Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

جنة الدنيا
جنة الدنيا
جنة الدنيا
Ebook260 pages2 hours

جنة الدنيا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

للدنيا أكثر من وجه, وأكثر من طريقة لعيشها, لهذا يوجد بها التعساء... كل بحسب وجهة نظره التي اختارها لعيش دنياه.
ومن هنا تصطحبك الكاتبة في رحلة إلى أطلقت عليه "جنة الدنيا", مكان إن وصلتَ إليه صرتَ آمنًا مطمَئنًّا, وإن ابتعدت عنه فاعلم أنك في خطر دائم, وتقُّ علينا بأسلوب سهل وجميل أسرار وطرق الوصول إلى ذلك المكان, وكذلك تحكي بأسلوب ذكي عن الأمور التي تبعدك عن الطريق إلى مكانك المفضل الذي تطمح في الوصول له, حتى ندرك في نهاية الرحلة أننا نمتلك مفتاح راحتنا, ونمتلك العقل القادر على استعادته حال فقدانه.
Languageالعربية
Release dateMay 12, 2024
ISBN9789778061550
جنة الدنيا

Related to جنة الدنيا

Related ebooks

Reviews for جنة الدنيا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    جنة الدنيا - هبه يس

    جنة الدنيا

    هبه يس

    chapter-001.xhtml

    هبه يس: جنة الدنيا، كتاب

    الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٠

    رقم الإيداع: ١٩٢١٨ /٢٠١٩ - الترقيم الدولي: 0 - 155 - 806 - 977 - 978

    جَميــع حُـقـــوق الطبْــع والنَّشر محـْــــفُوظة للناشِر

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    إهــــــداء

    إلى د. أحمد عمارة وزوجته الجميلة م.نانسي شبانة..

    كروح تهفو إلى النور، هداني الله إليكما لأنكما طاقتا علم ونور..

    تعلمت منكما كثيرًا، وها أنا أحاول أن أقوم بدوري وأنقل ما تعلمته إلى غيري..

    راجية من الله الصدق والإخلاص والقبول لي ولكما.

    لماذا خلقنا؟

    هذا السؤال سمعناه مرارًا وتكرارًا، ونحفظ إجابته عن ظهر قلب، لماذا خلقنا؟ خلقنا لنعرف الله ونعبده:

    ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا (12) ﴾ (الطلاق: ١٢).

    ﴿وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ (الطور: ٥٦).

    لكن ورغم معرفتنا بهذا إلا أن كثيرًا منا لا يدرك المعنى الحقيقي لمعرفة الله وعبادته، فنحن نظن أننا نعرف أن لنا ربًّا وخالقًا هو (الله)، ونحن نصلي ونصوم ونؤدي الزكاة المفروضة،إذًا فنحن نعبده.. وهذا كل شيء.. لكن تُرى هل هذا هو كل شيء فعلًا؟

    دعونا نبحث قليلًا في القرآن والسنة لعلنا نصل إلى معنى أوضح وأصح لكلمة عبادة:

    ١) قال تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾(غافر: ٦٠)، ففي هذه الآية توضيح لمعنى كلمة العبادة على أنها (الدعاء)، فقد أمرنا الله في بدايتها بالدعاء، ثم أكمل بأن الاستكبار عن دعاء الله وسؤاله هو بعينه الاستكبار عن عبادة الله.

    ٢) وفي الحديث الشريف (الدعاء هو العبادة) دليل آخر يؤكد المعنى المذكور في الآية السابقة، ويوضح وضوح الشمس أن العبادة هي (الدعاء).

    ٣) كلمة (صلاة) في اللغة العربية تعني (دعاء) من الأساس، لهذا ففي الديانات السماوية الأخرى يقال (صلي لي) بمعنى (ادعو لي).

