Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات
أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات
أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات
Ebook544 pages3 hours

أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعنى هذا الكتاب بمسألة مهمة مِن مسائل الزكاة المعاصرة، وهي: مسألة تكاليف الإنتاج في المستغلات، وأثرها في الزكاة. ونتناول هذه المسألة في نوعين مِن الإنتاج: الأول: تكاليف الإنتاج الزراعي. والثاني: تكايف المداخيل والغلات التي تُحَصَّل مِن استغلال العقارات ووسائل النقل(السفن، والبواخر، والطائرات) بواسطة تأجيرها، وكذلك استغلال المصانع ببيع إنتاجها. وقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا في جمْع ما استطاع جمْعَه مِن أقوال الفقهاء القدامى والمحدثين في هذا الباب، والمقارنة بين هذه الأقوال، والنظر في الراجح منها. وعلى الله قصد السبيل.
Languageالعربية
Release dateAug 31, 2020
ISBN9789948345923
أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات
Author

الأستاذ/ عبد الله حمود ولد عبدي

الأستاذ/ عبد الله حمود ولد عبدي مواليد 1972م، مدينة أقليق أهل بيه – أزواز – موريتانيا.  أجازه شيوخ القراء بالسند المتصل بروايتي ورش وقالون عن نافع.  حاصل على البكالوريوس والماجستير في الشريعة والقانون، وشهادة المراقب والمدقق الشرعي .CSSA  له العديد مِن البحوث والمشاركات في المؤتمرات وَوِرَش العمل في مجال البنوك الإسلامية.  تتميز شخصيته بالطموح وحسن التخطيط. يعمل في البنك الإسلامي للتنمية – جدة – المملكة العربية السعودية.

Related to أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

Related ebooks

Related categories

Reviews for أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات - الأستاذ/ عبد الله حمود ولد عبدي

    أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

    Mr. Abdullah Hamoud Ould Abdi

    Austin Macauley Publishers

    أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

    أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

    الأستاذ/ عبد الله حمود ولد عبدي:

    الإهـــــــــــداء

    حقوق النشر ©

    شكر وتقدير

    تقديم الكتاب

    التعريف بموضوع البحث

    أسباب اختيار الموضوع

    المنهج الذي نتبعه في هذا البحث:

    الفصل الأول: التعريف بالزكاة وأحكامها الأساسية)وفيه خمسة مباحث)

    المبحث الأول:تعريف الزكاة لغةً واصطلاحًا

    المطلب الأول: معنى الزكاة في اللغة:

    المبحث الثاني: الزكاة في الإسلام

    المطلب الأول: حكم الزكاة، ومكانتها في الإسلام:

    المبحث الثالث: شروط وجوب الزكاة

    المطلب الأول: شروط متعلقة بالمزكِّي:

    الشرط الأول:

    الشرط الثاني:

    الشرط الثالث:

    الشرط الرابع:

    الشرط الخامس:

    الأموال التي تجب فيها الزكاة وأحكامها

    المطلب الأول: زكاة بهيمة الأنعام:

    الشرط الأول: أن تكون سائمة.

    الشرط الثاني: ألا تكون عاملة.

    الشرط الثالث:

    المطلب الثاني: زكاة النقدين:

    المطلب الثالث: زكاة الزروع والثمار:

    عبد الله حمود ولد عبدي


    أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات

    الأستاذ/ عبد الله حمود ولد عبدي:

    ※ مواليد 1972م، مدينة أقليق أهل بيه (أزواز) - موريتانيا.

    ※ أجازه شيوخ القراء بالسَّند المتصل بروايتي ورش وقالون عن نافع.

    ※ حاصل على البكالوريوس والماجستير في الشريعة والقانون، وشهادة المراقب، والمدقق .CSAA الشرعي .

    ※ له عدد مِن البحوث والمشاركات في المؤتمرات وورش العمل في مجال البنوك الإسلامية.

    ※ تتميز شخصيته بالطموح وحُسْن التخطيط.

    ※ يعمل في البنك الإسلامي للتنمية- جدة- المملكة العربية السعودية.

