Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook623 pages6 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786427925126
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 24

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    -سورة المسد وتفسيرها وسبب نزولها وقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش-

    (سورة المسد) (باب سبب نزولها وتفسيرها) (عن ابن عباس) (1) قال صعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الصفا فقال يا صباحاه يا صباحاه (2) قال فاجتمعت إليه قريش فقالوا له مالك؟ فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني؟ فقالوا بلى، قال فقال إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا تبا لك (3) قال فأنزل الله عز وجل (تبت يدا أبي لهب وتب) إلى آخر السورة (4) (سورة الإخلاص) سورة إذا جاء نصر الله والفتح) يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أعفر لي يتأول القرآن) أي يعمل بما أمر به من التسبيح والاستغفار فيه في قوله تعالى (فسبح بحمد ربك واستغفره) في أشرف الأوقات والأحوال (تخريجه) (ق د نس جه) والبغوى وابن جرير (وفي الباب) عن مسروق عن عائشة أيضًا قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه، قالت فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده واستغفر الله وأتوب إليه، فقال أخبرني ربي أتى سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتما (إذا جاء نصر الله والفتح) فالفتح مكة (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) رواه مسلم والبغوي، قال ابن عباس لما نزلت هذه السورة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه نعيت إليه نفسه، قال الحسن أعلم أنه قد اقترب أجله فأمر بالتسبيح والتوبة ليختم له بالزيادة في العمل الصالح، قال قتادة مقاتل عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة سبعين يومًا نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن عبيد عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) قال في النهاية هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة؛ لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكان القاتل يا صباحاه يقول قد غشينا العدو (3) هذا الحديث تقدم مثله من رواية ابن عباس أيضًا في باب وأنذر عشيرتك الأقربين من تفسير سورة الشعراء في هذا الجزء صحيفة 225 رقم 366 والغرض من ذكره هنا تفسير سورة المسد وتقدم شرحه هناك (تخريجه) (ق مذ نس) (4) (التفسير) قوله عز وجل (تبت يد أبي لهب) أي خابت وخسرت وهلكت جعلت يداه هالكتين، والمراد إهلاك نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله، وقيل المراد به المال، والتباب الخسار والهلال، وأبو لهب هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى، قال مقاتل كنى أبو لهب لحسنه وإشراق وجهه، وقرأ ابن كثير أبي لهب ساكنة الهاء وهي لغة مثل نهر ونهر واتفقوا في ذات لهب أنها مفتوحة الخاء لو فاق الفواصل (وتب) أو لهب وقرأ ابن مسعود: وقد تب: قال الفراء الأول دعا والثاني خبر، كما يقال أهلكه الله وقد فعل (ما أعنى عنه ماله وما كسب) قال ابن مسعود لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفر باءه إلى الله عز وجل قال أبو لهب إن كان ما يقول ابن أخي حقا فأتى افتدي نفسي بمالي وولدي فأنزل الله تعالى: ما أغني عنه ماله: أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال وكان صاحب مواش: وما كسب: قيل يعني ولده؛ لن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث (أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه وإن ولده من كسبه) ثم أوعده بالنار فقال (سيصلي

