الكَوْنُ المُعَقَّدُ الكِتَابُ الأوَّلُ

By Dolores Cannon

المقدمة

من المستحسن قراءة كتاب الأُمَناء أولاً قبل تَنَاوُل المعلومات الواردة في هذا الكتاب. لأن هذا الكتاب هو استمرار أو تكملة لذلك الكتاب. لقد كان الأُمَناء تقريراً عن عملي بما يخص حالات الأجسام الغربية الطائرة( حالات الاختطاف) منذ عام 1986، وهو يغطي التقدم الذي أَحرَزتُه من البسيط إلى المعقد للغاية، حيث اكتشفت أن عمليات الاختطاف والمشاهدات قَدْ كانت قمة جبل الجليد، ومع تقدم عملي كنت قد أٌعطِيتً المزيد والمزيد من المعلومات المعقدة. وأدركت في الوقت الذي تم فيه تجميع هذا الكتاب أنه كان كبيرًا جدًا ، ويحتوي على معلومات كانت تنحرف بعيدًا عن الأجسام الغريبة إلى الميتافيزيقيا المعقدة للغاية. لذلك قررت إزالة بعض المعلومات من ذلك الكتاب ووضعها في كتاب جديد يغطي نظرياتٍ أكثر تعقيدًا. وهذا هو الكتاب الذي نَتَج.

أفترض (ربما بشكل غير صحيح) أنه بحلول الوقت الذي قد وصل فيه القارئ إلى هذه النقطة من عملي، سيكون على دراية بخلفيتي كمحققة في الخوارق من خلال استخدام التنويم المغناطيسي.

تعود جذوري في التنويم المغناطيسي إلى الستينيات عندما بدأت العمل في التنويم المغناطيسي باستخدام الطرق القديمة، وفي عام 1979 وبعد تربية أسرتي عدت إلى التنويم المغناطيسي، ثم أردت التركيز على الانحدار إلى الحياة الماضية والى العلاج من خلال ذلك الإنحدار ، لذلك درست الطرق الجديدة للإسْتِقْرَاء التي كانت أسرع واستخدمتُ تَصَوُّرُ الذِّكْرِيات والتَبَصُّر.

على مر السنين من العلاج والتحقيق طورت تقنيتي الخاصة والتي تستخدم حصريًا حالة النشوة العميقة (التجول النَوْمِي للعودة الى حيوات سابقة ). وهذه هي الطريقة التي يمكنني من خلالها الإستفادة من ثروة هائلة من المعلومات من خلال التواصل مباشرةً مع العقل الباطن.

مع تقدم عملي، غالبًا ما تستفيد الكيانات الأخرى من حالة النشوة العميقة للتواصل من خلال الأشخاص موضوع البحث، وهذا لا يزال مستمراً بعد أكثر من 20 عاما، والمزيد من المعلومات لا تزال تأتي.

وستوضع تلك المعلومات في الكتب المستقبلية. قيل لي إنني قد اجتزتُ الاختبارات وسيُسمح لي بالحصول على إجابات على أي أسئلة أود طرحها. هذا لأنني بقيت مخلصة للمادة التي لم أخضعها للرقابة أوالتغيير. أعتبر نفسي المراسلة والمحققة النفسية والباحثة عن المعرفة “المفقودة”. وبالتالي فإن البحث لا ينتهي أبداً.

سوف يلاحظ القارئ لعملي أن الكيانات الأخرى تستخدم المفردات الموجودة في ذهن الشخص في كثير من الأحيان من أجل إعطاء المقارنات في محاولة لشرح ما لا يمكن تفسيره بطريقة يمكن للبشر فهمها. وبالتالي غالبًا ما تستخدم كلمات غير صحيحة باللغة الإنجليزية. وسوف تَصنعْ الكلمات من أقرب الأسماء والأفعال التي يمكنها العثور عليها في ذهن الشخص. مع ذلك يتم الامر ويعمل ، ويمكننا أن نفهم ما تحاول إيصاله.

دولوريس كانون

إن 99.9999٪ مما يؤثر على واقعنا لن يكون مكتشفاً بالنسبة لحواسنا. لذلك يجب على الإنسان أن يتعلم التفكير بنفسه، بدلاً من اتباع ما تعلمه بشكل أعمى.

– بكمنستر فولر

لا يمكن تحديد حدود الممكن إلا من خلال تجاوزه إلى المستحيل.

– آرثر سي كلارك

• Language: العربية
• Publisher: Ozark Mountain Publishing, Inc.
• Release date: Oct 25, 2021
• ISBN: 9781005658793

Dolores Cannon

Dolores Cannon is recognized as a pioneer in the field of past-life regression. She is a hypnotherapist who specializes in the recovery and cataloging of “Lost Knowledge”. Her roots in hypnosis go back to the 1960s, and she has been specializing in past-life therapy since the 1970s. She has developed her own technique and has founded the Quantum Healing Hypnosis Academy. Traveling all over the world teaching this unique healing method she has trained over 4000 students since 2002. This is her main focus now. However, she has been active in UFO and Crop Circle investigations for over 27 years since Lou Farish got her involved in the subject. She has been involved with the Ozark Mountain UFO Conference since its inception 27 years ago by Lou Farish and Ed Mazur. After Lou died she inherited the conference and has been putting it on the past two years.Dolores has written 17 books about her research in hypnosis and UFO cases. These books are translated into over 20 languages. She founded her publishing company, Ozark Mountain Publishing, 22 years ago in 1992, and currently has over 50 authors that she publishes. In addition to the UFO conference she also puts on another conference, the Transformation Conference, which is a showcase for her authors.She has appeared on numerous TV shows and documentaries on all the major networks, and also throughout the world. She has spoken on over 1000 radio shows, including Art Bell’s Dreamland, George Noory’s Coast to Coast, and Shirley MacLaine, plus speaking at innumerable conferences worldwide. In addition she has had her own weekly radio show, the Metaphysical Hour, on BBS Radio for nine years. She has received numerous awards from organizations and hypnosis schools, including Outstanding Service and Lifetime Achievement awards. She was the first foreigner to receive the Orpheus Award in Bulgaria for the highest achievement in the field of psychic research.Dolores made her transition on October 18, 2014. She touched many and will be deeply missed.

Book preview

ألأكوان المتوازية

الكَوْنُ المُعَقَّدُ

الكِتَابُ الأوَّلُ

دولوريس كانون

ترجمة : عبدالله أحمد

الكَوْن المُعَقَّد

الكتاب الأول

دولوريس كانون

ترجمة: عبداالله أحمد

© 2001 دولوريس كانون

كل الحقوق محفوظة. لا يجوز نسخ أي جزء من هذا الكتاب جزئيًا أو كليًا، أو نقله أو استخدامه بأي شكل أو بأي وسيلة إلكترونيةً أو فوتوغرافيةً أو ميكانيكية، بما في ذلك النسخ أو التسجيل أو من خلال أي نظام لتخزين المعلومات واسترجاعها دون إذنٍ كتابي من شركة أوزارك ماونتن للنشر، باستثناء الإقتباسات المختصرة المضمنة في المقالات والمراجعات الأدبية.

يرجى الكتابة إلى الشركة للحصول على إذنٍ أو تسلسلٍ أو تلخيصِ أو تنقيحِ أو فهرسِ للمنشورات الأخرى على العنوان : شركة أوزارك ماونتن للنشر - ص.ب 754 ، هانتسفيل ، أ ر 72740 اهتمام : قسم الأذونات

مكتبة الكونغرس للبيانات المفهرسة

كانون ، دولوريس ، 1931-

الكون المعقد، الكتاب الأول لدولوريس كانون هو تكملة لكتاب الأوصياء والذي يقدم معلومات ميتافيزيقية تم الحصول عليها من خلال العديد من الأشخاص (الحالات) خلال جلسات الإنحدار الى الحيوات السابقة من خلال استخدام تقنيات التنويم المغناطيسي العميق .

1. التنويم المغناطيسي 2التقمص 3. العلاج بالإنحدار للحياة السابقة 4. الميتافيزيقا 5. أتلانتيس

التصميم الفني للغلاف: فيكتوريا كوبر للفنون

الخط المستخدم في الكتاب: تايمز نيو رومان،

تصميم الكتاب: نانسي جاريسون

نشر بواسطة:

دولوريس كانون

ص. ب 754

هانتسفيل ، أر 72740

شركة أوزارك ماونتن للنشر

WWW.OZARKMT.COM

طُبع في الولايات المتحدة الأمريكية

المقدمة

من المستحسن قراءة كتاب الأُمَناء أولاً قبل تَنَاوُل المعلومات الواردة في هذا الكتاب. لأن هذا الكتاب هو استمرار أو تكملة لذلك الكتاب. لقد كان الأُمَناء تقريراً عن عملي بما يخص حالات الأجسام الغربية الطائرة( حالات الاختطاف) منذ عام 1986، وهو يغطي التقدم الذي أَحرَزتُه من البسيط إلى المعقد للغاية، حيث اكتشفت أن عمليات الاختطاف والمشاهدات قَدْ كانت قمة جبل الجليد، ومع تقدم عملي كنت قد أٌعطِيتً المزيد والمزيد من المعلومات المعقدة. وأدركت في الوقت الذي تم فيه تجميع هذا الكتاب أنه كان كبيرًا جدًا، ويحتوي على معلومات كانت تنحرف بعيدًا عن الأجسام الغريبة إلى الميتافيزيقيا المعقدة للغاية. لذلك قررت إزالة بعض المعلومات من ذلك الكتاب ووضعها في كتاب جديد يغطي نظرياتٍ أكثر تعقيدًا. وهذا هو الكتاب الذي نَتَج.

أفترض (ربما بشكل غير صحيح) أنه بحلول الوقت الذي قد وصل فيه القارئ إلى هذه النقطة من عملي، سيكون على دراية بخلفيتي كمحققة في الخوارق من خلال استخدام التنويم المغناطيسي.

تعود جذوري في التنويم المغناطيسي إلى الستينيات عندما بدأت العمل في التنويم المغناطيسي باستخدام الطرق القديمة، وفي عام 1979 وبعد تربية أسرتي عدت إلى التنويم المغناطيسي، ثم أردت التركيز على الانحدار إلى الحياة الماضية والى العلاج من خلال ذلك الإنحدار ، لذلك درست الطرق الجديدة للإسْتِقْرَاء التي كانت أسرع واستخدمتُ تَصَوُّرُ الذِّكْرِيات والتَبَصُّر.

