الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
By صلاح عامر
()
About this ebook
مما لاشك فيه ، بأن عقيدة أهل السنة والجماعة ، بأن الله تعالى سيخرج من النار ،كل من قال :" لا إله إلا الله " ، ممن لا ينقضون قولهم وإقرارهم بالشهادة بشيء، لأننا نعلم جيدًا أن الذين حبسهم القرآن في النار هم الكافرون و المنافقون(النفاق الاعتقادي) ،وأنه لا يُخلد في النار أحد من عصاة المسلمين ، وبالنسبة لهذه المسألة أو غيرها يجب علينا أن نكون ملتزمون بالكتاب والسنة في كافة أحوالنا، لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)"الحجرات:1)
والأدلة كثيرة على كفر تارك الصلاة من القرآن والسنة ، سنقف على البعض منها في هذه الرسالة بمشيئة الله وتوفيقه ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم « بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ».[1].
وأن من يقول هذا لمن تركها جحودًا ، فليأتنا بالدليل على ذلك ،فلا نخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد ، فعن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا " فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " لَمْ أَكُنِ أَدَعُ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ " ».[2]
وعَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا رَأْيُ الْأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ، وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وَلَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.[3]
وعلى أي أساس تتم معاملته على أنه له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ولا يوجد دليل على أن ترك الزكاة أو الصيام أو الحج كفر ، فلذا أيضًا لا نقبل ، أن يقال : أن مسألة تكفير ترك الأركان الأربعة من مسائل الخلاف السائغ . لأننا بذلك على هذا القول نكفر مثلاً تارك الزكاة ، على الرغم من وجود الدليل الذي ليس على صحته أي خلاف بأنه مسلم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ، إِلَّا أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ، وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ،..."[4]
وعلى ذلك أيضًا ترك الصيام والحج ، مع ترغيبنا بكل الأعمال والتحذير من تركها بموجب ما ترتب عليها من ثواب لفاعلها بشروطها وأركانها ، يبتغى بذلك وجه الله ، أو عقاب لمن تركها أو تهاون في أدائها ، ودليلنا على كل ما نقول من القرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنته ، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ العُقَيْلِيِّ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ».[5]
وما لم يكن دينًا على عهد الصحابة رضي الله عنهم ، فلن يكون لنا بدين ، إذ نحن ملتزمون بما نقول ، لأننا نقول : لا خلاف مع النص ، وليراجعني في هذا الردود من شاء فإننا بحمد الله تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتقبل الحق من كل من جاء به ، ولكنه يجب علينا بأن نراجع الأدلة دون التعصب لمذهب معين أو شيخ بعينه ، نلتمس بذلك رضا الله ، لا نلتمس رضا ممن هم حولنا من علماء وغيرهم من يقولون بعدم كفره ، لأننا سنسئل بين يدي الله عن هذا العلم الشرعي ، لأنه من أعظم الأمانات، لأنه متعلق بالوحي الإلهي ،لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28)"(الأنفال:27-28)
Read more from صلاح عامر
دليل الأخيار إلى المغفرة والاستغفار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمسك الختام في الصلاة والسلام على خير الأنام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجامع الدعاء المستجاب Rating: 2 out of 5 stars2/5الصحيح المختار من الأدعية والأذكار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتذكرة الأبناء ببر الأمهات والآباء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدرر الحسان في فضائل القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرمضان هبة الرحمن لأهل الإيمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجامع الموت والقبر والحساب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد التقى في أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرياض التائبين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings" واسجد واقترب " Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبق الخيرات للذاكرين والذاكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
Related ebooks
الدرر الحسان في فضائل القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتذكرة الحمدونية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد التقى في أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings" واسجد واقترب " Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمقدمات الممهدات - الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير ابن كثير ط العلمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر زاد المعاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings۲۰۰ سؤال وجواب في العقيدة الاسلامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبق الخيرات للذاكرين والذاكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرياض الصالحين ت الفحل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsولاية الله والطريق إليها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجموع الفتاوى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسنن الصغير للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد السادس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبودية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمنهاج السنة النبوية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحسنة والسيئة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsثلاثة الأصول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزيارة القبور والاستنجاد بالمقبور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد الرابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير الطبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير ابن رجب الحنبلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsترجيحات الحنابلة واختياراتهم الفقهية - جزأين: ترجيحات الحنابلة واختياراتهم الفقهية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتاوى الكبرى لابن تيمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقيدة التدمرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
0 ratings0 reviews
Book preview
الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني - صلاح عامر
الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
صلاح عامر
Published by صلاح عامر, 2022.
