البقرة اليهودية الحمراء
()
About this ebook
إن الدارس للديانة اليهودية يتبين له مدى أهمية الحياة القربانية فى حياة اليهود فهى بمثابة الجسد للديانة اليهودية , وكل جسد لابد له من روح تبث فيه الحياة ، فالبقرة الحمراء والكهنة والهيكل هم روح هذا الجسد , وبدون البقرة الحمرء والكهنة والهيكل يصبح هذا الجسد متنجسا بنجاسة الميت وجميع أنواع النجاسات الأخرى.
Read more from Nabil Mohammed Onsy Aly
تاريخ الطائفة اليهودية المسيحية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمسيحية بعيون يهودية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالملك المخلص الماشيح اليهودي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرابي موسي بن ميمون ورسائله Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to البقرة اليهودية الحمراء
Related ebooks
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمباهج الفكر ومناهج العبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعجاز في معاملة الوساوس والوسواس والموسوسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية - الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآكام المرجان في أحكام الجان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتلبيس إبليس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص الأنبياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأيسر التفاسير للجزائري: لكلام العلي الكبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنبوءات السابقة عن انجيل الماء والروح : (III) خيمة الاجتماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة الإعجاز العلمي في الحديث النبوي - ج2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين يدي الدجال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتحبير لإيضاح معاني التيسير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقوة الدماء دماء يسوع المسيح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير الطبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام القرآن لابن العربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحاشية السيوطي على تفسير البيضاوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإستعداد للموت وسؤال القبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفتاح دار السعادة لابن القيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوحيد لابن عبد الوهاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأهوال القبور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Last Breath النَّفَسُ الأَخيرُ Rating: 4 out of 5 stars4/5تفسير الزمخشري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير القرطبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحكم الجديرة بالإذاعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإعلام الموقعين عن رب العالمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام تمني الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعجاز اللساني في الوسوسة والوسواس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for البقرة اليهودية الحمراء
0 ratings0 reviews
Book preview
البقرة اليهودية الحمراء - nabil mohammed onsy aly
المقدمة
إن الدارس للديانة اليهودية يتبين له مدى أهمية الحياة القربانية فى حياة اليهود فهى بمثابة الجسد للديانة اليهودية , وكل جسد لابد له من روح تبث فيه الحياة ، فالبقرة الحمراء والكهنة والهيكل هم روح هذا الجسد , وبدون البقرة الحمرء والكهنة والهيكل يصبح هذا الجسد متنجسا بنجاسة الميت وجميع أنواع النجاسات الأخرى.
تنص الشريعة اليهودية على عدة مصادر أساسية للنجاسة أهمها أجساد الموتى حيث ورد :( مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ يَبْقَى نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَطَهَّرَ بِمَاءِ التَّطْهِيرِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يُصْبِحُ طَاهِراً. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَلاَ يَكُونُ طَاهِراً فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. كُلُّ مَنْ لَمَسَ جُثْمَانَ إِنْسَانٍ مَيْتٍ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ، وَيَجِبُ اسْتِئْصَالُهُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّهُ نَجِسٌ، إِذْ إِنَّ مَاءَ التَّطْهِيرِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ.)(عدد 19 : 11ـ13 ) .
كما أن الأشخاص او الأدوات الذين يلمسون الأشياء النجسة ينقلون نجاستهم إلى الآخرين وتسمى النجاسة فى هذه الحالة بالنجاسة الثانوية.
وتختلف شعائر التطهر باختلاف مصدر النجاسة فــ ( المَغْطَس ) كان يُعَد كافياً للتطهر من النجاسة الناجمة عن الجماع الجنسي أو القذف، بينما يجب تقديم القرابين الحيوانية للتطهر من النجاسة الناجمة عن الولادة أو غيرها. وكانت أعلى درجات النجاسة ملامسة جثث الموتى، وهذه تتطلب النضح بالماء المخلوط برماد البقرة حمراء. ومع هدم الهيكل، توقف العمل بتلك القوانين المرتبطة به، وأصـبحت كلمة «طهارة» تشـير إلى تغـسـيل جـثة الميت.