على مر السنين من العلاج والتحقيق طورت تقنيتي الخاصة والتي تستخدم حصريًا حالة النشوة العميقة (التجول النَوْمِي للعودة الى حيوات سابقة ). وهذه هي الطريقة التي يمكنني من خلالها الإستفادة من ثروة هائلة من المعلومات من خلال التواصل مباشرةً مع العقل الباطن.

مع تقدم عملي، غالبًا ما تستفيد الكيانات الأخرى من حالة النشوة العميقة للتواصل من خلال الأشخاص موضوع البحث، وهذا لا يزال مستمراً بعد أكثر من 20 عاما، والمزيد من المعلومات لا تزال تأتي.

وستوضع تلك المعلومات في الكتب المستقبلية. قيل لي إنني قد اجتزتُ الاختبارات وسيُسمح لي بالحصول على إجابات على أي أسئلة أود طرحها. هذا لأنني بقيت مخلصة للمادة التي لم أخضعها للرقابة أوالتغيير. أعتبر نفسي المراسلة والمحققة النفسية والباحثة عن المعرفة المفقودة. وبالتالي فإن البحث لا ينتهي أبداً.

سوف يلاحظ القارئ لعملي أن الكيانات الأخرى تستخدم المفردات الموجودة في ذهن الشخص في كثير من الأحيان من أجل إعطاء المقارنات في محاولة لشرح ما لا يمكن تفسيره بطريقة يمكن للبشر فهمها. وبالتالي غالبًا ما تستخدم كلمات غير صحيحة باللغة الإنجليزية. وسوف تَصنعْ الكلمات من أقرب الأسماء والأفعال التي يمكنها العثور عليها في ذهن الشخص. مع ذلك يتم الامر ويعمل، ويمكننا أن نفهم ما تحاول إيصاله.

دولوريس كانون

إن 99.9999٪ مما يؤثر على واقعنا لن يكون مكتشفاً بالنسبة لحواسنا. لذلك يجب على الإنسان أن يتعلم التفكير بنفسه، بدلاً من اتباع ما تعلمه بشكل أعمى.

- بكمنستر فولر

لا يمكن تحديد حدود الممكن إلا من خلال تجاوزه إلى المستحيل.

- آرثر سي كلارك

القسم الأول –

البحثُ عن المُعْجِزَة

الفصل الأول

ليندا وبارثولوميو يدخلان إلى حياتي

كنت أنوي في البداية تضمين قصة ليندا في كتاب الأُمَناء لكن ذلك الكتاب قد نما إلى الحد الذي اضطررتُ فيه إلى إزالة هذا القسم منه.

وكأن الاقدار قد رتبت الاجتماع والعمل في النهاية مع ليندا وقد حمل ذلك العديد من الاشارات الغريبة وغير العادية، حيث كان لقاءنا الأول في ليتل روك، أركنساس، في صيف عام 1989. بينما كنت أُلْقِي محاضرتي الأولى بمناسبة طباعة المجلد الأول من كتاب محادثات مع نوستراداموس، وكنت قد بدأت الترويج له من خلال إلقاء المحاضرات والقيام بتوقيع الكتب في فنائي الخلفي إذا جاز التعبير.

بعد المحاضررة، كانت ليندا من بين الكثرين الذين اشتروا كتابي ووقفوا في الطابور للحصول على توقيع.

وما أن وقعتُ على نسختها حتى سلمتني بطاقة العمل الخاصة بها وقالت لِي أنها ستكون مُتَاحة إذا كنت أريد أحد لاعمل معه. بَدَتْ واعية لذاتها ولم تقل المزيد في ذلك الوقت. كما أعطاني أشخاص آخرين بطاقاتهم أيضاً، أو كتبوا أسماءهم ومعلومات الاتصال الخاصة بهم على قُصَاصَات من الورق،كما أشارت بعض تعليقاتهم على أنهم يعتقدون أنهم واجهوا لقاءات مع أجسام غربية طائرة (UFO)، قمت بتدوين ملاحظات على هذه البطاقات متعهدة بالعودة اليهم أولا، لأنني كنت في ذلك الوقت أجري تحقيقات بشأن الأجسام الغربية مع لو فاريش في أركنساس. سرعان ما أدركت أنه سيكون من المستحيل مقابلة كل الآخرين .

كنتُ في الماضي أحاول دائماً العمل مع أي شخص يريد الإنحدار الى الحيوات السابقة من خلال تقنيات التنويم المغناطيسي، لأنني لم أكن أعرف مدى أهميته ذلك بالنسبة لهم. بعد نشر كتابي الأول بدأ القَصْف، وسرعان ما أدركت أن الأمور لم تعد بهذه البساطة، وأن حياتي لن تعود أبداً إلى ذلك النمط العادي البطيء، ولم يكن هناك أي طريقة أستطيع من خلالها اللقاء بهم والتحدث معهم، ناهيك عن التراجع او التخلي عنهم.

وافترضت أن غالبيتهم كانوا مجرد باحثين فضوليين ، يبحثون عن التجربة بدلاً من إيجاد الإجابات على المشاكلهم الْحَيَاتِيَّة. ومع ذلك كنت أضع البطاقات وقُصَاصَات الورق في حقيبتي ، وكنت أنوي بذل جهد جادّ للاتصال بهم إذا كان ذلك ممكنًا أصلاً. كانت بطاقة ليندا من بين تلك البطاقات. ولكني سرعان ما أصبحتُ عالقة في العديد من الأحداث للعودة إلى ليندا والآخرين.

في ذلك الوقت لم تكن ذات شخصية مميزة، لكنها كانت وجهًا مشوشًا في حشد، واحدة من بين الكثرين.

بعد بضعة أشهر عدت إلى ليتل روك لإلقاء محاضرة أخرى، حيث كانت جلستي الأولى مع جانيس، وكنت قد بذلت جهدًا خاصًا لرؤيتها لأنها اشتبهت في تجربة مع الأجسام الغربية، وسرعان ما اكتشفت أن قضيتها تستدعي المزيد من التحقيق. في كل مرة كنت أُنَسْق العمل معها كان عليّ أن اقود سيارتي أربع ساعات طويلة لكي أصل إلى ليتل روك. (تم سرد قصة الأشياء المدهشة التي اكتشفناها في كتاب الأُمناء، وفي القسم الثاني من هذا الكتاب)

اكتشفت بالصدفة أن ليندا كانت صديقة جانيس، وقالت أن ليندا قد أصيبت بخيبة أمل لأنني لم أَعود اليها ابداً . شرحت الموقف لجانيس: أنني كنت غارقة في الطلبات، والتي تأتي الآن عبر الهاتف والرسائل. لقد أصبحت انتقائية للغاية في اختيار أولئك التي سيكون لدي الوقت للعمل معهم، ولأن جانيس قالت أن ليندا أرادت إلى حَدّ كَبير أن تلتقي بي، فقد حددت لها على مضض موعدًا خلال رحلتي القادمة إلى ليتل روك في شتاء 1989.

كُنتُ مترددة لأنني كنت أعلم أنني سأكون مشغولةً للغاية حيث حددت عدة جلسات بالإضافة إلى محاضرة، وعلمت من تجربتي السابقة أنه سيكون هناك أيضًا أشخاص يريدون البقاء مستيقظين طوال الليل للزيارة .

وافقت على رؤية ليندا احتراماً لجانيس على الرغم من القلق الذي انْتَبْابني لكوني سأُجهدُ نفسي مع الكثير من الفضوليين. لم أكن أتوقع بالتأكيد أي شيء يأتي من تلك الجلسة، وبالتأكيد لم أكن اتوقع علاقة مستمرة.

في كل مرة كنت أسافر فيها إلى ليتل روك، كنت أُقِيم مع صديقي باتسي، والتي سمحت لي بتحديد مواعيد جلسات الإنحدار في منزلها. وكانت الخصوصية مضمونة دائمأً حيث كنت أقيم الجلسات في الوقت التي تكون فيه باتسي في العمل.

عندما وصلت ليندا جلسنا في صالون باتسي وتحدثنا، كانت اِمرأة جذابة، ربما في الأربعينيات من عمرها. ترتدي ملابس جميلة، وشعرها مرتب بشكل جذاب، ولم تكن تبدو أنها من هذا النوع (إذا كان هناك في مثل هذا الشيء نوع) الذي يرغب في الإستكشاف الإنحداري للحياة الماضية.

كانت سيدة أعمال تدير متجرها الخاص بالحيوانات الأليفة، وقد كبُر معظم أطفالها وغادروا المنزل لمتابعة حياتهم الخاصة. في الواقع، كانت هادئة وتتحدث بنوعومة، ولم تكن من النوع الذي يشجع على التخيّلات أو الاحلام الكسولة، بل كانت حياتها مشغولة بشكل كامل .

عندما سمعت عن محاضرتي الأولى، شعرت بإنْدِفَاع لا يُقَاَومْ للحضور، على الرغم من أنه لم يكن لديها الكثير من الاهتمام بنوستراداموس. قالت إنها كانت متحمسة في ليلة المحاضرة وكان لديها جو كبير من التوقعات، على الرغم من أنها لم تكن تستطع فهم السبب.عندما جَلستْ مع الجمهور أثناء الحديث أخبرت زوجها أن لديها دافع لا يقاوم للتحدث معي، ولكن وعلى الرغم من ذلك الإلحاح الذي لا يقاوم تقريباً، إلا أنها كانت مترددة في الاقتراب مني بعد المحاضرة.

في النهاية، وقفت في الطابور مع الناس الذين ينتظرون التّوقيعات، تفكر فيما إذا كان عليها أن تقول أي شيء أم لا، وكانت خائفة من مآل ذلك. شجعها زوجها قائلاً: أنه إذا كان لديها شعور قوي بذلك فيجب عليها المضي قُدماً، ولكن عندما حانت اللحظة، كانت قادرة فقط على تسلميي بطاقتها والقول أنها تود العمل معي. بالطبع، لم تكن على علم في تلك اللحظة بعدد المرات التي سمعت فيها مثل هذا الطلب في ذلك اليوم. كانت محادثتنا قصيرة للغاية وعندما غَادرتْ الصالَة وَضعتُ بطاقتها مع بطاقات الآخرين في حقيبتي. لقد نَسيتُ الحادث حتى جمعنا القدر في صالون منزل باتسي.

عندما اِستَجوَبَت ليندا عن أسباب رغبتها في الحصول على جلسات للتنويم المغناطيسي التراجعي، لم تستطع أن تخبرني، ولم تكن تبحث عن إجابة لأي مشكلة، ولم يكن لديها فضول لتعرف عن حيواتها الماضية.

