Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Why Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever!
Why Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever!
Why Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever!
Ebook1,302 pages11 hours

Why Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever!

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

وراء كل الأمراض المزمنة هناك عدد لا يحصى من الأسباب التي تبقي المرض على قيد الحياة، قمع الأعراض بسهولة عن  

طريق الأدوية لن يساعد في القضاء على جذور المرض.

يناقش هذا الكتاب العديد من الأسباب "الخفية" التي غالباً ما يتم تجاهلها في الأمراض المزمنة وما يمكنك القيام به حيال ذلك باستخدام بروتوكولات العلاج الطبيعي، كما يناقش

Languageالعربية
Release dateOct 15, 2019
ISBN9789925569458
Why Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever!
Author

George J Georgiou

Dr. Georgiou, Ph.D.,D.Sc (AM).,N.D., is a chartered biologist, iridologist, naturopath, herbalist, homeopath, nutritionist, bioresonance specialist, acupuncturist, clinical psychologist and clinical sexologist. He has been a clinician most of his life and is the Director Founder of the Da Vinci Holistic Health Center in Larnaca, Cyprus (www.naturaltherapycenter.com) which specializes in the natural treatment of chronic diseases, heavy metal toxicity and Candidiasis, along with many other health problems. He is also the Founder Director of the Da Vinci Institute of Holistic Medicine (www.collegenaturalmedicine.com) as well as the Da Vinci BioSciences Research Center. He is the author of 23 books, a clinician and researcher.

Related to Why Am I Sick?

Related ebooks

Reviews for Why Am I Sick?

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Why Am I Sick? - George J Georgiou

    لماذا أمرض

    دليلك إلى صحة تدوم طويلا ً!

    لماذا أمرض

    دليلك إلى صحة تدوم طويلاً!

    المؤلف: د.جورج جورجيو Ph.D.,N.D.,DSc (AM)

    قام بترجمته من الإنجليزية للعربية: بشرى القحطاني

    Book-logo3W

    لأسباب قانونية

    لا يدعو مؤلف هذا الكتاب، جورج ج. جورجيو، إلى استخدام أي شكل معين من أشكال الرعاية الصحية، لكنه يعتقد أن الحقائق والأرقام والمعرفة المقدمة هنا يجب أن تكون متاحة لكل شخص مهتم بتحسين حالته الصحية، وعلى الرغم من أن المؤلف حاول إعطاء صورة واضحة وشاملة للمواضيع التي تمت مناقشتها وضمان دقة أي معلومة ذكرها من مصدر، إلا أنه والناشر لا يتحملان مسؤولية أي خطأ أو عدم الدقة أو خلط للمفاهيم لأي منهما.

    لا يهدف هذا الكتاب إلى استبدال مشورة أو علاج الطبيب المختص، أي استخدام للمعلومات الواردة هنا يخضع بالكامل لتقدير القارئ، المؤلف والناشر غير مسؤولين عن أي آثار أو أية عواقب سلبية ناتجة عن استخدام أي من الاستعدادات أو الإجراءات الموضحة في هذا الكتاب.

    التصريحات الواردة هنا هي للأغراض التعليمية والنظرية فقط وتستند أساسًا إلى رأي ونظريات جورج جورجيو الخاصة، يجب عليك دائمًا استشارة طبيب مختص بالرعاية الصحية قبل تناول أي مكملات غذائية أو غذائية أو عشبية أو البدء في المعالجة المثلية أو إيقاف أي علاج أو أدوية تقليدية.

    لا ينوي المؤلف تقديم أي نصيحة طبية أو تقديم بديل لها ولا يقدم أي ضمانات، صريحة أو ضمنية، فيما يتعلق بأي منتج أو جهاز أو علاج على الإطلاق ما لم يذكر خلاف ذلك، لم تتم مراجعة أو إقرار أي بيان في هذا الكتاب من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أو لجنة التجارة الفيدرالية أو أي لجان أوروبية أخرى، يجب على القارئ استخدام حكمه الخاص أو استشارة خبير طبي كلي أو طبيب لحل أي مشكلة فردية.

    حقوق التأليف والنشر © 2018 بواسطة جورج جي جورجيو، جميع الحقوق محفوظة، لا يجوز إعادة إنتاج أي جزء من هذا المنشور أو تخزينه في نظام استرجاع أو نقله بأي شكل من الأشكال أو بأي وسيلة إلكترونية أو نسخ مستندات أو تسجيل أو غير ذلك، دون إذن كتابي مسبق من مالك حقوق الطبع والنشر.

    ISBN 978-9925-569-20-5

    نشرتها دار دافنشي الصحية، لارنكا، قبرص

    طبعتها شركة Lightning Source Inc ، المملكة المتحدة، أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية

    الطبعة الأولى: لماذا أمرض؟ دليلك إلى صحة تدوم طويلاً! أكتوبر 2018

    فهرس المحتويات

    لماذا أمرض

    لماذا أمرض

    لأسباب قانونية

    الإهداءات والشكر

    مقدمة

    الفصل الأول -ملحمة شخصية

    البحث عن الصحة المفقودة

    رحلتي الشخصية في العلاج

    تدهور صحتي

    اختلال الاداء والسلوك

    التماس العلاج من الطب الطبيعي

    استعادة عافيتي

    تنوع وتطور ممارستي السريرية

    النجاح يولد النجاح والغيرة أيضاً

    مضايقتي واعتقالي

    رؤية النجاحات المتكررة

    الفصل الثاني -النموذج الشمولي للصحة

    ما هو الطب الشمولي؟

    النموذج الطبي للمرض

    دعونا نستعيد الأمعاء!

    لماذا ضيق الأفق هذا؟

    التغذية والصحة

    الإنسان والبيئة

    الإنسان غني بالطاقة

    الطب الشمولي: جبل الجليد بأكمله

    الفصل الثالث -إيجاد أسباب مرضك

    المقدمة

    برنامج التعرف والإزالة التشخيصي للمرض  (IDEL)

    القصة الكاملة للصحة

    علم تشخيص الأمراض بالنظر إلى قزحية العين

    الأمراض الهيكلية في العمود الفقري والقدم

    اختبار (VEGA) واختبار الاستجابة الذاتية (ART)

    اختبار تغيُّر معدّل ضربات القلب (HRV)

    التصدير الحراري الرقمي بالأشعة تحت الحمراء (D.I.T.I)

    التصوير الحراري يكتشف الالتهابات المختبئة

    الأسنان والبؤر الندبية (بؤر الندبات)

    البؤر السنية (بؤر الأسنان)

    البُؤر الندبية في الجلد

    المعالجة التجانسية (المثلية) الرقمية

    الجزئيات التجانسية وَمُزيلات السموم

    التغذية المعدّلة الجزيئات

    الاختبار الغذائي للنمط الأيضي

    تحليل الدم الحي (LBA)

    تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA)

    نظام التصوير غير الخطي للمعادن (Metatron Scan by N.L.S)

    التصوير الكهروضوئي

    تحليل حقل أو مجال الطاقة عند الإنسان

    تعليق أخير على طريقة التشخيص باستخدام IDEL

    الفصل الرابع -إزالة السموم: جوهر الحياة

    في أجسامنا مواد سامة

    فوائد التخلص من السموم

    مصادر السموم

    التسمّم منذ الولادة

    سكان أمريكا الشمالية مُسمَّمون أيضاً

    الأوروبيّون من جميع الفئات العمرية مسمَّمون

    مستحضرات التجميل جيدة ولكنها سامة أيضاً

    الزئبق في كل مكان

    الزئبق في حشوات الأسنان

    السُميّة والتهديد بالعُقم (تأثيرها على الخصوبة)

    الهجوم السام باختصار

    نظرية القرن الواحد والعشرين الجديدة للمرض

    أعراض وعلامات التسمم بالمواد الكيميائية

    طرق تقييم السميّة: الجيدة، السيئة، القبيحة

    حمية إزالة السموم الخاصة بمركز دافنشي: نظف، نظف، نظف

    حمية الـ 15 يوم للتخلص من السموم القلوية (15 – DADD)

    ما الذي سأقوم بأكله خلال حمية الـ 15 يوماً (DADD)؟

    الكثير من الطعام والسعرات الحرارية

    أعراض إزالة السموم – أزمة الشفاء

    المكمّلات الغذائية التي تساعد في طرق إزالة السموم

    الأخبار السارة

    المراكز الرئيسية لإزالة السموم في الجسم

    الإنزيمات الغذائية وعملية إزالة السموم

    تفريش الجلد بالفرشاة

    تمرين إزالة السموم بالتنفس

    إزالة السموم بطريقة التأمل

    حمام كبريتات المغنيسيوم (أملاح إبسوم)

    حمام خل التفاح

    حمام البخار أو الساونا

    التطهير العميق

    نظرية التسمم الذاتي

    الإمساك

    إزالة سموم المعادن الثقيلة

    تطهير الرئة والجهاز الليمفاوي

    تمارين إزالة السموم

    تطهير الكليتين والدم

    التخلص من الضيوف غير المدعوّين

    تطهير الكبد والمرارة

    حصوات المرارة

    كيف تسبب حصوات المرارة للأمراض

    حصوات المرارة تؤثر على ملايين البشر

    كيف نزيل حصوات المرارة بدون اللجوء للجراحة

    التحضير لعملية تطهير المرارة

    تلميحات مفيدة

    الفصل الخامس -الكانديدا الجهازية

    التخلص منها باستخدام برنامج مركز دافنشي للكانديدا

    ما هي الكانديدا؟

    ما هو دور الكانديدا؟

    كيف تُصاب بالكانديدا؟

    لماذا هي مشكلة خطيرة؟

    النفايات السامة – الأسيتالديسيد

    تأثير ذلك على المناعة

    ما هي علامات حدوث العدوى بالكانديدا؟

    كيف تعرف أنك مصاب؟

    العلامات والأعراض

    التحاليل المخبرية

    الفحص الجلدي الحيوي

    اختبار الاستجابة المناعية الذاتية (ART)

    أسرار النجاح

    برنامج دافنشي لعلاج الكانديدا (DCP)

    المرحلة الأولى: تجويع الكانديدا

    المرحلة الثانية: قتل الكانديدا

    المرحلة الثالثة: إعادة توطين البكتيريا النافعة

    المرحلة الرابعة: استعمال المعالجات المتجانسة SANUM لإعادة العوامل المـُمرضة للكانديدا إلى أشكالها الطبيعية

    المرحلة الخامسة: تحقيق التوازن في كيميائية الجسم

    تفاعل هيركسهايمر

    دراسة بعض الحالات المرضية

    الفصل السادس –الطفيليات

    الضيوف غير المرغوب بهم

    ما هو الطفيلي؟

    تصنيف الطفيليات

    الديدان

    الديدان المستديرة (الأسكاريس)

    الديدان الدبُّوسية، (الأُقصورة)

    الديدان الشريطية (مجموعة الـ تينيا)

    الديدان الخُطّافية (نوع الأنكليستوما)

    ديدان غينيا (الثعبان الناري – التّنين المديني)

    الديدان القلبية (الفيلاريا)

    علامات تحذيرية تدل على الإصابة بالطفيليات

    الأطفال

    العلاج: القضاء على الطفيليات

    الأوزون والطفيليات

    المكمِّلات الطبيعية المستخدمة للتخلص من الطفيليات

    معالجات تجانسية للالتهابات الطفيلية

    معالجات إضافية

    دعم دفاعات الجسم

    توصيات خاصة بالنساء الحوامل

    الفصل السابع -السموم المعدنية والصحة

    المقدمة

    تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA)

    علاج التسمم بالمعادن الثقيلة باستخدام المخالب (مواد ارتباط) التقليدية

    الأبحاث حول HMD

    طرق التحليل

    المواد الطبيعية المستخدمة في التجارب

    ملخص نتائج المواد الطبيعية التي تم تحليلها

    اختبار الزئبق

    نتائج تحليل المصل في الكبد والكلية

    برنامج الجذب الطبيعي لمعدن ثقيل

    المزيد من الأبحاث

    الفصل الثامن -حساسية عدم تحمّل الغذاء والالتهابات والأمراض

    مقدمة

    الحساسية الغذائية

    عدم التحمّل الغذائي

    آلية حدوث عدم تحمل الغذاء

    التيرامين والشقيقة (الصداع النصفي)

    عدم تحمّل الغلوتين

    آليات حدوث عدم تحمّل الغذاء

    كيفية التعرُّف على عدم تحمل الغذاء

    علاقة عدم تحمّل الغذاء بالأمراض المزمنة

    العوامل التي قد تؤثر على نفاذية الأمعاء

    هل الأغذية المعدّلة وراثياً تساهم في نشوء الحساسية؟

    الحساسية الغذائية، الارتداد المريئي والمعدة

    لماذا أشتهي تناول الأطعمة التي أتحسس منها؟

    المعالجات الأخرى لعدم تحمّل الغذاء

    حمية الـ FODMAP (فودماب)

