رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
By رفيق العظم
()
About this ebook
Read more from رفيق العظم
البيان في التمدن وأسباب العمران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجامعة الإسلامية وأوربا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
Related ebooks
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوحي المحمدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الفلسفة الحديثة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والوحي والإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخلافة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الطوفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصل التفاوت بين الناس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsMysterious Facts series 1سلسلة حقائق غامضة/ God did not send a religion other than Islam لم يُنزِّل الله ديناً غير الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعالم التصوف الإسلامي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفلسفة القرآنية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديمقراطية في الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأزمتنا.. صراع بين الأصالة والاستنساخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتصوف والمتصوّفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط Rating: 5 out of 5 stars5/5الإسلام والحضارة الإنسانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتصوف والمتصوِّفة: عبد الله حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة الحقائق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدولة التعارفية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروح الاجتماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة المواطنة والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة محمد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الطوفان: إسماعيل مظهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالروح التاريخي في الحضارة العربية الإسلامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثوابت والمتغيرات في الفكر الباديسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Sociology of Religion Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا شيوعية ولا استعمار Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
0 ratings0 reviews
Book preview
رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان - رفيق العظم
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، أما بعدُ …
فإنَّ الولوع بالبحث عن حوادث هذا الوجود الاجتماعي ليس أحسنَ منه وقعًا في النفس ولا أجلَّ منه فائدةً في المباحث العلمية التي تستقري حلقات السلسلة التاريخية، لا سيما إذا تجرد صاحبه عن لباس التشيع وتنزه عن وصمة الغرض، وقد كنت — بالنظر لما حُبِّب إليَّ من البحث في تاريخ نظام الاجتماع البشري — نشرت في الجزء التاسع من جريدة الهلال العلمية لسنتها الحاضرة١ جوابًا عن سؤال سأله بعض الأدباء في الجريدة المذكورة مؤدَّاه: هل التمدن الإسلامي في صدر الإسلام قام بالسيف أم بالقلم؟ ولم أتصدَّ للجواب عن سؤال السائل وقتئذٍ إلَّا رغبةً لكشف حقيقة يظهر من نفس السؤال أنها تهم السائل كما تهم كثيرين غيره من ذوي الميل لمعرفة حقائق الحوادث الاجتماعية؛ إذ مما يُدْرَك بالبديهة أن التمدن الإسلامي لم يقم في صدر الإسلام، بل قام بعده — أي بعد أن استتبَّ في الأرض سلطان المسلمين وتدونت علوم الدين — وإنما الشريعة الإسلامية هي التي قامت في صدر الإسلام. فالتمدن الإسلامي٢ قام عن الشريعة الإسلامية ولم يقم معها، فباطن مراد السائل إذن هو غير ما يتبادر للذهن من ظاهره، ولا جرم، فإن تتبع العلل يؤدي إلى معرفة حقيقة معلولاتها، وهذا ما دعاني لأن بدأت في جوابي المذكور ببيان العلاقة التي بين التمدن والأديان عمومًا وبينه وبين الشريعة الإسلامية خصوصًا، ومن ثم تخلصت لبسط كيفية قيام الإسلام وانتشار شريعته بين الأنام، فبرهنت على أنها إنما قامت بالدعوة، فالتمدن الإسلامي قام عنها بالقلم لا بالسيف، فلم يقع ذلك عند بعض الكتاب موقع القبول، فتصدى للرد عليَّ فيما كتبت، حيث نشر في الجزء التالي من الجريدة المذكورة مقالةً بإمضاء «ر. ن»، حاول فيها إقامة الدليل النقلي على قيام الإسلام بالسيف، وأن التمدن الإسلامي قام معه كذلك، فعندئذ لم أرَ بدًّا من ولوجي في باب المُناظرة توصلًا لإقناع حضرته بأنه مخطئ فيما توهمه وذهب إليه، وما زلت معه في أخذ وردٍّ حتى إذا اعترى قلمه الكلال أو كاد رأيته جعل يكتب بالبنان ما لا يوافقه عليه الجنان، أو كأنه يحاول الإشارة من طرف خفي إلى استنكار مشروعية الجهاد في الشريعة الإسلامية مع أن الجهاد شُرِّعَ في كثير من الشرائع الإلهية السابقة، فلا يُنْكر على الشريعة الإسلامية كما لم يُنْكر على غيرها من قبل، وبما أن بيان ذلك على وجه أوسع مما بسطناه له في جريدة الهلال الأغرِّ ضروري لإقناع حضرته وفريق القائلين بقيام الإسلام — أو الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامي — بالسيف — وهو مما لا يسعه مقام الجرائد العلمية — فقد اختتمت مُناظرتي معه، وتمت بالوعد بوضع رسالة خاصة آتي بها على تفصيل ما أجملناه في الجريدة المذكورة مشفوعًا بتحقيقات أخرى ذات علاقة بأصل المبحث لا تخلو من فوائد جمة تطمئن معها الضمائر وترتاح إليها الخواطر، متوخيًا في ذلك جانب الحقيقة وبيان حكاية الواقع مع نبذ التشيع لفريق والتحامل على آخر شأن الكُتاب الصادقين الذين لا يستهويهم هوى الغرض والتعصب، ولا تنقاد أقلامهم لغير حرية الفكر والضمير.
وإنني وفاءً بالوعد وضعت هذه الرسالة المختصرة التي لو سلكت في كل مبحث منها مسلك التطويل والتفصيل لوجدت للقول مجالًا ذا سعة، غير أني رأيت الاختصار والإجمال أولى بمثل هذا المقام، وعلم الله أني لم أخض غمار هذا البحث إلَّا بعد ما حاولت الإعراض كثيرًا عما بات يتردد صداه في الآذان من صوت البُهت الصادر عن فريق القائلين بقيام الإسلام بالسيف إيهامًا وتغريرًا، وإخال أن في هذا ما يمهد لي العذر عند إخواني في الوطنية من أي مذهب كانوا على وضع هذه الرسالة