Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

...الكاتب مطلوب حيًّا: رواية
...الكاتب مطلوب حيًّا: رواية
...الكاتب مطلوب حيًّا: رواية
Ebook148 pages1 hour

...الكاتب مطلوب حيًّا: رواية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook


تدور أحداث الرواية حول الكاتب الشهير سامي الريان، الذي يجد نفسه متورطًا في جريمة قتل غامضة. يصبح سامي هدفًا للشرطة ووسائل الإعلام، ويجد نفسه في سباق مع الزمن لإثبات براءته وكشف الحقيقة. يكتشف سامي أن الجريمة المرتكبة لها صلة برواية كتبها سابقًا، وتتوالى الأحداث المشوقة والمثيرة مع كشف الغموض والأسرار المخفية.
تتميز رواية "الكاتب مطلوب حيا" بأسلوب سلس وقوة سرد، حيث تأسر القارئ من أول صفحة وتحمله إلى عالم موازٍ مليء بالمفاجآت والتوقعات المتغيرة. تقدم الكاتبة أماني مسعودي شخصيات معقدة وعميقة، تتراوح بين الأبطال الصلبة والأشرار الغامضين، مما يزيد من تشويق القصة ويثير فضول القارئ لمعرفة نهاية اللغز.
علاوة على ذلك، تتناول الرواية قضايا اجتماعية هامة، مثل العدالة والفساد والحقيقة، وتطرح تساؤلات حول الإبداع الفني وتأثيره على الواقع. تستخدم الكاتبة أماني مسعودي اللغة ببراعة لإيصال رسالتها وتصوير الأحداث والمشاعر بطريقة تجعل القارئ يعيش القصة بكل تفاصيلها.
لا شك أن رواية "الكاتب مطلوب حيا" تعد إضافة قوية لعالم الأدب العربي المعاصر. تجمع بين الغموض والإثارة والتشويق، وتأخذنا في رحلة مثيرة لاستكشاف الحقائق ورؤية العالم من منظور مختلف. إنها رواية تستحق القراءة لمحبي الأدب البوليسي والقصص المشوقة، وستبقى حبكة القصة وشخصياتها اللافتة فيذاكرة القارئ لفترة طويلة بعد إنهاء الرواية.
في الختام، رواية "الكاتب مطلوب حيا" تعكس موهبة الكاتبة التونسية أماني مسعودي وقدرتها على خلق قصة مشوقة تجذب وتثير اللافتة. إنها رواية تجمع بين التشويق والغموض والأبعاد الاجتماعية، وستأخذ القارئ في رحلة مثيرة وممتعة عبر صفحاتها. إذا كنت من محبي الأدب البوليسي والروايات المشوقة، فإن "الكاتب مطلوب حيا" ستكون خيارًا مثاليًا لك للاستمتاع بتجربة قراءة مثيرة ومميزة.
 
Languageالعربية
Release dateMar 11, 2024
ISBN9791223024041

Related to ...الكاتب مطلوب حيًّا

Related ebooks

Reviews for ...الكاتب مطلوب حيًّا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ...الكاتب مطلوب حيًّا - مسعودي أماني

    رواية

    الكاتب مطلوب حيًّا...

    أماني مسعودي

    الجزء الأول

    خارج الكتابة

    إني خائف متردّد، والحديث مع البشر يضاعف دقات قلبي؛ فأشعر كما لو كنت أختنق وأحيانًا أموت، حتى أني نسيت كيف يتحدث الناس، وأخاف من فرط النسيان أن أعوي، أو أزمجر كحيوان مفترس، اقتحم أحدهم خلوته.

