Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عبور: قصة رحلة مع الصبر
عبور: قصة رحلة مع الصبر
عبور: قصة رحلة مع الصبر
Ebook273 pages2 hours

عبور: قصة رحلة مع الصبر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يقول ياسر: «كنت في عالم آخر وأنا في الطائرة، ويشهد الله عليَّ أنني كُنت متوكلًا عليه بكل جوارحي رغم بكائي غير المنقطع والذي أخفيته عن الجميع، وخوفي الذي لم أشعر بمثيله ولا زلت حتى اليوم أستشعره. إحساس التوكل كان مختلفًا. كُنت أتأمل أيضًا هذه الصفحة الجديدة التي فُتحت في حياتي ولم أحسِب لها أي حساب، كُنت واعيًا تجاه طولها غير المعروف، والذي زاد فيه على توكلي توكلًا وتسليمًا لرحمته ولُطفه.»
Languageالعربية
PublisherAhmed Moshrif
Release dateFeb 27, 2024
ISBN9789236079943
عبور: قصة رحلة مع الصبر

Read more from أحمد حسن مشرف

Related to عبور

Related ebooks

Reviews for عبور

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عبور - أحمد حسن مشرف

    #كتاب_عبور

    عُبُور

    قصة رحلة مع الصبر

    أحمد حسن مشرف

    مع

    ياسر محمد زقزوق

    ونورة عبد البديع عيطة

    إِهداء..

    حسن حمزة مشرف

    محمد سليمان زقزوق

    طيفكما وروحاكما كانا معنا أثناء كتابة هذا الكتاب.. أنار الله قبريكما ورحمكما رحمة واسعة. ونلتقيكم في جنات الخُلد عند أرحم الراحمين.

    شكر خاص..

    غدير الخنيزي، د. نور مرشحة، د. هديل البار، أمل الضوياني، عائشة أبو العينين، آلاء السيد، قيِّمة الحرش، زهراء الجبيلي.

    الذين تفضلوا بقراءة الكتاب قراءة نقدية مع مناقشات مطولة قبل نشره. قراءتهم حسّنت من محتواه، وغطت الكثير من العيوب.

    شكري المتجدد..

    للصديق العزيز عمر وليد عاشور.

    الذي اقترح تسمية عنوان هذا الكتاب، كما اقترح تسمية عنوان كتابي السابق (مئة تحت الصفر).

    أحمد حسن مشرف

    مدون وكاتب سعودي، مؤلف كتاب ثورة الفن بالإضافة لثلاث إصدارات أخرى ومئات المقالات المنشورة. حصل على جائزة الكاتب السعودي في معرض الرياض الدولي للكتاب ٢٠٢٠ (مسار المعارف العامة). شريك في بعض المشاريع الصغيرة، مقيم في جدة.

    الإيميل: ahmad@amoshrif.com

    تواصل اجتماعي: @Amoshrif

    ياسر محمد زقزوق

    رئيس تنفيذي في شركة الزقزوق للأجهزة المنزلية، كما يشغل منصب رئيس مجلس إدارة كلًا من جمعية «جهاز» للأجهزة المنزلية مع شركة «مكاتفة»، عمل قبلها في «أرامكوا» السعودية كمهندس مصفاة في رابغ.

    الإيميل: yasermz@hotmail.com

    تواصل اجتماعي: @yasermz

    نورة عبدالبديع عيطة

    زوجة وأم لأربع أطفال، مقيمة في مدينة جدة.

    تواصل اجتماعي: @Nouraaytah

    المحتوى

    المحتوى

    مقدمة

    مدخل

    الفصل الأول: الاكتشاف

    الفصل الثاني: الطفل الأول

    الفصل الثالث: جرعات السعودية

    الفصل الرابع: أمر العلاج

    الفصل الخامس: يوم السفر

    الفصل السادس: الدخول للمستشفى

    الفصل السابع: هُدى

    الفصل الثامن: العملية

    الفصل التاسع: الخروج من المستشفى

    الفصل العاشر: ٢٠١٤م

    الفصل الحادي عشر: دراسة محمد

    الفصل الثاني عشر: العودة للبيت

    الخاتمة الأولى

    ملاحظات الكاتب

    الخاتمة الثانية

    استطراد

    «السرطان مرض توسعي. يغزو الأنسجة، وينشئ مستعمرات في مناطق معادية، ويبحث عن «ملاذ» في أحد الأعضاء، ثم يهاجر إلى عضو آخر. يعيش بشكل يائس، وإبداعي، وشرس، وإقليمي، وبقوة، ودفاعية في بعض الأحيان، كما لو كان يعلمنا كيف نعيش. إن مواجهة السرطان تعني مواجهة نوع موازٍ من الحياة، ربما يكون نوعًا أكثر تكيفًا مع البقاء.. حتى أكثر منّا نحن البشر».

