Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

هذه أنا: سيرة ذاتية
هذه أنا: سيرة ذاتية
هذه أنا: سيرة ذاتية
Ebook569 pages3 hours

هذه أنا: سيرة ذاتية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذه أنا.. سيرة ذاتية.. يسرد الفصل الأول مِن هذا الكتاب وهو بعنوان: "السيرة الذاتية الحياتية للبروفيسور شعاع هاشم اليوسف" تأريخًا لأهمِّ أحداث حياتها مِن يوم مولدها وحتَّى إشعار آخَر، وفيه تحليل وتفسير لِمَا حدث للكاتبة مِن تجارب وخبرات حياتيَّة هامَّة.  كذلك تمَّتِ الإشارة إلى دور أفراد الأسرة والظروف التي أثَّرَت في تفكيرها وسلوكها تأثيرًا مباشرًا، كما شرحَت وحلَّلَتِ الكاتبة التغيُّرات الشعورية والفكرية التي مرَّت بها خلال مراحل العمر المختلفة.  أمَّا الأركان التي بنَت عليها الكاتبة حياتها فهي النظافة والنظام، الاستمرار في التعلُّم، المحبَّة والرحمة لكافَّة الكائنات، ثمَّ الصدقة الجزلة كلَّما أمكن إلى ذلك سبيلًا.  ويتلخَّص إيمان الكاتبة في أنَّ الله تعالى شامل الرحمة والمحبة، كُلِّيُّ العفو والمغفرة، والمطلوب أن نمارس بعضًا مِن ذلك. أمَّا الفصل الثاني مِن هذا الكتاب فهو بعنوان: "اكتشافات معنويَّة انبهرتُ بها أثناء مسيرة حياتي"، ويختصُّ بطرح الكثير مِن الأسئلة الغامضة ثمَّ الإجابة عنها، وهي التي شغلَت فِكر الكاتبة خلال مسيرة حياتها.  وعندما تقوم بالشرح الوافي لعدد مِن الإجابات، تظهر أهم الاكتشافات المعنوية والفكرية التي وجدُتها المؤلِّفة في ذاتها، أو تلك التي انبثقَت مِن مكنونات نفسها خلال تجارب الحياة المختلفة، كذلك تشرح المؤلفة بعضًا مِمَّا وجدَت في نفوس الآخَرين المقرَّبين منها مِن عجائب في التفكير والسلوك.
Languageالعربية
Release dateJun 23, 2023
ISBN9789948788812
هذه أنا: سيرة ذاتية
Author

