Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
Ebook87 pages39 minutes

رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يستفيض "العظم" في كتابه في دراسة أسباب احتياج الإنسان للأديان بالفطرة وبحثه الدؤوب عنها منذ بداية الخليقة؛ ولعل هذا يكمن بوضوح في اعتزال بعض الأنبياء أقوامهم رغبةً منهم بمعرفة حقيقة الخلق والخالق. فحاجة البشر إلى الالتفاف تحت راية منظومة واحدة تشد أزرهم كانت الحافز الأول للبحث عن الأديان بل وانتشارها بصفة عامة، وانتشار وبقاء بعض الأديان السماوية بصفة خاصة، من ثم يأتي على شرح سلم التطور في الأديان وكيف ترتقي بارتقاء الشرائع والإنسان. تبرز الحاجة الملحة في عالم يعج بالفوضى استُحدِثَ فيه مصطلح "الإرهاب" واتُهِمَ به الدين الإسلامي من دون سواه، وما تبع ذلك من حملات الترويج لما يسمى بال"الإسلاموفوبيا" لاستحداث مؤلفات تبين حقيقة الجهاد في الإسلام في عصوره الأولى والذي لم يخالف أي شريعة سماوية، فقد ورد ذكره في جميع الأديان باختلاف الظروف والموجبات من جهة، وحقيقة انتشار الإسلام بمنأى عن حد السيف والإكراه بل بالتمدن في صدر الإسلام الذي كان قائمًا على القلم في المقام الأول والأخير. ويستيعد كل البعد أن يكون الجهاد عاملًا، عَظُم دوره أو صّغُر، في انتشار أي من الأديان السماوية التي تحث عليه، بل لا يعدو عن كونه وهم محموم يقف عند حد الظاهر من حكم مشروعية الجهاد في الشرائع.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786362137462
رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان

Read more from رفيق العظم

Related to رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان

Related ebooks

Reviews for رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان - رفيق العظم

    مقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، أما بعدُ …

    فإنَّ الولوع بالبحث عن حوادث هذا الوجود الاجتماعي ليس أحسنَ منه وقعًا في النفس ولا أجلَّ منه فائدةً في المباحث العلمية التي تستقري حلقات السلسلة التاريخية، لا سيما إذا تجرد صاحبه عن لباس التشيع وتنزه عن وصمة الغرض، وقد كنت — بالنظر لما حُبِّب إليَّ من البحث في تاريخ نظام الاجتماع البشري — نشرت في الجزء التاسع من جريدة الهلال العلمية لسنتها الحاضرة١ جوابًا عن سؤال سأله بعض الأدباء في الجريدة المذكورة مؤدَّاه: هل التمدن الإسلامي في صدر الإسلام قام بالسيف أم بالقلم؟ ولم أتصدَّ للجواب عن سؤال السائل وقتئذٍ إلَّا رغبةً لكشف حقيقة يظهر من نفس السؤال أنها تهم السائل كما تهم كثيرين غيره من ذوي الميل لمعرفة حقائق الحوادث الاجتماعية؛ إذ مما يُدْرَك بالبديهة أن التمدن الإسلامي لم يقم في صدر الإسلام، بل قام بعده — أي بعد أن استتبَّ في الأرض سلطان المسلمين وتدونت علوم الدين — وإنما الشريعة الإسلامية هي التي قامت في صدر الإسلام. فالتمدن الإسلامي٢ قام عن الشريعة الإسلامية ولم يقم معها، فباطن مراد السائل إذن هو غير ما يتبادر للذهن من ظاهره، ولا جرم، فإن تتبع العلل يؤدي إلى معرفة حقيقة معلولاتها، وهذا ما دعاني لأن بدأت في جوابي المذكور ببيان العلاقة التي بين التمدن والأديان عمومًا وبينه وبين الشريعة الإسلامية خصوصًا، ومن ثم تخلصت لبسط كيفية قيام الإسلام وانتشار شريعته بين الأنام، فبرهنت على أنها إنما قامت بالدعوة، فالتمدن الإسلامي قام عنها بالقلم لا بالسيف، فلم يقع ذلك عند بعض الكتاب موقع القبول، فتصدى للرد عليَّ فيما كتبت، حيث نشر في الجزء التالي من الجريدة المذكورة مقالةً بإمضاء «ر. ن»، حاول فيها إقامة الدليل النقلي على قيام الإسلام بالسيف، وأن التمدن الإسلامي قام معه كذلك، فعندئذ لم أرَ بدًّا من ولوجي في باب المُناظرة توصلًا لإقناع حضرته بأنه مخطئ فيما توهمه وذهب إليه، وما زلت معه في أخذ وردٍّ حتى إذا اعترى قلمه الكلال أو كاد رأيته جعل يكتب بالبنان ما لا يوافقه عليه الجنان، أو كأنه يحاول الإشارة من طرف خفي إلى استنكار مشروعية الجهاد في الشريعة الإسلامية مع أن الجهاد شُرِّعَ في كثير من الشرائع الإلهية السابقة، فلا يُنْكر على الشريعة الإسلامية كما لم يُنْكر على غيرها من قبل، وبما أن بيان ذلك على وجه أوسع مما بسطناه له في جريدة الهلال الأغرِّ ضروري لإقناع حضرته وفريق القائلين بقيام الإسلام — أو الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامي — بالسيف — وهو مما لا يسعه مقام الجرائد العلمية — فقد اختتمت مُناظرتي معه، وتمت بالوعد بوضع رسالة خاصة آتي بها على تفصيل ما أجملناه في الجريدة المذكورة مشفوعًا بتحقيقات أخرى ذات علاقة بأصل المبحث لا تخلو من فوائد جمة تطمئن معها الضمائر وترتاح إليها الخواطر، متوخيًا في ذلك جانب الحقيقة وبيان حكاية الواقع مع نبذ التشيع لفريق والتحامل على آخر شأن الكُتاب الصادقين الذين لا يستهويهم هوى الغرض والتعصب، ولا تنقاد أقلامهم لغير حرية الفكر والضمير.

    وإنني وفاءً بالوعد وضعت هذه الرسالة المختصرة التي لو سلكت في كل مبحث منها مسلك التطويل والتفصيل لوجدت للقول مجالًا ذا سعة، غير أني رأيت الاختصار والإجمال أولى بمثل هذا المقام، وعلم الله أني لم أخض غمار هذا البحث إلَّا بعد ما حاولت الإعراض كثيرًا عما بات يتردد صداه في الآذان من صوت البُهت الصادر عن فريق القائلين بقيام الإسلام بالسيف إيهامًا وتغريرًا، وإخال أن في هذا ما يمهد لي العذر عند إخواني في الوطنية من أي مذهب كانوا على وضع هذه الرسالة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1