Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)
الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)
الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)
Ebook391 pages1 hour

الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا هو المُؤَلَّف الثَّاني مِن سِلسلة فِي البُحوث الاجتماعيَّة، أَعَدَّتهَا مَكتَبة اليقَظَة العَرَبِيَّة، وعُنوانُهَا "الملامح العامَّة لِلبحث العلمِيّ فِي الدِّراسات الاجتماعيَّة"، مضافًا إليها عُنوان جَانبِي لِكلٍّ مِنهَا. وفي هذا المُؤَلَّف يحمل اسم: "الإطَار التَّجريبي"، ويتناول كَيفِيَّة تَطبِيق أهمِّ المناهج والأدوات لِجَمع المادَّة المستخدَمة في العلوم الاجتماعية، وإلقَاء الضَّوء على مزايَا كُلٍّ مِنهَا وعيوبِهَا، وَذلِك انطلاقًا مِن مَدخَلين أساسيَّينِ، همَا: المدخل الكَمِّي، والمدخل الكَيفِي. وبِناءً عَلَيه، فَقَد حَرَصنا على أن يَكُون الباحث مُلِمًّا بِأَهَم الإجراءات العَمَلِيَّة فِي مَجَال البُحوث العِلميَّة، فَجَعلنَا لُغَة الكتَاب سَلِسَة مع شَرح مُبَسَّط لِلإجراءات المَنهَجِيَّة، الَّتِي مِن شَأنِهَا أَن تُسَهِّل على الباحث عَامَّة والباحث المبتَدِئ خَاصَّة، الفهم وَسُرعَة الإنجاز، فَكَانَ هذَا (المُؤَلَّف/ الكتَاب) هَدَفُنَا الَّذِي نَأمُل أَن يُسَاعِدَهُ فِي إجراءات بَحثِه بِطريقة عِلمِيَّة، وَبِجُهد أقلَّ.
Languageالعربية
Release dateMar 29, 2024
ISBN9789948767176
الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

Related to الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

Related ebooks

Reviews for الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي) - مهرة سالم محمد القاسمي

    الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

    مهرة سالم محمد القاسمي

    Austin Macauley Publishers

    الملامح العامة للبحث العلمي في الدراسات الاجتماعية - الإطار التجريبي (العملي)

    الإهداء

    حقوق النشر©

    شكر وتقدير

    التمهيد

    المقدمة

    الفصل الأولالمَدخَل الكَمِّي والمَدخَل الكَيفِيالخصائص والأهداف

    أولًا: المَدخَل الكَمِّي (Quantitative Approach):

    ثانيًا: المدخل الكيفي (Qualitative Approach):

    المقارنة بين البحوث الكمية والبحوث الكيفية:

    المناهج الكمية والكيفية تطبيقيًّا:

    المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي:

    تعريف المنهج الاستقرائي:

    تعريف المنهج الاستنباطي:

    الفصل الثانيالمَناهِج الكميَّة لِدِراسَةِ الظَّواهِر الاجتِماعيَّة

    أولًّا: منهَجُ المَسحِ الاجتِماعِي (Survey):

    خَصائِص مَنهَج المَسح الاجتِماعي:

    مراحل منهج المسح الاجتماعي:

    أمثلة تطبيقية باستخدام منهج المسح الاجتماعي:

    ثانيًا: المنهج التجريبي (Experimental Research):

    خطوات البحث التجريبي:

    لماذا يتمُّ اللجوء إلى ضبط المتغيِّرات؟

    الأسُس التي يقوم عليها المنهج التجريبي:

    الفصل الثالثالمناهج الكيفية لدراسة الظواهر الاجتماعية

    أولًا: المنهج التاريخي Historical Methodology:

    هل يمكن اعتبار التاريخ عِلمًا له صلة بالمنهج العلمي؟

    أهِمِّيَّة المَنهَج التَّارِيخي:

    أوَّلًا: المصادر الأوَّلِيَّة(Primary Sources):

    ثانيًا: المصادر الثَّانويَّة:

    الصحف والمجلات:

    2- المذكِّرات والسِّيَر الذَّاتية:

    3- الدراسات السابقة:

    4- الكتابات الأدبِيَّة والأعمال الفنِّيَّة:

    نقد مصادر المعلومات:

    1- النقد الخارجي:

    2- النقد الداخلي:

    عناصر ومراحل المنهج التاريخي:

    الفروض في البحث التاريخي:

    تقييم المنهج التاريخي:

    ثانيًا: الملاحظة (Observation):

    أنواع الملاحظة:

    أ- ملاحظة بسيطة (Simple Observation):

    ب- ملاحظة منظَّمة (Systemic Observation):

    أهمُّ مميِّزات الملاحظة بالمشاركة:

    تصنيف وتحديد المعلومات:

    ثالثًا: مناهج كميَّة/ كيفيَّة:

    دراسة الحالة:

    علاقة دراسة الحالة بالمناهج والأدوات البحثيَّة الأخرى:

    الخطوات المهمَّة التي يجب اتِّباعها عند تطبيق دراسة الحالة:

    كيفية التحقُّق مِن صحَّة المعلومات المطلوبة لدراسة الحالة:

    مُمَيِّزات مَنهج دِراسة الحَالَةِ:

    عيوب منهج دراسة الحالة:

    الفصل الرابعالمعاينة (Sampling)

    1- المجتمع الأصلي:

    2- العيِّنة:

    العيِّنات وأنواعها، وكيفية الاستفادة مِن كلٍّ منها:

    أنواع العيِّنات:

    يوجد نوعان رئيسان مِن العيِّنات، وهما:

    العيِّنة العشوائية البسيطة (Simple Random Sampling):

    العيِّنة الطبقية العشوائية (Stratified Random Sample):

    العيِّنَة الطَّبَقِيَّة التَّناسُبِيَّة أو الحصيصة (Proportional-Stratification):

    العيِّنة العنقودية (Cluster):

    العيِّنة العشوائية المنتظمة (Systematic Random Sample):

    ثانيًا: العيِّنات اللا احتمالية اللا عشوائية(Non- Probabilistic Sample):

    العيِّنة الغرضية (Purposive Sample):

    العيِّنة العشوائية المنتظمة (Systematic Random Sample):

    مميِّزات وعيوب العَيِّنات:

    الفصل الخامسأدوات جمع البيانات وكيفية اختيارها:

    الاستبيان.. المقابلة.. الاختباراتMeasurements Interview Questionnaire

    أدوات جمع المادَّة:

    أولًا: الاستبيان (Questionnaire):

    1- الطريقة المباشرة:

    2- الطريقة غير المباشِرة:

    أ- عن طريق البريد:

    مزايا الاستبيان:

    عيوب الاستبيان:

    ثانيًا: المقابلة كأداة لجمع المادَّة في البحوث الكيفية:

    مزايا المقابلة:

    ثالثًا: استخدام الاختبارات في جمع المادَّة:

    الفصل السادسكيفية تطبيق الاستبيان

    خطوات تصميم الاستبيان:

    1- أجزاء الاستبيان:

    الجزء الأول للاستبيان:

    الجزء الثاني مِن الاستبيان:

    1- تأثير صياغة السؤال واختيار المفردات (Wording effect):

    2- تأثير تسلسل الأسئلة أو الإجابات (Order effect):

    3- تأثير الباحث على الإجابات (Researcher Effect):

    الاستبيان في صورته النهائية:

    الثبات والصِّدق والموضوعية:

    1- الثبات (Reliability):

    2- الصِّدق (Validity):

    3- الموضوعية (Objectivity):

    الفصل السابعخصائص الاستبيان الناجح في العلوم الاجتماعية

    أولًا: محتوى الأسئلة (Questions Content):

    ثانيًا: قواعد تتعلَّق بصياغة الأسئلة Wording Questions:

    ثالثًا: اختيار نوع الأسئلة :Selecting The Question Type

    الخاتمة

    المراجع

    References

    الإهداء

     بين أيديكم عصارة جهد وتراكمات لإنتاج فِكرٍ ترعرع في أحضان المعرفة، وتناقَله بالفهم والدراسة المتخصِّصون في مجال البحوث الاجتماعية جيلًا بعد جيل، ليضيفوا إليه ويعدِّلوا فيه، وغاية الجميع هي الوصول إلى الحقائق وتحليلها لتشخيص وقائع المجتمعات والمشكلات التي تعتريها، وإيجاد العلاج الناجع لكلِّ ما يعكِّر صفو المجتمع.

