Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مدوان: عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان
مدوان: عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان
مدوان: عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان
Ebook489 pages2 hours

مدوان: عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

بعد جدال طويل بيني وبين العديد من الأصدقاء حول قرار نشر هذا الكتاب من عدمه، وقع اقتراح إسم «مِدوان» من أخي العزيز الروائي إبراهيم عباس، والذي شجعني بدوره على نشر أهم ما كتبته في صفحتي الإلكترونية، لتكون بين القراء الكِرام على شكل كتاب.
أخذت مدونتي (amoshrif.com) جزءاً كبير من عملي اليومي خلال السنوات القليلة الماضية. وفي كل مرة كنت أنشر فيها مقالة أوثق فيها قصة أو درس أو فكرة؛ أجدني أبتعد أكثر عن أهم ما يقتل الإبداع لدى الكاتب ألا وهو «الخوف والكسل».
والآن أترك بين يدي القارئ العزيز أهم ما بحثته (عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان)، عندما ارتأيت أنه بالفعل من حق محبي اقتناء الكُتب أن يكون هذا المحتوى بين يديهم، والأهم أن يكون توثيقاً حقيقي بعيداً عن الصفحات الإلكترونية، والتي لا يجد بعض القراء أنفسهم معها.
أتمنى أن تستمتع بقراءة هذا الكتاب، بقدر ما استمتعت بالعمل عليه.
Languageالعربية
PublisherAhmed Moshrif
Release dateFeb 27, 2024
ISBN9786998741422
مدوان: عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان

Read more from أحمد حسن مشرف

Related to مدوان

Related ebooks

Reviews for مدوان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مدوان - أحمد حسن مشرف

    #كتاب_مدوان

    [معلومات الفسح]

    تدقيق لغوي:

    إيثار الغامدي

    مراجعة نصية:

    هند الشهري

    مِدوان

    عن العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان

    أحمد حسن مشرف

    عن أحمد مشرف …

    كاتب في مدونته: amoshrif.com

    صدر له كتاب:

    «ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون».

    مؤسس وشريك في بعض المشاريع الصغيرة

    إهداء إلى …

    لانا مشرف

    رضا سجيني

    ماجد منشي

    عمر عاشور

    وياسر بهجت

    شكر خاص …

    لكُل قُراء كتاب ثورة الفن وقُراء مدونتي، الذين غمروني بإيمانهم وحبهم وتشجيعهم الذي سيجعلني أستمر أكثر وأكثر، فلا قيمة لكتاباتي دونهم.

    المحتوى

    مقدمة

    الجزء الأول: عن الفن

    أكثر اثنين يقتلون الإبداع

    هل يوجد مَلَكةً للكتابة؟

    لا نريد المزيد من الأطباء والمهندسين (2/1)

    لا نريد المزيد من الأطباء والمهندسين (2/2)

    ثقافة الألقاب وتصديقها

    نظارات جديدة

    سر نجاح مايكل فيليبس

    المكان الأكثر ثراءً في العالم!

    أكتب لأن عليّ أن أكتُب حتى في عدم وجود الرغبة

    التحذلق في الكتابة

    نُريد أن نرى توقيعك

    الكتابة: ما تأكل عيش!

    ما أخبار المقاومة؟

    عدوى الوعي – قل لي من ستصاحب أقل لك ماذا ستكون!

    الإحساس بالذنب

    ياني

    لا تسألهم …

    المتعة في التفاصيل

    الموهبة لا تكفي أبدًا

    أهداف زيج زيجلر

    اعطني 3 نصائح أو نصيحة !

    الإبداع يُصنع ولا يأتيك وقت ما تُريد

    اللبيب بالإشارة يفهمُ

    أصحاب التجربة

    الكتابة ليست حياة

    5000 مقالة، ودعوة لنشر أفكارك!

