Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ممالك السماء - خادم القلعه
ممالك السماء - خادم القلعه
ممالك السماء - خادم القلعه
Ebook249 pages2 hours

ممالك السماء - خادم القلعه

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

(بترا) مدينة الخوف والهلاك عاش أهلها لسنوات طوال لايعرفون مداها، يتحملون قسوة هذه اليابسة الملعونة، وأخيرًا أخذ البطل من تبقى معه بعد ما لاقاه من كوبر وفرسانه متجهًا نحوها ليس أمامه إلا إياها فالهلاك محقق وسط هذه الصحراء القاحلة (البوابة هى مفتاح النصر) هكذا قال لنفسه بعد أن سطع ضوء السماء على تلك الصحاري الفسيحة فهل سيستطيع دخول هذه المدينة؟
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2014
ISBN9789771452553
ممالك السماء - خادم القلعه

Related to ممالك السماء - خادم القلعه

Related ebooks

Reviews for ممالك السماء - خادم القلعه

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ممالك السماء - خادم القلعه - نصر الله الملا

    castl_servent1.xhtml

    اســـم المؤلــــف: نصر الله الملا

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 9789771452553

    رقـــم الإيــــداع: 27338 / 2014

    الطبعة الثانية: إبريل 2015

    castl_servent1.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون : 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس : 33462576 02

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    (بترا) مدينة الخوف

    وكأنها مدينة الهلاك.. عاشوا لسنواتٍ طوالٍ لا يعرف مداها، يتحملون ما لا يتحمله غيرهم من قسوة هذه اليابسة الملعونة، أشجارها عاليةٌ بلا أوراقٍ، يتدلى من كل فروعها طائر اليرسوع، هذا الطائر ذو العينين المخيفتين والحوافر القاطعة والريش المتساقط، أشجارٌ لا تخرج ثمارًا بل هي أقرب إلى الصخور، لا نبت فيها إلا أعلى جبل ماخان، هذا الجبل الفسيح الشاهق نادر الأمطار، مدينةٌ واسعةٌ ممتدة الأطراف، بها الآلاف من السادون.. إنها بترا أو مدينة الخوف كما سميت من كل أهالي ممالك السبعين بابًا.

    أخذ من تبقى معه بعد ما لاقاه من كوبر وفرسانه متجهًا نحوها، ليس أمامه إلا هي أو الهلاك المحقق وسط هذه الصحراء القاحلة التي ليس بها إلا الموت، كان شماخ يرى الموت يحصد الكثيرين من الشاروس أمام عينيه دون أن يستطيع أن يفعل شيئًا ، ليس أمامه حل آخر سوى التقدم نحو بترا مقرهم الوحيد، يسير بلا توقفٍ غير مكترثٍ لمن يسقط بجانبه أو من خلفه، لا يكترث إلا لحبيبته ديمانا وتلك الفتاة التي أتت معها ولا يعلم عنها شيئًا.. هجانا مالوم زيراخ ذات الملامح الرقيقة والبشرة الناعمة والقلب الطيب، كان كلما غاب ضوء السماء أخذ ديمانا بين ذراعيه خشية أن يهاجمها وحوش صحراء السراب الأحمر، رغم شراسته العاتية فهو يحنو عليها كما تحنو السباع على أشبالها، بمجرد أن يأخذها بين ذراعيه يتحول على الفور إلى شماخ بطاي الفارس النبيل في مملكة يازوم، لا إلى شماخ بطاي قائد الشاروس المرعب، هي الوحيدة القادرة على أن تعيده إلى ما كان عليه، كان يعلم ذلك جيدًا؛ مما جعله يخاف عليها أكثر مما يخاف على نفسه ويصر على ألا تفارقه بعد ذلك أبدًا.

    كان كلما اقترب من بترا زاد خوفه؛ فالشاروس منهكون وهم في تناقصٍ مستمرٍّ، والموت يحصدهم حصدًا، اقترب من باب المدينة العتيق ذي الأسوار العالية وكأنها الجبال، كان يعلم أن أي نزالٍ بينه وبين السادون لن يكون في صالحه لعوامل كثيرةٍ، أخذ يفكر في الظلام وهو ينظر نحو الفضاء الفسيح، كيف تكون خطة الهجوم وكيف يدخل بترا منتصرًا وهي المدينة التي لم يدخلها أحدٌ غير السادون على مر تاريخها الطويل، أخذ يتذكر كيف كان يدير الحروب وقتما كان هو الفارس الأول في مملكة يازوم، كيف كانت عبقريته في خداع خصمه، اعتدل في جلسته ثم أخذ يدبر خطة النجاة.

