد الخامس من عمرها , بطيئة الحركة , ممتلئة الجسد , سمراء البشرة وهى تبسمل بسم الله الرحمن الرحيم , اعوذ بالله ومن خلفها تاتى شابة طويلة القامة سمراء البشرة يظهر عليها علامات النعاس وهى مفزوعة و تقول اية فى اية يا ماما؟ فى اية يا غادة اية اللى حصل؟ .

    بكاء متواصل من غادة دون رد ويد خالتها تمر على ظهرها وهى تمتم بايات ودعاء متواصل ثم تقول روحى هاتى يا كامليا يا بنتى كوباية مية لغادة بسرعة .

    تسرع كامليا وتعود ومعها كوب من الماء , تقترب وتعطية الى غادة فى اسى , تمد غادة يدها الى الكوب وهى تنظر الى كامليا وتمسك بالكوب بيد مرتعشة , تمسح دموعها باليد الاخرى , ثم تأخذ عدة رشفات من الكوب وتضعه جانبا , تلف يدها امام قدمها وهى شاخصة العينان وتهتز فى صدمة .

    تنظر لها خالتها فى شفقة وتقول بصوت خافت انتى بطلتى الدوا ولا اية يا غادة , هى الكوابيس رجعت تانى؟ .

    تنظر لها غادة فى صمت وترتعش لتتذكر ما حدث وتعود الى البكاء لتهرع اليها كامليا وتحتضنها وتدمع عين خالتها وهى تقول لا حول ولا قوة الا بالله , اية بس اللى جرالك يا بنتى , من بعد موت ابوكى وامك دة , اتشقلب حالك وصحتك راحت .

    فى عيادة طبيب نفسى تدخل شابة جميلة فى منتصف العقد الثالث شقراء الشعر والبشرة , متناسقة الجسد ترتدى حذاء كعب عالى و جيب ابيض ضيق و بلوزة حمراء تتجة الى السكرتارية فى خبطات على الارض لها وقع السحر على اذن الرجال داخل العيادة , و عطر نافذ الحكم على قلوب من يستنشقة , تخرج كارت يحمل اسم شركة build your way وهى مبتسمة وتقول للسكرتيرة انا عندى ميعاد مع دكتور حازم , ممكن تقوليلة انى وصلت .

    تنظر لها السكرتيرة فى حيرة فهى بالتاكيد ليست مريضة اتت طلبا للعلاج فتستشف ما تفكر فية وتكمل اة بالمناسبة اسمى سلمى هو عارفنى انا مش جاية اتعالج ثم تذهب لتجلس وسط المرضى بنظرة متفحصة .

    ترفع السكرتيرة سماعة الهاتف وتتصل وعينيها مازالت معلقة على سلمى فيجيب الدكتور حازم ايوة , امم , اة صح خلاص خليها تدخل حالا .

    دقائق وتذهب السكرتيرة الى سلمى وتخبرها ان الدكتور حازم طلب رؤيتها , تقف فى ابتسامة وتتحرك ببطء وهى تلتفت الى ديكور العيادة وتتغير تعابير وجهها لتظهر عدم اعجابها بذوق الديكور .

    تدخل سلمى وتتجه الى دكتور حازم الذى بادرها بالذهاب اليها وسلم عليها بأبتسامة من شخص وسيم لشاب فى الثلاثينات ابيض البشرة لدية لحية محددة لتضيف جمال على ابتسامة المشرقة وهو صاحب جسد متناسق متوسط الطول .

    اهلا وسهلا انسة سلمى , ان شاء الله تكونى بخير كلمات من دكتور حازم وهو يبتسم ويشير اليها لتجلس ويجلس هو امامها .

    تجيب سلمى فى دلال انا كويسة , المهم حضرتك تكون فكرت فى العرض اللى شركتى عرضتة عليك من اسبوعين وحضرتك مردتش فقولت اكلمك انا يمكن اعرف اوصل لحل معاك تبتسم وتقترب من حازم وتقول اصلى اتحديتهم وقولتولهم انك مش هترفضلى طلب وتعود بظهرها لتستريح .

    يقف حازم فى محاولة للفرار من جمالها وعطرها ويعود الى مكانة خلف مكتبة بعد ان احس بما تريد اثباتة سلمى انا والله فكرت بس لسة فى حاجات مش واضحة بالنسبالى يا انسة سلمى هى اللى مخليانى متأخر فى الرد .

    تصدر سلمى ضحكة قوية وهى تقول ما بلاش انسة , احنا هنشتغل مع بعض وهنفضل 15 يوم وشنا فى وش بعض مع كام واحد وواحدة كمان , كل شوية هتبقى تقولى انسة , انسة؟ .

    يبتسم باحراج حازم ويفك ربطة عنقة قليلا كرافتة الخاصة بة ويقول مش قصدى بس احنا لسة دى تانى مرة نتكلم ولسة منعرفش بعض يعنى تقاطعة سلمى فيا ريت نشيل التكلفة عشان نقرب وجهات النظر , ماشى يا حازم؟ .

    يبتسم حازم ويقول ماشى يا سلمى ثم يقف ويدير ظهرة اليها وهو ينظر من شرفة مكتبة الى الشارع و السيارات اسفل العقار والازدحام ويكمل طب نتكلم فى الشغل , فى حاجات مش واضحة بالنسبالى لحد دلوقتى هى اللى هتحدد ردى .

    تقف سلمى وتتجة الى حازم على مقربة منة دون شعور منة وتهمس بالقرب من اذنة زى اية؟ يلتفت بسرعة حازم بتوتر ويجلس على مكتبة وهو مرتبك ويقول زى ... زى اية الاستفادة ليكم من تجربة زى دى , وخصوصا انها بعيدة عن مجال السياحة اللى هو شغلكم الاساسى .

