Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فك شفرة
فك شفرة
فك شفرة
Ebook273 pages1 hour

فك شفرة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لم تكن أبلة تماضر مستعدة لحضور ثلاثة أطفال بشكل مفاجئ إلى بيتها ؛ وكذلك كانت الطفلة أمينة التي تعيش معها منذ سنوات. ولكن خلال أسبوع من إقامة "فادي شهاب ؛ وتومى"في منزلها الريفي البسيط تم فك شفرة الجميع بما فيهم أبلة تماضر. فك شفرة رواية اجتماعية تربوية ك شفرة رواية إجتماعية تربوية لا تخلو من التشويق.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2017
ISBN9789771455523
فك شفرة

Read more from عفاف طبالة

Related to فك شفرة

Related ebooks

Reviews for فك شفرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فك شفرة - عفاف طبالة

    الغلاف

    فَكّ شَفْرَة

    Incoding.xhtml

    رواية للشباب

    عفاف طُباله

    َّ

    تصميم الغلاف: هـنادي سـليط

    الرسوم الداخلية: آيـة مـرزوق

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن

    أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية.

    أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إِلَّا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولي: 9789771455523

    رقم الإيـداع: 20585 / 2017

    طـبـعــة: أكـــتـوبـر 2017

    Incoding.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Incoding-1.xhtml

    أولُ يومٍ

    Incoding-1.xhtml

    أولُ يومٍ

    1 - الوصــولُ

    2 - الرســــالةُ

    3 - البيتُ ذو القُبَّةِ

    4 - حدوتةُ قبلِ النومِ

    1 - الوصــولُ

    وفقَ خطِّ السيرِ المرسومِ فِي الخريطةِ الموضوعةِ أمامَه علَى لوحةِ القيادةِ، تركَ السائقُ الطريقَ الرئيسى الواسعَ، وانحنى يمينًا إلى طريقٍ ضَيِّقٍ تُحيط به من الجانبين تلالٌ لا تكشف عمَّا وراءها. كان الطريقُ يسمحُ بالكاد بمرور عَرَبَتَيْنِ متقابلتَيْن، والحركةُ عليْه فِي هَذَا الوقتِ من الصباحِ قليلةٌ، وأغلبُ العرباتِ لنقلِ البضائعِ.

    يُشير عدَّادُ قياسِ الرِّحْلات أمامَه إلى مَا يقرُب من أربعمائةِ كيلومترٍ، قطعها ملتزمًا بالسرعةِ القانونيةِ تنفيذًا لطلبِ الدُّكتورة. عليْه الآنَ أن يقطعَ المسافةَ المتبقيةَ بسرعةٍ تضمنُ الوصولَ لمقصدِهِ قبلَ إقلاعِ الطائرةِ، ليُطمئنَها، حسَبَ الاتفاقِ.

    سارَ السائقُ معتمدًا علَى قوةِ عربتِه ذاتِ الدفعِ الرُّباعيِّ، غيرَ مبالٍ بحالةِ الطريقِ وما ينتشرُ فيه من مطبَّاتٍ وحفرٍ. فِي أحدِ المنحنياتِ فُوجئَ فِي مواجهتِه بعربةِ نقلٍ كبيرةٍ تسير دونَ مراعاةٍ لحدود حارتِها. لتفاديها، اضطُرَّ للخروجِ من بحرِ الطريقِ إلى جانبِهِ الأيمنِ المملوءِ بالحجارةِ والدَّبْشِ. بعدَ بضعةِ أمتارٍ، شعَرَ بخللٍ فِي اتزانِ العربةِ، فتوقفَ للكشفِ علَى سلامةِ الإطاراتِ والأمتعةِ المحمَّلَةِ علَى السقفِ.

    قبلَ أن يخرجَ مِنَ العربةِ ألقَى نَظْرَةً علَى الرُّكَّابِ فِي الخلفِ؛ كانَ الفَتَيانِ مستلقِيَيْنِ مغمضَى العينَين لا يعرفُ إن كانَا نائمَيْن أمْ مُسْتَغرقَيْنِ فِي سماعِ مَا يصدُرُ عن السماعاتِ المدسوسةِ فِي آذَانِهِما. أمَّا الفتاةُ فمتكورةٌ بجسمِها الصَّغيرِ علَى الأريكةِ الخلفيةِ غارقةٌ فِي نومٍ عميقٍ، وهي محتضنةٌ دُبَّها الَّذِي أصرَّتْ أن تأخذَهُ مَعَهَا.

