Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

The Kiss to the Leper (Arabic)
The Kiss to the Leper (Arabic)
The Kiss to the Leper (Arabic)
Ebook165 pages1 hour

The Kiss to the Leper (Arabic)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook


كان جين بيلوير شابًّا وافر الحظ بما يرثه من ممتلكات هائلة في جنوب فرنسا، لكن الكمال غاية لا تدرك، فقد كان أخرق السلوك، ذميم الهيئة، مشوّه الخلقة. وكانت صورته مناقضة تمامًا للبطل الخارق، وكان في أمس الاحتياج لأن يُمسك يده عن البذخ . تلقَّى جين بيلوير ترتيبات والده له بالزواج من فتاة اسمها ناعومي -باقتراح من كاهن أبرشية القرية- بالقبول والفرح، لأنه سيعيش قصة حب للمرة الأولى في حياته، غير أنه انزعج لأن الفتاة قبلت الزواج به دون أن تراه. صحيح أن جين وعروسه الشابة كانا مصابين بالبرص ويفتقران للرقي الروحي، غير أنهما وجدا العِوض في العقاب الذي علمهما -وعلمنا نحن أيضًا- معنى التكامل. جانان
Languageالعربية
Release dateJun 28, 2020
ISBN9789927141331
The Kiss to the Leper (Arabic)

Related to The Kiss to the Leper (Arabic)

Related ebooks

Reviews for The Kiss to the Leper (Arabic)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    The Kiss to the Leper (Arabic) - Francois Mauriac

    عشر

    الفصل الأول

    كان «چان بيولير» مُمددًا على سريره وعيناه مفتوحتان على اتساعهما، وحول المنزل يتعالى صوت خشخشة حشرات الزيز(1)، وينساب الضوء عبر مغاليق النوافذ كمعدن سائل. نهض «چان بيولير» مِنْ فراشه وفمه مُمتلئ بالمرارةِ، كان قصير القامة بشكل ملحوظ، حتى أن الجزء السفلي مِنْ مرآة الحائط يكاد يعكس هيئته الهزيلة، ووجنتيه الهزيلتين، وأنفه الطويل المدبب أحمر اللون الذي يبدو باليًا تمامًا مثل عيدان الحلوى التي تنحف كلما قام الصبية الصبورون بلعقها، ويبرز شعر رأسه المحفوف كنُتُوء مُرتفع فوق جبهته المُجعدة، وجه مُقطِّب يكشف عن لثته وأسنانه القبيحة المشوهة. وعلى الرغم مِنْ أنه لم يمقت نفسه إلى حد كبير، تحدث إلى نفسه قائلًا تلك الكلمات المثيرة للشفقة: «اخرج، تنزَّهْ أيها المسكين «چان بيولير»». يُداعب بيده لحيته غير المحلوقة بعناية، ولكن كيف يمكنه الخروج دون أن يوقظ والده؟ فالسيد «چيروم بيلوير» يلزم الجميع من الساعة الواحدة وحتى الرابعة بصمت رسمي، فتلك الفترة بمثابة وقت راحته المقدس الذي يقيه من الموت جراء أرق الليل. قيلولته تُخَدر المنزل، فلا يجب أن يُغلق أو يُفتح أي بابٍ، لا يستطيع أحدٌ أن ينبس ببنت شفة أو يعطس خشية أن يُكدر صفو هذا الصمت العجيب الذي استلزم عشر سنوات من الشكوى والتوسلات من جانب السيد «چيروم» حتى ينتبه «چان» والخدام والمارة أنفسهم المعتادون على المرور أسفل نوافذ المنزل إلى خفض أصواتهم. تتجنب عربات النقل المُغطاة السيرَ أمام باب منزله وتنعطف بعيدًا، وعلى الرغم مِن تلك الاحتياطات الحذرة التي يتخذها الجميع حتى ينام ملء جفونه يكاد «چيروم» أن يستيقظ سريعًا إثر اصطدام أطباق الطعام أو صوت نباح أو صوت سعال. هل كان «چيروم» قانعًا أن هذا الصمت المُطلَق يضمن له راحة أبدية، تمامًا مثل النهر الذي يصب في المحيط؟ دائمًا ما يستيقظ بصعوبة بالغة ويرتجف حتى في أثناء فترة القَيْظِ، ويجلس على كتاب بقرب النيران المشتعلة في المطبخ حيث تعكس رأسه الصلعاء توهجها، وتقوم الخادمة «كاديت» بمواصلة تحضير المرق دون أن تعير سيدها اهتمامًا أكثر من اهتمامها بلحوم الخنزير المتدلية من العوارض الخشبية، أما هو فعلى النقيض من ذلك، يستمر في مراقبة تلك الفلاحة العجوز. لقد كان معجبًا بتلك السيدة التي ولدت في ظل حكم لويس فيليب(2) وعاصرت الثورات والحروب والتاريخ الطويل الذي تجهله تمامًا، باستثناء الخنزير الذي تقوم بإطعامه والذي يتسبب ذبحه في كل احتفال سنوي بعيد الميلاد في ترطيب عينيها الغُمْص عندما تبكي بدمعات شحيحة.

