التوحيد والوازع الدينى

By عفراء بسام دجانى

يتناول هذا الكتاب الحديث عن التوحيد الذي هو أساس الدين الإسلامي، وذلك لأن وحدانية الله تعالى هي أهم صفاته، لأنها تعني

أنه لا معبود بحق إلا الله، كما يتناول الكتاب علاقة التوحيد بالوازع الديني، والأثر المترتب على هذه العلاقة، وقد تناولت الكاتبة الحديث باستفاضة شديدة عن مفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة مقارنة بمفهومه عند المتكلمين، كما تناولت الحديث عن الجوانب التالية:

حقيقة التوحيد، وأدلته من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، مدعمًا بأقوال بعض المفسرين، وبيان أنواع التوحيد، وعلاقة كل نوع بالآخر،وبيان مفهوم الوازع، وأنواعه، وتفصيل الحديث عن الوازع الديني،وأسباب ضعفه، وعوامل قوته، ثم العلاقة بين التوحيد والوازع الديني،والآثار المترتبة على هذه العلاقة.

• Language: العربية
• Publisher: tevoi
• Release date: Apr 13, 2024

Book preview

لوجووووووو الجامعة

جامعة (......الاسلامية المفتوحة......)

كلية (......العقيدة ........)

قسم: .................

التوحيد والوازع الديني

إعداد

الطالبةعفراء بسام

إشراف الاستاذ

قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على  (....درجة دكتوراة .فى التوحيد والوازع الدينى...)

1444هــ/ 2023م

الإهداء

الحمد لله الذي أبدع بني آدم في تركيبة العقل فأعطاه بذلك القدرة على جعله وسيلة الكفاح وغايته النجاح.  قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ}

على ضوء هذه الآية الكريمة تحدي ثمرة عملنا الى كل من كانت سندا لنا في السراء والضراء، الى من اجتهدت وحرست على تربيتنا لإلى من عجز اللسان على الثناء عليها والقلم عن وصف فضلها الى التي قيل عنها ان الجنة تحت قدميها

الى من أشعل مصباح عقولنا واطفاء ظلمة جهلنا وكان خير مرشد لنا نحو العلم والمعرفة

-الوالد الكريم –

الى كل من وسعتهم ذاكرتنا ولم تسعيهم مذكرتنا الى عائلتنا الكريمة والاخوة والاخوات كل باسمه.

الى كل من لديهم فضل علينا من اساتذة ومعلمين الى الاصدقاء والزملاء والاحباب من يعرفنا منقريب أو من بعيد.

وفي الاخير، نحتسب هذا العمل الله ولا نزكي على الله عملا راحين منه أن يجعله من صالح

الاعمال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الباحثة

الشكر والتقدير

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على أشرف المرسلين والخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي أعاننا على إكمال هذا راجيين من الله تعالى أن نكون قد وفقنا في إنجازها وحققنا الهدف المرجو منها

فالحمد لله .... على فيض عطائه وجزيل آلائه، حمدا يليق بسمو عليائه وجميل

فلا يسعني بعد الانتهاء من كتابة هذه الرسالة إلا أن أتقدم بوافر الشكر، وعظيم الامتنان إلى أستاذي الفاضل فضيلة الدكتور (.......................................)

حيث تفضل بقبول الإشراف على هذه الرسالة، وأزجي له خالص التحية على عنايته، ورعايته لي، ولطفه معي، فإنه لم يبخل على بنصح، أو إرشاد، وكان لتوصياته وتوجيهاته الدور البارز في إخراج هذا البحث

كما يسرني أن أشكر عضوي لجنة المناقشة اللذين تفضلا بمناقشة هذه الرسالة وهم الدكتور اسماعيل نواهضة، والدكتور خالد علوان، كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من

ساهم في إخراج هذا البحث.

                                                                    الباحثة

الملخص

الوازع الديني ذا أهمية بالغة، إذ هو الدعامة الأولى في حفظ المجتمع ومصالحه، حيث إن صلاحه أو فساده مرتبط بصلاح الوازع الديني للفرد أو فساده، فهو إن هيمن على القلوب فإنه كاف - فضلاً عن الوسائل الأخرى – لتعزيز مفهوم التوحيد.

وهدفت الدراسة الحالية التعرف عبى دور التوحيد في تنمية الوازع الديني، والربط بين التوحيد والوازع الديني في جميع جوانب الحياة، وتأثير ذلك علي عاطفة الأفراد والقول اللين واعتباره عباده من العبادات التي تناسب العصر. وتوصلت النتائج الدراسة إلي:

الفصل الأول

تمهيــــــد

مقدمة الدراسة

الحمد لله خالق السماوات والأرض، جاعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قائم بلا عمد واحد بلا عدد، لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خصه تعالى بجوامع الكلم، وغُرر الحكم، علم المؤمنين الكتاب والحكمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد:

الوازع الطبيعي هوزاجرٌ طبيعي لا إرادي، يحول بين الإنسان وبين القيام بأشياء تتناقض مع فطرته وطبعه الأصلي.

