Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا
شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا
شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا
Ebook232 pages1 hour

شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إنَّ أول ما اكتشفناه – نحن المهمومين بالبحث عن مسببات الأزمة – هو أنه ثمة أمور عديدة لا يعرفها الليبيون عن بلدهم خاصةً نحن الشباب الذين تدار على ظهورهم الحرب، ولهذا نحن هنا لا نتحدَّث عن شريعة عامة، وإنما نبحث معًا عن آداب وقواعد الإنسان الليبي، الإنسان وليس المواطن citizen، فالحالة الفوضوية التي اعترَت ليبيا منذ سنة 2014 والتي ستظلُّ قائمة لزمن طويل جرَّدَتِ الليبي مِن مفهوم الوطنية والانتماء للكل وهو البلد، وأبعدَته حتى عن مجريات العالَم، فلَم يعد سِوَى إنسان يعيش في مجتمع يمرُّ بأزمة ذات تحوُّلات سريعة، وهنا كان مِن الضروري أن نناقشها مِن زاوية لَم تُطرَح  مِن قَبل، فهذا البحث فضلًا عن كونه نبشًا في التاريخ الليبي هو بحث اجتماعي مِن وجهة نظر شابَّة – على الأقل شابَّة خلال كتابة هذا البحث – وتصوير لمكامن أزمة ما بعد الثورة، مِن شأنه أن يصل بنا إلى تحديد ما يعانيه هذا البلد المتوسطي- الإفريقي الذي لَم يساهم منذ فترة طويلة في أحداث العالم سِوَى بالدمار.
Languageالعربية
Release dateJan 31, 2023
ISBN9789948809586
شريعة الإنسان: جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا
Author

تازر

تازر: كاتب صحفي، دخل مجال المجتمع المدني والإعلام منذ نهاية 2011. عضو مؤسس في حركة تنوير الليبية، ومؤسسة الغزالة للأدب. ساهم في مؤسسات محلية للتوعية السياسية. شارك في فعاليات ثقافية داخل وخارج ليبيا، وكتب في صحف محلية وعالمية حول التحولات الثقافية التي تمر بها ليبيا.

Related to شريعة الإنسان

Related ebooks

Reviews for شريعة الإنسان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    شريعة الإنسان - تازر

    شريعة الإنسان

    جدلية الحرب والمجتمع المدني في ليبيا

    تازر

    Austin Macauley Publishers

    شريعة الإنسان

    تازر:

    الإهـداء

    حقوق النشر©

    المقــدمة

    الفصل الأول

    شــــريعة الذهــــول

    عين ثقافة نغطيها بالغربال

    اللبؤة التي أكلت المدينة!

    مواطن عادي تم الجري به!

    الفصـل الثـاني

    شـــــريعة الجمـــوع

    الحكمة المفقودة فيالإيمان المجرد!

    البحث عن الدولة في اللغة والتاريخ

    ليبيا: محطة المذاهب الدينية!

    الفصل الثالث

    شريــــعة الرشــد

    الثورة على الحرية!

    المثقف الليبي على حافة المجتمع

    الجيل الفاشل و(الفقاعة البودرية)

    خلاصات

    تازر:

    كاتب صحفي، دخل مجال المجتمع المدني والإعلام منذ نهاية 2011.

    عضو مؤسس في حركة تنوير الليبية، ومؤسسة الغزالة للأدب.

    ساهم في مؤسسات محلية للتوعية السياسية.

    شارك في فعاليات ثقافية داخل وخارج ليبيا، وكتب في صحف محلية وعالمية حول التحولات الثقافية التي تمر بها ليبيا.

    الإهـداء

    إلى معلمتي ووالدتي العظيمة

    السيدة فريدة محمد البغدادي.

    حقوق النشر©

    تازر 2023

    يمتلك تازر العالم الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948809579 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948809586 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-2300597

    التصنيف العمري:E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى 2023

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    المقــدمة

    رغم نفوري من المقدمات بشكل عام، إلا أنني لا أجد مهرباً من وضع مقدمة لهذا الكتاب؛ على الأقل لتفسير العنوان المبهم، وتوضيح أسباب إعداد البحث من الأساس، وبالطبع تقديم فصوله ومحتوياته بأكبر قدر ممكن من الإيجاز...

    بدأ الأمر كله – أي فكرة وضع كتاب – منذ شهر يوليو/ تموز عام 2014، عندما اندلعت الحرب الأخيرة بين مليشيات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس فيما عرفت لاحقاً بـ حرب المطار؛ لأن المعارك الدموية انتهت بتدمير المطار والمناطق السكنية حوله.

