فن الحياة
By مصطفى حسني
()
About this ebook
حدثت بسبب عدم تعلم هذا الفن وطرق اكتسابه لنرتقى في الحياة ونحبها ونعيش فيها على مراد الله.
Read more from مصطفى حسني
سحر الدنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة حب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة من الله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنسان جديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخدعوك فقالوا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكنز المفقود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقناع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكل ما تريد معرفته عن رمضان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوم في الجنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعيش اللحظة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي معية الله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفكّر ج١ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to فن الحياة
Related ebooks
علم نفس الظروف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفكّر ج١ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذه أنا: سيرة ذاتية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة الروح الجديدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدرب السعادة: منهج توجيه علمي وعملي للتعرف والتعلم والحصول على السعادة الحقيقية في حياتك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفرحتي: عشان إنتي تستحقي السعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوكأنني ولدت من جديد - اكتشف السر الذي يمكنك أن تغير العالم: وكأنني ولدت من جديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحل المفقود: نظف لا وعيك من جميع القناعات السلبية التي فيه وانطلق بحياتك بدون قيود Rating: 4 out of 5 stars4/5انتعاشة روح رحلة محفِّزة للعطاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفن التَمَثُّل Rating: 5 out of 5 stars5/5نقطة: حيث الهدوء وأشياء أخرى Rating: 2 out of 5 stars2/5ملخص كتاب أربعون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقناع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعل الطريق للشباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفاتيح التوازن الخمسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتأثير - علم نفس الإقناع: مبادئ كولينز الأساسية في إدارة الأعمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتصوف والمتصوّفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلون حياتك تصبح غنيا: مفاتيح الحياة, #1 Rating: 4 out of 5 stars4/5لون حياتك تصبح غنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنصِت إلى نفسك: كيف نجد السلام في عالم مليء بالصخب؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف تصبحين أصغر 10 سنوات خلال 30 يوماُ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمشاعر في الاسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى ولدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلم نفسك كيف تفكر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبعة مفاتيح للحرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحرر منهم لتصل إليك: تحرر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثوابت والمتغيرات في الفكر الباديسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيجابية وحدها لا تكفي: منهجك الكامل للحصول على الحرية النفسية الكاملة بين يديك Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for فن الحياة
0 ratings0 reviews
Book preview
فن الحياة - مصطفى حسني
Art of Life
مصطفى حسني
فــن الحيــاة
تأليف: مصطفى حسني
مراجعة علمية: د/ سيد عبدالباري
مدير عام المراكز الثقافية بوزارة
الأوقاف ومن علماء الأزهر الشريف
إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر
يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-5724-4
رقم الإيـداع: 1911 / 2019
الطـبعـة السادسة: إبريل 2019
Fan_alhayat-1.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
ما هي سلسلة بناء العبد الرباني؟
الأزمة الحقيقية التي يواجهها عالمنا الإسلامي هي الفهم السليم ثم التطبيق الرحيم للدين الإسلامي العظيم .. فهناك فجوة بين الشريعة الكاملة النقية وبين فهم العقول لمراد الله منها، وكيفية تطبيقها بالشكل الصحيح على واقع العصر الذي نحياه سويًّا.
وطالما أحلم بأن أسهم بما أتعلم من العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية في بناء شخصية مؤمنة تحمل بين جنبيها نفسًا سوية وعقلًا مستنيرًا، نفسًا تصلح أن تكون خليفة الله في الأرض، نفسًا تحب العلم وتحترمه وتبحث عن صفات الله الظاهرة في الكون لتتعرف إليه .. لتتعلق به وتحبه، ثم تنشر هذه الصفات بين الخلق، فترحم برحمة الله، وتعطي بكرم الله، وتسامح كما رأت ربها يعفو ويسامح، نفسًا ترى عمارة الأرض واجبًا لا يقل عن الصلاة التي تقدسها بين يدي ربها.