شعاع هاشم اليوسف

الأستاذة الدكتورة/ شعاع هاشم اليوسف؛ قطرية المولد والجنسية. حصلَت على الدكتوراه من جامعة نيوكاسل - المملكة المتحدة البريطانية في عام 1984م، تَحمل درجة البروفيسور في علوم التركيب الدقيق للخلايا العصبيَّة الإفرازيَّة منذ يونيو 2000م. نشرَت أربعة وعشرين بحثًا علميًّا في المجلَّات العلميَّة المحليَّة والعالميَّة، كما أعدَّت بعض البحوث في مجال التنمية الذاتية. عملَت بالتدريس النظري والعملي لعلوم الخليَّة والأنسجة والتقنيات المجهريَّة، في كليَّة العلوم والآداب/ جامعة قطر منذ 2008م - 1979م، عملَت رئيسة تحرير لمجلة جامعة قطر للعلوم في الفترة ما بين 2001- 2003م، قامت بالمساهمة في تجهيز وتطوير وحدة المجهر الإلكتروني في كلية العلوم – جامعة قطر من 1984 إلى 1994م. حاصلة على الجوائز العلميَّة التالية: - جائزة عبد الحميد شومان للعلوم الحياتيَّة للعام 1992م (منفردة على مستوى العالم العربيّ) مِن مؤسسة عبد الحميد شومان، عمان – الأردن. - جائزة المرأة المثاليَّة مِن بيوت الشباب القطرية للعام 1995م. مؤلفة للعديد من الكتب في المجالات العلمية والثقافية ومنها: - إعداد مرجع عالمي بعنوان "دراسات حديثة في توزيع الببتيدات العصبيَّة باستخدام كيمياء المناعة الخلويَّة"، تَمَّ نشره في المرجع العلميِّ لعلوم الخلايا 1992م - الولايات المتحدة الأمريكيَّة. - تأليف كتاب باللغة الإنجليزية والعربية بعنوان "أطلس التركيب الدقيق للخلايا" الطبعة الأولى عام 1992م، الطبعة الثانية عام 2000م، الطبعة الثالثة عام 2015م في مطابع الشرق - الدوحة - قطر. - تأليف كتاب باللغة الإنجليزيَّة والعربيَّة بعنوان "البنيات والوظائف الجزيئيَّة للخلايا" عام 1994م، مطابع علي بن علي - الدوحة - قطر. - تأليف كتاب باللغة العربية بعنوان "مثلث السموم الأخطر والسموم البيئية" عام 2007م، مطابع علي بن علي – الدوحة - قطر. - تأليف كتاب ثقافي باللغة العربية بعنوان "حضارة العصر الحديث"، تَمَّ نشره في سبتمبر 2003م برعاية المجلس الوطنيّ للثقافة والفنون والتراث، الدوحة - قطر. - تأليف كتاب ثقافي باللغة العربية بعنوان "التقنيات الحديثة فوائد وأضرار" وقد تَمَّ نشره في سبتمبر 2006م برعاية وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الدوحة – قطر. - تأليف فصل في كتاب ظاهرة التطرف والعنف، بعنوان (البُعد الاجتماعي للعنف) ص247 - 290، تَمَّ نشره في سبتمبر مِن عام 2007م برعاية وزارة الأوقاف والشئون الإسلاميَّة، مركز البحوث والدراسات، الدوحة - قطر. - تأليف كتاب ثقافي باللغة العربية بعنوان "التقاعد بدء حياة جديدة"، وقد تَمَّ نشره في أبريل 2014م برعاية وزارة الشئون الاجتماعية، الدوحة - قطر. - تأليف كتاب ثقافيّ فلسفيّ باللغة العربية بعنوان "الدائرة" وقد تَمَّ نشره في 2017، دار روزا للنشر، الدوحة – قطر. تأليف كتاب ثقافي فلسفي باللغة العربية بعنوان "علوم التنمية الذاتية" وقد تَمَّ نشره في عام 2019م، دار زكريت للنشر، الدوحة – قطر. الأنشطة العلميَّة والاجتماعية: - اشتراك في عضوية في الجمعية البيولوجية التجريبية – لندن – المملكة المتحدة مِن أكتوبر 1985م حتى 2000م. - اشتراك في عضوية الجمعيَّة الميكروسكوبيَّة الملكية – لندن – الملكة المتحدة، مِن يونيو 1985م حتى 2000م. - عملت على المشاركة، والإشراف، والإعداد لكثير مِن الدورات التدريبيَّة العلميَّة، وكذلك الثقافيَّة في تنمية الذات. - قامت بإعداد وإلقاء وإدارة العديد مِن المحاضرات العلميَّة والثقافيَّة في مجالات التنمية الذاتية. - قامت بتأسيس الملتقى النسائي (مراسينا)/ الدوحة، والمشاركة في الإشراف، والإعداد، وإلقاء المحاضرات العلمية، والثقافية للمنتدى منذ نوفمبر 1996م وحتى نوفمبر 1997م. - اشتراك في عضوية لجان المجلس الأعلى للأسرة/ الدوحة في الفترة ما بين 1999م - 2003م. - قامت بتأسيس ورئيس برنامج الوقاية والاستشفاء الذاتي في مركز أصدقاء البيئة/ الدوحة منذ 2002م وحتى 2010م. - من المؤسسين لرابطة التنمية الذاتية القطرية، وتعمل منسقة عامة للرابطة منذ 2012م وحتَّى الآن. - حصلت على العديد مِن الشهادات في علوم التنمية الذاتية، وحضرت العديد من الدورات في ذلك المجال. - حصلت على دبلوم المدرب المحترف من مركز المعرفة الدولي عام 2013م.

Related to هذه أنا

Related ebooks

Related categories

Reviews for هذه أنا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    هذه أنا - شعاع هاشم اليوسف

    هذه أنا

    شعاع هاشم اليوسف

    Austin Macauley Publishers

    هذه أنا

    حقوق النشر©

    الفصل الأول

    السيرة الذاتية الحياتية للبروفيسور شعاع هاشم اليوسف.

    المقدمة:

    كيف كانت ولادتي وكيف تمَّت تسميتي؟

    ما تأثيرات والدي – رحمه الله – على سمات شخصيَّتي؟

    ما تأثير جدِّي لأبي – رحمة الله عليه – على شخصيَّتي وثقافتي؟

    هل كنت محظوظة جدًّا بتواجدي مع تلك الجدَّة المتديِّنة المثقَّفة المرحة؟

    زوجتان لأبي ومنهما صار لي ثمانية إخوة وست أخوات:

    كيف شارَكَني في حبي لوطني وطن آخر؟

    كيف وازنتُ في حياتي بين حبِّ الماديات والتعَلُّق بالروحانيات؟

    هل مِن العيب الاستسلام للرغبة وتحقيق الأحلام الخاصة؟

    ما أهمية الشعور بالسلام العميق مع الذات؟

    كيف كانت مميزات التعليم النظامي في وطني قطر؟

    هل كانت أبله جميلة مدرسة اللغة العربية مفتونة بي كطالبة؟

    ما أطرف القصص والحكايات التي حدثت لي في المدرسة؟

    القصة الأولى (يوم الجمعة):

    الحكاية الثانية (مشهد سينمائي من فيلم لِسُعاد حسني):

    الحكاية الثالثة (السطو على سدرة النبق أو الكنار):

    هل كنتُ ذات كبرياء؟! وهل كان التفاخر بعضًا مِن ذكريات الطفولة الجميلة؟!