    -سورة الإخلاص وسبب نزولها وتفسيرها-

    (باب سبب نزلها وتفسيرها) (عن أبي بن كعب) (1) إن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أنسب (2) لنا ربك فأنزل الله تبارك وتعالى (قل هو الله أحد الله الصمد (3) لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد) (4) نار ذات لهب) أي نارا تلهب عليه (وامرأته) أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان (حمالة الحطب) قال ابن زيد والضحاك كانت تحمل الشوك والعضاه فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتعقرهم، وهي رواية عطية عن ابن عباس، وقال قتادة ومجاهد والسدى كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقى العداوة بين الناس وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب، يقال فلان يحطب على فلان إذا كان يغرى به، وقال سعيد بن جبير حمالة الخطايا: دليله قوله تعالى: (وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم، قرأ عاصم حمالة بالنصب على الذم كقوله معلونين، وقرأ الآخرون بالرفع وله وجهان (أحدهما سيعلى نارا هو وامرأته حمالة الحطب (والثاني) وامرأته حمالة الحطب في النار أيضًا (في جيدها) في عنقها وجمعه أجياد (حبل من مسد (اختلفوا فيه قال ابن عباس وعروة بن الزبير سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعًا تدخل في فيها وتخرج من دبرها ويكون سائرها في عنقها، وأصله من المسد هو الفتل بالفاء: والمسد ما قتل وأحكم من أي شيء كان يعني السلسلة التي في عنقها فتلت من الحديد فتلا محكمًا، وروى الأعمش عن مجاهد: من مسد: أي من حديد، والمسد الحديدة التي تكون في البكرة يقال لها المحرر، وقال الشعبي ومقاتل من ليف، وقال الضحاك وغيره في الدنيا من ليف وفي الآخرة من نار، وذاك الليف هو الحبل الذي كانت تحتطب به فبينما هي ذات يوم حاملة حزمة فأعيت فقعدت على حجر تستريح فأتاها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها اختنافا بحبلها، وأما أبو لهب فرماه الله بالعدسة وهي بئرة تخرج بالبدن فتقتل، وذلك لعد وقعة بدر بسبع ليال فمات وأقام ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن، ثم أن ولده غسلوه بالماء قذفًا من بعيد مخلفة عدوى العدسة، كانت قريش تتقيها كما يتقى الطاعون ثم احتملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار ثم رضموا عليه الحجارة أي جعلوا الحجارة بعضها على بعض، ذكره القرطبي وهذا مصير الظالمين المتكبرين والكبرياء لله وحده (باب) (1) (سنده) حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (2) بصيغة الأمر من باب نصر وضرب أي صفة لنا، يقال نسب الرجل إذا وصفه وذكر نسبه (3) جاء عند الترمذي وابن جرير بعد قوله: الله الصمد: والصمد الذي لم يلد ولم يولد؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث: ولم يكن له كفوًا أحد: ولم يكن شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء (4) (التفسير) (قل هو الله أحد) أي واحد ولا فرق بين الواحد والأحد، يدل عليه قراءة عبد الله بن مسعود قل هو الله الواحد الله الصمد، ومعنى الواحد الوتر الذي لا شبيه له ولا نظير ولا صاحبه ولا ولد ولا شريك (الله الصمد) فسره الراوي كما جاء في حديث الباب عند الترمذي بأنه الذي لم يلد ولم يولد قال الحافظ ابن كثير وهو تفسير جيد اهـ وروى الضحاك عن ابن عباس قال الذي يصمد إليه في الحاجات كما قال عز وجل: ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون: قال أهل الفقه الصمد السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج وهو بئر قول ابن عباس واختاره القرطبي وقال ابن عباس أيضًا ومجاهد والحسن

