Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

البيت والنخلة
البيت والنخلة
البيت والنخلة
Ebook272 pages2 hours

البيت والنخلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

البيت والنخلة قصة سيدة عجوز تركت منزلها الذي في الجبل هي وحفيدها فارس لتنفيذ وصية ابنها وهي تعليم فارس ابنه. اتجهت الجدة بهانة إلى المدينة بعد أن باعت كل ما تملكه في الجبل وفي أثناء الرحلة جلست تحت شجرة لتستريح من الطريق و بعدها وجدت أن درجة حرارة فارس مرتفعة فاستغاثت بأهل القرية الذين ساعدوها حتى تحسنت صحته وبعدها قررت أن تقيم في نفس القرية واستطاعت أن تقدم لهم خدمات كثيرة وأن تساهم في تغيير أفكارهم.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2008
ISBN9786407198243
البيت والنخلة

Read more from عفاف طبالة

Related to البيت والنخلة

Related ebooks

Reviews for البيت والنخلة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    البيت والنخلة - عفاف طبالة

    01.png

    - 1 -

    في يومٍ من الأيام، وصل إلى مشارف قرية صغيرة رجلٌ يحمِلُ مِعولاً ولافتة معدنية زرقاء مكتوبًا عليها بخطٍّ أبيض. حطَّ الرجل حِملَهُ على جانب الطريق المؤدي إلى القرية، وجلسَ يستريح من عناءِ مشواره مستظلاًّ بشجرة صفصاف كبيرة.

    أثارت هيئةُ الرجلِ الغريب وحِملُه فضولَ التلاميذ المتجهين إلى مدرسةٍ تقعُ على الجانب الآخر من الطريق بالقربِ من مدخلِ القرية. التفَّ التلاميذُ حوله مستفسرين، فعرفوا أنه مندوب البلدية*، وأنه مكلف بغرس لافتة تحملُ اسم القرية لتُرشِد العابرين والزائرين لموقعها.

    ما إن قرأ التلاميذُ الاسمَ المكتوب على اللافتة حتى استدار بعضهم عائدين بسرعة إلى داخل القرية، تاركين الرجلَ وراءهم يتأهب لإنجاز مهمته.

    في القرية، سرى نبأ الرجل واللافتة التي سيقيمها سريانَ النار في الهشيم. ولم تمض دقائق قليلة حتى بدأت أبوابُ البيوت تُفتَََحُ واحدًا وراء الآخر، وخرج أهلُها متجهين نحو مدخل القرية في خطواتٍ سريعة ذات دبيبٍ منتظم.

    كان مندوب البلدية قد بدأ في غرس عمود اللافتة في حفرة عميقة صنعها بمِعْوَلِهِ، عندما رأى جمهرة الأهالي مقبلة نحوه. للوهلة الأولى، ظن الرجل أنهم قادمون لتحيته والاحتفال بأول لافتة رسمية تحملُ اسمَ قريتهم، لكن عندما اقتربوا منه، فوجئ بالغضب مرتسمًا على وجوههم.

    شعَر الرجل بقلقٍ شديدٍ بلغَ حدَّ الخوفِ عندما تقدمَ واحدٌ من الأهالي وقرأ المكتوبَ على اللافتة بصوتٍ عالٍ ليُسمِعَ الجميع: «قرية بيت النخلة»، فصاحت الجمهرة بصوتٍ رافضٍٍ: «لا.. لا..». رفع زعيمُهم اللافتةَ من الحفرة وألقى بها أرضًا وهو يقول موجهًا كلامه لمندوب البلدية: «هذا ليس اسم قريتنا».

    فَسَّرَ مندوب البلدية تصرفات الأهالي بأنه لابد قد أخطأ القرية التي سيقيم عندها اللافتة، فقال وهو يجمع حاجاته: «مهلاً، لا داعي لكل هذا الغضب، أشكركم أنكم نبهتموني لخطئي، أرجو أن تعذروني»، ثم أكمل وهو يهم بالانصراف: «هل لكم أن تدلوني إذن على مكان قرية بيت النخلة هذه؟».