كان هناك دافع لا يقاوم بأن لا أتركها وحيدة وشَعرتَ أن هناك شيئًا يجب أن تعطيني إياه، ولكن لم يكن لديها أدنى فكرة عن ماهية ذلك الشيء. ولأن عملي كان يتعلق بـ نوسترادامس، فقد تكون قد شعرت بشكل مشوش بأن يكون لذلك علاقة به.

كنت أعمل بالفعل على الانتهاء من هذا المشروع مع عدة أشخاص، والذي نتج عنه مجلدين آخرين من المحادثات مع نوسترادامس. لم أكن بحاجة إلى وافد جديد، خاصةً ذلك الذي عاش تلك الساعات الأربع السابقة، كما أنها لم تكن على علم بالمشاريع الاخرى التي كنت منخرطة فيها، لذلك كانت في حيرة كاملة حول سبب وجودها هناك.

تنَهدتُ معتقدة أن جلسة التنويم التراجعي ربما ستكون بسيطة، وأن الحياة أو الحيوات الماضية ستكون مملة و بدون أهمية لاحد غيرها. في الواقع، لقد أجريت العديد من تلك الجلسات خلال الأيام القليلة الماضية، ولم أكن حقاً في مزاج للقيام بعمل آخر، فقد كنت أتعافى من التهاب في الحلق وكانت طاقتي منخفضة خلال الرحلة بأكملها. وعلى الرغم من التعب، كنت أعرف أنه يجب عليّ أن أقوم بالجلسة من أجلها. وعندما بدأنا لم أكن أتوقع شيئًا على الإطلاق، وسرعان ما فوجئت بسرور وقد أُخِذت بالكامل على حين غرة . - كان هذا مثالًا آخر على الدخول في شيء بدون توقعات واكتشاف أن الامر قد تم ترتيبه بواسطة قوى خارجة عن إرادتي.

لقد استخدمت طريقة التنويم المغناطيسي اِلإسْتِقْرَائية الطبيعية التي من شأنها أن تضع ليندا في الحياة الماضية، وهكذا، عندما دخلت المشهد كان صوتها مرتاحاً وهادئاً وكان من الصعب سماعه. لكنني عرفت من التجربة أن صوتها سيصبح أعلى عندما ننتحدث معاً. رأت أوراق الأشجار على الأرض وعَرفتْ أنها في غابة، لكنها فوجئت برؤية أن جسدها كان جسد رجل وأنها كانت تلبس حذاءً طويلاً يصل إلى ركبتيها وترتدي قميصاً بأكمام طويلة. كان وصفها يشير لشاب في العشرينات من عمره بشعر بني طويل ومموج ولحية وشَوَارِب. كانت عيناه زرقاوان بشكل حاد، وكان مشغولاً بتقطيع الخشب في الغابة بالقرب من مكان إقامته. وقد بدا أن ذلك يربك ليندا. أشعر أنني لست بحاجة إلى فعل ذلك.... سيفعله الآخرون من أجلي. لكني أحب أن أفعل ذلك، لأنني وحيد وأحب شعور البهجة التي يولدها العمل . اقترحتُ أن ترى المكان الذي تعيش فيه. إنها قلعة ذات جسر متحرك وأعلام تعلو فوق الجدران. والدي هو الملك.

د: اذاً، أنت حقاً لست بحاجة إلى تقطيع الخشب، أليس كذلك؟

ل: لا، ولكن الأمر ممتع. يجعلني أشعر بتحسن. (بهدوء) يعتقد الناس أنني مجنون.

د: لماذا يعتقدون بذلك؟

ل: لأنني أحب العمل. ولا أحب حياة البَلاط. إنها سطحية للغاية. عندما تعمل بيديك تشعر بإحساس الإنجاز الذي لا يمكن أن يعطيك إياه أي شيء آخر.-كان اسمه بارثولوميو وعاش في القلعة مع عائلته، مع الكثير الكثير من الناس بما في ذلك الخدم. إنه مجتمع كبير للغاية. جميعهم يعيشون خلف أَلأسْوَارٌ.

د: على الأقل أنت لا تشعر بالوحدة، أليس كذلك؟

ل:ياه! نعم .إنهم لا يهتمون بي، ولا يعرفون اهتمامي بالتعلم. هم لا يهتمون بالمعرفة، أنا سعيد بطريقتي الخاصة.- الوضع في بلاده لم يكن آمناً . كان هناك خطر، وكان عليهم البقاء بالقرب من جدران القلعة.

ل: يريد الفلاحون العصيان، لانه لا يتم التعامل معهم بشكل جيد للغاية. وبالتالي لا يمكنك الخروج بدون مرافقة.

د: ما رأي والدك في الطريقة التي يتصرف بها الناس؟

ل: إنه ذنبه. إنه ليس لطيفًا جداً. لا يحاول مساعدتهم. هو يستخدمهم فقط لمصلحته.

د: قلت أنك كنت مهتماً بالمعرفة، هل لديك نوع معين من المعرفة ترغب في دراستها؟

ل: نعم. أحب دراسة النجوم. الكون. ولهذا يعتقد الناس أنني مجنون. (بالطبع، كنت أفترض أنه كان يتحدث عن علم الفلك أو علم التنجيم).

د: كيف ينظر الآخرون إلى النجوم في زمنك؟

ل: كمجرد تَأَلُّق لقطع صغيرة من القمر.

د: ألا يوجد أشخاص آخرون في وقتك يحبون دراسة النجوم؟

ل: هو وحده. إنه صديقي.

د: هل هو الشخص الذي ساعدك في تعلم هذه الأشياء؟

ل: نعم. هو يعرف. إنه ليس من هنا. لكنه كبير في السن، وسرعان ما سيتركني.

د: ولكن ربما يمكن أن ينقل لك معرفته.

ل: نعم، هذا ما يفعله في هذا الوقت. وهي مسؤولية كبيرة يجب أن أتحملها عندما يغادر. من ثم تصبح ملكي. يجب أن أتعلمها وأمررها لغيري ،حتى لا تموت ولاتضيع، يجب ألا تضيع.

د: ما نوع معرفة النجوم تلك؟

ل: إنها معرفة الكون. كل خليقة الله، ليس فقط على هذه الأرض. ولكن في الكثير و الكثير و العديد من الأكوان و النجوم البعيدة لدرجة أننا نحن البشر لا نستطيع حتى أن نتصور مكانها. هذا الرجل الذي أدرس معه كان في العديد من الأماكن، وقد أتى إلى هنا لإهدائي هذه المعرفة على أمل أن يمررها عقلي في المستقبل للناس، وهكذا لن يخافوا.

د: هل قلت أن الرجل العجوز قد جاء من مكان آخر؟

ل: نعم ، لقد جاء من الثّرَيّا.

د: فعلاً؟ (لقد تم أسر اهتمامي الآن .... لم تكن هذة جلسة تراجع بسيطة).

د: أين ذلك؟ (كنت أعلم أنها بنية كَوْكَبَة نجمية، لكنني أردت أن أرى ما سيقوله).

ل: إنه ... في درب التبانة. بعيداً جداً من هنا.

د: ألا يبدو ذلك مستحيلاً؟

ل: لا. لقد أتى إلى هنا على شعاع من الضوء ... (مرتبك) وهو أمر من الصعب جدًا علي فهمه.

د: أعتقد أنه كذلك. عندما قابلت هذا الرجل لأول مرة، هل وجدت أن هذه الأفكار صعبة التصديق؟

ل: لا. كنت أعرف أنها كذلك. هناك العديد من الأشياء التي خُلِقَتْ والتي لا نفهمها نحن البشر. يمكننا أن نشعر في قلوبنا فقط بأنها كذلك.

د: كيف يبدو هذا الرجل؟

ل: إنه عجوز جدًا. مَحْنِيّ الظهر، وشعره أبيض ويرتدي رداء بسيطاً وقديم . رجل عجوز عادي جداً. رجل عجوز.

د: أين يعيش؟

ل: لا أعرف. هو يأتي إِلَيَّ فحسب . أينما أكون، هو يأتي إليّ فحسب.

د:كيف يمكنه القيام بذلك؟

ل: لا أعرف. اعتقدت في البداية أنه كان ساحراً، لكنني لا أعتقد أن ذلك صحيح. أعتقد أن لديه طاقات لا يمكنني تصورها في هذا الوقت، لأن فكري ليس متقدماً بما يكفي ليفهمها.

د: كيف ينظر الشخص العادي إلى السحر في زمنك؟

ل: إنها طريقة حياة هنا. هناك عرافّون وسحره، لكنهم مزيفون. والدي يعوّل كثيراً على هؤلاء الناس. إنهم ليسوا كما يدعوا.

د:يبدو أنه سيكون مهتمًا بصديقك.

ل: لا، لأنني لا أستطيع إخبارهم عن هذا الرجل. سيكون وجوده مُهددًا.

د: هل تدرس مع هذا الرجل منذ فترة طويلة؟

ل: لقد كنت أدرس معه منذ خمس سنوات حتى الآن، كنت ...في العشرين.

د: بماذا فكرت عندما أتى إليك لأول مرة؟

ل: آه! فكرت، لماذا أنا؟ أحتاج إلى السلام. لست بحاجة إلى ذلك. (يستغرق في الذكريات) كنت جالساً في الغابة تحت شجرة، مُتَأَمّلاً في حياتي. وعندما فتحت عيني كان واقفاً أمامي تماماً.سألته من هو. وقال لي، لقد جئت من مسافة بعيدة لأعلّمك أشياء لا يمكنك تَخَيَّل وجودها. فقلت له، ما الذي يجعلك تعتقد أنني أريد أن أتعلم هذه الأشياء؟ وقال لي، لأنه مقدر لذلك أن يكون. وبسبب هذا سوف تتعلمها.

د: كما لو لم يكن لديك خيار.

ل: هذا ما قلته له.سأفعل ما حُكم عليّ برضى تام وقال لي، نعم، وسوف تكون مسرور بالتعلم.

د: يبدو وكأنه رجل مثير للاهتمام. (ضَحكتْ). هل استغرق إقناعكَ وقتاً طويلاً؟

ل: لا. كنت أعرف في قلبي أن الأمر كذلك.

د:على الرغم من أنه كان غريباً. كان يأتي اليك منذ حوالي خمس سنوات، أينما كنت؟

ل: نعم. كل يوم. لا يسمح لي بالراحة في كثير من الأحيان، لأن هناك الكثير مما يجب أن أعرفه. وقال لي أنه عندما يتركني يجب أن أجد شخص معجزتي والذي هو أصغر مني بكثير. وبهذه الطريقة ستعيش المعرفة..لا يمكنني تدوين هذه المواد.

