Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تراب السكة
تراب السكة
تراب السكة
Ebook105 pages39 minutes

تراب السكة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مجموعة قصصية من إثنى عشرة قصة قصيرة بموضوعات وشخصيات متباينة، تستعرض جوانب من حياة الطبقة المتوسطة الحضرية فى مصر على مدار نصف قرن من الزمان.
الدكتورة عفاف طبالة من مواليد القاهرة عام 1941، حاصلة على الدكتوراه في الإعلام من (جامعة القاهرة)، ورئيسة (قناة النيل للدراما) 1996 – 2001، ومشرفة على البرامج الفضائية المصرية 1994 – 1995، ولها العديد من الأبحاث الثقافية والإعلامية، وعندها عضويه العديد من لجان التحكيم كما لها العديد من المؤلَّفات في مجال أدب الطفل.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2015
ISBN9789771453314
تراب السكة

Read more from عفاف طبالة

Related to تراب السكة

Related ebooks

Reviews for تراب السكة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تراب السكة - عفاف طبالة

    الغلافtitlepage.xhtml

    مجموعة قصصية

    trabe.xhtmltrabe.xhtmltrabe.xhtmlSection0001.xhtml

    مقدمــة

    بعد مشوار تلوح نهايته في الأفق..

    نفضْتُ بعضَ تراب السكـة العالـق في ثـوبي..

    فتطايـرت ذراته كلماتٍ مبعثرة..

    لملمتهــا وأودعتهـا هـذه المجموعــة.

    إهــداء

    إلى الكاتبة الشابة

    ذات البـدايــات المبشــرة

    والمستقبـل الواعــد

    أمينة زين الدين

    trabe-3.xhtml

    • صورة ٤٨

    • البدلة الكاكي

    صورة ٤٨

    كنا نلعب في صالة البيت أنا وأخي الأكبر في عصر يوم إجازة. رن جرس الباب فتطلعنا بفضول. من خلف الزجـاج الإنجليزي للشراعتيــن الكبيرتين ظهـرت خيالات زِيٍّ عسكري.

    تسمرتُ في مكاني يكاد قلبي يقفز من بين ضلوعي. صرخ أخي بفرح وهو يجري نحو الباب: «بابا».. رمت أمي ما في حجرها من ملابس كانت تطبقها بعد الغسيل وسارعت للمرآة تعدل من هندامها. هرولت أختاي من حجرة النوم وانضمتا إلينا في الصالة.

    عَمَلُ أبي كضابط فرَضَ عليه دوامَ السفر، وفرض علينا اعتيادَ غيابه والشوق إليه. في سفرته الأخيرة، طالت غيبتُه عن المعتاد، فتحايلنا على الشوق إليه، كل بطريقته: أختي الصغرى كانت تبثُّ شوقها لعروستها التي خاطتها لها أمي من بواقي أقمشة؛ أخي كان يكتب له خطابات يحتفظ بها ليرسلها مع أول رسول؛ أختي الكبرى كانت تحتفظ بصورةٍ صغيرة له بين صفحات كتابها، تَعْرِضُها على صديقاتها مفاخرة بوسامته؛ وأمي كانت تغلق على نفسها باب حجرتها، وتبكي.

    أما أنا، فكلما شعرتُ بالحنين إليه تسللتُ لحجرته، أفتحُ دولابَ ملابسه وأجلس أمامه لأستنشق ما تحمله بِدَلُه من بعضِ رائحته.

    • • •

    فتح أخي الدرفة المتحركة لباب البيت الخارجي؛ من شراعة الدرفة الثابتة لاحظنا أن الطارق لا يبرح مكانه. تسرب اليأس إلينا؛ القادم غريب، فلو كان صاحب الدار لسارع بالدخول. مد أخي رأسه للخارج يستطلع. عاد ونظر لنا وبنبرة خذلان أنبأنا بهوية الطارق: «الأومباشي سيد».

    تحلقنا حول أمي وهي تقرأ خطاب أبي، حاول أخي التلصص على المكتوب من فوق كتفها فنهرته، وبين سطر وآخر كانت تبلغ كل واحد منـا ما يخصـه مـن الرسالة؛ لأخي: «أنت رجل البيت في غيابي»؛ لأختي الكبرى: «أوصيكِ بمساعدة أمك»؛ للصغيرة: «بوسة وحضن من بابا»؛ ولي: «لا تجعلي خيالك يأخذك بعيدًا». ولنا جميعًا وعدٌ بهدايا نجدها في الصندوق.

    • • •

    طرق الأومباشي سيد الباب مستأذنًا ودخل يحمل صندوقًا خشبيًّا بمقبضين من الحديد وضعه حيث أشارت له أمي وسط الصالة، وقال: «حضرتك حطي الحاجات المطلوبة في صندوق الذخيرة ده، وانا حعدي بكره الصبح آخده قبل ما نتوكل على الله ونسافر على بيت لحم». وقبل أن ينصرف أكمل: «بستأذن حضرتك، حييجي معايا بكره حد علشان الصور».

    انتقل تجمعنا من حول أمي إلى صندوق الذخيرة الخشبي وكلنا فضول لرؤية الهدايا الموعودة. أول ما ظهر على سطح الصندوق كان شالًا مطرزًا بنقوش مميزة.. ابتسمت أمي والتقفته من أخي الذي أرسله لها من موقعه فاحتضنَته وقبَّلته دون أن تعاينه. انكشف ما تحت الشال، الصندوق ممتلئ بحبات جوز أخضر، لم يستسغ أخي، لما تذوق إحداها، مرارة طعمه.. وفي جانب منه لفة امتدت الأيدي تتنازعها.

    فضت أمي النزاع وفضت هي اللفة. تخاطفنا ما فيها لمعاينته: مقلمتان ومسطرة من الخشب لم نر مثلها من قبل مع أيٍّ من زملائنا في المدرسة، في كل منها عين سحرية ترى من خلالها صورة قبة مسجد وكلمة Jerusalem.

    تشبثت الصغيرة بمقلمة وواجهت بالبكاء كل من حاول أخذها منها، فشلت أمي في إقناعها وهي التي لم تذهب للمدرسة بعد، بأي بديل لها. كان كل واحدٍ منهم يحاول أن يحجز واحدة لحسابه.. وكأنه يحتجز

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1