Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

معركة اليرموك: معارك إسلامية
معركة اليرموك: معارك إسلامية
معركة اليرموك: معارك إسلامية
Ebook101 pages35 minutes

معركة اليرموك: معارك إسلامية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حروب الخلافة الراشدة والبيزنطيين
معارك خالد بن الوليد
معركة اليرموك، وقعت عام 15 هـ (636) بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول عام 632 بأربع سنوات.
قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل.
إقرأ تفاصيل المعركة، واستمتع بخطط وومخططات خالد بن الوليد
Languageالعربية
Release dateJul 25, 2019
ISBN9781005486136
معركة اليرموك: معارك إسلامية

Read more from رأفت علام

Related to معركة اليرموك

Titles in the series (4)

View More

Related ebooks

Reviews for معركة اليرموك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    معركة اليرموك - رأفت علام

    الفصلُ الأوّلُ

    - 1 -

    استيقظ هِرقلُ ملِكُ الرُّومِ ذات يومٍ مُبكِّرًا، فارتدى ملابِسهُ، ونزل إلى حدِيقةِ قصرِهِ الواسِعةِ، وسار بين أشجارِها العالِيةِ وأزهارِها اليانِعةِ، ثُمّ وقف عِند شجرةٍ مِن الأشجارِ الكبيرةِ، ونظر إلى بعضِ الأزهارِ نظرةً طوِيلةً، ثُمّ تركها وسار إلى شجرةٍ أُخرى، ثُمّ تركها وسار إلى غيرِها، وأخذ يتنقّل مِن جانِبٍ إلى جانِبٍ.

    كان هِرقلُ يُريدُ أن يطرُدهُما ملأ صدرهُ مُنذُ أيّامٍ، فاستمرّ سائِرًا بين الأغصانِ والأَزهارِ حتّى أشرقتِ الشّمسُ، فوقف قلِيلاً بجانِبِ حوضٍ مملُوءٍ بالزّهرِ الأحمرِ والأبيضِ والأَصفرِ، ثُمّ سار وأخذ يتنقّلُ فِي الحدِيقةِ، يقطِفُ زهرةً ويفرُكُها بِأصابِعِهِ ثُمّ يُلقِيها، ويقطِفُ زهرةً أُخرى فيفرُكُها بِأصابِعِهِ ثُمّ يرمِيها، حتّى ارتفعتِ الشّمّسُ فِي السّماءِ، فجلس فِي ظِلِّ شًجرةٍ كبيرةٍ بجانِبِ بِركةِ الماءِ فِي وسطِ الحدِيقةِ، ووضع ذِراعهُ على جانِبِ الكُرسِيِّ، ثُمّ وضع رأسهُ على يدِهِ وأخذ ينظُرُ إلى الماءِ، وعقلُهُ سابِحٌ فِي أفكارٍ بعِيدةٍ.

    لكِنّ الخادِم أقبل إِليهِ وأخبرهُ أنّ الوزِير بِالبابِ، فانتبه مِن تفكِيرِهِ، وقال: ائذنُوا لهُ!

    أقبل الوزِيرُ حتّى اقترب مِن الملِكِ، فوقف وركع صائِحًا:

    أصبح مولاي بِالخيرِ، ودام عِزُّهُ وسُلطانُهُ ونصرُهُ.

    ثُمّ اعتدل ووقف مِثل التِّمثالِ، لا يتحرّكُ ولا يتكلّمُ، فأشار إِليهِ الملِكُ أن يقترِب، فاقترب خُطوةً خُطوةً، ثُمّ أشار إليهِ بِالجُلُوسِ، فجلس على كُرسِيٍّ بعد الكُرسِيِّ الّذِي بجانِبِ الملِكِ، ووضع راحة إحدى يديهِ على الأُخرى، ونصب عُنقهُ ووجّه بصرهُ إلى الملِكِ مُنتظِرًا ما يأمُرُ بِهِ.

    كانت عينا الملِك تنظُرانِ إلى الماءِ وعقلُهُ يدُورُ فِي همِّهِ، فقال لِلوزيرِ مِن غيرِ أن يلتفِت إِليهِ:

    - كيف الحالُ اليوم أيُّها الوزِيرُ؟

    فوقف الوزِيرُ وركع أمام الملِكِ، ثُمّ اعتدل وقال فِي أدبٍ:

    - نفّذنا ما أشار بِهِ مولاي!

    قتلنا عشرة آلافٍ من أهلِ الشّامِ، وقتلنا مِثلهُم مِن أهلِ مِصر!

    قتلنا الرِّجال والنِّساء والأطفال!

    دخل جُنُودُنا القُرى فنهبُوها، وأخذُوا ما فِيها مِن الحبِّ والحيوانِ، ومع الحبِّ والحيوانِ ما طاب لهُم يا مولاي مِمّا وجدُوهُ!

    أمّا المُدُنُ، فلم يبق بيتٌ فِي الشّامِ ولا فِي مِصر إِلّا أخذنا أطيب ما فِيهِ، ودُسنا أعزّ ما فِيهِ.

    علّمنا هؤُلاءِ وهؤُلاءِ دُرُوسًا قاسِيةً، دُرُوس الرُّعبِ، دُرُوس التّقدِيرِ والاحتِرامِ للرومِ!

    - 2 -

    هزّ الملِكُ رأسهُ مرّتينِ، ثُمّ قال فِي حُزنٍ:

    - والمالُ أيُّها الوزيرُ؟!

    إِنّ الخِزانة خالِيةٌ، ليس فِيها شيءٌ مِن المالِ، والمُوظّفُون يصرُخُون مِثل الكِلابِ المسعُورةِ!

    فماذا صنعت مِن أجلِ الحُصوُلِ على المالِ لِنُسكِت الأفواه؟!

    قال الوزيرُ فِي سُرُورٍ:

    - والمالُ يا مولاي.

    قام رِجالُنا بِالهُجُومِ على المزارِعِ، وعلى المصانِعِ، وعلى المتاجِرِ وبُيُوتِ الأغنِياءِ، حتّى على بُيُوتِ غيرِ الأغنِياءِ، فلم يترُكُوا شيئًا يا مولاي!

    من لم يدفع راضِيًا دفع بِالقُوّةِ، والعبِيدُ لا تصلُحُ لهُم إِلّا القُوّة يا مولاي!

    فنظر الملِكُ إلى الماءِ نظرةً طويلةً ثُمّ التفت إلى الوزيرِ قائلًا:

    وماذا نصنعُ عِندما ينفدُ هذا المالُ؟!

    فأسرع الوزيرُ باسمًا:

    - يكُونُ الزُّرّاعُ قد زرعُوا زرعًا آخر، ويكُونُ الصُّنّاعُ قد كسبُوا مالًا آخر، ويكُونُ التُّجّارُ قد جمعُوا أرباحًا أُخرى، فنُعيِد الهُجُوم، ونأخُذُ مِثل ما أخذنا اليوم وأكثر مِنهُ.

    وهكذا يا مولاي كُلّما نفِد المالُ، فذلِك بابٌ لا ينسدُّ، أمّا أن ننتظِر حتّى نرجُوهُم، فتِلك طريقةٌ لا تنفعُ مع العبيدِ!

    فزفر الملِكُ زفرةً طويلةً، ثُمّ قال وهُو ينظُرُ إلى الماءِ:

    وماذا نصنع فِي عداوةِ النّاس لنا؟!

    إذا قُلنا لهُم سِيرُوا إلى الشّرق سارُوا إلى الغرب، وإذا قُلنا لهُم اتّجِهُوا إلى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1