Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

‫إسقاط السُلطة الدينية: سُلطة التقييم والعقاب والقضاء الديني: إسقاط النظام الديني, #1
‫إسقاط السُلطة الدينية: سُلطة التقييم والعقاب والقضاء الديني: إسقاط النظام الديني, #1
‫إسقاط السُلطة الدينية: سُلطة التقييم والعقاب والقضاء الديني: إسقاط النظام الديني, #1
Ebook500 pages3 hours

‫إسقاط السُلطة الدينية: سُلطة التقييم والعقاب والقضاء الديني: إسقاط النظام الديني, #1

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الجزء الأول (إسقاط السلطة الدينية): إسقاط النظام الديني المتمثل في القَوَامة والعُلوِّ على الآخر باسم الله، مِن تَقَلُّد سُلطة دينية بعد الرسل والأنبياء مما سُمي في التاريخ الإسلامي بــ(الخلافة الإسلامية، والإمامة، والأحبار والرهبان والشيوخ والأوصياء)، وشرعيتها، ومبادئ السمع والطاعة، وشرعية تقييم الآخر وعقابه باسم الله، وقيام الحُكم الديني والوِصاية الدينية على الآخر باسم الله!.

الجزء الثاني (إسقاط الجهاد بعد الرسل): إسقاط شرعية الجهاد والغزو والفتوحات، والاستيلاء على مُقدرات الآخر، واستحلال دمه وماله وعرضه، وما يحيط بهذه الجرائم من سَبيٍّ وإذلالٍ وتَغلُّبٍ، وهيمنة باسم الله وفي سبيل الله كما يزعمون (مسقطين أي شرعية للجهاد إلا أيام الرسل والوحي والإشراف الإلهي على الأمر آنذاك وفقط).
الجزء الثالث (إسقاط الأديان الموروثة): إسقاط كافة الأديان الموروثة بعد وفاة الأنبياء وحتى اليوم، والمُسماة (سماوية)، بكافة تفاصيلها، وإثبات أنها تهيكلت عبر مئات السنين من أصل إلهي صحيح مُلزِم ألزم الله به فئة خاصة من البشر؛ متحولة لدين عام أو موروث مصنوع بشريًا بتدخلات بشرية بلا وحي؛ لا يقصد الله به أحدًا من خلقه، هذه الأديان التي أصِفُها بأنها أشجار خبيثة زُرعت بالزور والباطل بين الناس، ورُويت بالأحقاد والدماء، وأثمرت كُرهًا ونَبذًا وعَداءً، وتكاثرت لطوائفَ ومذاهبَ وفِرَقٍ، وقد حان الوقت لاجتثاثها بلا رجعة (فلا يوجد دينًا إلهيًا مُلزِمًا إلا في حياة الرسل والوحي، وقد قصد الله به يوم قصد فئة مخصوصة من خلقه).
ونحن إذ نسقط هذه السُلطة وذاك النظام وتلك الشرعية، فإننا نسقط معها الأوهام المُتغلبة على عقول وارثي الأديان الإبراهيمية على وجه الخصوص، ممن يتسمون (يهودًا أو مسيحيين أو مسلمين)، وما يبثُّونه بينهم ويُصَدِّرونه لغيرهم من إلزامات وعادات وأحكام وصلاحيات ومُعتقدات مَوروثة تسببت في عداء وكُره وقتال منذ آلاف السنين وحتى اليوم، بزعم منهم أن كل هذه الممارسات وما ترتب عليها، إنما تمارس تحت شعار الله، وفي سبيل الله!!.

وأننا سنثبت زيْفَ كل هذا معتمدين على مصدر واحد فقط وهو (القرآن).

الجزء الرابع (يريد الله): وفيه نثبت من القرآن أيضًا أن (العمل والإصلاح والتنمية وفعل الخير) هو ما يريده الله من البشر العاقل وهي العبادة التي يريدها منهم، فماهية خلق الله للبشر هو ما يمارسونه على اختلاف عقولهم وأفهامهم وثقافتهم ولغتهم واعتقادهم، من عملٍ وحبٍ لفعل الخير والإصلاح وإعمار الأرض والسعي لكسب الرزق، وحب التناسل والنمو والتنمية والنجاح، وأن هذا مخلوقًا في الفِطرَة السويَّة.