    - سيدارثا موكاريجي

    كتاب/ إمبراطور جميع الأمراض: سيرة ذاتية للسرطان

    مقدمة

    نعيش مع فكرة أن الحُزن والألم سيكونان هناك بانتظارنا في مكانٍ ما في المستقبل، ليس بعيدًا، رغم ما نمر به من استقرار، ونتناسى أن حال الدنيا في تبدُّل، عندما تصلنا الأحزان. لا نستطيع أن نفهم شعور السعادة إن لم نشعر بالحُزن، فالحزن مثل الظلام، هو موجود؛ نستوعب أننا وسط الظلمة عندما يظهر أمامنا بصيصٌ من الضوء؛ دونه ربما سنعتقد أن هذا هو الحال، ظلام دامس وسواد كالح هي الحياة.

    هناك بشر يختارون الظلمة، لا يريدون الخروج منها، لا يريدون أن يروا الضوء، اختاروا أن تكون حياتهم هكذا كما هي، مسيرة بظروفها ولا خيارات فيها، ولا يحق لنا أن نلومهم، فحتى إن كنا مخيرين في جزء كبير من الحياة، فيظل الإنسان رهين ماضيه وتجاربه وعشرته مع من حوله، وبالطبع ظروفه التي توصله لما هو عليه.

    لماذا قد يرغب شخص ما في أن يكتب عن مرض إنسان عزيز عليه؟! ماذا إن كان هذا الإنسان العزيز هو الابن؟! لماذا يحاول البعض الغوص في ذكرى حزينة وقاسية، وكان من الأولى أن يستمتع بما يعيشه بعدها؟ لماذا نعود للبحث عن الظلمة ونحن وسط النور؟!

    أولًا: ربما لأن طبيعتنا البشرية لا تتحقق السعادة فيها إلا بالمشاركة، ولا أقول تكتمل، بل تتحقق. فلا قيمة للنكتة إن لم نشارك بها أحدًا، ولا قيمة للمال إن كان مكانه خزنة البيت، ولا يكون للطعام ولا الشراب طعمٌ دون مشاركة، وأحاسيسنا نستمتع بها أو نرتاح منها عندما نُعبِّر عنها، وبالعكس، لا نكون مرتاحين دون وجود من يهتم لأمرنا ويسأل عن حالنا ونسأل عنه، ولا سبيل للاطمئنان دون أن نكون مع الآخرين، وفي معية الله سبحانه.

    حاجتنا لا تمتد لطرفٍ آخر فقط، بل لشعوب وقبائل؛ لنتعارف. جزء من التعارف هو مشاركة الأخبار والأحوال، بحزنها وفرحها، مشاركة الاهتمام والتقدير، والمشاعر بسلبياتها وإيجابياتها.

    جزء مهم من إنسانيتنا لا يكتمل دون الحكايات والقصص، فنحن نكاد أن نكون المخلوقات الوحيدة التي تغيّر فينا القصص أكثر من الحقائق، وأكثر من الفطرة أحيانًا، وقرآننا الكريم لم يحتوِ على إحصاءات وأرقام، بل الكثير من القصص. ملايين قد ماتوا جرَّاء الحروب والأوبئة والمجاعات، نقرأ عنهم ونشاهدهم على التلفزيون، لكن حالنا وإحساسنا يتبدل تمامًا عندما نعلم بالتفصيل كيف فارق إنسان عزيز حياتنا. يستطيع معظمنا (بكبسة زر) أن يرى ما يحصل في العالم مع معظم الأمراض، ومهما كبُر الرقم، فلن نتأثر كتأثرنا بحال ابن جارنا أو قريبنا أو أحد إخوتنا إن أصابه مرض صعب أو حادث أو خسارة كبيرة.

    لماذا نتأثر؟ لأننا نعرف ذلك الإنسان، ونملك قصصًا وذكريات معه. نملك حياة. ولأن القصص فيها العِبر، وفيها المواساة؛ فتظل هي الوسيلة الأهم لتغيير الآخرين.

    يا تُرى، هل كانت رسالة الإسلام ستصل أصقاع الأرض إن تسلّحت بالأرقام بدلًا من القصص؟! مشاركة القصص تجعل منّا إنسانيين أكثر.