    -ما جاء في فضلها وأنها تعدل ثلث القرآن-

    (باب ما جاء في فضلها) (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) (1) عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث (2) القرآن وسعيد بن جبير الصمد الذي لا جوف، له قال الشعبي الذي لا يأكل ولا يشرب، ولابن عباس أيضًا هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ورواه عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود مثله وقيل غير ذلك كثير، (قال الحافظ) أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير الصمد وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا عز وجل، وهو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب وهو الباقي بعد خلقه، وقال البيهقي نحو ذلك والله أعلم (لم يلد)؛ لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا، وقد دل على هذا المعنى بقوله إنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة (ولم يولد)؛ لأن كل مولود محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده أذلو لم يكن قديمًا لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما، ولو كان حادثا لافتقر إلى محدث وكذا الثاني والثالث فيؤدي إلى التسلسل وهو باطل، وليس بحسم؛ لأنه اسم متركب ولا يخلو حينئذ من أن يتصف كل جزء منه بصفات الكمال فيكون كل جزء إلهًا فيفسد القول به كما فسد بإلهين، أو غير متصف بها بل باعتدادها من سمات الحدوث وهو محال (ولم يكن له كفوًا أحد) أي لم يكن لع مثلًا أحد وفيه تقديم وتأخير، تقديره ولم يكن له أحد كفوًا، فقدم خبر كان على اسمها لينساق أواخر الآي عل ى نظم واحد، قرأ حمزة وإسماعيل ساكنة الفاء مهموزًا، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همزة، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزًا: وكلها لغات صحيحة، ومعناه المثل قال مقاتل قال مشركوا العرب الملائكة بنات الله، وقالت اليهود عزيز بن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل (تخريجه) (مذ) وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبي سعد محمد بن ميسر (بوزن محمد) بسند حديث الباب ثم رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية فذكره مرسلا ولم يذكر فيه عن أبي، ثم قال هذا أصح من حديث أبي سعد اهـ (قلت)؛ لأن عبيد الله بن موسى ثقة واياس ضعيف لكن أخرجه الحاكم من طريق محمد بن سابق عن أبي جعفر الرازي بسند حديث الباب وصححه وأقره الذهبي، والحديث له طرق كثيرة تعضده والله أعلم (باب) (1) (سنده) حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف منه وعدو وعيد، وثلثا منه أسماء وصفات، وقد جمعت قل هو الله أحد الثلث الأخير وهو الأسماء والصفات، ودل على هذا للتأويل ما في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن وهذا نص وبهذا المعنى سميت سورة الإخلاص (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه النسائي في اليوم والليلة من حديث هشيم عن حصين عن ابن أبي ليلى ولم يقع في روايته هلال بن يساف اهـ (قلت) وأورده أيضًا الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

    -ما جاء في فضل سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن-

    (عن عبد الله بن عمرو) (1) أن أبا أيوب كان في مجلس وهو يقول ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا وهل نستطيع ذلك؟ قال فإن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن (2) قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبو أيوب (عن أبي أمامة) (3) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقرأ قل هو الله أحد فقال أوجب هذا أو وجبت لهذا الجنة (عن أبي الدرداء) (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قالوا نحن أضعف من ذلك وأعجز، قال إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء (5) فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزءا القرآن (عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (6) عن أمه) أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن (عن أبي أيوب) (7) عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم (1) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (2) الحديث إلى هنا موقوف على أبي بن كعب ولكن له حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه عن أبي وصدقه صار الحديث مرفوعًا حقيقة بهذا التصديق (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف اهـ (قلت) من الغريب أن الحافظ الهيثمي رحمه الله قرر في مواضع كثيرة أن ابن لهيعة إذا صرح بالتحديث يكون حديثه حسنًا؛ وكذلك الحافظ ابن كثير وهنا قد صرح بالتحديث فحديثه حسن وأن كان كلام الحافظ الهيثمي يشعر بضعفه، ولعل ذلك نشأن عن مهومنه: على أن هذا الحديث له شواهد كثيرة صحيحة تعضده، أقربها حديث أبي بن كعب السابق وغيره كثير. (3) (سنده) حدثنا أبو المغيرة حدثنا معان بن رفاعة حدثني علي بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده من لم أعرفه، وفيه أيضًا علي لبن يزيد بن ابي زياد الالهابي الدمشقي قال البخاري منكر الحديث، وله شاهد عند الترمذي والإمام أحمد من حديث أبي هريرة، وسيأتي في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرؤ قل هو الله أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت، قيل يا رسول الله ما وجبت؟ قال الجنة، وصححه الترمذي (4) (سنده) حدثنا محمد بن بكر وعبد الوهاب قالا أنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء الخ (غريبه) (5) تقدم الكلام على تجزئة القرآن في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب فارجع إليه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه مسلم والنسائي من حديث قتادة به (6) (سنده) حدثنا أمية بن خالد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري عن عمه الزهري عن حميد ابن عبد الرحمن عن أمه الخ (قلت) أمه هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (نس) في اليوم والليلة وأورده الهيثمي وقال رواه (حم طس) ورجال أحمد رجال الصحيح (7) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن

    -حديث الرجل الذي أحب سورة الإخلاص فأدخله الله الجنة-

    قال أيعجب (1) أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن (2) (عن أنس بن مالك) (3) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال إني أحب هذه السورة (قل هو الله أحد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة (عن أبي سعيد الخدري) (4) قال بات قتادة بن النعمان (5) يقرأ الليل كله (قل هو الله أحد) (6) فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه (7) (وعنه أيضًا) (8) عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال أيعجز (9) أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قال فشق ذلك على أصحابه فقالوا من يطيق ذلك؟ قال يقرأ (قل هو الله أحد) فهي ثلث القرآن (عن أبي مسعود) (10) (يعني البدري الأنصاري) امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الخ (قلت) الظاهر أن هذه المرأة التي من الأنصار هي امرأة أبي أيوب فقد رواه الترمذي بهذا السند نفسه إلى قوله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال عن امرأة أبي أيوب فذكر الحديث (غريبه) (1)؛ هكذا بالأصل (أيعجب) بباء موحدة بعد الجيم من التعجب، وجاء عند الترمذي (أيعجز (بالرأي من العجز، وله في أخرى عند الإمام أحمد بلفظ أيعجز كما عند الترمذي (2) تقدم الكلام على كونها ثلث القرآن (تخريجه) (مذ) وقال هذا الحديث حسن لا نعرف أحد روي هذا الحديث أحسن من رواية زائدة وتابعة على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه اهـ (3) (سنده) حدثنا أبو النضر حدثنا المبارك عن ثابت البنائي عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) (خ مذ) من حديث طويل معلقًا مجزومًا له وأخرجه أيضًا (بزهق) وقال الترمذي حسن غريب (4) (سنده) حدثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (5) قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد لأمه وكانا متجاورين، قاله ابن عبد البر (6) يعني السورة كلها (7) أو للشك من الراوي، وجاء عند البخاري ثلث القرآن بغير شك؛ وكذلك في جميع الروايات الأخرى عند الإمام أحمد وغيره (تخريجه) (خ لك منس). (8) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (9) بكسر الجيم من باب ضرب يضرب والهمزة للاستفهام الاستخباري (تخريجه) (خ) (10) (سنده) حدثنا عبد الرحمن هو ابن مهدي عن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة الله الواحد الصمد (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد من حديث أبي مسعود وسنده جيد، وروى البخاري نحوه من حديث أبي سعيد وكذلك الإمام أحمد وهو الحديث المتقدم وللبخاري رواية أخرى من حديث أبي سعيد أيضًا وفيها الله الواحد الصمد ثلث القرآن كما في حديث أبي مسعود، قال الحافظ فكان رواية الباب بالمعنى ويحتمل أن يكون بعض رواية الباب بالمعنى ويحتمل أن يكون بعض رواته يقرؤها كذلك كما جاء أن عمر كان يقره الله أحد الله الصمد بغير قل في أولها أو سمي السورة بهذا الاسم لاشتمالها على