Languageالعربية
Publishermohamed fahim
Release dateOct 25, 2019
ISBN9781393669401
‫إسقاط السُلطة الدينية: سُلطة التقييم والعقاب والقضاء الديني: إسقاط النظام الديني, #1

Read more from محـمد فهيم حسين

Related to ‫إسقاط السُلطة الدينية

Titles in the series (4)

View More

Related ebooks

Related categories

Reviews for ‫إسقاط السُلطة الدينية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ‫إسقاط السُلطة الدينية - محـمد فهيم حسين

    حقوق الملكية الفكرية

    جميع الحقوق محفوظة للمؤلف، ولا يجوز تبادل هذا الكتاب جزئياً أو كلياً بطريقة غير شرعية؛ سواء من خلال إتاحته للتحميل على مواقع الويب أو تبادله عبر رسائل البريد الإلكتروني، كما لا يجوز نسخ جزء من النص بدون إذن مسبق منه.

    جدول المحتويات

    مقدمة السلسلة

    تمهيد للجزء الأول

    التقييم والعقاب (التكفير والقتال)

    بعض إمكانيات الله (والتي تؤهله دون غيره للتقييم والحساب)

    حقيقة أمر الرُسل فيما يخص الهِداية (ومدى قُدسية أقوالهم، وقُدوة أفعالهم)

    حدود الرسول محـمد (فيما يخص تقييم وثواب وعقاب المعاصرين من قومه)

    صحابة الرسُل -حقيقتهم بلا مجاملات-

    حدود صحابة الرسل (فيما يخص تقييم الآخر وعقابه)

    فرصة الحياة

    حُجة الله وبَيِّنَاته المشروطة في التقييم والعقاب والحصرية أيام الرسل فقط

    الكفَّار لابد أن يكونوا فقط معاصرين لرسلهم وآياتهم البَيِّنَات المناسبة والمقصودة (فلا تكفير بعد الرسل)

    عقابُ الله

    مقدمة السلسلة

    قَصَدنا بكلمة (النظام) المعنوَن بها هذه الأطروحة، والذي ننشد إسقاطه من عقول وقلوب الناس قبل إسقاطه سياسيًا:

    إسقاط النظام الديني المتمثل في القَوَامة والعُلوِّ باسم الله، مِن تَقَلُّد سُلطة دينية بعد الرسل والأنبياء مما سُمي في التاريخ الإسلامي بــ(الخلافة الإسلامية، والإمامة)، وشرعيتها، ومبادئ السمع والطاعة، وشرعية تقييم الآخر وعقابه باسم الله، وقيام الحُكم الديني والوِصاية الدينية على الآخر.

    إسقاط شرعية الجهاد والغزو والفتوحات بعد الرسل، والاستيلاء على مُقدرات الآخر، واستحلال دمه وماله وعرضه، وما يحيط بهذه الجرائم من سَبيٍّ وإذلالٍ وتَغلُّبٍ، وهيمنة باسم الله وفي سبيل الله كما يزعمون (فلا شرعية للجهاد إلا أيام الرسل والوحي والإشراف الإلهي على الأمر).

    إسقاط كافة الأديان الموروثة بعد وفاة الأنبياء وحتى اليوم، والمُسماة (سماوية)، بكافة تفاصيلها، وإثبات أنها تهيكلت عبر مئات السنين من أصل إلهي صحيح مُلزِم ألزم الله به فئة خاصة من البشر؛ لدين عام أو موروث مصنوع بشريًا بتدخلات بشرية بلا وحي؛ الله بريء منه ولا يقصد الله به أحدًا من خلقه، هذه الأديان التي أصِفُها بأنها أشجار خبيثة زُرعت بالزور والباطل بين الناس، ورُويت بالأحقاد والدماء، وأثمرت كُرهًا ونَبذًا وعَداءً، وتكاثرت لطوائفَ ومذاهبَ وفِرَقٍ، وقد حان الوقت لاجتثاثها بلا رجعة (فلا يوجد دينًا إلهيًا مُلزِمًا إلا في حياة الرسل والوحي، وقد قصد الله به يوم قصد فئة مخصوصة من خلقه).