    كيف كانت بعض الحوادث المفاجئة ملهمة لي في طفولتي؟

    حادثة الأمطار الغزيرة:

    ماذا عن حادثة تناول الخبز الملوث بالمبيدات الحشرية؟

    كيف تزامنت مشكلاتي الفكرية مع المشاعر الصاخبة الناتجة عن تدفق الهرمونات الأنثوية؟

    تلك الطفولة السعيدة، هل تلتها المعاناة الشديدة أثناء العناية بإخوتي والقيام ببعض أعمال المنزل؟

    كيف تَمَّ زواجي السريع المفاجئ؟

    هل عشتُ براءة الطفولة كاملة؟ أو أنَّ ما يتعَلَّق الغريزة البيولوجيَّة قد تطرق إلى مسامعي مبكرًا؟

    هل عانيت مِن الصعوبات أثناء الحمل والولادة وأداء، وواجبات الأُمومة؟

    هل أحببتُ ممارسة شقاوة الطفولة حتى وأنا في سنِّ الكهولة؟

    كيف كان تخَرُّجي الجامعيّ؟

    كيف انحرف الحلم بالتخصص وعليه تغير الحلم بمجال العمل؟

    هل كنت مليئة بالشغف أثناء عملي في الجامعة؟

    ما نوع المفارقات الغريبة التي حدثت على أرض الحرم الجامعي؟

    أين وكيف أقضي شهور الصَّيف مِن كلِّ عام؟

    ما سِرُّ حبي لصوت الرياح؟

    هل توجد علاقة بين الجمال الجسدي والحب العذري؟

    هل ينجذب فكري ونظري بشدة لجمال الوجه وحلاوة الأعضاء ورشاقة القد؟

    ما أهميَّة شكل القدميَن بالنِّسبة لي؟

    ماذا يعني لي جوهر الذات؟

    ما نوعية مبادئي وقِيَمي؟ وما فلسفة الأخلاق التي أعيش بها؟

    هل طبقت سياسة الذكاء العاطفي الاجتماعيّ في السلوكيات والمعاملات؟

    غمرَتني السَّعادة في معظم أيَّامي، فما مفهومي للسَّعادة؟ وكيف حصلتُ عليها؟

    ملخص أسس السَّعادة التي حرصتُ على ممارستها:

    ومِن ممارستي للسَّعادة تأكدتُ مما يلي:

    ما رأيي الشخصي في أخلاق غالبية من حولي؟ وكيف تعاملت معهم؟

    هل شابت سعادتي شائبة؟

    ما الطباع الظريفة لديَّ؟ وما مقاييس الأخلاق الراقية عندي؟

    هل أتميز بممارسة الإيثار والكرم؟

    هل يتميز مولود برج الأسد بالنشاط والشجاعة وترابط الجأش؟

    ما فلسفة المبادئ والقِيم عندي؟ وكيف سيطرَت على أفكاري وظنوني؟

    ما سِمات سلوكي الخاص والعام وكيف اختلفتُ عن الغَير؟

    ما الإنجازات التي أفخر بتحقيقها؟

    ما العلاقات السامة التي دمَّرَت حياتي؟ وما دور النيَّة الحسنة في الحد منها؟

    ما الذي يجذبني لبعض الأفراد؟ وبالمقابل ما الذي ينفرني مِن بعض الأشخاص؟

    ما أهميَّة الدعاء وما كيفيَّته المستجابة بالنسبة لي؟

    هل العبادات البسيطة والصدقات المتواصلة، توصل الفرد إلى المنازل العليا عند الله تعالى؟

    ما المتع التي تستهويني في هذه الحياة؟

    يحتل تأمُّلي للطبيعة في كلِّ مظاهرها المركز الأول في قائمة المتع لديَّ:

    يحتلُّ المركز الثاني في قائمة المتع، عشقي للأزهار والورد بشكلٍ خاصّ:

    يحتلُّ العطاء بكلِّ أنواعه المركز الثالث في قائمة المتع لديَّ:

    يحتل المركز الرابع في قائمة المتع ممارستي التأمل:

    يحتل المركز الخامس في قائمة المتع الترحال والسياحة:

    ما هواياتي المحبَّبة إلى نفسي؟

    أولًا: ممارسة اللغة العربية كتابةً وقراءةً سواء كانت شعرًا أو نثرًا.

    ما الكتب المختصَّة بالتَّنمية الذاتية؟ تلك التي قرأتُها وطبقتُ معظم ما جاء فيها؟

    ثانيًا: البحث عن التُّراث العربيِّ القديم في صُوره المختلفة:

    ثالثًا: مِن هواياتي الاستماع إلى الأناشيد الشعبية والتعلق بالتراث القديم، ومنه الأغاني، والرقص، والموسيقى:

    رابعًا: مِن هواياتي الأصيلة التواصل مع الشعر والشعراء:

    ماذا عن رحلتي المرتبطة بالتأليف والكتابة؟

    ما المصاعب التي واجهتُها أثناء التحضير والإعداد للتأليف والطباعة والنشر؟

    بعد تحليل ذاتي، بماذا تكشفت لي مخبوءات نفسي؟

    كيف تشكل الفكر الخاصّ بي، وهل مِن مقارنة مع فكر الآخرين؟

    هل تحكم إيماني وتفكيري في أحداث حياتي لتُصبح فريدة مِن نوعها؟

    ما نوعية الشكوك التي تُراودني؟

    هل كان للأوجاع تأثيرات إيجابيَّة في بناء الأنا العلوية والقيم العالية؟

    ما مدى تأثر أفكاري بما كتبه الفيلسوف إيكارت تول؟

    ماذا تعني لي القبليَّة والطائفيَّة والعنصريَّة المرتبطة بلون الجلد؟

    كيف تكوَّنتُ تلك العاهة ثُمَّ ظهرت بوضوح على شكلِ إعاقة؟

    ماذا عن الحبِّ والهوى؟

    ما نوعية الأسئلة التي تُطاردني أينما حللتُ؟

    كيف استفدتُ مِن تقنيات التنمية الذاتية في مواجهة متاهات الذات؟

    كيف قاومتُ الأحزان وتحملتُ خيبات الأمل؟

    هل سيطرت عليَّ فكرة سجن الأفراد بداخلي، أو سجن نفسيّ بداخلهم؟

    هل عانيت في بداية حياتي من التراكمات السلبية؟! نعم.. ولكنني تعلمت لاحقًا الإيجابيات ومارستها بكثرة في مسيرة حياتي:

    ما مفاهيم الطاقة الكونيَّة والبشريَّة التي استوعبتها خلال مسيرة حياتي؟

    كيف يكون تأثير الطاقات المحيطة بي على عقلي وجسدي؟

    هل الحبُّ الشديد للإمام عليِّ بن أبي طالب أمير المؤمنين سلام الله عليه يُعد تشيُّعًا؟

    هل كانتِ السنون التي مَرَّت عليَّ مليئة بالحظوظ السعيدة؟ وهل أكملت خارطة هذا الوجود البديع بإيجابيَّة وموَدَّة؟

    ملاحظة هامة جدًّا:

    الفصل الثاني

    اكتشافات معنوِيَّة انبهرتُ بها أثناء مسيرة حياتي:

    كيف تكوَّنت شخصية البروفيسور شعاع اليوسف؟

    أول اكتشاف صادم لي، الجدية العالية والمعاملة الصارمة مع نفسي طوال مراحل حياتي.

    اكتشاف أن كل أمر دنيوي له قابلية التعويض أو الاستبدال:

    لماذا لَم يحدثِ التطور في السمُوِّ الأخلاقي؟ متزامنًا مع التطور المذهل للذكاء البشريّ؟

    اكتشاف معاناتي الشديدة عند مقارنة العدل بالظلم:

    ما أهم اكتشافاتي عن ماهية الدين والدافع الديني؟

    اكتشاف ماهية التدين وماذا تعني العبادة بالنسبة لي؟

    اكتشافات غير تقليدية خاصة بالقلب مركز حيوية الجسم:

    كيف اكتشفت عقيدة التناسخ وما هي حقيقة التقمص؟

    اكتشاف نوعية أحاديثي العجيبة مع نفسي أثناء التأملات الروحية:

    اكتشاف مفاهيم التصوف في سن مبكرة:

    اكتشافات متعددة عن ماهية التصوف:

    مراحل التصوف التي مررتُ بها:

    اكتشاف الحكمة النابعة مِن فلسفة التصوف، وكيف استفدتُ مِن تجربتي؟

    اكتشاف الحكمة الإلهيَّة في فرض الحساب والعقاب أو ما يُسمِّيه البعض بالكارما أو (الحوبة):

    اكتشاف ضرورة السماح برحيل الطاقات السلبية المتراكمة في النفس:

    اكتشاف بعض العقائد التي مرَّت عليَّ ودرست أفكار مريدها (المعتزلة كمثال):

    اكتشاف عمق نقاشي الفكري مع بعض المفاهيم الإسلامية:

    اكتشاف الكثير من الميزات العظيمة في عقيدة وشعائر الإسلام:

    اكتشاف أنواع من أساطير الأولين المتداخلة مع بعض العقائد والعبادات والشعائر.:

    هل اكتشفت بعضًا مِن أسرار ما بعد الموت؟

    اكتشاف حال الكثيرين من البشر، لكن هل ينطبق حالهم عليَّ؟

    (اقتباس وتصرف من قصيدة الهاربون، للشاعرة نازك الملائكة)

    الاكتشاف الأخير:

    الخاتمة:

    السيرة الذاتية

    حاصلة على الجوائز العلميَّة التالية:

    مؤلفة للعديد من الكتب في المجالات العلمية والثقافية ومنها:

    الأنشطة العلميَّة والاجتماعية:

    ملحق بالكتاب

    الكتاب الأول:

    الكتاب الثاني:

    الكتاب الثالث:

    الكتاب الرابع:

    الكتاب الخامس:

    الكتاب السادس:

    الكتاب السابع:

    الكتاب الثامن:

    الكتاب التاسع:

    الكتاب العاشر:

    الكتب الجاهزة للنشر

    حقوق النشر©

    شعاع هاشم اليوسف 2023

    تمتلك شعاع هاشم اليوسف الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948788805 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948788812 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب: MC-10-01-9006581

    التصنيف العمري: E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى 2023

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    1

    تمَّ التقاط هذه الصورة في نهاية العام 1963م، ولَم أكن قد تجاوزتُ الثالثة والنصف من عمري، بينما أخي (أحمد) قد جاوز الرابعة بقليل، وأخي (عليّ) الجالس في حضن والدي (السيد هاشم) على اليمين ما يزال يحبو إلى الثانية من عمره؛ أتكئ أنا على حضن جدي (السيد عبدالله) الذي شملني بالحبِّ والحنان العميق، وأسبغ عليَّ كل تلك المصوغات الذهبيَّة المنمقة، والفستان الزاهي والحذاء الجميل، كنت بنتًا بين ولدَين، جميلة، نبيهة ومطيعة، فدَلَّلني أبي وجدي أيما دلال، وفي ذلك الزَّمن الصعب كان معظم أقراني وأقاربهم من الفقراء أو البخلاء، هكذا تميزتُ بينهم بالرفاهية والعناية الراقية.

    الفصل الأول

    السيرة الذاتية الحياتية للبروفيسور شعاع هاشم اليوسف.

    المقدمة:

    تمهَّلت في كتابة سيرتي هذه رويدًا رويدًا، فلم تزل عندي الفرصة من يومي هذا وحتى إشعار آخر، لأقلِّب أحداث حياتي رأسًا على عقب، وأفرغ كيس سنواتي كلَّها، وبذلك أتمَكَّن من تقييم المسارات التي مشيت فيها جميعًا، ولحُسن الحظ تمكَّنت تدريجيًّا من الرجوع إلى الوراء؛ لأنظر إلى أعمالي من الخير والشر بالنَّوايا الحقيقيَّة لها، فعرَفتُ الكثير ممَّا يسُرُّ خاطري، والقليل ممَّا يضُرُّ بمشاعري الحالية.

    ومذ فكرت في كتابة مذكراتي الشخصية، باتتِ الذكريات تُباغتني في كلِّ حين، وخرجَت هواجسي المؤلمة ووساوسي بروائحها الطيبة والغريبة، تلك التي خزنتُها على مدى أزمنة مُتفاوِتة، وكانت تَحدث في أماكن مختلفة مِن هذا العالم الذي زرت فيه ثلاثًا وثلاثين دولةً، جمعت منها خبرات ومتع متنوعة.

    كانت الكتابة فرصة لنقاش النفس ومحاسبتها، وقد كنتُ في كلِّ يوم أكسب الشفافية في ذاتي، وأسرد أحاديثها السريَّة مع كلِّ حادثة أتذَكَّرها، وهكذا أقبلتُ على تَوثيقها بالكتابة ممَّا أسفر عن ظهور هذه السِّيرة الذاتية المتواضعة.

    خُلقت ذاتي بسيطة ومتواضعة، ولَم يظهر عليَّ الغرور أو التعقيد في التفكير أو السُّلوك أبدًا في كلِّ مراحل حياتي، وذلك بشهادة جميع مَن حولي، بل عبرتُ عن نفسي بسجيَّة واضحة، وفطرة طبيعية أدهشَت كلَّ مَن حولي، ممَّا يسمح لهم باستغلال فطرتي في بعض الحالات، لكنِّي وجدت أنَّ واقعي الجميل يعتمد على قابليَّته للتَّكيُّف مع واقع المجتمع الحالي، وفهم المنطق الذي يسود الشباب وهم مَن أُحبُّ الحديث معهم لاكتساب خبرات متجددة.

    لَم أهرُب مِن مواجهة نفسي بل عند كلِّ نزاع أو نقاش مع نفسي أو مع الآخر، أستعيد التعافي النفسيَّ والتوازن الحسيَّ، وأجمع شتَّات فكري بسرعة، كذلك لَم أهرب مِن الواقع الَّذي يضخُّ ويطفَح بالمنكرات والظُّلم للآخر، وقد يَقذفني البعض بأسوأ ما فيه مِن تُهَم وبذاءات، لدرجة أنِّي في مرَّات عديدة تمنَّيتُ العزلة عن النَّاس كلهم في مكان ناءٍ بعيدٍ.

    تصرَّفت طوال عمري كفتاة مثابرة ومجاهدة، مرهفة الحس جادَّة في تحمُّل المسئولية، لكنِّي كنتُ وما أزال غير قادرة على فرض رأيي في معاملاتي مع الآخر مهما كانت صلته بي قريبة.