    انتهت المعركة وتلتها معارك أخرى، وبدأت معها الأزمة بتجلياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتي يعد الانقسام بين المناطق والقبائل، ووجود تنظيم داعش أبرز مظاهرها...

    لا شك أن صدمة 2014 كانت أشد وقعاً على ليبيا، من سنة 2011 التي بدأت فيها الثورة، إذ وضعت الحرب الأخيرة حداً للهدوء السطحي، والمظاهر السلمية الديمقراطية، وحركة المجتمع المدني التي طفرت جميعها سنة 2012.

    قتلت الحرب المجتمع المدني الليبي، وتكفلت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالتمثيل بالجثة، ولهذا شاعت حالة الارتداد لما قبل 2011، في سيطرة القوات المسلحة، وملاحقة مظاهر الفنون العلنية مثل (المسرح والموسيقى)، وانسحبت هذه الملاحقة على العاملين في هذه المجالات، وبالطبع انحسار نشاط المنظمات المدنية ((NGO إلى حد خطير، هنا؛ دفعني إحساس لفهم ما يدور حولنا، والإحاطة بأسباب التدهور السريع في جميع جوانب الحياة إلى قراءة التاريخ الليبي، ثم الانتقال إلى علم الاجتماع لتفسير الحرب، والبحث عن معنى المدينة والديمقراطية، بل والثورة نفسها، ولم أكن الوحيد؛ إذ توجه العديد من الشباب المثقفين في ذات المسار، وجمعتنا نقاشات طويلة ومعقدة حول عوامل الأزمة، وساهمت هذه النقاشات التي جرت في مجموعات ضيّقة بشكل رئيس في هندسة تفكيرنا الحالي.

    إن أول ما اكتشفناه نحن المهمومون بالبحث عن مسببات الأزمة؛ هو أنه ثمة أمور عديدة لا يعرفها الليبيون عن بلدهم، خصوصاً نحن الشباب الذين تدار على ظهورهم الحرب.

    وتوالت الاكتشافات؛ مما دفعني لترجمة ما توصلت له من أفكار ونقاشات وتخمينات إلى بوستات على الفيسبوك (Facebook statusثم إلىمقالات على مواقع إلكترونية، بعدها تطور الأمر لضرورة جمع هذه الأعمال المتناثرة في مجموعة مقالات على صحيفة فبراير في أوائل 2014، لكنها لم تنشر بالكامل بسبب عنوانها ومحتواها، فقررت تأجيل الأمر لنشر كتاب يتضمن جميع هذه الأفكار والمقالات البحثية، بعد المزيد من الدراسة والنقاش.

    وعنوان هذا الكتاب حكاية أخرى، مستلهمة من الصخب الدائر حول موضوع الدستور ومصادره، وغياب القانون في ليبيا، الذي رأى الكثيرون أنه السبب الأول في هذه الأزمة، بيد أن هؤلاء يتكلمون عن القانون بشكله الرسمي الذي يسير يضبط العلاقة بين الأفراد ومؤسسات المجتمع، في حين أقصد بـ(شريعة الإنسان) المفهوم الأعمق للقانون والعرف، ووسائل الضبط غير الرسمية، كالدين، والتصرفات والأفكار التي تسيِّر حياتنا المكونة للتفكير الجمعي الليبي، فلم يكن ثمة أحد –على المنابر الرسمية على الأقل– يناقش أموراً كالمجتمع المدني، والعادات، والسياسة بعمق، ولم يكن ثمة نقاش أصلاً، وإنما مجرد تعليقات وثرثرة على المقاهي و(الطوابير) وصفحات الفيسبوك.

    في بحثي عن عنوان مناسب للكتاب، وجدت الأستاذ الطاهر الزاوي قد أورد كلمة شريعة في (قاموس المختار) بأنها الشريعة أو الشِّرعة: ما شرع الله تعالى لعباده. الشريعة مورد الشاربة¹.

    إذن، الشريعة أو الشرعة، في الأصل هي مصدر الماء الذي يُستغل لقضاء مختلف الحاجات، نحن نتحدث هنا عن مصدر دائم يوفر للناس الحياة، ولهذا نفهم لمَ سُمِّيَ القانون الإلهي في اللغة العربية بالشريعة، وهو ما يشي بالحاجة الماسة للقانون الإلهي، التي لا يمكن مقارنتها عند سكان الصحراء العربية إلا بالحاجة للماء.

    كما نُحتت من اللفظة مصطلحات عديدة دخلت مجالات أخرى، قريبة من معنى القانون، فنقول الطب الشرعي لوصف التخصص الذي يحدد أسباب الوفاة، والمشرّع: وهو الذي ينحت من الدستور أحكاماً قانونية، ونقول أيضاً شريعة الغاب لوصف غلبة القوي على الضعيف في المجتمع الإنساني.