    ونحن إذ نسقط هذه السُلطة بنظامها وشرعيتها، فإننا نسقط معها الأوهام المُتغلبة على عقول وارثي الأديان الإبراهيمية على وجه الخصوص، ممن يتسمون (يهودًا أو مسيحيين أو مسلمين)، وما يبثُّونه بينهم ويُصَدِّرونه لغيرهم من إلزامات وعادات وأحكام وصلاحيات ومُعتقدات مَوروثة تسببت في عداء وكُره وقتال منذ آلاف السنين وحتى اليوم، بزعم منهم أن كل هذه الممارسات وما ترتب عليها، إنما تمارس تحت شعار الله، وفي سبيل الله!!.

    وإننا سنثبت زيْفَ كل هذا معتمدين على مصدر واحد فقط وهو (القرآن).

    دوافعنا لإصدار هذه السلسلة

    أولًا: لإبطالِ ما نراه باطلًا، موروثًا أصيلًا مُتغلغلًا في المُجتمعات مُهددًا ببقائه خُطةَ البشر الإصلاحية، والتي سنُثبت -في الجزء الرابع من هذه السلسلة- أنها خُطة الله، وماهية خلق الإنسان، والعبادة الوحيدة التي من شأنها خلق الله البشر.

    وقصدنا بالباطل الموروث: الأديانَ التي تهيكلت بفعل البشر بلا وحي إلهي بعد وفاة الرسل حتى اليوم وقد سموا هذه الأديان البشرية أديانًا سماوية ليسبغوا عليها القداسة والألوهية وهي (الدين اليهودي، والمَسيحي، والإسلامي) على اختلاف طوائف كل منها ومذاهبه، والتي تهيكلت عبر قرون، فهي -كما سنُثبت- باطلةٌ مُزَوَّرة: بَشرية وليست سماوية.

    ووصْفُنا هذا لأنها وإن كانت مُقتبسة من أصل حق صحيح إلا أنه تحول بفعل البشر (من حقٍّ واضح مُناسب مقصود لفئة مُعَيَّنة من خلق الله، إلى باطل مُعَقَّد صعب مُختلَفٍ فيه، لا يفهمه أحد حتى المتخصصون، ويحتاج إلى جُهد جهيد لتكشُّفِ طلاسمه ومقاصده الأولى، لو أمكن هذا!!).

    بالإضافة لكونه بِلُغاتٍ مُغايرة، وترجمات بشرية ناتجة من أفهامٍ قاصرة مهما علتْ وتخصصت، (بالإضافة لكون تسويق هذه المُنتجات لا يتم منذ غياب المسيح، ووفاة الرسول محـمد، لا بإشراف إلهي ولا بِرعاية إلهية، والتي تَضمَن سلامتها ومُناسبتها وقصدها وصلاحيتها).

    حتى توحَّشَ هذا الموروث المُخيف، بانشطاره لفرق ومذاهب متناحرة تُوَرِّث الكُرْه والعداء والفساد؛ ليُفسد ويُهلك ويُعطِّل خطة الله في الأرض، لكنها تغلبت عليه، وستظل لها الغلبة بالأداء البشري الطبيعي، وما هذا البحث إلا مُحاولة لتعجيل القضاء عليه، كمجهود بشري إصلاحي -كما نعتقد-، ولله در الشاعر الذي قال:

    ومنافع الأرباب تَظهرُ جيدًا   من بعد هدم معابد الأرباب

    ونحن إذ نسقط هذا النظام الديني الموروث بعد الرسل لاعتقادنا أنه سبب النبذ والتمايز والكره والحقد والتخلف والبطالة من جانب مُعتقدِيه، إلا أن تداعيات وجود هذا النظام سببٌ رئيسيٌ أيضًا في ظهور التطرف العلماني والأساطير الغير علمية المزورة التي اصطنعها العلمانيون لمحاربة تقدم الغباء الديني بمختلف أنواعه، ونحن في هذه السلسلة سنتطرق للنظام الديني بصفته المسئول عن كل ما سبق، حتى أنه مسئول من حيث لا يدري من انتشار التطرف العلماني الذي سنكشف عنه في كتابنا القادم (الانحراف).

