منافع الأغذية ودفع مضارها
()
About this ebook
Read more from أبو بكر الرازي
المنصوري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحاوي في الطب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل فلسفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to منافع الأغذية ودفع مضارها
Related ebooks
الحاوي في الطب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلكل داء دواء بالأعشاب الطبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذخيرة في علم الطب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقامات السيوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألف سؤال وجواب في علم الأعشاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحديقة الأزهار في شرح ماهية العشب والعقار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي الصحة والغذاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلكل داء دواء بالأعشاب الطبية 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحديقة الخضروات: سر الصحة: المستوى الثالث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفوائد غذائية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة في الشاي والقهوة والدخان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمسالك الأبصار في ممالك الأمصار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقانون في الطب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاختيار لتعليل المختار Rating: 0 out of 5 stars0 ratings102 وصفات لا تصدق لتنظيف الجلد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة الشئون المنزلية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأطيب الكوكتيلات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآداب المؤاكلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطبيخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر الخرقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الأدوية العشبية للممارس الصحي: دليل الأدوية العشبية للممارس الصحي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإحياء علوم الدين: الربع الثاني: العادات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الرابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمنهج الطلاب في فقه الإمام الشافعي رضي الله عنه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوصفات طبخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمدة السالك وعدة الناسك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمنهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاكلات لشحن الطاقة الجنسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروضة الطالبين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for منافع الأغذية ودفع مضارها
0 ratings0 reviews
Book preview
منافع الأغذية ودفع مضارها - أبو بكر الرازي
في سبب تأليف الكتاب
قال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي : رأيت أن أؤلف كتابا في دفع مضار الأغذية تاما مستقصي أبلغ وأشرح مما عمله لفاضل جالينوس ، فإنه سها وغلط في كثير من كتابه في هذا المعنى ولم يستقص في كثير منه ، ولا سيما يحيى بن ماسويه ، فإنه ضر بكتابه الذي عمله في هذا الغرض أكثر مما نفع ، وأن أميل عن ذكر العلل والأسباب التي تخص الفلاسفة الطبيعيين إلى ذكر المعاني والنكت الجزئية التي يعم نفعها جميع الناظرين فيها المستعملين لها لما قدرت في ذلك من عظيم النفع ، ولعدمي أيضا كتابا مستقصى في هذا الفن واسعا في أهل العلم به ، ولأني لم أجد لمن تقدمني في هذا الفن كتابا مستقصى في غرضه المقصود . فعملت كتابي هذا راجيا ثواب الله عز وجل ومتحريا مرضاته .