Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حكاية ملكة الحيات: الجزء التاسع عشر - ألف ليلة وليلة
حكاية ملكة الحيات: الجزء التاسع عشر - ألف ليلة وليلة
حكاية ملكة الحيات: الجزء التاسع عشر - ألف ليلة وليلة
Ebook191 pages1 hour

حكاية ملكة الحيات: الجزء التاسع عشر - ألف ليلة وليلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الجزء التاسع عشر من حكايات ألف ليلة وليلة، لقد وصلنا إلى نصف المشوار، فالحكاية التي بين يديك اليوم تسردها شهرزاد ما بين الليلة الخمسمائة وسبعة ثلاثون إلى الليلة الستمائة.. حكاية ملكة الحيات من أندر وأروع حكايات ألف ليلة وليلة حيث تأخذ القارئ في عوالم غيبية تتخطى حدود الخيال.. وتصف هذه الحكاية ثلاث رحلات لثلاث شباب وهم حاسب كريم الدين وبلوقيا وجانشاه.. وقد سافر كل منهم إلى أماكن لم يسبقه إليها أحد ورأوا من العجائب ما لا يخطر على بال بشر.. حتى أن أحدهم وصل إلى قبر سيدنا سليمان عليه السلام، والآخر تزوج من الجان، أما الثالث فتكلم مع ملكة الحيات.. اقرأ الحكاية واستمتع بعوالم الخيال التي ستجد نفسك تنسجها بين السطور..
Languageالعربية
Release dateJul 25, 2019
ISBN9781005858018
حكاية ملكة الحيات: الجزء التاسع عشر - ألف ليلة وليلة

Read more from رأفت علام

Related to حكاية ملكة الحيات

Titles in the series (23)

View More

Related ebooks

Reviews for حكاية ملكة الحيات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حكاية ملكة الحيات - رأفت علام

    ولادة حاسب

    مما يحكى أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان حكيم من حكماء اليونان وكان ذلك الحكيم يسمى دانيال وكان له تلامذة وجنود وكانت حكماء اليونان يذعنون لأمره ويعولون على علومه ومع هذا لم يرزق ولدًا ذكرًا. فبينما هو ذات ليلة من الليالي يتفكر في نفسه على عدم إنجاب ولد يرثه في علومه من بعده، إذ خطر بباله أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة من إليه أناب وأنه ليس على باب فضله أبواب ويرزق من يشاء بغير حساب ولا يرد سائلًا إذا سأله بل يجزل الخير والإحسان له. فسأل الله تعالى الكريم أن يرزقه ولدًا يخلفه من بعده ويجزل له الإحسان من عنده، ثم رجع إلى بيته وواقع زوجته فحملت منه في تلك الليلة. ثم بعد أيام سافر إلى مكان في مركب، فقامت العواصف وضربت الرياح، فتنكسرت به المركب وراحت كتبه في البحر وطلع هو على لوح من تلك السفينة، وكان معه خمس ورقات بقيت من الكتب التي وقعت منه في البحر.. وبعد شهرين، رجع إلى بيته، وضع تلك الأوراق في صندوق وقفل عليها، وكانت زوجته قد ظهر حملها، فقال لها: اعلمي أني قد دنت وفاتي وقرب انتقالي من دار الفناء إلى دار البقاء وأنت حامل، فربما تلدين بعد موتي صبيًا ذكرًا.. فإذا وضعتيه فسميه حاسبًا كريم الدين وربيه أحسن التربية، فإذا كبر وقال لك: ماذا ترك لي أبي من الميراث، فأعطيه هذه الخمس ورقات.. فإذا قرأها وعرف معناها، يصير أعلم أهل زمانه. ثم إنه ودعها وشهق شهقة، ففارق الدنيا وما فيها، رحمة الله تعالى عليه.. فبكت عليه أهله وأصحابه ثم غسلوه وأخرجوه خرجة عظيمة ودفنوه ورجعوا.

    ثم إن زوجته بعد أيام قلائل وضعت ولدًا مليحًا، فسمته حاسبًا كريم الدين كما أوصاها به. ولما ولدته أحضرت له المنجمين فحسبوا طالعه، وناظره من الكواكب، ثم قالوا لها: اعلمي أيتها المرأة أن هذا المولود يعيش أيامًا كثيرة، ولكن بعد شدة تحصل له في مبتدا عمره. فإذا نجا منها فإنه يعطى بعد ذلك علم الحكمة ثم مضى المنجمون إلى حال سبيلهم، فأرضعته اللبن سنتين وفطمته..

