الحركات الاجتماعية

By الدكتور: جمال غمبازة

تعتبر الحركات الاجتماعية أحد أبرز ما تحتويه ويتضمنه المجتمع المدني الذي يعتبر بدوره السلطة المضادة للمجتمع السياسي الذي يضم الدستور ومؤسساته القانونية والسياسية وتأتي على رأسها الدولة والسلطات الثلاثة الممثلة في السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكل أجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية.

وعندما نتحدث عن سلطة مضادة فقد أسيء كثيرا فهم هذا المصطلح الذي لا يقصد به البتة صراعا أو تنافسا بين المجتمعين السياسي والمدني، بل بالعكس تماما نقصد من ورائه وتحديدا التعاون والشراكة بين المجتمعين وكلاهما من مؤسسات الدولة المدنية التي أصبحت ضرورة تجسيدها أكثر من حتمية وضرورية في الفكر السياسي الحديث.

 كما أن تاريخ الحركات الاجتماعية مرتبط تاريخيا منذ الحضارات الفرعونية وما بين الرافدين والسومريين متمثلة في النبلاء والأشراف والرومانية في مجلس الشيوخ وكذلك في عصر اليونان وأسبرطة مرورا بالحضارة العربية الإسلامية لغاية بداية عصر التنوير وما قبلها عصر النهضة في القرن 12م في إيطاليا وامتدادها في الدول الأوربية القومية إبتداء  من القرن 15م واتفاقية ويستفاليا في 1648م. بل وساهمت في بروز فلاسفة وعلماء السياسة في عصر التنوير، ولكن الأهم أنها كانت المبادرة والمؤسسة للثورات السياسية الشعبية التي عرفتها أوربا وأمريكا الشمالية في القرون 17م إلى غاية القرن 20م أهمها الثورات الانجليزية 1688، الثورة الأمريكية 1776، الثورة الفرنسية 1789، وأخيرا الثورة الروسية 1917 مع بروز عديد الثورات في كثير من الدول الأوربية، الأسيوية، الأفريقية وفي أمريكا اللاتينية.

• Language: العربية
• Publisher: Green Wave
• Release date: Dec 6, 2023
• ISBN: 9798215618547

Book preview

الإهداء

إلى الوالد رحمه الله  والذي بفضل الله عز و جل أكرمني بحبه وجوده وكرمه وإلى أمي نبع الحنان والعطاء أطال الله عمرها وجازاها عني كل خير،

إلى الإخوة والأخوات،

إلى الزوجة الفاضلة والأبناء قرة العين،

إلى كل الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وما زلت وإلى يومنا هذا،

إلى كل طلبة العلم في العالم،

أهدي هذا العمل المتواضع والله من وراء القصد.

المحتويات

الفصل الأول: مفهوم الحركات الاجتماعية

أولا:  الفرق بين الحركات الاجتماعية والثورة

ثانيا: الحركة الاجتماعية والثورة

ثالثا: الحركة الاجتماعية والحركات الاحتجاجية

رابعا: خصائص الحركات الاجتماعية

الفصل الثاني: أسس الحركات الاجتماعية ومراحل نموها

أولا: أسس الحركات الاجتماعية ومراحل نموها

الفصل الثالث: النظريات المفسرة لنشأة الحركات الاجتماعية

أولا: نظرية السلوك الاجتماعي

ثانيا:  تعبئة الفرد

ثالثا: الحركة الاجتماعية الجديدة

رابعا: الضغوط الاجتماعية والنفسية

خامسا: نموذج الفعل والهوية

الفصل الرابع: أشكال الحركات الاجتماعية

أولا: أشكال الحركات الاجتماعية

الفصل الخامس: الحركات الاجتماعية والدولة

أولا- الحركات الاجتماعية والدولة

الفصل السادس: الحركات الاجتماعية في الوطن العربي

أولا- الحركات الاجتماعية في الوطن العربي

الفصل السابع: الحركات الاجتماعية الجديدة

أولا: الحركات الاجتماعية الجديدة

الخاتمة:

قائمة المراجع والمصادر:

تقديم

تعد دراسة الحركات الاجتماعية من أهم الأبحاث والقضايا المهمة لدى الدارسين لعلم الاجتماع السياسي، وذلك لما يمثله من تحديات هامة تمر بها الشعوب والمجتمعات وكذلك الأنظمة السياسية في عالم معقد ويعرف تحولات سياسية متسارعة متمثلة في قضايا دولية راهنة وأزمات سياسية مزمنة وبؤر للتوتر وهذه الحركات الاجتماعية تساهم بدور كبير في الأخذ مباشرة بمصير الشعوب وتحمل المسؤولية الدينية والوطنية والمستقبلية للأجيال اللاحقة، وذلك لأنها على عكس النخب السياسية الحاكمة والمعارضة الحزبية والمؤسسة العسكرية إلا استثناء بل وحتى النقابات العمالية والمجتمع المدني والمثقفين لم تعد تلبي طموحات الشعوب في العالم وبالأخص في الدول العربية والإسلامية والدول المتخلفة والسائرة في طريق النمو، لان الحركات الاجتماعية هي مستقلة في مبادراتها والأفكار التي تطرحها لحلة الأزمات السياسية التي تحصل بسبب الأنظمة الديكتاتورية المتكلسة في أكثر من قارة وتجمعات إقليمية وجهوية، وهي تمثل آمال وطموحات وتطلعات بل الملجأ الأخير للشعوب والأفراد الشرفاء ممن يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه مثلما حصل في الجزائر ببروز الحراك الشعبي المبارك 22 فبراير 2019 الذي كسر حاجز الخوف والنتائج الباهرة التي حصدها الشعب الجزائري ولغاية 2021 هذا الحراك الشعبي المتجذر شعبيا وبدعم من القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي واختياره الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري ومطالبه المشروعة، رغم أننا شهدنا للأسف بعد ذلك ومنذ العام 2022 اختراق الحراك الشعبي من طرف أنصار المنظمات الإرهابية العميلة للخارج كمنظمة الماك الإرهابية العنصرية، وبعض أنصار الإسلام المتطرف والإرهابي في الخارج وهو ما يمكن تسميتهم بخوارج العصر وحتى من بعض أشباه المثقفين عملاء المحتل السابق للجزائر وهم معروفين بجرائمهم اللاأخلاقية والتطرف الفكري والتبعية اللغوية والاستعلاء على حساب مبادئ وثوابت الشعب الجزائري، ولكن وبفضل الله عز و جل استطاع الشعب الجزائري اعتمادا على وطنيته وحكمته وحبه الجم والجارف للوطن المفدى والتجربة المريرة التي مر بها في تسعينيات القرن العشرين أن يعكس كل التوقعات المتشائمة ويحبط كل السيناريوهات المتوقعة من طرف فرنسا، المغرب، والكيان الصهيوني الإرهابي وهم الأعداء التقليديون والتاريخيون للجزائر مع كل الاحترام للشعبين المغربي الشقيق والفرنسي الصديق.

لقد قمت بالاعتماد في تحرير هذا الكتاب على برنامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهو مقرر لطلبة السنة الثانية علم الاجتماع، مقياس الحركات الاجتماعية.

تعتبر الحركات الاجتماعية أحد أبرز ما تحتويه ويتضمنه المجتمع المدني الذي يعتبر بدوره السلطة المضادة للمجتمع السياسي الذي يضم الدستور ومؤسساته القانونية والسياسية وتأتي على رأسها الدولة والسلطات الثلاثة الممثلة في السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكل أجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية.

وعندما نتحدث عن سلطة مضادة فقد أسيء كثيرا فهم هذا المصطلح الذي لا يقصد به البتة صراعا أو تنافسا بين المجتمعين السياسي والمدني، بل بالعكس تماما نقصد من ورائه وتحديدا التعاون والشراكة بين المجتمعين وكلاهما من مؤسسات الدولة المدنية التي أصبحت ضرورة تجسيدها أكثر من حتمية وضرورية في الفكر السياسي الحديث.

كما أن تاريخ الحركات الاجتماعية مرتبط تاريخيا منذ الحضارات الفرعونية وما بين الرافدين والسومريين متمثلة في النبلاء والأشراف والرومانية في مجلس الشيوخ وكذلك في عصر اليونان وأسبرطة مرورا بالحضارة العربية الإسلامية لغاية بداية عصر التنوير وما قبلها عصر النهضة في القرن 12م في إيطاليا وامتدادها في الدول الأوربية القومية إبتداء  من القرن 15م واتفاقية ويستفاليا في 1648م. بل وساهمت في بروز فلاسفة وعلماء السياسة في عصر التنوير، ولكن الأهم أنها كانت المبادرة والمؤسسة للثورات السياسية الشعبية التي عرفتها أوربا