    وبمرور الأيَّام اكتشفتُ أنني فتاة ذات تفكير بسيط مباشر، لكنَّه مشوب بعاطفة قوِيَّة، ممَّا سبب لي ضعف الشخصية في التعامل مع مَن حولي، واتِّهامهم لي بالسذاجة أحيانًا، وعلى سبيل المثال: لَم أُظهر الحزم الكافي مع أبنائي ممَّا شجَّعهم على عِصياني والتطاول عليَّ، وإنكار دَوري في توجيههم ونُصحهم، على ذلك يَصفني البعض بالمرأة السَّاذجة المتفائلة إلى حدِّ البلاهة، تلك التي تتشبَّث بقشة الغريق فلا تفلتها مِن يدها أبدًا، ويَظَلُّ يحدوها الأمل والتفاؤل على الدَّوام، أجل.. إنني على هذه الدرجة العالية من البساطة والتفاؤل، ولا يضرُّني أن أعترف بذلك، على الرغم مِن كونه مسبب لخيبات الأمل في أحيان كثيرة، لكنَّني والحمد لله فزتُ في أحيانٍ أخرى بأشياء جميلة توَقَّعتُها مسبقًا.

    أنا ولله الحمد، عشتُ معظم أيَّام حياتي سعيدة وراضية لأنِّي مقتنعة ومكتفية بذاتي، منسجمة متوافقة مع عقلي وروحي، أمَّا نفسي فإنَّها تظَلُّ متشبعة غارقة في نداء الوجود الجميل، وقد أيقنتُ أنَّ السعادة تتلخص في الشعور بالرِّضا عن كل حيثيات الحياة، كما تيقنتُ أن العيش الهنيء في هذه الحياة لا يسكن ولا يطمئن، إلا بممارسة التجاوزات العاطفيَّة مثل تجاوز الغيرة، والحسد، والندم، والهزيمة وغيرها، وقد أدمنتُ فعل كلِّ ذلك لأنَّ طَبعي فيه الكثير من المرح والدعابة، كما اتخذت قرارًا قديمًا بممارسة الابتسام والضحك مع الآخرين قَدرَ ما أستطيع.

    ومذ واجهتُ الحياة العمليَّة، وأنا أشعر أنِّي بخير على الدوام، وأنَّ الله قد سخَّرَ لي كلَّ شيء جيِّد وجدير بشخصي؛ وأنَّ ربي قد أوجَدَ لي مَن يحفظُني ويحرسُني في كلِّ زمان ومكان، بل وكأنَّ البشريَّة مُسخَّرة لي برُمَّتها، ممَّا يُشعرني وكأنَّ الأرض بمَن عليها تَعشقني، وربَّما تتحَسَّن الظروف الجوِيَّة عندما أُواجهها.

    لاحظتُ دومًا أن مَحبَّتي تُزرع في قلوب النّاس بلا مقابل ودون جهد كبير منِّي، بل قد تَهدأ بعض الأرواح عند الحديث معي، أجل، فغالبًا ما يكون لي القبول أينما رحلت وارتحلت، وتلك مِن أعظم النِّعَم عليَّ، وكأنَّ الله أكرَمَني بروح طيبة تتنشر الحبَّ، وتشفي القلوب وتجبر الخواطر.

    ولطالما حدثت نفسي أنني أملك جوهرًا يُغنيني عن كلِّ الوجود المادي، ألا وهي روحي الشَّفَّافة؛ لأنَّها انبعاث مِن الله تعالى، وسوف تندمج معه يومًا ما، أنا أدرك قيمتها وقوَّتها جيِّدًا، وحاجتها إلى الاتصال بالغيب في كلِّ حين، وفي نهاية كلِّ أَلَم ومعاناة تزداد روحي شفافيَّة ويتخَلَّق لي قلب أبيض جديد، ولا سيِّما بعد مقاومة رغبات الجسد، ولذلك أحرص على إعطاء روحي الفُرَص الكافية كي تأخذ الحيِّز والتأثير الأكبر في تفاصيل حياتي.

    آمنتُ بالقضاء والقدر إيمانًا مطلقًا، وقد اختار الله لي بعض ما لَم أُرِدْ وأُحبَّ، لكنِّي رضيتُ بكلِّ حدَثَ لي إيمانًا منِّي أنَّ الله يختار كلَّ ما هو مِن صالحي في هذه الحياة الدنيا، ومِن أفضال الله الكثيرة عليَّ أن ملكني وأعطاني معظم ما أريد وما أحب، وربَّما هيَّأَ لي بعض ما فرحتُ به في هذه الحياة الدنيا رغم أنفي، وعلى سبيل المثال: شجرة النيم.. نمتُ فجأة في حديقة بيتي، تلك التي تعزِّز المناعة وتُذهب الوَجع من الجسم، كما تقتل الجراثيم في الحدائق، وأظُنُّ أنَّ البذور جاءت مِن بقايا فضلات الطيور، وكنتُ أرفض زراعتها لضخامة حجمها، لكنِّي اكتشفتُ أنَّ فضلها عظيم عليَّ وعلى مَن حولها مِن كائنات.