د: لماذا لا؟

ل: بسبب مخاطر اتلافها. يجب أن تكون معرفة حية تنتقل من جيل إلى آخر. ويسمح فقط للأشخاص المختارين بالحصول على هذه المعرفة. أشعر بحسن الحظ وبالامتنان للغاية بأن أكون الشخص المختار لزماني .

د: إنها مسؤولية كبيرة.

ل: إنه لشرف عظيم، حتى أنني أشعر أن ثقَل هذا الشرف يضغط بشدة على نفسي .

د: عليك أن تتذكر ما يقوله وليس تدوينه؟

ل: لا، لا يمكنني تدوينه. سيتم تخزينه في ذهني، وعندما أجد المعجزة سيتم استرجاع كل شيء، كما لو كان بعفل ساحر. وسيأتي بالتسلسل الصحيح، بحيث يفهم هذا الشخص المعجزة المعرفة التي يحتاجها بالضبط. ومن ثم سيخزنها كما فعلت. لا يسمح لها أن تُكتَب.

د: ألا تعتقد أن هناك خطر من نسيان بعض منها؟

ل: لا. الذهن واسع جدًا. الناس لا يفهمون الذهن.

د: أليس هناك خطر، لأنها تنتقل من جيل إلى جيل، إلا يمكن أن يكون هناك تشويه؟

ل: لا، لأن هناك شيئًا يبقيها سليمة في الذهن.

د: أفكر كيف أن الناس يغيرون المعلومات على مدى فترات طويلة من الزمن.

ل: ولكن هذة مخزنة في مكان خاص جداً، ولا يمكن استرجاعها إلا في الوقت المناسب. لا يمكنني مناقشة هذا مع أي شخص حسب الرغبة. تتم مناقشته فقط في الوقت المناسب، ثم يتم استغلال هذا الجزء من الذهن للحصول على المعلومات.

د: ولكن هل من الصواب فيما اذا تحدثت معي عن هذه الأشياء؟ (نعم) لأنني لا أشكّل أي تهديد لك؟

ل: هذا صحيح.

د: هل أتى خصيصاً لرؤيتك أو أنه كان يعيش على الأرض؟

ل: لقد أتى من أجلي فقط. لا أعتقد أن الآخرين يمكنهم رؤيته. سمعني الآخرون أتحدث إليه، ولهذا يعتبرونني مجنوناً. إنهم لا يرونه.

د: سيكون ذلك مربكاً، أليس كذلك؟

ل: نعم، ولكن لا بأس. أعلم أنني لست مجنوناً. نحن معزولون للغاية حيث أعيش، ولا يوجد العديد من

الناس في هذه المنطقة. نحن نعيش بعيدًا جدًا عن معظم الممالك الأخرى.

د: هل تعتقد بأي نوع من المعتقدات الدينية؟

ل: نعتقد .... بالسحر فقط.. بالنار. إله النار قوي جداً.

د: هل هذا جزء مما يعلمه السحرة ؟ (نعم) هل يؤمن والدك بهذه الأشياء؟

ل: نعم. هو مُضلل للغاية.

د: إذاً هذه المعلومات ليست له، هل هي؟

ل: لا. لم يمكنه تصور هذه الأشياء. لم يستطع قبولها يجب أن أسافر بعيدًا جدًا.

د: هل قيل لك هذ؟

ل: نعم. عند انتهاء تدريسي، سيتعين علي السفر بعيدًا جدًا للعثور على شخص عبقري لإعطائه هذه المعرفة. لن أعود أبداً إلى غابتي. لهذا السبب يجب أن أستمتع بها الآن.

د: هل ستتمكن من العثور على شخص مناسب حيث تعيش؟ (لا) كيف تشعر حيال المغادرة؟

ل: حزين للغاية.

د: هل أنت وريث المملكة؟

ل: لا، أنا ألاصغر. لو كنت الوريث لما تم اختياري للقيام بهذا العمل.

د: سيكون لديك مسؤوليات أخرى.

ل: نعم. وبما أنه ليس لدي أي شيء ، يمكنني الذهاب.

د: أنا مهتمة جدًا بالمعلومات التي قُدمت لك. لكن دعنا نغادر هذا المشهد. أريدك أن تمضي في الزمن قدماً إلى يوم مهم. الى يوم حدث فيه شيء ما تعتبره مهماً -كان ما سبق غريباً بما يكفي وقد بلغ ذروته، لكنني لم أكن مستعدة لما جاء بعد ذلك.

د: (وقفة طويلة) ما ذلك؟ ماذا ترى؟

ل: (مؤكد) أنا في الكون. أنا في رحلة. أنا في مهمة مشاهدة.

د:كيف يحدث ذلك؟

ل: طُلب مني الذهاب في هذه المهمة، حتى أتمكن من إبداء آرائي للآخرين في أرض بعيدة. أسافر بسرعة كبيرة، لكن الأمر ليس كذلك. يبدو كما لو أنه لا توجد حركة.

د: كيف تسافر؟

ل: أنا في ... كبسولة.

د: ما هذا؟

ل: إنها شيء مستدير.

د: هل هي كبيرة جداً؟

ل: لا. إنها مجرد غرفة بيضاوية صغيرة جدًا. لا، قسم بيضاوي صغير من الضوء. ولا يوجد أحد في هذا المكان غيري... أنا لا ... أنا لا أقودها. إنها تسافر من تلقاء نفسها .

د: هل تجلس في الداخل؟

ل: أنا واقف، ولكن يمكنني الجلوس إذا رغبت في ذلك.

د: إذاً، هي كبيرة بما يكفي بالنسبة لك للوقوف فيها؟

ل: نعم. هناك نافذة فيها. فتحة، ولكن لا يمكنك تمرير يدك من خلالها.

د: لماذا لا؟

ل: لأن هناك ستار من نوع ما لا يسمح لك بالخروج منها، ولكن تُمكنك من رؤية ما حولك على الجانب الآخر.(حدث هذا مراراً وتكراراً عندما كنت أجعل شخص ما ينحدر خلال التنويم إلى الفترة الزمنية للعصور الوسطى . إنهم لا يعرفون ما هو الزجاج. لا بد أنه كان غير مألوف خلال تلك الحقبة الزمنية، لأن هذا نمط قابل للتكرار. عندما تتكرر مثل هذه التصريحات يكون لها مصداقية لأن الشخص الخاضع للدراسة لا يعرف ما أيَلغَ عنه الآخرون. تلك بعض الأشياء الصغيرة التي تعلمت مراقبتها.

د: ماذا ترى من خلال الفتحة؟

ل: أرى أن الخارج معتم جداً. حقاً معتم جداً، أسود جداً، سلمي جداً. وأحيانًا سأرى أشياء تطفو حولي. ليس هناك الكثير من الألوان هنا كما هو الحال على الأرض. أسود ورمادي جداً. ليس هناك الكثير من الالوان على الإطلاق.

د: ما نوع الأشياء التي تراها تحلق؟

ل: أه ، أرى تكوينات من ... الصخور السوداء في بعض الأحيان.

د: كيف دَخلت في هذا المكان الصغير؟

ل: كنت نائمًا واستيقظت وسُألت إن كنت سأحضر. وقلت بالطبع. ثم ذهبت للنوم مرة أخرى. ثم أدركت أنني كنت في هذه الغرفة الصغيرة. لا أعرف كيف وصلت إلى هنا. كل ما أعرفه هو أنني وافقت على المجيء وبعد ذلك كنت هنا.

د: هل طلب منك صديقك ذلك ؟

ل: لا. قال أنه يعرف صديقي، لكنه كان من مكان آخر في الكون. ليس من الثُّرَيَّا. لكن على الجانب الآخر من الثريا. كان من كوكب (يلفظ: ماي- كون) ميكون . ميكون؟ لم اسمع بهذا المكان ابداً

د:كيف يبدو ذلك الشخص؟

ل: كان صغيرًا جدًا. لم يكن لديه شعر. كان لديه رأس دائري كبير جداً.

د: هل ترى كيف يبدو وجهه؟

ل: لا أتذكر إذا كان لديه وجه. أتذكر فقط أن رأسه كان كبيرًا جدًا ومستديراً جدًا وجسده صغير جداً، وتساءلت في ذلك الوقت كيف حافظ على توازنه في ظل ضخامة رأسه.

د: بالطبع، كان ذلك في الليل، وكان من الصعب رؤية معالمه على أية حال. هل هذا صحيح؟

ل: لا ، لأنه كان ... فضياً. مشرقاً! فضي اللون، وكان لامعاً.

د:(مندهشة) أتقصد أنه كان ساطعاً؟

ل: نعم. لهذا السبب لم أستطع رؤية وجهه، لأنه كان شديد السطوع. وكنت نائماً، ولم أستطع الرؤية .(نظرت ليندا إلى الأسفل). أرتدي حزاماً كبيرًا. (حركات اليد). حزام كبير على خصري. إنه سميك جداً ودافئ جداً ،وهو فضي أيضاً. هناك مقصورات هنا وهناك أمامي، مثل الحقائب. أتساءل لماذا أرتدي هذا الحزام، وما هو الغرض منه. إنه ناعم للغاية على الرغم من أنه ليس من الجلد. ليس قاسياًلا أشعر بأي شيء أعرفه. (تستخدم حركات اليد، بدت أيضًا أنها تفحصه). ليس هناك بداية لهذا الحزام، ولا مشبك. وأنا لا تذكر أنه وُضع عليّ، وهذا يزعجني قليلاً.

د: هل هناك أي شيء في الحقائب؟

ل: هي تُشعر بأن تحتوي على أشياء بداخلها، ولكن لا توجد فُتَحَة، لذلك لا أستطيع أن أرى ما فيها. (يبدو أن الحزام يضايقه.) أعتقد أنه سيتم إخباري قريباً لماذا لدي هذا الحزام حول جسدي. (كان الصوت في كل هذا الجزء يبدو أكبر سناً وبصوت واضح لا يشبه صوت ليندا العادي).

.د: لا يزعجك. لكنه مجرد فضول.

ل: نعم إنه كذلك. إنه شعور غريب جداً، أشعر أن معدتي تتوسع تحت الحزام.

د:لكنه ليس شعوراً غير مريح.

ل: لا. إنه خفيف جدًا، خفيف جدًا.

