Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة
الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة
الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة
Ebook716 pages5 hours

الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يهدف الكتاب إلى معالجة أحد أهم القضايا التي تجابه حركة النهضة التونسية، ألا وهي مسألة الانخراط في العمل المؤسساتي، واكتساب مشروعية الفعل السياسي والممارسة كسائر التنظيمات والأحزاب الرسمية الفاعلة في الساحة السياسية. لذلك ركز الباحث النظر في حدث وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس باعتباره حدثا مهما في تاريخ البلاد المعاصر، وخاصة أن ثورة 14 جانفي 2011 أتاحت للإسلاميين فرصة الانخراط في النسيج المجتمعي المدني والفعل السياسي، ومكّنتهم من اعتلاء سدّة الحكم لأوّل مرّة وذلك بعد فوزهم في انتخابات 23 أكتوبر 2011 بأغلبية المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي، وهو ما أهلهم لقيادة البلاد بحكومة ائتلافية في فترة انتقالية دقيقة، جاءت بعد مرحلة حكم إبن علي التي خلّفت وراءها كمّا هائلا من المشكلات المعقّدة، وهي أهم تجربة يخوضها الإسلاميون في تونس بعد انتقالهم من المعارضة إلى السلطة، إذ ليس من اليسير أن يشترك حزب إسلامي مع آخرين في إدارة شؤون الدولة، خاصة إذا كان الشركاء لهم مسارات مختلفة، وينهلون من مرجعيات مغايرة. كما جمع الكتاب تأصيلاً علمياً وخلاصات فكرية تهتم بالتحولات الديمقراطية وصعود الإسلاميين في تونس إلى سدّة الحكم، وقد تعد هذه الأطروحة في مجال الفكر الإسلامي السياسي وفي علم الاجتماع السياسي إضافة متميزة لأنها ترصد مسار التطور الفكري والسياسي للإسلاميين عبر حوالي ست عقود من الزمن وترصد أيضا الفرص والتحديات التي واجهت الإسلاميين على كافة الصّعد المحلية والإقليمية والدولية حال استلامهم الحكم.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateAug 22, 2022
ISBN9789938230451
الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة

Related to الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة

Related ebooks

Reviews for الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الإسلاميون من دفئ الدعوة إلى لهيب السلطة - المبروك عبشة

    الإسلاميون

    من دفء الدعوة إلى لهيب السلطة

    قبل وبعد انقلاب 25 جويلية 2021»

    د. المبروك عبشة

    تأليف

    د. المبروك عبشة

    مدير النشر عماد العزّالي

    التصميم ناصر بن ناصر

    الترقيم الدولي للكتاب 978-9938-23-045-1

    جميع الحقوق محفوظة

    الطبعة الأولى

    1443 هـ / 2022 م

    العنوان: 5 شارع شطرانة 2073 برج الوزير أريانة - الجمهورية التونسية

    الهاتف : 58563568 216

    الموقع الإلكتروني : www.lecteurtunisien.com

    البـريد الإلكتروني : medi.publishers@gnet.tn

    «تعلم من الأمس، عش اليوم واجعل لديك الأمل في الغد، الأمر الأكثر أهمية هو ألا تتوقف عن طرح الأسئلة»

    ألبرت أينشتاين، عالم فيزياء.

    «الطريق إلى الحرية ليس سهلا في أي مكان، وسيكون على الكثير منا الموت في سبيل ذلك في الظل حتى نصل إلى قمة ما نحلم به من الحرية».

    نيلسون مانديلا، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري

    في جنوب إفريقيا، شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا.

    الشكر والتقدير

    الشكر لله عزّ وجلّ أولا قبل كل شيء، وآخرا بعد كل شيء، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد صلى الله عليه وسلم، وأحمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا ملء السماوات والأرض على ما أكرمني به من إتمام هذه الدراسة التي أرجو أن تنال رضاه.

    ثم أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى أسرتي المصغرة:

    زوجتي الغالية مغلية عبشة، نبض قلبي وقلمي. وإلى أبنائي: مصعب ويسري وأنس، و إلى ابنتيا مريم وياسمين.

    وأهدي ثمرة جهدي المتواضع إلى كل شهداء الوطن، إلى كل من مات أو ناضل لتحيا أرضه، إلى المناضلين الكادحين وإلى المهمشين المجهولين الأبطال الذين يعيشون ويموتون بصمت من أجل غد أفضل، من أجل فجر جديد، من أجل تونس الحرية، تونس الديمقراطية.

    المؤلّف الدكتور المبروك عبشة

    المقدمة

    تتمتع تونس بموقع استراتيجي، كان له بالغ الأثر على طبائع الأمم التي استقرت في هذه الأرض. وقد تميز المجتمع التونسي بانفتاحه وقدرته على التأقلم مع المتغيرات وفي نفس الوقت التمسك بأصالة جعلته ينخل ما يطرأ عليه ويختار منه ما يناسبه. وقد استقر الإسلام في تونس بفضل تشبث الناس به حتى أصبحت تونس منارة رئيسية من مناراته في العالم. وأصبح الشعب يرى في بعدي الإسلام والعروبة ذاته التي ينافح عنها ويمنع الاعتداء عليها.

