Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

وبالوالدين إحساناً: من فضائل بر الوالدين وصلة الأرحام
وبالوالدين إحساناً: من فضائل بر الوالدين وصلة الأرحام
وبالوالدين إحساناً: من فضائل بر الوالدين وصلة الأرحام
Ebook331 pages1 hour

وبالوالدين إحساناً: من فضائل بر الوالدين وصلة الأرحام

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لماذا أبرّ والديّ و أصِلُ رَحِمي؟

كتاب "وبالوالدين احسانا" يضع بين يديك قصص مؤثرة لتربية الأولاد على برّ الوالدين و تشجيعهم على صلة الأرحام
.ويتضمن الكتاب أيضاً شرح عن أهمية هذه الأخلاق و كيفية تطبيقها وعدد من أدعية للوالدين والأولاد
Languageالعربية
PublisherSila S.A.L.
Release dateFeb 24, 2024
ISBN9786945247311
وبالوالدين إحساناً: من فضائل بر الوالدين وصلة الأرحام

Read more from وسيم حبال

Related to وبالوالدين إحساناً

Related ebooks

Related categories

Reviews for وبالوالدين إحساناً

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    وبالوالدين إحساناً - وسيم حبال

    بِرُّ الوَالِدَيْنِ:

    قال اللَّه تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ ألا تعْبُدوا إِلاّ إِيّاهُ وَبٱلوالِدَيْنِ إِحْسانًا إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلا كَريمًا، وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا) (سورة الأسراء: 23-24).

    وقال سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بوالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ وَفصالُهُ في عامَيْن أَن اشْكُرْ لي وَلوالدَيْكَ إلَيَّ الْمَصيرُ، وَإنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْركَ بي ما لَيْسَ لَكَ به علْمٌ فَلا تُطعْهُما وَصاحبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبيلَ مَنْ أَنابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بما كُنْتُمْ تَعْمَلون) (سورة لقمان: 14-15).

    وروى البخاريّ ومسلم عن عبد اللَّه بن مسعود - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: ((قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وسَلّمَ -: أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللَّهِ تعالى؟ قَال: الصّلاَةُ علَى وَقتِها: قال ثمَّ أيُّ؟ قال: بِرُّ الوالِدَيْن قَال: ثُمَّ أيُّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللّهِ)) (رواه البخاريّ في صحيحه، عن شعيبة، رقم الحديث: 5970، كتاب: الأدب، باب: قول اللّه تعالى (ووصّينا الانْسان بوالِدَيْهِ حُسّناً)).

    وروى الطّبراني عن أحمد، قالَ: حدَّثنا عليٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عن مالك عن نافع، عن ابن عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -: ((قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وسَلّمَ -: برّوا آباءَكُم تَبُرَّكُم أبناؤُكم، و عِفّوا تَعِفَّ نِساَؤُكم)) (رواه الطّبراني في المعجم الأوسط، عن أحمد، رقم الحديث: 1021، باب الألف).

    رسالة للأولاد:

    أخي المسلم - أختي المسلمة:

    البرّ: اسمٌ جامعٌ للخيرات يعني الصّدق، والطّاعة، والصّلاح، والتّقى، والخير، وخير الدُّنيا، وخير الآخرة،كما يعني أيضًا: الاتساع في الإحسان إلى النّاس.

    والوالدان: الأبُ وإن علا (أي الجدّ ووالد الجدّ)، والأمُّ وإن علَتْ (أي الجدّة ووالدة الجدّة)، ويلحق بٱلأب الأعمامُ والعمّات لقول النَّبيّ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وسَلّمَ -: ((يا عُمَرُ، أَما شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبيهِ؟)) (رواه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رقم الحديث: 983، كتاب: الزكاة، باب: في تقديم الزكاة ومنعها). والصِّنوُ: الْمِثْل. ويلحق الأمّ الأخْوال والخالات، لقول النَّبيِّ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وسَلّمَ -: ((الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ)) (رواه البخاريّ في صحيحه، عن البراء بن عازب، رقم الحديث: 4251، كتاب: المغازي، باب: عمرة القضاء).