    كَمَا تَوَقَّعَ؛ أُصيبَ الإطارُ الأمامي الأيمنُ، ويحتاجُ للتغييرِ. أخرجَ هاتِفَهُ ليُخبِرَ الدُّكتورة أنَّ موعدَ وصولِهِم - الَّذِي خططتْ لَهُ - سَيَتَأَخَّرُ. بعدَ عدةِ محاولاتٍ نتيجةً للتغطيةِ الضعيفةِ لشبكةِ المحمولِ، استطاعَ أن يتواصَلَ مَعَهَا. كانتْ فِي صالةِ السَّفَرِ فِي انتظارِ ركوبِ الطائرةِ. طالتِ المكالمةُ بَيْنَهُمَا: وصفَ لَهَا الْمَنطقةَ الَّتي توقَّفَ عندَهَا، فَطَمْأَنَتْهُ أنَّه اقتربَ مِنْ مقصدِه، وأنَّ الطريقَ سيتَّضِحُ له بمجردِ تخطِّي سلسلةِ التِّلالِ، ونصحَتْه عِنْدَمَا يصلُ لطريقِ القريةِ أن يسألَ؛ فالخريطةُ الَّتي بين يَدَيْهِ مَا هِي إِلَّا كروكي مرسومٌ بخطِّ اليدِ مَرَّ عَلَيْهَا سِتُّ سنواتٍ، ومِنَ المحتملِ أنَّ معالمَ المشهدِ قَدْ تَغَيَّرَتْ. ولأنَّها لا تُحبِّذُ الاتصالَ به أثناءَ قيادتِه السيارةَ، طالَبَتْهُ بالاتصالِ بِهَا فورَ وصولِهِم؛ فرُبَّمَا يتأخَّرُ إقلاعُ الطائرةِ فتتلقى مكالمتَهُ، وإن لم يَلْحَقْهَا فعليْه أن يبعَثَ برسالةٍ نصيةٍ ستستقبِلُهَا بمجردِ وصولِها. وقبلَ أن تُنْهِي كَلَامَهَا تمامًا انقطعَ الاتصالُ وجاءَتْه رسالةٌ بأنَّ رصيدَهُ قَدْ نَفَدَ.

    فِي الْمُنْحَنَى التَّالي مِنَ الطريقِ، انحسرتِ التِّلال وانكشفَ المشهدُ: علَى مستوَى منخفضٍ مِنَ الطريقِ رَبَضَتْ بقعة أرضٍ، أضفَى عليْهَا النظرُ مِنْ أعلَى وضوءُ شمسِ الصباح جمالًا وتفردًا؛ فهي تجمعُ حقولًا ومجرى ماءٍ وصحراءَ وجبالًا، كَمَا يمكنُ للناظرِ الْمُدَقِّقِ أن يلمحَ بعضَ أطلالٍ لآثارٍ فِي الخلفيةِ.

    كان طريقُ القريةِ يَقَعُ علَى أطرافِها الشرقيةِ، تَحُدُّهُ مِنَ الجانبِ الأيمنِ مناطقُ مزروعةٌ مُنْبَسِطَةٌ، تتناثَرُ فِيها بيوتٌ كثيرةٌ تَقْتَطِعُ مِنَ الأرضِ المزروعةِ؛ بينما علَى الجانبِ الأيسرِ يَسُودُ لونُ الرمالِ الأصفرِ، توجدُ فيه بقعٌ خضراءُ صغيرةٌ، وبيوتٌ نادرةٌ، وجبالٌ ممتدةٌ فِي ظهيرِهِ.

