Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رجل خالي الذهن
رجل خالي الذهن
رجل خالي الذهن
Ebook69 pages28 minutes

رجل خالي الذهن

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رجل خالي الذهن، هي مجموعة قصصية من تأليف جمال ناجي ونشرت في العام 1989 وقد شكلت هذه المجموعة القصصية تأسيسا لشوط جمال ناجي مع القصة القصيرة. اعتمد الكاتب أسلوب مباغتة القارئ بالنهايات غير المتوقعة التي لا يمكن بلوغها إلا في السطر الأخير من القصة، إضافة إلى التكثيف الشديد والابتعاد عن الاسترسال. بالنسبة إلى المضمون فيتطرق إلى التفاصيل الحياتية الصغيرة التي قد لا ينتبه اليها الناس في غمرة انشغالهم بالأمور الكبرى، مع أن هذه التفاصيل هي التي تمنح الحياة معناها وقد تقف وراء استمرارها. تتكون هذه المجموعة من اثنتي عشرة قصة قصيرة هي: السترة السوداء خبر لرجل واحد ليل وأشياء كثيرة العلبة ساعتان نباح عتيق العدوى الحزام الذهبي أيام الحسنات حوار من أجل خمسة دنانير البقايا
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786401045642
رجل خالي الذهن

Read more from جمال ناجي

Related to رجل خالي الذهن

Related ebooks

Reviews for رجل خالي الذهن

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رجل خالي الذهن - جمال ناجي

    الإهداء

    إلى أروى

    السترة السوداء

    ألبرد قارس حتى في قاع عمان، لكن:

    - السترة بدينارين.

    كلمة السترة أشاعت الدفء في نفسي، فتلفت نحو ذاك الذي يصيح بصوته القوي رغم البرد، شاب طويل نحيل، يحمل بين يديه سترة سوداء اللون، ويصيح بين اللحظة والاخرى:

    - السترة بدينارين..

    ما ان توقفت عنده حتى عرض السترة امامي:

    - انها جميلة وتناسبك يا أستاذ..

    أمسكتها، قلّبتها، وقبل أن أقول كلمتي بادرني:

    - أتريد ما هو أفضل منها ؟

    - أين ؟

    - تعال معي، لدينا في المحل كثير من السترات ذات الاشكال والالوان، إنه على بعد خطوات من هنا، إتبعني..

    سار أمامي فلحقته، إقتادني إلى درج طويل، صعدت خلفه، وفي نهاية الدرج أحسست بأن أنفاسي ستنقطع:

    - الى اين تأخذني ؟

    فرد بنبرة هادئة:

    - وصلنا.

    ثم سار امامي بخفة عبر ممر مكشوف يؤدي إلى سطح عمارة مجاورة، ومن هناك هبط درجاً آخر، فلحقته نازلاً، وازداد إحساسي بالبرد، سيما حين دهمت أنفي روائح العفونة والرطوبة، وقدرت أن ذلك الدرج مهجور منذ سنوات طويلة، فهو يلتف نازلاً ماراً بأبواب مغلقة بالطوب واللبن، ثم إنه متسخ، رطب ومبقع، وتملأ الفطريات جانبيه، ما الحكاية إذن ؟تساءلت في دخيلتي ثم رفعت صوتي:

    - إلى أين أيها الشاب ؟

    لكنه أثار في نفسي نوعاً من الطمأنينة حينما قال:

    - يا أستاذ، نحن نستخدم هذا المحل كمستودع، ولم يبق سوى بضع درجات ثم نصل.

    إستمر في الهبوط إلى أن وصلنا قاع العمارة، أو هذا ما اعتقدته.

    حينئذ، سمعت أصوات رجال يتضاحكون ويتحادثون، ورأيت فتحة مربعة في الجدار بعرض متر واحد.

    توقف الشاب قائلاً:

    - وصلنا.

    سألته.

    - لكن أين المحل ؟

    أجاب مشيراً إلى الفتحة:

    - هنا.

    نظرت فتسربت الظنون إلى نفسي من جديد، إذ ما الذي يدريني ما إذا كان هذا الشاب لصاً أو قاتلا ؟

    ترددت حتى كدت اقول: لا أريد السترة ولا أريد أن أبقى هنا.

    لكنني أعملت عقلي في اللحظة الاخيرة وفكرت: إذا كانت نواياه خبيثة فبوسعه فعل ما يريده الآن، ذلك انني لن أقدر على العودة إلى الشارع المزدحم الا بعد صعود الدرجات المهلكة التي نزلتها، ومن ثم نزول الدرجات التي صعدتها، وهذا يحتاج وقتاً طويلاً، وحيث ان الدرج خالٍ من الحياة والناس، فهذا يعني أن بإمكانه استدعاء أصحابه الذين لا بد أن يكونوا في مكان قريب، بإمكانه أن يشهر في وجهي سكيناً أو مسدساً أو أي شيء.. فلأدخل من الفتحة لأرى نهاية هذه الورطة.

    يبدو أن الشاب كشف ما فكرت به، لذا قال موحياً لي بمعرفته بما دار في خلدي:

    - ها ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1