تراب السكة
By عفاف طبالة
()
About this ebook
الدكتورة عفاف طبالة من مواليد القاهرة عام 1941، حاصلة على الدكتوراه في الإعلام من (جامعة القاهرة)، ورئيسة (قناة النيل للدراما) 1996 – 2001، ومشرفة على البرامج الفضائية المصرية 1994 – 1995، ولها العديد من الأبحاث الثقافية والإعلامية، وعندها عضويه العديد من لجان التحكيم كما لها العديد من المؤلَّفات في مجال أدب الطفل.
Read more from عفاف طبالة
السمكة الفضية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهروب صغير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنشودة العودة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبيت والنخلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيكا وموكا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفك شفرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة الحروف العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعود السنابل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلم جديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوراق قديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to تراب السكة
Related ebooks
ابن الخليج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمارة آل داوود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوقت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsLa Contadora de Películas (Arabic) Rating: 4 out of 5 stars4/5هذا هو الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Boy at the End of the Alley: الفتى في آخر الزقاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة عاطفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبيع دموعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقطة السوداء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعبة البيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5قصة حياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا أبي: مجموعة قصصية Rating: 5 out of 5 stars5/5The Fishermen Arabic Rating: 5 out of 5 stars5/5ومازال في قلمي حبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحرملك 2 Rating: 5 out of 5 stars5/5أطفال السكة الحديدية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings..عابر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات حارتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرافعة الأثقال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتلميذ روكامبول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة المنزل رقم 5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الجاثوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبيل الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابنته: رقية أنور السادات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة النصف الآخر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الجحيم والإنسانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنساء صغيرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليالٍ عربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for تراب السكة
0 ratings0 reviews
Book preview
تراب السكة - عفاف طبالة
مجموعة قصصية
trabe.xhtmltrabe.xhtmltrabe.xhtmlSection0001.xhtmlمقدمــة
بعد مشوار تلوح نهايته في الأفق..
نفضْتُ بعضَ تراب السكـة العالـق في ثـوبي..
فتطايـرت ذراته كلماتٍ مبعثرة..
لملمتهــا وأودعتهـا هـذه المجموعــة.
إهــداء
إلى الكاتبة الشابة
ذات البـدايــات المبشــرة
والمستقبـل الواعــد
أمينة زين الدين
trabe-3.xhtml• صورة ٤٨
• البدلة الكاكي
صورة ٤٨
كنا نلعب في صالة البيت أنا وأخي الأكبر في عصر يوم إجازة. رن جرس الباب فتطلعنا بفضول. من خلف الزجـاج الإنجليزي للشراعتيــن الكبيرتين ظهـرت خيالات زِيٍّ عسكري.
تسمرتُ في مكاني يكاد قلبي يقفز من بين ضلوعي. صرخ أخي بفرح وهو يجري نحو الباب: «بابا».. رمت أمي ما في حجرها من ملابس كانت تطبقها بعد الغسيل وسارعت للمرآة تعدل من هندامها. هرولت أختاي من حجرة النوم وانضمتا إلينا في الصالة.
عَمَلُ أبي كضابط فرَضَ عليه دوامَ السفر، وفرض علينا اعتيادَ غيابه والشوق إليه. في سفرته الأخيرة، طالت غيبتُه عن المعتاد، فتحايلنا على الشوق إليه، كل بطريقته: أختي الصغرى كانت تبثُّ شوقها لعروستها التي خاطتها لها أمي من بواقي أقمشة؛ أخي كان يكتب له خطابات يحتفظ بها ليرسلها مع أول رسول؛ أختي الكبرى كانت تحتفظ بصورةٍ صغيرة له بين صفحات كتابها، تَعْرِضُها على صديقاتها مفاخرة بوسامته؛ وأمي كانت تغلق على نفسها باب حجرتها، وتبكي.
أما أنا، فكلما شعرتُ بالحنين إليه تسللتُ لحجرته، أفتحُ دولابَ ملابسه وأجلس أمامه لأستنشق ما تحمله بِدَلُه من بعضِ رائحته.
• • •
فتح أخي الدرفة المتحركة لباب البيت الخارجي؛ من شراعة الدرفة الثابتة لاحظنا أن الطارق لا يبرح مكانه. تسرب اليأس إلينا؛ القادم غريب، فلو كان صاحب الدار لسارع بالدخول. مد أخي رأسه للخارج يستطلع. عاد ونظر لنا وبنبرة خذلان أنبأنا بهوية الطارق: «الأومباشي سيد».
تحلقنا حول أمي وهي تقرأ خطاب أبي، حاول أخي التلصص على المكتوب من فوق كتفها فنهرته، وبين سطر وآخر كانت تبلغ كل واحد منـا ما يخصـه مـن الرسالة؛ لأخي: «أنت رجل البيت في غيابي»؛ لأختي الكبرى: «أوصيكِ بمساعدة أمك»؛ للصغيرة: «بوسة وحضن من بابا»؛ ولي: «لا تجعلي خيالك يأخذك بعيدًا». ولنا جميعًا وعدٌ بهدايا نجدها في الصندوق.
• • •
طرق الأومباشي سيد الباب مستأذنًا ودخل يحمل صندوقًا خشبيًّا بمقبضين من الحديد وضعه حيث أشارت له أمي وسط الصالة، وقال: «حضرتك حطي الحاجات المطلوبة في صندوق الذخيرة ده، وانا حعدي بكره الصبح آخده قبل ما نتوكل على الله ونسافر على بيت لحم». وقبل أن ينصرف أكمل: «بستأذن حضرتك، حييجي معايا بكره حد علشان الصور».
انتقل تجمعنا من حول أمي إلى صندوق الذخيرة الخشبي وكلنا فضول لرؤية الهدايا الموعودة. أول ما ظهر على سطح الصندوق كان شالًا مطرزًا بنقوش مميزة.. ابتسمت أمي والتقفته من أخي الذي أرسله لها من موقعه فاحتضنَته وقبَّلته دون أن تعاينه. انكشف ما تحت الشال، الصندوق ممتلئ بحبات جوز أخضر، لم يستسغ أخي، لما تذوق إحداها، مرارة طعمه.. وفي جانب منه لفة امتدت الأيدي تتنازعها.
فضت أمي النزاع وفضت هي اللفة. تخاطفنا ما فيها لمعاينته: مقلمتان ومسطرة من الخشب لم نر مثلها من قبل مع أيٍّ من زملائنا في المدرسة، في كل منها عين سحرية ترى من خلالها صورة قبة مسجد وكلمة Jerusalem.
تشبثت الصغيرة بمقلمة وواجهت بالبكاء كل من حاول أخذها منها، فشلت أمي في إقناعها وهي التي لم تذهب للمدرسة بعد، بأي بديل لها. كان كل واحدٍ منهم يحاول أن يحجز واحدة لحسابه.. وكأنه يحتجز