    بعدَ بضعِ دقائقَ، لَمَحَ السائقُ أحدَ المارَّةِ يسيرُ فِي نفسِ اتجاهِهِ علَى الجانبِ الأيسرِ مِنَ الطريقِ؛ كان الرجلُ يرتدي سُتْرَةً ذَاتَ لونٍ زاهٍ وكاسكيتَ لا تُدَارِي كُلَّ شعرِهِ الأبيضِ المهوشِ الطويلِ، ومعه عَصًا لا يستعينُ بِهَا فِي سيرِه ويَحْمِلُهَا تحتَ إِبِطِه. أطلَّ السائقُ مِنْ نافذةِ العربةِ، وسَأَلَ الرجلَ تنفيذًا لنصيحةِ الدُّكتورة. كان الرجلُ غارقًا فِي التفكيرِ، واستمرَّ فِي طريقِهِ دونَ أن يُجِيبَهُ. لاحقَهُ السائقُ، وكرَّر السؤالَ بصوتٍ أعلى، فخَرَجَ الرجلُ مِنَ استغراقِه. نظرَ له فِي فضولٍ وبهدوءٍ صوَّبَ عصاه فِي اتِّجَاهٍ مِنَ الجانبِ الأيسرِ، دقَّقَ السائقُ إلى حيثُ أشارَ، فرأى علَى مرمَى البصرِ بيتًا تحيطُ به مِنْ كُلِّ جانبٍ أشجارٌ تظهَرُ مِن بينِ فروعِها معالمُ قبةٍ. ليتأكَّدَ مِنْ صِحَّةِ الإشارةِ، سأله السائقُ: أَهُوَ البيتُ ذو القُبَّةِ؟ انفرجتْ أساريرُ الرجلِ وهزَّ رأسَهُ وأشارَ مصححًا بكفِّهِ المفتوحةِ بالرَّقْمِ خمسةٍ!.لم يَفْهَمِ السائقُ إشارتَه حتَّى اقتربَ مِنَ البيتِ.

    كان البيتُ ذُو القبةِ لا يُطِلُّ مباشرةً علَى الطريقِ، ويربِطُه به مَا هُو أقربُ لمدك سيرٍ مِنه لطريقٍ ممهدٍ للعرباتِ.. تقدَّمَ عليْه السائقُ بحرصٍ؛ خوفًا من أن تتكرَّرَ مشكلةُ الإطارِ، حتَّى اقتربَ مِنه، ليكتشفَ أنَّ القبةَ الَّتي ظَهَرَتْ لَهُ عن بعدٍ هِي الأعلَى والأكبرُ لكنَّهَا ليستِ الوحيدةَ؛ فهناك أربعُ قبابٍ أخرَى أقلُّ حجمًا وارتفاعًا تُحاوطُها، وهو مَا فسَّرَ له إشارةَ الرَّجُلِ ذِي السُّترةِ الزاهيةِ بالرَّقْمِ خمسةٍ. لكنْ حَالَتْ دُونَ وصولِه بالسَّيَّارة لحدِّ بوابةِ البيتِ الحديديةِ، بعضُ فروعِ أشجارٍ مقصوصةٍ متراكمةٍ فِي واجهَتِهِ، فتوقَّفَ علَى مسافةٍ مِنْها فِي ظلِّ شجرةِ كافورٍ، ثم نادى علَى مَن بالعربةِ: «هيَّا يَا شبابُ استيقظوا.. لَقَدْ وَصَلْنَا».

    واحدٌ من الصِّبيةِ استجابَ للنِّدَاءِ عَلَى الفور، وهَمَّ بالنزولِ مِنَ العربةِ، لكنَّ السائقَ استوقَفَهُ: «انتظر يا فَادي.. حسَبَ التعليماتِ يَجِبُ أن أسلِّمَ الرسالةَ أولًا».

    مَا إِنِ اقتربَ السائقُ مِنَ البوابةِ حاملًا مظروفًا، حتَّى برزَ له كلبٌ ضخمٌ تعلَّقَ بقُضْبَانِهَا مِنَ الداخلِ وأخذَ ينبَحُ بقوَّةٍ. تراجعَ السائقُ جريًا. علَى صوتِ النباحِ استيقظَ الباقونَ فِي العربةِ. ضَحِكَ الصبيَّانِ علَى منظرِ السائقِ وهو يجرى خوفًا مِنَ الكلبِ، وصَرَخَتِ الفتاةُ الصغيرةُ.

    قال السائقُ فِي محاولةٍ لمداراةِ خوفِهِ: «أنا لا أخافُ من الكلابِ أنا فقط لا أُحِبُّهُمْ». قالتِ الصغيرةُ بدلالٍ طفوليٍّ: «أنا أحبُّ القططَ فَقَطْ». قال الصبي الآخرُ وهو يفتحُ بابَ العربةِ: «أنا لا أخافُ من الكلابِ، هاتِ الرسالةَ». قال السائقُ بسخريةٍ: «ماذا ستفعَلُ بِهَا يا شِهَاب، هل ستُعْطِيهَا للكلبِ؟» قالها وهو يفتِّشُ بنظرِهِ فِي محيطِ البوابةِ عن موضعٍ لجرسٍ، وعندما لَمْ يَجِدْ، أكمَلَ متسائلًا: «أتعجَّبُ كيفَ لا تُوجَدُ وسيلةٌ لتنبيهِ أهلِ البيتِ!» خطَرَتْ له فكرةٌ فقال بحسمٍ: «دعونا نستعِنْ بنفيرِ العربةِ».