    كوحش جائع يريد افتراس الحوار كاملًا، نسيتُ قواعد الحوار وأخلاقياته، ونسيت كيف أناقش دون أن أصفع أحدهم لو استفزتني حماقته...أنا حقا ما عدت أحتمل حماقات شخص آخر فحماقاتي لوحدها تكفيني حتى أدفع ثمنها لبقية عمري...الأحاديث الطويلة التي تتأرجح في حركة رتيبة بين سؤال وجواب تزعجني، وتشعرني بالدوار، كأنني الذي أتأرجح مكانها بين هز ورد، أشعر كأني سأتقيأ وسط الحديث. إنها الأذن، الأذن تشعر بالتخمة أيضًا لو سمعت أكثر مما يجب كالمعدة تمامًا لو أطعمتها أكثر مما تحتمل

    حين قرر قلمي الانطلاق نحو عالم جديد، لقنته جيدًا معنى الحياة وفي المقابل منحني هو حياة جديدة، بل وأكثر. لقد منحني الامتلاء بعد أن كنت كائنًا فارغًا من الداخل كالطبل لا أصدر سوى أصوات جوفاء، كنت حزينًا بائسًا، أمشي كما لو أن ثقل العالم كله فوق كتفي. فرُحتُ أسأل كل من يصادفني ذات السؤال:

    - شيء ما يجثم فوق ظهري لكني عاجز عن النظر إليه، أرجوك، هلاّ وصفته لي؟

    - إنه الذنب.

    وأجابني آخر:

    - أنت مجنون

    وقال آخر:

    - إنك تحمل حزنك على ظهرك، وتدبّ نحو المجهول كسلحفاة عجوز، تخلص منه قبل أن يفعل هو ذلك

    ثم سرت خطوات وأنا أفكر كيف أتخلص من حزني إلى أن التقيت شيخا يتكئ على عكازه، بدا لي حكيمًا ويمكنه أن يجيبني:

    - سيدي! أخبرني، ماذا ترى فوق ظهري؟ إنني في كل خطوة أخطوها، أزداد انحناء، وكأنني أنكسر بهوادة كما ينكسر الزجاج من قوة الضغط.

    - لا شيء.

    ثم مضى وهو يتمتم:

    - الفراغ يا صديقي، اقتل الفراغ، إن الحزن يتسرّب إليك من خلاله.

    بعد ذلك أمسكت القلم، وقرّرت قتل الفراغ بالكتابة، فلاحظت أنها لم تكن تملأ الفراغ بل كانت تملؤني، ظننته يقصد فراغ الوقت، في حين أنه كان يتحدث عن فراغ الروح، أو كما عبّر عنه في البداية حين قال لا شيء، لعله تمكن من رؤية روحي الفارغة التي كنت أحملها فوق ظهري. يبدو أن الثقل الذي كنت أعانيه كان بسبب شيء فارغ، ما جعلني أوقن أنه في الأخير، لا تثقلنا سوى الأشياء الفارغة، وأنه من الحماقة أن ننكسر من أجل لا شيء. منذ ذلك الوقت عدت أمشي بظهر مستقيم، لقد عالجت الكتابة انحنائي، وأنا ممتن لها، لكنني الآن أغادرها، أو ربما هي التي غادرتني، لا أدري حقا...

    كان أكثر ما يخيفني أن أموت تاركا ورائي روايات لم تكتمل، ولكن اليوم، على ما يبدو، لم يعد لي مكان هنا، يبدو أني اليوم أصبحت خارجا عن الكتابة وعن القانون أيضًا

    لا أستطيع أن أخمّن كيف حدث هذا فجأة، أو كم من الوقت تطلب الأمر، كل ما أعرفه أني خيرت أن أشحذ وأنا مواطن عادي على أن أشحذ وأنا كاتب، في لحظة ما، اعتقدت أن حياتي ستتغير نحو الأفضل، لكن لم يتغير شيء، كنت مفلسًا عاديا، وصرت بعدها مفلسًا مبدعًا، كثيرًا ما كرهت ذلك السؤال الاستفزازي: ما الضرورة من أن تكون كاتبًا دون أن تملك مالًا أو بيتًا أو سيارة؟

    فعلًا، ما الضرورة من ذلك؟ ربما كنت سأقول نفس الكلام لو كنت مكانهم أيضًا، إني أفضّل أن أعيش مُهمّشا كمواطن عادي على أن أكون مُهمّشا كمبدع، مثل هذه الأمور قد تدفع أحدهم للانتحار، بعدها أدركت جيدا أنه على المرء قبل أن يفكر بالكتابة، عليه أولا التفكير في تسديد فاتورة الكهرباء حتى يضمن مصدرًا لشحن الكمبيوتر، وأن يحرص كذلك على دفع الإيجار في الموعد المحدد حتى لا يسكت قلمه كلما قُرع الباب، وللعلم فإن سكتة القلم لا تقلّ خطورةً عن سكتة القلب، حيث يكفّ العقل عن ضخّ الأفكار، فيموت الكاتب إكلينيكيا...

