Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

قلب الزمن: سلسلة القلب البلّوري الحارس الكتاب الأول
قلب الزمن: سلسلة القلب البلّوري الحارس الكتاب الأول
قلب الزمن: سلسلة القلب البلّوري الحارس الكتاب الأول
Ebook524 pages4 hours

قلب الزمن: سلسلة القلب البلّوري الحارس الكتاب الأول

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حذار من الأمنيات!
لتنقذهم، كان عليها أن تتمنى أن تؤجَل الحرب بدلاً من أن تنتهي.
لقد انتهت المعركة بين الخير والشر... أولم تنته بعد؟ ألف سنة تفصل الكاهنة عن الحراس الخمسة، الأشقاء الذين أقسموا على حمايتها، ليبقى واحد منهم فقط محتفظاً بذكرياته، وينتظر نهوض هياكويه، ليحاول سرقة سبب وجودهم، وفجأة تجد الكاهنة نفسها في قلب حرب قديمة، ليست حرب بين الخير والشر فقط... بل بين الأشقاء أيضاً.

حذار من الأمنيات!
لتنقذهم جميعاً، كان عليها أن تتمنى أمنية لتؤجَل الحرب بدلاً من أن تنتهي.
لقد انتهت المعركة بين الخير والشر... أولم تنته بعد؟ ألف سنة كانت تفصل الكاهنة عن الحراس الخمسة، الأشقاء الذين أقسموا على حمايتها، ليبقى واحد منهم فقط محتفظاً بذكرياته بأكملها، وينتظر الوقت الذي سينهض فيه هياكويه، قلب الشر نفسه، ليحاول سرقة السبب الرئيسي لوجودهم جميعاً.
وفجأة تجد الكاهنة نفسها في قلب حرب غاية في القدم، ليست حرب بين الخير والشر فقط... بل بين الأشقاء أيضاً.
Languageالعربية
PublisherTektime
Release dateJan 3, 2018
ISBN9788873045601
قلب الزمن: سلسلة القلب البلّوري الحارس الكتاب الأول

Related to قلب الزمن

Related ebooks

Related categories

Reviews for قلب الزمن

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    قلب الزمن - Amy Blankenship

    أسطورة قلب الزمن

    العالم قد يتغير... لكن الأساطير الحقيقية تبقى أبد الدهر، منذ بدء الخليقة والمعركة محتدمة بين الظلام والنور، تتشكل العوالم وتُسحق تحت أقدام من صنعوها، ومع ذلك فإن الحاجة المستمرة للخير والشر لم تكن أبدا محلاً للشك، وفي بعض الأحيان يتم طرح عنصر جديد للمنظومة... وهو الشئ الوحيد الذي يريده كلا الطرفين ولكن واحد منهما فقط هو من يمكنه الحصول عليه، وعلى الرغم من طبيعته المتناقضة، القلب البلّوري الحارس هو الشئ الذي يتوق كلا الجانبين للحصول عليه، هذا الحجر البلّوري لديه القدرة على خلق وتدمير العالم الذي نعرفه، ولكنه أيضاً قادر على إنهاء المعاناة والصراع في لمح البصر، ويقول البعض أن هذا الحجر البلّوري عاقل يفكر... والبعض الآخر يقول أن الآلهة هم من وراء ذلك كله.

    وفي كل مره ظهر فيها الحجر البلّوري ، كان حراسه دائما علي استعداد للدفاع عنه من جميع الذين يستخدمونه لأغراضهم الشخصية الأنانية، وتظل هويات الحراس دون تغيير ويبقى ولاؤهم وحبهم لما يحرسون بنفس القوة والشراسة بغض النظر عن العالم أو البعد.

    ووسط هؤلاء الحراس القدماء تقف فتاة واحدة وهي من تتعلق بها وجدانهم، وتحمل في داخلها قوة الحجرالبلّوري نفسه، إنها حاملة الحجر البلّوري ومصدر قوته.

    في بعض الأحيان تكون الصورة مُشَوشة، وتصبح عملية الحماية هي حماية الكاهنة من الحراس الآخرين. هذا هو الكأس الذي يشرب منه قلب الظلام، إنها الفرصة التي تجعل حراس الحجر البلّوري ضعفاء وعرضه للهجوم.

    الظلام يشتهي قوه البلورة والفتاة كرجل يشتهي امرأة، داخل كلاً من هذه الأبعاد والحقائق سوف تجد حديقة سرية تُعرف باسم قلب الزمن، وهناك، ستجد تمثالاً لكاهنة شابة راكعة مُحاطة بسحر قديم مهمته الحفاظ علي كنزها السري وحمايته، هذه العذراء ممدودة اليدين كما لو كانت في انتظار شيء ثمين يُوضع فيهما، وتقول الأسطورة أنها في انتظار الحجر القوي المعروف باسم القلب البلّوري الحارس ليعود إليها.