وهذا مصداق قول الله في آية وصفت المتقين الصادقين: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة : 177].
دين شامل .. عقيدة أثمرت عبادة ظهرت آثارها في رقي معاملة الخلق وبناء الحضارة ..
وهذا هو غاية الهدف والرسالة السامية التي أحملها على كتفي منذ أن بدأت طريق الدعوة من سنين عديدة، وهو بناء العبد الرباني العابد لسيده ومولاه، المنشغل بعمارة وطنه وأرضه، والمتخلق مع الخلق بأخلاق ربه حتى نعمل بوصية الله الخالدة لنا ﴿وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾[آل عمران : 79]
ستجدون في سلسلة بناء العبد الرباني كتبًا تتناول البناء الكامل المتزن لهذا العبد الذي نحلم به ..
كتب في بناء العقل السوي المستنير وضبط المفاهيم.
كتب إصلاح القلب وتأهيله للفهم عن رب العالمين ليظهر ذلك في سلوكيات من يحمل الخير والحق والجمال للخلق.
كتب عن العبادات فهمًا لمعناها وتعلُّمًا لكيفيتها والسعي لارتقاء الروح بها.
كتب عن المهارات الشخصية وتطوير النفس التي هي أمانة الله لتصبح أكثر فاعلية في الحياة العملية وعمارة الأرض.
كتب المعاملات بين المسلمين للارتقاء في معاملاتنا مع بعضنا البعض، وتقبُّل الطبيعة البشرية لكلٍّ منا.
كتب عن السيرة النبوية وقصص الأنبياء العظيمة والتي نستوحي منها الطرق العملية للتصرُّف السليم في كافة المواقف التي نتعرض لها في حياتنا اليومية.
كتب عن القرآن الكريم وتعلُّم كيفية فهمه وتدبُّره وتطبيقه بشكل عملي في حياتنا حتى نكون من «أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته».
وأسأل الله أن يمن علينا بالعلم النافع، والرزق الواسع، والقلب الرحيم، والعقل الواعي المستقيم .. وصلِّ اللهم وسلم على راحم المساكين .. والحمد لله رب العالمين .
مقدمة الكتاب
قابلت مدرب اللياقة البدنية في إحدى المرات في صالة الألعاب الرياضية وسألني عن الكتاب الذي سأكتبه هذا العام..
فقلت له: إني سأكتب كتابًا اسمه «فن الحياة» للارتقاء بجوانب الحياة.
فقال لي: وهل ستربطه بالدين؟
قلت له: إن فن الحياة هو الدين، لأن الارتقاء بالحياة هو أحد أهم مقاصد الدين.
فيجب أن تدرك عزيزي القارئ أن الدين نزل لضبط أحوالنا في الدنيا ولم ينزل للآخرة فقط.. والآخرة ما هي إلا نتاج تطبيقك لدينك بشكل سليم في الدنيا.
فمتى أتقنت وأدركت فنون الحياة فقد أتقنت فنون العبادة ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾[النساء : 125]
نحن هنا نبحث عن كلمة محسن.. أن نصل للإحسان في فنون الحياة وليس لنكتفي فقط بكلمة «مسلم» في البطاقة الشخصية !
ومتى ارتقيت بجوانب حياتك المادية والصحية والروحانية على مراد الله.. فقد أتقنت فن الحياة.
وطالما نحن في الحياة فنحن بحاجة لتعلم النظرية الصحيحة والتطبيق السليم.. وهذا ما يطلق عليه «فن الحياة»، فالأنبياء على مر العصوركان الهدف من وجودهم هو الارتقاء بجودة حياتنا عن طريق الشرائع السماوية التي نزلت معهم، واهتمت بتعليمنا لنعيش حياة مستقرة متحابة.. والحقيقة أننا في هذا الوقت الراهن يوجد منا من يمتلك الكثير من النوايا الطيبة، ولكن لم يستطيعوا أن يحققوا النجاح في تلك الجوانب السابقة من حياتهم؛ لافتقارهم للنظرية الصحيحة والتطبيق السليم في أحداث حياتهم المختلفة.. وهذا هو هدف كتاب فن الحياة..
