Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رحلة الروح الجديدة
رحلة الروح الجديدة
رحلة الروح الجديدة
Ebook451 pages2 hours

رحلة الروح الجديدة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب يناقش بطريقة علمية معرفية، وأخرى عملية تطبيقية مِن خلال طرح الأمثلة والتمارين الذهنية، والاستدلال والاستشهاد مِن القرآن والسُّنَّة التي اعتمدتُها بكتابي، لتصحيح الجانب الروحي لدى الإنسان، ومدى علاقته واتِّصاله بخالقه. يساعدك هذا الكتاب أيضًا على معرفة أهمِّ الطُّرق الروحية والعملية في كيفية الوصول السَّهل إلى الله العزيز الحكيم، وذلك من خلال التعرُّف على أهمِّ التَّساؤلات الوجودية التي تصطدم معها الروح، وكيفية الإجابة الواعية والعميقة بها لتفكيك المعوِّقات ولِكَي تكتمل رحلة الروح. وأخيرًا.. يساهم هذا الكتاب في فكِّ أبرز المعتقَدات الوهميَّة الموروثة والمغلوطة التي تُلَوِّث علاقتنا بالله، ومناقشتها بشفافية لممارسة التكنيك المستمرِّ للنموِّ والتطوير والارتقاء الفكري والمشاعري بالروح بفلترة ونقاء جديد.
Languageالعربية
Release dateJan 31, 2024
ISBN9789948767367
رحلة الروح الجديدة
Author

وداد عقيل الشراري

وداد عقيل الشراري موظَّفة سابقة في تعليم الجوف، حاصلة على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية. ممارِسة ومدرِّبة معتمَدة في التَّشافي الذَّاتي والعلاج بحقل الفكرة .TFT حاصلة على مئات الدورات التدريبية المعتمَدة دوليًّا في التنمية البشرية وتطوير الذات.

Related to رحلة الروح الجديدة

Related ebooks

Reviews for رحلة الروح الجديدة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رحلة الروح الجديدة - وداد عقيل الشراري

    رحلة الروح الجديدة

    وداد عقيل الشراري

    Austin Macauley Publishers

    رحلة الروح الجديدة

    وداد عقيل الشراري

    الإهداء

    حقوق النشر ©

    شكر وتقدير

    المقدّمة

    الفصل الأوَّل: القوانين الأساسية في رحلة الرّوح

    (1 مَدخَل:

    2) التساؤلات الوجودية الكبرى:

    3) مصادر مشكلاتنا الدينيَّة:

    4) ضرورة اختيار الطَّريق:

    5) مبادِئ تعزيز الإيمان اليقيني:

    6) بناء العضلات الإيمانيَّة بداخلنا:

    7) البواطِن أولى بالاهتمام:

    8) التغيير يبدأ من الدَّاخِل:

    9) المرونة الصلبة:

    الفصل الثَّاني: البرمجة والمعتقدات الوهميَّة والموروثة الَّتي تُعيقُ الرّحلة الروحية وعلاقتنا بالله

    1) معتقَد الدِّين يقيِّدُني ويحدُّ منِّي:

    2) معتقد لا أفهم الدّين، ولا أحكام الشريعة:

    3) إطلاق الأحكام وعدم الرّضا عن الآخَرين:

    4) ومِن المعيقات أيضًا: غياب القدوة ومحدوديَّة التجربة:

    5) ضعف القدوة الحقيقيَّة في التعامُل:

    6) ومن المعيقات: الإنفاق المركَّز الخاطِئ:

    :الفصل الثالثالدَّوافِع الشعورية السلبيَّة الدَّاخليَّة خلفَ الأعمال، وطرق عمليَّة إدراكها، وضبط وتحسين الطَّريق

    توطئة:

    1) الدَّوافِع النفسيَّة الخفيَّة حيالَ التشدُّد غير المنطقيّ بالدِّين:

    2) الدَّوافِع الشعورية أهمُّ من الأعمال الظَّاهرة نفسها:

    3) التساهُل بالدِّين وضعف الشَّخصيَّة:

    4) إلقاء اللّوم ودور الضحيَّة:

    5) اكتشاف مصدر الظنون والشكوك:

    6) الشّعور بالذَّنب، والشّعور باللَّومِ، والشّعور بتأنيبِ الضَّمير:

    تمرينٌ ذهنيٌّ للتخلُّص مِن المشاعِر:

    :الفصل الرَّابعتفاصيل وأدوات مُهمَّة في رحلة الرّوح الجديدة

    ماذا يريدُ منَّا الإسلام؟ وهل ينصرُنا أم ننصره؟

    1) الاتِّصال الرّوحي بالأعمال:

    2) الصَّاحب ساحب:

    تمرين ذهني:

    3) الرّؤية والانطباعات حولَ الإسلام:

    4) سفينةُ النَّجاة:

    5) داخِل كلّ مَشْكِي طِباعٌ سيّئة:

    6) الحظّ العظيم:

    تمرينٌ آخَر:

    7) الصّراعات تجعلكَ صفرًا في الحَياة:

    8) كيفيَّة التغيير من الدَّاخِل:

    9) الاتّزان هو القوَّة في علاقتِك بالله:

    تمرين ذهني:

    10) الحياةُ كلّها دينٌ، والدّين هو الحياة:

    الفصل الخَامس الحماية الذاتيَّة مِن البيئة المحيطة

    توطئة:

    1) القوَّة الدَّاخليَّة في إدارة الذَّات:

    2) خطورة التكبُّر وأثره على الرّوح:

    3) أهمّ الخطوات الَّتي تُساهِم في علاج التكبُّر، وسلامة الصّدر:

    تمرينٌ ذهني:

    4) النَّاس جُسور توصِّلنا إلى الله عزَّ وجلَّ:

    5) إظهارُ المحاسِن الشخصيَّة:

    6) بناء الحدود لا الجدران:

    7) الإيمان والثَّبات:

    تمرينٌ ذهنيّ:

    لفتةٌ:

    الفصل السادس: بوَّابة الرُّوح وأهم مفاتيح اليقين

    1) الرِّضا أهمُّ مفاتيح اليقين:

    2) تتبّع الهُدى بداخلنا:

    3) الحبّ اللَّا مَشروط:

    4) تزكيَة النَّفس وتطهيرها:

    5) ابدَأ حياتك بآليَّة مختلفة:

    6) بناء العادات الجديدة، والتغلُّب على الهوى:

    تمرينٌ ذهنيٌّ:

    التَّمرين الثَّاني:

    الفصل السّابِع: الأعمال والأثر

    1) الدّين والمتدين بين العمل والأثر:

    2) أهميَّة النوايا:

    3) تعداد النوايا:

    4) الجزاءُ من جنسِ العَمَلِ:

    5) تبنِّي الشَّجاعة والتدرُّب عليها:

    6) القوَّة الروحيَّة في الحياةِ:

    7) أوهام المعرفة وترك العِلم:

    8) لا تقنَعْ بما دونَ النُّجوم:

    9) الفلَاح بين أرجوحةِ الشحِّ والعَطاء:

    المصادر والمراجع

    وداد عقيل الشراري

    وداد عقيل الشراري موظَّفة سابقة في تعليم الجوف، حاصلة على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية.

    ممارِسة ومدرِّبة معتمَدة في التَّشافي الذَّاتي والعلاج بحقل الفكرة .TFT

    حاصلة على مئات الدورات التدريبية المعتمَدة دوليًّا في التنمية البشرية وتطوير الذات.

    الإهداء

    هذا الكتاب إهداء إلى أبنائي وزوجي وإخوتي،

    وكلِّ مَن يهمُّه الاتِّصال الحقيقي بالله عزَّ وجلَّ.