    فلما بلغ خمس سنين، وضعته في الكُتاب ليتعلم شيئًا من العلم فلم يتعلم. فأخرجته من الكُتاب ووضعته في الصنعة، فلم يتعلم شيئًا من الصنعة. ولم يطلع من يده شيء من الشغل. فبكت أمه من أجل ذلك، فقال لها الناس: زوجيه لعله يحمل هم زوجته ويتخذ له صنعة، فقامت وخطبت له بنتًا وزوجته بها، ومكث على ذلك الحال مدة من الزمان وهو لم يتخذ له صنعة أبدًا. ثم إنهم كان لهم جيران حطابون، فأتوا أمه وقالوا لها: اشتري لابنك حمارًا وحبلًا وفأسًا ويروح معنا إلى الجبل، فنحتطب نحن وإياه ويكون ثمن الحطب له ولنا وينفق عليكم مما يخصه..

    فلما سمعت أمه ذلك من الحطابين، فرحت فرحًا شديدًا، واشترت لابنها حمارًا وحبلًا وفأسًا، وأخذته وتوجهت به إلى الحطابين، وسلمته إليهم وأوصتهم عليه، فقالوا لها: لا تحملي هم هذا الولد.. ربنا يرزقه، وهذا ابن شيخنا.. ثم أخذوه معهم وتوجهوا إلى الجبل، فقطعوا الحطب وأنفقوا على عيالهم، ثم إنهم شدوا حميرهم ورجعوا إلى الاحتطاب في ثاني يوم وثالث يوم. ولم يزالوا على هذه الحالة مدة من الزمان..

    فاتفق أنهم ذهبوا إلى الاحتطاب في أحد الأيام، فنزل عليهم مطر عظيم، فهربوا إلى مغارة عظيمة ليحتموا فيها من ذلك المطر. فقام من عندهم حاسب كريم الدين، وجلس وحده في مكان من تلك المغارة، وصار يضرب الأرض بالفأس، فسمع كأن الأرض خالية من تحت الفأس، فلما عرف أنها خالية مكث يحفر ساعة، فرأى بلاطة مدورة وفيها حلقة فلما رأى ذلك فرح ونادى جماعته من الحطابين.. فحضروا إليه فرأوا تلك البلاطة فتسارعوا إليها وقلعوها، فوجدوا تحتها بابًا. ففتحوا الباب الذي تحت البلاطة، فإذا هو جب ملآن عسل نحل. فقال الحطابون لبعضهم: هذا جب ملآن عسلًا وما لنا إلا أن نروح المدينة ونأتي بظروف ونعبئ هذا العسل فيها ونبيعه ونقتسم حقه وواحد منا يقعد ليحفظه من غيرنا..

    غدر الطامعين

    فقال حاسب: أنا أقعد وأحرسه حتى تروحوا وتأتوا بالظروف.. فتركوا حاسبًا كريم الدين يحرس لهم الجب وذهبوا إلى المدينة، وأتوا بظروف، وعبأوها من ذلك العسل، وحملوا حميرهم، ورجعوا إلى المدينة وباعوا ذلك العسل، ثم عادوا إلى البئر ثاني مرة. وما زالوا على هذه الحالة مدة من الزمان وهم يبيعون في المدينة ويرجعون إلى البئر يعبئون من ذلك العسل، وحاسب كريم الدين يحرس لهم الجب..

    فقالوا لبعضهم يومًا من الأيام إن الذي لقي جب العسل حاسب كريم الدين، وفي غد ينزل إلى المدينة ويدعي علينا ويأخذ ثمن العسل، ويقول: أنا الذي لقيته، ومالنا خلاص من ذلك إلا أن ننزله في الجب ليعبئ العسل الذي بقي فيه، ونتركه هناك فيموت كمدًا، ولا يدري به أحدًا.. فاتفق الجميع على هذا الأمر. ثم ساروا وما زالوا سائرين حتى أتوا إلى البئر، فقالوا له: يا حاسب، انزل البئر وعبئ لنا العسل الذي بقي فيه فنزل حاسب في البئر وعبأ لهم العسل الذي بقي فيه، وقال لهم: اسحبوني فما بقي فيه شيء.. فلم يرد عليه أحد منهم جوابًا، وحملوا حميرهم، وساروا إلى المدينة، وتركوه في البئر وحده.. وصار يستغيث ويبكي ويقول: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قد مت كمدًا، هذا ما كان من أمر حاسب كريم الدين..