أتمنى عبر الصفحات الآتية أن تجد ما ينير لك طريقك ويجعلك ترتقي في حياتك لتعيش على مراد الله متقنًا محسنًا لفنون الحياة..
لذلك ستجد في هذا الكتاب مزيجًا بين المعلومة الشرعية والحقيقة العلمية والنظرية النفسية للوصول لحياة مستقرة سعيدة مثمرة، دنيا وآخرة.
رحلة الارتقاء
منذ الصِّغر ونحنُ نسمعُ عن قصةِ الدبة التي قتلت صاحِبَها، واسمح لي -يا قارئي العزيز- أن أُذَكِّرَكَ بها..
«دُبة مُحبة لصديقٍ لها كانا في رِحلة معًا، وذات يوم وجدتْه نائمًا ورأت على رأسه ذبابة، فأرادت -بِفطرةِ حبها له- أن تُنقِذَه من هذه الذبابة، فأتت بِصخرةٍ كبيرة وضَرَبته ضربة قوية بها فطارت الذبابة، ومات الرجل!».
ومن خلال هذه القصة من الممكن أن تعطي لها عنوانًا يعبر عن حقيقة الموقف، وهو:
Fan_alhayat-4.xhtmlكثير منَّا يَعيش حياته بهذه الطريقة، يحوي قلبُه نيَّة جميلة للتحسين من نفسِهِ والقُرب من ربه، لكنه يَفتقد الطريقة الصحيحة التي تساعده للوصول إلى ما يرغب فيه، وهذه الطريقة هي ما نطلق عليه «فن الحياة».
فن الحياة هو واقع، وطريقة، وأسلوب، وفي الأصل كان مُشكلة لدى من لم يعرفه، ومن خلال هذا الكتاب سأعرض عليك مشكلات وَقع فيها الكثيرون، وكيفَ سنجد الحل معًا.
إذا تأملتَ في واقع الناس، والإحصائيات الدقيقة، والأرقام الحديثة في مُختَلف المستويات؛ ستدرك كم نحنُ في حاجة لنتَعَلم (فنون الحياة)، وستتغير نَظرَتُك للكثير من الأمور...
على المستوى الروحاني
رَصَدَ مؤتمر رابطة العالم الإسلامي(1) لسنة 2014 - 2015 مشاكل الأُمة الإسلامية -خاصةً مشاكل الشباب - في ثلاث مُشكلات أساسية:
Fan_alhayat-4.xhtmlعلى المستوى الاجتماعي
وجد مَركَز المعلومات ودعم اتخاذ القرار(2) أن البيوت تمتلئ بِمُشكلة كبيرة؛ أنه في المائة سنة الماضية كانت نسبة الطلاق من كل 100 أسرة 7 أسر، ولكن اليوم أصبحت نسبة الطلاق من كل 100 أسرة 40 أسرة، وفي بعض الدول العربية 50 أسرة، وهذا وإن دل على شيء فإنه يدل على مدى افتقادنا لحقيقة الحِفاظ على الحُب داخل البيوت..
على مستوى العمل
أثبت مركز الجالوب -الذي يُعَد من أكبَر مراكز الإحصائيات والدراسات على مستوى العالم - أن 88% من الموظفين لا يشعرون بشغف تجاه عملهم، وضَعُفَت قُدرتهم على التأقلم مع ظروف العمل.
وأجرى موقع Key organization دراسات وإحصائيات أكثر عن هذه المُشكلة، وأثبت بذلك أن 10% فقط من الموظفين هم من يستغلون طاقتهم الفكرية فى عملهم؛ ونتيجة ذلك نجد الكثيرين في مجتمعاتنا لا يهتمون بتطوير أنفسهم.