     إنَّ هذا الكتاب بمثابة إطلالة متواضعة في البحوث الاجتماعية لعلم المناهج، أولَيتُها قدرًا مِن الاهتمام لتكون متاحة لأبنائنا طلاب وطالبات الجامعات، والمهتمِّين بالبحوث الاجتماعية.

    I place in your hands the juice of scholars’ efforts that accumulated over time to produce scientific thoughts regarding an essential branch of sciences that has grown in the arms of knowledge and social studies. The branch that specialists transmit to those interested in social research and to the students of universities – the makers of a better future for a healthy society.

    حقوق النشر©

    مهرة سالم محمد القاسمي2024

    تمتلك مهرة سالم محمد القاسمي الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948767169 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948767176 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلبMC-10-01-7501258 :

    التصنيف العمري: E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى: 2024

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    +971 655 95 202

    شكر وتقدير

    إذَا كانَ الإقرارُ بدورِ الآخَرِينِ في المُسَاعَدَة عَلَى إنجَازِ بَحثه مِن الضَّرُورَاتِ الَّتي تَحفظُ للباحث أَهْلِيَّتَهُ ومَوضُوعِيّتَهُ فِي العَمَلِ النِّهائي، فإنَّ العِرفانَ بِهَذَا الدَّور هُوَ الوَاجِبُ الأخلاقِي للإيفاء بحَقِّهِم.

    وواجبي هُنَا أن أتَقدَّم بِالشُّكر والتَّقدير لِكُلِّ مَن أضفَى عَلَى هَذَا العَمَل لونًا مِن العَطَاءِ المُمَيَّز، الَّذِي مِن أَهَمِّ سماتِه المحبَّة والأمَلِ فِي أن يَرَى النُّورَ، وَهُم كُثر، وَلَولاهُم لَثَقُل الحِمل، وقَلَّتِ العَزِيمَة.            

    ولَعَلَّ مِن أَهَمِّ الَّذِين أَوقَدوا روحَ الحَماسَةَ لديَّ، هِيَ ابنَةُ أُخْتِي سَارَة رَاشِد القاسمي، عِندَمَا استعانَت بالإرشادات التي تضمَّنَتها مُسَوَّدَة أحد الكتابين فِي بداياتِه الأوَّليَّة، واتَّبَعَت خُطُوَات مَا جاءَ بِهِ مِن تَعلِيمَات، وبجهدها المتَمَيِّز أيضًا اجتَازَت دَرَجَة الماجستير بِامتِياز مَع مَرتَبَة الشَّرَفِ مِن كُلِّيَّةِ التقنية بِرَأس الخَيمَة، فَكَان حدثًا أثلجَ صَدرِي.

    واستحقاق الشكر أيضًا  لطَالبة الثَّانَوِيَّة العَامَّة فَاطِمَة مُحَمَّد مَحمُود؛ حيث بَذَلَت جهدًا كبيرًا فِي رصدِ مراجع هَذَا العَمَلِ فِي المتن، وَمُقَارَنَتها بِتِلك الَّتِي وُضِعَت فيِ قَائِمَةِ المراجع، وَرَتَّبتهَا وَفق التعليمات الَّتِي استوعبتها بِسُهُولَة، وَقَامَت بالتَّحَقُّق مِن إكمَالِهَا، وَهُو جهد لَيس بالهَيِّنِ.

    كَمَا قَامَت فَاطِمَة بعمليَّة تشكيل الكلمات فِي بَعضِ أجزَاءِ الكِتَابِ قَدر الإمكانِ، فاتَّضَحَ لِي أَنَّهَا تُتقِنُها أكثرَ مِمَّا أُتقِن، فإن أصَابت فَلَهَا الشُّكر، وَإِن أَخطَأَت فَجَلَّ مَن لا يُخطئ.

    كذلك كان لطالبة الفنون الجميلة - جامعة الإسكندرية - ريم محمد موسى الفضل في تصميم الغلاف، ولشقيقتها شهد أيضًا الفضل المشهود في جمع المراجع لهذا العمل وغيره، ولا غرابة في ذلك؛ فقد نشأتا وترعرعتا في أحضان مكتبة اليقظة العربية برأس الخيمة.