    حقوق النشر ©

    وداد عقيل الشراري 2024

    تمتلك وداد عقيل الشراري الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948767374 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948767367 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-2286724

    التصنيف العمري:E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى: 2024

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    +971 655 95 202

    شكر وتقدير

    شكر وتقدير لزوجي على دَعمِه النفسي والمعنوي لإنجاز هذا الكتاب.

    المقدّمة

    الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده تعالى على مزيدِ فضله، وكثير عطاياه ونعمه التي لا تُحصَى، وأصلِّي وأسلِّم على سيدنا محمَّد بن عبد الله، وعلى أصحابه والتابعين ومَنْ اهتدى بهَديِه إلى يوم الدين.

    أمَّا بعدُ:

    فإنَّنا نمرُّ في هذه الحياة بموجات فكرية دائمة؛ ممَّا يؤدِّي إلى تقلُّباتٍ كثيرة في المشاعر والأحاسيس، وقد تصادفنا عشوائية بمشاعرنا وعدم اتزانٍ مهما شعرنا بالاستقرار النفسي، ومهما ظنَّنا أنَّنا نمتلكُ السيطرةَ على أنفسنا ومشاعرنا، إلَّا إنَّ المؤثِّرات الفكرية التي نواجهها في حياتنا اليومية عبرَ شتَّى وسائل الاتِّصال والتواصُل قد تهزُّنا في بعض المواقف، وتخلُق فينا الشكَّ بضعف علاقتنا بالله، ومدى اتِّصالنا به.

    إنَّ هذه التحولات الكبيرة، والتغييرات الهائلة، والملحوظة في السنوات الأخيرة، وغير المفهومة لدى البعض في العالم، وخاصَّة في العالم العربي، وتغيير البعض لتوجُّهاتهم وسلوكياتهم لمواجهة عصرٍ فكريّ جديد قوِي؛ قد تؤدِّي إلى أن ترُبكَ بعضَ الأشخاص، وتَهزّ كيانهم، وتستنزف مشاعرهم، وتُشكِّكهم في إيمانهم، وروحانياتهم، وعقيدتهم، من دون أن يجدوا تفسيرًا منطقيًّا لذلك، وخاصَّة عند عامَّة النَّاس الذين تعوَّدوا على فكرٍ ومنهج معينينِّ، ولن يواجهوا تغيراتٍ مستمرة، فاختلط عندهم الغثُّ من السمين؛ إذ تثيرُ في نفوس غالبيَّتهم الشكّ والحيرة؛ ممَّا يجعلهم يتساءلون مع أنفسهم تساؤلات عدَّة، منها:

    هل سأكون على الصراط المستقيم في مسار حياتي، أم سأنحرف عن جادَّة الإسلام؟ وكيف يمكنُ أن أحمي نفسي من البعدِ عن الله بالطريقة الواعية في حقبة جديدة، وعصر جديد؛ لتتوافق مع منهج القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة المطهَّرة؟ فقَد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾

    [الأحزاب: 71]

    وكيفَ يمكنُ أن أميَّز المنهج الصحيح، وأميز بين الناس الروحانيين أصحاب الدين الصحيح، والمتروحنين من المتلاعبين به، والمحرِّفين له، ومَنْ هُم محتكروه لمصالحهم الشخصية أو الدنيوية؟

    وهل نحنُ أهل لمواجهةِ الفتن، والثبات على مسار الحقِّ، والصراط المستقيم، مع هذه الانقسامات الفكريَّة الملحوظة بين النَّاس؟ أم أنَّنا سنهلك كما هلك الكثير من الناسِ سواء أكان ذلك بلا وعي منهم، أم بوعي وقصدٍ وتعمُّدٍ؛ استهتارًا بمبادئ الدين السمح، فنتصارع داخليًا مع ذواتنا باحثين عن إجابات لمثل هذه الأسئلة:

    إلى أين أنا أسير؟ وكيف أنجو؟ وما المطلوب منّي لكي أعيد ترتيب حياتي الروحانية، وتجديدها في التقرُّب إلى الله؟ وكيف أتجاوز أهل الضلال، وأنجو من ضلالاتهم؟ وكيف أعرف أنّي على الطريق المستقيم؟

    ومن خلال بحثي الشخصي عن إجابات لتلك التساؤلات التي شدَّتْ انتباهي للبحث عن سبيل الخروج من ذلك، وجدتُ من يتحدَّث عن استفتاءٍ كان قد وضعه الأستاذ: معز مسعود، الداعية والباحث في قسم الإلهيات بجامعة كامبريدج البريطانية، شارك فيه أكثر من سبعة آلاف شخص على صفحاته الشخصية في موقِعَي التواصل الاجتماعي: الفيسبوك وتويتر، وكان مضمونه يدور حول إن كان لديهم أسئلة عن حقيقة الوجود والدين يتحرَّجون منها، أو يخافون من الخوض فيها، ولا يستطيعون طرحها أمام الملأ، أو يعرفون شخصًا لديه تلك التساؤلات والتخوفات، وكانت النتيجة الصادمة أنَّ خمسةً وسبعين في المائة من الأشخاص اعترفوا وقالوا: نعم.

    أما أنا فمن باب المسؤولية تجاه نفسي وأبنائي وكلّ مَن يهمَّه الاتِّزان في الجانب الديني والعقيدي من خلال علاقتنا الروحية بالله عزَّ وجلَّ، فقد كتبتُ هذا الكتاب، الذي أسميته: (رحلة الروح الجديدة)؛ لأقِّدمَه لنفسي أوَّلًا، ولأبنائي، ثمَّ أقدِّمه إليكَ أيُّها القارئ الكريم، لعلَّ الله ينفعنا به، والذي سينقلك بمشيئة الله تعالى إلى رحلة روح جديدة يقينية، بطمأنينة وأمان تامّين، مهما صادفت من مؤثّرات خارجية، فسوف تستقرُّ نفسك عنده.

    (رحلة الروح الجديدة) كتاب يُقدِّم طُرقًا تُسهم في اجتياز رحلة حياتنا الروحانية، بيقين وطمأنينة، من خلال وضع منهجية إيجابية فطرية سليمة على مستوى الفرد، كشخصية إسلامية معاصرة، نتعلَّم من خلالها كيف ندمج الحياة وتحدّياتها بالدين، بكلِّ سلاسة وبساطة؛ وذلك حسْب اجتهادي الشخصي المتواضع، وما جمعته من علوم شرعية نيّرة، وما تعلمته في علوم التنوير، وتوسيع خيارات البشر.

    فأوَّل نقطة أحبُّ أن نتعرَّف عليها لتكون بداية انطلاقنا، هي أنَّنا نمرُّ بدخول حقبة جديدة تختلف عمَّا عشناهُ في السابق، والَّتي نلاحظ طلائعها حاليًا، ونسعى إلى أن نتوافق معها فكرّيًا، وروحيًّا، وشعوريًّا توافقًا تامًّا بخلاف ما كنَّا عليه قبل ذلك، مع ضمان وجودنا، وأنَّنا في معية الله؛ من خلال لمسِ مؤشّرات حقيقية على أرض الواقع؛ لتتكوَّن لدينا ومضةٌ من الوعي حول تلك الحقائق، تزيلُ ضبابيَّة المشهد، ووضوح مسار المنهج الصحيح لمواكبة التطوُّرات بكلِّ سلام وأمان وطمأنينة، فإنَّ ممَّا يبعثُ على الطمأنينة في النفوس أن يعرفَ الإنسان ما سيقبلُ عليه، ويكوِّن صورة ذاتية جميلة عن نفسه، وعن مستقبله، بطريقة روحانية لا تنفصل عنه، كشخصية المسلم المتَّزن المعاصر التي ترافقه؛ ليكن على وعيٍ وعلمٍ بالتغيُّرات القويَّة والمستمرة، ويقبلُ تلك المتغيرات التي تتلاءَم وشخصيته الملتزمة بكلِّ حبٍّ، فتَمرُّ تلك المتغيرات، ويتغير معها من دون الخروج عن الصراط المستقيم، وتحت عنايةٍ من الله، ويبتعد عن أي متغير قد يشوبه نوعٌ من الإلحاد العلني أو الخفي، الصادِر من دعاة الضلالة.