أما على المستوى الصحي
فلقد أعلنت مُنظمة الصحة العالمية(3) عن السبب الحقيقي والمشكلة الأساسية اليوم عند الشباب والتي تُسبب لهم العجز والمَرَض، فلم تكن في الحوادث، ولا المخدرات؛ وإنما وجدوا أن المشكلة الحقيقية في العصر الحديث لدى الشباب هي (الاكتئاب)، وقد أعلنت مؤسسة جالوب(4) أن 48% من الشباب يعانون من الأرق وعدم النوم ليلًا؛ بسبب شعورهم بالضغط النفسي، ولعدم قدرتهم على التأقلم مع ضغوط الحياة.
كُل ما أظهرته هذه الدراسات والإحصائيات، نجد التغلب عليه في فن من فنون الحياة التي علينا أن نُجيدها؛ فإجادتها هي العبادة التي أرادها الله منا.. وهو ما سأسعى لعرضه عليك في كتابي هذا؛ لنفهمه معًا، ونُغيِّر به من أنفسنا..
بسبب القصور في الحياة الاجتماعية، والحياة المالية، والروحانية، والصحية، حدثت ثورة كبيرة في العلوم النفسية والاجتماعية في السنوات المائة والخمسين الأخيرة، وتلك العلوم –بالأخَصِّ- التي تبحث عن الارتقاء وتجويد حياة الإنسان..
وقد أعلن موقع brandongaille.com أن أول كتاب أُلِّف في إدارة الحياة والارتقاء بها كان منذ حوالي مائة وخمسين عامًا اسمه (مساعدة النفس Self-Help) للمؤلف الأمريكي سامويل سميلزSamuel Smiles عام 1859، فقد كان هو البداية، وبمرور السنوات تم إنتاج عشرات الآلاف من الكتب، حتى إنه في سنة 2007 بيع 13 مليون كتاب عن إدارة الحياة، والارتقاء بها، وتجويدها، والاستقرار النفسي، والطمأنينة، والبحث عن سكينة الروح، فَكُلها علوم وفنون تبحث عن رُقي الإنسان بحياته.
واعلم يقينًا أنه لا يوجد من يحب مساعدتك مثل ربك -سبحانه وتعالى - وهذا هو ما دفعني لأكتب لك عن فن الحياة..
"
(فن الحياة يسميه الأجانب الكيفية know How)؛ ويعني كيفية عمل أي شيء -وكل شيء- يرقِّيك، ويسمو بنفسك.
وفي الإسلام يُسمى هذا المصطلح بـ (الإحسان، أو الإتقان، أو الارتقاء)، فنحن نبحث عن إحسان أو إتقان فنون الحياة.
"
ولكن، هل فكرت لمَ أسميتُه فن الحيـــاة؟
أولًا: كلمة (فن) تعني التطبيق السليم للنظريات، فما نحتاجه هنا هو أن نتعلم كيف نُطبق.
وإذا تساءلت: لمَ أسميته فن الحياة وليس فن التدين؟
ستجد بنفسك الإجابة؛ فالدين هو الحياة، والحياة هي الدين..
هل تأملت يومًا معنى الدين ومفهومه؟ اسمح لي أن أخبرك بشكل مُبَسط..
الدين هو شرائع سماوية تُثمر سلوكيات حياتية تؤدي إلى سعادة أبدية.
الدين لم يوجد للآخرة، وإنما للدنيا، ولم تنزل الأديان لضبط الآخرة، ولكن الدين وُجد لضبط الدنيا، والآخرة هي نتاج أن تعيش بالدين في الدنيا.
فلو أتقنت وأدركت فنون الحياة فأنت بذلك تتقن فنون العبــادة، وذلك في قوله تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾[النساء:125]
Fan_alhayat-4.xhtmlهذا هو المعنى الحقيقي للإحسان الذي أعنيه؛ إحسان فنون الحياة، بألَّا تكتفي فقط بأن تُعرف بأنك مُسلم؛ بل أن تكون ممن يُطبق هذه الآية، فإذا استطعت أن ترتقي بجوانب حياتك المالية، والنفسية، والصحية، والأخلاقية، والروحانية، فستكون حقًّا وقتها قد ارتقيت بها إلى مراد الله، وحينها تكون عبدًا أتقن فن الحيــاة.