    إنَّ اكتِشاف مواهب اليافعين فِي حدِّ ذاتِه وصقْلها، جُزءٌ مِن تَعزيزِ العَمَل البحثي فِي المُجتَمَعِ يَستَحِقُّ الاهتِمَامَ بِهِ مِن أيِّ باحثٍ يُدرِكُ أهميَّة البُحُوث العلمِيَّة في رُقِيّ المجتمعِ وتَقَدُّمِه.

    وكانَ لِلشَّيْخ جَمَال السَّيِّد – كالعادة – دَوْرَهُ الدَّائِمِ فِي مدِّ يَدِ الْعَون لِكُلِّ معضِلَة تواجِهني، وخاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بمشكلات التّقنِية التِي تَتَعَلَّق بالحاسوب الآلِيّ والطابعة، وَالبَحث عَن المراجع مِن المكتبات وَعَن طَرِيق الإنتَرنِت، والاستشارات اللُّغويَّة، وَغَيرِهَا كَثِير.

    أَمَّا صديقتي الشاعرة السورية خديجة خالد مكحلي، الَّتي يُلَقِّبُها أقرانُها الشعراء بشاعرة القطرين (مصر- سورية) فيعودُ إليها الفضل في إبداء بعض المُلاحَظات اللُّغوية لأخطاءٍ وَجَدَتها مُؤَخَّرًا، فأرشَدَتني لتصويبها.

    وأخيرًا، لا يمكنني أن أنسى فَضلَ مُوَظَّفي وموظَّفات مكتبة اليقظة العربية برأس الخيمة، وعلى رأسهم المدير الثقافي الأستاذ زكريا عيد، والأستاذ محمود موسى، وشقيقه محمد موسى على تَشجِيعِهِم وجُهدِهِم في إيجادِ بعض المراجع التي تحتويها المكتبة راعية هذا العمل مادِّيًّا ومعنويًّا، الَّتي كَتَبَ اللهُ لها الاستمرار بفضل مكرمة مِن صاحب السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الامارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة ورائد العمل الثقافي في الوطن وداعمه.

    التمهيد

    يَعتَمِد الإطَار التَّجريبيُّ (العمَليّ) فِي البُحوث الاجتماعيَّة على اتِّخاذ قَرَار الباحث فِيمَا يَتَعلَّق بِمنهج البحث والأدوات الّتِي يَتَبنَّاهَا لِجَمع البيانات وَتَحلِيلَهَا فِيمَا بَعد. فَنَجاح الباحث فِي اختِيار المنهج المُناسِب لِمشكلته يُؤدِّي إِلى جَودَة البيانات الَّتِي يجمَعَهَا، فَكُلمَا كَانَت الأدَاة مُنَاسِبَة كان البَحث ذَا قِيمة أَكبَر.

    فالبَحث مَنهجِيًّا وَعلمِيًّا، كمَا يرى الدُّكتور مُحمَّد شَتَّا (د. ت) يَعنِي أن نَبحَث ثُمَّ نَبحَث مَرَّة ثَانِية، أو نبحث مِن جديد على نَحو أَعمَق وأفضَل؛ لِذَلك علينَا أن نُفرِّق بَين كَلمَتِي يُفتِّش (Search)، ويبحث (Research)".

    وَتكُون طُرُق البحث صَادِقة وَعِلمِيَّة بِقَدرِ ما تَتَوفَّر فِيهَا السِّمَات التَّالية:

    1- المنهجيَّة: بِمَعنى أن تَكُون موضوعيَّة، وَمُنظَّمة، مُنَسَّقَة، وَنَزيهَة ومستقلَّة عن إِرادة الباحث ورغباته.

    2 - عِندمَا يُمكِن التَّحَقُّق مِن نتائجهَا على نَحو مُبَاشِر أو غَير مُبَاشِر، إِمَّا مَنطقِيًّا (كمَا فِي العُلوم الرِّياضيَّة)، أو وضعِيًّا (كمَا فِي العُلوم التَّجريبيَّة والكثير مِن العُلوم الاجتماعيَّة).

    وَسَواء كَانَت الفرضيَّات التِي بدأ بِهَا البحث تمَّ تأكيدهَا أو دحضهَا، فَإِن النَّتائج تَكُون عِلميَّة، فلَا فَرق بَين عِلميَّة النَّتائج وَصدقِها، فالنَّتائج تَكُون عِلميَّة إِذَا كَانَت الخطوات التِي اتَّبعناهَا مَنهجِية وموضوعيَّة، أمَّا كونها صِدقيَّة النَّتائج أو صِحَّتهَا فشيء آخَر.