    وإن ممَّا يبعث على الطمأنينة في النفوس أن تعرف قوَّة المنهج الذي أنت عليه؛ إذ إنَّ كَثُرة الفِرق أخلَّت بهذه القوَّة، ونتج عنها التطرُّف العقيدي، فكلُّ فرقة تُنادي بتعصُّب للحقِّ، فضيَّعتِ الحقَّ، وشعرت بحلقةٍ مفقودة؛ ولذا فالإسلام يحثُّ على التسامُح والتعايُش مع الأديان، والابتعاد عن التعصُّب، والتطرُّف بالدين، ولكثرة الفرق والتيارات ضَاعَ الفرد المسلم، وضاعَت الروح معه، وإنّي أعدُ بأن هذا الكتاب سينقلك إلى رحلة روحانيَّة جديدة، وسوف يساعدك في الارتقاء نحو تحصيل اليقين المطلق بالله سبحانه وتعالى؛ ليطمئنَّ قلبُك، ويزيد يقينك، من خلال الطَّريقتين: العلميَّة والتطبيقيَّة، واللَّتين انتهجْتُهما في كتابي هذا؛ لأسُهمَ في تعزيز اليقين عند القارئ بهدف فكِّ أبرزِ المعتقدات، والردّ على الكثير مِن التساؤلات الَّتي تمرُّ في وقتنا الحاضر على عقل الفرد المسلم وفكره ومشاعره؛ ليكن واعيًا بنفسه، وبأفكاره، وبمشاعره، ومتحكمًا بها، وليعيش الحرية الفكريَّة الدينيَّة، ويناقشها، ويتعايش، ويتوافق معها عبرَ كلِّ الأزمنة بسلام.

    ولتعلم أيُّها القارئ أنَّ الهدف الرئيس من هذا الكتاب يتمثَّل في: زيادة يقينك، وارتباطك بربك ودينك ونفسك، والمساعدة في وصولك إلى عين اليقين في الرحلة الروحية الجديدة، لتشعرَ بالطُمأنينة وبالثقة والأمان بالله سبحانه وتعالى والتي نسعى إليها، وإضافة إلى ذلك فإنَّ الكتاب يهدف إلى المساهمة إسهامًا أكبر وأسرع في تحسين الجانب الديني والروحاني لديك، وموازنته، وضبطه بالشكل الصحيح؛ ولذا فإنَّ أوَّل خطوة ينبغي عليك أيها القار ئ ا تِّباعها للاستفادة من هذا الكتاب هي أن تكون واعيًا بذاتك، ومتحمِّلًا مسؤولية نفسك وحياتك، ولتكن على علم في البداية بمضامين الكتاب، فقد جاءت موضوعات الكتاب موزَّعة في سبعةِ فصول، تمثَّلت في التالي:

    الفصل الأول: القوانين الأساسية في رحلة الروح.

    الفصل الثاني: البرمجة والمعتقدات الوهمية الموروثة التي تعيق الرحلة الروحية الجديدة وعلاقتنا بالله.

    الفصل الثالث: الدوافع الشعورية السلبية الداخلية خلف الأعمال، وطرق عملية على إدراكها وضبط وتحسين الطريق.