لماذا فن الحياة؟
من علامات حُب الله لنا ورغبته في ألا نضل في هذه الدنيا طلبه منا في كل يومٍ سبع عشرة مرة أن ندعوه
Fan_alhayat-4.xhtml﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.[الفاتحة:6]
Fan_alhayat-4.xhtmlتأمل خمسة فروض، فيها سبع عشرة ركعة، كل ركعة فيها سورة الفاتحة، سبع عشرة مرة تدعو ربك أن يَهدِيَك للطريق السليم، طريق الذين أكرمهم الله بالعلم والرقي في الدنيا والآخرة،
Fan_alhayat-4.xhtml﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.[الفاتحة:7]
Fan_alhayat-4.xhtmlوليس طريق الذين علَّمهم الله فرفضوا ما علَّمهم إياه،
Fan_alhayat-4.xhtml﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾.[الفاتحة:7]
Fan_alhayat-4.xhtmlولا الذين لم يبحثوا عن العلم، وعاشوا بأفكارهم وعقلهم دونَ علم،
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾.[الفاتحة:7].
Fan_alhayat-4.xhtmlفإننا الآن في أشد الحاجة لتعلم شيئين أساسيين:
Fan_alhayat-4.xhtmlوحينها يتحقق.. فن الحياة.
وإذا بحثنا في سيَر السابقين سنجد أن الله قد بَعث الأنبياء وأنزل معهم الشرائع، وكان الغرض من نزولها ترقية حياة الناس، فحين قابلوا افتقاد الناس للعلم، علموهم وارتقوا بحياتهم، وحين قابلوا فرقتهم وحروبهم، علموهم العيش في مجتمعاتٍ مُستقرة مُتحابة، وحققوا قوله تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[الأنفال:63]
Fan_alhayat-4.xhtmlفالله ألَّف بين قلوبهم بالشرائع السماوية والأنبياء..
وحين وجدوا صعوبة حالهم في كسب عيشهم إلا بالغش والخيانة، علموهم كيفية العمل بأمانة وصدق، مُطبقين في ذلك قوله تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾[الأعراف:85].
Fan_alhayat-4.xhtmlوكان الحبيب ﷺ خير قدوة في ذلك..
فقد كان يبحث عمن يفتقد الرحمة؛ ليُعَلِّمه العيش برحمة.
ويرى الغارق في شهوته لا يستطيع إيقافها؛ ليعلمه كيف تكونُ له قوة عليها.
ويرى البيوت بمشاكلها وصراعاتها، فيُعَلِّمهم كيف يعيشون عيشة حبٍّ ورحمة.
فهذا هو عِظَم شأن الأنبياء، في رقيهم بحياة الناس..
واليوم برغم جميل نوايا الكثيرين في الدنيا، وبجميل رغبتهم في أن يرتقوا بأخلاقهم، ومعاملاتهم، ومادياتهم، لكنهم يفتقدون الطريقة، ويفتقدون الفن الذي يقودهم في طريقهم.
فكم من شخصٍ يتمنى أن يُصلي، ويحِب الصلاة، لكنه يفتقد فن تذوق الصلاة!
وكم من أبٍ وأم أفنوا حياتهم في تربية أولادهم، ولكن التربية بها أخطاء جسيمة، مُسببة لفجوة بينهم وبين أولادهم؛ لافتقادهم معلومات مُهمة في تربية الأبناء!
كم من أفرادٍ تحابُّوا، وتزوجوا، وكانت أمنيتهم إسعاد بعضهم بعضًا، لكنهم نسوا حقيقة الأرقام بعدد الطلاقات التي تعادل عدد الزيجات؛ بسبب كثرة الجفاء، والصراعات داخل البيوت؛ بسبب افتقاد فن فهم المرأة، وفن فهم الرجل، وفن اختيار شريك الحياة!