وقد أوضح الرابى ( اريا قيرن ) أهمية الطهارة فى الديانة اليهودية إنطلاقاً من حساسية الشعب اليهودى للنجاسات حيث قال ( إن كل أحكام البقرة الحمراء تعلمنا موضوع النجاسة والطهارة , وأن كل هذا ناجم عن أحكام التوراة , وأنه لولا التوراة لما كان لدينا أحكاماً للنجاسة والطهارة حيث أن الكافر ( الغير يهودى ) ليس عنده أحكاماً للنجاسة والطهارة لأنه لا يوجد كافر يتنجس بنجاسة الميت كما هو معروف , وأن موضوع النجاسة بالنسبة لليهودى ناجم عن حمل التوراة والتى عن طريقها سنصبح أنقياء وأن أى عيب حتى ولو كان فى أمر أيسر من اليسير يؤثر علينا ويلزمنا طهارة ) .
إن هذا الكتاب يبحث فى ماهية البقرة الحمراء من وجهة النظر اليهودية بصورة عامة ، ومن وجهة نظر الرابى موسى بن ميمون ( واختصاره هرمبام ) بصورة خاصة ، وذلك من واقع ترجمة ما ورد فى كتابه (مشنيه توراه لهرمبام ) .
نبيل انسي الغندور
ماهية البقرة الحمراء في الديانة اليهودية
يقول الرابي ( ارياه كيرِن) :
« وتحدث الرب إلى موسى وهارون قائلا هذه فريضة الشريعة
(عدد19 :1 ـ2 )
والسؤال المطروح الآن هو : لِمَ ذُكِر المعنى فريضة الشريعة هنا فى الوقت الذي يتحدث فيه عن أحكام البقرة الحمراء فقط ؟ فكان بديهياً أن يقول هذه فريضة البقرة
فأقول لأن جميع أحكام البقرة الحمراء تعلمنا موضوع النجاسة والطهارة , وأن كل هذا ناجم عن أحكام التوراة , فلولا التوراة لما كان لدينا أحكاماً للنجاسة والطهارة، كما هو الحال لدى الكافر (الغير يهودي) , وأن كل هذا ناجم عن حمل التوراة والتي من خلالها سنصبح أنقياء فأي عيب حتى ولو كان فى أمر أيسر من اليسير يؤثر علينا ويلزمنا طهارة .
وعندما نصور لأنفسنا أن هناك خيمة عظيمة جدا ويوجد تحتها ميتاً بحجم الزيتونة وأن أى اسرائيلى موجود تحت هذه الخيمة جميعهم نجسين حتى الكاهن العظيم . بينما يَقْبَع تحت تلك الخيمة ألف جوى(غير يهودي) ولا يتنجسون ، أليس هذا الأمر يرفضه العقل ؟
ولكن هذه هي فريضة الشريعة أن الميت يُنَجِّس اليهودي بالذات ولكن الجوى ( الغير يهودى ) يظل كما كان . حيث أن السبب في ذلك هو أن جسد اليهودي مُقَدَّس وطاهر ويشبه دورق العسل والذي بعد أن يُفْرِغُوه تأتى طائفة من الذباب فتبدأ الإرتشاف من العسل . فطالما أن الروح المقدسة سارية فى جسد الإنسان ، فلا تستطيع الأرواح الشريرة الالتصاق بالجسد . ولكن فى اللحظة التي تفارق فيها تلك الروح الجسد ، على الفور تأتى الأرواح الشريرة للالتصاق بجسد الميت وهى التي تسبب تلك النجاسة ، ولكن فى جسد الجوى والذي هو نجس من أساسه فليس للأرواح الشريرة ما تبحث عنه هناك ولذلك لا يتنجس الجوى بموته .