    الفصل الرابع: تفاصيل وأدوات مهمة في رحلة الروح الجديدة.

    جاءت محاور هذه الفصول الأربعة الأولى لتبيِّن لك عزيزي القارئ المخطَّط الاعتقادي، الذي يدور في الذهن والفكر، والمشاعر، تجاه القضايا المتجدِّدة في شتَّى مجالات الحياة الدينية وغير ذلك؛ أي إنَّها عبارة عن فحص للمعتقدات والمشاعر التي نتبنَّاها في أعماق دواخلنا، وما نعتقدُه حيال أنفسنا من جهة، وما نعتقده من أفكار ومشاعر عن الله عزَّ وجلَّ من جهة أخرى، وما نعتقده من جهة ثالثة عن ديننا الإسلامي وأحكامه بشكل عام، وعمق الشعور الذي نتبنَّاه داخلنا حيال تلك المعتقدات، وأثرها على الفرد بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.

    الفصل الخامس: الحماية الذاتية من البيئة المحيطة.

    الفصل السادس: بوَّابة الروح، وأهم مفاتيح اليقين.

    الفصل السابع: الأعمال والأثر.

    أمَّا محاور هذه الفصول الثلاثة الأخيرة فجاءَت لتبيِّن المخطَّط الإيماني للفرد، وما ينبغي عليه تطبيقه، والعمل والتعايُش الفكري والشعوري الجديد به.

    ولذا فإنّي أنصحُك عزيزي القارئ أن تتسلسلَ في هذا الكتاب؛ لتصلَ إلى الفائدة المرجوَّة، وأسأل الله لي ولكَ التَّوفيق.

    الفصل الأوَّل

    القوانين الأساسية في رحلة الرّوح

    1) مَدخَل:

    إنَّ زيادة يقينك أيَّها القارئ الكريم بربك ودينك، ونفسك بطريقة واعية، تخلق منك شخصية متَّزنة، تجعلك تثقُ بذاتك، وتنظر إليها بمنظور مختلف، فتعي كلَّ ما يدور حولك من ممارسات وطقوس دينية واجتماعية وفكرية.. وغير ذلك؛ من دون أن تؤثِّر على روحانيتك؛ لتصلَ إلى عين اليقين في الرحلة الروحية الجديدة، ولتشعرَ بالطمأنينة وبالثقة والأمان بالله سبحانه وتعالى، والَّتي تسعى ونسعى إليها جميعًا؛ ولذا فإنَّ أوَّل خطوة ينبغي عليك أيُّها القارئ اتِّباعها للاستفادة من هذا الكتاب هي أن تكونَ واعيًا وعيًا ذاتيًّا بنفسك، ونقصد بذلك الوعي الروحي.

    وفي هذا الفصل والفصول الثلاثة التالية له سنتحدَّث تنظيريًّا عن الجانب العقيدي الشعوري، بصفته خطوة أوليَّة ومهمة نحو رحلتنا إلى عين اليقين (في رحلة الروح الجديدة) الَّتي سوف تُسهم بعون الله سبحانه نحو تطوير وعينا الروحي، وسلوكنا العقيدي، والشعور النفسي، والعملي إلى الصِّراط المستقيم؛ ونميِّز ونفهم أنفسنا: هل أنا روحاني أم متروحِن؟ هل أنا ديني أم متدين؟ أي هل أنا متَّصلٌ بالله أم منفصل عنه؟ وهل أحتاج وسائط بيني وبينه، لأفهم رسائل الله الخاصة بي؟ أم أنِّي أتَّبع ما يقرّه، وما يفهمه عامة الناس من رسائل الله الخاصَّة بهم؛ لنفهم ذلك كله ولنكون بمشيئة الله ممَّن شملهم قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ رُوحٍ مِّنْهُ﴾

    [المجادلة: 22]