    تعود سلمى الى مكانها وتجلس واضعة قدم على قدم فى وضع انثوى جذاب وتقول لا كدة يبقى لازم مقابلة برا المكتب على روقان , عشاء عمل عشان دة موضوع هيطول شرحة يا حزومى وهيكون فى مناقشة ويا تقنعنى لاقنعك ودة اكيد تفتح حقيبتها وتخرج كارت ثم تقف وتعطية كارت خاص بها وتتجة ناحية الباب وهى تقول تشاووو , بالمناسبة دة رقمى الخاص مش رقم الشغل تلتفت بدلال تتجة الى باب المكتب وتغلقه خلفها .

    يمسك حازم الكارت بيدة ويفك ما تبقى من ربطة عنقة كرافتة بالاخرى يقرب الكارت من انفة ويأخذ نفس عميقا ويقول ست غريبة اوى , اية دة , بس حلوة اوى يبتسم ويلقى بظهرة على الكرسى ثم يتذكر عملة سريعا , يضغط على زر استدعاء السكرتيرة فتجيبة ليقول لها فى كام حد تانى برة فتجيبة ب 4 يا دكتور فيقول طب دخلى اللى علية الدور بسرعة .

    انت متأكدة ان الموضوع مش هيتكشف يا علا؟انتى عارفة ان الموضوع لو بان هتبقى مصيبة قالتها فتاة فى منصف العقد الثالث من عمرها متوسطة الطول , صاحبة بشرة قمحية وشعر اسود لامع وهى تتحدث الى صديقتها عبر الهاتف وعيناها دامعة .

    جائها الرد من علا يا بنتى انتى مش عاوزة تخلصى من مصيبتك دى؟يبقى مفيش غير الدكتور دة هو الوحيد اللى سعرة حنين وكمان شاطر يعنى مفيش خطر عليكى , بس انتى حضرى الخمستلاف جنية عشان لزوم العملية الاولى والتانية وهترجعى زى الاول تمام .

    وضعت الفتاة يدها على راسها فى اسى وقالت خلاص خلال اسبوع هكون جهزت المبلغ وهقولهم انى طالعة سفرية تبع الشغل يومين ونخلص الموضوع دة , ربنا يستر بقى .

    قالت علا متخافيش يا بسمة انا هكون معاكى لحد لما نخلص المصيبة دى وبعدين نبقى ناخد حقنا من ابن الكلب اللى عمل عملتة وهرب , بس هنوصلة يا حبيبتى اطمنى .

    اغلقت بسمة الهاتف وهى تبكى وتضع يدها على بطنها فى حزن واسى وسرعان ما احست بوعكة فهرولت ناحية دورة المياة ماسكة على فمها حتى لا تتقيأ .

    2

    داخل مكتب لرجل اعمال .......

    بالقرب من فنجان قهوة خالى يرن هاتف جوال فيلتقطة رجل ابيض الشعر والبشرة وسيم الوجه ويرتدى نظارة طبية يجلس على كرسى جلد اسود ويرتدى بدلة انيقة سوداء يلتقط الهاتف بيد وفى الاخرى سيجار فاخر غالى الثمن مشتعل , يضغط زر الاجابة بتململ وانشغال فى اوراق امامة ايوة انا حمدى البندارى , مين معايا؟ فيتلقى رد يضايقة فيعتدل فى جلستة فى عصبية مستمع لما يقال لة ويرد بتعجب ابنى ثم يستمع مرة اخرى ويكمل شكرا لحضرتك يا سيادة النقيب , خلاص انا مسافة السكة وهكون عندك بس استأذنك محدش يعرف باى حاجة من دى انت عارف وضعى كويس الواد دة مشكلتى الوحيدة يستمع بحرص وتتغير معالم وجهه لابتسامة فيقول بجد شكرا ليك ومش عارف ارد جميلك دة ازاى , ميرسى انا اقل من ساعة وهكون عندك ولا اقولك اية رايك تيجى تشرب معايا هنا القهوة يكون افضل وندردش شوية يغلق الهاتف وتتغير ملامح وجهه ويطلب رقم اخر من هاتفة الجوال وعندما يجيب يقول اسمع كويس اللى انا هقولهولك حالا ونفذة بالحرف .

    يفتح لها باب المصعد فتدفعة جانبا وتمر خروجا من المصعد متجهة فى غضب الى باب شقة , تدلف مفتاحها وتدخل الى شقة فاخرة المحتويات عظيمة المساحة ويتبعها شاب فى منتصف الثلاثينات ابيض البشرة خفيف الشعر متوسط الطول يرتدى نظارة طبية وقميص ابيض وبنطلون قماش اسود يدخل خلفها ويغلق باب الشقة فى خيبة وحزن .

    يبحث عنها فى كل ارجاء الشقة مناديا ناهد ! ناهد ! انتى فين يا حبيبتى يدخل غرفة النوم ليجدها تجلس امام المرأة فى ضيق تنزع حلقها وتستبدلة بحلق اخر باهظ الثمن , يقترب منها يحاول وضع يدة على كتفها فتنهرة انت اية يا اخى , مبتحسش بقالنا 4 سنين رايحين جايين على الدكاترة ومفيش فايدة وانت تقولى اصبرى , اصبرى , قرفت , انت شكلك مش هتتعالج ابدا , مامى كان عندها حق .

    يبتعد عنها من كلامها الجارح ويجلس على الفراش وهو ينظر الى انعكاس صورتها الجميل ويقول بغضب دفين بصى اعملى اللى انتى عاوزاة , لو عاوزانى اطلقك هطلقك , بس انا مكنتش متوقع انك كدة , انت اقل كتير من اللى اتخيلتة فيكى زمان .

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1