ولذلك قال هنا هذه هي فريضة الشريعة وليس فريضة البقرة ، حيث أن كل السبب في ذلك هو حصول نجاسة الميت لليهودي وليس للجوى ( الغير يهودى ) ، حيث أن اليهود هم الذين حملوا التوراة فَحَلَّت عليهم القداسة فتريد الأرواح الشريرة أن ترتشف من تلك القداسة .
وتحدث الرب إلى موسى وهارون قائلا : هذه هي فريضة الشريعة كلم بنى إسرائيل أن يأتوا إليك ببقرة حمراء تامة لاعيب بها ولم يعْلُ عليها نير (عدد19 :1 ـ2 ) .
وهذه الفريضة هي أسرار التوراة العجيبة والتي لايمكن البحث أو التساؤل عن مغزاها , ولكن يجب تنفيذها كما هي ، خشيةً وحباً للرب تبارك اسمه ، ولم يتجلى سرها إلا لسيدنا موسى فقط ، وتم التنويه عن ذلك بكلمة إليك
أي وليأتوك ببقرة حمراء تامة ، حيث يتجلى سرها لك فقط , وليس لأحد آخر حتى الملك سليمان الذي قالت عنه الآية انه أحكم الحكماء (الملوك الأول 4 )[1] وكان خبيرا في كل أنواع الحكمة لم يدرك سر البقرة الحمراء وهذا هو ما قاله في هذا الشأن : فقلت أكون حكيماً وإذا بها بعيدة عنى ( سفر الجامعة ,7 )أي : حسبت بقلبي اننى سأتعقل وأكون حكيماً وأصل إلى فهم سر البقرة الحمراء وإذا بها بعيدة عنى .
وحدث أن قال احد عبدة النجوم للرابى ( يوحنان بن زكّاى ) : إن هذه الأمور التي تصنعونها مع البقرة الحمراء تبدو كأفعال المشعوذين حيث أنكم تأخذون بقرة وتحرقونها وتسحقونها ، ثم تأتون بالرماد وتضعونه فى ماء ثم تنضحون على من تنجس بنجاسة الميت عدة مرات ، وبذلك تخبروه بأنه أصبح طاهرا! . وهذه الأمور لايمكن فهمها .
فقال له الرابى ( يوحنان بن زكّاى ) : أحدث ذات مرة أن سكن جسدك جِنِّى ؟ فقال له : لا .
فقال له : هل رأيت شخصا سكن جسده جِنِّى ؟ فقال له نعم .
فقال له : وكيف كانوا يعالجونه ؟ فقال : كانوا يُبِخِّرونه بالبخور ، وينضحونه بالماء ، وعندئذ يتركه الجني .
فقال له : ألا تسمع أذناك ما يقوله فمك ( ألاتعى ما تقول ) . هذا الأمر هو البقرة الحمراء ، حيث أن النجاسة هي الروح الشريرة التي تسرى في جسد الشخص الذي تنجس بنجاسة الميت . مثلما ورد : واقطع روح النجاسة من الأرض ( زكريا 13 ) أي عندما يأتى الملك المخلص ستُقْطَع روح النجاسة من الأرض ، وهكذا يصنعون بماء رماد البقرة الحمراء ، وتلك الإجابة حازت على إعجاب الكافر ومضى إلى حال سبيله .
وبعد أن ذهب قال له تلاميذه لقد صرفت ذلك الكافر بحجة واهية ، فما ردك علينا؟ .
فقال لهم : بذمتكم ! لا الميت يُنجِّس ولا المياه تطهِّر ، وإنما قال الرب تبارك اسمه : فريضة فَرَضْتُها وحكم حكمته وغير مسموح لكم بالتأمل فيه، حيث ورد : هذه فريضة الشريعة ( مجموعة تفاسير سفر العدد الإصحاح الـ 19 ) . أي أن هذه الفريضة ذاتها سر