    تبادل الأهالي النظرات وساد المكان صمتٌ شديد حير الرجل. تقدمَ شيخٌ من وسطِ الجمع ورَبَّتَ على كتفه متسائلاً: «هل أنت حديث العهد بالعمل في بلدية المركز*؟»، هز الرجل رأسه بالإيجاب. عاود الشيخ الحديث موضحًا: «يا بُني، أنت لم تخطئ القرية، بيت النخلة هو الاسم المُحَرَّف الذي تُصِرُّ البلدية أن تُطلقَه على قريتنا، لكننا نرفضه ونتمسك بالاسم الذي اشتهرت به بين القرى منذ زمن بعيد». هدأ قلق الرجل وتساءل بفضول: «وما هو الاسم الصحيح لقريتكم إذن؟».

    جاءه الرد بصوت الأهالي الموحد: «قرية البيت والنخلة»؛ هَمْهَمَ الرجل معقِّـبًا: «ياله من اسمٍ غريبٍ لقرية!»، ثم أكمل موجهًا حديثه للشيخ والفضول يحركه: «لكن لأي بيت وأية نخلة تنسبون قريتكم؟». في هذه المرة أيضًا جاءه الرد من الأهالي، ففي حركة واحدة ارتفعت أذرعُ أهلِ القرية، وفي اتجاهٍ واحدٍ أشارت أصابعُهم. التفت الرجل متتبعًا حركة الأذرع والأصابع وهو يتوقع أن تقعَ عينُه على بيتٍ كبيرٍ فاخرٍ ونخلةٍ محملة بالثمار، لكنه فوجئ بأن المشارَ إليه بناءٌ صغيرٌ قديمٌ مقلقلُ الوضعِ، اختفت معالم جدرانه المبنية من الحجر الأبيض تحت رسومٍ لأطفال طَمَسَ الزمن ألوانها، وكلمات مخطوطة تداخلت حروفها؛ وفي اتجاه البيت تميلُ نخلةٌ عجوزٌ قادرة بالكاد على طرح بعض حباتٍ من البلح.

    صَدَم منظرُ البيت والنخلة خيال مندوب البلدية فبدرَ عنه تعليقٌ تلقائيٌّ لا يخلو من استنكارٍ وسخرية: «ألهذا البيت المقلقل وهذه النخلة العجوز تنسبون قريتكم؟». عاجله الشيخ، وكأنه يتوقع رد فعله، قائلاً بنبرة ناصحة ومحذرة في نفس الوقت: «لا تدع المظاهرَ تخدَعُك يا بنيّ، فقلقلةُ هذا البيت وميلُ هذه النخلة العجوز شاهدٌ على معجزتهما».

    زاد كلام الشيخ من حيرة وفضول مندوب البلدية فقال مستوضحًا: «أللبيت والنخلة معجزة؟! ماذا تقصد؟ أهو لغز؟». بهدوءٍ أخذ الشيخ بذراع الرجل يدعوه للسير معه وهو يقول: «تعالَ نقترب منهما وهناك ستجد من يوضح لك هذا اللغز». سار الرجلان في طريقهما، وانصرف الأهالي كل إلى قصده.

    عندما وصل مندوب البلدية برفقة الشيخ إلى الساحة التي يقع فيها البيت والنخلة على تلة صغيرة مواجهة للمدرسة في الطرف الشمالي من القرية، كان المكان خاليًا تمامًا إلا من شخصين: رجلٌ طاعنٌ في السن، نحيفٌ متكورٌ في عباءته السوداء العتيقة كالحة اللون، يغطُّ في نومٍ عميقٍ وهو يتوسدُ عتبةََ البيتِ، وفتى في الثالثة عشرة من عمره يجلسُ تحت النخلةِ وفي يده نايٌ يعزفُ عليه لحنًا شجيـًّا.