    ما هي الفودماب؟

    كيف تقوم الفودماب بإثارة أعراض التهاب القولون العصبي؟

    استبعاد الطعام، تحسُّن الأعراض والتحدّي الغذائي

    المراجع

    الفصل التاسع -العلاج بطب الطاقة والرنين الحيوي

    كل شيء له اهتزاز

    ترددات الشفاء

    الرنين الحيوي

    أجهزة ديتا إليس للرنين الحيوي

    نبذة تاريخية بسيطة

    كيف يعمل الجسم اعتماداً على الطاقة

    الطب المعلوماتي

    الطب المرئي، رؤية تأثيرات الطاقة على الماء

    سيما سكوب

    نظام الطاقة الحيوية البشرية

    تشخيص الطاقة الدقيق

    اختبار الانعكاس الذاتي (VRT) باستخدام الرنين الحيوي

    العلاج بالرنين الحيوي

    تقنية الدكتور رايف

    الفصل العاشر -الأسباب النفسية والعاطفية والروحية للمرض

    مقدمة

    الالتهاب النفسي والمرض الجسدي

    المازوخيّة النفسية

    نحن نعيش في عالم لا مبالي

    ما الذي يحدث عندما يتم إيذاؤك؟

    الثأر هو مرض بحد ذاته

    ما هو العفو (المسامحة)؟

    ما هي فوائد مسامحة شخصٍ ما؟

    لماذا يكون من السهل جداً حمل الحقد (الضغينة)؟

    ما هي عواقب أن تكون شخص غير متسامح؟

    كيف يمكنني أن أصل إلى حالة التسامح (العفو)؟

    تحدّيات المسامحة

    هل يمكنك أن تتعلم كيف تصبح أكثر تسامحاً؟

    اجعل التسامح جزءاً من حياتك

    التسامح والصحة

    التعاطف

    الصلاة كأداة للعلاج

    الصلاة لإله واحد

    كيف يجب أن نصلي

    الروحانية والصحة

    الصلاة شائعة

    الفوائد الصحية للصلاة

    أسرار القوة القصوى الناتجة عن الصلاة

    التوتر النفسي والجهاز الهضمي

    المراجع

    الفصل الحادي عشر -الحالات المرضية والتاريخ المرضي

    الحالة الأولى

    الحالة الثانية

    الحالة الثالثة

    الحالة الرابعة

    الحالة الخامسة

    الحالة السادسة

    الفصل الأخير -ملخص وملاحظات ختامية

    الاستشارات السريرية

    لمحة عن الكاتب

    كُتب أخرى ألّفها الدكتور جورجيو

    الإهداءات والشكر

    أهدي هذا الكتاب لجميع المرضى الشجعان الذين ساعدوني في بناء مسيرتي والذين أتاحوا لي الفرصة للتعلم عن طريق التجريب والتجربة والخطأ -أنا حقاً ممتن للجميع.

    أتوجه بالشكر الجزيل وخالص الامتنان للعديد من المعلمين والموجهين الذين علموني ما كنت أجهله، بالإضافة إلى العديد من مؤلفي الكتب التي التهمتها بشراسة أثناء دراسة كل هذه الموضوعات، كل هؤلاء العلماء والباحثين هم من وضعوا الأساس لهذا الكتاب في الطب الشامل.

    عناق حنون لزوجتي وأولادي الأربعة لدعمهم وتفهمهم خلال مسيرتي الاحترافية طوال هذه السنوات – فليباركهم الرب جميعًا.  شكر وتقدير لأبي الحبيب المتوفى على ما قدمه لي من حب وتحفيز وتشجيعي على المثابرة دائماً وألا أنظر إلى الوراء، كما علمتني والدتي الشجاعة والقوة لمواجهة صعوبات هذه الحياة.

    أخيراً، الإيمان بالله وبقدرته، وقد ساعدني ذلك على التصديق بقدرات الشفاء الفطرية للجسم من خلال قوة الشفاء الطبيعي، دون تدخل كيميائي.

    كما أتمنى لكم جميعًا رحلة شفاء مثمرة ومرضية!

    مقدمة

    عندما بدأت في كتابة هذا الكتاب، كانت نيتي هي مشاركة نموذج الطب الشمولي مع الشخص العادي من أجل إلقاء نظرة ثاقبة على أسباب المرض وكيفية حدوثه، عندما تعمقت في أصل المواضيع الشائكة والعصَية، أدركت أن هناك عددًا من الأطباء والممارسين المهتمين أيضًا بمعرفة المزيد عن الطب الشمولي، لكنهم أرادوا معرفة المصادر العلمية لمختلف طرائق التشخيص والشفاء، لهذا السبب بدأت في الاهتمام بشدة بالمراجع والدراسات العلمية التي تعود بالنفع على الممارسين الصحيين والعلماء وليس الأشخاص العاديين.

    هناك العديد من المراجع العلمية المقتبسة في هذا الكتاب -ونأمل أن يساعد هذا الأساس العلمي أولئك الذين يعتقدون أن الطب الشمولي هو غوغاء أو غير علمي أو غير القائم على الأدلة على تغيير موقفهم -الطب الشمولي هو درجة علمية معترف بها مثل أي قسم من أقسام الطب! العديد من العلماء الذين تم ذكر دراساتهم أو كتبهم في هذا الكتاب من الفائزين بجائزة نوبل، وبعضهم قد حصل حتى على جائزتين نوبل وهو تكريم نادر لأي عالم!

    الطب الشمولي هو السبيل الوحيد لعلاج الأمراض المعقدة والتنكسية والمزمنة التي لها أسباب متعددة، يجب أن يكون الممارس قادرًا على رؤية الشخص على جميع المستويات، الجسدية والبيوكيميائية والتغذوية والبيئية والنفسية والعاطفية والروحية لمساعدته في تحديد فرصة الشخص في الشفاء.

    لن تؤدي رؤية الجسم على مستوى واحد من هذه المستويات إلى تحقيق الشفاء التام، غالبًا ما توجد اختلال وظيفي في كل مستوى يحتاج إلى معالجة، يجب تحديد هذه الاختلالات وإزالتها قبل أن يتمكن الممارس من البدء في إصلاح المكونات التالفة وإعادة بنائها، هذا هو جوهر هذا الكتاب بناءً على تجربتي الخاصة كممارس كلي.

    سأكون أول من يخبرك بأن هذا الكتاب بعيد عن الشمولية، فهناك الكثير من التفاصيل الأخرى التي نتعلمها باستمرار وأنه من المستحيل إدراج كل شيء في كتاب واحد، نأمل أن تكون هذه نقطة انطلاق للعديد من الأطباء وممارسي الطب الطبيعي والشخص العادي للبدء في فهم أننا نحتاج إلى إجراء تحول نموذجي من مشاهدة الجسم ومعاملته كمادة وإزالة وقمع الأعراض بالأدوية، إلى ملاحظة المريض بعمق على كل المستويات.

    الطب الشمولي هو الأمل الوحيد الذي نتمتع به لإعادة الشخص إلى وظائفه الطبيعية، وهذا ما علمه لنا أبقراط منذ سنوات عديدة.

    Primum ،  Non Nocere - أولاً ، لا تؤذي!