    إن الحراس هم فقط من يعرفون الأسرار الحقيقية وراء التمثال وكيف جاء إلى الوجود، قبل هؤلاء الأخوة الخمسة كان هناك سَلَفيهم ، تاداميتشي ، وشقيقه التوأم ، هياكويه ، وهما من قاما بحماية قلب الزمن أثناء أحلك أوقاته وأظلمها، وهذا التوأم هو من قام بحماية سبب بُعد العالم البشري عن عالم الشياطين، وكانت هذه هي المهمة المقدسة! كان يجب أن يبقى البشر والشياطين على حد سواء آمنين، وأن يبقى أيضاً وجود عالميهم سراً عن بعضهم البعض.

    وخلال عهد الأخوين ، وبشكل غير متوقع ، عبرت مجموعة صغيرة من البشر بطريق الخطأ إلى عالم الشياطين بسبب الحجر البلّوري المقد،. وأثناء هذه الفترة من الاضطراب ، تسببت قوة الحجر البلّوري في تمزق الحاجز الذي كان يفصل بين الأبعاد، ولكن قائد المجموعة البشرية و تاداميتشي سرعان ما أصبحا حليفين ، وتعاهدا على إغلاق الفجوة التي نتجت عن تمزق الحاجز وعزل العالمين عن بعضهما البعض إلى الأبد، ولكن خلال ذلك الوقت ، وقع كلاً من هياكويه و تاداميتشي في حب ابنة قائد المجموعة البشرية. وعلى الرغم من هاياكويه تم إصلاح الفجوة بواسطة تاداميتشي ووالد الفتاة، وقد زادت قوه إحكام الفجوة عشرة أضعاف ، وتم فصل مثلث الحب الخطير إلى الأبد، وتحطم قلب هياكوهيه... حتى أخاه ، تاداميتشي خانه بالتأكد من أنه والكاهنة قد انفصلا للأبد.

    بمجرد أن يضيع الحب يمكنه أن يتحول إلى أكثر الأشياء شراً، فقد تحول قلب هاياكويه المكسور إلى غضب عنيف وغيرة تسببا في معركة بين الأخوين التوأم ، وإنهاء حياه تاداميشي وتمزيق روحه الخالدة، وتحولت بقايا الجسد الخالد إلى خمسة حراس جدد ليتولوا حماية الفجوة من هياكويه الذي انضم إلى الشياطين في عالم الشر، وأصبح هياكويه سجيناً للشر الذي امتلأت به نفسه ، واستبدل رغبته في حماية الفجوة ببذل كل ما في وسعه لتدمير الحاجز وفتح الفجوة تماماً، وعلى الرغم من مظهره الملائكي،وشعره الحالك السواد الذي انسدل طويلاً إلى أسفل ركبتيه، يبقى انتماءه الحقيقي للشر مختبئاً بداخله.

    بمجرد أن بدأت الحرب بين قوي النور والظلام ، إذا بضوء أزرق ساطع ينبعث من التمثال المقدس والذي يعني أن الكاهنة الشابة قد وُلدت من جديد وان الحجر البلّوري عاد للظهور في الجانب الآخر، وفي تلك اللحظة نهض العمالقة الخمسة ليقوموا بمهمتهم لحمايتها وتبدأ المعركة الحقيقية بين الخير والشر، ومن هنا تبدأ قوى الظلام في الدخول إلى عالم النور للسيطرة عليه، وهذه هي واحدة من العديد من المغامرات البطولية...

    الفصل الأول حطام الذكريات

    كيوكو!!!!!! انطلقت صرخة تويا الغاضبة تشق أرجاء الغابة المحيطة، وعندما تلاشى صدى صرخته اليائسة، أحاط بالمكان صمت مطبق قاتل وكل العيون محدقة في هياكويه وتنتظر خطوته التالية، لم يتمكن أحد من إيقاف ما حدث، فقد حدث كل شيء بسرعة لم تمكن أحدهم من القيام بأي شئ، وشعر الحراس الخمسة بالشلل والخوف يتملكهم جميعاً، فلم يكن أحدهم يتصور أنهم قد اجتمعوا لحماية القلب البلّوري الحارس من هياكويه... لينتصر هو في النهاية، ويفقدوا هم من أحبونها وقاموا بحمايتها.