    وقد تعرض الشعب التونسي في ظل «الدولة القطرية» إلى محاولة إعادة صهر أدت إلى إضعاف بناه التقليدية وتفكيك أسس تعاقده المجتمعي، فمنذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي عام 1956 آلت شؤون الحكم إلى نخبة تحديثية تمثلت أولى إنجازاتها في إقامة نظام سياسي شمولي بامتياز يتعارض مع أبسط قواعد النظم السياسية الحديثة. فقد جمع نظام الرئيس بورقيبة، الذي حكم تونس من 1957 إلى 1987، بين يديه مختلف أنواع السلط وارتقى بموقع الرئاسة فوق المعارضة والمساءلة والمحاسبة، إلى أن أعلن سنة 1974 أن بورقيبة رئيس لتونس مدى الحياة. وبذلك أغلقت كل السبل أمام التداول السلمي على السلطة، ولم يبق أمام الراغبين في الوصول إلى الحكم غير طريق الانقلاب العسكري أو الانتظار إلى حين وفاة الرئيس، فانقلب عليه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي الذي أقام هو الآخر نظاما هيمن على الحياة العامة بكافة وجوهها وأنشطتها السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.

    فظل الخطاب والممارسة متنافرين ومتناقضين، بحيث انعدمت الثقة في الخطاب والممارسة معا، حتى انفجر الوضع وزلزلت الأرض بثورة أسقطت النظام وسرعان ما تمددت موجة الحراك الثوري لتصل تداعيات هذا الربيع إلى أغلب دول المنطقة. وكان من أثر تداعيات «الربيع العربي» هو وصول الحركات والأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم، باعتبارها الخيار الوحيد - تقريبا - أمام الشعوب العربية لاعتبارات عدة، أهمها أن الدين الإسلامي يشكل ركنا أساسيا في ثقافة وتقاليد معظم الشعوب العربية، ثانيها أنه رغم الطابع السلطوي لأنظمة الحزب الواحد التي قيدت وحاصرت العمل السياسي- خصوصا ذي الطابع الإسلامي منه - فإن المشاركة السياسية الفاعلة للجماعات والحركات الإسلامية بقيت الأكثر تواصلا مع الشارع العربي على المستوى السياسي والمجتمعي، فضلا عن العمل الدعوي الذي لم ينازعها أحد فيه لطبيعته الاستثنائية التي تفردت به وحدها، ليصبح العمل المجتمعي والدعوي الرافعة السياسية التي أهلت الإسلاميين سريعا للوصول إلى السلطة في بعض الدول العربية والإسلامية.

    فهذه الحركات الإسلامية، منذ عقود وهي تبحث عن الوجود في ساحة لطالما وصفت بأنها حكر على النظم السياسية القائمة. في السنوات الأخيرة من القرن العشرين تمكن التيار الإسلامي من التواجد داخل الحقل السياسي في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، بحيث أصبحت الحركات الإسلامية تشكل تيارا متمايزا في الفكر والممارسة، بصورة جعلته يكتسب زخما متزايدا، ومن ثم وجدت النظم القائمة هذا الصعود تهديدا لشرعيتها التي اهتزت بفعل الأزمات الاجتماعية، وعدم قدرتها على الاستجابة لتطلعات شعوبها. ومع موجة التحول الديمقراطي المحدود التي طالت العديد من الدول العربية، والانتقال من الحالة السلطوية إلى شبه السلطوية، وأصبحت هذه الأنظمة تدعي الديمقراطية، وسمحت للتيارات السياسية المختلفة، بما في ذلك تيارات الإسلام السياسي بالمشاركة في انتخابات شكلية ومزورة بحيث لا يمكن أن تحصد الأغلبية، وبالتالي أصبح لزاما على الإسلاميين بعد تأكيد قبولهم بقواعد اللعبة الديمقراطية وتبنيهم خيار المشاركة السياسية ونبذ العنف أن يدخلوا الانتخابات رافعين شعار الطمأنة «المشاركة لا المغالبة».

    لقد نال موضوع الحركات الإسلامية قبيل الربيع العربي، قسطا كبيرا من البحث في البلاد العربية والإسلامية وخارجها، وزاد الاهتمام الأكاديمي والبحثي بشكل واضح بعد موجة الحراك الثوري الذي ضرب المنطقة العربية. وتجاوزت هذه البحوث مجرد الاقتصار على دراسة تاريخية هذه الحركات من خلال نشأتها وتطورها التنظيمي ليصل إلى دراسة وتحليل علمي أكاديمي لرؤاها الفكرية ومواقفها السياسية، ونظرا لأهمية الحضور والوزن الذي أصبحت تتمتع به، خصوصا بعد ثورات الربيع العربي، يكاد المتتبعون المختصون والمراقبون يجمعون على أن هذه الحركات الإسلامية أصبحت -وبدرجات متفاوتة- فاعلا رئيسيا في المجتمعات العربية والإسلامية ومحورا مركزيا واهتماما مهما من اهتمامات الرأي العام داخل دولها وخارجها لذلك لا يمكن الحديث عن المستقبل السياسي والاجتماعي في هذه البلاد دون الحديث أو الأخذ بعين الاعتبار دور هذه الحركات، هذا إن لم يقل إن المستقبل القريب والبعيد لن يكون بمعزل عن مشروعها إن لم يكن المستقبل هو مشروعها. ومنذ تسعينات القرن العشرين قال راشد الغنوشي: «نعلن بوضوح، أن تونس لم يعد حكمها ممكنا دون الاعتراف بنا والتعامل معنا التعامل الحضاري الجاد»1 وهذا يدل على أهمية هذه الحركة التي برزت إرهاصاتها خلال السبعينيات من القرن الماضي ثم اتسع نطاقها في الثمانينات بحيث احتكرت بالتدرج المعارضة السياسية وقد ارتبط تصاعدها في الفترة من 1978 إلى 1988 بأحداث إيران وأفغانستان ونزاعات الشرق الأوسط كما ارتبط بالتوترات الداخلية وتراجع مكانة القوى السياسية التي برزت أيام الاستعمار وبعيده.