وإني لما أجلت الفكر في أن يكون هذا الكتاب تاما مستقصى في غرضه المقصود رأيت أنه ينبغي أن ألحق بذكر الأمور الجزئية التي تخص عددا في دفع مضاره ذكر قوانين وأمور كلية في تدبير المطعم والمشرب جملة ، ورأيت أنه ينبغي أن أجعله مقالتين ، أذكر في الأولى منهما الأمور الخاصة الجزئية ، وفي الثانية القوانين العامة الكلية . وأنا فاعل ذلك بمشيئة الله عز وجل . وإياه أسأل التوفيق لصواب القول والفعل والعون على ما يرضيه ويقرب إليه ويدني منه .وهذا حين نبتدئ فنقول إنه لما كان معوّل الناس في أغذيتهم على الخبز والماء والشراب واللحم ، وكانوا لهذه أكثر استعمالا منهم لغيرها ، رأيت أن أبدأ بالقول فيها .^
الفصل الأول
في منافع الحنطة والخبز المتخذ منها ومضارها
وما يدفع به تلك المضار وصنوف الخبز
والأوفق منها في حال دون حال
الخبز السميذ والحوّاري
فأقول إن الخبز مع اعتياد الطبيعة وورودها عليه دائبا وجري العادة بالاغتذاء منه، له مضار ينبغي أن تميز وتفصل .فمن الخبز السميذ والحواري والخشكار على مرتبته في ذلك من قلة النخالة وكثرتها، والفطير والمختمر، والكثير الملح والبورق، والعديم لذلك، وخبز التنور، وخبز الفرن، وخبز الملة، وخبز الطابق .فمن مضار الخبز السميذ والحواري أنه أعسر خروجا من البطن من الخشكار، وأنه أكثر نفخا وتوليدا للرياح، ويولد السدد في الكبد والحصى في الكلى في المستعدين لذلك. ولذلك ينبغي أن يميل عنه إلى الخشكار من تعتريه الرياح الغليظة ويبس البطن والسدد في الكبد والغلظ في الطحال والحصى في المثانة المستعدة لذلك ويسرع إليه الامتلاء وتصيبه أوجاع المفاصل ويعتريه التحجر فيها .ومما يدفع به هذه المضار أن يكثر فيه من الخمير والبورق، ويتعهد الأكل له السكنجبين البزوري ويأخذ بزر البطيخ وبزر الكرفس مع السكر الطبرزد متى أحس بثقل تحت الأضلاع من الجانب الأيمن. فأما متى أحس بثقل في البطن والقطن وعسر في خروج البول أو قلة فيه فليأخذ من هذا الدواء أياما قبل الطعام بثلاث ساعات .سفوف قوي: وصفته أن يؤخذ من بزر البطيخ المنقى وزن عشرة دراهم، ومن حيث القلت واللوز المر والدوقو من كل واحد وزن درهمين، فيستف منه وزن ثلاثة دراهم ويشرب عليها ماءً حاراً قد أغلي فيه برشاوشان إلى أن يفقد ذلك العارض .ويكثر من أحس بهذا العارض من البطيخ في إبانه، ويتحسى أيضا من ماء الباقلي. فإن هذه التدبير يمنع من أن يتولد وأن يتم تولد الحصى في كلاه والتحجر في مفاصله .فأما من يعتريه غلبة الرياح الغليظة فليجتنب أكل الفواكه الرطبة قبله وعليه، ولا سيما الحامضة، ويشرب قبله شيئا يسيرا من النبيذ العتيق أو يأخذ قد جوزة من الجوارشن الكموني، ويؤمر أن يكثر في طبيخه من الأفاويه، ويصيب في بقله من السذاب، والصعتر ومن الثوم، ولا سيما في الأوقات والبلدان الباردة .ويكون أكثر أكله لهذا الخبز بالاسفيذباجات وأمراق المطجنات، ويحذر أكله مع الماست والرائب والكشكية والمضيرة والمصلية والحصرمية والبوادر المعمولة بماء الحصرم والرمان، ونحو ذلك من الحوامض والقوابض، ويقل شرب ماء الثلج، ويصرف شرابه ويقلله ويقويه. وإن اضطر إلى أكله يوما ببعض ما وصفت من الأمراق الغليظة القابضة والباردة، تناول الكموني أو الفلافلي، أو صرف الشراب وتجوّع من بعده وتعرق في الحمام من غد .ويؤمر أن يكثر في هذه الأمراق من الثوم، وخاصة في الكشكية والمضيرة، فإن الثوم أكثر الأغذية للرياح، وله من ذلك أن لا يعطش كإعطاش الأفاويه الحارة، فبهذا التدبير يمكن أن يسلم من يعتريه القولنج وأوجاع الجنب وتزممها بالرياح الغليظة من مضرة إدمان الخبز السميذ والحواريّ .وأما من يعسر خروج النجو منه ويعتريه يبس في البطن دائما فليقدم من طعامه ما عمل بالمري، ويأخذ زيتونات من زيتون الماء، وينتعل بالفانيد السجزي، يتحسى قبل الطعام أمراق الأسفيذباجات، وخاصة من ماء الكرنب والاسفاناخ والسلق ولتكن مالحة قليلا، ويستعمل أيضا قبل طعامه إما في الصيف أو في أوقات حمى بدنه أكل الأجاص منقوعا في جلاّب .