    يوجد أشخاص خرجوا عن المسار الطبيعي في هذه الحياة، حيث وصل بهم المرض إلى نقطة حرجة لا يمكن أن يساعدهم أي شخص على علاجها، لكن يمكننا دائمًا منح هؤلاء الأشخاص الأمل ومساعدتهم على تحسين نوعية حياتهم فيما تبقى لهم من عمر، إعداد الشخص لمقابلة ملائكته جزءًا مهمًا آخر من عمل الطب الشمولي، مثل شفاء الروح الذي غالباً ما يؤخر عملية الشفاء، هناك الكثير الذي يمكن الحديث عنه في الطب الوقائي أيضًا، لكنني لم أتطرق لهذا الأمر حقًا لأن هذا الموضوع يحتاج إلى كتاب آخر.

    أولاً، أود أن أقدم نفسي وأقدم القليل من المعلومات الأساسية حول كيفية وصولي إلى وجهة نظري الحالية فيما يتعلق بمعالجة الأمراض المزمنة.

    تبدأ القصة بمرضي الشخصي!

    الفصل الأول -ملحمة شخصية

    البحث عن الصحة المفقودة

    موضوع الطب الشمولي من المواضيع العزيزة على قلبي والتي أنقذت حياتي وأدت ليس فقط الى تحسين نوعية حياتي بل وجعلتني أشعر بأني انسان مرة أخرى.

    بعد فترة من الزمن امتدت لسبعة أعوام من المرض المزمن والغير مفسر، تحولت معاناتي إلى دافع قوي يحفزني لإيجاد الأجوبة واكتشاف الأسباب وراء الأعراض المرضية المضنية التي ألمت بي.

    تولدت لديّ رغبة جامحة في أن أعود لحياتي الطبيعية والشفاء بشكل كامل من مرضي والاهتمام بشؤون نفسي والانخراط في متابعة مسيرة حياتي والاستمرار في دراسة العلوم الصحية والتي جاوزت عامها الثلاثون من التعلم حتى تاريخ كتابة هذا الكتاب.

    سافرت إلى العديد من بلدان العالم وحصلت على درجة الدبلوم في الطب الطبيعي (الحيوي)، كما درست وتدربت على العديد من التقنيات التشخيصية والعلاجية، وبعد كل هذه السنوات المثيرة من التدريب والممارسة لهذه التقنيات العلاجية حققت حلمي وشغفي في العيش بصحة جيدة والمحافظة عليها، هذه المراحل حدثت بالتوازي مع ممارستي لتخصصي في لارنكا-قبرص.

    كما كرست نفسي لاستخدام أنماط الطب الشمولي في الممارسة العملية، وقمت بتجربتها واختبارها بنجاح مع مئات المرضى في جميع الأمراض -بدءاً من الصداع النصفي وصولاً إلى السرطان المنتشر في الجسم، وقمت بإثبات فعالية هذه التقنيات مرة بعد أخرى، وأصبح علاج الأمراض المزمنة هو مجال عملي مع تزايد الحاجة لهذا النوع من العمل في مجتمعنا الذي تزايدت فيه مثل هذه الأمراض بشكل مضطرد، وبناء على ذلك اتمنى أن أشارك ما تعلمته مع كل المرضى المصابين بالأمراض المزمنة أينما كانوا، وهذا هو أحد الأسباب الذي دفعني لكتابة هذا الكتاب.

    رحلتي الشخصية في العلاج

    بعد إنهاء دراستي الجامعية والدراسات العليا في بريطانيا عدت الى قبرص في عام 1983 وبدأت عملي كمدرس لعلم الأحياء، وقتها كنت قد أنهيت بامتياز دراستي في تخصصين مختلفين هما علم الأحياء وعلم النفس.

    لاحقاً، وخلال انهائي لمرحلة الدراسات العليا في تخصص علم النفس السريري بدأت باستقبال اول مرضاي، أدهشني كثيراً أن معظم مرضاي كانوا يعانون من مشاكل جنسية عميقة الأمر الذي شكل عائقاً في علاجهم النفسي، كان ذلك دافعاً قوياً جعلني أتوجه لدراسة علم الحياة الجنسية بعمق والحصول على درجة الدكتوراه في علم الجنس السريري من الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك أصبحت أول متخصص في هذا المجال في تاريخ قبرص.

    تدهور صحتي

    بالرغم من كل خلفيتي في علم الأحياء وفي التعامل مع الجسم البشري، فإنني وفي عمر الثلاثين تدهورت صحتي، وكنت بالكاد أستطيع الزحف من سريري صباحا مثقلاً بالآلام في كل أعضاء جسمي وأعاني من صداع يكاد يفتك برأسي طوال اليوم، كنت أتناول فطوري وأنا أتألم ثم أجرجر ساقاي حتى المكتب لأبدأ باستقبال المرضى لساعتين قبل أن أعود إلى السرير مترنحاً لأستلقي لساعتين أو ثلاثة ثم أستيقظ ثانيةً لمعاينة عدد من المرضى في فترة ما بعد الظهر.

    كانت وسيلتي لمواصلة يومي هي تناول المسكنات ومضادات الالتهاب، أما في المساء فكنت أفقد كل قواي وأصبح غير قادر على فعل أي شيء حتى أن أي محادثة أو حوار بسيط مع بعض الأصدقاء يستنزف مني طاقة كبيرة ويحتاج لمجهود رهيب في التركيز والاستماع، ولهذا السبب أصبحت منعزلاً أكرّس وقتي لأسرتي فقط واستمتع بلحظات قصيرة لمشاهدة أبنائي يكبرون.

    كان هذا بالفعل أسوأ ما حدث لي فنمط شخصيتي (النمط A) عكس ذلك فأنا من الصنف الحيوي المنفتح والمتحرر المحب للحركة، وبشكل عام كنت فضوليا محبا للناس.

    بالعودة قليلاً للوراء بدأت قصتي حينما اتخذت قرار العودة من بريطانيا إلى قبرص موطني الأصلي، كان عمري وقتها 27 عاما ويتوجب عليّ حينها تأدية الخدمة العسكرية فالتحقت بالحرس الوطني في قبرص، وبعد شهور من تأدية الخدمة العسكرية في ظروف صعبة وتوتر شديد أصبت بالتهاب فيروسي وحمى شديدة طرحتني في الفراش لمدة 15يوما.

    في الحقيقة لم يعرف أحد لمدة ثلاثة أيام بأنني مريض وغير قادر حتى على المشي وكنت حينها أسكن بمفردي، مما دفع أحد الأصدقاء لكسر باب شقتي ليجدني في حالة مزرية من المرض، كنت أعاني من غزارة في العرق وإحساس شديد بالبرودة وحالة من الجفاف والتوهان والرغبة المستمرة في النوم.