    استقبل الفتى الرجلين بوجه بشوش مرحبًا. قال له الشيخ مشيرًا إلى الرجل العجوز النائم: «طالت نوباتُ نومِ جدِّك يا سامر هذه الأيام»، ثم توجه لمندوب البلدية معتذرًا: «للأسف، من كنتُ أُعَوِّلُ عليه ليحكي لك قصة البيت والنخلة، غارقٌ في نومِه كما ترى، ولا نستطيع أن نوقظَه، أو حتى نعرف تمامًا متى يصحو. لقد تقدمَ به العمرُ، فعمرُه من عمرِ البيتِ والنخلة، هو الوحيد الباقي ممن عاصروا القصة». سكت قليلاً ثم سأله: «هل لديك وقتٌ لتنتظر حتى يفيق من نومه فيحكي لك القصة؟».

    تردد مندوب البلدية في الإجابة. قفز الفتى سامر وكأنه يتصيد الفرصة وقال: «ولِمَ الانتظار؟ أرى ضيفَنا في عجلةٍ من أمره، أنا أستطيع أن أحكي لك القصة، صدقني، لقد سمعتها منه مرارًا وتكرارًا حتى حفظتُها، ويمكنني أن أرددَها تمامًا كما يرويها هو». لكن الشيخ نهر الفتى قائلاً: «أليس من الأولى أن تذهب لمدرستك يا سامر؟». رد الفتى مدافعًا عن نفسه: «أنا لا أتغيب عن مدرستي أبدًا، أنت دائمًا تتهمني بذلك لأنك تنسى أن الدراسة في فصلي تبدأ في الفترة الثانية» ثم أضاف متوددًا برجاء: «دعني أروِ له القصة». احتج الشيخ على عرض الفتى وقال: «لا، أنت تضيف أشياء على القصة من خيالك، وقد نبهتك عدة مرات ألاَّ تفعل ذلك ولكنك لم تستجب». عاود سامر الدفاع عن نفسه قائلاً: «يا شيخ ما أضيفه مجرد تفاصيل بسيطة لتصبح القصة مشوقة للمستمع، لكنها لا تغير من الحقيقة شيئًا».

    لم يترك سامر للشيخ فرصة للتفكير، فسحب مندوب البلدية من يده ودعاه للجلوس في ظل النخلة تجنبًا لحرارة الشمس التي بدأت تزحف في اتجاه وسط السماء. بدا سامر لمندوب البلدية شخصية مسلية للغاية، فسار معه مستسلمًا. وانصرف الشيخ.

    تربع مندوب البلدية تحت النخلة وأسند ظهره إلى جِذْعها. سقطت ثمرة بلح في حجره. هلل سامر قائلاً: «يا لك من محظوظٍ! النخلة لا تُسقِط ثمرًا إلا نادرًا، هذه إشارة منها أنها تُرَحِّبُ بكَ». التقط مندوب البلدية الثمرة وتأملها مبتسمًا. في هذه اللحظة، هبت نسمة خفيفة على المكان، اهتزت معها درفة* شباك البيت فأحدثت صوتَ صريرٍ خفيفٍ كصوتِ زقزقة العصافير. صاح سامر بفرح: «هل سمعت؟ ها هو البيت يُحيِّيك بدوره». ضحك مندوب البلدية مستلطفًا الفكرة.