د: هل ترتدي ملابسك العادية تحت الحزام؟

ل: لا، لا، لا. جعلوني أتركها في غرفتي. أنا أرتدي .... (يبدو أنه يفحصها). إنها لامعة أيضًا. أنا لا أعرف ماهية هذه الأشياء. فالثوب خفيف جداً، وهو يلف كل جسدي. علّي هذه الأحذية. إنها ليست جزمة (حذاء طويل)، إنها أحذية. وكلها معاً. كأنها شيء واحد. أنا مغلف فيه. ليس لدي قبعة بالرغم من ذلك.

د: هل يوجد شيء على الجدران، أم أن الغرفة عارية؟

ل: دَعيني أرى. (صمت طويل) هناك نافذة ضخمة.

د: هل هذه مختلفة عن الفتحة الصغيرة ؟

ل: لا، هذه هي الفتحة . انها طويلة جداً. (صمت) أتساءل أين الباب. لا أرى باب.

د: أنها مجرد غريبة وأكثر فضولاً، أليس كذلك ؟

ل: نعم ، إنها كذلك. أتساءل الى أين أنا ذاهب.(بمجرد أن تساءل عن ذلك ، بدأت الإجابات تأتي، وبدت وكأنها تأتي من مكان آخر، كما لو كان يكرر ما كان يسمعه. كانت معلومات جديدة له).

ل: يقولون لي أنها لن تستغرق وقتًا طويلاً. أنا ذاهبٌ لزيارة مكان جديد حيث ذهب الناس لبدء حياة جديدة. السبب في وجودي هناك ... (مفاجأة) لأجد معجزني ! (مع فرحة) أنا سوف أجد معجزتي. لقد كنت أبحث عن مثل هذا منذ وقت طويل.

د: لم تجده على الأرض؟

ل: لا! لقد بحثت في كل مكان، وأنا كبير في السن الآن. وكنت خائفاً للغاية من عدم العثور عليه في الوقت المناسب. (مع البهجة والسرور). هذا هو المكان الذي أذهب إليه. أنا ذاهبٌ الى هذا المكان الجديد لأجد معجزتي. فجأة كان لدي فكرة. كانت تلك فرصة جيدة لا تفوت.

د: هل ستكون على استعداد لمشاركة المعرفة التي قد تعلمتها ليس فقط مع المعجزة وإنما معي؟

ل: عليّ أن أسأل أولاً. لا أستطيع أن أفعل ذلك ما لم أسأل. (تفحصت شريط التسجيل ورأيت أن وقتنا ينفذ).

د: حسنًا. إذا أتيت مرة أخرى في وقت آخر وتحدثت معك، فهل سيكون لديك الوقت لتسْأَلْ وتحصل على الإذن؟

ل: نعم ، سوف اسْأَلْ.

د: ربما يمكنك مشاركتها مع معجزتين بالطريقة ذاتها، لأنني أيضاً فضولية جدًا.

ل: ( مبتهج ) وا! ألن يكون ذلك رائعًا؟ (يشعر بنشوة على الاغلب ) وا!، سيكون ذلك مضاعفاً. ألن يكون ذلك بديعاً؟

د: أود ذلك جداً، وبعد ذلك يمكنني المجيء مرة أخرى ومناقشة الامر إذا كنت ستطلب الإذن.

ل: سيكون ذلك لطيفًا. كنتُ قلقاً للغاية من فقدان هذه المعرفة. وشعرت بالسعادة لأنني سأجد معجزتي. لكن ما يزعجني كثيراً هو أن معرفتي ستُفقد على هذه الأرض.وسيكون ذلك مخجلاً، لأنه على الرغم من أن الناس بدائيون للغاية هنا ولا يهتمون بمثل هذه الأشياء، ومع ذلك يجب أن تبقى هذه المعرفة.

د : أنا موافقة. سأطلب منك أن تستمر في رحلتك. (نعم) لن أتدخل في رحلة بارثولوميو. ولكن أريد الجزء الآخر منك الذي أتحدث اليه مغادرة هذا المشهد، والتقدم للأمام زمنياً. ثم قمت بالتأثير على ليندا باستخدام الكلمة الرئيسية وأعدتها إلى وعيها الكامل.

شعرت بخيبة أمل الآن لأنني وضعت شريطًا في المسجل مدته 60 دقيقة فقط عندما بدأنا هذه الجلسة. ولكن لم يكن لدي أي طريقة لكي أتنبأ بقدوم هذا النوع من المعلومات المتتابعة، لقد كنت أتوقع حياة ماضية مملة، وبهذه الطريقة بدأت. عادة ما أتمكن من خوض حياة كاملة في جلسة مدتها 60 دقيقة، لأنه لا يوجد شيء مذهل يحدث في الحياة البسيطة، ولكن عندما بدأ بارثولوميو في الحديث عن الزائر الغريب والمعلومات التي كان يحصل عليها، علمت أنه لا يمكنني إكمال القصة في جلسة واحدة، لذلك لم أحاول. كنت أعلم أن هذا سيكون مشروعاً جديداً سيستغرق عدة أسابيع حتى يكتمل إذا سمح لي بالوصول إلى المعلومات المخفية. يبدو أنني كنت أبدأ مغامرة جديدة، على الرغم من أن حديثنا المسبق لم يكن يشير إلى أي شيء مميز في لاوعي ليندا.

عندما استيقظت ليندا بدت مشوشة وكانت لا تزال تترنح قليلاً. وعلقت قائلة: كان لدي رسالة لأعطيها لك. أتذكر ذلك. وأشعر بمسؤولية كبيرة. إنها مهمة حقًا. لا أعرف ما هي الرسالة، أنا أعلم أن هناك الكثير من المعرفة التي لا نملكها، لقد أُخذت منا بسبب طرقنا البدائية ومخاوفنا، وقد حان الوقت الآن لإرجاعها، ولسبب ما تم اختياركِ، وقد تم اختياري لإرجاع ذلك إلى هذا الكوكب، وذلك مسؤولية كبيرة للغاية. أشعر بذلك. إنها تثقل كاهل نَّفْسي. هذا كل ما أتذكره عن الجلسة.

كان من الواضح أنها كانت تسير وهي نائمة، لأنها قد كانت غارقة في نشوة عميقة لدرجة أنها لم تكن تستطع تذكّر أي شيء آخر قيل خلال الجلسة. أنا بالتأكيد مهتمة الآن بمتابعة هذه القصة، لأنها بالنسبة لي بمثابة فتح صندوق باندورا. أحب الغموض وعندما يقول أحدهم أنه سيخبرني عن تلك ألاشياء التي فُقدت وتلك التي يجب أن أعرفها، سيكون تجاهلها تآمُر. ستكون المشكلة الوحيدة هي في المسافة التي يجب أن أقطعها للعمل معها. وهكذا قررت المجيء إلى ليتل روك مرة واحدة في الشهر على الأقل، ومحاولة العمل مع الأثنتين لندا و جانيس في عطلة نهاية الأسبوع نفسها.

بين جانيس وليندا لَدَيّ الآن مشروعان منفصلان يتطوران، وهكذا ومن أجل العمل معهما شعرت أنه يجب عليّ أن أقوم برحلة خاصة إلى ليتل روك في كانون الثاني 1990، وكنت أنوي تكريس الرحلة بأكملها للعمل على المواد التي ستأتي من الجلسات التي سأقيمها مع تلك المرأتين، وكان من المفترض أن يكون ذلك سهلاً حيث لم أكن أخطط لالقاء محاضرة خلال تلك الرحلة .

قال أصدقائي إنهم لن يخبروا أي شخص أنني قادمة حتى نتمكن من إبعاد الزائرين، بالطبع، لم تسر الامور وفق الطريقة التي خططنا لها، حيث اكتشف أحد معارفهم أنني قادمة وأراد جلسة تراجع. وهكذا حددت ليلة الجمعة عند وُصُولي على الرغم من أنني أكون متعبة من المسيرة الطويلة. وبهذه الطريقة يمكنني تكريس بقية عطلة نهاية الأسبوع للسيدتين.

كنت أفكر في البداية في العمل من خلال جلسات متناوبة للمرأتين (كل على حده)، لكنني قررت بعد ذلك أنه سيكون من الأسهل متابعة قطار القصص الفردية إذا ركّزت على موضوع واحد في كل مرة، كما أن اقامة جلسات متناوبة يعني أنه يجب على أحدهن الانتظار بينما أقوم بإجراء جلسة مع الأخرى، وهكذا فقد قررنا العمل مع كل امرأة في أيام منفصلة. سأحاول أن أرتب ثلاث جلسات مع ليندا يوم السبت، وثلاث جلسات مع جانيس يوم الأحد. كانت هذه هي المرة الأولى التي حاولت فيها هذا ولم أكن أعرف كيف سيؤثر ذلك عليهما. كنت أتوقع أن تكونا متعبتين، لكن ليس بمقدار تعبي، لأنه سيكون لديهما شعور بأخذ قيلولة قصيرة طوال اليوم، لقد كانت تجربة ولم نكن نعرف كيف ستسير الأمور، ولكن إذا تمكنا من إدارتها يمكنني أن أنجز في يوم واحد ما يعادل انجاز شهر عمل.

كان من المفترض أن تبدأ أول جلسة لي مع ليندا صباح السبت، وعندما وَصلتْ لاجل الخضوع لهذه السلسلة من الجلسات رأيتُ جبيرة على الجزء السفلي من ذراعها الأيمن، حيث كانت قد سقطت على الجليد قبل عيد الميلاد وكسرته، وهكذا كنت قلقة قليلاً من أنه يصبح ذلك مصدر إلهاء خلال عملنا لأن ذلك سيكون محرجاً وغير مريحٍ، واعتقدت أنها لن تكون قادرة على الرُقودُ بشكل صحيح، وذلك قد يتعارض مع الدخول في نشوة تنويم عميق، لكنها وضعت وسادة على بطنها وأرست الجبيرة عليها.

عموماً، وقبل البحث عن المعلومات التي كان من المفترض أن ينقلها إليّ بارثولوميو، أردت معرفة المزيد عن خلفيته.- حيث أنه إذا تمت كتابة ُكتابٍ في وقت لاحقٍ، فسيكون ذلك ضرورياً لتمهيد الطريق. يجب أن أكتشف ما حدث في حياته بين لقائنا الأول ورحلته في المركبة الفضائية لإيجاد معجزته .

استخدمت كلمة ليندا الرئيسية فعملت على الفور، وكان هذا أول طلب عمل، لا يبدو أن الجبيرة على ذراعها تسببت في أي مشكلة، حيث كانت قادرة على تجاهلها عندما دخلت في نشوة عميقة، ومن ثم أعدتها إلى زمن بارثولوميو وسألتها عما كانت تفعله.