    لتكون سلسلتنا هذه من جانب وكتابنا (مبرر إرسال الرسل) من جانب، وكتابنا (الانحراف) من جانب آخر، نواة لدعوة عالمية للسلام بصدق وبلا تحيز، وعن اقتناع من جميع الأطراف الدينيين والعلمانيين وأتباع كل منهم.

    هذه السلسلة محاولةً منا:

    -  للقضاء على الهيمنة الدِينية الباطلة، والرَقابة الاجتماعية السخيفة، ولكسر الأغلال من رقاب ملايين الضحايا، والتي تحاصر أعمالهم وأوقاتهم وسلوكهم ورغباتهم وأدقَّ تفاصيل حياتهم، حتى أصبح -وللأسف- نظامَ حياةٍ، وكل هذا يُسَوَّقُ باسم الله كذِبًا وزُورًا.

    -  للقضاء على التمايز الاجتماعي الذي يُمارسه وارثوا الأديان على الآخر، فيما يمارسونه على النطاق العام الخارجي، وفيما يمارسونه بين طوائفهم ومذاهبهم وفِرَقِهم على النطاق الداخلي، وكل هذا من مُسببات العَداء والكراهية، ونبذ الآخر ورفضه والتعالي عليه بالكذب والزور، كما سنُثبت في هذه السلسلة.

    -  للقضاء على الكهنوت الإسلامي والسُلطة الإسلامية التي تألّهت وأخذت لنفسها -بغير تفويض من الله- حق القَوَامة على الناس، وتقييم إيمانهم، وما في قلوبهم، وظاهر أعمالهم، ومن ثَمَّ مُحاسبتهم وعِقابهم منذ وفاة الرسول محمد وتولِّي أبي بكر السُلطة الدينية المُزورة (بالباطل والزور) وإلى اليوم، بإنشاء سُلطة الخلافة الدينية الفاشية، والقضاء الديني الظالم، وقد ادَّعى مُتقلدو هذه السُلطة أنها من الله وفي سبيل الله والإصلاح!!، ونحن سنُسقط عنهم شَرعية تلك السُلطة، وعن أنبيائهم ورسلهم قبلهم، مستدلين على كامل دعوانا بآيات القرآن للقضاء على فكرة تكفير الآخر، وبالتالي استباحة حقوقه وحياته تقرُّبًا إلى الله بدعوى الجهاد والقتال في سبيل الله!!، كما يزعم كل القتلة السفاحين على مر العصور.

    وفي طريقنا لهذا الإسقاط، سنثبت:

    -  أنه لا قتال في سبيل الله مما تشمله القَدَاسة والسُمو والتضحية والشهادة إلا في حياة الرسل، أيام تواصل الله معهم فقط.

    -  أن الله هو المشرف الأوحد والآمر بأمر القتال، وهو من يتحمل مسئولية حدوثه وما فيه من سلبيات نراها بشعة، ويراها الله بإمكاناته ومكانته خيرًا عظيمًا، وأنه لا يُمكن على وجه الصحة تكرار الحدث أو تقليده حتى لو رجع الزمان للوراء، ووصلنا ليومها وتكررت أحداثه بنفس أشخاصه، (فلا شرعية له بلا تواصل ووحي من الله)، فلا قَدَاسة ولا ضمان لخسائر حدثت من قتال لم يأمر به الله أمرًا مباشرًا، على وجه المُتابَعة.

    -  أن الله هو وحده الآمر بالقتال، وهو الضامن لأي خسائر تلحق بالمأمورين به، كذلك هو الآمر بالصُلح، وهو وبعلمه وحِكمَته وحُكمِه الآمر بقطع العهد، وهو من يُقرر العقاب أو العفو، ومن يُحلُّ الغنائم والفَيء لمن يشاء، فهو يُحيى ويميت يُعطي ويمنع، وإليه يرجع الأمر كله.

    -  أن لا سُلطة في اختيار أمر الجهاد لا لرسول ولا لغيره، لنُسقِط بإثباتنا هذا قَداسة الجهاد والقتال الحادث منذ وفاة الرسول محمد وإلى اليوم وإلى أبد الزمان بلا رجعة، نازعين عن هذا القتال منذ وفاة الرسول محمد ثوب القَدَاسة المُزوَّر، ليكون قِتالًا بشريًّا عاديًّا لا يُحمَد فيه فاعله، والأسف كل الأسف على ضحاياه.