    لم تفلح أية جرعات من المضاد الحيوي ومضادات الالتهاب وخافضات الحرارة في تخليصي من الحمى والحرارة التي وصلت إلى الأربعين لمدة خمسة عشر يوما متواصلة، كانت قواي تستنفذ بلا توقف، وبعد أن هدأت الاعراض، لم أشعر بعودة صحتي الى سابق عهدها، كذلك طاقتي لم تعد لمستواها الطبيعي ويبدو أن شيئاً ما كان يؤجج من التهاب الجيوب الأنفية لديّ بشكل متزايد.

    بعد مرور شهرين من شفائي من هذه المحنة، كنت قد أصبحت أعاني بشكل مزمن من الصداع والشقيقة التي لم تغادرني بحيث أني كنت أمسك برأسي أغلب الأوقات وأتناول الكثير من مسكنات الألم بشكل يومي ومتكرر، كنت في حاجة لمواصلة عملي كأخصائي للأمراض النفسية والجنسية وكان لدي العديد من المرضى الواجب على علاجهم، وفي نفس الأثناء كنت أعمل مدرساً لمادة علم الأحياء في إحدى المدارس الخاصة في لارنكا كما قمت أيضا بتدريس مادة علم وظائف الأعضاء لطلبة البكالوريوس والماجستير في كلية محلية أصبحت تعرف حاليا باسم جامعة نيقوسيا.

    بعد شهور عدة من هذا الصداع المتواصل والمصحوب بحالة من الإرهاق الغريب ذهبت إلى طبيب عام محلي وأجرى لي بعض الأشعة، وجد الجيوب الأنفية الأمامية بعظام الجبهة ملتهبة ومليئة بالسوائل وعلى الفور وصف لي بعض المضادات الحيوية، وبعد أقل من شهرين عدت له مجددا ووصف لي المضاد الحيوي مرة ثانية حيث أن الانسداد عاد لجيوبي الأنفية مسببة صداع وألم بالإضافة الى تعب وخمول واكتئاب.

    كنت عاجزاً تماماً وكان هذا كافياً لأن يحول شخص مثلي مغرم بالحركة ومفعم بالنشاط إلى شخص مكتئب، لا يوجد شيء أكثر إحباطاً من أن تستيقظ صباحاً وأنت تعاني من آلام بالرأس تتواصل معك على مدار اليوم لتمنعك حتى من التركيز في عملك.

    اختلال الاداء والسلوك

    في تلك الفترة من حياتي تلقيت أيضاً عرضاً بالعمل في مدرسة لتعليم الطيران حيث طلب مني تدريس أساسيات علم الأحياء لطلبة الطيران، يضم هذا المقرر مزيج من علم الأحياء وعلم النفس وكنت أنا الشخص المناسب من وجهة نظر إدارة المدرسة لتدريس كلا الموضوعين في آن واحد، ولم أتردد للحظة في قبول العرض لأن أحد أحلام حياتي حين كنت بالمدرسة هي أن أصبح طياراً في القوة الجوية الملكية ولكن القدر كان يخطط لي أموراً أخرى.

    لم يمضي وقت طويل على التحاقي بالعمل للتدريس في تلك المدرسة حتى عُرض عليّ أن أتلقى دروس في الطيران لأحصل على رخصة طيران خاصة، رأت إدارة المدرسة أن ذلك سيساعدني في تعليم الطلبة أكثر حين أصبح في قمرة القيادة في نفس موقف الطيار.

    لم يلزمني الكثير من الوقت لأتعلم الدروس النظرية الخاصة بالطيران وفي فترة وجيزة كنت أجلس على يسار مقعد الطيار في طائرة من الطراز سيسنا 152 وأخرى من طراز بيبر شيروكي، ولكن ما لم يعرفه مدربي الخاص بالطيران هو لماذا كان أدائي متذبذباً.

    في أيامي الجيدة عندما يكون رأسي لا يؤلمني أؤدي الإقلاع والهبوط والطيران بشكل رائع، أما في أيامي السيئة أي عندما أعاني من الصداع وآلام بالعضلات وقلة في النوم كنت أشعر وكأن شاحنة تمر من فوقي، وعندما أجلس في مقصورة القيادة كنت أمسك بمقود الطائرة ولا أستطيع التحكم بها على المدرج مما كان يثير ذعر مدربي، وأخيراً حصلت على رخصة الطيران بعد أن تسببت له بنوبات من ارتفاع الضغط بسبب قيادتي المضطربة.

    ولاختصار رحلة المرض التي لازمتني لمدة سبع سنوات وكنت أتردد خلالها على أطباء في تخصصات مختلفة من أخصائي حساسية إلى أنف وأذن وحنجرة (والذي حاول أحدهم إقناعي بأن أوافق على إجراء عملية تقويم الحاجز الأنفي مفترضاً أن الحاجز معوج!!!) كانت حالتي أسوأ بكثير مما بدأت عليه، وخلال تلك السنوات السبع تناولت 18 كورس من المضادات الحيوية وكنت في حالة يرثى لها من المرض.

    ساءت حالتي الآن بشكل كبير وأصبح التعب أكثر تكراراً بما في ذلك الصداع والشقيقة وآلام عضلية في كل مناطق جسمي مع وهن مزمن في العضلات كما تم تشخيصه من قبل أحد أخصائي الدم، انتفاخ بالقولون، انتفاخ وآلام مستمرة بالمعدة (بسبب تسرب حمض المعدة)، متلازمة ارتشاح الأمعاء وكذلك نمو متزايد للكانديدا مصحوب بحكة جلدية وطفح جلدي وتعب مزمن.

    سافرت للعلاج في الولايات المتحدة وبريطانيا، كان تعبي يتزايد في كل مرة أتناول فيها أي طعام، كما كنت أصبح محبطاً أكثر عندما يتراكم العمل عليّ وأصبح غير قادر على أداؤها، كنت حينها قد أصبحت رب أسرة ولدي طفلان وأقوم ببناء منزل جديد كما كان لدي العديد من المهام التي يتوجب عليّ القيام بها بالرغم من مرضي، كما أسند لي تقديم برنامج إذاعي وكتابة عمود في إحدى الصحف ذائعة الصيت وكنت في غمار كل هذا الزخم بالكاد أؤدي واجباتي تجاه مهامي.