    إذًا خلقنا الله لنعبده؛ أي ندعوه ونرجوه ونطلب منه، لكن ماذا عن الصلاة والصيام وبقية الفرائض التي كنا نفهمها على أنها هي العبادة المقصودة؟ كل هذه الأمور من صلاة وصيام وزكاة وحج.. وغيرها تسمى (نسك) أو (مناسك)، أو بمعنى أوضح (عبادة جوارح) نقوم بها بأجسادنا حتى نكون على صلة بالله، ونتمكن من استمداد العون والطاقة والقدرة والمدد منه باستمرار، لكنها ليست هي العبادة المقصودة، ولا هي كل العبادة التي يجب أن نقصر عليها التفكير حينما نتفكر في: لماذا خلقنا الله؟

    لكن أي دعاء هذا الذي يقصده الله؟ ويريده من عباده؟ ويتوعد من يستكبر عنه؟ هل هناك توضيح أكثر؟ بالطبع:

    إذا جربت وسألت الناس من حولك تُرى ما هو أفضل دعاء على الاطلاق؟ ستسمع إجابات واقتراحات عديدة ومختلفة، لكنها لا تعبر سوى عن رأي صاحبها، وفي النهاية هي مجرد اجتهادات لا دليل عليها، غير أنه عند الانتباه إلى الحديث الشريف الذي يقول (أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله).. نرى أنه قد قطع الشك باليقين، إذًا أفضل دعاء يمكن لأي إنسان أن يدعوه على الإطلاق هو (الحمد لله)، إذًا فنحن خلقنا لنعرف الله وندعوه؛ أي نحمده ونقر له بفضله وكرمه وإنعامه علينا... أليس كذلك؟

    لكن تُرى منْ هذا الذي سيحمد ويشكر؟ قطعًا هو الإنسان الذي يشعر بنعم الله، الإنسان السعيد، المستمتع، الذي يعيش في راحة وأمان ويسر، وليس هذا الذي يحيا في همٍّ وغمٍّ ونكد وفقر ومرض، والذي لا يكاد يفيق من مشكلة حتى يدخل في غيرها، منطقي جدًّا ألا يلتفت الأخير إلى الحمد والشكر إلا قليلًا أثناء حياته، وهذا عكس مراد الله، فأنت خلقت لتحمد وتشكر، أي خلقت لتعيش سعيدًا ومستمتعًا حتى تستشعر نعم الله عليك في كل وقت وحين، إذًا فأنت خلقت (لتستمتع بالحياة).. صدقني أنت مخلوق لتسعد وتستمتع وتعيش حياتك في يسر وسهولة، أنت خلقت لتسعد في الدنيا والآخرة، عندما تعرف الله حق المعرفة.

    وعلى الرغم من بساطة ووضوح هذا التحليل، ومنطقية النتيجة التي وصلنا إليها، إلا أن كثيرين لن يقتنعوا بها.. معقول؟ هل خلقنا لنستمتع؟ هل خلقنا لنعيش في يسر؟ أين الابتلاءات والكبد والمشقة التي يجب أن تكون في الدنيا؟ أين الاختبار والتمحيص؟ أين الجهد والمشقة والتعب الذين اعتقدنا جميعًا أنهم أصل الحياة الدنيا؟ والحقيقة الصادمة، ولكنها مفاجأة سارة في نفس الوقت،أن كل هذه المعتقدات التي عشنا بها طويلًا وعاشت بها أجيال سابقة ليست صحيحة على الإطلاق، الحياة يسر.. متعة.. وفرة.. الحياة حلوة.

    لا زلت لا تصدقني؟ لا زلت غير مقتنع؟ دعنا نتحدث عن ذلك بتفصيل أكثر.

    الحياة حلوة

    أعرف تمامًا حجم الشك وربما الرفض الذي بداخلك بخصوص ما وصلنا إليه في الفصل السابق.. هل يمكن أن نكون مخلوقين لنستمتع حقًّا؟ هل يمكن أن تكون الحياة يسيرة فعلًا؟ هل يمكن أن نعيش الدنيا سعداء ومستمتعين وفي راحة بال صدقًا؟ ولكن هذا يعاكس كل المفاهيم والمعتقدات التي ورثها بنو البشر جيلًا بعد جيل والتي نعتقد أن لها أصلًا في الدين أيضًا!! لقد نشأنا على أن (الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء)، وعلى أننا جئنا إليها لنتعب ونشقى، وأنه لا مجال للراحة والأمان إلا في الآخرة، فكيف لنا أن نغير رأينا هكذا فجأة ونصدق أن الحياة يسر ونعيم؟