    وهناك في وسط ساحة المعركة... شاهدوا وعاشوا أسوأ كوابيسهم، فقد أمسك هياكويه بكيوكو وضمها نحو جسده وهو ينظر إلى وجهها المذعور، وبدأ نصف جسدها السفلي يمتزج مع جسده كما خطط تماماً، فقد كان يحاول الاستحواذ على جسدها هي والقلب البلّوري الحارس ببطء وابتلاعهما داخل الفجوة الفراغية التي تكونت داخل كيانه، وشاهد الجميع فساد البلّورة عندما غمرها ظلام قاس نشأ من أعماق الجحيم.

    قاومت كيوكو في شراسة وهي تدفع هياكويه بيديها في صدره في محاولة لتخليص نفسها من هذا الشيطان الذي كان يوماً حارساً أعظم بكل ما أوتيت من قوة لتجده يضحك ساخراً، فقد كانت قوة هياكويه التي تجري في عروقه مجرى الدم قد ازدادت بشدة، مما جعل محاولاتها الضعيفة للتخلص منه تبدو له كلعبة مسلية، وانسدل شعره الداكن الطويل وتمايل ليحيط بهما وكأنما دبت فيه الروح، وشقت نهايات خصلات شعره طريقها لتلتف حولها كأغلال حديدية لتساعده على إحكام تقييد جسدها، فشعرت كيوكو وهي تقاتل لتحرير نفسها من قوة جذب جسده بعدم جدوى ما تفعله، فهي لا تريد السقوط في الفراغ البارد المظلم الذي يملأ كيانه، لقد كانت تشعر بالشياطين هناك... ينتظرونها، وكلما كان يجذبها نحوه، ازداد شعورها بالبرودة في ذلك الجزء من جسدها، ثم شعرت بوخزات قاسية في ساقيها وكأن الجليد يتكون على جسدها وملايين من الإبر تنغرس فيه، فأدرك أنها لو لم تتصرف بسرعة، سينتهي كل شئ، ورأت الأشقاء الخمسة الذين تكفلوا بحمايتها خلال العامين السابقين... وهم يقفون هناك ويشاهدون ما يحدث.

    لقد أرادوا جميعاً مساعدتها، ولكنهم كانوا يخشون أن يقوموا بما لا يحمد عواقبه وهي محتجزة أمام هياكويه الذي اتخذها كدرع له، لم تكن كيوكو تريد أن تخسر معركتها ضد هذا الحارس الخائن، إنه عم هؤلاء الحراس... لماذا تحول ضد أبناء شقيقه منذ هذا الزمن الطويل؟ تحولت عينا كيوكو الخضراوين كالزمرد لتنظر إلى عيني عدوها في خوف غاضب، لا يمكن لهذا أن يحدث... ليس بعد كل ما مرت به، لقد كان هذا كله خطأها منذ البداية، ثم ضاقت عيناها وهي تحدق في عيني هياكويه المظلمتين الواثقتين، لقد أحضرت البلّورة معها إلى هذا العالم، وستأخذها خارجه حتى لو اضطرت للذهاب بها مباشرة إلى الجحيم.

    وقف كيو على بعد عشرين متراً وسحب سيفه المدمر الملقب بـ ‘هاكايشا‘ في غضب هادر، فلم يكن يروق أن يمس عمه الذي أصبح عدوه الفتاة البشرية الوحيدة التي كان يكن لها كل الاحترام والتي كانت تبدو ضعيفة إلى حد مفزع بين ذراعي هذا المعتوه، لقد أصبحت هذه المعركة الآن معركة النقاء ضد الشر، ولكن الحارس الأعظم... كيو أكبر الأشقاء الخمسة لم يستطع أن يفعل شيئاً دون أن يؤذي كيوكو التي تحول بينه وبين عدوه، وكان يعلم سراً أن قوة البلّورة لم تكن لتؤذيه خاصة بعد أن ألقى تعويذة لتبطل عمل كل التعويذات الأخرى قبل هذه المعركة، لقد كان مستعداً لمحاولة هياكويه استخدام القلب البلّوري الحارس ضده، ولكن ما يحدث الآن... لم يكن يتوقعه، فهو لا يريد لكيوكو أن تتأذى أبداً... ليس طالما كانت لديه القدرة على منع ذلك، ولم يحاول المقاومة عندما انطلقت أشباح شيطانية من تحت الأرض، وكأنها تأتي من أعماق كابوس مرعب، لتلتف حول جسده الخارق لتكبله وتمنعه من الحركة، فالتفت كيو إلى تويا وهو يشاهد الغضب الذي اشتعل في العينين الفضيتين لشقيقه الأصغر الذي أطلق هياكويه نحوه أشباح شيطانية انقضت عليه في محاولة لتكبيله هو الآخر، ولكن تويا كان يقاتل والرغبة في الانتقام تملأ كيانه كله.