    التماس العلاج من الطب الطبيعي

    مع فقدان الأمل في إيجاد مخرج لحالتي بدأت في قراءة كتب الطب الطبيعي، كنت تائها في الظلام وكأنني لم أحصل على شهادة في علم الأحياء وعلم النفس، لم أكن قد عرفت من قبل الكثير عن علوم الطب الطبيعي الرائعة.أحد أول الكتب التي قرأتها كانت من مؤلفات الدكتور ريتشارد ماكارنس بعنوان ليس كل شيء بالعقل أو Not All In The Mind¹ والذي لفت انتباهي إلى أن حساسية الجسم من بعض الأطعمة قد يكون لها تأثير كبير على الصحة الذهنية والجسدية، حيث افترض الكاتب بشكل غير مسبوق بأن أجسامنا غير معدة للتعامل مع وجبات تحتوي على قدر كبير من الحبوب ومنتجات الألبان والتي زاد استخدامها على مر مئات الأعوام السابقة، ويعتقد أن أجسامنا تحتاج إلى عدة آلاف أخرى من الأعوام لتتأقلم مع تلك الأصناف من الأطعمة.

    كما افترض أن حوالي 80% من البشر لديهم درجة ما من الحساسية الغذائية أو الكيميائية نتيجة تناول أغذية مصنعة أو مجهزة بشكل يصعب على أجسامنا التعامل معها، بعد قراءتي لهذا الكتاب حاولت أن أتبع نظام غذائي صحي لنزع السموم من الجسم وذلك بتجنب كل شيء ما عدا الفاكهة والخضروات.

    في أول يومين من هذا النظام الغذائي شعرت وكأن رأسي سينفجر كقنبلة يدوية، كان الألم شديداً لدرجة أنني كنت أقضي يومي أغط في نوم عميق، أستيقظ فقط لأذهب إلى الحمام ثم أعود للنوم ثانية، كان طعامي كله تقريباً شوربة خضار مسلوقة وسلطة وكثير من الفاكهة والماء، وفي اليوم الثالث استيقظت منتعشاً ومتيقظاً لدرجة لم أصدق فيها نفسي، كنت أقفز في كل مكان مثل طفل ممتلئ بالحيوية والنشاط بعد أن كنت سجين التعب لفترة طويلة، واستمر الحال هكذا حتى ما كدت أنهي فترة نظام التطهير إلا وعاودتني الأعراض المرضية السابقة.

    ما الذي حصل؟ لماذا شعرت بالتحسن عندما اتبعت النظام الخالي من السموم وعدت كما كنت أعاني من آلامي بعد انتهاء النظام؟ هل لهذا علاقة بالطعام الذي كنت أتناوله؟ زادت لديّ الأسئلة التي بحاجة إلى إجابات شافية!

    لسوء الحظ لم أكن حينئذٍ بالقدر الكافي من المعرفة التي أملكها الآن، كنت أحس بالفطرة أن معجزة ما قد حدثت في جسمي أثناء فترة التطهير ولكني لم أجد تفسيرا لكيفية حدوث ذلك! أحد أهم الأسباب التي جعلتني أشعر بتحسن هي أني تجنبت الأطعمة التي كانت تسبب لي حساسية مثل القمح ومنتجات الألبان، فقد اعتدت على تناول ساندويتشات الجبن مع القهوة بشكل يومي أثناء انشغالي بالعمل، كان يصعب عليّ تناول أية أطعمة أخرى في خضم يومي المزدحم بالمهام، هل كان طعامي هذا هو سبب مرضي؟ هل كانت الأعراض المتعبة التي حدثت لي في أول يومين من نظام التطهير هي نتيجة خروج السموم المخزنة بشكل كبير في أنسجة وأجهزة جسمي؟ كان الأمر جلياً أن هذا هو بالفعل ما حدث! ففي أثناء أي نظام للتطهير تخرج كميات كبيرة من السموم المختزنة في الأيام الأولى ومن ثم تقل نسبة تلك السموم وبعد ذلك تختفي الأعراض تدريجياً، بعض تلك السموم يختبئ في أنسجة الجسم وفي المفاصل مما يسبب ألاما في تلك المناطق من الجسم.

    بعد الاطلاع على العديد من المؤلفات العلمية حول تطهير الجسم من السموم والفضلات، قررت السفر إلى بريطانيا ومقابلة أحد مؤلفي هذه الكتب عن التغذية وكان من منسوبي معهد التغذية المثالية حيث تتلمذت على يديه هناك، وخلال فترة ثلاثة أعوام من الدراسة المكثفة تعلمت الكثير مما ساعدني على تحسين صحتي ولكني لم أصل بعد للشفاء التام، كانت رغبتي في التعلم مدفوعة برغبتي في شفاء نفسي تماماً من مشكلاتي الصحية، استمرت رحلتي في التعلم والدراسة لمدة 23 سنة، حصلت خلالها على العديد من الدرجات العلمية في علم النفس السريري، وعلم الجنس السريري، والتغذية السريرية، والعلاج بالمواد الطبيعية، وطب الأعشاب، والطب التجانسي (من أنواع الطب البديل)، وعلم أمراض القزحية ( تشخيص الأمراض بالنظر الى قزحية العين)، وطريقة سوجوك في طب الإبر الصينية بالإضافة الى التدرب ودراسة تقنيات تشخيصية وعلاجية مثل اختبار VEGA ، والعلاج بالرنين الحيوي، وتقنية RIFE ، والمعالجة بزهرة الباخ(من طرق العلاج النفسي)، والتخطيط الحراري ، وتقنية تحليل الخلايا الحية باستخدام المجهر ذو الحقل المظلم (تحليل الدم الغذائي) والعلاج بالليزر منخفض الكثافة، واختبار الاستجابة المناعية الذاتية، والعلاج بطريقة التحكم بالحقل المغناطيسي، وتحليل الحقل البيولوجي، وتحليل المعادن الثقيلة باستعمال الاشعاع الذري ومطياف الاشعاع البصري، بالإضافة للعديد من التقنيات الأخرى لإزالة السموم.

    استعادة عافيتي

    بعد مرور كل تلك السنوات الطوال من التعلم استطعت أخيراً أن أستعيد صحتي بل وأن أرقى بها، في هذا العام 2019 أتممت السنة الثالثة والستين من عمري وأنا مستمتع بقواي وحياتي أفعل ما أشاء وقتما أشاء بما في ذلك ممارسة هوايتي في الطيران، اقتناء السيارات قديمة الطراز والدراجات النارية، التزحلق على المياه، وتأليف الكتب واجراء البحوث وإدارة مركز دافنشي للعلاج بالوسائل الطبيعية ومقره الرئيس في لارنكا، قبرص²، كما أنني المدير الأكاديمي لمركز دافنشي للطب الشمولي والذي قمت فيه بالعديد من الأبحاث والمشاريع التي لا أستطيع احصائها³.

    DrG10W

    Dr. George J Georgiou

    تنوع وتطور ممارستي السريرية

    أدير حالياً مركز دافنشي للطب الشمولي، وهو مركز يزدحم بالمراجعين ويجذب العديد من أصحاب الأمراض المزمنة من كل أرجاء العالم، مازالت حتى الان أتعلم، حيث أن كل مريض يختلف عن الاخر، كما أن الحالة النفسية والعاطفية والروحانية تلعب دوراً اساسياً في شفائه، وقد تطورت قدراتي بشكل كبير بسبب مشاهدتي للعديد من الحالات المرضية الصعبة.

