Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حازم والقلوب الخضراء
حازم والقلوب الخضراء
حازم والقلوب الخضراء
Ebook183 pages59 minutes

حازم والقلوب الخضراء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كريم طفل لديه إعاقة ذهنية كان يعيش في مؤسسة خاصة بذوي الإعاقة، ولظروف سفر أسرته في بعثة دراسية يذهب ليعيش مع جده فيتبدل حالهما معًا بعد خوض الكثير من التجارب ويدخل مسابقة في الرسم ويحصل على المركز الأول.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2013
ISBN9789771446354
حازم والقلوب الخضراء

Related to حازم والقلوب الخضراء

Related ebooks

Reviews for حازم والقلوب الخضراء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حازم والقلوب الخضراء - علي ماهر عيد

    Hazem First Page GenDi_fmtHazem%20First%20Page%20GenDi.tif

    تأليف: علي ماهر عيد

    رسوم: كريم سيد

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 4-4635-14-977-978

    رقم الإيــــــــداع: 2013/20115

    الطبعة الأولـــى: نوفمـبــــر 2013

    Arabic DNM Logo_Colour_fmt

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون : 33466434 - 33472864 02

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    اللقاء

    في الطريق الزراعي، يسوق الدكتور ماهر سيارته ووجهه متجهم لأن المهمة التي يريد إنجازها مهمة غامضة. وزوجته الدكتورة سمية تعاني عواصف القلق التي تهب على قلبها.

    أما ابنهما حازم «الذي تجاوز عمره الثانية عشرة ويزحف نحو الثالثة عشرة» فهو ينظر للأشجار والحيوانات والطيور بدهشة، وابتسامة بلهاء معلقة على شفتيه. 01.tif

    اقتربت السيارة من بيت الحاج رياض والد الدكتور ماهر.

    خرجت رشيدة مستطلعة.

    صاحت بفرح: الدكتور ماهر!!

    - عمتي رشيدة ..

    التفتت رشيدة إلى بنت تساعدها، وقالت لها:

    - اذهبي يا ليلى لتفتحي الباب الكبير ليركن الدكتور سيارته في المدخل.

    لكن الدكتور ماهر قال: لا يا عمتي، سأركن السيارة هنا لأني سأعود بعد قليل.

    صاحت رشيدة، وكأنها تريد أن تملأ الدنيا فرحًا:

    - حاج رياض.. يا حاج تعال.. ابنك الدكتور حضر.

    نزل الدكتور ماهر وزوجته وابنه من السيارة، وأخرج حقيبتين.

    خرج الحاج رياض لاستقبال القادمين، وابتسامة فاترة على شفتيه، وبصوت حيادي قال: أهلًا.. وسهلًا

    تقدم ماهر من أبيه واحتضنه فوجد هيكلًا خاليًا من الدفء. هو ابنه الوحيد الدكتور المهندس ماهر رياض، لكن بينهما صحراء مجدبة ممتلئة بأشواك البعد والوحشة؛ لأن الدكتور ماهر انصرف إلى عمله، ولا يتذكر والده إلا كل شهر بمكالمة تليفونية قصيرة.

    وزوجة ابنه الدكتورة سمية دكتورة في الاقتصاد لا يعرف الحاج رياض عنها شيئا، بل شعر بالصقيع متجمدًا في نظراتها. تيقظ الحاج رياض من ذهوله على صوت حازم الغليظ المرتبك، وهو يصيح: جدي... جدي.

    فرحة نقية على وجه حازم بددت الفتور الذي يرين على روح الجد.

    لكن مازال السؤال معلقًا، ويفرض جوًّا من التوقع والتوتر «ما الذي أتى بهم على غير العادة؟!».

    فهو لم ير حفيده منذ زمن بعيد، ولا يعرف عنه شيئًا.

    وابنه الدكتور يأتي في الأعياد وحده... وينصرف بعد وقت قصير.

    تركزت نظرات الحاج رياض على حقيبة تحملها ليلى وحقيبة يمسك بها الدكتور ماهر.

    صاح حازم وهو يشير إلى الحقيبتين: هذه ألعابي وثيابي يا جدي.

    شعر الجد بعاصفة متحفزة في الأفق.

    قالت رشيدة: سأعد لكم الغداء.