فالكثير يتمنون أن يرتقوا في كل شيء، ولكن تَصرفاتهم تُبعِدهم؛ لأنهم لا يملكون فنون إدارة الذات، وفنون إدارة العمر..
النِّيَّة الجميلة والرغبة الجميلة وحدها لا تكفي..
وكما قال سيدنا عبدالله بن مسعود حينَ دَخلَ على أناسٍ يعبدون الله، ولكن كانت عبادتهم خاطئة، فأعلمهم أن في العبادة خطأ، فقالوا: والله ما أردنا إلا الخير. فقال لهم: كم مِن مُريدٍ للخيرِ لم يصبه- أو لا يحسن الوصول إليه!
فأحيانًا لا تكون المشكلة في النية؛ وإنما تكون المشكلة في الكيفية.
العقبة التاريخيـــة:
وإذا تأملت قول الحبيب ﷺ في وصفهِ للدنيا بامتلائها بالبركة والنفع، وإن من الدنيا ما يخلو من البركة، فقال:
Fan_alhayat-4.xhtml«إنَّ هذا الْمالَ خضِرٌ حلْوٌ، فمَنْ أخَذَهُ بِسخَاوَةِ نفْسٍ بورِكَ له فيه، ومَنْ أخَذَهُ بِإِشْرافِ نفْسٍ لم يُبارَكْ له فيه، وكان كَالَّذي يَأْكلُ ولا يَشبَعُ»(5).
Fan_alhayat-4.xhtmlفقول الحبيب ﷺ يعني أن الذي يأخذ الدنيا بحقها يأخذ بركتها، والذي لا يأخذها بحقها كالذي يأكل ولا يشبع؛ أي أنه ليس لتصرفاته أثر في الدنيا..
ولذلك أتمنى وأنت تنهي صفحات الكتاب أن تكون وصلت إلى:
* تعلم كيفية الحب.. * تعلم كيفية التربية..
* تعلم كيف يكون العمل.. * تعلم كيفية إكرام الأهل..
* تعلم كيفية تنظيم العمر..
ولكن الحقيقة أن بيننا وبين تعلُّم فنون الحياة عقبة تاريخية؛ فالمُسلمون تركوا فنون الحياة، وَغيرُنا هو الذي استثمر وقته وحياته فيها، وارتقى، واليوم أصبحت حقيقة، أننا إذا أردنا تعلم الكثير من فنون الحياة ذهبنا فيها للغرب حتى نتعلم منهم، وهذا واقع لا يخفى على أي إنسان مُتأمل في واقع الدنيا.
فالمُسلمون تركوا فن الحياة منذ فترة كبيرة وَزهدوا فيه؛ بسبب خَلل أصابنا في فهم علاقة الحياة بالآخرة، والتصور الخاطئ بأنك كلما ارتقيت في الحياة خسرت وتدنيت في الآخرة؛ وبسبب هذا المفهوم تركنا الحياة من أجل الفوز بالآخرة!
فالأصل أن يرجع الشخص لتفسيرات أهل العلم لنصوص القرآن الكريم التي تمدح أو تذم أي شيء، فنحنُ أمة تُحب الحياة؛ لأن الحياة هي اختيار الله (عز وجل)، فهو القائل سبحانه:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[القصص:68].
Fan_alhayat-4.xhtmlاختيار الله لنا أن تكون قصتنا في هذه الحياة معه، ونحنُ اليومَ يا رب بك راضون؛ بل مُجيبون لاختياراتك.. وقوله تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾[الأعراف:24]
Fan_alhayat-4.xhtmlلا بد أن تكون لنا خير رسالة في أن نتبع هداكَ يا رب في تعلم فنون الحياة؛ لكي نرتقي بوضعنا في هذه الحياة؛ كي يتحَقق وَعدُك فينا يا رب .