ل: (بدأت ببطء وبنعومة مرة أخرى). أنا في الارض. ذلك داخل أسوار المدينة. في مكان مثل السوق، وهناك الكثير من النشاط، وهناك أشياء كثيرة تحدث اليوم، حيث يعرض الناس بضائعهم للبيع، وهناك الناس الذين يصنعون الأشياء. هناك حَدَّاد. الاطفال يركضون. الكلاب والحيوانات، إنه يوم حافل جداً، أنا هنا للاحتفال بالحصاد والذي يتزامن مع الاعتدال الخريفي، وهذا هو السبب في وجود الكثير من الأنشطة، إنه الوقت الذي يأتي بعد الحصاد حيث يحتفل الناس بحظهم الجيد، وأيضا من أجل تقديم الشكر للآلهة على الخدمات التي قدمتها لهم خلال موسم النمو. وسيستمر هذا الاحتفال لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال، وقد تَوَّجَ باحتفالٍ ضخم في الليلة الماضية.

د: أي نوع من الآلهة تعبدون؟

ل: هناك الكثير منها، هناك آلهة العناصر وآلهة الأرض وإله الشمس والقمر والرياح والمطر.

د: هل هناك شيء ما في بلدكم يسمى الكنيسة؟ (توقف، كما لو أنه لم يفهم). مثل الكنيسة الكاثوليكية؟

ل: لقد جاءوا الى هنا عدة مرات في محاولة لهِداية الريف، ولكن لم يتم قبول ذلك. أولئك الذين جاءوا رُجموا. لقد تركونا الآن وشأننا.

د: لم يعجب الناس بهم وهم يحاولون تغيير معتقدات الناس؟

ل: لا، لأنهم دعونا بالوثنيين، وعاملونا بشكل سيء، كما لو أننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية.

د: هل مازال شعبك يؤمن بالدين القديم، هل هذا صحيح؟

ل: هذا صحيح.

د: هل كان لديك اتصال حتى الآن مع معلمك؟ (توقف..صمت) هل تعرف ما أعنيه؟

ل: لقد تحدثت مع شخص ما مؤخراً، لكنه لم يخبرني أنه معلمي.(يبدو أننا دخلنا حياته في وقت أبكر مما كنا نتحدث في جلستنا الأول).

ل: إنه رجل عجوز جداً، لكنه لم يأتي من هنا، لقد جاء لزيارتي منذ فترة عندما كنت في الغابة،كان يسير بينما كنت أجلس تحت شجرة أتأمل. وسار باتجاهي. كان لديه حقيبة ظهر، حقيبة، على ظهره ، لذلك افترضت أنه كان يسافر إلى مكان ما، تحدثنا فقط، هذا كل شيء.

د: من أين قال أنه أتى؟

ل: لم يفعل. قال فقط أنه جاء من مكانٍ بعيد جداً. مكان لم أكن أعرفه. سألني عما كنت أفكر فيه بعمق. وقلت إنني فقط أفكر في حياتي. وبدأنا نتحدث عن هذا وذاك، وحول ما لا يفهمه الناس.

د: هل هذا ما تشعر به؟ وبأن الناس لا يفهمونك؟

ل: نعم. يبدو الأمر كما لو أن لديهم مفهومًا مختلفًا تمامًا لما يحدث في حياتهم. إنهم لا يعيشون حياتهم بنفس الطريقة التي أتمنى أن أعيش بها.

د: هل كان هذا الرجل العجوز يشعر بنفس الطريقة التي تشعر بها؟

ل: نعم. قال إنها المواعيد. وأن الناس لا يدركونها.

د: كان ذلك جيدأ، لانك وجدت شخصًا يمكنك التحدث إليه.

ل: نعم. كنت متأسف جداً لرؤيته يذهب، لكنه قال إنه قد يعود بالطريقة نفسها قريبًا، وربما يمكننا التحدث مرة أخرى.

د: هذا سيكون جيدًا جدًا. هل اخبرك ما اسمه؟

ل: نعم. كان اسمه غريبًا جدًا. كان اسمه ... كريستوفر، لم اسمع بهذا الاسم من قبل. وجدته غريباً بشكل ما.

د: هل تعني أنه اسم غريب بالنسبة لبلدك؟

ل: لم أسمع هذا من قبل. لقد كان رجلاً عجوزاً ، حيث بدا الأسم وكأنه يجب أن يكون لرجل شاب جداً. عندما أقوله يعطيني إحساس مطمئن للغاية.

د: ولكن تستمتعون الآن بأنفسكم هناك في المهرجان، أليس كذلك؟

ل:وا! نعم. هناك الكثير من الأطعمة الطازجة وجميع أنواع السلع التي صنعها الفلاحون، والكثير من الغناء والرقص.

د: هذا يوم جيد. دعنا نغادر هذا المشهد. لنتحرك بعيداً عن هذا المشهد. وأريدك أن تمضي قدماً في الزمن الى حيث قد كبُرتَ في هذه الحياة. ماذا تفعل الان؟ ماذا ترى؟

ل: أنا في مدينة بعيدة عن منزلي، فيها شوارع مصنوعة من الحجر، فيها الكثير من الاوساخ... الكثير من المتسولين، إنه منظر كئيب جداً. أنا لا أحب ذلك هنا.

د: هل للمدينة اسم؟

ل: كان عليّ أن أذهب على متن قارب للوصول إلى هذا المكان. إنها دولة إنجلترا ، واسم المدينة ليفربول. أنه مكان فظيع جداً.

د: ماذا تفعل هناك؟

ل: لقد سافرت بعيداً جداً لأرى كيف يعيش الناس على هذا الكوكب، لمعرفة كم هم مختلفون. أقضي أحيانًا وقتًا طويلاً، وأحيانًا أغادر بسرعة كبيرة، ربما سأغادر هذا المكان غداً، إنه شيء محزن جداً. يؤلمني أن أرى المستوى الذي غرق فيه الناس، إنهم سيئون للغاية تجاه بعضهم البعض.

د: لكنك قلت أنك زرت مدن وبلدان أخرى أيضاً؟

ل: وا!، نعم، إلى العديد. سافرت خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك من مكان إلى آخر.

د: ما هي البلدان التي قمت بزيارتها؟

ل: قد زُرْتُ بلاد الغال ، زُرْتُ روما. لقد زُرْتُ العديد من الأماكن. زُرْتُ الشرقمعظم الناس لم يكونوا هناك أبداً .

د: ما الذي في الشرق؟

ل: وا!، إنه بلد كبير جدًا. وفلسفتهم في الحياة مختلفة تماماً عن فلسفتنا، و لديهم بشرة ملونة مختلفة، ويفعلون شيء يسمى التأمل. حيث يتواصلون مع (لديه صعوبة) ....معرفتهم الداخلية، إنهم حكماء للغاية.

د: عندما تذهب الى مثل هذه البلدان كيف تسافر؟

ل: أمشي

د: سيكون الطريق طويلاً، أليس كذلك؟

ل: نعم. في بعض الأحيان إذا كانت هناك مياه، يجب أن آخذ زورقًا، ولكني أمشي بشكل عام ...

د: كيف تعرف الى أين تذهب؟

ل: وا!، أنا فقط أذهب أينما شعرت أنه يجب علي أن أذهب، أذهب فقط في ذلك الإتجاه .

د: هل تقلق بشأن امتلاك المال أو الطعام؟

ل: في بعض الأحيان. بشكل عام، أقابل شخص ما على طول الطريق. هم لطفاء جدًا معي. يأخذونني لبعض الوقت، وحتى الآن لم يكن لدي ما يدعو للقلق. لقد تم الاعتناء بي.

د: هل تعرف اسم البلد الذي أتيت منه ؟ أين عشتَ عندما كنت أصغر سناً؟

ل: أحيانًا يطلق الناس عليه أشياء مختلفة. بعض الناس يسمونه ... (صعب) سيتون (الفاظ). (وقفة طويلة) لا أتذكّر. ليس له اسم على هذا النحو. إنها مملكة قائمة بذاتها، ولا يسافرون من هناك على الإطلاق.

د: إذاً، كان من غير المألوف بالنسبة لك أن تغادر؟

ل: نعم. هناك لا أحد يغادر أبداً.

د: لقد كانت جسارة منك لأن تريد أن تذهب بعيداً.

ل: لم أرغب حقًا في المغادرة، ولكن قيل لِي أنه يجب علي ذلك. قيل لِي أن أرى كيف تبدو الحياة في أماكن كثيرة. ولكن لا داعي للقلق، لأنه سيتم الاعتناء بي في رحلاتي. وقد حدث ذلكوأنا لست وحيداً.

د: سيكون من المخيف أن تخرج إلى الريف المجهول وأنت لا تعرف أحدًا.

ل: كان ذلك في البداية ، كنت مرعوباً.

د: من قال لك أن تفعل ذلك؟

ل: صديقي الذي يأتي إلي بشكل دوري. قال إنه من المهم رؤية كيف تبدو الحياة هنا. كانت مملكتي معزولة جداً لدرجة أنني لن أتمكن أبداً خلال مليون سنة من فهم كيف يبدو الناس الآخرين إن لم أجد نفسي.

د: ماذا تعلمت عن الناس؟

ل: لقد تعلمت أشياء كثيرة عن ثقافات الناس، وكيف يختلفون بسبب موقعهم وطريقة حياتهم ، وكيف يؤثر ذلك على الطريقة التي ينظرون بها إلى الحياة، وكيف أن بعضهم جيد جداً والبعض ألآخر سيء جدًا. وبعضهم جاهل جداً ولاينظرون أبعد من أُنُوفَهُمْ.

د: الجميع يتحدث بلغات مختلفة، أليس كذلك؟ ؟

ل: نعم ، إنهم يفعلون.

د: هل تجد صعوبة بالتواصل معهم ؟

: لا. لقد علمني صديقي أشياء كثيرة. أحدها هو التركيز على منتصف جبهه المرء، وعند ذلك يتم الاتصال دون التحدث بكلمة واحدة. من العقل إلى العقل. إنها ليست محادثة، بل هي تبادل للمعلومات.

د: هل يجب على الآخرين الذين تلتقي بهم التركيز؟

ل: لا. انهم يكونون مندهشين في البداية. هم سيبدأون في التحدث إلّي، وعندما أقوم بتثبيت نظري عليهم، يكون الامر بمثابة السكينة التي تسقط عليهم ونتواصل. وبعد انتهاء اتصالاتنا، يستمرون، بالطريقة من حيث بدأنا. إنه أمر غريب جداً.

د: هل يتذكرون بعد ذلك؟

ل: لا. إنها مثل فترة زمنية تحدث. وهم ليسوا على علم بذلك.