    -من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصرًا في الجنة-

    عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (عن أبي هريرة) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احشدوا (2) فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، قال فحشد من حشد ثم خرج فقرأ (قل هو الله أحد) ثم دخل (3) فقال بعضنا لبعض هذا أخبر جاء من السماء فذلك الذي أدخله ثم خرج، فقال إني قد قلت لكم أني سأقرأ عليكم ثلث القرآن وأنها تعدل ثلث القرآن (وعنه أيضًا) (4) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرأ قل هو الله أحد حتى ختمها فقال وجبت: قيل يا رسول الله ما وجبت؟ (5) قال الجنة قال أبو هريرة فأردت أن آتية فأبشره فآثرت الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرقت (6) أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعت إلى الرجل فوجدته قد ذهب (عن معاذ بن أنس الجهني) (7) صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرًا في الجنة، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا استكثر يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكثر وأطيب (عن أبي مسعود الأنصاري) (8) قال قال رسول الله الصفتين المذكورتين والله أعلم (1) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا يزيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم عن أبي هريرة الخ (غريبه) (2) اجتمعوا واستحضروا الناس، والحشد الجماعة واحتشد القوم لفلان تجمعوا له وتأهبوا كذا في النهاية، وقال في الصراح الحشد من باب ضرب يضرب ونر ينصر وحشدوا أي اجتمعوا واحتشدوا وتحشدوا كذلك اهـ (3) أي الحجرة الشريفة (تخريجه) (م مذ) (4) (سنده) حدثنا عثمان بن عمر أنا مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن أن ابن حنين أخبره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) ابن حنين اسمه عبيد: قال الحافظ في التقريب عبيد بن حنين بنونين مصغرًا المدنى أبو عبد الله ثقة قليل الحديث من الثالثة (غريبه) (5) القائل ما وجبت هو أبو هريرة كما صرح بذلك عند الترمذي بقوله (قلت ما وجلت) أي ما معنى قولك جزءًا لقراءته وجبت أو ما فاعل وجبت (قال الجنة) أي بمقتضى وعد الله وفصله الذي لا يخلفه كما قال تعالى (إن الله لا يخلف الميعاد) (6) أي خفت وخشيت أن يفوتني الغداء، والظاهر أن أبا هريرة كان جائعًا جدًا ولذلك أثر الغداء على تبشير الرجل، على أنه لم ينس أن يبشر الرجل فقد ذهب إليه بعد الغداء قلم يجده (تخريجه) (لك نس مذ ك) وقال الترمذي هذا حديث صحيح غريب اهـ (قلت) وصححه أيضًا الحاكم وأقره الذهبي (7) (سنده) حدثنا حسن ابن لهيعة قال حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشيدين حدثنا زبان بن فايد الحمراوي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ بن أنس الجهني (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (طب حم) وفي إسنادهما رشيدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين اهـ (قلت) ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال حدثنا عبد الله بن زيد حدثنا حيوة حدثنا عقيل وغيره عن معبد قال الدرامي وكان من الأبدال أنه سمع سعيد بن المسيب يقول أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني الله له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني الله له قصرين في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بني الله له ثلاثة قصور في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا تكثروا قصورنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله واسع من ذلك: قال الحافظ ابن كثير وهذا مرسل جيد (8) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الخ (قلت) أبو مسعود هو البدري الأنصاري (تخريجه) (جه) والنسائي في اليوم والليلة وسنده جيد (هذا) وأحاديث الباب

