رحلة نحو النور
()
About this ebook
لينا فرج الله
وُلِدَت لينا فرج الله في أوكرانيا لأبٍ فلسطينيٍّ وأمٍّ أوكرانيَّة، وانتقلَت للعيش مع والدَيها في الأردن بعدما أكملَت عامها الأول. أتمَّت لينا دراستها في الأردن، وحصلَت على درجة البكالوريوس في إدارة المخاطر والتَّأمين في الجامعة الهاشميَّة، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال الدوليَّة في جامعة ولونغونغ الأسترالية. عاشَت لينا في أمريكا لمدَّة عام، وعملَت في تلك الفترة كمساعِدة في الأبحاث مع أكاديمِيِّين في مركز جامعة هارفرد لدراسات الشَّرق الأوسط، ومِن ثَمَّ انتقلَت إلى العَيش في دُبي، حيث عمِلَت كمديرة لبرامج تنفيذيَّة مختصَّة في القيادة والتطوير البشري بالتعاون مع جامعة هارفرد، وكليَّة لندن للأعمال، ومراكز تعليميَّة أخرى. شغَف لينا يتمَحوَر حول مساعدة النَّاس على اكتشاف قدراتهم الكامنة، وتوجيهها نحو تأقلُمهم وتقدُّمهم في الحياة. تعيش لينا مع زوجها غالب درابية وأولادهما الثلاثة ما بين لندن ودبي، وتتطَلَّع إلى تقديم مزيد مِن الأعمال في المستقبل. .
Related to رحلة نحو النور
Related ebooks
الحياة قاسية قصة عضو مهتد في فرقة (الأوتلو) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعر حياة: لحن المشاعر... اعزف لحن مشاعرك بنغماتك الخاصة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة النجاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسمراء ولكن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن تراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات طفلة في السبعين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي الصيف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلذكراك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالألم والأمل: جرعة الأمل Rating: 1 out of 5 stars1/5هكذا خلقت: قصة طويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي ظلال الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى أبي في الجنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما وراء الثقوب الصغيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسَوَانِحُ عَابِرَة إلى نُفُوسٍ حَائِرَة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابتسامات ودموع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنسمات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsBroken Wings أجنحة متكسرة: Short Stories Collections, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب: عباس حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوفي ابنة الحلاج عندما تكلمت Rating: 5 out of 5 stars5/5وردة اليازجِي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروزنامه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن بعيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلحظات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذه أنا: سيرة ذاتية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجَلِفَرْ فِي بِلَادِ الْأَقْزَامِ: الرحلة الأولى: كامل الكيلاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيراط الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة مراهق Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for رحلة نحو النور
0 ratings0 reviews
Book preview
رحلة نحو النور - لينا فرج الله
رحلة نحو النور
لينا فرج الله
Austin Macauley Publishers
رحلة نحو النور
لينا فرج الله
الإهداء
حقوق النشر©
شكر وتقدير
ومضات
رسم العيون
الخوف
الوقت
الحقُّ في الحبِّ
الهبوط مِن السحاب
كاشف أسرار وثغرات علاقات الحب
صفحة ومدينة جديدة
نبضات قلب
العودة واللا عودة
ما بعد
البرمجة العجيبة
أشباه ملائكة
مرحلة الإنكار
نفس تائهة في طبقات الكون السحيق
رأس قلم
الكاميليا
الهدنة
ريشة كلامك
قصَّتنا تعشق البقاء
هبات تمشي على الأرض
الأمل المعلَّق
معي على نفسك
طاقة وحياة تسكنني
لحظات
نوم الحواسّ
آدم
الغريزة العمياء
الهدية
تضحيات رجل
التَّسليم التَّام
الموازنة ما بين الكفَّتَين
لينا فرج الله
وُلِدَت لينا فرج الله في أوكرانيا لأبٍ فلسطينيٍّ وأمٍّ أوكرانيَّة، وانتقلَت للعيش مع والدَيها في الأردن بعدما أكملَت عامها الأول.
أتمَّت لينا دراستها في الأردن، وحصلَت على درجة البكالوريوس في إدارة المخاطر والتَّأمين في الجامعة الهاشميَّة، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال الدوليَّة في جامعة ولونغونغ الأسترالية.
عاشَت لينا في أمريكا لمدَّة عام، وعملَت في تلك الفترة كمساعِدة في الأبحاث مع أكاديمِيِّين في مركز جامعة هارفرد لدراسات الشَّرق الأوسط، ومِن ثَمَّ انتقلَت إلى العَيش في دُبي، حيث عمِلَت كمديرة لبرامج تنفيذيَّة مختصَّة في القيادة والتطوير البشري بالتعاون مع جامعة هارفرد، وكليَّة لندن للأعمال، ومراكز تعليميَّة أخرى.