د: هل هناك سبب لذلك؟

ل: نعم. لأنهم سيكونون خائفين للغاية إذا عرفوا وربما سيقتلونني بسبب خوفهم. كانوا سيعتقدون أنني كنت شريراً..

د: هذا النوع من التواصل يسّهل عليك، أليس كذلك؟

ل: وا!، نعم، كثيراً جدًا. لم أستطع التحدث معهم خلاف ذلك، من الجميل جداً القيام بذلك. أتحدث إلى الفلاحين. أتحدث إلى النبلاء. أتحدث إلى الملوك. أتحدث إلى المزارعين. أتحدث إلى التجار.لقد كان تعليمياً للغاية.

د: هل التقيت بأشخاص مهمين مثل الملوك؟

ل: نعم، في رحلاتي، التقيت أحيانًا بملوك، وأحيانًا بالنبلاء فقط. التقيت الكهنة، وكبار الكهنة. فلسفاتهم دائماً مثيرة للاهتمام بالنسبة لِي. لكنهم دائما صالحون جداً. أجد أن الأمر مثير للضحك في بعض الأحيان. لا أقول لهم ذلك.

د: هل يعتقدون أن فلسفتهم هي الوحيدة؟

ل: نعم، نعم، وهذا ما أجده مسلياً.

د: في أحدى المرات عندما تكلمت إليك قلت أنك تبحث ايضاً عن شخص ما، هل ذلك صحيح؟

ل: نعم ، أنا أبحث عن شاب يمكن لي تعليمه ما تعلمته قبل أن يحين الوقت للمغادرة، وبالتالي يمكنه القيام بعملي، ولكن لم أجده حتى الان .

د: كيف ستعرفه عندما تجده؟

ل: سأعرفه على الفور. ستكون هناك إشارة أعطيت لي، وسوف أعرف

د: هل تعرف كيف ستكون الاشارة ؟

ل: لا، ولكن قيل لِي أنه عندما نبدأ اتصالنا، سيتم إخباري بذلك.

د: هل ذلك هو السبب وراء سفرك ؟ أنت لا تفكر أنه يمكنك ايجاد شاب في مملكتك ؟

ل: نعم. ولكن أيضاً أتعلم أشياء كثيرة أثناء سفري، ويُمكنني أن أخبر هذا الشاب بما رأيته.

د: افترض أنك رأيت أشياء كثيرة مدهشة .

ل: نعم. وقد رأيت بعض الأشياء السيئة أيضاً. ولكنها الحياة. عليكِ أن تأخذي الخير والشر معاً.

د: لا يمكنك إصدار أي أحكام.

ل: لا. لن يخدم هذا أي غرض. لا يمكنني فعل أي شيء لتحسين الوضع في الوقت الحالي. ما يجري في هذا الزمن هو جمع للمعلومات .

د: نعم، من غير المجدي محاولة مساعدة الناس، أنهم كثيرون

ل: لن يستمعوا. هم غير مستعدين لإجراء أي تغييرات في نظرتهم في الوقت الحالي.

د: أفترض أنك مثل المٌرُاقب؟ (نعم) بما فكرت عائلتك عندما قررت المغادرة؟

ل: لقد كانوا حزينون جداً. لقد شعروا دائماً بأنني قد جُننت. وبالتالي كان مجرد شيء آخر.

د: لم تكن أبداً كما كانوا .

ل: هذا صحيح. لكنهم تركوا الأمر يحدث فقط . أفتقدهم أحيانًا.

د: أتصور أنك ستكون وحيداً في بعض الأحيان.

ل: نعم. على الرغم من أنهم لا يعرفون الأشياء التي أعرفها، فالعائلة وجدت لتكون مكاناً مريحاً للغاية.

د: نعم، أتخيل ذلك. ولكنك الآن في مكان يسمى ليفربول؟

ل: نعم. سأغادر المكان غداً. ربما سأذهب إلى إسبانيا.

د: هل يجب أن تأخذ قارب مرة أخرى؟ (نعم، نعم). هل فكرت يوماً في السفر بطريقة أخرى عبر المحيط؟

ل: كان هناك بعض الحديث عن هذا. ومع ذلك، لا أعتقد أنه قد كان هتاك في هذا الوقت طريق مثبت. إنه محيط كبير جداً هناك، وأنا لست مستعداً للقيام بهذا المشروع في الوقت الحالي.

د: تعني أن الناس لا يذهبون في ذلك الاتجاه؟

ل: هناك الكثير من النقاش حول ذلك. هناك رجل يدعى كولومبو، يقول إن الأرض بيضاوية. والناس يضحكون عليه.

د: هل رأيت الرجل الذي يدعى كولومبو؟

ل: لا ، أنا لم أره. سمعت عنه فقط من أهل المدينة. كانوا يتحدثون عنه ويضحكون. وقلت لنفسي كم هذا حزين. لذا وقفت هناك واستمعت لبعض الوقت. ولبرهة فكرت أنه ريما يمكنني مساعدته قليلاً، لكن قيل لِي أن لا أفعل ذلك. لكنه على حقإنه لا يعرف كم هو على حق.

د: كيف تعرف؟

ل: قيل لِي عن هذه الأشياء من صديقي. يمكنني مساعدة هذا الرجل، كولومبو، في رحلته. ولكن قيل لِي أن أبقى صامتاً.

د: ماذا قال لك صديقك عمَّا هناك في الخارج؟

ل: أظهر لي الصور. لم تكن رسومات. كانت ما أسماه صور. أنا لا أفهم ما هذه. إنها صورة ، لكنها ليست مثل أي شيء رأيته في حياتي. لا تكن مرسومة أو مطليِة . إنها غاية في الجمال. كما أراني أشياء لا تصدق حول هذه الأرض، والتي لم أكن لأتخيلها أبدًا.

د: هل يمكنك مشاركتها معي؟

ل: كان الأمر كما لو كنت بعيداً جداً في سماء الليل، أنظر إلى الأسفل، إلى الأسفل، بعيداً جداً. كان ذلك جميلاً جداً . يمكنكِ أن تري شكل الأرض والأماكن في المحيط التي لم أكن لأعرف عنها. تعرفين، أن الناس اليوم يفكرون فقط في المكان الذي يوجدون عليه. إنهم لا يعتقدون أنه سيكون هناك مكان آخر. وهناك العديد من الأماكن التي لا يعرفها أحد، أو حتى يمكن تخيلها. أماكن أكبر بكثير من المكان الذي نعيش فيه الآن. كتل أكبر من الأرض، مع الغابات والتلال والجبال. أماكن لا تصدق.حيث يوجد في بعضها بشر، ولا يوجد في البعض الآخر أحد، مجرد أرض تنتظر. (قيل كل هذا بنبرة صوت حزينة. بكآبه على الاغلب).

د: كيف يبدو الناس في تلك الاماكن؟

ل: لم أزُورُهَا كلها. لقد زرت جزءاً صغيراً جداً في منطقتي فقط لأن المشي إلى تلك الأماكن سيكون مستحيلًا. قيل لي ولكن، ربما قد أكون قادراً على زيارة هذه الأماكن البعيدة يوما ما أيضاً.

د: قلت أنه عُرضت عليك صور

ل: نعم، لكنها لم تكن للبشر، فقط للأرض ومن مسافة بعيدة. بالرغم من ذلك أود حقاً أن أرى هؤلاء الناس هناك. أتساءل عما إذا كانوا مثلنا.

د: هل تعتقد أن هذا هو حيث يذهب هذا الرجل ، كولومبو؟

ل: يعتقد أنه ذاهب إلى الشرق. لا أعتقد أنه يعرف عن تلك الأماكن الأخرى. إنه لا يعرف أنها موجودة.

د: وصديقك لا يريدك أن تخبره .

ل: لا، قال أن ذلك سيكون سيئًا للغاية. قال أنه لن يصدقني على أية حال.

د: هذا صحيح، عليه أن يكتشف الامر بنفسه، تمامًا كما فعلت.ما الذي يعتقد الناس العاديين في زمنك وجوده هناك؟

ل: يعتقدون أنه إذا ذهبتَ بعيداً على متن سفينة، فهناك العديد من الأشياء الشريرة التي ستأخذكَ إلى هناك. وسوف تضيع إلى الأبد.

د: هل يعتقد الناس في زمنك بوجود أي بشر آخرين هناك ؟

ل: لا، لا يعتقدون أن هناك أي شيء يتجاوز ما يرونه.

د: عندما عرض عليك صور الارض كيف كان شكلها؟

ل: كانت مستديرة نوعاً ما، وكان هناك الكثير من الماء. (بإثارة) وأنت تعرفين ماذا؟ أعتقد أن الأرض تدور هنا وهناك هنا وهناك .

د: هل تبدو وكأنها تفعل ذلك؟

ل: نعم ، ولكن ببطء. وهناك ماء وأرض، قطع كبيرة من الأرض. المزيد من المياه في كل مكان.

د: هل يعتقد الناس في زمنك أن الارض تبدو كذلك؟

ل: إنهم لا يعرفون أنني رأيت هذه الأشياء. يعتقدون أن الأرض هي فقط حيث هم. ولايوجد شيء ما عدا ذلك . حيث أن معظم الناس خائفون للغاية، ويبقون مع ما يعرفونه. إنهم لا يغامرون بعيداً جداً عن المكان الذي يعيشون فيه.

د: لقد كنت شجاعاً جداً للقيام بتلك الاشياء

ل: كان عليّ أن أكون واثقاً جداً من التعليمات التي أعطيت لي، وقد كان الأمر صعباً جدًا في البداية. ولكن بعد بضع سنوات لم يكن الأمر صعباً على الإطلاق.

د: كنت خائفاً على الاغلب، لم تكن تعرف ماذا يوجد هناك .

ل: كنت خائفاً للغاية. كنت خائفاً للغاية، لكن عندما اكتشفت أنني لن أتأذى كان الأمر سهلاً للغاية، وأنه سيتم الاعتناء بي.

د: هل مازلت ترى صديقك؟

ل: نعم، أنه يأتي ويتحدث معي بين الفينة والاخرى. ويريني أشياء جميلة جداً في بعض الأحيان، وقد قال لي أشياء أحتاج لمعرفتها. أراني أشياء عن الأرض، وقال لي كيف ستكون الأمور بعد سنوات عديدة من الآن. وكيف سيتقدم الناس في أنماط تفكيرهم وأنماط حياتهم. وكم ستتغير الحضارة. إنه شيء مشوق جداً. من الصعب جداً في بعض الأحيان التفكير في أن هذه الأشياء ستحدث حقًا.