    صدقني.. أشعر بك وبحيرتك تمامًا، فقد كنت في نفس مكانك يومًا ما، ولكني غيرت رأيي بمنتهى السهولة عندما فهمت أنه لا يمكن لأي موروثات أو معتقدات أن تكون صحيحة إذا خالفت كلام الله الذي أنزله في كتابه، أنزله لنا لنقرأه ونفهمه ونصدقه ونعيش به، ومن أصدق من الله قيلًا؟.. تعالى واسمع معي:

    ١) ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوْا۟ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ﴾ (الأعراف: ٩٦).

    أسمعت؟ فقط لو كنا نؤمن بالله حقًّا، ونتقيه صدقًا لفتح علينا بركات من فوقنا ومن تحت أرجلنا ومن حيث لا نحتسب، بهذه البساطة والسهولة، وإن كنا لا نلمس هذا الأمر فهذا لأننا لم نطبق الشرط المذكور في الآية - وهو الإيمان والتقوى - كما يجب، وليس لأن الوعد ليس صحيحًا أو قابل للتنفيذ.. ببساطة: آمن واتقي ترى البركات تنهال عليك من كل اتجاه.

    ٢) ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ (الطلاق: ٣،٢). مرة أخرى.. إذا اتقيت الله قدر علمك وقدرتك سيخرجك من كل ضيق، ويفتح لك أبواب الرزق من أماكن لم تكن لتأتي في حسبانك قط، فقط بتدبيره ومشيئته.

    ٣) ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مِنْ أَمْرِهِۦ يُسْرًا ﴾ (الطلاق: ٤). مرة ثالثة.. إذا كنت ممن يعيشون بتقوى الله، ويعتبرونها أسلوب حياة، فإنه سيجعل حياتك يسيرة، رغدة، منعمة، بدون أي شقاء ولا عناء كما نعتقد.

    ٤) ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ ﴾ (الشمس: ٥ - ٧). وفي هذه الآية توضيح صريح لأنه من (صدق بالحسنى)؛ أي من أحسن الظن بالله، وصدق بقدرته وكرمه ورحمته وحسن تدبيره، فسييسره لحياة يسيرة جميلة في الدنيا قبل الآخرة. وفي المقابل: ﴿وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ (8) وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ (9) فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْعُسْرَىٰ (10) ﴾ (الطلاق: ٨ - ١٠)،أي من كذب بأن الله هو الوهاب، الفتاح، الرزاق، الكريم، الودود، اللطيف، الرحيم، وبالتالي الكذب بإمكانية أن يعيش سعيدًا ومرتاحًا.. فسييسره لحياة عسيرة شاقة، فالله عند ظن عبده به.

    ٥) ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ ﴾ (البقرة: ١٨٥). هل هناك تصريح أكثر من ذلك؟ يريد الله لكم الحياة اليسيرة الكريمة السعيدة الآمنة، لأنكم خلقتم لتستشعروا نعمه وفضله، وتعرفوا أنه المنعم الوحيد سبحانه وتعالى، فتشكروه وتحمدوه وتعبدوه كما أراد، ولم يرد لكم الشقاء والمرض والفقر والهم والحزن، فلماذا يعذبكم ويشقيكم إذا سلكتم طريقه وعرفتموه؟ ﴿مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ (النساء: ١٤٧).

    ٦) ﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍ ﴾ (المجادلة: ١١). و هذه الآية هي أجمل رد على من يقول إن الله خلقنا درجات، ينعم على بعضنا بما لا ينعم على الآخرين به، فها هو معيار الترقي والدرجات العليا.. تريد أن تكون ممن يرفعهم الله الدرجة تلو الأخرى؟ كن من الذين يؤمنون ويتعلمون.

    ٧) ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ ﴾ (المائدة: ١٠٥).