    رسم خطوط المستقبل

    زبائن الماضي ، وزبائن الحاضر

    كتابة التدوينة (كيف وماذا تكتب؟)

    الحمّام وتعدد المهام

    عندما أرتاح له … أتعامل معه

    العروض الحقيقية

    احمِ حقوقك على الإنترنت – مجانًا

    عقل نصف ذكي والتسويق

    على قدر ما تستقبل – على قدر ما تُعطي

    السجن والجهل

    الصورة بألف كلمة

    آلية جديدة للالتزام بما تقوم به

    الوعد والثقافة

    عقلية الإرسال

    الاقتباسات

    الولاء للمنتج الأفضل

    نصيحة في التسوق وإنقاص الوزن

    التميز بهدوء

    سيناريوهات البيع

    إيكيا في عامها الثلاثين

    ماريا پوپوفا

    حفل توزيع جوائز الأوسكار – 2014م

    صور مجانية عالية الجودة … لك

    ابحث عن بطلك

    رسالة للفنانين الصغار

    توقيت النزول إلى السوق

    السيولة النقدية عند الفنان

    أكتب لمن؟

    القريحة

    غدًا يُكمل ستيف جوبز عامه الستين

    الكُّتّاب الشباب… تلوث ثقافي

    من هو المحارب الناجح؟

    الأدب المصطنع في التفاوض

    رسالة إلى صديقتي: في العيش كالفنانين – أو الغنم

    Writer’s Block – جفاف الكاتب

    الجزء الثاني: عن العمل

    رسالة للخريج الجديد 1/2 – [في العمل]

    من عمر 16 إلى 25

    (رسالة للخريج الجديد 2/2)

    الفشل المستخبي

    هناك مشكلة!

    هل حققت الأرباح ؟

    ماذا تفعل عند مقابلتك شخص مهم؟

    ليست الموهبة، بل التدريب والعمل!

    لو كان الكسل رجلًا…

    المطبخ مكان بعض الرجال وليست تلك المناصب

    اقرأ هذه المقالة قبل حضورك الاجتماع القادم

    سيداتي سادتي سنتحدث اليوم باللغة الإنجليزية

    المراحل – والمجاملات الفارغة

    إعاقة الجسد أم العقل – هل تعلم أن أديسون كان أصم؟

    ما بعد البيع …

    على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ

    دائرة العمل– واستثمار اليوم

    الإنسجام – والدبلوماسية في علاقاتنا

    يقودنا ليحقق أهدافنا!

    كيف تتفاوض؟

    نصيحة استثمارية واحدة

    عيال البلد والمستحقات

    عميل واحد فقط !

    الزبون يتربى… حتى لا يرى غيرك!

    الشركات توظف الأرخص فقط!

    من سيعلم عن سوء خدمتك لي؟

    لماذا أكتب لكم مقالات كل يوم؟

    أفضل وقت لتبدأ

    العودة إلى العمل

    التلفونات في المنشآت

    ورش العمل

    إسرائيل وثورة النجاح

    علِّمنا

    ماذا تفعل كل عطلة نهاية أسبوع؟

    المبادرة وردة الفعل

    مكتبي الجديد

    كيف تعرف أنك تؤدي المهمة الصحيحة في عملك؟

    إجابة الخمسة ثوانٍ في العمل

    الرقص مع الخوف

    هل نحتاج لتسع ساعات (ونصف) عمل؟

    الحظ في الكثرة وليس في الجودة

    إن لم يعجبك مكانك تحرك، فأنت لست شجرة

    ما هو تعريف النجاح برأيك؟

    الوظيفة التي لا يوجد لها شرح وظيفي

    هل نشعر بصدق إعلانات الجمعيات الخيرية؟

    اعتزال التلفزيون

    كيف يعمل جاك دورسي؟– أحد مؤسسي تويتر

    في توقيع العقد بسرعة

    هل نكتفي بالاستقبال؟

    القليل من إلزام النفس

    الصبر والعمل المتواصل … والحظ

    كفاية اجتماعات!

    القليل ثم القليل ثم القليل

    اجعلها شخصية

    الاستغناء عن خدماتك

    نصيحة البائع

    إجازة لنعمل!

    الجزء الثالث: عن القراءة والكُتب

    اشترِ الكُتب ثم فكر

    الطبعة رقم «10»

    الفرق بين المتعلمين والمثقفين

    كتاب خوارق اللاشعور لعلي الوردي

    كتاب: غريزة التحكم لكيلي مكوجنيال

    القراءة التي غيرت حياتي !

    هل القراءة تهذب الخُلق؟

    ماذا تقترح علي أن أقرأ؟

    كيف تقرأ الكثير من الكُتب؟

    ثلاثة نقاط بسيطة ستُذكرك لماذا يجب أن تقرأ!