    الإهـــــــــــداء

    أهدي هذا العمل إلى والدتي العزيزة عائشة أمي، بنت شيخنا الشيخ المحفوظ

    ولد بيه، أمَدَّ الله في عمرها، كما أهديه إلى إخوتي راجيًا لهم التوفيق في حياتهم.

    حقوق النشر ©

    )2020)عبد الله حمود ولد عبدي

    (7)يمتلك عبد الله حمود ولد عبدي الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    (غلاف ورقي) 9789948345930 الرقم الدولي الموحد للكتاب

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948345923 (كتاب إلكتروني)

    MC-10-01-5242040 : رقم الطلب

    E: التصنيف العمري

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقاً لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    (2020)الطبعة الأولى

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    [519201[صندوق بريد

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    +971 655 95 202

    شكر وتقدير

    أشكر قسم الإنتاج في أوستن ماكولي للنشر في إمارة الشارقة، على إخلاصهم وتفانيهم في تطبيق معايير الجودة وإخراج الكتاب على هذا المستوى الراقي الذي نطمح إليه.

    تقديم الكتاب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الكريم خاتم النبيين وعلى وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

    فمن دواعي السرور أن أكتب هذه المقدمة الوجيزة حول هذا البحث الذي حرره الأخ الفاضل الشيخ عبد الله حمود ولد عبدي- من علماء موريتانيا- يعمل بالبنك الإسلامي للتنمية، بعنوان: "أثر تكاليف الإنتاج في زكاة المحاصيل الزراعية والمستغلات"، وقد احتوى البحث على ثلاثة فصول، وتضمن الفصل الأول مقدمات عامة حول الزكاة، جاءت في حوالي 64 صفحة. وأما صميم البحث الذي هو المحور الأساس- يبدأ من الفصل الثاني وينتهي إلى الفصل الثالث - فلا يتجاوز 132 صفحة، وعقب الفراغ منه يأتي فهرس المراجع، وملحق لتراجم الأعلام، وبعض الفهارس الفنية الأخرى. وبالنظر إلى مجموع الصفحات يكاد البحث يكتسب سمة كتاب في موضوعه.

    وقد حرص الباحث في هذا البحث المستفيض على رصد الأقوال والآراء في القضايا المطروحة، لكي يقدم عملاً مستوعباً في موضوعه بما أمكن. وقد استدعى هذا الهاجس الذي ساور فكره أن يعزز كل مسألة مهمة بنصوص كثيرة من كتب المذاهب، معولاً على مراجعها المعتمدة، مع عرض الفتاوى الصادرة من المجامع العلمية، واستعراض آراء الباحثين المعاصرين في القضايا المستجدة المرتبطة بالبحث. على أنه بصدد اعتنائه بجهود المعاصرين لم يفته التنبيه على بعض العثرات الواقعة في النقل من بعض الباحثين.

    وقد لمست من الباحث تحري الدقة والأمانة في عزو الأقوال إلى مصادرها. ويمكن القول بأن هذا البحث على الرغم من البحوث والكتابات السابقة حول المسائل المعروضة فيه، جاء حافلاً وحاوياً لما تفرق وتناثر حولها. وفيما يبدو أنه قد حالفه التوفيق بفضل الله تعالى في معظم ما رجحه من الآراء في مسائل خلافية. وذلك بالنظر إلى مسوغات الاختيار والترجيح وفق قناعته بالأدلة المسوقة، ومن هذا المنطلق لم يأت بما يعد من قبيل الاجتهاد الناد عن منهج العلماء الثقات. وفقه الله تعالى لمزيد من التقدم في مجال العلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    كتبه: علي أحمد الندوي      عضو هيئة التدريس بمعهد الاقتصاد الإسلامي

    قال الله سبحانه وتعالى:

    خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٠٣ [التوبة: ١٠٣]

    وقال جل من قائل:

    يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ ٢٦٧ [البقرة: 267]

    وأيضاً:

    كُلوا مِن ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَ وَآتوا حَقَّهُ يَومَ حَصادِهِ ١٤١ [الأنعام: 141]

    الحمد لله الذي هدانا للإيمان والإسلام، ووفقَنا لتعلُّمِ ما كلفنا به مِن الأحكام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للأنام القائل: من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    وبعد، فإنه لا يخفَى ما للزكاة مِن مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة في فرائض الإسلام وفى نظامه المالي والاقتصادي والاجتماعي، فهي الركن الثالث مِن أركان الإسلام الخمسة، وبدونها لا تتمُّ عصمة دم المرء، ولا تتمُّ أُخُوَّته للمسلمين ولا انتماؤه إليهم.