    -كلام العلماء في معنى أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن-

    الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن (باب ما جاء في فضل سورة قل هو الله أحد والمعوذتين) (عن عقبة بن عامر) (1) قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأني فأخذ بيدي فقال يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان تدل على فضل سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن، وقد اختلف العلماء في المراد من ذلك (قال الحافظ) حمله بعض العلماء على ظاهره فقال هي ثلث باعتبار معاني القرآن؛ لأنه أحكام وأخبار وتوحيد وقد اشتملت عي على القسم الثالث فكانت ثلثًا بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بما أخرجه أبو عبيد من حديث أبي الدرداء اهـ (قلت) تقدم في هذا الباب من رواية الإمام أحمد جزأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن، وقال القرطبي اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله يتضمنان جميع أوصاف الكمال لم يوجد في غيرها من السور، وهما الأحد الصمد؛ لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، وبيان ذلك أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال؛ لأنه الذي انتهى إليه سؤدده فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن جاز جميع خصال الكمال؛ وذلك لا يصلح إلا الله تعالى، فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفة بصفات الذات وصفات الفعل ثلثًا اهـ (ومنهم) من حمل المثلية على تحصيل الثواب فقال معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن، وقيل مثله بغير تضعيف وهي دعوى بغير دليل، ويؤيد الإطلاق ما أخرجه مسلم والإمام أحمد من حديث أبي الدرداء وتقدم البخاري والإمام أحمد من حديث أبي سعيد وتقدم أيضًا وفيهما أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وما أخرجه مسلم والإمام أحمد من حديث أبي هريرة وتقدم أيضًا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احشدوا فإني سأقرؤ عليكم ثلث القرآن فخرج فقرأ قل هو الله أحد ثم قال إلا أنها تعدل ثلث القرآن، ولأبي عبيد والإمام أحمد من حديث أبي بن كعب وهو الحديث الأول من أحاديث الباب (من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، وإذا حمل ذلك على ظاهره فهل ذلك لثلث من القرآن معين أو لأي ثلث فرض منه؟ فيه نظر، ويلزم على الثاني من قرأها ثلاثًا كان كمن قرأ ختمة كاملة، وقيل المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن، وادعى بعضهم أن قوله تعدل ثلث القرآن يختص بصاحب الواقعة؛ لأنه لما رددها في ليلة كان كمن قرأ ثلث القرآن بغير ترديد، قال القابسي لعل الرجل الذي جرى له ذلك لم يكن يحفظ غيرها فذلك استقل عمله فقال له الشارع ذلك ترغيبًا له في عمل الخير وأن قل (قلت) ظاهر الأحاديث ناطق بتحصيل الثواب مثل من قرأ ثلث القرآن والقول الجامع فيه ما ذكره الشيخ التوربشتي رحمه الله من قوله نحن وإن سلكنا هذا المسلك بمبلغ علمنا نعتقد ونعترف أن بيان ذلك على الحقيقة إنما يتلقى من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي ينتهي إليه في معرفة حقائق الأشياء والكشف عن خفيات العلوم، فأما القول الذي نحن بصدده ونحوم حوله على مقدار فهمنا فهو وإن سلم من الخلل والزلل لا يتعدى عن ضرب من الاحتمال، نقله الطيبى في شرح المشكاة (باب) (1) (عن عقبة بن عامر الخ) هذا جزء من حديث طويل سيأتي بسنده وشرحه وتخريجه في باب الثلاثيات من كتاب جامع للأدب والمواعظ والحكم من قسم الترغيب وإنما ذكرت هذا الجزء منه هنا لمناسبة ترجمة الباب وهو يدل على عظم فضل هذه السور الثلاث والحث على

    -ما جاء في فضل (قل هو الله أحد) والمعوذتين-

    العظيم قال قلت بلى جعلني الله فداك، قال فأقر أني (قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) ثم قال يا عقبة لا تنساهن ولا تبيت ليلة حتى تقرأهن، قال فما نسيتهن من منذ قال لا تنساهن، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن () (عن معاذ بن عبد الله) (1) بن خبيب عن أبيه قال أصابنا عطش وظلمة فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فخرج فأخذ بيدي فقال قل فسكت قال قل: قلت ما أقول؟ قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا يكفيك كل يوم مرتين (سورتي الفلق والناس) (باب ما جاء في فضلهما) (عن عقبة بن عامر) (2) قال بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم (3) في نقب من تلك النقاب إذ قال لي يا عقبة ألا تركب؟ قال فأجللت برسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبة (4) ثم قال يا عقبة ألا تركب؟ (5) قال فأشقت أن تكون معصيا (6) قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنية (7) ثم ركب ثم قال يا عقيب (8) ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قال قلت بلى يا رسول الله، قال فأقرأني (قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) (9) ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي قال كيف رأيت يا عقيب (10) أقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت (11) قال أبو عبد الرحمن (12) هو عقبة بن عامر بن عاب ويقال ابن عبس الجهني (رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه) حفظهن وقراءتهن كل ليلة قبل النوم. (1) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن معاذ عبد الله بن خبيب الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد؛ لأنه من زوائده على مسند أبيه ولذا رمزت له بحرف زاي في أوله كما ذكرت ذلك في مقدمة الكتاب، ثم قال ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن أبي ذئب به وقال الترمذي حديث صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه النسائي من طريق أخرى عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر فذكره، ولفظه تكفك كل شيء (باب). (2) (سنده) حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر الخ (غريبه) (3) أي يقود راحلته (وقوله في نقب) النقب الطريق بين الجبلين جمعة نقاب وأنقاب وجاء عند أبي داود بلفظ (كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر (4) معناه أنه استصغر نفسه بالنسبة لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته أن يركب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي (5) أعاد عليه السؤال مرة ثانية وذلك لمزيد شفقته ورحمته بأصحابه وتواضعه وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم (6) خشى عقبة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة فيكون عاصيًا (7) أي زمنا يسير امتثالًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (8) تصغير عقبة (9) زاد عند أبي داود (فلم يرني سررت بهما جدًا)؛ لأنه كان يرغب أن يعلمه سورة هود وسورة يوسف كما صرح بذلك في بعض رواياته وستأتي لما فيهما من القصص والطول (10) معناه علمت يا عقبة أمرهما وأنهما من القرآن لجواز الصلاة بهما 11) فيه دلالة على استحباب قراءتهما عند اللزوم وعند اليقظة من النوم (12) هو عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله يريدان الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقيب هو عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (د نس) ورجاله ثقات ورواه أيضًا الحاكم مختصرًا وصححه، واقره الذهبي