    بعد هذا سنتوجه لهدم الهياكل الموروثة المُسماة كذبًا وزورًا: (الأديان السماوية) مثبتين:

    -  خصوصية الرسائل السماوية بأصحابها الأوائل، وأنها لا تُوَرَّث ولا تُنقل إلا بإشرافٍ إلهي، ولا تُترجم إلا بالله ترجمة إلهية وافية، وأنها غير مَقصودة إلا لمن قصدهم الله بها، وأنَّ ما فيها من الزامات وتحريم وأحكام هي لمن قصدتهم حصرًا، لا تُورث ولا تُنقل، لنُعطِّل بذلك تِجارة الدين والانتفاع الديني الذي استمر منذ وفاة موسى وغياب المسيح ووفاة محمد، سالبين سُلطة الكذب والزيف المتغلبة على عقول البُسطاء، والمُتسُلطة على رقابهم، مُوضحين المعنى الأصيل لكلمات: (الدين، والإسلام، والعبادة)، وأنها مغايرة تمامًا عما يُسوَّقُ بين الناس، مما تسبَّبَ في تمايُزٍ وعُلوٍّ اجتماعيٍ كاذب نشأ عنه حقدٌ وعداء وكراهية، مُناقشين باختصار ما اصطُلح عليه من وارثي الأديان المُزورة أنها: (عبادة لله) تمثلت في عادات وطقوس تم هيكلتها عبر مئات السنين بفعل البشر، وإن كانوا مُقتبسين هذه الطقوس من أصل صحيح قد اختص الله به فئة مُعَيَّنة لسبب ما: (تدريبي، أو تأديبي، أو عقابي، أو علاجي لمرضى العقول والقلوب آنذاك) إلا أن تلك الطقوس لا يصح توارثها ولا تلزم أحدًا غير من قصدهم الله بها قصدًا مباشرًا، كما سنفصله في موضعه، (مثبتين خصوصية تلك الأحكام وما أسموها عبادات، وعدم صلاحيتها للتوارث والنقل).

    ثانيًا: لإحقاق ما نراه حقًا مخلوقًا في الفطرة السويَّة، مما يمارسه الناس على اختلاف عقولهم وأفهامهم وثقافتهم ولغتهم واعتقادهم، من عملٍ وحبٍ لفعل الخير والإصلاح وإعمار الأرض والسعي لكسب الرزق، وحب التناسل والنمو والتنمية والنجاح، كل هذا وغيره مما سنستفيض فيه، مُثبتين أن (العمل والإصلاح والتنمية) هو ما يريده الله من البشر، وهي العبادة التي يريدها منهم، وأنها ماهية خلقهم.

    مسارنا البحثي في هذه السلسلة

    سنتطرق في هذا الطرح لأربعة أجزاء مرتبط بعضها ببعض:

    الجزء الأول: (إسقاط السُلطة الدينية)

    ومنها، بل أخطرها سُلطة التقييم والعقاب الموجودة في الدين الإسلامي الموروث: المُتمثلة في (الوِصاية الدينية، والقضاء والعقاب الديني)، هذه السُلطة الصادرة ممن أعطوا لأنفسهم الحق والصلاحية بعد وفاة الرسل بممارسة القَوامة على الناس، ليس بمبدأ بشري مَرِن هو محل نظر ونقد وإصلاح، وإنما بمبدأ شرعي إلهي إلزامي جامد معصوم وفي موضع حصانة، بصفتهم علماء الله ووكلاؤه في الأرض أو خلفاء الرسل وفقهاء الدين وأحباره، وتبعهم في توارث هذا الحق وتلك السُلطة خلفاؤهم وورثتهم من الفقهاء والعلماء وأصحاب المذاهب، والوجهاء والمُتحدثين، والمُتَصدرين للفتوى والكتابة والرأي والإمامة، ممن يحْشُون أذهان الناس وعقولهم بما أدَّعِي أنها أكاذيب باطلة، ممن زرعوا بين الناس العداء والكراهية والنبذ والعنف، ممن يُقَيِّمون الناس ويُصَنِفونهم ويُعاقِبونهم على ما في عقولهم وقلوبهم، مُنَصِّبِين أنفسهم آلهةً على الناس، مُتَقَمصين ما لله من صفات وصلاحيات وأعمال دون إذن من الله، مُقَلِدين أفعال الرسول محمد التي أوحى الله بها إليه في مواقفَ خاصةٍ، (وما كان الرسول يوم قال وفعل إلا مُنَفِّذًا لأمر الله وحُكمه المقصود المباشر)، فالله آنذاك هو من فعل وهو صاحب الأمر الأوحد.