    تقول المؤلِّفة عن مشاعرها في أحد كتُبها: لقد عوَّدتُ نفسي على الفرح حتى التصَقَ بي، ووجدتُ الجمال في أصغر الأشياء الماديَّة والمعنويَّة، حتَّى أن الإبداع يظهر عند ممارستي لأعمالي اليوميَّة العاديَّة، كذلك فرحتُ بما لديَّ حتى أعطاني الله في كلِّ يوم ما هو ألطف وأجمل، وعند نهاية كل ألَمٍ ومعاناة تزداد روحي شفافيَّة ويتخلق لي قلب أبيض جديد، ولا سيِّما بعد مقاومة رغبات الجسد، ولذلك أحرص على إعطاء روحي الفرص الكافية كي تأخذ الحيِّز والتَّأثير الأكبر في تفاصيل حياتي الخاصَّة، ومذ وعيتُ على الدنيا وأنا أمتلك رؤية خاصَّة بي في النظر لكافة شئون الحياة، كما أني أستمع بدقة شديدة للأقوال المأثورة والحكم المتوارثة وأتفكر فيها كثيرًا، أنا واضحة لنفسي فيما أريد وماذا أحب وأكره، لَم أنشغل بواقع يصِفه لي الآخر كي يُحبِّبُني فيه، ثُمَّ يُجبرني على الدخول معه في أي أمر، أنا مقتنعة بتفاصيل أفكاري التي مكَّنَتني مِن تحقيق الإنجازات الخاصَّة بي وحدي، ذلك أني لَم أضَع مخططات وأفكار الآخرين الأولوية في حياتي.

    كما تنوء المؤلِّفة بذاتها عن المشكلات وتقول: أنا في أغلب الأحيان كافة عافَة عن التدخل في شئون الناس الخاصَّة، لا أَبحث في أحوالهم ولا أضع اعتبارًا لتجَمُّعاتهم الفارغة؛ لأنِّي لا أُحبُّ ذلك ولا وقتَ لي لممارسته حتَّى ولو على سبيل المتعة، بل أبحث عن جوهر الحديث ذي المعنى الأخلاقيِّ الحقيقيِّ، وعليه فقد ابتعدتُ عن المظاهر الكاذبة للتجمُّعات المخمليَّة الَّتي لا تتطابق مع فِكري السَّامي؛ وعلى ذلك يَصفُني البعض بالمتجَرّدة لأنِّي أكثر صدقًا، وأعظم التصاقًا بمظاهر وجودي الإنسانيِّ الراقيِّ جدًّا؛ وأنا في الحقيقة أعمق كثيرًا مِن مظهري البسيط وسلوكي الخارجي، وكثيرًا ما يُفاجئ بالحقيقة مَن لا يعرفني؛ أنا أعيش لحظاتي كلَّها في تطابقٍ تامٍّ مع عالمي الداخليِّ الروحي والفكريّ، لَم أُصارع الأمواج العاتية أثناء تكالب المجتمع على الوجاهة والمناصب والمال الوفير، وللأسف الشَّديد وجدتُ معظم مَن حولي مفعم بمظاهر الزيف، والتمَلّق، والنِّفاق التي أصبحت سائدة في المجتمعات كافة، وهكذا قد أبدو غريبة منبوذة مِن بينهم، خاصة أن الوضع الاجتماعي مليء بالغموض الذي يُخفي تحته الكثير من الحيَل الاجتماعية، تلك التي يوَدُّ البعض لو يُخفيها عن الأنظار، بينما يتناساها ويتجاهَلُها البعض الآخر.

    أظنُّ أنه يتوجب عليَّ تقديم الاعتذار مقدمًا للقارئ الكريم، لأنني خيَّبتُ ظنونه في بعض ما كان يتوَقَّعه مني، مثل ذكر كلِّ تفاصيل عيوبي الشخصية عند قراءة سيرتي الذاتية، وقد ذكرت بعضًا منها رغم معرفتي بالكثير مِن العيوب والنواقص، لكنِّي لَم أُرِد تعكير صفو القارئ العزيز في ذِكرها، ومِن ثم شَرحها وتبريرها؛ وربَّما يكفي ما حصل لي مِن تلفيق في النواقص والعيوب مِن العذال والحساد، والتي أنا بريئة من معظمها، براءة الذئب مِن دم يوسف؛ لكنِّي أعذرهم فهم لا يعلمون ولا يُدركون حقيقة ذاتي، ومع ذلك فأنا ما زلت أطلب وأنصت للنَّقد المفيد البناء، وكثيرًا ما استفسرتُ مِن صاحبتي الحميمة عن السلوكيات التي لا تعجبها في شخصيتي، ومن ثم كنتُ أحاول تعديلها على قدر المستطاع؛ وإني لمحظوظة أن وجدتُ طباع الهون واللين من أفضل ما أتمتع به، وهذا يتطابق مع المثل الشعبي: الهون من أفضل ما يكون.