    كان «چان بيلوير» منجذبًا نحو شدة القَيْظِ خارج المنزل رغمًا عن قيلولة والده، لأن ذلك يخلق له جوًّا من العزلة، يتسلل بامتداد الظلال الرفيعة للمنازل ويستمع في كل مرة إلى الضحكات التي تنطلق مِنْ ناحية أعتاب الأبواب التي تجلس عليها الفتيات اللاتي يقمن بالخياطةِ. فراره البائسُ يثيرُ سخرية النساء، ولكن هن الآن -نحو الساعة الثانية بعد منتصف الظهيرة- ما زلن نائمات، وقد سئمنَ وضجرن بسبب الذباب.

    فتحَ البابَ الذي تم تزييته دون أن يستمع إلى صوت صريره. اجْتازَ الردهة حيث كانت رائحة المربى وعفن الطعام تفوح مِن الخزانات، وتفوح مِن المطبخ أيضًا عفونة الشحوم. لبسَ حذاءه القماشي الذي أدرك أنه يتماشى جيدًا مع حالة الصمت العجيب في المنزل، وتناول بندقية الصيد عيار أربعة وعشرين التي يمتلكها حيث وجدها أسفل رأس خنزير بريٍّ، تلك البندقية التي تشكل مصدر تهديد لجميع طيور العَقعَقِ(3) بالمنطقة، حيث كان «چان بيلوير» عدوًّا لدودًا لطيور العَقعَق. العديد مِن الأجيال المتعاقبة أورثته عددًا من العصي والأدوات: بندقية العم الأكبر «أوسلان»، وقصبة صيد، وعصا سيف الجد «لابينين»، وتلك العصا ذات الأطراف الحديدية التي تحيي ذكرى إقامة عائلته في بلدة «بانغيريس دو بيغورن».

    خرجَ «چان» من المنزلِ وكان لهيب الشمس الحارقة ينفتح وينغلق عليه تمامًا مثل مياه حوض السباحة. في ذلك الوقت كان يتسللُ إلى الموضعِ الذي فيه ينساب جدول مِن المياهِ أسفل غابة كثيفة مِن أشجار البتولا(4) بالقرب مِن معبرِ القريةِ حيث كان ينبعث منه نسيم عليل ممزوج بعبق منابعه، ولكنْ أزعجه البارحة انتشار البعوض حول جدول المياه، كما أنه يرغب في التحدث إلى أيِّ كائن بشريٍّ، لذا فقد توجه إلى منزل الطبيب «بيشون» حيث عاد صباح اليوم ابنُه «روبرت» الذي يدرس الطب لقضاء عطلتهِ.