    عودة لأبنائنا:

    إن كان لنا الخيار فلن يتردد بعضنا بأن يأخذ من عمره ليعطيه لهم. هكذا خُلقنا، نملك حبًّا لا مشروط تجاههم، يكرمنا المولى معهم بصبر وأحاسيس لا نظير لها، نحزن لحزنهم ونفرح لفرحهم، ربما أكثر منهم! ومن أكثر القصص تأثيرًا علينا، هي ما يرتبط بهم، هم أعز المخلوقات على قلوبنا.

    عندما يحكي أحدنا قصة (حتى وإن كان باطنها حزينًا) فهي ليست بالضرورة تهدف بأن تزيد من تعاستنا، بل لكي تعلِّمنا كيف نتعامل مع الحزن، وكيف نصبر ونسلِّم أمرنا لله الرحيم، والأهم أنها تتحول إلى خارطة طريق تدلنا على وقفات وآليات للصبر، وتذكِّرنا أن هناك شخصًا مثلنا يعاني ويشعر بما نشعر أو سنشعر به، ولذلك يؤمن كثيرون بأن أفضل وسيلة لمواجهة تحديات الحياة هي بأن نمر على نفس التحديات أو مشابهة لها، لكي نخفف من وطأتها علينا. نحن نستشير ونبحث عن قصة مشابهة لما قد حدث أو يحدث لنا، كي نستوعب الحياة بشكلٍ أكبر ونصبح أكثر هدوءًا.

    ولا يتحقق هذا الاستيعاب بقدر اطلاعنا على قصص الآخرين.

    أحمد حسن مُشرِف

    كُتِبت في فلوريدا – يونيو ٢٠٢١م

    حُدِّثت في جدة - فبراير ٢٠٢٣م

    مدخل

    أجلس أنا وياسر في أحد المقاهي في شارع صاري في مدينة جدة عام ٢٠١٥م، أطلب منه أن يحكي لي قصة محمد الذي كنت أسمع عنه من بعيد، أسمع كل التفاصيل والأحداث ولحظات الحُزن من أختيّ (أروى وإيناس) قبل ذلك وكأن الحُزن امتد من الأسرة للجميع.

    زوجته (السيدة نورة عيطة) صديقة لأختيّ منذ عام ١٩٩٣م، عِشرتهن امتدت منذ فترة المراهقة، والجامعة، والزواج، وحتى الإنجاب. علِمتُ فيما بعد أيضًا أن الزوجين يمتان بصلة قرابة بطريقة ما مع أُسرتي.

    توطدت علاقتي بياسر وزوجته بعد أن التقينا مع أسرتينا في عدة سفرات لإجازات خلال السنوات القليلة الماضية. إلا أن هذه السفرات كلها جاءت بعد أهم حدث مر عليهما في حياتهما، القصة التي كنت قد سمعتها وهي مغلفة بحزن شديد على لسان من حولهما، وبالتحديد من أختيّ.

    جلست يومها مع ياسر وبدأت أنصت.. وجدت ذلك اليوم أنه يحكي قصته بدافع الشكر لله سبحانه وتعالى أولًا وأخيرًا.

    هي إحدى الأزمات التي قد تُصيب أي والدين ببؤسٍ، ولذا قرر أن يشارك بعدها كل التفاصيل -مع زوجته- للآخرين. كانت تلك الجلسة محاولة منه ربما لبيع القصة لي أولًا وإقناعي بالمشاركة في هذا المشروع الذي غير فيَّ أكثر مما تخيلت. فرُغم صِغر الكِتاب نسبيًّا، إلا أنه كان بالغ الصعوبة في كتابته.

    بدأ ياسر بسرد ما تعلمه من تغيُّر في حال الخلايا والجينات، وتحدث بإسهاب عن جهل العامة وجهله السابق بدور المناعة في الجسم البشري، وكأنها نعمة لا تدخل بأي شكل في حساباتنا، حاول إقناعي بكلام بديهي اكتشفت لاحقًا أنه ليس بالبداهة التي توقعتها، بأن لُطف الله وحده هو الذي يستجدي الدعاء والرحمة، وليست قدرات الأطباء مهما كانت كبيرة.

    «نعيش كل يوم بشكلٍ طبيعي، لا نُلقي بالًا بأن داخلنا نعمة عظيمة نعتبرها شيئًا عاديًّا وهي أكبر من ذلك بكثير، نعمة امتلاك الإنسان جهازًا مناعيًا داخل جسده يحميه من كل شرور الأمراض وابتلاءاته» يبدأ ياسر حكايته.

    أرسل لي فيما بعد مجموعة من الملفات التي فضفض فيها بتأملاته ودعائه لله سبحانه وتعالى على نعمته ورحمته فيما يخص تجربته. تأملاته في أسماء الله الشافي والرحيم واللطيف الذين كانوا يرافقونه ولا يزالون حتى اليوم.