    فَوَرِث هؤلاء المُدَّعون والغاصِبون مَكانة الرسول زُورًا، وبلا توجيه وبلا وحي وحَاكموا وحَكموا واجتهدوا ناسِبين أقوالهم واجتهادهم وآراءهم لله ولرسوله، فقتلوا وسلبوا ونهبوا وأفسدوا فسادًا لم ترَ البشرية مثله، وكل هذه الجرائم تمت تحت مسمى الفتح الإسلامي والجهاد في سبيل الله، وما زال هذا حادث منذ وفاة الرسول وحتى اليوم، ويُدونونه في كُتبهم بكل فخر واعتزاز، واصفين أكابر المجرمين السفاحين بالمجاهدين الأبطال، يَرجون عودة هذه السِيادة وتلك السُلطة المُربحة.

    تلك السُلطة التي تعطي البعضَ حقَّ تقييم الآخر على أفكاره ومُعتقداته، وتعطي نتيجةً لهذا الفكر وتلك السِيادة سُلطة العقاب وتقييم البشر على أساس الدين والمُعتقد، وسَنِّ القوانين والأحكام الدينية التي من شأنها ترهيبُ الآخر وتخويفه وعقابه نتيجةَ مُعتقدِه، بالإضافة لعقيدة (الولاء والبراء) التي من شأنها تقسيم الناس وإقصاؤهم وزرعُ الكراهية، وحصد الأرواح، وكل هذا برعاية إلهية كما يزعم أصحاب تلك السُلطة، مَن يعتقدون بقوامتهم على البشر (سكان القارات)، ومُحاسبتهم على أساس المُعتقَد ومُصادرة بشريتهم وحقوقهم وعقولهم وقلوبهم.

    مُثبتين في بحثنا هذا واستنادًا إلى القرآن فقط:

    أن أمر الهِداية والتقييم والثواب والعقاب لله وحده، وأن الله لم يمنحْ تلك السُلطة لأحد من البشر حتى الرُسل، فلا قَوامة لأحد على أحد دينياً، والبشرُ على كافة أعراقهم ومُيولاتهم عندهم الحق والسَعة في التفكير واعتقاد ما يشاءون، ولهم الحُرية المُطلقة في التفكير والاعتقاد بلا أدنى قيد، وبلا أدنى رقابة أو سُلطة لأحد على مُحاسبتهم، حتى لو وصل هذا الاعتقاد حدَّ الفساد والظلم.

    فهناك الوسائل البشرية والتضامن العقلي البشري لحل المشاكل بغير إضفاء القَداسَة على تلك الحُلول التي هي محل نقد وتطوير (ودون نسْبِها لله)، لأن نسبتها لله يُجمِّدها ويُحصِنها من النقض والاعتراض، فسُلطة التقييم والعقاب الديني التي يتقمصها مُعتنقوا الديانة الإسلامية بدءًا من:

    -  المؤسسات الدينية وخِريجيها حتى آحاد الناس؛ (فيُكَفِّرون ويَنبذون ويُعاقِبون مُخالفيهم تألهًا وعُلوًّا كاذبًا) كما سنبين تفصيلًا.

    -  وممن يدرسون في مُؤسساتهم (فن تقييم الناس وتكفيرهم وأحكام وحدود مُعاقبتهم، واستحلالهم وقتلهم، وفن اختراع الأديان المُسمى بالفقه والاجتهاد)، ونسْبَةَ كل هذا لله وشرعه، وتسويقه بين البُسطاء كأديان ومذاهب دينية مُتناحرة.

    ونحن هنا لنسقط (بأدلة القرآن فقط) هذه الصلاحية التي تُجيز لهم:

    -  (تقييم الآخر بالكفر والشرك والنفاق والزندقة والإلحاد).