    كتاب بينجامين فرانكلين لوولتر آيزيكسون

    كتاب: وعاظ السلاطين لعلي الوردي

    كتاب بلاتفورم لمايكل حيات

    القراءة غير المفيدة، والبرمجة الإعلامية

    من كتاب كولين باول: لقد نجحت معي

    كتاب عادة الإبداع لتوايلا ثارب

    كتاب: الله لمصطفى محمود

    كتاب: في الكتابة لستيفن كينج

    مكتبة كينوكونيا - دبي مول

    كتاب مهزلة العقل البشري لعلي الوردي

    كتاب هاتشينج تويتر لنيك بولتون (قصة تويتر)

    أفضل خمسة كُتّاب شباب سعوديون

    أمازون والقراءة (المسموعة)!!

    كتاب إنخداع إيكاروس لسيث جودين

    يوم القراءة العالمي

    رواية «ح و ج ن» لإبراهيم عباس

    رواية هُناك لإبراهيم عباس

    كتاب أرض الأحلام لديڤد راندال

    إيريك توماس وأسرار النجاح

    الجزء الرابع: عن سيكلوجيا الإنسان

    الإثبات الاجتماعي

    العقد النفسية في الفرد الشرقي

    تعودنا على التمبلة

    استقبال الصدمات الفكرية

    مشكلة الهجوم : (اقتراح للتعامل مع المستفزين)

    عربة التسوق والتمرد 2/1

    عربة التسوق والتمرد 2/2

    هل نتعلم من الفوز؟

    ما نقوله غير ما نفكر به

    كم راتبك؟

    اللعبطة!

    لا أطيقك … لكنني لا أكرهك!

    السرعة والتسرع

    أن لا تكون أنت!

    النظام وُضع لكي يُخالف!

    المال والأخلاق

    الحدس ورأي الجمهور

    نتحدث عنها عندما لا نعيشها - الحرية

    الذهاب للجيم عند عمر الـ 93!

    هل تعرف شخصًا مازال كما هو … قبل وبعد الابتعاث؟

    نفسيًا … لأشعر بالرضا

    على ماذا تسامح نفسك؟

    النصيحة التي لا تُقدر بثمن

    أعياد الميلاد الغبية!

    سؤال اليوم: من أين لك هذا؟

    زوجتي فازت بالمرحلة الأخيرة

    المشكلة أصغر مما هي تبدو عليها - قصة آندي قروڤ

    الأشهر ليس الأفضل

    لا تترك أُذنك عند أحد

    التسويق يكرهنا بما نملك

    لتحصل على ما يحصل عليه العامة من الناس؛ افعل ما يفعلوه

    الألم والبطش

    رسالة العمر

    تأطير الآخرين

    الإقصاء

    لماذا يطلبن سيدات البيوت القليل من الوقت للروقان؟

    مقابلة شخصية!

    الطاقة السلبية في قنوات التواصل الاجتماعي

    الولاء لشركة آبل مضيعة للوقت

    الثقة في الأشخاص وليست في القوانين

    زمن التوثيق والنقل عن فلان بن علان

    تيم كوك … آبل … والمثليين!

    سماعات «بيتس» ضرورة أم رغبة؟

    التنازع العقلاني… قمة الإبداع التسويقي

    ماذا سيحصل إن اقتنعت أن الجميع أغبياء؟

    في البحث عن حل لمشكلة

    «الإبداع هو أن تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء، والفن هو معرفة ما يجب عليك الحفاظ عليه منها»

    - سكوت آدمز

    مقدمة

    لديَّ بعض الإعترافات هنا … أولاً: أن هذا الكتاب عبارة عن حصر لأفضل الدروس والمقالات اليومية التي كتبتها خلال السنوات القليلة الماضية في مدونتي الشخصية1.

    الاعتراف الثاني: أن كُتب المقالات بعمومها تستفزني … جداً.