    قال تعالى:

    فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥ [التوبة: 5]

    وقال:

    فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ ١١ [التوبة: 11]

    وقال رسول الله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله»¹.

    ثم هي الركن المالي الاجتماعي مِن هذه الأركان الخمسة، لتعلقها بالمال الذي هو عصب الحياة، ومِن أهم ضروراتها، وتتميز عن غيرها مِن الأركان بدورها الكبير في تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن الأخوي، فهي – كما قال فضيلة خالنا الشيخ عبد الله بن بيه²، حفظه الله – : مِن النوع الدائر بين التعبدي والمعقول... ولا شك أن مِن معقول علّتها توزيع المال على الفقراء، وإنعاشهم، والتكافل الاجتماعي، وإن كان الجانب التعبدي يغلب عليها³، وتَعَدِّي نفعِها المباشر إلى غير المزكِّين مِن أبناء المجتمع المسلم.

    فرضها الله تعالى حقًّا معلومًا في أموال الأغنياء للفقراء؛ لحكَمٍ بالغةٍ وأهدافٍ نبيلةٍ لا تحصى كثرَة، ومقاصد شرعية عظيمة تعود على الغني والفقير، وعلى مجتمعهما بالخير الكثير في الدنيا والآخرة.

    وبَشَّرَ مَن آمن بها وأداها طيبة بها نفسه لمن يستحقها بالخلف والبركة في الدنيا، وبالأجر العظيم في الآخرة.

    وأنذَرَ مَن جحدها ولم يؤدِّها لمن يستحقها بِالتَّلف والمحق في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة..

    قال تعالى:

    فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠ وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ ١١ [الليل: 5 - 11].

    ونظرًا لما جدَّ مِن صور الاستثمارات، وأنواع المعاملات المالية، مع التطور الهائل الذي يشهده عصرنا في العلوم التقنية والتجريبية، وما ترَكه ذلك مِن أثر في الحياة المادية، فقد طُرِحَتْ أسئلة كثيرة حول ما يتعلق بهذه المستجدات مِن أحكام الزكاة.

    وقد بحث الفقهاء المعاصرون، وما زالوا يبحثون في الإجابة عن تلك الأسئلة، وفي هذا الإطار يدخل بحثُنا هذا، والله المستعان، والهادي إلى قصد السبيل.

    وفي هذه المقدمة سنتناول المحاور التالية:

    ⁘ التعريف بموضوع البحث.

    ⁘ أسباب اختيار الموضوع.

    ⁘ خطة البحث.


    1. رواه عن أبي هريرة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة، حديث صحيح، في السيوطي: الجامع الصغير، مرجع سابق، المجلد الأول، ص243، حديث رقم 1630.↩︎

    2. هو معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه حفظه الله تعالى، أحد أشهر العلماء المعاصرين الذين جمعوا بين معرفة الفقه والواقع، والمرجعية دينية للأقليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا وكندا، هذا فضلًا عن عضويته في المجامع الفقهية العالمية، له عدد مِن المؤلفات النافعة، نذكر منها: اختلاف أوجه الأقوال في مسائل مِن معاملات الأموال، وصناعة الفتوَى وغيرها.↩︎

    3. انظر مناقشة العلامة بن بيّه لبحوث زكاة الزراعة في مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد 13، الجزء2 ص 415.↩︎

    التعريف بموضوع البحث

    يُعنى هذا البحث بمسألة مهمة مِن مسائل الزكاة، وهي:

    مسألة تكاليف الإنتاج وأثرها في الزكاة.

    وسنتناول هذه المسألة في نوعين مِن الإنتاج:

    الأول: تكاليف الإنتاج الزراعي.

    والثاني: تكاليف المداخيل والغلات التي تحصل مِن استغلال العقارات، ووسائل النقل ونحوها بواسطة تأجيرها، ومِن استغلال المصانع ببيْع إنتاجها.