    قال سامر متشككًا: «يبدو أنك لا تصدقني، أتظن أنني أمزح؟». رد مندوب البلدية وهو ما زال يضحك: «وهل أنت جاد فيما تقول؟». قال سامر بثقة: «بالطبع، ففي رأيي أن التفسير الوحيد لسقوط ثمرة البلح من النخلة وتزامن هذا مع صرير الشباك، هو أن البيت والنخلة يرحبان بك». سأله مندوب البلدية: «وكيف توصلت إلى هذا التفسير؟». قال سامر: «أصبحت أفهم لغة البيت والنخلة من عشرتي وحبي لهما». رد المندوب وقد بدأ يهتم بحديث سامر: «وهل في رأيك أن للبيت والنخلة لغة خاصة؟». قال سامر بجدية: «علمني جدي أن اللغة ليست وقفًا على البشر، فلكل مخلوقٍ لغتُه، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا أو حتى جمادًا؛ وأن علينا فقط أن نتعلم هذه اللغة ونفهمها لنتواصل معهم».

    أثار حديث الفتى سامر إعجاب مندوب البلدية فقرر أن يجاريه في النقاش، صمت قليلاً يُدَوِّر الحديث في رأسه ليُعِدََّ رده عليه، ثم قال: «أنا معجب بخيالك الواسع يا فتى، لكن تفسيرك الذي يعتمد على الخيال ليس التفسير الوحيد كما تقول، فأنا لدي تفسيرٌ آخر لما حدث، تفسيرٌ يعتمد على العقل والمنطق وليس الخيال». رد سامر متحفزًا: «وما هو تفسيرك المنطقي العاقل إذن؟» قال مندوب البلدية بهدوء: «المسألة واضحة، فعندما أسندتُ ظهري على جذع النخلة اهتزت فسقطت الثمرة، هكذا ببساطة»؛ هز سامر رأسه وكأنه يتوقع هذا الرد ثم سأله يستحثه على استكمال تفسيره: «وصوت صرير الشباك؟». كان مندوب البلدية جاهزًا بالرد فقال: «أما صوت الصرير فالريح الخفيفة التي هبت، حركت الدرفة فأحدثت هذا الصوت». قال سامر معترضًا: «وهل العقل والمنطق يقولان إن ريحًا خفيفة قادرة على تحريك درفة عتيقة تراكم الصدأ على مفصلاتها وجمَّدَ حركتها؟» ثم أضاف ملاحقًا المندوب بأسئلته: «وهل لديك تفسيرٌ منطقي لسقوط ثمرة البلح في حجرك بالذات وليس في أي موضع آخر بعيدًا عنك، على الأرض، أو على رأسك مثلاً ؟» رد مندوب البلدية وقد فوجئ بالأسئلة: «لا أدري.. ربما مجرد مصادفة».

    وكأنه التقط الخيط الذي كان يبحث عنه، قال سامر ساخرًا: «مصادفة!! عجز إذن العقل والمنطق عن التفسير فلجأت للمصادفة». قال مندوب البلدية: «ألا تؤمن بأن هناك أشياء تحدث مصادفة». اعتدل سامر في جلسته وأخذ يتحدث بكلام لا يصدق من يسمعه أنه صادر من فتى في مثل سنه، قال: «علمني جدي أن كلَّ شيء بإرادة، وأن ما علينا هو أن نجتهد لنعرف إرادة من، وألاَّ نعتمد على المنطق السهل والمريح لتبرير ما يحدث، فهذا المنطق لا يوصِّل دائمًا إلى الحقيقة، فهناك ظواهر كثيرة لن نصل إلى تفسيرِها لو اعتمدنا على المنطق المتعارف عليه، وعلينا أن نستخدم منطقًا أعمق للوصول إلى حقيقة ما يحدث».

    قال الرجل: «سبق أن ادعيت أن للبيت والنخلة لغة! والآن تريد أن تقول إن للبيت والنخلة إرادة؟!». قال سامر متحديًا: «بل إنني أذهب لأبعد من ذلك فأرى أن كل هذه المخلوقات لها روح، نعم روح، وأنها ترتبط بمن تحب وأنها تعبر بإرادتها عن هذا الحب بلغتها».