    (البوابة هي مفتاح النصر) هكذا قال لنفسه، بعد أن سطع ضوء السماء على تلك الصحاري الفسيحة ذات الألوان الكثيرة، والتي يغلب عليها اللون الأحمر، أمر كشار بأن يأتي معه ليصعدا أعلى أحد المرتفعات بالقرب من بوابة بترا؛ ليرقب تحركاتهم ويعرف أسرارهم، نظرت له وهي تودعه قائلةً:

    - كن حذرًا يا شماخ فليس لي غيرك.

    - لا تخافي علي يا عزيزتي ديمانا، فمثلي تخشاه المهالك.

    - أعلم يا شماخ ولكنني بدونك أخشى كل شيءٍ حتى الهواء في أنفي والضوء في عيني.

    توجه مسرعًا بصحبة مساعده كشار نحو أعلى قمةٍ بالقرب من البوابة ليريا كيف تسير الأمور هناك، صعدا معًا بعد طول معاناةٍ وأخذا ينظران إلى تلك البوابة المهيبة التي تعد المدخل الوحيد للمدينة، فالجبال الشاهقة تحيط ببترا من كل جانبٍ، ظلا يـرقبــان كل تلك التحركات بلا كللٍ، يعرف مدى شراسة السادون ويتذكر جيدًا تلك القصص التي كانت تروى له عن الحروب الطويلة التي دارت بين الشاروس والسادون، تلك الحروب التي امتدت لآلاف السنين، كان النصر فيها سجالًا بينهم، أخذ يتذكر تلك الحكاية التي حكاها له كشار من قبل عن واحدةٍ من أكبر المعارك التي دارت بين الشاروس والسادون منذ ألف عام وكانت الغلبة فيها للشاروس، تلك الحرب التي قتل فيها مورجوان قائد السادون على يد راف قائد الشاروس ولكن تلك الحرب التي حكى له عنها كانت في وسط صحاري السراب الأحمر وليست في بترا مدينة الخوف، علم بأن الحرب أمرٌ حتمي لا بديل له إلا الموت والهلاك وسط تلك الصحاري الجافة، كما يعلم جيدًا قوة طوان قائد السادون الحالي، إنه أشبه بوحوش الجحيم التي كانوا يسمعون عنها وهم صغارٌ؛ ضخم الجثة بشكلٍ كبيرٍ، عنيدٌ وشرسٌ، فرسه وسلاحه يرهبان أي فارسٍ ينظر إليه.

    قضى يـومًـا طويلاً في المراقبـة بصحبة كشار فعرف الكثير من أسرارهم، ولكنه عرف أيضًا أن الهلاك قادمٌ لكليهما، نظر إلى كشار قائلاً:

    - هل تعتقد أن الشاروس يمكنهم أن يقتحموا بترا رغم ما رأيناه اليوم؟

    - في الحقيقة يا سيدي شماخ سيكون الأمر داميًا بشكل لم نعتده، فأعدادهم كبيرةٌ ومؤنهم كثيرةٌ ومدينتهم حصينة وقائدهم طوان، أنت تعرفه أكثر مني، ولكن ليس لنا سوى الحرب أو الهلاك الحتمي.

    - أشر علي يا كشار، فأنا في حيرةٍ من أمري، الشاروس يموتون جوعًا ولكن بترا أيضًا هي الموت المؤكد الذي ينتظرهم.

    - هناك فكرةٌ قد واتتني، أريد أن أقولها لك لعلها تنال رضاءك سيدي.

    - قل يا كشار فأنا أعرف ذكاءك جيدًا.

    - سيدي، من الصعب، وربما من المستحيل، أن نقتحم بترا مدينة الخوف التي عاش بها السادون لآلاف السنين، ونحن على هذا الحال، فالشاروس منهكون من حربهم مع العماليق وأولئك الفرسان الذين أتوا من سماءٍ أخرى، فقد نقص عددنا وضعفت قوتنا ولا أرى سبيلًا إلا الاتحاد.