    =فالحركة رغم حداثة عهدها نسبيا، إلا أن سجلها حافل بالمحاكمات والصراعات السياسية، فضلا عن القمع الذي كان من شأنه تغذية النشوء التدريجي وتشجيعه لمجتمع يقوم على المثل الأعلى الإسلامي. الحركة الإسلامية في تونس تضافرت عدة عوامل على المساهمة في انبعاثها ولقد مرت طيلة هذه العقود بمخاضات عديدة وحصلت فيها متغيرات فكرية نوعية في الخطاب، وفي المواقف من موضوعات خطيرة مثل الديمقراطية والتعددية السياسية، والمرأة، والحرية الفكرية، العلمانية... لذا فإننا ستتناول في هذا البحث العلاقة المعقدة التي كانت بين الإسلاميين التونسيين والنظام السياسي الحاكم في تونس ونستعرض عبر أبواب الدراسة الأربعة التغيرات التي طرأت على هذه العلاقة، ومحاولا إبراز التطور الفكري والسياسي والتنظيمي الذي نقل أبناء الحركة من مرحلة الدعوة إلى إشكاليات السلطة ومعاناتها، تغير دفع الحركة نحو المزيد من الانفتاح والتعايش مع قيم وأحزاب واتجاهات كانت تتبنى مواقف عدائية إزاءها.

    وتهدف هذه الرسالة إلى معالجة أحد أهم القضايا التي تجابه حركة النهضة، ألا وهي مسألة الانخراط في العمل المؤسساتي، واكتساب مشروعية الفعل السياسي والممارسة كسائر التنظيمات والأحزاب الرسمية الفاعلة في الساحة السياسية. لذلك ركّزنا النظر في حدث وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس باعتباره حدثا مهما في تاريخ البلاد المعاصر، وأوضح أن ثورة 14 جانفي 2011 أتاحت للإسلاميين فرصة الانخراط في النسيج المجتمعي المدني والفعل السياسي، ومكّنتهم من اعتلاء سدّة الحكم لأوّل مرّة وذلك بعد فوزهم في انتخابات 23 أكتوبر 2011 بأغلبية المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي، وهو ما أهلهم لقيادة البلاد بحكومة ائتلافية في فترة انتقالية دقيقة، جاءت بعد مرحلة حكم إبن علي التي خلّفت وراءها كمّا هائلا من المشكلات المعقّدة، وهي أهم تجربة يخوضها الإسلاميون في تونس بعد انتقالهم من المعارضة إلى السلطة، إذ ليس من اليسير أن يشترك حزب إسلامي مع آخرين في إدارة شؤون الدولة، خاصة إذا كان الشركاء لهم مسارات مختلفة، وينهلون من مرجعيات مغايرة.

    جمعت هذه الدراسة تأصيلا علميا وخلاصات فكرية تهتم بالتحولات الديمقراطية وصعود الإسلاميين في تونس إلى سدّة الحكم، وقد تعد هذه الاطروحة في مجال الفكر الإسلامي السياسي وفي علم الاجتماع السياسي إضافة متميزة لأنها ترصد مسار التطور الفكري والسياسي للإسلاميين عبر حوالي ست عقود من الزمن وترصد أيضا الفرص والتحديات التي واجهت الإسلاميين على كافة الصّعد المحلية والإقليمية والدولية حال استلامهم الحكم. وقد صنّفنا هذه التحديات إلى ذاتية وأخرى موضوعية.

    1 - أهمية الدراسة: تتضح أهمية الدراسة من اعتبارات عدة منها ما يلي:

    1. تكمن أهمية دراسة حركة النهضة لانفرادها كتجربة إسلامية رائدة منذ ثمانينات القرن الماضي بتبني خيار الديمقراطية والمشاركة السياسية والدفاع عنه في مرحلة زمنية عصيبة، كانت شروطها غير واضحة لدى باقي العناصر الإسلامية الأخرى. لذلك اشتغلنا على حركة النهضة دون غيرها من الإسلاميين، فهي حزب إسلامي مارس العمل السياسي في السر والعلن معارضا، ووصل إلى الحكم، ولأن أدبياتها متوفرة قبل الثورة وبعدها، وهو ما مكّننا من مراجعتها وقراءتها، وتمثّل تصوّراتها للحكم تنظيرا وتطبيقا.

    2. يكتسي موضوع الحركات الإسلامية وإشكالية العمل السياسي أهمية كبيرة، خاصة في السنوات الأخيرة، فهو من الموضوعات الراهنة التي لم تستوف حقها بعد من التحليل والاستقصاء خاصة وأن دخول الحركات الإسلامية مجال العمل السياسي الرسمي يطرح عدة إشكاليات حول موقع الإسلاميين كفاعلين سياسيين. فهو موضوع يتعلق بتبيين واقع الممارسة السياسية لحزب إسلامي حاكم في تونس في مرحلة الانتقال الديمقراطي، ومدى وعيه بآليات إدارته للشأن العام.