    جربت معهم عدة أنظمة علاجية جديدة ومختلفة، اعتمدت بعضها وتجاهلت أخرى بناء على النتائج السريرية لهؤلاء المرضى، وحينما كنت لا أجد برنامجاً علاجياً مناسباً كنت اخترع طرقاً جديدة وما يثبت نجاحه بالتجربة كان يعتمد لديّ وما كان يفشل يستبعد.

    إن تدريبي وبحثي المستمرين بالإضافة الى التغذية الراجعة والمعلومات التي أحصل عليها من المرضى مكنتني من تطوير وتحسين منهجية العلاج حسب احتياج المريض، أو بمعنى آخر علاج حسب الطلب، بدأت الاحظ أن العديد من مرضاي شفي من أمراض حرجة وعاد لصحته كما حدث سابقا لي، في البداية لم أكن واثقاً فربما كان الموضوع صدفة أو حظ، كنت أحصل على نتائج مدهشة ولكنني كنت أقول دائما لنفسي ألا أنجرف نحو تصديق ذلك فقد تكون مصادفة وليس بسبب طرقي العلاجية، ولكن هذه النتائج المبهرة تكررت مع مرضى آخرين وفي حالات مختلفة ومتنوعة، ومهما تنوع العلاج واختلف من مريض لآخر فان هذه النتائج كانت تظهر دائماً.

    انتشر الأمر وذاع صيتي وبدأت تأتيني حالات مرضية خطيرة محولة من أماكن أخرى، أصبحت أرى الكثير من الحالات المزمنة مثل مرضى التهاب المفاصل والتصلب اللويحي المتعدد ومرضى القلب والسكر والسرطان، هذه الحالات كانت تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي وبالأخص حالات السرطان.

    من الصعب التعامل مع مريض لديه حرفياً فرصة العيش لمدة أشهر معدودة، كان ينبغي عليّ أن أوسع حدود معرفتي إلى أقصى الحدود وتغيير الأسلوب الذي أعمل به، ففحص حالة مريض واحد يعاني من مشكلة صحية معقدة يتطلب مني التفرغ ليوم كامل، كان الأمر يستدعي توفر المعدات والأجهزة اللازمة وكذلك توفر الكتب والمراجع التي تراكمت لديّ وبالتالي قمت ببناء مركز أكبر مجهّز بكامل المعدات مع مختبر به كل الأجهزة والتحاليل المطلوبة.

    في تلك الأثناء التي كنت أمارس فيها عملي السريري، كنت أيضاً مهتماً بجانب البحث العلمي وخاصة بأبحاث التسمم بالمعادن الثقيلة، بعد ثلاثة أعوام من الأبحاث الشاقة في المختبرات والممارسة العملية، قمت بتصنيع مركب فريد من نوعه اسميته HMD® (Heavy Metal Detox)، حاصل على براءة ابتكار ومسجل عالمياً⁴، وقد نشرت عدداً من المقالات في العديد من الصحف العلمية كما دعيت مرات عديدة لإلقاء محاضرات عن هذا الابتكار العلمي أو عن البحث والأساليب التطبيقية والبرامج العلاجية.

    كان عملي مجزياً وناجحاً ومكللاً بالرضى لمساعدتي الناس ورؤيتهم يستعيدون صحتهم وينعموا بحياتهم، فليس هناك أي مكافأة روحانية أكثر من أن تساعد مريضاً كانت نسبة شفاؤه صفر في المائة من وجهة نظر الأطباء لتعود به إلى كامل صحته، كان هذا في حد ذاته كافياً لأن يجعلني أتفانى في العمل إلى آخر يوم في حياتي.

    النجاح يولد النجاح والغيرة أيضاً

    أثار انتهاجي لأسلوب عملي هذا موجة من عدم الارتياح في الأوساط الطبية المحلية، لم تلقى معجزة الأسلوب الطبيعي في العلاج صدى لدى الطب المعتاد، دائماً كانت تتم مضايقتي من قبل جمعية الأطباء القبرصية وكثيراً ما رفعت ضدي شكاوى ممارسة مهنة الطب بدون مؤهل قبض عليّ ذات مرة ووضعت القيود بمعصمي وقضيت ليلة في قسم الشرطة أعطي نصائح صحية لحارس السجن، كل هذا التحرش كان بسبب الغيرة والجشع والأنانية وعدم التفكير في مصلحة المريض.

    المهم في الأمر أن مرضاي لم يحدث أن اشتكى أحد منهم أبداً أو أبلغ عن اهمالي له أو عدم أهليتي، لقد كان المشتكي دائماً هي المنظمة الطبية التي تثير الفتن والدسائس عني مستخدمة نفوذها في اقصاء أي أحد يقف في طريق مصلحتها الذاتية.

    بدأ يحظر عليَ الظهور على شاشات التليفزيون بعد أن تحدثت في مناظرة مع بعض الأطباء واستعرضت حالات مرضى تم شفاءهم من مرض كرون، القولون العصبي، والتصلب اللويحي المتعدد، وأمراض القلب وأمراض أخرى.

    وكذلك فرض عليَ حظر يمنعني من التحدث عن موضوعات محرجة مثل الطب الشمولي في مقارنة مع الطب المعتاد، لقد بدا واضحا أن الاعلام القبرصي لم يكن ديموقراطياً أو موضوعياً تجاه حرية التعبير كما هو الحال في معظم وسائل الاعلام في العالم.

    بالرغم من ذلك لم يحدث أبداً أن تم اتهامي في أية مخالفة حيث أن جميع الشكاوى كان قد تم إبطالها من قبل المدعى العام لأنه ببساطة لم تكن هناك قضية أصلاً، حتى أن الشرطة نفسها تم انتقادها من قبل هؤلاء الأطباء بزعم عدم أدائها لعملها وبأنهم لم يكونوا صارمين بما فيه الكفاية معي، استمرت هذه المضايقات بهدف ابعادي واسكاتي، وبقدر ماكنت أكره افتعال المشاكل مع هؤلاء الأطباء ومنظماتهم الطبية الا أنني كنت أفهم جيداً انهم رأوا في نجاحي أمورا كثيرة قد يخسروها من غرور وتعاظم الأنا لديهم وانتهاءً بصفقات مادية كبيرة.

    إن طرقي العلاجية لم تكن تؤثر عليهم فقط بل كانت تحرمهم من كميات النقود التي يدفعها المرضى لهم نظير علاجهم الخطير والغير فعال ايضاً، الآن أنا أرسل كل البركات لأعدائي وأدرك تماماً أن هذه هي الطريقة الأفضل لتخفيف هذه العداوة، كما أنني لا أحمل أي ضغينة تجاههم أبداً.