فالهدف من هذه الأرض أن تكون نعمة الاستقرار والمتعة لنا، ليس فيها من الأحزان أو التخلف أو التراجع عن ركب الحضارات ما يشوبها، ولكن على الرغم من ذلك قد تصطدم ببعض النصوص التي تجعلك ترفض تعلُّم أي شيء في الحياة، وبدا ذلك في قول الرسول ﷺ:
Fan_alhayat-4.xhtml«إنَّ الدُّنْيا ملْعُونَةٌ، ملْعُونٌ ما فيهَا، إلَّا ذكْرَ اللّهِ ومَا والاهُ، وَعَالمًا أوْ مُتعَلمًا»(6).
Fan_alhayat-4.xhtmlفاسمح لي هنا أن أُسدي إليكَ نصيحتي بأن تفتح كُتب أهل العلم، وتفهم معاني كلام الحبيب ﷺ، فالمنطق والعقل يناديان بأن تُفكِّر: هل من المنطق أن يلعن الله شيئًا خَلَقَهُ وجعلنا نعيش فيه؟!
هل فكرت يومًا ما المقصود بالدنيا؟
قالوا: الدنيا هي حال التدني، يتدنى فيها العبد ليعيش في جوانب الحياة لتحقيق شهواته ومُراده، بدلًا من أن يعيش في جوانب الحياة لتحقيق مراد الله سبحانه وتعالى.
فقول الحبيب ﷺ يعني أن هذه الصورة ملعونة، ومَلعونة في اللغة، من بعض معانيها: مَتروكة، فأنْ تعيش لإرضاء شهواتك وَرَغباتك فهذا تدنٍّ مَتروك. إلا ذكر الله، وما والاه، وعالمًا ومتعلمًا، وذكر الله يراهُ العلماء أيَّ فعل فيهِ إقامة لمراد الله -سبحانه وتعالى- فالعمل ذكر لله، وتربية الأولاد ذكر لله، وحبك لزوجتك/ لزوجك ذكر لله، وتنظيمك لعمرك كي تستثمر حياتك ذكر لله، وَبَحثُكَ عن ربك في كل حاجة في حياتك ذكر لله؛ ولذلك أطلق القرآن على المُتخصصين في كل فن من الفنون التي نحتاج إلى تعلمها: أهل الذكر، وذلك في قوله تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[النحل:43].
Fan_alhayat-4.xhtmlوذلك يعني أنك إذا أردت أن تتعلم فنون هذه الدنيا، وترتقي فيها حتى تحيا على مراد الله، فكُن مُتَعلِّمًا، والجأ للعالِم، فالجأ لربك -سبحانه وتعالى- ولرسول الله ﷺ ولعلماء الشريعة، وللعلماء المُتخصصين في كُل جانب من جوانب الحياة.. حينها فقط ستتعلم فن الحياة..
الصالحون يحبون الحيــاة
إذا تأملت كتاب الله، والأنبياء والصالحين والأولياء، ستجِدُهم أحبوا من الدنيا ما أحبه الله -وهذا ما سنبحث عنه- وتَرَكوا من الدنيا ما تركَه الله -سبحانه وتعالى- فسيدنا يوسف \ حمدَ ربه على نعمة الدنيا فقال:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.[يوسف:101]
Fan_alhayat-4.xhtmlوسيدنا سليمان دعا ربنا بالدنيا، فقال:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾[ص:35].
Fan_alhayat-4.xhtmlدعوة شديدة الجمال، أتمنى لو حفظتَها؛ فهي من أجمل الدعوات التي مرت عيني عليها، تلك الدعوة التي نقلها الإمام الزمخشري عن سيدنا أبي بكر الصديق في كتاب ربيع الأبرار، يقولُ فيها:
«اللهم ابسط عليَّ في الدنيا وَزهِّدني فيها، ولا تزوِها عني وَتُرغِّبْني فيها».