    3. نظرا للدور المتميز الذي أصبح يحتله حزب حركة النهضة بعد الثورة داخل البلاد وخارجها، إذ شكل صعوده إلى دفة الحكم إثر انتخاب المجلس الوطني التأسيسي بتونس في 23 أكتوبر 2011 مقاربة تحليلية تعتمد على وظيفة الحركة ودورها السياسي والمجتمعي، فالتحول التاريخي الذي حدث في تونس لم يكن الفكر السياسي ليتوقعه بضعة أشهر قبل سقوط نظام ابن علي، لذلك فإن بروز حركة النهضة كفاعل رئيس على مسرح الحياة السياسية في تونس بعد الثورة يؤكد أهمية دراسة هذه الحركة الإسلامية وضرورة دراستها دراسة علمية موضوعية ترصد وتحلل دورها في دعم التحول الديمقراطي. قد تكون هذه أول دراسة أكاديمية تولي عناية خاصة بقراءة التجربة التونسية للنظر إلى تونس في مرحلة الانتقال من الاستبداد إلى الحرية والديمقراطية، وقد تكون هذه أول دراسة تتصدى لمهمة القراءة التحليلية والنقدية لأهم مراحل التطور الفكري والسياسي لحركة النهضة التونسية منذ نشأتها كجماعة دعوية إلى بلوغها مرحلة الحكم وإشكالياته.

    4. إن انتقال الحركة الإسلامية في تونس من مرحلة الدعوة إلى موقع الاحتجاج بداية الثمانينات من القرن الماضي ثم إلى مرحلة المعارضة الرئيسية أواخر الثمانينات وتمكنها من المساهمة في صياغة الاتجاهات الثقافية والسياسية لمجتمعنا خلال السنوات الأخيرة. فهذا الانتقال حولها من مجرد ظاهرة لافتة فاتنة لاهتمام الصحافيين والكتاب إلى موضوع أساسي من موضوعات المعرفة الاجتماعية واهتماما مركزيا من اهتمامات الفكر السياسي والديني الاستراتيجي، خصوصا بعد ثورة الربيع العربي، بعد صعودها إلى سدة الحكم في تونس.

    5. واجهت الحكومة التونسية الجديدة (الترويكا، بقيادة الإسلاميين) عددا كبيرا من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والتي شكلت تهديدا جديا وخطيرا للاستقرار الداخلي في تونس، في بعديه الاجتماعي والسياسي، إثر التحولات السياسية التي شهدتها الدولة التونسية بعيد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر 2011، وتعد الأزمة السياسية من بين ابرز المشكلات الأساسية التي واجهت استقرار البلاد في ظل عدم وجود التوازنات السياسية المستقرة، وعدم وضوح البنية السياسية للنظام الجديد ووجود بقايا النظام السابق في مواقع القرار في المؤسسات السيادية في الدولة (الأمن، المالية، الاقتصاد ...)، فضلا عن تشرذم القوى السياسية المعارضة وانهيار الأمن الداخلي من خلال عمليات الاغتيال السياسي، وتنامي ظاهرة الإرهاب. كما تعد الأزمة الاقتصادية من ابرز المشاكل والتحديات التي واجهتها حكومة الترويكا، فمردود الفسفاط والاستثمار والقطاع السياحي في تراجع مستمر بفعل الإضرابات والاعتصامات وقطع الطرقات وعمليات الإرهاب في الوقت الذي لا تملك فيه البلاد سوى القليل من الحلول الواقعية لمشاكلها في هذه المرحلة، بحيث لا يوجد إلا عدد قليل من الخيارات الممكنة لتنمية الاقتصاد وإيجاد الحلول في مواجهة تزايد عدد السكان الذين يزدادون فقرا ويشكلون ضغطا كبيرا على الحكومة وقدرتها على تقديم الخدمات الأساسية، فضلا عن تدهور الخدمات الاجتماعية وانحدار في المستويات الصحية والتعليمية، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، خصوصا بين حاملي الشهائد العليا.

    6. جدة الموضوع وأهميته السياسية والاجتماعية والعلمية لكونه يدرس التطور الفكري والسياسي والتنظيمي لحركة أصبحت معادلة لا يمكن تجاهل دورها ووزنها السياسي والاجتماعي فهي الآن ذات تأثير كبير على الحركية السياسية والثقافية والاجتماعية في تونس وفي البلاد العربية عامة. وانطلاقا من هذه الأهمية تم اختيار هذا الموضوع «الإسلاميون من مرحلة الدعوة إلى إشكاليات السلطة: تونس أنموذجا» لدراسة مرحلة كاملة من حياة حركة النهضة الإسلامية التونسية وهي تستشرف أفقا جديدا نقلها من مرحلة الدعوة والسرية والمطاردة إلى سدة الحكم وإشكالياته، دراسة أكاديمية وتقديمه كأطروحة دكتوراه.

    7. إن دراسة الحركات الإسلامية من أهم مباحث علم السياسة وعلم الاجتماع ومن أهم اهتمامات الفكر الإسلامي، بحيث يعتبر وجودها قانونيا مؤشرا على وجود مجال من الحرية والديمقراطية.

    هذه الدراسة من شأنها إثراء المعرفة النظرية والواقعية حول حركة النهضة، وتقييم خبرتها والخروج ببعض النتائج والاتجاهات العامة حول مساراتها وأزمنتها ومعطياتها الخاصة التي ساهمت في إنضاجها وبلورتها من حيث النشأة والتأسيس، ومكنتها من أن تحتل موقعها وأن تتصدر المشهد في كثير من الأحيان. فهي دراسة تطمح أن تكون إضافة متواضعة إلى رصيد الدراسات العلمية عن هذه المرحلة من تاريخ تونس المعاصر.