    ولا أحرص على اقتناء كُتب المقالات إلا نادراً، لأنها دائماً ما تُعطيني ذلك الإيحاء أن كاتبها شخص كسول ولا يريد أن يأتي لقرائه بشيء جديد، فيستغل كتاباته ومقالاته القديمة ليضعها في قالب واحد ويبيعها على شكل كتاب، ويقول لنفسه: «دعنا نحاول أن نكسب أيضاً القليل من الزخم والمبيعات»، وعدم حرصي أيضاً على اقتناء هذه النوعية من الكُتب عادةً هو أنني -وإن اعتبرت نفسي شخص يحب القراءة- أُفضِل كُتب التخصص على الكتب التي تحمل معلومات متفرقة عامة، وفي المقابل أعرف الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالملل من الكُتب التي تتحدث عن موضوع واحد بتفاصيل كثيرة، ليستبدلوها بقراءة كتب تجميع المقالات!.

    أجد مثلاً أن الكتابين: «Whatcha Gonna Do With These Ducks» لـSeth Godin و «Why I Write» لـ George Orwell من أجمل الكُتب التي قرأتها خلال السنوات الماضية وهي أيضاً عبارة عن تجميع لأفضل مقالاتهم، والعنصر المشترك بين الشخصين (رغم الفارق الزمني الكبير بين حياتهم) أنهما غزيري القراءة والكتابة، ولديهما نجاحات تستحق التوثيق، ولا يمكن بطبيعة الحال الوصول لما تفكر به عقولهم بشكل أسرع وأسهل من قراءة مقالاتهما أو من خلال ما كتبوه في فترات متفرقة، عكس كتابة الكُتب العادية التي تتطلب في كتابتها إلتزاماً محدد في وقت معين قبل خروجه للقراء.

    أعرف أن كلماتي تحمل بعضاً من التناقض، لكنها تمثل الحقيقة في عدم حبي للكثير من كُتب المقالات.

    إذاً … لماذا جمعت مقالاتي هُنا، ولماذا يجب عليك قراءتها؟

    سأحاول عزيزي القارئ أن أكسب ودك ووقتك الثمينين بتبرير هذا الأمر … ولكن قبلها سأطرح سؤالاً تقنيًا يوضح بعض الأمور:

    ما الفارق أصلًا بين مقالات المدونات الإلكترونية ومقالات الصحف؟ ولماذا أُفضِل شخصيًا قراءة مقالات المدونات في الإنترنت على مقالات الرأي في الصحف؟

    الجواب: كُنت أكتب تقريبًا بشكل شبه يومي في مدونتي خلال السنوات الماضية دون أي إلتزام أمام أي صحيفة أو جهة إعلامية، ولا أتقاضى أي مردود مادي بل بالعكس … أصرف ما يقارب ألفين وخمسمئة دولار سنويًا من جيبي الخاص في محاولة تطوير شكل المدونة إضافة للبرامج والتطبيقات الجانبية التي تسهل عليَّ مهمة الكتابة ونشر وتوثيق الأفكار، ولم أحاول حتى كتابة هذه السطور بشكل جدي التعاون مع أي صحيفة محلية أو عربية منذ أن كتبت مقالتي الأولى.

    كتبت بعض المقالات التي تُعبّر عن بعض آرائي السياسية في صحيفة «هافينغتون بوست - العربية»، ولا أحرص على تسويقها بشكل كبير لأنني لا أُريد أن أرسل أي انطباعات حول قناعاتي السياسية الخاصة، والتي وإن علمتَ بشأنها لن يزيدك هذا الأمر علمًا ومعرفة، بل استهدفت من خلال كتابتها قُراءاً معينين، وهم المهتمين بالشؤون السياسية فقط.

    المدونات على الإنترنت تعزز مصداقية الكتابة التي لا تحمل معها إلا حُب كاتبها وكلماته التي كلف نفسه عناء كتابتها.

    وتجد في المقابل (دون عيب) أن معظم كُتّاب المقالات والرأي في الصحف يكتبون داخل إطارات محددة كالمشاكل الاجتماعية، وانتقاد الجهات الحكومية، وآخر الصرعات والأحداث في البلد … بعيدًا عن الأمور التي تستهدف بالدرجة الأولى إفادة القارئ الكريم في حياته!. بل وتمر المقالة على عدة مراحل حتى تصل إلى القارئ وهي «منتوفة الكلمات» من مرحلة التدقيق إلى قص المحتوى مع مزاحمةً مقالات أخرى ومساحات إعلانية متخومة في كل صفحة، وإن كان الكاتب محظوظاً في النهاية … ربما سيتقاضى بعض المال في المقابل من الصحيفة التي يكتب فيها.