شغَف لينا يتمَحوَر حول مساعدة النَّاس على اكتشاف قدراتهم الكامنة، وتوجيهها نحو تأقلُمهم وتقدُّمهم في الحياة.
تعيش لينا مع زوجها غالب درابية وأولادهما الثلاثة ما بين لندن ودبي، وتتطَلَّع إلى تقديم مزيد مِن الأعمال في المستقبل.
الإهداء
إلى روح أبي الذي كان السبب في حبِّي للقراءة والتعلُّم،
وإلى أمِّي التي لَم تقيِّد عقلي يومًا بحواجز العادات والتقاليد،
بل سمحَت لأفكاري أن تجوب العالم دون قيود.
إلى زوجي غالب وشريكي في رحلة تعَلُّم العيش في الحياة،
وأولادي ليان وتالية وفارس.
إلى إخوتي الذين شاركوني رحم أمِّي ورحلة الحياة، ديانا أختي وقُدوَتي، وفراس وباسل ويزن قوَّتي وسندي،
وأختيَّ اللَّتَين لَم تلِدهما أمِّي نتاليا ودانا،
وأولاد إخوتي زيد وإلياس وليانة وألينا.
إلى أبي الثاني وملهمي (مارتي لينسكي)، وأمِّي الثانية الشجاعة (أنابيل هاربر).
إلى أصدقاء الروح والطفولة أماني، وملك، وآيات، وندى عبيدات، ورندة مرايات، وداليا الأسطى، وليندا العلي، وسما الأنصاري، ولينا علي، وداليا نيال، ووالدتها نهى حبراوي، ودينا عزام، ومهند العكلوك، وأمل أبو حبيب، وديما العبيدي، ورشا ريان، عبير أبو الفحم، وآية صديقتي وأختي وابنتي.
إلى فريد.. وإلى إبراهيم وعبد الرحمن اللَّذَين ضغطَا على زرِّ إرسال العقد والموافقة على نشر الرواية.
إلى كلِّ إنسان يبحث عن رحلته نحو النُّور.
وإلى صاحبة قصَّة رحلة نحو النور
وعائلتها.
حقوق النشر©
لينا فرج الله2023
تمتلك لينا فرج الله الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
جميع الحقوق محفوظة
لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء أكانت إلكترونية، أم ميكانيكية، أم نسخة تصويرية، أم تسجيلية، أم غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.
أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948780663 (غلاف ورقي)
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948780687 (كتاب إلكتروني)
رقم الطلب:MC-10-01-7493453
التصنيف العمري:E
تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.
الطبعة الأولى2023
أوستن ماكولي للنشر م. م. ح
مدينة الشارقة للنشر
صندوق بريد [519201]
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
www.austinmacauley.ae
202 95 655 971+
شكر وتقدير
شكرًا لزوجي الذي لطالما فتح لي أبواب رحلة التعَلُّم والتَّعليم.
شكر خاص للدكتورة دينا ملكاوي على إحساسها العالي، والتَّدقيق اللغوي للمحتوى.
وإلى الدكتور محمد سلامة صاحب الروح الطيِّبة على نَقدِه البنَّاء.
والأخ مهنَّد العكلوك على قراءته المتمعِّنة لكلِّ إضافة وتعديل أجرَيتُه على الرواية، وملاحظاته القيِّمة للارتقاء بالمحتوى.
وباسِم فرج الله على صراحته اللاذعة التي كانت سببًا في تحسين النصِّ وتطويره.
وأخي باسل على إيمانه بي ودَعمه المستمرِّ.
ومضات
عندها لبس النور لباس العَتمة الأخير، الظلمة حالكة، واستيعابي للحركة والكلام مِن حولي بطيء، أعيش الآن في رِحلة ما بين العَودة واللا عودة، مُحاوِلةً اكتشاف سِرِّ البقاء.
بدأَت أحداث الماضي تتدافع وتهروِل مسرعةً، واخترقَت الذكريات جدار الصَّمت لأعيش صخبها، وعادَت بي عجلة الأيام إلى مراحل العمر المختلفة، لِتقفَ أحداث الماضي اللا متناهية أمامي وكأنَّها حيَّة، أمعقولٌ أننا نرى أحداث حياتنا في ومضات عندما نكون عند ذلك الحد الفاصل ما بين الحياة والموت؟!
الحياة عجلة أحداثها تتكرَّر، لا تعود ولكن لا تموت، تبقى حية، وقودها أعمارنا، المفرح منها لحظاته موجزة، ذات طعم حُلو يذوب بلَذَّة سريعة، على عكس المُحزِن منها، فنكهته حادَّة، تترك بصمة تعليميَّة ودرسًا في رحلة الحياة.