    * * *

    حين سمِعتْ فلفل ينبَح، كانتِ الأستاذةُ تُمَاضِر تُقَلِّم فروعَ بعضِ شجراتِ الوردِ فِي الفناءِ الخلفي للبيتِ الَّذِي تَحُدُّهُ أشجارُ السروِ العاليةُ، وهي تردُّ علَى أسئلةِ أمينة الجالسةِ بجوارِها مسنودةً علَى قطعةٍ من حجرٍ عليْهَا نقوشٌ قديمة، وفي يَدِها كتابٌ. استنتجت تُمَاضِر من نَغْمَةِ نباحِ فلفل أن هناك غريبًا اقتربَ من البيتِ. وتأكدَ لَهَا ذلك عندما سَمِعَتْ صوتَ نفيرِ سيارةٍ. لكن عندما همَّتْ أمينة تستطلع الموقفَ اسْتَبْقَتها قائلةً: «انتظري.. لعلَّهُم عابرون وَلَا يَسْتَهْدِفُونَنَا.. نحنُ لا ننتظرُ أحدًا».

    * * *

    بعد مرورِ دقيقةٍ لم يتلقَّوْا فِيها استجابةً لنفيرِهم، سأل فادي بقلقٍ: «ماذا لو لم يكن هناكَ أحدٌ فِي البيتِ؟» كان ردُّ السائقِ جاهزًا: «فِي هَذِهِ الحالةِ سأعودُ بكم مرةً أُخرى إلى بيتِ والدةِ الدُّكتورة». هلَّل شِهَاب فِي سعادةٍ: «أتمنَّى ذلك». وردًّا علَى نظرةِ تساؤلٍ من فادي قال يُغريه: «سيكون طعامُنا لسبعةِ أيامٍ من الوجباتِ الجاهزةَ الَّتي نُحِبُّهَا، فجَدَّتِي لا تُتقنُ الطبخَ.. ولن ترفضَ لنا طلبًا.. ستسمح لنا بقضاءِ الوقتِ الَّذِي نُحبه فِي لَعِب البلاي ستيشن.. والواي فاي عندها بأعلى سرعةٍ». ردَّ فادي: «أُخالفك الرأيَ، أنا أشتاقُ للوجباتِ المنزليةِ المصريةِ؛ فأنا محرومٌ مِنْها منذُ سنواتٍ، ولستُ من هواةِ البلاي ستيشن.. أنا فقط متشوقٌ لرؤيةِ مَا هُو جديدٌ». قالتِ الفتاةُ الصغيرةُ: «أنا مثلُكَ يا شِهَاب أحبُّ الوجباتِ الجاهزةَ. لكنِّي لا أحبُّ أن أقيمَ عند جَدَّتِي؛ فهي تَتْرُكُنِي أنامُ بمفردِي فِي الحجرةِ»، سكتَتْ لحظةً ثم أكملتْ بصَوْتٍ خفيضٍ وكأنَّها تُذيع سرًّا: «أنا أخافُ من النومِ فِي حجرةٍ بمفردي».

    أخَذَ شِهَاب يتأمَّلُ البيتَ وقال مخاطبًا فادي: «يا لَحظِّكَ العاثرِ يا فادي!! هل قطعْتَ كلَّ هَذِهِ المسافةِ لتقضي إجازتَك فِي هَذَا البيتِ؟ يبدو كأنَّه من القرونِ الوُسطى» قال فادي وهو يتأمَّلُ المكانَ: «أنا أرى أنَّه جميلٌ ومختلفٌ.. لا يُوجَدُ مثلُه فِي المدنِ»، وأخذ يلتقطُ له بعضَ الصورِ. قال شِهَاب: «شَكْلُهُ لن ينفَعَنَا.. مَا ينفعُنَا أن تكونَ به وصلاتُ واي فاي». «وما حاجتُنَا للواي فاي.. هواتِفُنَا بِهَا فور جي يُغنينا». «الفور جي لن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1