    كيف كانت ولادتي وكيف تمَّت تسميتي؟

    قالت لي أمي: جاءني طلق الولادة بك في نهاية ليلة الرابعة عشرة من شهر المحَرَّم وهي ليلة الجمعة المباركة، وفي طريقي إلى المشفى وجدت البدر مكتملًا، يملأ نوره السماء، فاستبشرتُ خيرًا بمولودي الذي لَم أكن أعلم ولدًا أم بنتا؟ لَم يكن المخاض صعبًا بالرغم من أنك بكري (مولودي الأول)؛ سمعتُ الأذان لصلاة الصُّبح وعندها أدركتُ أنَّ الوقت قد أصبح فجرًا، تحَرَّكتِ أنتِ بهدوء إلى خارج رحمي دون بكاء، ثُمَّ استقبلتِ نور الفجر بعينَين مفتوحتَين واسعتَين؛ وهكذا أصبحت أنا منذ وجودي الأول أعشق نور الفجر، وأُداوم على حضوره الفعلي حتى يومي هذا، كذلك ما زلت أتفاءل وأسعد بنور البدر الذي كان مكتملًا ليلة مولدي، وفي منتصف كلِّ شهر عربيٍّ ومع اكتمال القمر، يصعد مزاجي إلى قمَّة السعادة، وتنتابني موجة مِن الكرم الحاتمي، وفي يوم سعيد مبارك قال لي أبي: كنت طفلة جميلة ضحوكة هيِّنة ليِّنة، سهلة ميَسَّرة في كلِّ أمورك، وبقدومك إلى الدنيا تدَفق علينا الخير وعمَّت البركة.

    اختلف والديَّ في تسميتي، كان اسم والدة أبي فاطمة والتي خلفَته يتيمًا مع أخته التوءم، وهو ما يزال يحبو إلى سن الثالث من عمره؛ وكذلك كان اسم والدة أمي فاطمة أيضًا، وكان مِن حُسن حظِّي أن رافقت تلك الجدَّة زمنًا ليس بالقليل، وأظنُّها قد أحسنَت توجيهي وتربيتي، رغب أبي أن أكون سمَيَّة أمه المتوَفَّاة، لكن أمي لَم ترغب أن أخلف اسم أمِّها وهي ما تزال على قيد الحياة، فاختارَت لي اسم نجيبة الذي كان منتشرًا في عائلتها؛ والنجيب هو طيب الأصل الذي اصطفاه الله بالفطنة والذكاء، لكن ذلك الاسم لَم يُعجب أبي، الذي اقترح لي اسمًا مختلفًا وغريبًا على مجتمعنا، لقد سمع اسم شعاع ذات مرة من أحد أعمامه الذي كان يعمل محاميًا في المملكة العربية السعودية، كانت تلك الشعاع أميرة مِن آل سعود، وكان عَمُّ والدي – رحمة الله عليه – مدافعًا عنها في إحدى القضايا التي كسبَتها عن جدارة؛ وقد أُعجب العمُّ بالاسم وأطلقه على إحدى بناته، ولا شَكَّ في أنَّه قد مرَّت على أبي الكثير مِن الأسماء، فهو يعمل في خياطة عباءات الرجال والنِّساء، لكنَّه صمَّم على تلك الشعاع، وفي نهاية المطاف رضيَت أمِّي بالاسم فقد كان اسمًا طيِّبًا مباركًا جميلًا ونادرًا في ذلك الزمان.

    تقول أمي عنِّي: كنتِ رضيعة هادئة جدًّا قليلة البكاء، تمتصِّين غذاءك تحت تأثير الفطرة والغريزة وأنت مغمضة العينَين، ولطالما اشتكيتُ للطبيبة قلة بكائك وحبك للنوم، وإغماض العينَين أثناء تغذيتك.

    فترُدُّ الطبيبة ضاحكة عليها: يا لحظُّك السعيد، باقي الأمهات يتمنَّين ذلك، تلك إذن واللهِ طفلة طيِّبة ولَن تذكريها بسوء أبدًا.

    وهكذا كنتُ في طفولتي هادئة صامتة حتى ظنَّ البعض بي الغباء، لكن خلف ذلك الصَّمت يوجد دماغ يغلي بمئات من الأسئلة، ولديه فضول شديد لمعرفة كل ما يجري في هذه الحياة، وما يزال لي في معظم الأوقات أفكار وتأمُّلات عميقة. تذكر لي أمي أنَّني كنت طفلة لعوبة أحبّ الضحك والمزاح، وقد كان الجوّ الأسري يُجشع على ذلك، فلَم يكن أبي مقصرًا في ملاعبتنا والمزاح معنا، أمَّا أمي فقد كانت التَّسلية المسائيَّة مِن نصيبها، وعادة ما تقضيها معنا في سَرد الأناشيد والحزاوي القديمة، وكذلك فعلَت جدتي رحمها الله.

    لكنَّني اليوم أشعر بالعتب الشديد على والديَّ، وأظنُّ أنهما لكثرة العيال من حولهما، لَم يتمَكَّنا مِن تلقيننا فنون التعامل مع الناس، وبعضًا من طرق التخاطب المناسبة مع الغير؛ فقد كان على الطفل في ذلك الزمان، تعلم أبجديات الحياة بنفسه أو مِن أترابه، بينما ينشغل الوالدان بمشاغل الحياة المختلفة، وبالذات البحث عن لقمة العيش، بالإضافة إلى المزيد مِن الإنجاب المتتابع.

    أقول ذلك لأنِّي عندما فهمتُ الحياة جيدًا، اكتشفتُ أنني لَم أُجِد فنَّ التخاطب مع الغير، بل ربَّما أتعجل الردود قبل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1