Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أوراق قديمة
أوراق قديمة
أوراق قديمة
Ebook122 pages44 minutes

أوراق قديمة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مجموعة من ثلاث قصص قصيرة للشباب
تروى القصص الثلاث ذكريات طفولة فتاة من منظورها وهى فى عمر أنضج. تكشف روايتها لتلك الذكريات المحملة بالمشاعر أبعاداً ومعان جديدة لم تكن هى نفسها تعيها وهي طفلة. فسلوكها المنطلق من قناعاتها ومشاعرها الطفولية وإصرارها الفطرى على الدفاع عن خياراتها- وإن كلفها أو آلمها فى حينه- تحوَّل فيما بعد لمنبع من الرضاء عن النفس، ومعين من الفرص للتميز، وكنز من الحب اخْتُزِن لها فى قلوب لم تكن تتوقعها.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2009
ISBN9789771459309
أوراق قديمة

Read more from عفاف طبالة

Related to أوراق قديمة

Related ebooks

Reviews for أوراق قديمة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أوراق قديمة - عفاف طبالة

    أورَاقٌ قَديمةٌ

    ثلاث قصص قصيرة للشباب

    تأليف: عفاف طُبَّاله

    رسوم: هنادي سليط

    جُيُوبٌ

    تَحْتَ الرِّجْلين

    حُجرَةُ الخَزينِ

    قصص تدعو لأن ننظر

    للماضي بتأمل. .

    وللمستقبل بأمل. .

    جُيُوبٌ

    «أنت فتاة غريبة!!». ألفِتُ سماع هذه الجملة منذ كنت صغيرة، يرددها بصيغ مختلفة كلُّ من يحيط بي، تعليقاً على بعض تصرفاتي وأفكاري ومواقفي.

    فعندما لا أبدي حماسة للَّعب معها بالعرائس، كانت أختي – التي تكبرني بعامين – تقول لي باستياء: «أنت غريبة، كلُّ البنات تحبُّ اللعب بالعرائس، فلماذا أنت لا تحبين اللعب بالعرائس؟».

    ولمَّا كان أخي، الذي يكبرني بثلاثة أعوام، يضبطني وأنا أضع بعض السكر على الجبن، كان يقول لي بسخرية: «أنت غريبة، كيف تحتملين طعم هذا الخليط من الملح والسكر؟!».

    وعندما كنت أرفض بشدة الغشَّ في الامتحانات – رغم كل الإغراءات – كانت بعض زميلاتي يهمسن لبعضهنَّ بغيظ: «غريبة، لماذا ترفض ما يفعله الكثيرون؟! لو فعلتْ لحصلتْ على درجات أعلى في الامتحان».

    وعندما كنت أتسلل لمجلس أصدقاء أبي وأستمع بانتباه لما يدور فيه من نقاش – في الغالب لا أفهمه – كان أبي يقول لي بدهشة: «أنت غريبة، أتتركين اللعب مع الصغار، وتجلسين لتسمعي هذا اللغو في السياسة من الكبار؟!».

    أمَّا أمي فكانت كثيرًا ما تردد تلك العبارة، ومازلت أذكر حيرتها عندما أكتشفت أنني لم أستعمل حقيبة اليد التي أهدتها لي عمَّتي في عيد ميلادي، وأعطيتُها لأختي الصغيرة لتلعب بها، فقالت: «أمرك غريب، كثير من البنات يتمنين أن يكون لديهنَّ مثل هذه الحقيبة الجميلة»، يومها تمتمت بكلام لم تسمعه أو ربما لم تفهمه: «لو سألتني عمتي عن رأيي؛ لعرفت أنني لا أتقبل فكرة حقيبة اليد أصلًا».

    ٭ ٭ ٭

    مع نهايات فصل الخريف، تهبُّ نسمات باردة تنذر بأنَّ فصل الشتاء على الأبواب، وتذكر أنه آن أوان الإعداد لاستقبال البرد؛ عندها يبدأ الناس في فتح الخزانات، وفك أسر ما ظلَّ محبوسًا فيها شهور الحر والدفء، من بطاطين ودفايات وملابس صوفية ثقيلة، ليتأكدوا من أنَّ التخزين لم يصبها بضرر، ويراجعوا ما ينقصهم منها وما يحتاج إلى تعديلات.

    على سلم صغير، صعدت أمي لتصل إلى أعلى دُرَف دولاب التخزين، ووقفنا أنا وإخوتي ننتظر بشوق رؤية ملابس الشتاء الماضي التي كدنا أن ننساها. ما أن فتحت أمي درفة الدولاب، حتى تسربت منه رائحة النفتالين النفاذة الذي تضعه أمي بين الملابس ليحميها من العثة، فسددنا أنوفنا.

    من مكانها على السلم، أخذت أمي تقذف بالملابس المرصوصة بعناية في رفوف الدولاب واحدًا وراء الآخر، وكنا نتلقفها فرحين، نستعرضها ونسترجع ذكرياتنا معها، «فستاني الأحمر.. كدت أنساه!»، «كنت أحبُّ هذه البيجامة .. فهي ناعمة»، «قفازي الصوف»، «انظر .. زي المدرسة الشتوي». أما أختي الصُّغرى فقد انتهزت الفرصة لتلعب؛ فأخذت تتمرغ على الملابس الملقاة على الأرض وهي تصرخ في فرح طفوليٍّ.

    «انتهى اللعب وبدأ الجدُّ». قالت أمي، بعد أن أفرغت جوف الدولاب ونزلت من على السلم؛ لتبدأ المرحلة الثانية: عملية فرز الملابس، أخذنا نقيس الملابس لنتبين إن كانت لا تزال تناسبنا، فقد مرَّ ما يقرب من عام كبرنا فيه واختلفت مقاساتنا عمّا كنّا عليه..

    «انظري.. هذا السروال أصبح قصيرًا للغاية، لم يعد يصلح!»..

    «أكمام القميص تكاد تصل إلى كوعي». نضحك على منظرنا بالملابس التي ضاقت علينا وأمي تقول: «انتظروا، لا تتسرعوا في أحكامكم».

    لم نكن عائلة ثرية، وكان على أمي أن تتدبر أمورها حتى تحتفظ بمظهر عامٍّ معقول لأبنائها الأربعة؛ فكانت لا تقوم بالاستغناء إلا عن الملابس التي استهكلت تمامًا، أما الصالح منها فيتمُّ إجراء التعديلات المطلوبة عليه: تطويل ما أصبح قصيرًا بفك ثنيات ذيوله، أو توسيع ما أصبح ضيقًا ليناسب أحجامنا الجديدة، وفي حال عدم إمكانية التعديل، تعيد توزيعه علينا.

    كنت أكثر إخوتي قلقًا من هذه العملية، فبحكم ترتيبي بين إخوتي كنت المستودع الذي يصبُّ فيه كلُّ الملابس التي ضاقت على أختي التي تكبرني بعامين، وأحيانًا حتى بعض ملابس أخي. ولم

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1