    والبحث يهدف إلى جمع ما أمكن جمعه مِن أقوال الفقهاء قديمًا وحديثًا في هذا الموضوع، والمقارنة بين الأقوال، والنظر في الراجح منها.

    وتتجلَّى أهمية الكتابة في هذا الموضوع:

    أولًا:

    في كَوْن البحث فيه يتعلق بركن مِن أركان الإسلام التي قام عليها، ألا وهو الزكاة، ولا يخفَى ما لها مِن أهمية ومكانة رفيعة في ديننا الحنيف، فهي ثالثة القواعد التي انبنى عليها الإسلام، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «بُنِيَ الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا»¹ وقرينة الصلاة في القرآن الكريم.

    ثانيًا:

    إن التطور الهائل في مجال الاستثمار والصناعة في العصر الحديث، وما صاحبه من إشكالات فقهية في بعض صوره التي لم تكن معروفة مِن قبل، جعل العلماء المعاصرين يلجأون إلى الاجتهاد لإيجاد الحلول المناسبة لتلك الإشكالات، فتباينَتِ اتجاهاتهم، واختلفت آراؤهم وخاصةً فيما يتعلق بزكاة المستغلات مِن أحكام؛ لضخامة رؤوس أموالها، ووفرة أرباحها، وتنوُّع أنشطتها وأشكالها، كما سيأتي.

    ثالثًا:

    أهمية موضوع الزكاة، وعظيم الفائدة العلمية المترتبة على بحثه لتعلقه بهذه الفريضة، وما يتعلق بها مِن معانٍ سامقة تتعلق بحياة الفرد والمجتمع.

    رابعًا:

    رغبتي في بحث الموضوع النابعة مِن أهميته، وقد أشار عليَّ عدد غير قليل مِن أهل العلم بالكتابة فيه، وبحْث مسائِله الفقهية.

    خامسًا:

    حاجة الموضوع إلى جمْع مسائِله خاصةً المسائل المستجَدَّة التي اختلفتْ حولها أقوال الفقهاء المعاصرين.


    متفق عليه: رواه البخاري برقم (8)، ومسلم برقم (16)، مِن حديث ابن عمر رضي الله عنهما.↩︎

    أسباب اختيار الموضوع

    إن البحث في موضوع الزكاة عمومًا يدخل في حفظ الشريعة، وبيان صلاحيتها لكل زمان ومكان، ولا يخفَى ما في ذلك مِن خدمة للدِّين وأهله، وهو خير ما تصرف فيه الأوقات وتفنَى فيه الأعمار.

    ومِن الدراسات السابقة في الموضوع التي اطلعنا عليها:

    1. أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات. بيت الزكاة. الإصدار الثامن 1430هـ -2009م. مكتب الشؤون الشرعية. دولة الكويت.

    2. أثر الكلفة الإنتاجية في التخفيف مِن زكاة الثروة الزراعية. د. أيمن عبد الحميد البدارين.

    3. بحث زكاة أسهم الشركات المساهمة للشيخ عبد الله بن سليمان منيع. مجلة البحوث الإسلامية.

    4. بحوث في الاقتصاد الإسلامي د. عبد الله بن منيع.

    5. بحوث في الزكاة للأستاذ الدكتور: رفيق المصري.

    6. بحوث مجلة مجمع الفقه الإسلامي حول زكاة المستغلات والزراعة وأسهم الشركات، العدد الثاني، الجزء الأول: بحوث زكاة المستغلات: العمارات والمصانع، إعداد: فضيلة الدكتور علي أحمد السالوس, وآخرين.

    - العدد الرابع، الجزء الأول: بحوث زكاة الأسهم في الشركات، إعداد:

    1. فضيلة الشيخ عبد الله السام.

    2. فضيلة أ. د. وهبة مصطفى الزحيلي.

    3. فضيلة د. الصديق محمد الأمين الضرير.

    وبحوث مشايخ وأساتذة آخرين مع مناقشتها.

    - العدد الثالث عشر، الجزء الثاني: بحوث زكاة الزراعة، زكاة الأسهم في الشركات، زكاة الديون. إعداد:

    1. فضيلة الشيخ الدكتور الصديق محمد الأمين الضرير رحمه الله تعالى.