    -  (عقاب مُخالفيهم بشتى أنواع العقاب، واختراع الأحكام، والتفنن في قتلهم).

    مُحاولة منا لكف ألسنتهم وأيديهم عن خلق الله على اختلاف اعتقاداتهم.  وسنثبت من القرآن أيضًا (أن الله لم يمنح سُلطة الهِداية والتقييم والعقاب المذكورة لأي من البشر كائنًا من كان، حتى الرسل).

    الجزء الثاني: (إسقاط الجهاد)

    سنُسقط في هذا الجزء (وبأدلة آيات القرآن) ما سماه وارثوا الأديان بـــ(الجهاد في سبيل الله)، وسنحصر شرعيته وصلاحيته أيام الرسل فقط، وقت تواصل الله مع البشر مباشرةً.

    لأنه بعد الرسل قد استُخدِم للعداء، مُستغِلًا للعوام والبسطاء كمقاتلين باسم الله!، ومُستحِلًّا للآخر دمًا ومالًا وعِرضًا، وكل هذا يحدث ويُمارس ظنًّا وادعاءً أنه في سبيل الله، وقد سوَّق أكابر الفقهاء المقنِنين والقتلة السفاحين أن هذا القتل وتلك الاستباحة مدعومًة من الله بالبركة والثناء!، ويطمع مُمَارسوه في رضا الله وجنته، وما ضمِنه من قبل، يوم كان مَشروعًا للمقاتلين الأوائل أيام الرسل.

    وسنثبت في هذا الجزء:

    -  مدى انحراف هؤلاء وأسلافهم منذ وفاة الرسول وإلى اليوم، مُبَينين حقيقة الجهاد بأنه أحد أنواع الاختبارات الإلهية لمعاصري الرسل المقصودين بالرسالة الإلهية سواءً كانوا مُؤمنين أو كافرين.

    -  أن الله هو وحده لا غير المُقرِر لأمر الجهاد الحادث أيام الرُسل، وهو الراعي الوحيد له وبكل ما فيه، بدءًا من اختيار الحدث ووقته وأطرافه ومكانه، مُرورًا بأدق التفاصيل أثناء سير الأحداث قِتالًا وسِلمًا وعَهدًا، حتى يُحقق الله مراده وحكمته من أمر هذا القتال.

    -  مُثبتين أن ليس لأحد كائنًا من كان ولو كان رسولًا أن يُقرر أو يتدخل في هذا الأمر، ولا في أي مرحلة من مراحله، أو أن يقرر فيه أدنى قرار، ناهيك أن يُقَلِّد اللهَ مُعطيًا لنفسه حق القَوَامة على الناس وتصنيفهم واختبارهم وعقابهم، فهذا تأله مزعوم، وجريمة نكراء، وقد حدثت منذ وفاة الرسول محمد، وما زالت مستمرة حتى اليوم، وسنُسقطها بلا رجعة.

    ونحن في هذا البحث سنعرض قصة الجهاد، ومتى يكون في سبيل الله، والفرق بينه وبين القتال البشري الذي لا تشمله القَداسة مهما حسُنت فيه النوايا والمقاصد، مُثبتين أنه لا جهاد إلا تحت إشراف إلهي، وبرعاية إلهية مباشرة، وبوجود مندوب متصل بالله، متمثل في رسولٍ أو نبيٍ ينقل للمجاهدين معه أوامر الله وتوجيهاته المباشرة.

    كما سنثبت أن هذا المندوب وهؤلاء المجاهدين ما هم إلا مُنَفِّذون لحُكم الله وأمرِه بالقتال آنذاك، وليس لهم من قرار القتال أو الصلح أو السلم شيء، فما كان الأمر والحُكم فيها إلا لله وحده.

    وأن ما حدث ومازال يحدث منذ وفاة الرسول محمد إلى اليوم من قتال وإضفاء الشرعية والقَداسة عليه، ونسبته لله تحت مسمى قتال أو جهاد في سبيل الله، هو نسْب باطل، كذا إضفاء مسمى المجاهدين في سبيل الله على هؤلاء المجرمين، هو باطل كذلك.

    الجزء الثالث: (إسقاط الأديان)

    سنثبت في هذا الجزء (ومن القرآن فقط) خصوصية الرسالات بأقوامها ممن قصدتهم

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1