    تمتاز المدونات بعدم وجود سقف للحرية ولا تمر مقالاتها باحتياجات وإثارات الصحف غير المبررة … بل فقط الكثير من الكلمات المباشرة دون رياء، وهذا الأمر يقود إلى تحفيز الكاتب للمزيد من الكتابات دون التفكير مرارًا في رغبة الصحف بنشر مقالاته أو موافقته على الأقل في وجهات نظره والتي قد تُسبب أحيانًا بعض الحرج على رئاسة تحريرها! … والأهم يساهم هذا الأمر في تعزيز ثقة الكُتّاب المبتدئين بإقناعهم بعدم وجود ضرورة حقيقية لنشر مقالاتهم فقط في الصحف … فها هي المدونات المجانية تملأ صفحات الإنترنت. رغم وجود عيوب كثيرة تخص الأخطاء الإملائية وتركيب الجمل في المدونات الشخصية عموماً، إلا أنني أجد التدوين المستمر وسيلة حقيقية للتمرين على الكتابة. لأن العكس بالضبط هو ما يحدث في كل ما يتعلق بالجوانب اللغوية والإملائية مع بعض الإخوة الصحفيين وكُتّاب الرأي، فعندما يعلمون أن عددًا من الأشخاص سيراجعون ما كتبوه بعدهم؛ سيكتبون كما عبّر أخي الصحفي حسين هزازي «بأقدامهم» بدلاً من أيديهم.

    *****

    %95 من المقالات التي ستجدها في هذا الكتاب بعيدة كُل البعد عن المشاكل الاجتماعية والدينية والسياسية الحساسة، والتي لم أسعى حقيقةً في يوم من الأيام إلى التطرق لها في صفحتي الخاصة كما أسلفت. حاولت هنا أن ألخص تجاربي وتجارب الكثير من أصحاب الخبرة والأشخاص الناجحين، إضافةً إلى الكثير من القراءات وآرائي الشخصية حول بعض الكُتب، والمواضيع التي ارتئيت أنها تستحق الكتابة عنها.

    باختصار … أفضل ما دار في عقلي أثناء الاستحمام، وعند الاستيقاظ، وقبل النوم … ومع إفلاسي التام مطلع عام 2013م… وعند كسبي الكثير من المال … وتعاملي مع أشخاص جُدد بشكل غزير ومفاجئ … ومع جميع التقلبات النفسية وأفضل ما دار حولها من أفكار بين عامي 2013م و2015م ستجدها مكتوبة في هذا الكتاب. وأجدها أيضاً فرصة جيدة لمحبي قراءة الكُتب الورقية للإطلاع على ما كتبته عوضاً عن صفحات الإنترنت الإلكترونية، والتي ربما قد تتعب النظر.

    *****

    قسمت هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة (العمل والفن وسيكلوجيا الإنسان) وقسم إضافي (عن القراءة) كتبت عنها خلال السنوات الماضية وهي موزعة كالآتي:

    عن الفن: أو عن أداء العمل كالفنانين، كتبت بتفصيل أوسع عن بحثي لهذا الموضوع في كتاب «ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون»، وهنا قررت حصر المقالات التي تتعلق بسلوك الفنانين في تأدية العمل بعيدًا عن محتوى كتابي السابق.

    عن العمل: كل ما يتعلق بأداء العمل في حياتنا، البرامج والتطبيقات وبعض ما توصلت أنا أو توصل إليه بعض أحبائي خلال حياتهم.

    عن القراءة والكُتب: لأنها جزء لا يتجزأ من حياتي، ستجد بعض الاقتراحات المفيدة والملهمة لقراءاتك القادمة، والأهم … الاقتباسات التي حصرتها.

    عن سيكلوجيا الإنسان: كيف نتناول الأمور في حياتنا من ناحية نفسية … بعض البحوث والقراءات في هذا الأمر المثير للاهتمام!

    وأخيراً … أود أن أعبر عن امتناني الشخصي لك، ولحرصك على اقتناء هذا الكتاب الذي يمثل «مدواناً» لحياتي ومجهودًا من البحث وتخصيص الوقت الذي لم يكن بالأمر السهل، وكم أتمنى أن يُضيف لك ولحياتك العملية الشيء الكثير.

