في الصحة والغذاء

By درويش مصطفى

في الصحة والغذاء. الغذاء الصحي أو الغذاء المتوازن يقصد به النظام الغذائي الذي يؤدي إلى تحسين صحة الفرد. يرى خبراء الصحة العامة أن الصحة والجمال يقومان أساسا على قواعد التغذية السليمة، إذ أن عمل وتناغم أعضاء الجسم يعتمدان على توازن العناصر الأساسية الواردة إليه عن طريق الطعام المتناول. ومن المعروف أن الغذاء يتكون أساسا من المجموعات الغذائية الأساسية التالية: المواد البروتينية المواد الدسمة المواد السكرية العناصر المعدنية والفيتامينات الماء..... يحتوي كتاب في الصحة والغذاء على أهم النقاط التي يجب عليك معرفتها في الصحة والغذاء.... حمل هذا الكتاب الأكثر من رائع وشاركه مع أصدقائك ومن تحب....

• Language: العربية
• Publisher: Rufoof
• Release date: Jan 1, 2023
• ISBN: 9786361878861

Book preview

المقدمة

لقد استحوذ على اهتمامي موضوع الغذاء والتغذية منذ أن كنت صبيا، وقد جاء هذا الاهتمام نتيجة الأمراض التي انتابت والدتي بسبب سوء التغذية، وكان ذلك بعد أن قام الصهاينة بطرد الشعب الفلسطيني من وطنه عام 1948. ومن أجل الحصول على المعرفة بهذا المجال، فقد قمت بشراء الكتيبات التي تتناول الغذاء وأهميته والأمراض الناتجة عن سوء التغذية. واستمر اهتمامي بهذا الموضوع حتى نهاية مرحلة الدراسة الثانوية، بعد ذلك ذهبت إلى اليونان لدراسة الطب، ولكن بسبب ما رأيته من اندفاع الشباب العشوائي لدراسة هذا التخصص، فقد قررت أن لا أسير مع هذا التيار، فقمت بالالتحاق بكلية العلوم الطبيعية البيولوجية والبيئة. وفي هذه الأجواء الدراسية ازدادت رغبتي في التعمق بدراسة مواضيع الغذاء ودوره في تعزيز جهاز المناعة ومقاومة الأمراض وحفظ الشباب، وبعد أن تخرجت من الجامعة، كانت قد تراكمت لدي المعرفة والثقافة الغذائية والبيئية فشرعت بكتابة المقالات حول هذين الموضوعين، وقد بلغ عدد المقالات التي كتبتها ونشرتها في سبعة عشرة مجلة دورية أكثر من350 مقالة، وذلك خلال الفترة 1980- 2007، وقد لاقت هذه المقالات بمواضيعها المختلفة -البيئية والغذائية، استحسان القراء، وذلك لأنها كانت تمس حياتهم وصحتهم بشكل مباشر.

ولما توقفت عن كتابة المقالات لأسباب عديدة، وبدأت بتأليف الكتب العلمية والتثقيفية، ألح علي الكثيرون من القراء والأصدقاء بالعودة لكتابة المقالات، فخطرت على بالي فكرة مختلفة، وهي كتابة مقالات جديدة وضم أهم المقالات السابقة بعد الزيادة عليها وتنقيحها وتطويرها في كتاب واحد لتشكل مرجعا للمهتمين بصحتهم في مرحلة الشباب والشيخوخة، ومن هذه المنطلق جاء هذا الكتاب.

وفي سياق الحديث عن المجلات التي قامت بنشر هذه المقالات، لا يسعني سوى أن أقدم لإداراتها ورؤساء تحريرها خالص الشكر والتقدير والعرفان. وسيأتي ذكر لأسماء هذه المجلات الموقرة في نهاية هذا الكتاب.

تمهيد

الغذاء ليست حشوة للمعدة والأمعاء، وهو ليس مجرد مادة ضرورية للنمو ومنح الطاقة، أو مجرد مادة للتمتع بطعمها اللذيذ ورائحتها الطيبة فحسب، بل هي سبب رئيس من أسباب البقاء، وعامل مهم في تحسين المزاج والذكاء، وسبب في تقويم السلوك والأخلاق، وهو سبب من أسباب نشوب الحروب والصراعات، هذا من جانب، ومن جانب اخر فقد أثبتت التحاليل المخبرية والدراسات العلمية حول العالم، بأن الغذاء يضاهي الدواء في قوة تأثيره على العديد من الأمراض ويتفوق عليه كونه لا يتسبب في ظهور أعراض جانبية باستثناء حالات نادرة، وفي كونه يقي من الأمراض، وقد قال الحكماء فيه: غذاؤك دواؤك، اعدل عن الدواء إلى الغذاء، أنت ما تأكل وما تأكل هو أنت والكثير من الحكم الأخرى التي تشير إلى دوره وأهميته في حياة الناس وفي تطور الحضارة البشرية.

وعند دراسة الحالة الصحية للمجتمعات قبل مائة عام تقريبا، مع مثيلتها في هذا العصر، فإننا نجد فرقا شاسعا بينهما، فلقد كانت الحالة الصحية للمسنين أفضل بكثير من صحة الشباب في هذا العصر. والسبب وراء ذلك هو سوء التغذية التي لا تعني فقط قلة المواد المغذية التي تدخل إلى الجسم، بل نوعية الغذاء الذي يجري تناوله وجودته وتنوعه وطريقة تحضيره وحفظه..

وعندما أجريت دراسة ميدانية حول الغذاء التقليدي في الأردن خلال الفترة من عام1920- 1970 م، فقد وجدت بأن العديد من الأمراض التي