صفة نقع ماء الأجاص في الجلاب: يؤخذ الأجاص اليابس العلك الحلو فيغسل بالماء، ثم يشرح بالسكين مواضع منه، ويرقق الجلاّب بالماء حتى يصير في حد ما يشرب وينقع فيه الأجاص المشرّح يوما وليلة فما زاد حتى يربو وينتفخ. ثم يؤخذ منه قبل الطعام بثلاث ساعات من عشرة إلى عشرين .وأما في الشتاء والأوقات التي ليس فيها البدن ملتهباً، وأصحاب الأبدان العبلة والشحمية، والمبرودون والمرطوبون، فينقع لهم التين في ماء العسل، فيأخذون منه قبل الطعام .وقد يصلح للمحرورين الذين يحتاجون إلى تسهيل خروج الثفل أكل الفواكه الرطبة التي تفعل ذلك في زمان الصيف وحالات التهاب البذن كالإجاص الرطب والتوت الشامي. فمن لم يحترز منهم بهذا التدبير في إخراج الثفل، أخذ في الأسبوع مرة من الأدوية التي شانها إخراج الثفل ولا تجاوز قوتها الأمعاء والماساريقا، وهي العروق التي بين الأمعاء الدقاق والكبد وتجري فيها الأغذية إلى الكبد، أدوية مفردة .فمن الأدوية التي شأنها إخراج الثفل لب القرطم، والصبر، وبزر الأنجرة، والقليل من التربذ، واليسير من جوارشن السفرجل المسهل، ونحو ذلك .صفة دواء يخرج الثفل ويمنع كون القولنج الثفلي ويجلو مع ذلك عن الرأس والحواس ولا يضر بالسفل: يؤخذ من الصبر الجيد وزن ثلثي درهم، ومن المقل الأزرق وزن ثلث درهم، يعجن بماء الكرنب، ويتعهد بالليل. ويصلح هذا الدواء لمن ليس بحار المزاج وليس بملتهب جداً .صفة دواء آخر يعمل مثل عمله ويصلح من هو حار المزاج ملتهبه: يؤخذ من الصبر وزن ثلثي درهم، ومن الكثيراء وزن ثلث درهم، ويعجن بلعاب البزر قطونا ويتعمل .صفة دواء يخرج الثفل وهو بمنزلة الغذاء: يؤخذ من لب القرطم قدر الحاجة، فيعجن بعسل التين، ويؤخذ منه عند خف الطعام من البطن أو قبله أو بعده بأربع ساعات مثل البيضة، فيلين البطن ويسهل خروج ثفل الطعام الثاني. وإن أريد أن يكون هذا الدواء أقل حراً، عجن بعسل الترنجبين .صفة عسل الترنجبين: أن يؤخذ الترنجبين في طنجير، ويصب عليه أربعة أمثاله ماء، ويغلى حتى ينحل، ثم يترك ليلة ليرسب ما يرسب من تراب وغيره، ويصفى من بعده ويعاد إلى الطنجير، ويطبخ حتى يصير في قوام العسل، ثم يعجن به ما يراد عجنه، وإن أخذ منه نفسه لين الطبيعة والصدر، سهل خروج أثفال الطعام .وأما صفة عسل التين: فيؤخذ الأصفر العلك منه، فيطبخ بغمره من الماء، ويحفظ مقدار الماء عليه بأن يزاد متى نقص، ويطبخ بنار لينة حتى يتهرى التين، ثم يترك أيضا ليلة ويصفى من بعد ويعاد إلى الطنجير ويطبخ حتى يغلظ. وإن ألقي على هذا الطبيخ، أعني طبيخ التين، وزن ربعه من الفانيد السجزي وطبخ حتى يصير له قوام، كان شراب التين، وهو شراب يسهل البطن، ويسخن الكلى، ويحسن اللون، ويمنع احتباس الأثفال في الأمعاء، وينفع من الربو والسعال وأكثر علل الصدر والرئة .صفة مسهل التربذ: وهو يصلح لإخراج الأثفال وفضول الرطوبات التي تتولد عن إدمان أكل الفواكه والألبان والكشك والمضيرة ونحوها. يؤخذ من التربذ النقي المصمغ وزن عشرة دراهم، ومن الزنجبيل وزن درهم، ومن السكر الطبرزد وزن أثني عشر درهما، والشربة من درهم إلى ثلاثة، وهو يكسر الرياح ويلين البطن .جوارشن السفرجل الصيفي: وأما الجوارشن السفرجلي فينبغي أن يتخذ منه لونان، صيفي وشتوي .أما الصيفي فعلى هذه النسخة وصفتها: يؤخذ من السقمونيا الإنطاكي الأزرق الجيد وزن درهمين ونصف، ومن التربذ المصمغ وزن عشرة دراهم، ومن بزر الخيار وبزر القرع من كل واحد وزن خمسة دراهم، ومن الورد والطباشير من كل واحد وزن درهمين ونصف، ويؤخذ من الترنجبين الطبرزد الجيد، فتصب عصارة السفرجل الحامض المروّق ما يغمره ويحل به، ويطبخ حتى يصير في قوام العسل. ثم تعجن الأدوية منه بمثليها إلى ثلاثة أمثالها، وهذا المقدار هو عشر شربات تامات إذا أريد به نفض البدن، فأما لتليين الطبيعة فبمقدار إخراج الثفل فثلث الشربة أو ربعها .جوارشن السفرجل الشتوي وعمله: وأما الشتوي فيؤخذ من السقمونيا والتربذ مثل ما يؤخذ للصيفي، ويؤخذ من المصطكي والعود الهندي والزنجبيل من كل واحد قدر درهمين ونصف، فيعجن بفانيد سجزي قد حل بماء السفرجل على ما وصفنا قبل، والشربة مثل الصيفي. وهو يصلح عند التخم، وفي الشتاء، وحيث لا يخشى أن يسخن البدن قليلا، وهو يقوي المعدة ويثير الشهوة مع إسهاله .