    وأما ما كان من أمر الحطابين، فإنهم لما وصلوا إلى المدينة باعوا العسل وراحوا إلى أم حاسب وهم يبكون، وقالوا لها: يعيش رأسك في ابنك حاسب.. ففزعت وقالت لهم: ما سبب موته؟ قالوا لها: كنا قاعدين فوق الجبل، فأمطرت علينا السماء مطرًا عظيمًا فآوينا إلى مغارة لنتدارى فيها من ذلك المطر، فلم نشعر إلا وحمار ابنك هرب في الوادي، فذهب خلفه ليرده من الوادي، وكان فيه ذئب عظيم فافترس ابنك وأكل الحمار. فلما سمعت أمه كلام الحطابين، لطمت وجهها وحثت التراب على رأسها، وأقامت عزاءه وصار الحطابون يجيئون لها بالأكل والشرب في كل يوم، هذا ما كان من أمر أمه..

    وأما ما كان من أمر الحطابين، فإنهم فتحوا لهم دكاكين وصاروا تجارًا ولم يزالوا في أكل وشرب وضحك ولعب.

    ملكة الحيات

    وأما ما كان من أمر حاسب كريم الدين، فإنه صار يبكي وينتحب. فبينما هو قاعد في البئر على هذه الحالة، وإذا بعقرب كبير وقع إليه فقام وقتله، ثم تفكر في نفسه، وقال: إن البئر كان ملآنًا عسلًا فمن أين أتى هذا العقرب؟ فقام ينظر المكان الذي وقع منه العقرب، وصار يلتفت يمينًا ويسارًا في البئر، فرأى المكان الذي وقع منه العقرب يلوح منه النور. فأخرج سكينًا كانت معه ووسع ذلك المكان، حتى صار ينفذ إنسانًا.. وخرج منه ومشي ساعة في داخله، فرأى دهليزًا عظيمًا فمشى فيه.. فرأى بابًا عظيمًا من الحديد الأسود، وعليه قفل من الفضة وعلى ذلك القفل مفتاح من الذهب.. فتقدم إلى الباب ونظر من خلاله فرأى نورًا عظيمًا يلوح من داخله.. فأخذ المفتاح وفتح الباب وعبر إلى داخله ومشي ساعة، حتى وصل إلى بحيرة عظيمة فرأى في تلك البحيرة شيئًا يلمع مثل الماء فلم يزل يمشي حتى وصل إليه، فرأى تلًا عاليًا من الزبرجد الأخضر وعليه سرير منصوب من الذهب مرصع بأنواع الجواهر، وحول ذلك السرير كراسي منصوبة بعضها من الذهب وبعضها من الفضة وبعضها من الزمرد الأخضر.. فلما أتى إلى تلك الكراسي تنهد ثم عدها فرآها اثني عشر كرسي، فطلع على ذلك التخت المنصوب في وسط تلك الكراسي وقعد عليه، وصار يتعجب من تلك البحيرة وتلك الكراسي المنصوبة.. ولم يزل متعجبًا حتى غلب عليه النوم، فنام ساعة.. وإذا هو يسمع نفخًا وصفيرًا وهرجًا عظيمًا، ففتح عينيه وقعد فرأى على الكرسي حيات عظيمة طول كل حية منهن مائة ذراع. فحصل له من ذلك فزع عظيم، ونشف ريقه من شدة خوفه. ويئس من الحياة وخاف خوفًا عظيمًا.. ورأى عين كل حية تتوقد مثل الجمر وهي فوق الكراسي، والتفت إلى البحيرة فرأى فيها حيات صغار لا يعلم عددها إلا الله تعالى. وبعد ساعة أقبلت عليه حية عظيمة مثل البغل، وعلى ظهر تلك الحية طبق من الذهب، وفي وسط ذلك الطبق حية تضيء مثل البلور ووجهها وجه إنسان وهي تتكلم بلسان فصيح. فلما قربت من حاسب كريم الدين، سلمت عليه فرد عليها السلام.

     ثم أقبلت حية من تلك الحيات التي فوق الكراسي إلى ذلك الطبق وحملت الحية التي فوقه وحطتها على كرسي من تلك الكراسي، ثم إن تلك الحية زعقت في تلك الحيات بلغاتها، فخرت جميع الحيات من فوق كراسيها، ودعين لها وأشارت إليهن بالجلوس فجلسن.. ثم إن الحية قالت لحاسب كريم الدين لا تخف منا يا أيها الشاب فإني أنا ملكة الحيات وسلطانتهن.. فلما سمع حاسب كريم الدين ذلك الكلام من الحية اطمأن قلبه. ثم إن الحية أشارت إلى تلك الحيات أن يأتوا بشيء من الأكل، فأتوا بتفاح وعنب ورمان وفستق وبندق وجوز ولوز وموز، وحطوه قدام حاسب كريم الدين.. ثم قالت له ملكة الحيات:

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1