    2. الدكتور أحمد الندوي المستشار الشرعي بأمانة الهيئة الشرعية لشركة الراجحي المصرفية للاستثمار سابقًا.

    3. الشيخ الدكتور الطيب سلامة عضو المجلس الإسلامي الأعلى الجمهورية التونسية.

    - تكاليف الإنتاج الزراعي د. محمد مصطفى الزحيلي.

    - دليل الإرشادات لمحاسبة زكاة الشركات - قرارات وتوصيات الندوتين: العاشرة والحادية عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة- بيت الزكاة- دولة الكويت.

    - الزكاة تطبيق محاسبي معاصر - د. سلطان محمد علي السلطان.

    - زكاة أسهم الشركات المعاصرة بحث في مجلة دراسات اقتصادية إسلامية المجلد 17- العدد 1. للأساتذة: د. عبد الله الديرشوي، د. عبد الله السماعيل، د. محمد الديرشوي.

    - زكاة الأسهم في الشركات- مناقشة بعض الآراء الحديثة. د. حسن عبد الله الأمين- قسم البحوث- المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب- البنك الإسلامي للتنمية. الطبعة الأولى - 1414هـ. 1993م.

    - زكاة الأسهم والسندات – د. صالح بن غانم السدلان.

    - زكاة المستغلات - د. عبدالله بن مبارك آل سيف.

    - فتاوى جامعة في زكاة العقار- د. بكر أبو زيد.

    - قرارات وتوصيات ندوات البركة للاقتصاد الإسلامي.

    - نوازل الزكاة - دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة - تأليف د عبد الله بن منصور الغفيلي.

    خطة البحث

    المنهج الذي نتبعه في هذا البحث:

    1. تحديد المسألة المرادِ بحثُها، وتوضيح المقصود مِن دراستها، وذِكْر حكمها بأدلته مِن المراجع والمصادر المعتمدة في الموضوع.

    2. تحرير محل الخلاف في المسائل والفروع التي اختُلِف فيها، ثم ذِكْر مذاهب العلماء فيها، وأقوالهم، وعرْض أدلة كل قول، مع بيان وجه الدلالة، وذِكْر مناقشتها وأجوبتها ما أمكن.

    3. الاقتصار على المذاهب الفقهية الأربعة، مع العناية بذكر ما تَيَسَّرَ الوقوف عليه مِن أقوال السلف الصالح، وآراء الفقهاء المعاصرين، مع توثيق الأقوال مِن كتب أهل المذهب نفسه، وتوثيق آراء المعاصرين مِن كتبهم وبحوثهم ما أمكن.

    4. التّرجيح، مع بيان سببه، وذِكْر ثمرة الخلاف إن وُجِدَت.

    5. ترقيم الآيات وعزوها إلى مواضعها مِن المصحف.

    6. تخريج الأحاديث مِن كتب التخريج المعتمدة، وإذا كانت في الصحيحين أو أحدهما اكتفينا بذلك.

    7. التعريف بالمصطلحات، وشرح الغريب، وترجمة الأعلام المذكورين في البحث.

    8. تلخيص البحث في الخاتمة تلخيصًا يعطي فكرة واضحة عمَّا اشتمل عليه البحث، مع ذِكْر أهم النتائج والتَّوصيات التي توصل إليها.

    9. إِتْبَاعُ البحث بملاحق بالمصادر، وتراجم الأعلام، وبفهارس للآيات، والأحاديث، والأعلام، والموضوعات.

    :الفصل الأول

    التعريف بالزكاة وأحكامها الأساسية

    ((وفيه خمسة مباحث

    المبحث الأول: تعريف الزكاة لغةً واصطلاحًا

    المطلب الأول: معنى الزكاة في اللغة:

    الزكاة لغة: النمو والزيادة، مصدر: زكا الشيء يزكو زكاة إذا زاد ونما، يقال: زكا الزرع: إذا نما وزاد، وزكت النفقة: إذا بورك فيها.

    ويقال زكا فلان: بمعنى صلح، ورجل زكي، أي زائد الخير مِن قوم أزكياء، وزكى القاضي الشهود إذا بيَّنَ زيادتهم في الخير، ومدى صلاحيتهم في أداء الشهادة¹.