    وكثيراً ما نستخدم كلمة شرعي للتعبير عمَّا هو قانوني، ولأنها –أقصد الشريعة– شاملة لجميع مضامين المعاش، فهي الأقرب للثقافة الليبية من مفهوم القانون، ولأن الشريعة كمفهوم في ثقافتنا عائم ونستعمله كثيراً على الرغم من عدم ضبطه، وجدت بأنه التسمية الأنسب لهذا البحث، فنحن هنا، لا نتحدث عن شريعة عامة، وإنما نبحث معاً عن آداب وقواعد الإنسان الليبي، الإنسان وليس المواطن (citizen)، فالحالة الفوضوية التي اعترت ليبيا منذ سنة 2014، والتي ستظل قائمة لزمن طويل، جرّدت الليبي من مفهوم (الوطنية) والانتماء للكل وهو (البلد)، وأبعدته حتى عن مجريات العالم؛ فلم يعد سوى إنسان يعيش في مجتمع يمر بأزمة ذات تحولات سريعة، وهنا كان من الضروري أن نناقشها من زاوية لم تُطرح قبلاً، فهذا البحث فضلاً عن كونه نبش في التاريخ الليبي؛ هو بحث اجتماعي من وجهة نظر شابة –على الأقل شابة خلال كتابة هذا البحث – وتصوير لمكامن أزمة ما بعد الثورة، من شأنه أن يصل بنا إلى تحديد ما يعانيه هذا البلد المتوسطي- الأفريقي، الذي لم يساهم منذ فترة طويلة في أحداث العالم سوى بالدمار.

    يتألف الكتاب من مقالات بحثية مقسمة على ثلاثة فصول، يناقش كل منها مشكلات المجتمع الليبي؛ من العادات والأوهام التي تُسيِّر المجتمع، ويتناول مفاهيم متداولة مثل الحرية والدولة والثورة والمذهب...لننتهي إلى محاولة تشكيل رؤية للمجتمع المدني الليبي.

    ودعوني أصرح منذ البداية أنه بحث مصمم ليُناقش ويُنتقد، إنه دليل لمعرفة أنفسنا نحن الليبيون، وثقافتنا وما نفعله في العالم أجمع كوحدة إنسانية، ولا أطرح هنا مسلمات أو قواعد أفرضها على المجتمع، فثمة العديد من الكتب والقنوات والمليشيات التي تكفلت بمهمة الفرض والإجبار.

    يمكنك اعتبار هذه المقالات فرصة لفتح زاويةٍ جديدةٍ لنقاش المفاهيم التي تشكل الثقافة الليبية، ليس الغاية منها بالطبع الطعن أو الدفاع عن هذه المرتكزات؛ فلا جدوى من هذا أو ذاك، إنها فقط مجرد (دغدغة) للعقول الضامرة...! ولهذا فهي تنتقل بك بين محطات تصل في نهاية المطاف إلى بداية بحثه الخاص في ذاته ومجتمعه.

    وبمناسبة الحديث عن القارئ، سألني الأصدقاء عن الفئة التي يستهدفها الكتاب، أقصد: إلى من أتوجه بهذا البحث؟.. فكرت كثيراً في الإجابة، وكان من السهل الرد بأن المستهدف هو أي شخص يفهم ما أريد قوله، ويفكر معي في الخطوات التالية، لكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، فالكتاب محاولة استقراء للماضي، وللعصر الذي كُتب فيه، ويتضمن نقداً لأكثر مواضع المجتمع حساسيةً، ويعريها في سياق البحث للوصول إلى نتائج يمكن العمل بها، ولهذا فالكتاب، موجه تحديداً للعاملين في إطار المجتمع المدني، لأنهم الأقدر على فهم ما يجري، والتصرف بناءً على هذا الفهم...

    إن البحث عن شريعة الإنسان ليست للكسول أو للمنطوي أو (المواطن العادي)، وإنما هو دليل منظم لكل إنسان يحكُّ رأسه لفهم ما يحدث في ليبيا اليوم...هذا الكتاب موجه لمن يبغي الوصول إلى إجابات. بيد أنني كنت حذراً من التلميح بأي إجابة محددة على أي تساؤل، فالعقل الغضّ لا يرضى بإجابة مرضية، خصوصاً أن مجتمعنا؛ بل أي مجتمع وأي ثقافة تتعرض باستمرار إلى عمليات تغيير وتحويل، تجعل فكرة المبادئ مجرد وهم لا يعول عليه.

    بلا إطالة أكثر.. دعونا نبدأ رحلتنا التي لا تنتهي في البحث عن شريعة الإنسان الليبي.


    مختار القاموس – الطاهر أحمد الزاوي – الدار

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1