    فبرّ الوالِدَيْن معناه التوسّع في الإحسان إليهما.

    أمركَ اللّه سبحانه وتعالى ببرّ والِدَيْك والتَّوسع في الإحسان إليهما، فهما سبب وجودك الظّاهري،كما أنّ اللّه تعالى سبب وجودك الحقيقيّ.

    قال اللّه تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبٱلْوالِدَيْنِ إِحْسانًا) (سورة الأسراء:23).

    فقرن الإحسان إليهما بعبادته سبحانه وتعالى، لأنّ حقّهما آكد الحقوق بعد العبادة للّه مباشرة، وقرن شكرهما بشكره فقال -عز وجل-:(أَن اشْكُرْ لي وَلوالدَيْكَ) (سورة لقمان:14) فأوجب شكرهما كما أوجب شكره.

    و لقد جاءت الوصيَّةُ بٱلوالِدَيْن في غير ما آية في كتاب اللّه تعالى، منها قوله تعالى: (وَوَصَّيْنا الإِنسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِما كُنتُمْ تَعْمَلونَ) (سورة العنكبوت:8).

    ومنها قوله تعالى: (وَوَصَّيْنا الإِنسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْسانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) (سورة الأحقاف:15) فأوجب برَّهما وإن كانا كافرين.

    ولم يشدّد اللّه تعالى على أمرٍ كتشديده على برّ الوالِدَيْن، وتنبيه الولد إلى الاهتمام

    بأمر من كانا سبب وجوده. ولم يوص الوالِدَيْن بٱلأولاد، لأنّه تبارك وتعالى جعل في

    قلوب الوالِدَيْن من الرَّحمة والشَّفقة والعطف ما يُغني عن

    تكليفهم بحقوق الأولاد، ولذا حضَّ القرآنُ الأولاد

    على البرّ دون الوالِدَيْن.

    أيُّها الولد:

    وجودك في هذا العالم نعمة لا يقدّر قدرها، وحسنة لا يمكنك المكافأة عليها، مهما بذلت من جهد.

    إذا تزوّج الإنسان، وأنجب، وربّى، وأحسن التّربية لن ينقطع أثره بعد موته، كما قال سيّدنا رسول اللّه - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وسَلّمَ -:((إِذَا ماتَ الإِنْسانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)) (رواه التّرمذي في سننه، عن أبي هريرة، رقم الحديث: 1376، كتاب: باب في الوقف، باب:في الوقف. وقال: هذا حديث حسن صحيح). من يهد اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

    وليس النّاس يسيرون في نظام الزّوجيّة فحسب، بل الكَوْن كلّه، دقيقُهُ وجليلُه، يسير في هذا النِّظام كما قال تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (سورة الذّاريات:49) وليس في هذا الوجود الفرد إلاّ اللّه تعالى وحده.

    أيُّها الولد:

    حين يتزوّج الإنسانُ ينوي تحصين نفسه و تعفيف زَوْجه عن الحرام، و ينوي أيضًا إنجاب الذُّرِّيَّة الصّالحة، فيَكون هذا الزّواج طاعة يتقرّب بها الوالِدَيْن إلى اللّه تعالى. ووجودك من مقاصد هذا الزّواج.