    فأصلها مِن الزيادة، والنماء،وتأتي في اللغة بمعنى البركة، والطهارة، والصلاح، والمدح.

    وقد وردتْ بجميع هذه المعاني في القرآن والسنة²،ومِن ذلك قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى [الأعلى: 14]، وقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس: 9].

    قال الطبري في الآية الأولى: يقول تعالى ذكره: قد نجح وأدرك طلبه مَن تطهَّر مِن الكفر ومعاصي الله، وعمل بما أمره الله به، فأدّى فرائضه³.

    وقال في الثانية: يقول: قد أفلح مَن زكَّى اللهُ نفسَه، فكثَّر تطهيرها مِن الكفر والمعاصي، وأصلحها بالصالحات مِن الأعمال⁴.

    ومنه قوله تعالى:

    فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا ٨١ [الكهف: 81].

    قال الطبري: يقول: خيرًا مِن الغلام الذي قتله صلاحًا ودينًا⁵.

    وقال ابن عطية: والزكاة: شرف الخُلق، والوقار، والسكينة المنطوية على خير ونية⁶.

    ومِن ورودها في معنى المدح ، قوله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ [النجم: 32].

    قال القرطبي عند قوله تعالى: ...فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ

    بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ٣٢ [النجم: 32]: أي لا تمدحوها ولا تثنوا عليها، فإنه أبعد مِن الرياء وأقرب إلى الخشوع⁷.

    وتتمثل هذه المعاني اللغوية في قوله سبحانه: خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ... ١٠٣ [التوبة: 103] فهي تطهِّر مؤديها مِن الإثم، وتنمِّي أجره وماله.

    وقد ورد ذكْر الزكاة في القرآن والسنة كثيرًا بلفظ الصدقة.

    والصدقة بفتح الصاد والدال، في اللغة: العطية تبتغي بها المثوبة مِن الله تعالى، واصطلاحًا تطلق على معانٍ، منها:

    الزكاة: وهي الصدقة الواجبة، كما في قوله تعالى:

    إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ٦٠ [التوبة: 60]

    وعن جابر بن عبد الله، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة» ⁸.

    وعن أبي هريرة، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة»⁹.

    ومنها: صدقة التطوع، وإليها ينصرف المعنى في الاصطلاح الفقهي عند الإطلاق غالبا¹⁰.

    فالصدقة أعمُّ مطلقًا مِن الزكاة، وقال الماوردي: الصدقة زكاة، والزكاة صدقة، يفترق الاسم، ويتفق المسمَّى¹¹.

    ويسمَّى العامل على الزكاة مصَدِّقًا؛ لأنه يجمع الصدقات، ويفرقها، وقد جاء في لسان العرب: ويقال للذي يقبض الصدقات، ويجعلها لأهل السهمان مصدق بتخفيف الصاد .

    والمتصدِّق، والمصَّدِّق هو الذي يعطي الصدقة¹².

    والصدقة – في لغة العرب – مأخوذة مِن الصدق، قال ابن فارس: "(صدق) الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء قولًا وغيره.

    من ذلك: الصدق خلاف الكذب، وقد سُمِّيَ لقوَّتِه في نفسه، ولأن الكذب لا قوة له، هو باطل، ومن الباب الصدقة: ما يتصدق به المرء عن نفسه وماله¹³".

    وبيانًا لذلك جمع الله سبحانه بين الإعطاء والتصديق، كما جَمَعَ بين البخل والتكذيب في قوله تعالى:

    فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠ [الليل: 5 - 10]

    فالصدقة إذًا دليل الصدق في الإيمان، والتصديق بيوم الدين، ولهذا جاء عن الرسول– صلى الله عليه وسلم – : «الصدقة برهان»¹⁴، أي أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فمَن تصدَّق استدلَّ بصدقته على صِدق إيمانه، والله أعلم¹⁵.

    المطلب الثاني: الزكاة في الاصطلاح:

    عرَّف الفقهاء الزكاة تعريفات مختلفة الألفاظ متقاربة المعاني.

    ويرى كثير مِن العلماء أن الزكاة في الشرع تطلق بالاشتراك على المال المخرَج، وعلى فعل الإخراج.