    أتقول في نفسك وماذا لو كنت أنا مؤمنًا ولكن من حولي ليسوا كذلك؟ ماذا سيحدث لو كنت أنا على مراد الله ولكن بلدي أو أهلي أو ظروفي ليست كذلك؟ ألن يضرني ذلك؟ ألن يعيقني ذلك في الوصول إلى الحياة السعيدة التي أتمناها؟ وها هي الآية تجيب عليك لتريحك من هذا التفكير (عليكم أنفسكم) أي فقط فكر في نفسك وركز معها في أن تكون أنت مؤمنًا وعلى مراد الله حقًّا، حينها كن على يقين أنه لن يضرك شيء في الأرض ولا في السماء، أيًّا كان، ومهما كانت صفته أو حجمه في حياتك، اطمئن لن يضرك من ضل إذا اهتديت أنت.

    ٨) ﴿فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴾ (طه: ١٢٣). ألا زلت لا تصدق بعد؟ أبعد هذه الآية؟ فها هو الله يعدك بوضوح أنك لن تضل ولن تشقى أبدًا إذا اتبعت هداه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه بالمنطق إذا ضلت في الدنيا فكيف لك بعكسه في الآخرة، فالوعد بعدم الضلال والشقاء في الدارين.

    ٩) ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ ﴾ (البقرة: ١٥٧). من هذه الآية تعرف من (المهتدون)، هم الذين تتنزل عليهم صلوات الله، أي رحمته وعنايته وحفظه وتوفيقه وتدبيره ورزقه، هم الذين يعيشون في راحة بال وسلام داخلي، ويسر واستمتاع بالحياة، إذًا فأنت يمكنك أن تنال كل هذا تلقائيًّا عندما تصبح من المهتدين المؤمنين.

    ١٠) ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ (الأنعام: ٨٢). نعمة أخرى ينالها المهتدون، وهي الأمن والسكينة والطمأنينة، وهي بالضبط الأشياء التي يفتقدها الكثير من الناس الآن، لكن هل هذا لأن وعد الله ليس بحق.. حاشاه!! أم لأنهم لم يطبقوا الشرط الموضح بالآية، ولم يتبعوا هدى الله؟

    ١١) ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (البقرة: ٣٨). لا خوف ولا حزن ولا ضيق ولا هم ولا عسر.. لمن؟ لمن اهتدى وآمن وعرف الله وتقرب إليه، لهذا إذا كنت ممن يعيشون حياتهم بكل هذه المشاعر السلبية، فالعيب فيك أنت، وليس في الدنيا أو الحياة، فالله أوضح ووعد، لن تخاف ولن تحزن إن كنت من المهتدين.

    ١٢) ﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰٓ ﴾ (طه: ٤٧). السلام... ما أجملها وما أشملها كلمة، تلخص كل ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة، وقد وعد الله عباده بها يقينًا، ولكن لمن مرة أخرى؟ لمن اتبع الهدى.

    ١٣) ﴿مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ﴾ (النحل:٩٧).

    هل يمكن لك بعد أن تقرأ هذه الآية أن تشك أن حياتك يمكن لها أن تكون طيبة وحلوة؟ فقط اعمل صالحًا سيدبرها الله ويسخرها لك، ويجعلك تذوق اليسر والراحة والمتعة في الدنيا قبل الآخرة.

    ١٤) ﴿أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِۦٓ أَهْدَىٰٓ أَمَّن يَمْشِى سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22) ﴾ (الملك: ٢٢).

    في هذه الآية سؤال منطقي جدًّا، يجب أن نسأله لأنفسنا، لماذا لا نصدق أن من يؤمن ويتقي ويهتدي تصبح حياته نعيمًا حقيقيًّا حتى وهو لا زال في الدنيا بعد؟ أليس المهتدي أحق بهذا من غيره الذي يمشي (مكبًّا على وجهه)، أي الذي لا يعرف طريق الهدى ولا يسير عليه؟ لماذا نشك في إمكانية حدوث ذلك؟ أليس من البديهي أن من يطع الله يكافئه الله؟ أليس

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1