    8. إيماننا بأن الكتابات والبحوث العلمية حول الحركات الإسلامية هي قوة دافعة باتجاه تحديد أسس وسنن يجب على هذه الحركات فهمها والعمل بها لتحقيق النهضة والرقي. لذلك اخترنا لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع دراسة موضوع في نفس المجال بعنوان: «الحركات الإسلامية في الجزائر بين 1931-1991 مع مقارنة بين حركة النهضة التونسية والجبهة الإسلامية للإنقاذ» ثم ألفنا كتيبـا حـول «حركة النهضة والديمقراطية». وهذه الأعمال هي بغرض المساهمة في سد الفراغ في تاريخ الحركات الإسلامية والمساهمة في تفعيل دورها ومستقبل الأدوار المنوطة بها ومن ثم دفع مسيرة الانتقال الديمقراطي في المنطقة المغاربية. فهو موضوع مازال مفتوحا على المزيد من البحث والتمحيص، مع تحري الموضوعية والدقة العلمية في التحليل لأن هناك إشكالات تأصيلية عميقة يثيرها تحوّل الحركة من المجال الدعوي إلى المجال السياسي.

    2 - أهداف الدراسة:

    كـل دراسـة علميـة أكاديميـة تصبـو إلى تحقيـق أهـداف معينـة، فهـي بالأسـاس تتمثل في إثراء المعرفة العلمية وتوسيعها وذلك بتحيين المعلومات، ومحاكمة بعض المسلمات النظرية.

    لذلك تطمح هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

    1. دراسة دور حركة النهضة ومراحل تطورها في ظل التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية لنستبين دورها في مواجهة الاستبداد في عهدي بورقيبة وابن علي، إذ انتقلت من مجرد إصدار بيانات ومبادرات الإصلاح إلى المنازلة السياسية للنظام حيث بدأ شباب الحركة يدعو إلى ضرورة النزول إلى الشارع والتظاهر ضد النظام السياسي والمطالبة بالتغيير. فالحركة انتقلت من الخطاب المتحفظ تجاه نقد الحاكم إلى خطاب أكثر جرأة في نقد النظام السياسي والمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية، وهو خطاب يشير بقوة إلى أن الحركة أصبحت تتحول من مرحلة الدعوة إلى العمل السياسي المدني.

    2. دراسة وتحليل المراجعات الفكرية والسياسية التي قامت بها حركة النهضة من أجل إعادة قراءة تجربتها في ضوء معادلة الفشل والنجاح.

    3. رصد واقع أداء الحركة الإسلامية في تونس باعتبار الدراسة تفرد حزب حركة النهضة كدراسة حالة في ظل عملية التحول الديمقراطي في تونس بعد ثورة الكرامة، محاولة الكشف عن الخبرة السياسية التي تمتلكها هذه الحركة في موضوع الحكم والممارسة الفعلية للسلطة.

    4. دراسة محور الوزن وفاعلية الحركة في البيئة الفكرية والاجتماعية والسياسية ومدى مبلغ تأثيرها حاضرا ومستقبلا في المحيط المحلي والإقليمي والدولي.

    3 - إشكالية البحث

    لقد كان لظهور التيارات والحركات الإسلامية في الوطن العربي تأثيرات ضخمة في تاريخه الحديث والمعاصر. بل لم يقتصر ذلك التأثير على المنطقة العربية والمحيط الإسلامي، لأنه تجاوزه إلى ما هو أبعد من ذلك جغرافيا وسياسيا، فهذا الاهتمام الكبير أكاديميا وإعلاميا وسياسيا بالحركات الإسلامية ازداد بصورة ملحوظة عالميا خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ولكن لم يتم التركيز على دور هذه الحركات في عملية التحول الديمقراطي كفاعل أساسي فيها باعتبارها تمثل رغبة شريحة مهمة من المجتمعات العربية والإسلامية، وأخص بالذكر حركة النهضة التونسية التي لعبت منذ ظهورها (06/06/1981) إلى اليوم أواخر 2017 دورا كبيرا في ترسيخ مسار التحول الديمقراطي مع تحليها بالمرونة والحكمة في أغلب مواقفها السياسية ورؤاها الفكرية ولهذا يرى بعض المراقبين أن سر نجاحها في التكيف والتأقلم مع المجتمع التونسي مما جعلها حركة إسلامية ديمقراطية ذات خصوصية تونسية وعربية على عكس انطلاقها في بداية سبعينات القرن العشرين حيث كانت جماعة إسلامية دعوية فقط. حركة النهضة تبنت استراتيجية القبول بالمشاركة السياسية، والانخراط في ممارسة العمل السياسي السلمي من خلال تحول الحركة من جماعة إسلامية دعوية إلى حزب سياسي، والمشاركة في مختلف المحطات الانتخابية، وممارسة العمل البرلماني، إضافة إلى المشاركة في الحكومة والتغلغل في مختلف مفاصل الحكم.