    فالهَدف مِن وَرَاء البحث العلمِي هُو اكتِشاف القوانين وافتراض النَّظريَّات التِي يُمكِن أن تُفسِّر الظَّواهر طَبيعِية كَانَت أو اجتماعيَّة، وَبذَلِك يَتِم بِنَاء المعرفة العلميَّة.

    وَبمُرور الزَّمن يَتَطوَّر العلم مِن النَّظريَّات الأَضعف إِلى النَّظريَّات الأقوى عن طريق الملاحظات الجيِّدة، وَذلِك بِفَضل استخدام الأدوات الأكثر دِقَّة والاستدلال الأكثر مَعرِفة ومنطقيَّة.

    وَمُنذ البدء كان التَّوَصُّل لِلقوانين أو النَّظريَّات العلميَّة يَتِمُّ مِن خِلَال عَمَليَّتَي المنطِق (Logic) والدَّليل (Evidence)، والمنطق هُو النَّظريَّة، أَمَّا الدَّلِيل فَهُو الملاحظات، وَهمَا الرَّكِيزتان الأساسيَّتان لِلمعرفة العلميَّة.

    وَيعنِي ذَلِك أَنَّه فِي العلم تَكُون النَّظريَّات والملاحظات مُترابطة ويصعب وُجُود إِحداهما دُون الأُخرى.

    ومِن المفيد للباحث أن يتمكن من مَعرِفة الإجابة على السؤالين التَّاليين:

    1 - مَا هُو البحث العلمِي (Scientific Research)؟

    2 - مَا ذَا يَقصِد بــ المعرفة العلميَّة (Scientific knowledge)؟

    أولًا: ما هو البحث العلمي؟

    يُمكِن تَعرِيف البحث العلمِي على أَنَّه: "سُلُوك إِنسانيٌّ هَادِف ومُنظَّم وَقابِل لِلتَّطوير والتَّجديد المُستَمرِّ والإبداع المُتواصل، والرَّبط البيئيِّ لِنظام مُعقَّد ومفتوح، ويتمحور حَول الإنسان كَهدَف وَوَسيلَة، ومؤثِّر حَيوِي فِي طَبِيعَة البُحوث ونتائجهَا وآثارهَا على الحضارة الإنسانيَّة عُمومًا.

    ثانيًا: ماذا يقصد بالمعرفة العلمية؟

    المَعرِفة هِي الحصيلة التَّراكميَّة مِن الخبرات والمفاهيم والأفكار والطُّرق الَّتِي تُشكِّل الإدراك الإنسانيَّ والمادِّيَّ والمَعنويَّ، كمَا أَنَّهَا هِي المخزُون الفَردِي والجماعيُّ والحضاريُّ.

    ولِلمَعرِفة جانبَانِ، أَحَدُهُمَا يَتَعلَّق بِتخصُّص الفرد فِي مَجَال مُعيَّن، فَتَتَّسِم بِدرجة مِن الانضِباط، وَهِي مُكتسبَة عن طريق مَا يتلقَّاه الفرد مِن تَعلِيم وخِبرَات العمل، وتلك هِي المعرفة التَّخَصُّصِيَّة.

    أَمَّا الجانب الآخر مِن المَعرفة، فَهِي مَعرِفة ثَقافِيَّة ومكتسَبة أيضًا، وَلكِن يَتعلَّمهَا الفَرد مِن كُلِّ مَا يُحيط بِه مِن خِبرَات الحيَاة وَمُشاهدَاته لِلأحداث الَّتِي تَدُور حَولَه، ويكتَسِبُهَا أيضًا بِالقراءة والاطِّلاع (السامرائي، عبد الحميد 21: 2014).

    وتأتي المعرفة العلمية لتتجاوز المصطلحين السابقين.

    ويذهب محمد زيان عمر أنَّ المعرفة تعني إحاطة العلم بالشيء، غير أنَّه يرى بِأَنه لا يمكن اعتبار جميع أنواع المعرفة على مستوًى واحد، فكل معرفة تقيَّم في ضوء ما تتمتَّع به مِن دقَّة، تلك الّتِي تقاس بمدى ما تتميَّز به مِن صحة أساليب التفكير وقواعد المنهج التي استُخدِمَت في الوصول إليها بدرجة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1