    والحق يُقال إنني لم أكن مستعدًّا نفسيًّا أو وقتيًّا لتناول هذا المشروع على محمل الجد، حتى أتى شهر فبراير ٢٠٢٠م بداية إقبال «فايروس كورونا المستجد» بظلاله على الكُرة الأرضية، عندما التقيته في أحد المقاهي في حي الزهراء في جدة، كنا قد اتفقنا قبلها على الجلوس مطولًا لأسمع كل تفاصيل الحكاية منه مع آلة التسجيل التي سجَّلت ما يقارب ثلاث ساعات، حكى لي فيها رؤوس أقلام القصة من أولها لآخرها.

    كُنت وقتها مقيمًا مؤقتًا في فلوريدا في الولايات المتحدة، وقد زُرت جدة بعدها بأشهر لمتابعة سير أعمالي والسلام على أهلي، ولم يعلم كلانا أن الشهر التالي (مارس ٢٠٢٠م) كان شهر الحجر الرسمي على المملكة وبقية دول العالم جراء الوباء. ولم نكن نعلم أنه وبعد أشهر قليلة سنكون على تواصل أخير أنا وهو مع أحب الناس على قلبينا: والدينا (محمد سليمان زقزوق وحسن حمزة مشرف) واللذين فارقا الحياة -رحمهما الله- متأثرين من عدوى فايروس كورونا، كان يفصل بينهما تقريبًا شهرٌ واحد.

    أذكر في يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٠م عندما هبطت طائرتي في مطار واشنطن العاصمة (ترانزيت) مع استعداد للرحلة التالية إلى جدة، كانت قد وصلت رسالة أخي الأكبر إياد التي أخبرنا فيها بوفاة والدي -رحمه الله- لأستقبل معها سيلًا من رسائل العزاء كانت إحداها من نورة تعزّيني وتخبرني فيها أن ياسر كان لحظتها في المستشفى التخصصي في جدة لكي يتبرّع بالدم لوالدي الذي كان تحت تأثير التنفس الصناعي.

    خلال الأشهر الفاصلة بين لقائي في فبراير مع ياسر وبين عودتي كان هذا الكتاب ضمن الأعمال في قائمة الإنجاز. التقيت مع ياسر ونورة على «زوم» أكثر من مرة فترة الحجر الصحي، لأستكمل بعض التفاصيل الناقصة، ثم امتدت اللقاءات عندما عُدت إلى جدة فيما بعد، بعد يوليو ٢٠٢١م.

    كان هذا المشروع من المشاريع الكتابية القليلة التي تبللت فيها لوحة المفاتيح بالدموع، أتت لحظات، تذكّرت والدي ووالد ياسر -رحمة الله عليهما- اللذين قضى عليهما المرض ليغادرا هذه الحياة، ولحظات أخرى يقودني الإسهاب إلى تخيُّل إن كانت إحدى بناتي مكان محمد بطل قصتنا، وأسأل نفسي إن كُنت على قدر الحِمل الثقيل الذي تحمله والداه.

    تأجلت العديد من الالتزامات الكتابية في سبيل إنجاز هذا الكتاب القليل في عدد كلماته، والكبير في تأثيره عليَّ، وأتمنى أن يصل تأثيره الكبير مني إلى القارئ الكريم.

    الفصل الأول: الاكتشاف

    محمد، يبلغ السابعة من عمره، طفل جميل ذكي ومرح، يحب كثرة المزاح واللعب. ذو شخصية رائعة، يعيش حياة كريمة بين والديه، ميسورو الحال ماديًا، وكل الأمور تبدو بخير. أو كانت تبدو بخير.

    في يومٍ عادي في سبتمبر عام ٢٠١٢م، يشعر محمد بإعياء، يقرر والداه أخذه للمستشفى، بعد عدة فحوصات، أحدها تكرر مرتين للاشتباه بشيٍء ما. تظهر النتيجة، تم تشخيصه بأحد أندر أنواع الأمراض الموجودة: سرطان في الدم من نوع في نخاع العظام «AML»¹.

    كان ذلك بعد أن عاد ياسر من يوم عمله المُرهِق كالمعتاد في شركة عائلته (مجموعة الزقزوق للأجهزة المنزلية)، كان يتولى منصب نائب المدير العام وقتها، مهامه اليومية تُحتّم عليه تركيزًا وجهدًا كبيرين، وكأي أب، يختفي التعب بمجرد أن يدخل منزله ويرى ابنيه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1