جمعَتنا الأقدار في بقعة صغيرة، وكأنِّي ما زلتُ واقفةً هناك بتلك النَّظرة الحائرة، عندما سلّطَت عيون سند الأضواء على وجهي، وحاولَت أن تدرس تفاصيله، مدَّ يده ليسلِّم عليَّ ويرَحِّب بي كموَظَّفة جديدة، وشعرتُ بتخبُّط الإعجاب والأفكار، والأسئلة في عقله: مَن أنتِ؟ أين كنتِ؟ يا لَروعة الخالق في تَنسيق هذا اللقاء!
- هذه الآنسة ريتا يا أستاذ سند، مسؤولة المختبرات العلميَّة، وهذا أول يوم لها معنا، والأستاذ سند مسؤول عن الجَودة الأكاديميَّة يا آنسة ريتا، ونحن جميعًا نهتَمُّ برأيه وخِبرته في إدارة الجَودة في الأقسام جميعها.
- تشرَّفنا يا أستاذ سند.
- أهلًا بكِ يا ريتا، ويُسعدنا انضمامكِ إلى فريق العمل.
- لقد أخذتُ الآنسة ريتا في جَولة حول مباني المدرسة، وسآخذها الآن لتتعرَّف على باقي الأقسام.
- شكرًا يا أستاذ بشير على مروركم.
صعدنا إلى الطابق الثاني، لِيُعرِّفني الأستاذ بشير رئيس قسم العلوم على مختبرات الأحياء، والفيزياء، والكيمياء، ومكتبي الذي يطلُّ على هذه المختبرات.
- ستكون هذه المختبرات في عهدتكِ يا ريتا بأجهزتها، ومعدَّاتها، وموادِّها، وستتمَحوَر مهامكِ الوظيفيَّة الأخرى حول القيام بتجارب عِلميَّة عَمليَّة ليتعلَّم منها الطلاب، والإشراف على الامتحانات الدولية لطلاب المدرسة وطلاب المدارس الأخرى في المملكة، سأترككِ الآن في مكتبكِ، وسأحضُر مع الطلاب لاحقًا ليتعَرَّفوا عليكِ، ويمكنكِ الاتصال بي في حال احتَجتِ لأيِّ مساعدة.
- شكرًا يا أستاذ بشير على هذه الجولة التوضيحيَّة، وسأراكَ لاحقًا.
توَقَّفتُ بجانب النافذة المطلَّة على مباني المدرسة الثلاثة، وملاعب كرة القدم التي كان يركض فيها الأطفال بكلِّ حماس، والتِّلال التي بدأَت تلبس ملامح الشِّتاء القريب، وشعَرتُ بالفرحة تغمر قلبي، وترمي بي إلى أحضان الحقيقة، فأنا هنا ولقد حظيتُ بالفِعل بهذه الوظيفة التي تحلُم بها أيُّ فتاة، والتي ستُضيفُ خبرةً وسعادةً إلى تجربتي الحياتيَّة، يجب أن أُثبتَ للجميع أنِّي أستحقُّ هذه الوظيفة، وكَوني أصغر الموظَّفِين لن يُعيق كَفاءتي مِن أن تَظهَر على مسرح الحياة.
في نهاية اليوم الأول، صعد سند إلى مكتبي الذي صادف أن يكون فوق مكتبه مباشرةً لِيسألَني إن كنتُ بحاجة لأيِّ مساعدة، وإن أُعجبتُ بالمدرسة، فقلتُ له:
- كلُّ شيء سارَ على ما يرام، وأُعجبتُ بالمدرسة كثيرًا، شكرًا على سُؤالكَ واهتمامكَ.
شعرتُ برَغبته في متابعة الكلام، ولكن انشغالي بترتيب المختبرات وإعادة الأجهزة إلى أماكنها، جعله يشعر بالحرج، فودَّعني قائلًا:
- أراكِ غدًا، وتفَضَّلي بزيارة قِسمِنا لتناوُل كوبٍ مِن القهوة متى شِئتِ.
حاولتُ إرسال رسالة عبر أثير المشاعر إلى سند، تنصُّ على أنِّي فتاة جدِّيَّة لا تبحث عن إضاعة الوقت في علاقات عابرة، جِئتُ إلى هنا بكلِّ جدارة، وأبحث عن تطوير نفسي والتقَدُّم في عملي، ولذلك سيَكون تركيزي على التَّفكير في آليَّات تطوير عمل المختبرات وتحديثها وترتيبها، وخطَّتي تتمَحوَر حول إضافة عنصر الابتكارات العمليَّة لتَطوير التعليم، ومساعدة الطلاب على فَهم المحتويات العلميَّة بطريقة ممتِعة ومبتكَرة.