    إنَّ الوعي الروحي الذي نقصده هو الإحاطة بما تُحدثه في الخارج من أمور الحياة وتحدياتها، مع الإلمام بما في داخلنا من مشاعر وأفكار وإلهام.. ومدى قوَّتنا الروحية من ضعفها، وسيطرتنا عليها، فهي صحوة وإيقاظ روحي للذَّات الَّتي نبدأ من خلالها استكشاف كياننا الخاص؛ لكي نرتقي إلى الكمال الروحي، ونجمع شمل أرواحنا مع أجسامنا المادية في قصد مشترك، من الاتِّصال الروحي مع الله لا الانفصال عنه، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

    [الرعد: 11]

    وهنا لفتة ندعوك من خلالها عزيزي القار ئ بأن تكون واضحًا مع نفسكَ، متفهمًا لها، منضبطًا معها؛ لكي تسير بها إلى اليقين التام برب الأنام؛ ولكي تعيشَ حياة الطُمأنينة والرضا التي يسعى لها كل مسلم معاصِر في زمن الغربة الَّذي أخبرنا عنه رسولنا الكريم ﷺ قائلًا: بدَأَ الإسْلامُ غَريبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَريبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ¹

    ولكي تطيب نفسُك، وتشعر بالطمأنينة هنا وهناك؛ فلتكن رحلتُك الروحية الجديدة مصدرَ إلهامك مع الله مستمدَّة وفق ما جاء به القرآن والسنة المطهرة؛ إذ إنَّ من الخطورة بمكان نقص الاتِّصال الروحي واليقين الداخلي بالله، واختلال الكثير من القيم المهمة لنا، مثل: الأمن، والأمان، والطمأنينة، والثقة والتوكُّل؛ ممَّا ينعكس ذلك سلبًا على نفسية الإنسان، واستشعار أنَّه ليس في معيَّة الله، أي منفصل عنه، وابتعاده غير الواعي عن خالقه، فتتجسد النتائج العكسية في شخصيته، ومن ثمَّ يتمكَّنُ منه الحزن، والقلق، والتوتُّر، والتخبُّط، والاضطراب الدائم، والصراعات الخارجية، وعند ذلك يفقد السيطرة على نفسه؛ نتيجة صدمات الواقع المتجددة، التي لا تتناسب مع معتقداته البالية، وتتولد لديه –للأسف – أمراض نفسية، ومنها الاكتئاب؛ فتصبحُ حياته شبه مشلولة، وقد يؤدِّي ذلك إلى الموت المبكر؛ لأنَّ رسالة الحياة الحركة؛ ولأن غياب اليقين والطمأنينة بالله سبحانه يولِّد مشاعر معاكسة، تشلُّ حركتنا، واستمراريتنا، والغاية من وجودنا بالحياة، فنوقفها من دون وعي منا، ومن هنا تُبنى الحواجز الروحية، ويفقد الاتصال المشاعري والحدسي بالله، وقد قال رسول الله ﷺ: احْفَظِ اللهَ يحفظْك، احفظ الله تَجِدْه تُجَاهَك¹.

    فلا يمكن عزيزي القارئ أن يتكون لديك اليقين والطمأنينة من دون انتمائك لهذا الدين الحنيف وتبنيه، أما كثرة الشكوك والأوهام يحدّك جدا عن الانتماء للدّين، وانفصالك الروحي عن الله سبحانه، وإن كنتَ لا ترى ذلك، إن هناك من يشكك داخله، ولكنَّه مستمر بالتعبُّد الظاهري! فهنا قاعدة أساسية تقول: يستحيل أن تتعايش مع شيء، وأنت تشكِّكُ به، فمن دون ثقةٍ يستحيل أن تعيش الحياة؛ لأنه لا يمكن أن يجتمع انتماء، وارتباط، وشكوك بالشيء في الوقت نفسه، فإذا كان ارتباطك وانتماؤك لشيء ما، فسيزداد ولاؤك له، ويكون

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1