    أحس سامر أن مندوب البلدية بدأ يتأثر بكلامه فاقترب منه وقال معاتِبًا: «لقد أراد البيت والنخلة أن يرحبا بك، أسْقَطَت النخلة ثمرتها في حجرك بالذات وليس على رأسك لأنها الوسيلة الوحيدة التي تستطيع أن تعبر لك بها، وتلاها البيت، تحجج بنسمة خفيفة وجاهد، قاوم صدأ السنين ليُحييك فأصدر هذا الصوت». ثم أكمل وهو مُبْتَئس: «ولكن ها أنت لا تتقبل تحيتهما».

    أثار كلام سامر تعاطف مندوب البلدية فقال له وقد بدا كَمَنْ أُسقِط في يده*: «لا تبتئس يا سامر، هأنذا أَقْبَل التحية». قالها وهو يمسح بكفه ثمرة البلح ويقضمها. لاحظ سامر علامات استحسان لمذاق البلحة على ملامح المندوب فقال له: «قل لي بصراحة، هل أكَلْتَ بلحًا بهذه الحلاوة من قبل؟» اعتَرفَ مندوب البلدية قائلاً: «بالفعل الثمرة لذيذة الطعم رغم صغر حجمها». قال سامر: «ألم تسأل نفسك كيف لنخلة عجوز أن تُثمِرَ بلحًا بهذه الحلاوة؟!» رد المندوب: «أنا لا أعرف كثيرًا عن النخل ولكن هل تعتقد أن في ذلك معجزة؟». هَمَّ سامر بالرد على تساؤله، لكنه تراجع وقال: «لن أُضَيِّعَ وقتك وأدخل معك في نقاش حول هذا الموضوع، من الأفضل أن نبدأ في حكايتنا، أنا واثق أنه عندما تسمع قصة البيت والنخلة ستُصَدِّق أن لهما روحًا تحب وإرادة ولغة، وأنهما قادران على تحقيق المعجزات. كل ما أطلبه منك أن تسمع القصة دون أن تقاطعني، ولو كانت لديك أي تساؤلات فاحتفظ بها واطرحها بعد النهاية». «صلِّ على النبي».

    * البلدية: هيئة حكومية مسئولة عن تنظيم المناطق والأحياء.

    * المركز: هو مدينة صغيرة من التقسيمات الإدارية. ويستخدم لفظا المدينة والمركز مترادفين في سياق الرواية.

    * الدرفة: كلمة مصرية للدلالة على المِصراع.

    * أسقط في يده: أصابته الحيرة.

    02.pngk%2012

    - 2 -

    بدأ سامر يحكي لمندوب البلدية القصة. قال:

    في يوم من الأيام، منذ زمن بعيد، وصل إلى مشارف قريتنا الصغيرة امرأة عجوز وطفل. كانت المرأة التي تناهز الستين عامًا تحمل على رأسها بقجة* كبيرة، وتضم تحت إبطها حصيرةً ملفوفة؛ وكان الطفل الذي تجاوز السنوات الست يعلق على كتفه حقيبةً من القماش كتلاميذ المدارس الفقراء. كانت المرأة تسير بسرعة تفوق قدرة الطفل على اللحاق بها، وكان الطفل يجاهد ليُضَيِّقَ فارق الخطوات المتزايد الذي يفصل بينهما.

    عندما كاد الطفل أن يحاذي المرأة العجوز، مدََّ يدَه الصغيرة محاولاً الإمساك بطرفِ جلبابِها الأسود ليتعلقَ به، لكن البلغة* التي كان يلبسها لم تساعده على انتظام حركته، فتعثرت قدمه ووقع بجوار شجرة صفصافٍ صغيرة على جانب الطريق المؤدي إلى القرية.

    نَدَّت عن الطفل صرخةُ ألمٍ مكتومةٌ نبهت المرأة فتوقفت واستدارت نحوه وهي تقول في هلع: «اسم الله عليك يا ضَناي». حطت المرأة حِملَها تحت الشجرة وركعت على الأرض. رفعت جلبابَ الصبي وكشفت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1