    هذا التغير الجذري في مسار حركة النهضة بتحولها من جماعة دعوية إلى حزب سياسي حاكم لفت انتباهنا وجعلنا نقترح هذا الموضوع ليهتم بدراسة أهم مراحل التحول في مسار حركة النهضة. لذلك فاليوم وحزب حركة النهضة في الحكم وفي خضم التجاذب السياسي وإشكاليات السلطة تطرح الإشكالية التالية:

    هل انتقل الإسلاميون التونسيون بوصولهم إلى سدة الحكم من مرحلة الدعوة إلى مرحلة السلطة وإشكالياتها؟ ما هي البنية الفكرية التي ارتكزت عليها الحركة من أجل التأسيس لفلسفة المشاركة؟ ثم ما هو مستقبل الحركة السياسي في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الصعبة وفي ظل موجة التحولات الخطيرة التي شهدتها المنطقة العربية بعد ثورات «الربيع العربي»؟

    ولتفكيك هذه الإشكالية طرحت مجموعة من الأسئلة الفرعية:

    1. كيف نشأت وتطورت حركة النهضة في تونس؟

    2. ما مدى أهمية الدور الذي لعبه حزب حركة النهضة التونسية في إنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي السلمي في تونس؟

    3. هل نجحت هذه الحركة التي تبنت مبكرا «التوافق مع العلمانيين» والعمل المشترك مع خصومها السياسيين والعقائديين في أن تصبح قوة سياسية فاعلة تسهم في إنقاذ تونس من مخلفات عقود من الفساد والاستبداد، أم انحرفت - كما يتهمها منافسوها - عن تعهداتها وشعاراتها إلى «حزب حاكم جديد» يستبد باسم الدين بعد عقود من الاستبداد باسم «التحديث والعلمانية»؟

    4. هل كان الإسلاميون التونسيون وهم في الحكم قادرين على ممارسة الديمقراطية ومعايشة الحداثة والمعاصرة وتحقيق مطالب الثورة أم أن إشكاليات وتحديات عديدة ومؤامرات خطيرة داخلية وخارجية عملت على عرقلة إنجاح المسار الثوري، بل عملت على إجهاض الثورة واقتلاعهم ومشروعهم الحضاري الإسلامي من الحكم، تماما كما حدث في مصر؟

    5. هل قامت حركة النهضة بجراحات أساسية وتحولات جذرية في أفكارها وأساليب عملها، تكسبها موقعا متقدما داخل مجتمعها التونسي وداخل المجتمعات العربية والإسلامية وحتى الغربية، المتخوفة منها والمتشككة فيها؟

    ومن بين هذه الجراحات الرئيسية المطلوبة إعادة صياغة البرامج السياسية والخطة الاستراتيجية والرؤية الفكرية للحزب لتتقارب وتتواءم مع أفكار ومفاهيم وأساليب التطور الديمقراطي الذي صار حتميا وبطريقة تتلاقى مع المطالب الحياتية والمتاعب اليومية لأبناء تونس الثورة خصوصا مقاومة زيادة مساحة الفقر والبطالة والكساد، ودعم التعددية الفكرية والسياسية، وحقوق المشاركة ودور المرأة في المجتمع. فحزب حركة النهضة الذي يرغب في التأقلم والتعايش مع الآخر والمشاركة الفعالة في التحول الديمقراطي المنشود، أمامه تحديات داخلية كبرى كتجديد فكره السياسي، وتحديث خطابه الديني، وتشبيب قياداته لتقديم نماذج إسلامية جديدة منفتحة على التطورات المحلية والإقليمية والعالمية.

    لهذا تساءلنا في هذه الإشكالية عن البديل السياسي الذي تقدمه حركة النهضة التونسية التي وصلت إلى السلطة، وما مدى جاهزيته وفعاليته؟ أي هل هي ذات برنامج مستقبلي متكامل في أغراضه واختياراته وفق خطة موجودة فعلا بصيغة البنية النظرية والتصور المستقبلي المتناسق ليكون عامل التغيير باستراتيجية معلومة وموقوتة وبقنوات تبليغ ووسائل وطرق حديثة لبناء المجتمع المنشود، أم أن المقاصد لا تزال في المخاض؟

    تلك هي أهم العناصر التي ارتأينا إيلاءها جانبا مهما من العناية، وأخذها في الاعتبار لمعرفة أهم مراحل تطور الحركة ومدى استعدادها وإمكانية تحقيقها البديل باختيارها النهج التشاركي كحل للتعامل بين كل الأطراف في جميع المجالات.

    4 - أدبيات الدراسة

    يحتاج الباحث الأكاديمي عند القيام بدراسة علمية إلى مسح معرفي للدراسات السابقة، في نفس مجال البحث المراد القيام به أو الاطلاع على أكبر عدد منها، بهدف الاستفادة منها ودراستها دراسة نقدية فاحصة، وإثرائها أو تعديلها، وتبيّن مدى صلتها بالموضوع لتحديد موقع البحث منها لتكامل البحوث العلمية واستثمار الوقت، على اعتبار أن المعرفة العلمية تمتاز بالنسبية.

    ونظرا لأهمية موضوع الظاهرة الإسلامية وما تنتجه من ممارسات سياسية اندفع العديد من الباحثين إلى دراسة حركات الإسلام السياسي، والعمل على إيجاد إطار مفاهيمي ونظري ومنهجي يساعد على رصد تطور هذه الحركات الإسلامية في مختلف الدول، ومن بيـن الإسهامات الكبيرة في هـذا المجال نجد كتابات «موريس دوفرجيه « Maurice Duverge » «الأحزاب السياسية»« les partis politiques » و«المؤسسات الدستورية والقانون الدستوري» « institution politiques et droit constitutionnel » بالإضافة إلى دراسات أخرى أسهمت في تقديم الكثير من الوحدات التحليلية، وتقديم تصور نظري ومنهجي جيد حول ظاهرة الحركات الإسلامية ومنها حركة النهضة التونسية. هذه الإسهامات تعطي للباحث إمكانية رصد أهم المراحل الفكرية والسياسية التي مرت بها حركة النهضة عبر فترات مختلفة من تاريخها. في هذا الإطار يمكن ذكر مجموعة من المراجع والدراسات السابقة التي تناولت حركة النهضة التونسية لإبراز أهمية تلك الدراسات من جهة، ومحاولة التأصيل العلمي للأطروحة من جهة أخرى، ويمكن رصد أهم هذه المراجع كالآتي:

    أوّلا / الدراسات التونسية:

    1. الغنوشي، راشد. كتاب حول «من تجربة الحركة الإسلامية في تونس» من إصدار المركز المغاربي للبحوث والترجمة في لندن سنة 2001م، في هذا الكتاب رسم الشيخ راشد الغنوشي ملامح النشأة والتطور للحركة الإسلامية في تونس، فهو كتاب يحتاج إليه كل باحث في شؤون الحركات الإسلامية المعاصرة لسببين على الأقل:

    السبب الأول كون صاحب الكتاب هو أحد الذين عايشوا وساهموا شخصيا في تأسيس الحركة الإسلامية المعاصرة في تونس وتطوير أدبياتها الفكرية والسياسية. والسبب الثاني كون الحركة الإسلامية في تونس - التي هي موضوع هذا البحث - قد أثرت بشكل أو بآخر في تطوير الأدبيات الفكرية والسياسية لعديد الحركات الإسلامية المعاصرة الأخرى.

    حوى الكتاب بالإضافة إلى المقدمة عشرة فصول، نذكرها موجزة: الفصل الأوّل: من القرية إلى الزيتونة (المؤلف وأطوار من نشأة الحركة الإسلامية)، الفصل الثاني: العناصر الفكرية المكوّنة للحركة الإسلامية في تونس. الفصل الثالث: دروس من تجربة الحوار في تونس. الفصل الرابع: دروس وعبر من تجربة انتخابات 2/4/1989م. الفصل الخامس: في الذكرى العشرين لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي:1981-2001م. الفصل السادس: لقد دقّت ساعات التغيير في تونس. الفصل السابع: حق الاختلاف وواجب وحدة الصف. الفصل الثامن: جانفي 1984م... وانتصرت الجماهير في تونس. الفصل التاسع: حوار في الذكرى الخامسة عشر لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي. الفصل العاشر: فكرة المصالحة الوطنية الشاملة.

    ما يلفت انتباه القارئ لهذا الكتاب هو الروح التفاؤلية العالية واليقين الثابت في النصر لصاحبه رغم أنه قد كتب هذا الكتاب في أحلك الفترات التي مرّت بها البلاد والحركة التي كان يرأسها فهو يقول مثلا في الصفحة 177 «إنه ما نخالنا إلا في الهزيع الأخير من الليل الذي قد يشتد فيه الظلام اكثر قبل أن ينبلج صبح الحرية وتشرق شمس الإسلام على ارض الخضراء وأمة الإسلام والعالم» ويضيف قائلا في الصفحتين 274 و275 «فلا يغرنك همود النار فهي لا تنتظر إلا الظرف المناسب حتى تتأجج، وفي أعماق المجتمع التونسي الآن نار متأجّجة وستنفجر.. والذي أخشاه ليس أن لا يقع هذا الانفجار فهو سيقع لا محالة أراه رأي العين، وإنما خشيتي.. أن لا تكون الحركة الإسلامية في الموقع المناسب حاضرة متوقعة ما سيحدث ومستعدة لحسن التعامل مع ما ستجود به الأقدار في تونس».

    ها قد حصل هذا الانفجار في تونس بين 2010/12/17 و2011/01/14 الذي كان يراه الشيخ راشد «رأي العين» فهل كانت حركة النهضة جاهزة لحسن التعامل مع ما حدث بعده؟ هذا ما ستبحثه الدراسة.

    2. كتاب الشيخ راشد الغنوشي «الحركة الإسلامية ومسألة التغيير» ما يميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب كون صاحبه يكتب عن الحركة الإسلامية وهو رئيس لواحدة من أهم هذه الحركات، كما أنه يكتب عن قضايا التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي للأمة وهو واحد من أهم مفكريها المعاصرين. الكاتب له ثقافة شرعية تؤهله للنظر في القضايا الشرعية والفقهية المطروحة على واقعنا المعاصر، زيادة إلى كونه صاحب ثقافة واسعة في الفكر الإنساني المعاصر، إضافة إلى كونه مقيما منذ مدة في ديار الغرب الأمر الذي يسمح له بالتعرف على حقيقة الحضارة الغربية من داخلها.

    3. كتاب الشيخ راشد الغنوشي «من الفكر الإسلامي في تونس». نشر هذا الكتاب سابقا بعنوان «حركة الاتجاه الإسلامي في تونس، بحوث في معالم الحركة مع تحليل ونقد ذاتي». نشر ضمن سلسلة آفاق الغد، دار القلم الكويت.

    4. دراسة المبروك عبشة «الحركات الإسلامية في الجزائر بين 1931-1991م، مع مقارنة بين حركة النهضة التونسية والجبهة الإسلامية للإنقاذ» حاول الكاتب في هذه الدراسة أن يعرض وينقد المسار السياسي والفكري والتربوي للحركات موضوع الدراسة وذلك منذ تأسيسها إلى غاية مارس 1992، ولقد خلص إلى فكرة حقيقية وهي أن الحركات الإسلامية المعتدلة في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي لم تعد حركات هامشية ضعيفة التأثير في المجتمع ومؤسساته المختلفة، وأن هذه الحركات الإسلامية السياسية تنمو يوما بعد يوم وهي تواجه خطط الأنظمة الدكتاتورية وتطور علاقاتها مع بقية التيارات السياسية والفكرية فتكسب الخبرة وتعمل على تأهيل نفسها لقيادة المجتمعات بعقلية واعية وسياسة رشيدة. وقال يومها، أظن أن هذا الأمر مفروغ منه والمسألة مسألة وقت فقط.