ولأن التوسع في ذكر ما يخرج الأثفال نافع جدا في حفظ الصحة، فيجب وينبغي أن نذكر من ذلك ضروبا مختلفة، معجونات وسفوفات وأشربة، يستعمل الآخذ من الأخف والأوفق في كل حال يحتاج فيها إلى ذلك، فلذلك نحن ذاكرون منها صنوفا أخر .صفة شراب الإجاس: يسهل البطن، ويستعمل في الأمراض الحادة، وصميم الصيف. ويسكن العطش، ويقمع الصفراء ويخرجها أيضا. يؤخذ من الأجاص القومسي أو السمين الحلو العلك، فيغسل بالماء غسلا حتى ينقى من غبار إن كان عليه، ثم يلقى في برمة برام نظيفة ويغمر بماء صالف، ويحفظ عليه مقداره كما ذكرنا عند ذكرنا في باب الشرايين شراب التين والترنجبين، يطبخ حتى يتهرى، ثم يصفى ويعصر ويترك ليلة حتى يتروق ويرق، ثم يلقى عليه سكر طبرزد ويطبخ حتى يصير له قوام. ويشرب منه من أوقية إلى ثلاثة وأربعة. ويغير المحرورون به الماء فيعظم نفعه لهم جدا .وإن عمل هذا الشراب بالترنجبين كان أشد تليينا للبطن، إلا انه دون الأول للمعدة والأمعاء والغثي .صفة دواء يلين البطن ولا غائلة له بتة وهو معتدل في الحر والبرد: يؤخذ من ملوس الخيار شنبر، فيغمر بالماء الصافي ويغلى حتى ينحل عسلها، ثم يصفى ويؤخذ ما انحل فيطبخ بنار لينة حتى يصير في قوام العسل، ثم يؤخذ من الترنجبين الطبرزد فيسحق ويعجن به ويرفع. ويؤخذ منه عند الحاجة فيلين البطن، ويسكن أكثر أوجاع الأمعاء، ويلين الصدر. إلا انه يحمر الماء تحميرا شديدا ليس عن حرارة يثيرها بل عن صبغ ينفذ من الخيار شنبر .صفة دواء يحل الطبيعة حلا أقوى إلا انه يكرب قليلا من ليس بقوي فم المعدة: يؤخذ من عسل الخيار شنبر الذي وصفنا، فيعجن به البنفسج المسحوق مثل الكحل ويحبب. ويأخذ منه من كان أخذ الحب أسهل عليه من أخذ المعجون ومن شاء تركه معجونا .صفة لعوق الخيار شنبر وهو يلين البطن وينفع من الخوانيق والأورام في المعدة والأمعاء: يؤخذ من عسل الخيار شنبر ثلاثة أجزاء، ومن عسل التين جزء واحد، فيجمعان ويشمسان في جام قد شدت عليه خرقة تقيه من الغبار حتى يغلظ ويثخن، ثم يرفع. ويلعق منه من يريد تليين البطن، ويتغرغر به عند انتهاء الخوانيق والحاجة إلى التحليل .صفة لعوق آخر يجمع تليين البطن وتسكين أوجاع القولنج المراري وإذهاب الحرقة الكائنة في مجاري البول والكلى: يؤخذ من الكثيراء والنشا واللوز الحلو المقشر والفانيد الخرائني أجزاء سواء، فيدق كلها حتى يمتزج، ثم يعجن بعسل الخيار شنبر بثلاثة أمثالها. ويؤخذ عند الحاجة من صف أوقية إلى أوقية .صفة معجون يصلح للمبرودين ويخرج اللزوجات وينقي المعدة والأمعاء منها: يؤخذ من لب القرطم وزن عشرة دراهم، ومن بزر الأنجرة والزنجبيل ولبن التين من كل واحد وزن درهمين ونصف، ومن بورق الخبز وزن درهم وربع، يعجن بعسل صعتري حريف، أو يؤخذ الصعتر فينقع ثم يصب من نقيعه على العسل مثله ثم يغلى حتى ينتصف الماء، ويستعمل فينوب عن العسل الصعتري .يؤخذ من هذا الدواء قدر بيضة، فينقي المعدة والأمعاء من جميع ما قد لطخها من البلاغم واللزوجات، ويكسر الرياح ويخرجها من أسفل ومن فوق .وفيما ذكرنا من هذا الباب كفاية وبلاغ، فلنرجع إلى غرضنا. فنقول إنا قد ذكرنا كيف تدفع لمضار المتولدة من الخبز السميذ والحواري، فلنذكر الآن الخبز الخشكار .فنقول إن هذا الخبز يتولد منه دم مائل إلى السوداء، ويكون ذلك منه بمقدار رداءته وقلة نقائه، فإنه كلما كان أقل نقاء وأميل إلى السواد كان الدم الذي يتولد منه أقل مقدارا في نفسه وأغلظ وأميل إلى السوداء، فيتولد عن إدمانه الأمراض السوداوية، ويسرع بالهرم، ويضعف عليه البدن، ويقل الدم، ويكون منه الحكة والجرب والبواسير ونحو ذلك .وإن أكل من الخبز الخشكار بمقدار ما يتولد منه من الدم المقدار الذي يحتاج إليه البدن، احتاج أن يكون كميته أكثر من كمية الخبز الحواري كثيرا، فيثفل لذلك في المعدة ويربو وينتفخ، ولا