    أيُّها الولد:

    حَمْل أمّك بك مقرون بٱلتَّعب، من ساعة تلقيح البُوَيْضَة في الرَّحم. بدأ التّعب بٱلوحم، فأضحت أمّك تشتهي كلّ شيء، و شارك أبوك أمّك تعبها، فجعل يحضر لها ما تشتهيه من طعام وشراب، بكلّ سرور، وكلّما مرّت الأيّام وازداد وزنك، و ثقل حملك، ازدادت أمّك و هنًا على وهن وضعفًا على ضعف، كما قال تعالى:

    (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ) (سورة لقمان:14) وغَدَوْتَ أيّها الولد تشارك أمّك طعامها وشرابها، وحين تمّ حملك أربعة أشهر وعشرًا، و دبَّتْ فيك الرّوح الحقيقيّة، وبدأت تتحرك في بطنها، و صرت تزعجها بحركاتك المتواصلة، وضرباتك المتلاحقة، وهي فرحة بك جذلى، و حين تهدأ خِلْتَها وَجِلَةً خائِفةً عليك أن تكون قد أصبت بمكروه حتّى تعود إلى حركتك.

    فمنك الإزعاج المستمّر، و منها التّحمُّل والصّبر، حتّى إذا تمّ حملك تسعة أشهر، وأصبحت ضيفًا ثقيلاً على الرّحم، هيَّأَكَ الملَك للخروج إلى عالمٍ أوسعَ من عالمك بما لا يُقَدَّرُ من المرّات، وبدأت ألآم المخاض تعتري أمّك فلا تسمع منها إلّا زفرات وأنينًا وتوجّعًا تكاد معها تفارق الرّوح من شدة المخاض وهَوْلِه، ولا يغب عن ذهنك أنّ ساعة الخروج إلى عالم الدُّنيا من ذلك المكان الضَّيق الحرج يتمّ بفضل اللّه ورحمته الّذي ذكرهُ الحق تعالى في كتابه بقوله: (ثُمَّ السَّبيلَ يَسَّرَہُ) (سورة عبس:20).

    وحين برزت إلى هذا العالم، ورأتك إلى جانبها، سُرَّت بك سرورًا لا يوصف وفرحت بمقدمك فرحًا شديدًا، ونسِيَت كلّ ما لاقته من الأهوال والشّدّة، وبدأت معك مرحلة جديدة في حياتك مرحلة جهاد مرير شاق، هي مرحلة الحضانة، لا لك سنّ تقطع، ولا يد تبطش، ولا رجل تمشي، ولا عَيْن تبصر، تقضي حاجتك على نفسك متى شئت. وما إن تصبح و تبك معلنا حتّى تدرك أمّك منك ذلك، فتسارع إلى إماطة الأذى عنك بنفس ملؤها الرّضى وتعود فتطيّبك وتنظّفك وتقبّلك، ولو بلت عليها، تعود إلى تنظيفك ثانية ضاحكة بسّامة، لا تتبرّم ولا تتأفّف ولاتنهر ولا تتذمّر ولا تقول لك أفّ، بل تضمُّك بجناحَيْها وتدعو لك بطول العمر.

    لا يغمض جفنها حتّى يغمض جفناك، تأرق إذا أرقت، وتهدأ إذا هدأت، وتمرض إذا مرضت، وتشفى إذا شفيت، تجوع إذا جعت، وتشبع إذا شبعت، وتبرد إذا بردت، وتدفأ إذا دفئت، ولو انتبهت في ساعة من ليل أو نهار وارتفع صَوْتك تقوم لك على قدميها وترضعك بِلا منّة ولا طلب شكر ولا ثواب ولا جزاء، و لم تزل تحوّطك برعايتها وعنايتها حتّى حَبَوْتَ على الأرض. ويَوْمها لم تسعها الدُّنيا من فرط سرورها، ودعت أباك وصديقاتها وقريباتها ومعارفها ليشاهدوك كيف تحبو وكأنّك هبطت على سطح القمر.

    ويوم نطقت بكلمة بابا أو ماما فَرِحَتْ واحْتَفَلَت، وحين نبتَتْ أسنانُك أطْعَمَتْ وَتَصَدَّقَتْ.