    وفي داخله، شعر كيو بالارتياح للقيود التي منعت شقيقه من الهجوم على هياكويه... فبدون تلك القيود، كان تويا سينطلق، دون شك، مهاجماً هياكويه أياً كانت العواقب، فرؤية تويا لكيوكو وهي في خطر جعلته عاجزاً عن التفكير السليم، وشعر كيو بقوة تويا تزداد في سرعة كما ازدادت قواه وقوى بقية أشقاءه.

    وعلى بعد عشرة أمتار، اتسعت عينا كوتارو الزرقاوان وهو لا يصدق ما يحدث، فهو لم يود هو الآخر أن يرى كيوكو تتأذى ولكنه لم يكن باستطاعته شيئاً ليفعله، فكلتا ذراعيه كانتا ملطختان بالدماء من أثر المعركة بينما لم تكن ساقاه في حال أفضل، فقد كان عاجزاً عن الهجوم وهو يكافح من أجل الوقوف ومقاومة آلامه، أما عقله، فكان في حالة تجمد من خشيته على الفتاة التي يحبها أكثر من أي شئ، قبل أن يصيح كوتارو في صوت خشن إياك أن تؤذيها وإلا سأطاردك حتى لو اختبأت في الجحيم نفسه يا هياكويه وكشر عن أنيابه الحادة وعينيه الزرقاوين تبرقان بلهيب الانتقام، ثم بدا وكأن الهواء من حولهم تفوح منه رائحة الانتقام وحطام المعركة يتطاير من حوله في دوائر بفعل رياح كوتارو العاتية.

    أما كاموي فكان خائفاً، ولكنه عندما رأى كيوكو تقاوم بين ذراعي هياكويه، اشتعل عقله غضباً، والتمعت عيناه الغاضبتان ببريق رمادي داكن، ودون تفكير في العواقب، انطلق كاموي مباشرة نحو هياكويه ومخالبه تبرز، وانتابته شجاعة نبعت من حبه للكاهنة، فوجد نفسه يرتد للخلف عندما هاجمته الظلال الشيطانية وألقته أرضاً ليصطدم بالأرض في شدة ويتطاير الحطام من حوله في عنف، فالتقطه كاين، الذي كان يحمي دائماً الحارس الأصغر أثناء المعارك، وضمه إليه في إحكام وألسنة النيران تنبعث من قدميه ليحلق طائراً ويقفز بكاموي مبتعداً عن مصدر الخطر، وأرقد الحارس المصاب أرضاً، ثم التفت نحو هياكويه وعينيه يتطاير منهما الشرر وهو يقف ليحول بين كاموي وبين الخطر.

    وفي هذه الأثناء، كانت سوكي جالسة أرضاً على ركبتيها وهي تضم والدها بين ذراعيها والذي كان قد فارق الحياة بالفعل، فاشتعل غضبها وملأ كيانها نحو هياكويه الذي قتل سينين، واستقر بصرها على كيوكو وهي تتمنى أن تستطيع إنقاذ أعز صديقاتها من نفس القدر المحتوم الذي اختطف هذا الرجل الحكيم بلا رجعة.

    وقف شينبي أمام سوكي ليحميها ويحول بينها وبين هياكويه، ثم تطاير شعره الأزرق الداكن كسواد الليل حول وجهه عندما هبت رياح كوتارو الغاضبة... والقلق والخوف يطلان بوضوح من عينيه الأرجوانيتين، وشعر بقوة البّلورة تزداد، فازداد معه قلقه وخشيته على كيوكو، فصرخ بصوت مذعور لا... خرجت منه الكلمة وكأنها ردة فعل لمطرقة هوت على معدته بقسوة، وأدرك شينبي أنه لو حصل هياكويه على القوة الكاملة من القلب البلّوري الحارس، سيكون كلا العالمين في خطر جسيم، وسالت دمعة وحيدة على وجنته وهو يشعر بقلبه يتحطم لعدم قدرته على فعل أي شئ وصرخ ثانية ... كيوكو