    صارت التفاصيل تضيع مني بسهولة، إنها تسحب يدها من يدي، وصرت عاجزا حتى عن إغواء الكلمات التي أصبحت تغادرني كما لو أنها وجدت شخصا آخر غيري، تبيعني كما يبيع البعض أوطانهم في الأزمات، تهجرني كما تهجر حسناء حبيبها المفلس، هكذا هي الكلمة، كائن حيّ لا يحتمل الضعفاء...

    مررت بلحظات شعرت فيها بالعداوة نحو كل شيء، فكنت مستعدا لارتكاب أي عمل رهيب في أي وقت، وكأن لي عدوًا حانقًا ناقمًا مبعثرًا في كل مكان، يسترق النظرَ نحوي، من وراء كل أبواب المنازل المتكتلة حولي، من ثغرات نوافذ السيارات المنتشرة على جانب الطريق، التي تذهب وتعود وحتى التي تصطدم ببعضها مخلّفة موتى وجرحى ...

    كان الفصل صيفًا؛ لهذا استغللت الفرصة لتعليق قلمي بحجة أني لا أملك مكيفًا في غرفتي، لقد صدّق الجميع ذلك، إنهم يؤمنون بأهمية التكييف أكثر من إيمانهم بأهمية الشغف، وكل ما كان عليّ فعله، أن أتحجّج بما يؤمنون به، حتى يقتنعوا ويتوقفوا عن تحريضي للعودة من جديد.

    ***

    صعدت السلم خطوة خطوة، لاهثًا كعجوز، أجر ورائي خيباتي المشتتة كجيش منكسر مهزوم.

    - أريد أن أقابل المدير.

    رمقتني بازدراء، محملقًة في حذائي دون أن تنطق بكلمة.

    - قلت لك: أريد أن.

    - نعم سمعتك.

    - لوهلة ظننت أنك فتاة صماء بارعة في تدوير العلكة بين لسانها لو خاضت سباقًا مع النعاج لتفوقت عليها في الاجترار...

    - إنك تقلل من احترامي، ألا تلاحظ ذلك؟

    - بلى، سبقتني في ذلك منذ رمقتني بتلك النظرة البليدة.

    - لديك موعد؟

    - لا.

    - عد لاحقًا إذن.

    ما هي إلا لحظات حتى فتح أحدهم باب المكتب؛ فظهر أمامي رجل يرتدي سترة رسمية سوداء وربطة عنق تطبق على أنفاسه حتى انتفخ وجهه واشتد احمراره؛ فصار بالونًا يكاد ينفجر، كان يجلس على مكتبه يتحدث في الهاتف وهو يصرخ؛ حتى صار الكلام ينهمر من فمه الكبير كمطر قاطعتها الرياح.

    - إذن ها قد بان المدير. سأتحدث إليه، واصلي أنت اجترارك.

    بقيت السكرتيرة تلاحقني حتى دلفت إلى مكتب المدير.

    - سيدي لقد منعته من الدخول، لكنه أبى ذلك.

    - من أنت؟

    - أريد التحدث معك قليلًا.

    - لقد انتهى وقت الدوام، ألم ترى أن جميع الموظفين يغادرون الآن؟

    - هذه السيدة لم تغادر.

    التفت إليها، وقال بامتعاض.

    - بإمكانك المغادرة، لا تنس القدوم باكرًا غدًا، لدينا عمل مهم.

    - حسنًا.

    - تفضل، قل ما لديك.

    - أبحث عن عمل.

    - لا أملك عملًا لرجل مثلك.

    - ماذا تقصد برجل مثلي؟

    - غريب، لا نعرف عنه شيئا، رجل بعينين حمراوين توحي بأنه مدمن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1