While every precaution has been taken in the preparation of this book, the publisher assumes no responsibility for errors or omissions, or for damages resulting from the use of the information contained herein.
الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
First edition. August 13, 2022.
Copyright © 2022 صلاح عامر.
ISBN: 979-8201900229
Written by صلاح عامر.
Also by صلاح عامر
سبق الخيرات للذاكرين والذاكرات
الدرر الحسان في فضائل القرآن
دليل الأخيار إلى المغفرة والاستغفار
جامع الدعاء المستجاب
مسك الختام في الصلاة والسلام على خير الأنام
رمضان هبة الرحمن لأهل الإيمان
تذكرة الأبناء ببر الأمهات والآباء
الصحيح المختار من الأدعية والأذكار
واسجد واقترب
أسباب استجابة الدعاء وموانعه
زاد التقى في أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم
الصحيح المختار من الأدعية والأذكار
الرد البياني على حكم تارك الصلاة للألباني
جامع الموت والقبر والحساب
رياض التائبين
قائمة المحتويات
Title Page
Copyright Page
Also By صلاح عامر
الرد البياني
About the Publisher
الرد البياني
على
حكم تارك الصلاة
للألباني
بقلم
الشيخ/صلاح عامر
الرد البياني علي حكم تارك الصلاة للألباني
إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]
:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1].
:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد :
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
مما لاشك فيه ، بأن عقيدة أهل السنة والجماعة ، بأن الله تعالى سيخرج من النار ،كل من قال : لا إله إلا الله
، ممن لا ينقضون قولهم وإقرارهم بالشهادة بشيء، لأننا نعلم جيدًا أن الذين حبسهم القرآن في النار هم الكافرون و المنافقون(النفاق الاعتقادي) ،وأنه لا يُخلد في النار أحد من عصاة المسلمين ، وبالنسبة لهذه المسألة أو غيرها يجب علينا أن نكون ملتزمون بالكتاب والسنة في كافة أحوالنا، لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)
الحجرات:1)
والأدلة كثيرة على كفر تارك الصلاة من القرآن والسنة ، سنقف على البعض منها في هذه الرسالة بمشيئة الله وتوفيقه ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم « بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ».[1].
وأن من يقول هذا لمن تركها جحودًا ، فليأتنا بالدليل على ذلك ،فلا نخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد ، فعن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا
فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: لَمْ أَكُنِ أَدَعُ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ
».[2]
وعَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا رَأْيُ الْأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ، وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وَلَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.[3]
وعلى أي أساس تتم معاملته على أنه له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ولا يوجد دليل على أن ترك الزكاة أو الصيام أو الحج كفر ، فلذا أيضًا لا نقبل ، أن يقال : أن مسألة تكفير ترك الأركان الأربعة من مسائل الخلاف السائغ . لأننا بذلك على هذا القول نكفر مثلاً تارك الزكاة ، على الرغم من وجود الدليل الذي ليس على صحته أي خلاف بأنه مسلم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ، إِلَّا أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ، وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ،..."[4]
وعلى ذلك أيضًا ترك الصيام والحج ، مع ترغيبنا بكل الأعمال والتحذير من تركها بموجب ما ترتب عليها من ثواب لفاعلها بشروطها وأركانها ، يبتغى بذلك وجه الله ، أو عقاب لمن تركها أو تهاون في أدائها ، ودليلنا على كل ما نقول من القرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنته ، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ العُقَيْلِيِّ، قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ».[5]
وما لم يكن دينًا على عهد الصحابة رضي الله عنهم ، فلن يكون لنا بدين ، إذ نحن ملتزمون بما نقول ، لأننا نقول : لا خلاف مع النص ، وليراجعني في هذا الردود من شاء فإننا بحمد الله تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتقبل الحق من كل من جاء به ، ولكنه يجب علينا بأن نراجع الأدلة دون التعصب لمذهب معين أو شيخ بعينه ، نلتمس بذلك رضا الله ، لا نلتمس رضا ممن هم حولنا من علماء وغيرهم من