    تطلع هياكويه إلى أعدائه الذين وقفوا في طريقه لفترة طويلة للغاية... أبناء شقيقه، كان يعلم أنهم يخشون مهاجمته الآن لأنه يحتجز كيوكو ويستغلها كدرع، وشعر بالغضب الذي امتلأت به نفوسهم وأحاط بهم جميعاً، ففرد جناحيه الداكنين بلون الأبنوس ليصبحا أشبه بستارة خلفية مظلمة وعيناه الداكنتان تتطلعان إلى الفتاة التي تقف بين ذراعيه وقال لها إنهم يحاولون حمايتك قالها في صوت هادئ وكأنهم لم يكونوا في خضم المعركة وإنما يشاهدونها من بعيد، وشعر بالقلب البلّوري الحارس المقدس لا يزال واضحاً للأعين في منصف صدره العاري، فقد كان حبها للحراس الذين يقاتلون لحمايتها هو الشئ الوحيد الذي يمنع البلّورة من الاندماج مع جسده لتمنحه القوة التي يرغب فيها، وكان نقاء هذا الحب هو مصدر قوتها وكانت هي تستخدم هذه القوة لتستعيد منه البلّورة... فقد كان يشعر بهذا، ولكنه شعر أيضاً بالقوة التي تسري في عروقه مما جعله يرغب في المزيد، فرقَّت عيناه للحظة وهو يهمس وكأنه يتحدث إلى محبوبته هذا لا يكفي وقرر هياكوهيه أنه سيستخدم القوة التي اكتسبها بالفعل من البلّورة ضد كيوكو بطريقة تدمر رباط الحب الذي يحيط بالمجموعة الصغيرة، فقد كان يعلم أنه يجب عليه إيقافها... فقوتها وحدها تماثل قوة البلّورة التي كانت تحملها بداخلها في يوم من الأيام، نفس البلّورة التي منحته الفرصة يوماً ما ليحب... قبل أن تنتزع منه هذا الحب بقسوة بالغة، فأحاط وجه كيوكو بكفيه ثم جذبها نحوه ليطبع قبلة حانية على شفتيها البريئتين وهو يحدق في عينيها الخضراوين الغاضبتين، ثم اخترق عقلها باستخدام قوة القلب البلّوري الحارس، وغاص في ذكرياتها مع الحراس الذين تحبهم بشدة... سيحرمها من تلك الذكريات، فسرقته لذكرياتها مع من تقاتل من أجلهم سيضعفها ويزيد من قوته.

    لم تستطع كيوكو أن تحرك ساكناً، فقد شعرت بالشر ينشب مخالبه في عقلها ويحاول تدمير ذكرياتها ويحرمها من السبب الذي تخوض هذه المعركة من أجله... ويحاول انتزاع الحب من قلبها، حب أصدقاءها جميعهم، ولكنها لن تسمح بذلك، وشعرت بنفسها تفقد السيطرة، ليتبقى لديها شئ واحد يمكنها أن تستخدمه ضده، وكان هذا هو الشئ نفسه الذي يحاول انتزاعه منها وتدميره، فومضت عيناها بغضب هادر لا يمكن احتواءه بعد الآن، وأمسكت شعره الحريري الداكن بكلتا يديها وقبضت عليه في قوة قبل أن تدفع جبهتها لتصطدم بجبهته ليهتز جسديهما بفعل موجات غاية في القوة.

    وانطلق صوتها يخترق حاجز صمت ساحة المعركة وهي تصرخ أتريد هذا حقاً؟ ها هو ذا!! خذه!!!!

    توهجت عينا كيو الذهبيتان في شدة عندما سرى الخوف في جسده كنصل خنجر حاد، ماذا كانت الكاهنة تفعل؟ وأدرك أن هناك شيئاً ليس على ما يرام وشعر بقواه الروحية تناديه... تحثه على أن يسمع ويرى قبل فوات الأوان! فاخترق عقل كيوكو على الفور ليرى ما يحدث، ولو لم تكن الظلال الشيطانية تحيط به في إحكام وتمنعه من الحركة لكاد يسقط على ركبتيه من هول ما رآه، فلن يستطيع طوال حياته أن يتخلص من الشعور الذي سرى في جسده، وستبقى صور ما سمعه ورآه محفورة في ذهنه إلى الأبد، وأدرك وهو يتوغل في عقل كيوكو كم مشاعر الحب التي تحملها له ولأشقائه أيضاً، فرأى كل لمسة، وشعر بكل العواطف تداعب أحاسيسه، وتحطم كيانه مع مشهد كل دمعة تماماً كما تحطم كيانها، وارتجفت أعماقه عندما تجلت أمامه قوة كيوكو والتي لم يكن يتصور أحدهم أنها كانت تمتلكها... قوة لم تكن هي نفسها تعلم بوجودها داخلها، لقد شعر ورأى كل الذكريات وهي تنطلق من عقلها إلى عقل هياكويه وكأنها تطلق سهامها نحو قلبه مباشرة، سنوات عديدة من الحب والآلام والتضحية... انطلقت كلها في لحظة واحدة، وسالت دموع الغضب على وجنتي كيوكو وهي تستمر في إطلاق ذكريات الحب والصداقة والألم، بالإضافة إلى مشاعر خفية حملتها للجميع وتصارعت بداخلها وهي تخترق عقل وكيان هياكويه، وكان هذا هو السلاح الوحيد الذي تبقى لديها، وعلى الفور، تزعزع الشر داخل هياكويه.