    قال الزمخشري: وَالزَّكَاة فعَلَة كالصدقة، وَهِي من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة تطلق على عينٍ، وَهِي الطَّائِفَةُ من المَال المزكَّى بهَا، وعَلى معنىً وَهُوَ الْفِعْل الَّذِي هُوَ التَّزْكِيَة¹⁶.

    وقال ابن الأثير في النهاية: وهي (يعني لفظة الزكاة") مِن الأسماء المشتركة بين الْمُخرَج والفعل، فتطلَق على العين، وهي الطائفة مِن المال المزكَّى بها، وعلى المعنى، وهو التزكية¹⁷.

    وعلى هذا الرأي حدها ابن عرفة في حدوده بحدَّين، قال: الزكاة اسمًا: جزءٌ مِن المال، شرْطُ وجوبِه لمستحِقِّه بلوغُ المال نِصابًا، ومصدرًا: إخراجُ جزءٍ....…¹⁸.

    قوله: اسمًا أي بمعنى الاسم الذي يُطلَق على الأعيان، وقوله: ومصدرًا أي بمعنى المصدر الذي يُطلَق على الأفعال.

    فحدَّها حدَّيْنِ: الأول بالمعنى الاسمي، هي: جزءٌ من المال شرْطُ وجوبِه لمستحِقِّه بلوغُ المال نصابًا.

    والثاني بالمعنى المصدري، هي: إخراج جزءٍ مِن المال شرْطُ وجوبِه لمستحِقِّه بلوغُ المال نصابًا¹⁹.

    وعلى هذا الأساس أيضا عرَّفها بعض المعاصرين فقالوا:

    الزكاة في الشرع تطلق على الحصة المُقدرة مِن المال التي فرضها الله للمستحقين، كما تُطلق على نفْس إخراج هذه الحصة²⁰.

    ومن العلماء مَن يرى أنها حقيقة في الفعل الذي هو التزكية، أي أداء الزكاة بإخراجها ودفْعها لمستحقها؛ لأنها توصف بالوجوب، وهو مِن الأحكام الشرعية، والأحكام الشرعية لا تتعلق بالأعيان، وإنما تتعلق بأفعال المكلفين، ثم أُطلِقَتْ على القدْر المخرَج إلى الفقير مجازًا"²¹.

    وعلى هذا الاعتبار جاءت بعض تعاريف العلماء لها:

    ومن ذلك أشهر تعريفات الحنفية لها، وهو: الزكاة: تمليك بعض مالٍ جزمًا عيّنه الشَّارع لفقير مسلم غيرِ هاشمي ولا مولاه، مع قطع المنفعَة عن الممَلِّك مِن كل وجه لله تعالى²².

    ومنه في الشرح الصغير للدردير المالكي: وشرعًا: إخراج مال مخصوص مِن مال مخصوص بلغ نصابًا لمستحقه، إنْ تمَّ الملك، وحول غير معدن وحرث²³.

    ومنه في الحاوي للماوردي الشافعي: الزكاة: اسم لأخْذ شيء مخصوص مِن مال مخصوص، على أوصاف مخصوصة لطائفة مخصوصة²⁴.

    ومنه في شرح الزركشي الحنبلي على مختصر الخرقي: الزكاة في عُرف الشرع: اسم لإخراج شيء مخصوص، مِن مال مخصوص، على وجه مخصوص²⁵.

    وهناك رأي ثالث أن لفظ الزكاة حقيقة في القدْر المؤدَّى مِن المال إلى مستحقه، قال البابرتي في العناية شرح الهداية :"... وقد يُطلَق (يعني لفظ الزكاة) على المال المؤدَّى؛ لأن الله تعالى قال: ... وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة: 43]، ولا يصح الإيتاء إلا في العين²⁶.

    والأحكام الشرعية وإن كانت لا تتعلق إلا بالأفعال، لكنها قد تضاف إلى الأعيان، ويكون حينئذ المراد بالحكم هو الأفعال والتصرفات المقصودة مِن تلك الأعيان في عُرْف الاستعمال، فيقدَّر فعل مناسب يتعلق به الحكم الذي أضيف إلى العين، كقوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ [المائدة: 3]، حيث أضاف التحريم

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1