ما جرى يوم الخميس
By جمال ناجي
()
About this ebook
Read more from جمال ناجي
مخلفات الزوابع الاخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجل بلا تفاصيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريب النهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما تشيخ الذئاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمستهدف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجل خالي الذهن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوقت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة الريش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحياة على ذمة الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ما جرى يوم الخميس
Related ebooks
ملاك الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاقتحام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب المنسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرجل الذي أراد أن يكون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتضحية أم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعارف: لما تتكلم مع نفسك عشان توصل للسعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم على Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحرملك 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكليمنجارو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsEleanor Oliphant Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرآة السيدة مو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحاديث المازني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسمعينى يا أمى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعد إلي روحي التائهة Rating: 5 out of 5 stars5/5الاشجار ليست عمياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى أبي في الجنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموزة آلفيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsBroken Wings أجنحة متكسرة: Short Stories Collections, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسر مسممة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsع الماشي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخارج نطاق الخدمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما وراء الثقوب الصغيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsومازال في قلمي حبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبع سنبلات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings12 شهر اعترافات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الأفراد مفرطي الحساسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصالح نفسك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيودٌ وأجنحةٌ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ما جرى يوم الخميس
0 ratings0 reviews
Book preview
ما جرى يوم الخميس - جمال ناجي
رجل لا يحسن الحب
أكرهه !
هذا الإبن بالذات أكرهه. ألا يحق للأب أن يضيق بواحد من أولاده ؟
هو لا يدري لماذا أباغته بسهام غضبي وغيظي، لا يعرف لماذا يتغير صوتي المتراخي ويخرج من بين شفتي باستقامة وقسوة حين أسلطه نحوه، لكن جسمه النحيل يتضاءل كلما استبدت بي واحدة من نوبات عدائي المباغتة له.
أحياناً،أقرأ في عينيه الفزعتين تساؤلات بريئة مذعورة، ليست من ذلك النوع الذي يمكن إجماله بالاحتجاج التقليدي:
ما الذي فعلتُهُ لأستحق كل هذا ؟
إنما هي تساؤلات حول ما إذا قررتُ قتله أم لا ؟
ألقتل هنا لا يعني سوى الإجهاز عليه وإنهاء حياته. هذا ما أقرؤه في حبّتي عينيه المستغيثتين.
كثيراً ما تساءلتُ: أيمكن أن يكون إخفاقي في علاقاتي مع زملاء العمل هو السبب في سخطي عليه ؟أيمكن أن يؤدي فشلي في النجاح
والإرتقاء بمرتبتي الوظيفية إلى مثل هذه النتيجة ؟
لكن لو كان الأمر كذلك لوزعتُ غيظي على كل أبنائي الذين تختلط عليّ أشكالهم، بسبب تقارب أعمارهم وانشغالي الدائم عنهم، بل ربما كانت حصته من العقاب أقل من غيره، فهو الأكثر وداعةً وبراءة بين أبنائي الثمانيه.
إن نظرة واحدة إلى جبهته الناعمة ووجنتيه المحمرتين تكفي لقراءة صفحات أعماقه المسالمة، ونواياه التعاونية، وإقباله على الحياة.
لكن هذا كله لا يشفع له إذا كسر كوباً زجاجياً، أو تثاءب بحرية واستمتاع.. يزعجني تثاؤبه المتبوع بمط الذراعين والهمهمة غير المفهومة.
أكرهه !
وعلى الاغلب أنه مثلي، لا يعرف أسرار تلك الغارات التي أشنها عليه من وقت لآخر.
هاتفني ذات مرة، إستسمحني بالتأخر عند صديق له، سألته عما إذا كان ذلك التأخر ضرورياً، فخفت صوته حتى كاد يتلاشى، ربما حرجاً من صديقه، ربما لسبب آخر.
حينها تفجر الغيظ في رأسي:
لماذا اختنق صوته ؟ألم يغادر براءته البليدة؟ ألم يصبح شاباً؟
وبّختُهُ وأرغمتهُ على العودة إلى البيت فوراً من دون أن أمنحه فرصة التوضيح أو الشرح.
سمعتني زوجتي التي لا تتكلم كثيراً، إقتربت مني، سألتني عما أثارني، جلستُ على المقعد، غطيت وجهي بكفي، أجبتها:
لا شيء.
شيء ما يدعوني إلى محاصرته ومراقبة سلوكه بدقة ويقظة، ليس بالضرورة من أجل تصويب ما قد يرتكب من حماقات أو أخطاء، إنما لأسباب أخرى لا أستطيع تحديدها، وإن كانت كلها تعذبني وتسهم في تدمير مساحات السلام الذي يحل بيني وبينه، أحياناً.
ومع أنني أمتلك قلباً يتسع للحب والحنان، تاكدتُ من هذا حين فتح الأطباء صدري ووجدوا فيه قلباً نابضاً كبقية الخلق،إلا أن ما يرْشَح عنه من حنان إزاء ذلك الإبن، يكاد لا يكفي لترقيع النسيج الممزق بيننا.
حين يهدُرُ صوتي وأنفجر فيه، فإن جسده يبدو لي أصغر من حقيقته، أما تقاطيع وجهه فسرعان ما ترتدي دفاعات براءة مذعورة تدعو إلى الإشفاق.
هنا بالضبط يخفت الضجيج في رأسي، أصمت، أتنهد، أشعل سيجارة. أبتعد عن حطامه..
ذلك الفتى يتحول إلى حطام.
أجلس وحيداً، أتعقب تفاصيل ما حدث، وحين أبلغ النقطة التي بدأت فيها زوبعة غضبي، أكتشفُ أن الفتى مظلوم
، وأنني قسوت عليه، فتتحرك قدماي، أسير نحوه، أحتضنه، أربّت على كتفه، أمسد شعره الأسود بكف يدي معتذراً له.
كثيراً ما أسفتُ أمامه عما بدر مني، إلى حد أن اعتذاراتي بهتت، وربما فقدت معانيها.
لو أتيح لأحد أن يرقب علاقتي معه، لسألني على الفور: لماذا تقسو عليه من دون اخوته ؟ولأجبته بحيرة: لا ادري. فانا لا أزجر أياً منهم، ليس لأنهم أكبر أو أصغر منه سناً، أو لأنهم أكثر أدباً أو اجتهاداً في مدارسهم، كلا كلا، المسألة مختلفة، لكنني لا أستطيع تشخيص أسبابها على الرغم من محاولاتي المخلصة للتوصل إلى أسرار تسلطي عليه، تلك التي اخفقتُ في النفاد إليها.
إستعان بي مرة أثناء مراجعته واجباته المدرسية، سألني ما إذا كان الزيتون من فصيلة الحبوب أم الخضار أم الفواكه ؟
فكرتُ. قلت:
ألزيتون نوع من الخضار.
كتب في دفتره كلمة خضار.
فكرتُ ثانية وقلت:
قد يكون نوعاً من الحبوب.. لكن من المؤكد أنه ليس فاكهة.
أمسك ممحاته ملتفتاً إليّ، فلمحتُ في عينيه حيرة ممزوجة بالإستغراب.
سألني:
ماذا