    شعر الجميع بتحول في القوى عندما بدأت البلّورة تتوهج بضوء أبيض ساطع بدلاً من الضوء المظلم الذي كان يشع منها، فتحرر كلاً من تويا وكيو من الظلال الشبحية التي كانت تقيدهما قبل أن تتفكك وتمتزج بالهواء المحيط بالجميع، ثم شاهدت كيوكو الحيرة تبدو على الملاك القادم من الظلمات والألم يظهر على

    وجهه الرائع، وبينما شعرت كيوكو بنفسها تتحرر منه، مدت يديها الصغيرتين وقبضت على البلّورة لتجذبها من داخل جسده، كانت تعرف ما يجب عليها القيام به خاصة عندما شعرت بعقلها على وشك خسارة معركته مع الذكريات التي لم تكن تريد أن تنساها، واستمرت دموعها المتألقة في تتبع المسارات التي تركتها سابقتها وسالت لتغرق وجنتيها، لقد تخلت عن ذكرياتها لتنقذهم جميعاً.

    وبسرعة، وقبل أن تفقد سيطرتها على نفسها تماماً، رفعت القلب البلّوري الحارس وضمته إلى صدرها... أمام المكان الذي يحتله قلبها، ثم استدارت لترى كلاً من تويا وكيو يقفزان نحوها مباشرة وهي تهمس لهما تذكروني من فضلكم... ابحثوا عني وأعثروا عليّ وكان آخر ما رأته كيوكو وبصرها يتخلى عنها تدريجياً هو مشهد كيو وتويا وهما يصرخان بإسمها ويتجهان نحوها، أحدهما يحمل عينين ذهبيتين والآخر بعينيه الفضيتين... ثم أظلمت الدنيا أمام عينيها، فشعر كيو بها تنهار وظن أنها تحتضر، فقفز هو وتويا في نفس التوقيت وهما يحاولان التقاطها في يأس عندما تغير كل شئ فجأة وكأن قطرة من ماء قد هبطت لتستقر أمام عينيه، فظهرت تموجات تنبعث من جسد كيوكو التي تلاشت فجأة من أمامهم، ثم صرخ هياكويه في غضب قبل أن يختفي أيضاً، انطلق عقل كيو يعمل بسرعة مذهلة وصرخة شقيقه تنضم إلى صرخته قبل أن تتوقف فجأة ثم أدرك بعدها أن تويا قد اختفى هو الآخر، فوجد كيو نفسه يهبط بهدوء في المكان الخالي الذي كان هدفه يحتله منذ ثانية واحدة، وبرقت عيناه الغاضبتان وهو يتلفت حوله وهو لا يصدق ما حدث للتو، لقد اختفى الجميع، ثم شعر كيو بالأدرينالين يتدفق في عروقه ويمتزج بدماء الحارس النقية، لقد رأى وشعر بكل ما حدث، وهو الآن يمتلك كل ذكرياتها، وسمع أمنيتها في اللحظة الأخيرة وهي تضحي بنفسها لتنقذهم، ربما لم تكن تدري ما فعلته... ولكنها أخذتهم جميعاً معها وتركته وحيداً، فقد منعت التعويذة التي ألقاها حول نفسه تأثير البلّورة عليه حتى لا يستخدمها أحدهم ضده وحالت دون تتبعه للآخرين أينما ذهبوا، لقد أخذت منه كل شئ وتركت له بضع كلمات همست بهم له قبل أن تختفي، فشد قامته في اعتداد، وتطاير شعره الفضي الطويل الذي يصل إلى ركبتيه من حوله وأطراف قميصه الحريري ترفرف بفعل الرياح وكأنه يقف في مواجهة عاصفة غير مرئية كالعاصفة التي تمزق قلبه المعذب، وكان يبدو كالملاك... قوي ومعتد بنفسه وبالغ الوسامة وهو يتطلع إلى ساحة المعركة، ثم رفع يده إلى وجنته ليمسح دمعة قرمزية لم يمتلك القوة لكتمانها، نظر كيو إلى الريش الذهبي الذي تطاير من حوله عندما فرد جناحيه الذهبيين ليتوهجا باللون نفسه ليضيئا المكان ويكشفا هويته الحقيقية لأول مرة في حياته الخالدة، وكان الجرح الوحيد المتبقي من المعركة هو الشق الذي ظهر فوق المكان الذي يحتله قلبه... القلب الذي لم يعتقد أحد أنه يمتلكه، ثم التفت نحو تمثال العذراء الذي وقف على بعد أمتار قليلة منه وهمس أنا لم أتخلى عنك يا كيوكو، فمسافة أكثر من ألف عام لا تكفي لمنعي من العثور عليك مرة أخرى...