فتخيل قول أبي بكر الصديق ] وهو يدعو ربه أن يوسع عليه في الدنيا فيتطور ويظل يعمل، وأن يوسع عليه من عطائه ولكن يزهده فيها، يستمتع بها، ولكن إذا شغلته عن الله، تركها وهو مُحب، وتصدق بها للفقراء والمحتاجين.
ولا تزوها عني، يعني: تأخذها مني وأتعذب بها، فهو خير من مشى على الأرضِ بعد الأنبياء، وكان هذا دعاءه..
وصايا سيدنا لقمان لابنه
سيدنا لقمان الحكيم النبي الكريم الذي سُميت سورة من القرآن باسمه، ومحور السورة وصايا لقمان لابنه، وصاياه كُلها ما هي إلا فنون للحياة، بدأت من فنون العقيدة والتعرف إلى الله:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّه﴾.[لقمان:13]
Fan_alhayat-4.xhtmlثُم انتهت بفنون الآداب والعلاقات:
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.[لقمان:18]
Fan_alhayat-4.xhtmlFan_alhayat-4.xhtml﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾.[لقمان:19]
Fan_alhayat-4.xhtmlفهنا يُعلمه فنون المشي.
Fan_alhayat-4.xhtml﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير﴾[لقمان:19].
Fan_alhayat-4.xhtmlهذه الفنون هي أوامر الله -سبحانه وتعالى- وضعها في كتابه الكريم لكي نتعلمها، يساندها فهم الشبهاتِ والمخالفِ من القول، فيُذكر في السيرة موقف لسيدنا شُريح بن هانئ أحد التابعين، كان جالسًا في درس لأبي هريرة ] وفي هذا المجلس سرد سيدنا أبو هريرة حديثًا عن الرسول الحبيب ﷺ قائلًا: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:
Fan_alhayat-4.xhtml«من أحَبَّ لقَاءَ اللَّه أحَبَّ الله لقَاءَهُ، ومَنْ لم يُحبَّ لقَاءَ اللّهِ لم يُحبَّ الله لقَاءَهُ».(7)
Fan_alhayat-4.xhtmlفاهتز سيدنا شُريح، حتى إنه ذهبَ للسيدة عائشة (رضى الله عنه) وقال لها: سمعتُ أبا هريرة يقولُ كلمةً لو قالها رسولُ الله ﷺ لهلكنا، فَكُلنا يكره الموت، (هو تصوَّرَ أن معنى كلام سيدنا محمد ﷺ ألا تحب الحياة، فالأصل أن تُحب الموت الذي فيه لقاء الله)، فردت عليه السيدة عائشة (رضى الله عنها) قائلة: يا شريح؛ إن الرسول ﷺ يقصد أن العَبدَ إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ على الآخرة عندما تحين لحظة موته، رأى مقعده عند الله من كرامته -وذلك إذا كان مؤمنًا - فحينها يُحبُّ لقاء الله، وإذا كان العبدُ عاصيًا في لحظة الموت رأى ما أعد الله له من العذابِ؛ فكره لقاء الله، فكره الله لقاءه.. فالقضية -إذن- تكمن في لحظة الموت، القضية حين ترى مقامك لحظة الموت، أمُحبٌّ أم كاره لقاء الله، وليس كراهية الموت نفسه.
"
اعلم أنه «لأنْ تحيا في سبيل الله أصعب بكثير من أن تموت في سبيل الله».
"
فنحنُ أمة أُمرت بعمارة الحياة، وأُمرت بالرضا؛ بل بحب اختيار الله، أن تكون في هذه الحياة تعيش الارتقاء ولكن على مراد الله..
من أين سنتعلم فنون الحياة؟
سأُجيبك بخيرِ آية لتلك الفنون، آية الإسلام الكامل، آية الصادقين المُتقين التي وردت في سورة البقرة، قال تعالى:
Fan_alhayat-4.xhtml