    قال الدكتور ماهر: لا وقت لدينا، تعال يا أبي أريد الحديث معك.

    ■ ■ ■

    في الصالون قال ماهر بصوت خجول: أبي، سأترك حازم...

    - ماذا؟!

    - سيقيم عندكم لفترة محدودة.

    - فترة محدودة؟

    - نعم لأن جدته لأمه ثريا هانم ستخرج على المعاش بعد ستة أشهر، وهي ترحب بوجوده معها.

    - ستة أشهر!! والمدرسة؟!

    - أي مدرسة؟

    - مدرسة حازم.

    قال ماهر وصوته ينضح بخيبة الأمل:

    - إنه في مدرسة تربية فكرية، لم يتعلم فيها شيئًا.

    - لم يتعلم شيئًا؟ وماذا أفعل أنا معه؟ ولماذا لا تبقيه معكما؟!

    - نحن مسافران في بعثة علمية، ولا نستطيع أن نأخذه معنا.

    - وماذا أفعل أنا معه، وأنا رجل هرم ضعيف مشتت الذهن؟

    - يا أبي لا تفعل أنت شيئًا، ودعه لعمتي رشيدة.

    سمعت رشيدة الحديث، وهي تدخل الصالون لتقديم الشاي فقالت: اتركه يا دكتور.

    - لمدة ستة أشهر فقط يا عمتي.

    بحنان وطيبة قالت: حتى العمر كله.

    - يحفظك الله يا عمتي.

    توقف تفكير الحاج رياض، وتوقفت مشاعره، وطالت اللحظة حتى فقد كل شيء معناه.

    وغرق في سكون عميق.

    ■ ■ ■

    02.tif

    صوته الفرحان اخترق جدار الصمت السميك البارد.

    - قطة... قطة.

    صاح حازم فرحًا، عندما رأى قطة بيضاء صغيرة تنظر إليه بضعف، وتموء برجاء اتجهت كل الأنظار إليه.

    انفجاره في الضحك الفوار أخاف القطة، فتحركت إلى الخلف حذرة مترقبة.

    خوفها أثاره فجرى نحوها، هربت القطة وجرى حازم خلفها وضحكاته متلاحقة كأنها انفجارات أعصاب.

    نادى الدكتور ماهر بضيق: حازم.. يا ولد.

    نادت الدكتورة سمية بجزع وشفقة ملتاعة: حازم.

    لم يلتفت إلى أحد، وجرى خلف القطة مطاردًا؛ لأن ضعف القطة أثار عنده رغبة قوية لإثبات الوجود.

    صاح الدكتور ماهر غاضبًا: تعال، لأننا عائدون.

    لم يلتفت حازم إليه.

    وصاحت الدكتورة سمية بصوت له طابع الأسى والشفقة:

    - حازم، ألا تريد شيئًا، نحن مسافرون.

    توقف حازم فجأة، وقال بصوت يقيني: أريد القطة.

    - هل تريد نقودًا أو حلوى أو بسكويتًا؟

    - أريد القطة.

    - تركت لك نقودًا مع عمتي رشيدة.

    - عمتي رشيدة.

    ردد حازم الكلمة، وهو لا يفهم معناها، لكنها كلمة جديدة تعني أن هناك شخصًا قريبًا منه اسمه رشيدة.. نظر حازم إليها، فوجد نظراتها تسيل حبا.

    فجرى إليها وقبلها وهو يصيح بصوت غليظ مرتبك:

    - عمتي... عمتي رشيدة.

    قالت المرأة بحنان يبحث عن مرفأ: نعم يا حبيبي.

    لاذ حازم بحضنها، ولم يهتم بانصراف والديه.

    ■ ■ ■

    في السيارة التي تقطع الطريق المترب؛ طريق القرية.

    قال ماهر: أعطيت نقودًا لعمتي رشيدة للإنفاق على حازم.

    قالت سمية: وأنا أيضًا أعطيتها.

    - ما يشغلني هو حال أبي.

    - ماذا به؟

    - لا يهتم بشيء، ويعيش في ماضٍ، ولا يتعامل مع الآخرين.

    قالت سمية: مسكين حازم!!

    - ماذا نمتلك له؟

    -

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1