    قراءة ممتعة …

    أحمد

    جدة - يوليو 2016م

    الجزء الأول: عن الفن

    أكثر اثنين يقتلون الإبداع

    الكسل والخوف.

    عندما يسأل الكاتب من حوله: «كيف وجدتم كتابتي؟» بعد انتهاءه من السطرين الأولى … فهو يبحث عن مبرر للخوف وينسى أن عليه بذل المزيد من العمل.

    وعندما يتم انتقاده على سطريه الأولى… لا يحتمل مبارزة الكسل لينتقل للسطرين الآخرين.

    الكسل والخوف… يتحولان ويتبدلان باستمرار ومهمتهما في النهاية واحدة: القضاء على الإبداع.

    كم فكرة ماتت مع صاحبها، وكم مبدع انتهى حاله قبل أن ينتهي هو من حياته بسبب خوفه الذي ولّد الكسل فيما بعد.

    يخاف المبدع (المبتدئ) من ردود أفعال الآخرين، وينسى أن لكل إبداع أشخاصه، ولكل عمل زبائنه، ولكل فعل ردة فعل خاصة، ربما لم يجد مستقبِل وزبون فكرته بعد.

    الكل يستطيع أن يكتب، والكل يستطيع (مع قليل من المحاولة) أن يبدع، لكن من سيستمر ويتغلب على الخوف والكسل سيفوز في النهاية.

    إسحاق أسيموڤ … نجح وأشتهر ودخل التاريخ ليس لأنه كاتب عظيم، بل لأنه تغلب على الكسل والخوف طوال 40 سنة قضى معظم أيامها يستيقظ ليكتب من الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية عشر ظهرًا، لينتج وينشر خلال حياته أكثر من 400 عمل فني، نجح القليل منها ليدخل بها التاريخ.

    الخوف والكسل … لا أطيقهم، ويجب عليك أن لا تُطيقهم أيضًا.

    هل يوجد مَلَكةً للكتابة؟

    لا … لا يوجد مَلكةَ للكتابة، على الأقل هذه قناعتي التي أذكرها اليوم لعدة أسباب:

    لأننا نكتب كل يوم دون ملكة، نكتب إيميلات متحذلقة، ورسائل قصيرة عديدة، والكثير الكثير من التغريدات. هل نحتاج لملكة الكتابة حتى نكتب كل ذلك؟ بالطبع لا؛ إذًا لماذا عندما نكتب مقالة أو عندما نوثق ما نريد توثيقه كتابيًا نحتج بعدم امتلاكنا ملكة الكتابة.

    لأن الكتابة لا تحتاج إلى غير الصدق، استشهادًا برأي سيث جودين بأن الكتابة مثل التحدث، فليس فينا أحد استيقظ اليوم ليقول «أنا آسف لا أملك ملكة التحدث». الكتابة هي ترجمة الحدس والأفكار دون صوت، لماذا أحتاج لملكة حتى أعبر عما يدور في عقلي؟... أم أريد أن أقول غير ما أشعر به؟ … لأننا عندما نُضطر أن نكتب شيء ما سنكتبه لغيرنا! لكن عندما يخُصنا موضوع الكتابة ندّعي عدم وجود الملكة... لماذا لا نجرب؟

    لأن كتابة الروايات والقصص تعتبر أحد أنواع الكتابة وليست كل الكتابة، ربما نحتاج الملكة هُناك عند الروايات والقصص والشخصيات، لكن لا نحتاجها لنحكي ماحصل معنا أمس، ولا نحتاجها عندما نحكي همومنا ومشاكلنا وحلولنا المقترحة للآخرين!

    لأن معظم ما كُتب لم يكُن بسبب الملكة، بل بسبب الرغبة على الكتابة، أو بسبب اقتناع الكاتب بحاجته وحاجة الآخرين لما سيكتبه... وبالطبع الحاجة أهم من وجود ملكة الكتابة!

    «حدسك يعرف ماذا ستكتب لذلك ابتعد عن طريقه رجاءً»

    - راي برادبوري

    لا نريد المزيد من الأطباء والمهندسين (2/1)

    عندما كنت صغيرًا، قلت لأمي أريد أن أصبح طباخًا عندما أكبر (يعرف من حولي ولعي بالطبخ والأكل عمومًا منذ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1