    - اتحاد ؟! عن أي اتحادٍ تتحدث يا كشار؟

    - اتحاد الشاروس والسادون سيدي، تخيل سيدي كيف ستكون تلك القوة إذا اتحد الخصمان المتناحران لآلاف السنين، سنصبح قوةً تخشاها كل ممالك السبعين بابًا فلن يكون هناك جيشٌ يمكنه ردعنا أبدًا.

    أخذ شماخ يفكر قليلًا وهو ينظر هنا وهناك، ثم قال مبتسمًا:

    - حقًّا إنها فكرةٌ صائبةٌ تستحق عليها الثناء يا كشار.

    - خادمك الأمين يا سيدي.

    - ولكن الأمر لن يكون بتلك السهولة التي تتخيلها، فالأمر شديد التعقيد، فطوان لن يسمح لنا ونحن على هذا الحال بأن نزاحمه على مدينته المهيبة بهذه السهولة، فهو يعلم ما حدث لنا من العماليق، إذن فلا بد أن تحاك خطةٌ لنجبره على الاتحاد ويكون هو الساعي إلى ذلك.

    - وكيف يكون ذلك يا سيدي؟

    - ستعرف يا كشار، ولكن علينا العودة الآن والاستعداد لحربٍ طاحنةٍ بلا رحمةٍ.

    عاد ممتطيًا جواده مسابقًا الريح ليعد تلك الخطة التي أتته على غرةٍ، راحت الأفكار تتصارع في رأسه وهو يبرق بفرسه كالسهم في الفضاء، حروبٌ وقتلى، اتحادٌ وقوةٌ، غزوٌ وسلطةٌ، قال في نفسه (إنها ممالك السبعين بابًا تنتظرنا وأنا لن أتأخر عنها) وجدها تنتظره بصحبة هجانا والخوف بادٍ عليها، سألته بلهفةٍ:

    - شماخ، هل أنت بخيرٍ؟

    - نعم حبيبتي، لا تخافي علي، فكما قلت لك، مثلي تخشاه المهالك.

    - ولكنك تأخرت طويلاً وأخذت الظنون تتلاعب برأسي.

    - لا عليك حبيبتي، اطمئني ولكن يجب أن تستعدي لما هو قادمٌ، فهناك حربٌ ضاريةٌ تنتظرنا.

    - هل ستحارب السادون؟

    - ليس أمامنا خيارٌ آخر ديمانا.

    - أليس هناك بديلٌ يا شماخ سوى القتل والدم؟

    - هناك أوقاتٌ يكون فيها القتال هو الحل الوحيد يا حبيبتي ومنه تولد النجاة.

    كانت هجانا تستمع إليهما والخوف يملؤها من ذلك العالم الذي وجدت نفسها فيه، أخذت تتذكر فارسها النبيل هيكون شيراز الذي لا تعلم عنه شيئًا سوى أنه أصبح من فرسان الفيلق الأعظم، شعرت بأنه هو الوحيد القادر على إخراجها من هذا العالم الكريه الذي تعيش فيه، تعلم بأنه لا يزال يحبها فهي مازالت تتذكر تلك النظرات التي كان يعبر بها عما بداخله نحوها، مازالت تتذكر تلك الزهرة التي احتفظت بها طويلاً قبل أن تترك قصرها عنوةً وتتركها معه في أحد الجدران الفضية، كانت زهرةً شديدة البياض وكأنها الضوء. كان قد أهداها لها اعتذارًا عن تجاهله إياها فترةً طويلةً رغم ما أبدته له من إعجاب، أخذت تتذكر تلك السعادة التي غمرتها حينما تأكدت أن هيكون ذلك الفارس الجميل يبادلها مشاعر الإعجاب، ما إن عادت من ذكرياتها تلك حتى سمعت شماخ يقول لهم بصوتٍ فيه حدةٌ:

    - ستبدأ الحرب في بداية اليوم الجديد عندما يسطع ضوء السماء، فيجب عليكم عدم الخروج من هذه الغرفة بأي حالٍ حتى نعود في آخر اليوم، أتمنى ألا يخالف أحدٌ أوامري فيكون العقاب شديدًا.