    ويوم مشيْت أعدَّت لك ما أعدّت من جميل الثِّياب، تحبّ أن تراك أجمل الأطفال وأحلاهم منظرًا وكلامًا. لا تراها في يوم إلاّ وهي ساعية راعية مهتمّة بك وبإخوتك وأخواتك، وساعة تأتيها مصابًا بمكروه تذهل عن كلّ شيء، وتفقد صوابها من أجلك، وتدفع المكروه عنك. وإن دخلت عليها وفي يدها قطعة من الحلوى آثرتك بها ووضعتها في فمك رحمة بك وحبّاً لك. ولم تزل في رعايتها حتّى كبرت ونَمَوْت وصرت رجلاً تطولها أو تزيد عليها.

    وأبوك في تلك المراحل كلّها يسعى جاهدًا لتأمين ما تطلبه أمّك من سائر أسباب الرّاحة والرّفاهية منذ أصاب أمّك الوحم، حين حملت بك سعى لتقديم ما تشتهيه من طعام وشراب حتّى تأتي إلى هذه الدُّنيا مكتملاً سليمًا معافى.

    ثمّ لمّا وضعتك أمُّك ازداد حنوُّ أبيكَ عليك، لأنَّك ستَخْلُفُهُ، وتحمل اسمَه ثمّ استمرَّ جاهدًا في تقديم ما يُسعدك مِمّا تحتاجه أمُّك، لِيُدْخِلَ علَيك وعليها السُّرور، وربّما حرم نفسه ليطعمكما ثمَّ لمّا كبرت ودرجت ازدادت نفقته عليك. ربّما لم يلبس لِتَلْبَس، ولم يأكل لتأكل، فمٌ ساكت، وجسدٌ صبور... يعمل جاهداً بكل طيب نفسٍ ليؤمّن لك تكاليف معيشتك الّتي تزداد يومًا بعد يومٍ.

    يعطيك ما تشاء، ويقدِّم لك ما تريد، لا يشعرك بِفَقْرِہ ولا حاجته، وخصوصًا إذا هلَّ هلال العيد، فَيَكْسُوك الجديد من رأسِك إلى قدمك أنت وإخوتك وأخواتك معًا، وربّما استدان كسوة العيد حتّى تشاركوا الأطفال فرحتهم بٱلعيد من غير أن يكدركم ويشعركم بحاجة؛ ينفق ماله عليك بلا حساب ولا يبغي منك جزاءً ولا شكورًا.

    ولم يزل ينفق عليك حتّى كبرت ونمَوْت وطلته أو زدت عليه. وشققت طريقك في هذه الحياة، وربما تزوّجت أيّها الولد وأنجبت.

    أيُّها الولد:

    أريد منك أن لا تفارق مخيّلتك هذه الصّورة التي ذكرتها بإيجاز، وأنت ترى أبَوَيْكَ قد تخطّيا مرحلة الكهولة وبدا يضعفان بعد قوّة وشدّة، وقد دخلَ أحدهما أو كلاهما مرحلة الشَّيْخوخة والهرم، أريد منك أن تبرَّ كلّ واحد منهما حتّى آخر يوم في حياته، وأن تلي منهما ما كانا قد وليا منك، و اللّه سبحانه وتعالى الّذي خلقك يذكّرك بهما حالة الكِبَر لأنَّك غالبًا ما تتهاون بأمرهما عند كبرهما خصوصًا إذا كانا في كفايتك وتحت كنفك.

    يذكّرك اللّه -عزّ وجلّ- بوالِدَيْكَ في حالة الكِبَر؛ لأنَّها الحالة الّتي يحتاجان فيها إلى برِّك وهما الآن يحتاجان منك أن ترعاهما في كبرهما كما كنت محتاجًا إليهما يوم كنت صغيرًا.

    يذكّرك اللّه -عزّ وجلّ- بوالِدَيْكَ في حالة الكِبَر، لأنَّه غالبًا ما يقلُّ إحسانك إليهما حين تجدهما يكثران من الكلام

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1