د: ما هي الأشياء التي لا تصدق والتي قال لك أنها ستحدث؟

ل: (بإثارة) مرة قال لي أنه سيكون هناك عربات تحلق في السماء وقد وجدت صعوبة كبيرة في تصديق ذلك. أليس هذا سخيفاً؟

د: ذلك يبدو غريباً، أليس كذلك؟

ل: وسيسافر الناس فيها في جميع أنحاء الأرض، وسيعرفون كل تلك الأماكن التي لا نعرفها الآن.

د: أنه لأمر خارق جداً بحيث تفكر بأن شخص ما يمكن أن يطير.

ل: هذا مثير للغاية. لا أستطيع ... (تنهد) لا يمكن لعقلي أن يستوعب مثل هذا الشيء. سألته فيما إذا كان سيصبح للخيول أجنحة، فقال أنه لن تكون هناك خيول. هل يمكنكِ تخيل ذلك؟

د: لا، لا أستطيع أن أتخيل كيف سيحدث ذلك .

ل: ولا أنا أيضاً. سيكون هناك العديد من الأشياء الرائعة. وقال إنه ستكون هناك مكنات تقوم بعمل عشرة رجال. وكل ما عليهم فعله هو الضغط على الأزرار وسيتم صنع الأشياء.

د: ذلك سيوفر الكثير من العمل، أليس كذلك؟

ل: نعم ، سيكون ذلك. قال إن الناس سوف يتواصلون معا بشكل أفضل مما يفعلون الآن. سيكون لديهم أشياء للتحدث من خلالها من مكان إلى آخر، ويمكنك سماعهم من مسافة عدة أميال، وقال إن هذا سيفتح الاتصالات للعالم كله، حتى نتمكن جميعاً من التحدث مع بعضنا البعض، ولن يكون هناك تجاهل بعد الآن.

د: تلك أشياء جيدة، أليس كذلك؟

ل: نعم. سيكون من اللطيف إذا تم التخلص من بعض هذه المخاوف، وسيكون الناس لطفاء مع بعضهم البعض.

د: هل تعتقد أن هذا سيحدث إذا كان لديهم أشياء من هذا القبيل وبالتالي يتمكنوا من التحدث مع بعضهم البعض؟

ل: نعم. عند ذلك لن يكونوا خائفين جداً. أنت ترين أن الناس معزولون الآن، ويعيشون مع عائلاتهم في مدنهم الصغيرة، وهم يخافون جداً من أي شيء يتجاوز تلك الحدود، وبسبب هذا الخوف لا يتواصلون بشكل جيد. يمكنهم تعلم الكثير من بعضهم البعض إذا سمحوا بذلك فقط. سيتم إلغاء الجهل بهذه الأساليب.

د: إذا، أنت تعتقد أن الجواب يكمن في تعلم التواصل؟

ل: بالتأكيد، إن الافتقار إلى التواصل سيء للغاية، لأنه يسمح للخوف بأن يلف كينونة المرء، بحيث لا يرى حقيقة ما هو أمامه، أنه يحجب كل شيء في الظلام.

د: وكذلك أخبرك عن الأشياء التي يمكن أن يتحدثوا فيها أو من خلالها؟

ل: نعم. ويمكنهم الاستماع أيضاً. كانت آلات صغيرة، أنا لا أعرف كيف تبدو تلك الآلات ،أخبرني فقط أنها كانت آلات صغيرة.

د: وهذا سيكون جيداً لأنهم يمكن عندئذ أن يتواصلوا مع بعضهم البعض.

ل: نعم. كما ترين، يمكنهم تقديم أفكارهم حول الأشياء، ويمكن للأشخاص الآخرين تقديم أفكارهم. وربما يمكن استخدام أفضل فكرة.

د: تبدو هذه الامور جيدة للغاية بالنسبة لِي. هل أخبرك بأشياء أخرى يصعب تصديقها؟

ل: نعم ، أشياء كثيرة. قال أن هناك كواكب أرضية أخرى في الكون. وأن أولئك الناس تقدموا أسرع بكثير مما حققناه. ولديهم معرفة أكثر مما لدينا. ولكن بمجرد أن ينمو عالمنا ونتمتلك الآلات لمساعدتنا لكي نصبح أكثر تعليماً، قد يأتي هؤلاء الأشخاص من الأماكن الأخرى للزيارة ومُبادَلة أفكارهم أيضًا.

د: أن كل ذلك يبدو جيداً للغاية

ل:أعتقد أنه سيكون رائعًا.

د: من الصعب التفكير في الناس الذين يعيشون على الكواكب الارضية ألاخرى، أليس كذلك؟

ل: نعم إنه كذلك. إنه صعب للغاية، على الرغم من أنني كنت أعرف هذا دائماً. ولسبب ما كان من السهل عليّ أن أفهم أكثر من التفكير في وجود أماكن أخرى على هذه الأرض والتي لا أعرف عنها شيء. لا أعرف .لا أدري لماذا واجهت صعوبة في ذلك..

د: أَكَانَ من الأسهل بالنسبة لك أن تفهم أن هناك أشخاصاً في عوالم أخرى؟

ل: نعم ، أستطيع أن أفهم ذلك بشكل أسهل بكثير من وجود أماكن أخرى على الأرض، وبأن هذه الأرض لم تكن هنا فقط.

د: : ولكن أليس من الصعب على الناس في زمنك التفكير في عوالم أخرى؟

ل: وا!، نعم، إنهم يعتقدون على أن ذلك كالشر والسوء، وهم خائفون جداً من التفكير في مثل هذه الأشياء. وخوفهم هو الذي يبقيهم متأخرين، وأي شيء لا يفهمونه يسمونه شر وسوء ويحاولون التخلص منه بقتله أو حرقه،إنهم فقط خائفون للغاية.

د: عندما ذهبت إلى روما، أليس هذا هو المكان الذي يوجد فيه بيت الكنيسة الكاثوليكية؟

ل: نعم، لديهم الكثير من الأماكن الجميلة هناك، ولديهم الكثير من الكهنة الذين يعلمون هذا الدين لسكان الريف، وهم أيضا غارقون في الخوف.

د:هل تعتقد ذلك؟

ل: نعم. أنا اعتقد ذلك، إنهم يحاولون إبقاء الفلاحين تحت السيطرة من خلال فلسفتهم الدينية، لكن هذا كله غطاء للخوف.

د:لماذا يجب على الدين أن يُخاف؟

ل: لا أعرف. يجب ألأ يكون إلههم جيدًا جدًا، فلماذا لديهم هذا الخوف إذا كان صالحاً؟

د: أنت تعني أن الكهنة أنفسهم خائفون؟

ل: نعم، لديهم هذا النظام. إنه مثل المملكة. إنه نفس الشيء القديم، مجرد اسم مختلف للحفاظ على الفلاحين في الخَطّ. إنه نظام الأعلى ليكون فوق وضد الأضعف، إنهم يؤمنون أنه لا يوجد إلا إلههم فقط، وأن كل الآخرين أشرار، وأن هناك طريقة واحدة فقط لتكون جيدًا، وهي الطريقة التي يعلمونها. وإذا لم تتبع تعليماتهم، فستكون ملعونًا للأبد. هذا غير صحيح، فهناك الكثير والكثير من السُبُل. هذه كلمة تعلمتها، هل تعلمين؟ كلمة السَّبيل. أليست هذه كلمة غريبة؟ .

د: تلك كلمة غريبة، ماذا تعني حسب ما تعتقد؟

ل: السَّبيل تعني درب أو مسار. أجد أنها كلمة مثيرة جدا للاهتمام (السَّبيل).

د: نعم ، ولكن هل تعتقد أنه من الخطأ أن يعتقدوا أن دينهم هو الطريق الوحيد؟

ل: بالتأكيد. يقولون لهم أنهم مقدسون جداً أو حُكَمَاءُ جداً جداً، وهكذا أن هذه هي الطريق . لا يسمح للفرد بفحص حقائقه الداخلية. يعلمون أن ذلك محدود للغاية. ويجب عليه أن يتبع التوجيهات بشكل صريح وأن يتصرف فقط بطريقة واحدة. وهذا أمر سيئ للغاية. لا يسمح للشخص أن يفكر بنفسه، ( تنهدت) لكن هذه هي الأوقات. كما تعلمين، هذا هو الحال في كل مكان، إنها ليست روما فقط، ولايتعلق الامر بالدين فقط، إنه مع سياسات اليوم. حيث لا يسمح لك بالتفكير لنفسك، ويقال لك ما يجب التفكير فيه وما يجب القيام به.لقد دهشت من وجود مثل هذا الخيط من الاتساق، والنمط ذاته في جميع أنحاء العالم، وقد يكون لديهم عادات مختلفة ويفعلون الأشياء بشكل مختلف قليلاً، لكنها في الأساس هي نفسها. الخوف هو نفسه، قد يكون هناك شيء مختلف، ولكن في الأساس هو نفس العباءة التي يرتديها الناس، ويسمحون لها بتلوين تفسيرهم للحياة، ويسمحون لها بإيقافهم. إنهم يخشون أن يعاقبوا.

د: يفضلون البقاء مع ما يعرفونه، فهم آمنون مع ذلك.

ل: هذا صحيح. حينذاك لا يوجد خطر من الرجم أو الشنق أو الوضع في صندوق.

د: ماذا تعني بالوضع في صندوق؟

ل: لديهم هذه الأشياء. إنهم فظيعون للغاية. إنها صناديق خشبية، حيث يوضع الناس في هذه الصناديق ويُبقون هناك لأيام بدون طعام أو ماء. ويموتون في بعض الأحيان هناك، إنه أمر مروع للغاية.

د: هذه الأشياء تحصل للأشخاص الذين لا يؤمنون بنفس الطريقة؟

ل: نعم ، أو إذا تَسَاءلُوا. يا!، هناك بعض الأشرار الذين يستحقون أن يكونوا في تلك الصناديق، لأنهم يسرقون أو يقتلون أو شيء من هذا القبيل،ولكن أن تُوضع هناك لمجرد الاعتقاد بشكل مختلف هو ظلم كريه للغاية ،هكذا أفكر. من يمكنكِ أن تؤذي إذا كنتِ تفكرين في عقلكِ بشيء مختلف؟ يمكن أن يكون أفضل، هل تَعْلَمين؟

د: ماذا وجدت فيما يتعلق بصحة الناس بينما كنت تسافر؟

ل: في بعض الأماكن يكون المكان جيدًا جدًا ويعيشون لفترة طويلة، خاصةً إذا كانوا يعيشون في العراء في المزارع.