    لا شيء يوحي بوجود حياة غير انعكاس ضوء الشمس عبر المصاريع نصف المغلقة على النظارات الضخمة المستديرة فوق جبهة سيدة عجوز. سار «چان بيلوير» بين جدارين أصمَّينِ يفصلان بين عدةِ بساتين، كان «بيلوير» مُغرمًا بهذا الممر فطالما قضى فيه أوقاتًا حالمة في التأمل والاسترخاء دون أن تترصده العيون، فالتأمل بالنسبة له لا يحلو دون حكِّ جبهته، وإصدار بعض الإيماءات وإطلاق الضحكات وإنشاد الشعر، تلك الإيماءات كانت مَحط سخرية جميع سكان البلدة. هنا في هذا المكان كانت تلك الشجيرات المتسامحة شاهدات عيان على نقاشاته الأحادية الجانب.

    آه... كم يعشق تشابك وامتداد شوارع المدن الكبرى! حيث يجد الوقت الكافي لمناجاة نفسه دون أن يلتفت إليه أحدٌ من المارة! على أية حال، هذا ما أكد عليه «دانيال تراسيس» رفيق دربه في خطاباته التي كان يرسلها إليه، لقد ارتحل «دانيال» إلى باريس رغمًا عن رغبة عائلته واقتحم مجال الأدب. يتذكره «چان» جيدًا فهو شخص هزيل البنيان اقتحم غوغائية المجتمع الباريسي وانغمس فيه تمامًا كغواص ماهر، وبلا أدنى شك فهو يسبح الآن في أعماق هذا المجتمع ويلهث بشدة خلف تحقيق أهدافه المنشودة: (الثروة والمجد والحب). يا لجميع تلك الثمار الشهية المُحرمَة على فمك يا «چان بيلوير»!

    دخل «چان» منزل الطبيب «بيشون» في خطوات صامتة، أخبرته الخادمة أن السيد الطبيب وابنه يتناولان الطعام في المدينة. عزم «چان» على أن ينتظر الابن «بيشون» في الغرفة المفتوحة على الردهة التي كلما رآها شعر بأنها تشبهه إلى حدٍّ كبيرٍ فهي غرفة منزوية، منعزلة تمامًا عن الأعين، لا تبغي احتواء الضيف المقبل عليها. على الحائط حامل الغليون، وملصقات لحفل راقص للطلاب، وعلى المائدة جمجمة مخيفة يخرج منها غليون صغير، وبعض من الكتب التي تم شراؤها لقراءتها أثناء العطلات: رواية «أفروديت»(5)، ورواية «طقوس العربدة الرومانية»(6)، ورواية «حديقة التعذيب»(7)، ورواية «يوميات خادمة»(8). ولكن أكثر ما لفتَ انتباهه هو كتاب مختارات مِن كتابات «نيتشه»(9)، فأخذ يتصفحه وهو يشتم رائحة الملابس التي تفوح من صندوق الأمتعة المفتوح، والتي يبدو أن الطالب استخدمها طوال فترة الصيف، حينئذ شرع «چان بيلوير» في قراءة بعض العبارات:

    «ما الشعور الطيب؟ إنه كل ما يثير في أعماق الإنسان مشاعر القوة، والرغبة في التسلط، بل السلطة نفسها. ما الشعور السيئ؟ إنه كل شيء تمتد جذوره إلى الضعف... فليهلك الضعفاء والمُخفِقون، ولنمد لهم يد العون ليزولوا عن الوجود! ما الشيء الأكثر ضررًا من أية رذيلة في الوجودِ؟ إنها الشفقة التي نعانيها تجاه الضعفاء والمُهمَلين، المسيحية».

    وضع «چان بيلوير» الكتاب حيث نفدت تلك الكلمات إلى أعماقه، تمامًا مثل باب غرفة فُتح على مصراعيه جراء احتدام حرارة ما بعد الظهيرة. توجه بلا وعي إلى النافذة متمنيًا أن تقتص عدالة السماء من غرفة صديقه، ثم أعاد قراءة تلك الجملة الشنعاء. أغمض عينيه برهة من الزمن ثم فتحهما وأخذ يتأمل وجهه في المرآةِ قائلًا: آه! يا لها مِنْ هيئة مثيرة للشفقة لشخص بائسٍ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1