    مع أول شعاعٍ من ضوء السماء كان أول رمحٍ قد سكن في صدر أحد حراس البوابة، لتتوالى الرماح والسهام بشكل جنونيٍّ، تستيقظ مدينة الخوف على أصوات الطبول معلنةً عن هجومٍ لم يتوقعه أحدٌ، خرج طوان من قصره لينظر إلى تلك السهام الحارقة التي تتساقط عليهم من خارج المدينة وكأنها أمطار جهنم، علم أنه شماخ وأن الشاروس قد بدءوا الحرب، يعلم أن الأسوار عاليةٌ والقلاع حصينة ويدرك أن الشاروس مهـاويس حربٍ، وفتح باب المدينة يعد خطرًا بالغًا؛ فالشاروس ينتظرونهم وراءها وهم على استعدادٍ للموت لدخول بترا، لم يكن أمامه إلا خيارٌ واحدٌ هو أن يتحصن بالمدينة دون الخروج منها، وهذا ما أراده شماخ،كانت تلك هي خطته فبعد أيام قليلةٍ سيشتد الحصار وتقل المؤن على السادون ولن يتبقى أمامهم إلا أمران: إما الحرب التي لا يعلم أحدهم مداها وإما السلام والاتحاد.

    مرت أيامٌ شاقة على كليهما عانى الجميع فيها من نقصٍ في كل شيءٍ، رأى طوان أن يبعث رسولًا إلى شماخٍ ليعرف ماذا يريد، ما إن علم شماخ بقدوم رسول السادون حتى نظر إلى كشار الذي كان يقف عن يمينه نظرة انتصارٍ وكأنه يقول له (ها هي خطتنا قد نجحت).

    تقدم الرسول الذي بدا وكأنه مصارعٌ من مصارعي الطاموس، مدججًا بالأسلحة وكأنه أتى للحرب، دخل عليهم والغضب ظاهرٌ عليه ثم قال بصوتٍ خشنٍ:

    - أين الفارس شماخ بطاي قائد الشاروس؟

    كان شماخ جالسًا في كرسيه بشيءٍ من الفخر،

    رد كشار قائلاً:

    - ما بك يا هذا ! هل هناك أحدٌ في ممالك السبعين بابًا لا يعرف القائد الأعظم لجحافل الشاروس؛ الفارس الذي لا ينكسر له سيفٌ؛ شماخ بطاي.

    - عذرًا ولكني جئت لأبلغه بأن سيدي طوان أراد أن يراه.

    - وماذا يريد القائد طوان من سيدي شماخ؟

    - لا أعرف، جئت فقط لأبلغ رسالةً ولأعود من

    حيث أتيت.

    قام شماخ واقفًا ليحدثه قائلاً:

    - بلِّغه بالزمان والمكان الذي سأحدده لمقابلته وسأنتظر منه الرد.

    - ومتى الزمان؟ وأين المكان؟

    - اليوم قبل ذهاب ضوء السماء بقليلٍ وراء الجبل الأزرق.

    أتاه طوان في المكان الذي حدده ليجده ممتطيًا جواده، كان ضوء السماء آخذًا في المغيب ليشع الجبل الأزرق وميضًا خافتًا وكأنه نورٌ سحري، اقتربا من بعضهما بحذرٍ، كان كلاهما يعرف الآخر فكم التقيا من قبل، سأله طوان بغضبٍ:

    - لم أتيت إلى مدينتي يا شماخ؟

    - تعرف لم أتيت؛ فلم يعد هناك مفر لنا من الموت سواها.

    - ولكن بترا هي معقل السادون منذ آلاف السنين وأنتم لكم صحاري السراب الأحمر الفسيحة هي موطنكم الدائم.

    - لم تعد كذلك يا صديقي بعد حربنا مع العماليق

    ولا حياة لنا بعد ذلك إلا في مدينة الخوف.

    - ولكن الحرب ستهلكنا جميعًا !!

    - أعلم ولكن ليس هناك إلا ذلك أو ....

    - أو ماذا ؟

    - أو نتقاسمها معًا.

    - أنت لا تعرف ماذا تقول، السادون لن يرضوا بذلك مهما كلفهم الأمر، وأنا لن أتخلى عن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1