الابتكار والتجديد كانا تحدِّيًا يوميًّا ومتعة هادفة يدفعاني إلى النهوض مِن سريري في كلِّ صباح، رأيتُ نتائج عملي تتحَقَّق أمامي، فارتفع مستوى حماس الطُّلاب لمعرفة كلِّ ما هو جديد، وزادتِ السَّاعات التي كان يقضيها الطلاب في المختبرات، وفي بعض الأحيان كانوا يتأخَّرون بعد انتهاء فترة دوامهم ودوام الهَيئة التدريسيَّة الذي كان يَنتهي في السَّاعة الرابعة.
أمَّا دوامي ودوام الإدارة فكانا ينتهيان في السَّاعة الخامسة، فكانت هذه الساعة النافذة التي كان يطلُّ منها سند على مكتبي بعيونه البنِّيَّة، وأنفه الصغير، وشفتَيه المكتنزتَين، وشَعره الأسود الذي يسرِّحه للخلف، وقمصانه السَّوداء أو الزرقاء المختلفة درجاتها ونقوشها، كان يأتي بحجَّة شُرب فنجان قهوة، والاطمئنان على سَير العمل، والتَّأقلُم معه، وأمور حياتيَّة أخرى.
كنتُ أشعر بأنّي مميَّزة؛ لأنَّ باقي المعلِّمات الشابَّات كنَّ يحاوِلنَ الإيقاع بسند، كونه الشاب الثَّلاثينيَّ الوسيم، ولكن سند كان يأتي لزيارتي في المختبرات بعد أن فقدَ الأمل مِن زيارتي لقِسمِه، وكان يفضِّل زيارتي بعد مغادرة المعلِّمات الأخرَيات، على الرَّغم مِن أنَّ بعض المعلِّمات في بعض الأيام كنَّ يفضِّلنَ التأخُّر قليلًا للبقاء معنا لاحتساء فنجان مِن القهوة.
- أنا يا ريتا خجول بطَبعي، ولا أعرف سبب إصراري على الحضور إلى مكتبكِ يوميًّا على الرَّغم مِن انشغالك في أغلب الأوقات، ولكني أشعر بالرَّاحة الدائمة حَولكِ ومعكِ، منذ أن رأيتُكِ أوَّل مرَّة شعَرتُ بأني أعرفكِ مِن دون أن أعرف تفاصيل حياتكِ، وكأنكِ كنتِ جزءًا مِن الماضي، وأتحرَّق لأن أعرفكِ أكثر لتصبحي جزءًا مِن الحاضر والمستقبَل.
إنَّه لغريب شعوري بالثِّقة التي أعرض فيها عليكِ التعارف والتقرُّب إلى حياتكِ، على الرّغم مِن القلق الذي يعتريني مِن أن تفهمي أسلوبي على أنه اجتياح لخصوصيِّتكِ وحياتكِ؛ ولذلكَ أطلب منكِ أن تثقي بكلِّ ما أقوله لكِ، وتعلَمي أنِّي سأرمي بنفسي في أحضان هذه اللحظة لأتعرَّف عليكِ أكثر، مَن أنتِ؟ أريد أن أعرفَ ماهيتكِ يا ريتا.
شعَرتُ بصِدق مشاعر سند وإحساسه العميق والمؤدَّب، ووضعتُ مخاوفي مِن العلاقات العابرة التي لا يُقدَّر فيها رُقِيُّ الحب ومقامه على جنب، وخلعتُ قناع الجديَّة لأوَّل مَرَّة لأتحدَّث معه مِن قلبي، فقلتُ له مُعرِّفةً عن نفسي:
- أَبي مِن بلد وأُمِّي مِن بلد، وُلِدتُ في بلد، وتناثرَت أَشلاء روحي في أكثر مِن بلد، وُلِدتُ في الاتحاد السوفيتي سابقًا لأُمٍّ روسيَّة وأبٍ أردنيٍّ، عِشتُ هناك أربعةَ أعوامٍ، ثمَّ انتقلتُ مع عائلتي للعَيش في الأردن، لتصبح روسيا بلد الإجازة، والأردن أصبح بلد إقامتي الدائمة.
- ماذا عنكَ يا سند؟
- بلد إقامتي واحد يا ريتا، وُلِدتُ وعشتُ في الأردن، ولكن أيَّ بلد تَسكُنين؟ وأي بلد يُسكنكِ؟
- لقد غُصت إلى أعماق روحي لتنتشل سؤالك، ما يسكننا هو الذكريات المرتبطة بالأشخاص الذين نحبُّهم، وإن اختلفَت بقعة الأرض، فالحب والمودَّة التي تأتي مِن العلاقات الإنسانيَّة تجعل الصَّحراء القاحلة مَوطنًا؛