    الفصل الثاني الجانب الآخر

    علي الجانب الآخر من قلب الزمن، وبعد عامين... وأكثر من ألف سنة في مستقبل عالم الشياطين، كانت الرسالة موجهة إلى ضريح هوجو، نظر الجد هوجو إلى المظروف الأنيق الذي استلمه للتو من ساعي البريد وحمله ليعود إلى المنضدة حيث كان يحتسي بعضاً من الشاي، فقبل أن يقرع ساعي البريد جرس الباب كان الجد هوجو يستمتع بالهدوء الذي عم أرجاء المنزل الذي يغلب عليه النشاط في معظم الأحيان، وكان الجميع قد خرجوا هذا المساء، كان تاما قد ذهب إلى نادي الألعاب مع أصدقائه بينما ذهبت كيوكو إلى المكتبة للمذاكرة، وذهبت السيدة هوجو لشراء بعض احتياجات البقالة.

    التقط الجد هوجو سكين صغير من على المنضدة واستخدمها ليفتح المظروف ذا الأطراف الذهبية بعناية، ثم مد يده وجذب رسالة مكتوبة على ورقة سميكة، ذهبية الحواف وبدأ في قراءتها، وكلما التهمت عيناه السطور، كلما اتسعتا أكثر، فقد كانت منحة دراسية، منحة دراسية كاملة في مدرسة باهظة التكاليف على أطراف الجانب الآخر من المدينة جامعة كيه إل قالها وصوته يمتلئ بدهشة لأول مرة منذ سنوات عديدة، ثم قرأ في الرسالة أن المدرسة ستتحمل كافة التكاليف بما في ذلك تكاليف الإقامة، وفي نهايتها رأى توقيع مؤسس المدرسة بالحروف الأولى من اسمه كيه إل، فرفع الجد وجهه المتغضن والذي يعلوه الآن ابتسامة مشرقة لم تظهر عليه منذ فترة طويلة للغاية، ستكون كيوكو في غاية السعادة، فقد كان يدرك مدى قلقها من أن يؤثر غيابها المتواصل عن المدرسة على قبولها في أي أكاديمية، ولكنها الآن ستلتحق بأفضل أكاديمية في المنطقة، ثم تجهم وجهه في تفكير... فهذه المدرسة بالذات من الصعب للغاية الالتحاق بها، فمعارفه الذين تقدموا للالتحاق بهذه المدرسة ويعرفهم جيداً فشلوا جميعاً في نيل مبتغاهم، ويشاع أيضا أن المدرسة بها عدد قليل جداً من الطلاب بسبب متطلبات الالتحاق رفيعة المستوى التي وضعتها المدرسة لراغبي التسجيل، فكيف تم قبولها في مكان لم تتقدم حتى للالتحاق به؟ ثم عاد بذاكرته عامين للوراء، لقد تطلب الأمر من كيوكو بعض الوقت لتعتاد على أسلوب الحياة مرة أخرى بعد أن عادت من مبنى الضريح في المرة الأخيرة مشوشة تماماً، وانتابتهم حيرة شديدة عندما عادت فجأة وهي لا تتذكر الكثير مما حدث في الفترة التي قضتها في العالم الآخر، فقد كانت عائلة هوجو تعلم بشأن المكان الذي ذهبت إليه لأنها عبرت بوابة الزمن ذهاباً وإياباً عدة مرات... وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي أصابها فيها فقدان الذاكرة المفاجئ هذا، فلم تكن حتى تتذكر تويا، ولكن جدها كان يرى أنه من الأفضل لها أن تنسى هذا الحارس العابر بين الأزمنة وكل ما يتعلق بالعالم الآخر بكل مخاطره، فأطل من عينيه حزن عميق للحظة، فقد كان جميع أفراد الأسرة يعلمون معظم ما كان يحدث هناك لأن كيوكو تذهب وتعود بين العالمين، ثم تخبرهم بعد عودتها بما حدث في العالم الآخر، وكان يعلم أيضاً أنها أخفت عنهم الكثير مما لم تكن تريدهم أن يعرفوا بشأنه، الكثير مما لن تعرفه هي نفسها بعد أن نسيت هذه الأسرار، وحتى بعد أن أخبرها شقيقها الأصغر تاما بالكثير مما كان يعرفه، كانت تهز رأسها وتخفض بصرها، فقد تذكرت فقط أنها كانت وحدها في ذلك العالم الآخر، العالم الملئ بالوحوش.