    5. دراسة الأستاذ منذر عمار «من الجماعة إلى النهضة، مساهمة في دراسة التطور الحركي والتنظيمي لحركة الاتجاه الإسلامي في تونس (1972-1987)». دراسة قيّمة قدمها صاحبها لنيل شهادة الكفاءة في البحث في علم الاجتماع.

    6. دراسة الدكتور عبد الباقي الهرماسي «الإسلام الاحتجاجي في تونس». دراسة لجامعة الأمم المتحدة. المستقبلات العربية البديلة. مبحث الصحوة الدينية.

    7. كتاب «بشير الخلفي» «دراقة، ستار يحجب الحقيقة» الناشر: دار ميّارة للنشر والتوزيع، تونس 2015. الكاتب من المعذبين في سجون بورقيبة وابن علي يروي حقائق اختارها لكشف المستور وتعرية حقيقة النظام البوليسي ليقدمها في أفظع صورها من خلال سرد ممارسات الجلادين على سجناء الرأي وبالأخص أبناء الحركة الإسلامية داخل السجون التونسية.

    8. مذكرات الأستاذ الدكتور المنصف بن سالم «سنوات الجمر» ط 1، 2014. هي مذكرات شخصية ولكنها تمتاز بفترة زمنية هامة في تاريخ تونس الحديث لذلك يمكن اعتبارها وثيقة تاريخية وشهادات حية لأحداث هامة قد يكون لها الاثر الكبير على مستقبل البلاد. هذه الكتابات التي سيطرت عليها أساسا السير الذاتية وتصوير الألوان البشعة من التعذيب القاسي العنيف، هي كالأدبيات التي عرفناها في كتابات الإخوان المسلمين: «في الزنزاتة» للمستشار علي جريشة، «أيام من حياتي» لزينب الغزالي، «مذبحة الإخوان في ليمان طرّة» لجابر رزق.

    فهذا النوع من الكتابات ذو قيمة لما فيه من مواد تاريخية ومعطيات خام. فهي أدبيات نقشت بلغة المناضل و وجدانيته. يمكن للباحث أن يستفيد منها دون اعتبارها أبحاثا تاريخية أو دراسات اجتماعية علمية.

    ثانيا/ الدراسات العربية

    1. دراسة قطاف تمام أسماء «دور الحركات الإسلامية في مسار التحول الديمقراطي في البلدان المغاربية - حركة النهضة التونسية نموذجا». دراسة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية، جامعة محمد خيضر- بسكرة- (2012 - 2013).

    هي دراسة لرصد وتحليل دور الحركات الإسلامية في دعم التحول الديمقراطي وذلك باعتمادها على مقاربة تحليلية تعتمد على وظيفة الحركة الإسلامية وأدوارها في مجتمعات البلدان المغاربية، فضلا عن أن الدراسة تطمح إلى الوصول إلى بعض التصورات لتفعيل دور الحركات الإسلامية ومستقبل الأدوار المنوطة بها ومن ثم دفع مسيرة التطور الديمقراطي في البلدان المغاربية.

    2. دراسة قيّمة لـ«البشير المتاقي» تحت عنوان «الحركة الإسلامية والمشاركة السياسية بالمغرب (حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية نموذجا)»، تناول فيها الباحث كيفية تعامل الحركة الإسلامية مع مسألة المشاركة السياسية تأصيلا ومرجعية وما هي طبيعة ومميزات سلوكها السياسي من خلال الممارسة السياسية لحزب العدالة والتنمية.

    3. دراسة «بشار جميل عودة أبو دقة» تجربة الحكم لحزب الحرية والعدالة المصري وحركة النهضة التونسية - دراسة تحليلية مقارنة -». قدمت هذه الدراسة لنيل درجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية (25/06/2016) جامعة الأقصى، غزة، فلسطين.

    ركز الباحث في الفصل الرابع من الرسالة على الأداء السياسي لحركة النهضة التونسية إبّان فترة الحكم ثم ختمه بتقييم التجربة السياسية للحركة.

    4. جبرون، محمد؛ وآخرون، «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: اتجاهات وتجارب». المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012.

    تناول الكتاب اتجاهات الإصلاح والديمقراطية والسياسة بعد صعود الحركات الإسلامية وتطورها ووصولها إلى الحكم في ظل التطورات في الوطن العربي، وتطرق إلى تجارب في الحكم كالتجربة السودانية والتونسية والمصرية واللبنانية والعراقية، وركزت الدراسة على الحوار بين الباحثين والممارسين السياسيين لتبادل الخبرات بين النظري والسياسي العملي، ومن أهم النتائج التي توصّل إليها هذا الكتاب بما يخصّ مصر وتونس: أن حزب الحرية والعدالة المصري لا يمثل صعودا للإسلاميين بقدر ما هو فشل للنخب الأخرى في تقديم بديل سياسي واقتصادي واجتماعي من الفكرة الإسلامية، وأن حركة النهضة التونسية لم تعمل على عسكرة الدولة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1