والدين هو الذي يكفل حاجة الروح، ويوفر لها مطالبها ويتعهدها بما تحتاجه وما يغذيها. ويمدها بما يصلحها وما يقويها. الدين هو الذي يصل بينها وبين الخالق على أساس قوي محكم متين. نعم ان الدين هو الحصن الذي يحمي الانسان من الفساد. ويحفظه من الرذيلة ويربيه على الخلق القويم. ويهديه الى الصراط المستقيم (¹).

كما يتضمن الوازع في معناه تحريك الواعظ في قلب المكلف بحيث يجعل الجاني نكالاً وعظة وعبرة لمن يريد أن يفعل فعله كما أنّه يحمل معنى المحاسب والمؤذِّب للنفس، ويكون الوازع الكثير من الأحيان الدافع أو الباعث الذي يساعد الإنسان على فعل ما ينفع والابتعاد عما يضر، فالوازع بمثابة المرشد لسلوك الإنسان في الحياة (²).

ويمثل الوازع الديني قوة خفية في الإنسان تتجلي في صورة خشية الغيب، كخشية الشهادة، فخشية الغيب تظهر إذا خلا العبد بحرمة من حرمات الله عز وجل؛ فإن هذه الخشية تحمله على أن يتركها؛ كما لو أنه على رءوس الأشهاد، وخشية الغيب هي التي لم تكن معها خائنة عين.

كما أن الوازع الديني يغرس العقيدة في نفس الإنسان، ومن ثم تجعله كائناً ذا ضمير حي، يراقب نفسه بنفسه ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره، يفعل الخير لذات الخير بمحض اختياره وإرادته، ويتجنب الشر لذاته دون خشية من قانون أو خوف من الوقوع تحت طائلته، وما الوازع هذا إلا ثمرة من الثمار النابعة من الإيمان (³).

وأهمية الوازع الديني وأثره في استقامة الناس على منهج الله، والعودة بهم إلى أصول دينهم؛إذ فيه خير علاج لمشكلاتهم، وخير وقاية من الآفات المهلكة، والممارسات المدمرة، التي تفتك بالإنسان أينما كان فرداً وأسرة ومجتمعاً، وحيث إن هذه الممارسات تنخر في جسم المجتمع الإسلامي، وتقض كيانه وتهدم بنيانه، وتعطي صورة سيئة عن الإسلام، فإن الأمر جد خطير (⁴).

وتندرج تحت مفهوم الوازع الديني الذي يحوي العقيدة والعبادة والاخلاق وكل فنون التعامل الراقية من رعاية واحسان ورفق، وإذا غابت هذه المبادئ عند الفرد نقول انه قد غاب لديه الوازع الديني الذي يكبح الشهوات وينهى النفس عن اتيان المحرمات وتبعد عن الاسرة والمجتمع مختلف الازمات(⁵).

فوازع الدين أقوى من وازع القانون؛  فوازع الدين هو الذي يجعل المسلم يتذكر على الدوام أن كل ما يفعله محصى عليه ومحاسب به وأن كل كلمة تخرج من فمه ستكون له أو عليه، ويبين ذلك قوله تعالي: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(⁶)،وأن هذا الحساب سيشمل الصغيرة والكبيرة، وجاء ذلك في قوله تعالي: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (⁷).

إن الإيمان بالله -تعالى- وتوحيده وإفراده بالعبادة من أعظم الواجبات على المسلم. وإن لتحقيق التوحيد فوائد عظيمة وثمرات جليلة تعود على الفرد وعلى المجتمع بأكمله، مما يترتب عليه تعزيز ثمرات التوحيد وأثر ذلك على الفرد (⁸).

فالصحة الإيمانية التي يهتم بها الإسلام إذن في توجيه الأفراد صغارا وشبابا، تهدف إلى تحرير الإنسان من كل أشكال الخوف أو القلق وكل ما يقود إلى الضعف أو التسامح في الكرامة الإنسانية؛ وكمثال على ذلك مشكلة الخوف والقلف من الموت هي من الأمور الواردة في الحياة الإنسانية. ومن أجل ذلك نرى الإسلام قد عالج هذا الخوف من خلال عقيدة التوحيد فيرسخ في وجدان المسلم أن مالك الملك هو وحده الذي يملك الموت والحياة، وأنه هو سبحانه (⁹).

وتعتبر قيمة التوحيد من أجل القيم وأعظمها التي منًّ الله تعالي بها على عباده لينقذهم من هوى أنفسهم ومن ضلالات الشرك والوثنية، لأنه - تعالى - خالقهم ومنشئهم {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ}(¹⁰)، وقيمة الإنسان في الوجود مرتبطة بمدى وضوح معنى التوحيد على الحقيقة، فيعيشها في القول والعمل والسلوك (¹¹).

مشكلة الدراسة:

العلماء والدعاة في كل زمان ومكان تهتدي الأمة بهم، وبهم يُحفظ الدين، وترفع راية السنة، وتصان عزة الأمّة وكرامتها، ولذا من الواجب عليهم تحديث الأساليب والوسائل والمناهج المستخدمة في الدعوة وخاصة في العصر الحالي، لما فيه من تطورات وصرعات وسيطرة الجوانب المادية على المشاعر وجوانب الحياة اليومية والعلمية، وتغير طباع الأشخاص وعلاقتهم بالدين.