    -ما جاء في فضل المعوذتين-

    (وعنه أيضًا) (1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت علي سورتان (وفي رواية أنزل علي آيات لم ير (2) مثلهن) فتعوذوا بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن (3) يعني المعوذتين (وعنه أيضًا) (4) أنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة (وعنه أيضًا) (5) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ بالمعوذتين (6) لن تقرًا بمثلهما (عن أبي العلاء) (7) قال قال رجل (8) لنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يتعقبون (9) وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني من بعدي (10) فضرب منكي فقال قل أعوذ برب الفلق، فقلت أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال قل أعوذ برب الناس فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه قال إذا أنت صليت فاقرأ بهما (1) (سنده) حدثنا حفص بن غياث عن إسماعيل عن قيس عن عقبة بن عامر الخ (قلت) إسماعيل هو ابن أبي خالد: وقيس ابن أبي حازم (غريبه) (2) بصيغة المجهول وبرفع مثلهن أي في بابهما وهو التعوذ لقوله فتعوذوا بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن (3) معناه لم يأت في القرآن سورة كلها تعويذ للقارئ سوى هاتين السورتين؛ ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما؛ لأنهما من الجوامع في هذا الباب رواه (مذ نس جه) عن أبي سعيد: وقال الترمذي حسن صحيح (وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها، رواه الشيخان والإمام أحمد وأصحاب السنن (تخريجه) (م دنس مذ). (4) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد يعني ابن أيوب حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيفي وأبو مرحوم عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ج نس مذ) والبيهقي في الدعوات الكبير، وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب. (5) (سنده) حدثنا يحيى بن إسحاق قال حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (6) أيهم القراءة في هذه الرواية، والظاهر أن المراد في دبر كل صلاة أي عقبها أخذا من الرواية السابقة والأحاديث يفسر بعضها بعضًا (وقوله لن تقرأ بمثلهما يعني من الأذكار الأخرى عقب الصلاة والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف حيث عنعن وبقية رجاله ثقات ويؤيده ما قبله. (7) (سنده) حدثنا إسماعيل أنا الجريري عن أبي العلاء الخ قلت أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير (غريبه) (8) قال الحافظ ابن كثير الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر والله أعلم (قلت) وهو كما قال لأن سياق الحديث كسياق حديث عقبة المذكور أول الباب (9) المعقب من كل شيء ما جاء عقيب ما قبله، والمراد هنا أنهم كانوا يتعاقبون البعير في الركوب يركبه الرجل مدة من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1