    قلب الجد شفتيه وهو يفكر، لقد كان يعلم أن كل شئ على ما يرام خاصة عندما أخبرته كيوكو أنها تتذكر شيئاً عن عودة القلب البلّوري الحارس إلى داخل جسدها وأن كل شئ قد انتهى، وبعد عودتها بأسبوعين، كانت قد انخرطت في أعمالها المدرسية وتقديراتها كلها جاءت ممتازة ليسفر جهدها عن نجاح باهر، سمع الجد صوت الباب الأمامي وهو يُفتح فابتسم ابتسامة عريضة وهو يُقبل الخطاب وكأنه سحر مقدس يجلب الحظ السعيد، وشاهد حفيدته وهي تسير نحو المطبخ... ستسعد كيوكو للغاية بهذه الأنباء.

    *****

    بعدها بثلاثة أسابيع...

    تابعت عينان ذهبيتان تلك الفتاة من الزمن الماضي وهي تقترب من الأكاديمية، لقد عثر عليها، وبطريقة ما، سيضع الأمور في نصابها مرة أخرى، وشعر بهيئته البشرية تكاد تتخلى عنه للحظة عندما برقت عيناه ببريقهما الذهبي المعهود وهو يتذكر كل ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم وسط ساحة المعركة الضارية، وألقت أشعة شمس الصباح القادمة عبر النافذة ظلالاً غريبة لأجنحة تبدو من خلفه، فرفع يده المخلبية وضاقت عيناه قبل أن يشاهد مخالبه تتراجع لتختفي داخل هيئته البشرية، ثم أدار عينيه نحو الكاهنة وهو يحاول السيطرة على قواه المشتعلة بداخله، لقد حان الوقت، ومع النقاء الذي امتلأت به نفس كيوكو، شعر بالشر ينهض من سباته ويحيط بالمكان، فالحرب التي لم تضع أوزارها بعد ستبدأ قريباً، وفي هذه المرة... لن يعود لارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى.

    حدقت كيوكو في المبنى الضخم الذي وقفت أمامه، لقد كان يبدو لها كقلعة هائلة من عصور الماضي الغير معلوم، فابتسمت لنفسها بعد أن فشلت في مقاومة هذا الشعور، فما زالت تشعر بسعادة غامرة بعد أن علمت بشأن هذه المنحة الدراسية وحقيقة أنها ستعيش بالفعل في هذا المكان، ثم حولت بصرها نحو تاما، الذي أبدى تعاوناً كبيراً بمساعدتها في حمل حقائبها والاستقرار هنا، وأبدت ارتياحها عندما نجحت في إقناع والدتها وجدها بالبقاء في المنزل لتودعهم هناك قبل أن ترحل، وغمرها شعور بالحرية المطلقة حتى كاد يفقدها عقلها، فأخذت نفساً عميقاً وهي تستمتع بكل لحظة من هذا الإحساس الطاغي.

    هل ستقفين هنا طوال اليوم يا كيوكو أم سنذهب لنبحث عن غرفتك؟ غمغم بها تاما في تذمر على الرغم من انبهاره بالمشهد الذي يراه أمامه، وتطلع إلى الطريق المنحني العملاق المؤدي إلى الأبواب الرئيسية في دهشة، فرفعت كيوكو خريطة تمسك بها بين يديها وأشارت إلى المبنى الهائل المتصل بالأكاديمية من جهة اليمين وقالت أعتقد أن هذا هو المبنى المنشود ثم استدارت وغمزت لتاما بعينها وهي تضيف أشكرك لمساعدتي هذا الصباح فابتسم تاما وهو يشعر بالإحراج وتمتم في خبث لا عليك يا كيوكو، فرغم كل شئ، سأتخلص منك لبعض الوقت وأعتقد أن هذا ثمن عادل ثم انحنى وانطلق يعدو محاولاً مراوغتها وهو يكاد يفقد وعيه من شدة الضحك، فانطلقت كيوكو خلفه لتطارده ولكنها توقفت فجأة عندما شعر بمن يراقبها، وهب النسيم العليل ليداعب شعرها الكستنائي وهي تنظر لأعلى نحو المبنى وتتساءل عمن يراقبها ولكنها لم تر أحداً، لقد شعرت بأشياء غريبة في السنوات القليلة الماضية، وكانت تدرك دون شك أن هناك شخص ما... يراقبها، وشعرت بعيناه تكاد تلمس جسدها، وظنت أنها قد رأت حركة في النافذة العليا، ولكن بعد نظرة أخرى ثاقبة، لم تجد شيئاً، فأطلقت تنهيدة عميقة وهي تدرك أن الشعور الغريب قد زال الآن، ثم عضت على شفتها السفلى برفق وهي تنتظر أن تتلاشى خيبة أملها، فاستسلمت لواقع الأمر، وانطلقت لتلحق بتاما أخيراً وهو يعبر باب المبنى قبل أن يتجمد كلاهما في مكانهما وهما ينظرا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1