    بدا وكأنه كلما زاد عدد المرضى الذين يتداوون بأساليب الطب الشمولي كلما زادت مقاومة ورفض الأطباء العاديين لهذا النوع من الطب، إنها مفارقة عجيبة فهي تظهر الشخص وكأنه يبدي اهتماماً بالمرضى وبشفائهم ولكنه في الحقيقة يفعل ذلك لتعاظم الأنا والغرور والمصلحة الذاتية، لا أذكر عدد المرات التي حاولت الهيئة الطبية القبرصية النيل مني فيها على مدار ثلاثون عاماً وهي مدة عملي في قبرص في مجال الطب الشمولي، كل خمسة سنوات تقريباً يحدث أن أتلقى اتصالاً من الشرطة يبلغني أن جمعية الأطباء القبرصية تتهمني بمزاولة المهنة بدون أن أكون مؤهلاً طبياً لذلك.

    ذات مرة جاءت الشرطة الى مركزي ومعهم مذكرة تفتيش، أخذوا ما أرادوا وعاملوني بقسوة وسألوني اسئلة لا حصر لها في محاولة للقبض عليّ متلبساً، كذلك قاموا بالتقاط صور لكل شيء موجود بالمركز، لم أستطع مجادلتهم في شيء، قاموا أيضاً بتفتيش مكتبي الشخصي بالقوة وأخذ مذكراتي الشخصية والتي ليس لها علاقة بالقضية بل وحاولوا إخافتي لأجل أن أضعف ولكني وقفت وصمدت شامخاً في هذا الموقف فالحقيقة والبراءة تنتصران في النهاية وعلينا أن نكون متأكدين من ذلك.

    مضايقتي واعتقالي

    قبل حوالي خمسة عشر عاماً حدث أن طرق بابي اثنين من رجال الشرطة جاءا إلى مركزي القديم في وسط مدينة لارنكا، كان لديهم أمر بالتفتيش فتركتهم يفعلوا ما يحلو لهم، قام أحدهم وهو رقيب متحاذق بطرح الاسئلة عليّ بشكل هجومي وكأنني مجرم تم إثبات التهمة عليه، بدأت بتذكيره أن القانون القبرصي يعتبرني بريء إلى أن تثبت ادانتي، كان واضحاً من البداية أننا لن نتفق على شيء، بدأ يتجول في المكان وهو يسأل عن الأجهزة العلاجية المختلفة التي استعملها، ما هذا؟ وهو يشير الى جهاز اختبار حساسية الأغذية (VEGA)وما ذاك؟ وهو يشير الى جهاز الرنين الحيوي وهكذا.

    في البداية كنت مهذباً وأجيبه بالمعلومات التي كان يطلبها، ولكن على ما يبدو أنه لم يكن يفهم ولم يكن لديه أي قدر من الاستيعاب العلمي، فرفضت الإجابة بأدب على أسئلته الغبية وعرضت عليه أن أعطيه بعض الكتب والكتالوجات ليطلع على ما يريد أن يسأل عنه بشكل مفصل، ولكنه هاج حينئذً وطلب من زميله أن يحضر القيود من سيارة الشرطة، لم أتفوه بأي كلمة وقفت مكاني أنظر إليه متعجباً، لم يتحرك زميله ووقف أيضاً في ذهول ثم قال له: هل هذا ضروري فأنا أرى الدكتور جورجيو مسالماً وليس من الضروري تكبيله، انفجر الرقيب غاضبا وذهب الشرطي وأحضر الأصفاد وتم اقتيادي الى سيارة الشرطة، لقد كان شعوراً رهيباً أن يتم اقتيادك من مركز علاجي يعالج الناس الى مركز احتجاز المجرمين، كما تم تشميع المركز ولم يكد يمر بعض الوقت حتى عدت إلى المكان برفقة عشرة من رجال الشرطة مصحوبين بعدد من خبراء مكافحة المخدرات، لقد ارادوا أن يشاهدوا ماهي المخدرات التي اخبأها في الأوعية الخاصة بالأعشاب الطبيعية والتي احتفظ بها في صيدلية المركز.

    لقد قام باستجوابي عدة ضباط بعضهم لم يبلغ 25-30 من العمر، ولكن القوة تنتصر. كانوا يفحصون كل شيء بدقة، قام أحدهم بالإمساك بوعاء يحتوي على عشب أبيض مطحون من نبتة الدردار اللزجة (مفيدة لمشاكل الأمعاء حيث تكون طبقة عازلة مخاطية عليها)، فهمت ما الذي يريد السؤال عنه فأجبته بهدوء لو كان ما بهذا الوعاء هو كوكايين حقيقي أو أي مخدر آخر لما احتجت للعمل في المركز.

    من الواضح أن اجابتي لم تعجبه فقام وبشكل سريع بإجراء فحص منهجي منتظم للأعشاب الأخرى، ليس هناك داع للقول بأنه بعد مرور ساعتين لم يجدوا حتى ما يشبه المخدرات، وبعد أن تعبوا قرروا انهاء البحث واصطحبوني ثانية إلى قسم الشرطة، وعند وصولي تم احتجازي في زنزانة صغيرة حيث تولي مراقبتي اثنان من الحرس أحدهما كان يحاول أن يبدو لطيفاً والآخر كان يفتعل الخبث ونسى كلاهما أني في الأساس طبيب نفسي وأن مثل هذه الحيل قمت بدراستها في مادة الطب الشرعي في الجامعة.

    فهمت اللعبة وقررت أن ألعب معهم قليلاً، وفي خلال نصف ساعة كنت أتعامل مع الشرطي اللطيف وكأنه هو الخبيث أتجاهله لأقصى درجة في ذات الأثناء أتعامل بشكل ودي مع الشرطي الخبيث، بعد بدء النقاش فيما بيننا وتطبيق ظاهرة العمل بجد (اختبار نفسي) على سلوكهما اتضح لهما ماكنت افعله فقررا الاسترخاء لفترة، ضحكنا جميعا وجلسنا نتحدث عن مغامرتي وأصبح لديهم فضول لمعرفة سبب اعتقالي، طلبت منهما أن أرى البلاغ المقدم ضدي، ولم أتفاجأ عندما وجدتها مقدمة من الرئيس السابق للجنة الأخلاقيات الطبية في جمعية الأطباء القبرصية.

    كنت قد رأيت توقيعه عدة مرات، لقد كان صائد أشرار حقيقي، كان هذا البلاغ مبني على ادعاء أحد المرضى الذين استشاروني في مشكلة خاصة بالصحة الجنسية (ضعف انتصاب) وادعاءه بأنه اكتشف أني لست مؤهلاً لممارسة المهنة، من الغريب أن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1