Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

لذكراك
لذكراك
لذكراك
Ebook77 pages25 minutes

لذكراك

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يجسد "السكاكيني" في هذا العمل الزاخر بالمفردات العميقة فاجعته بموت زوجته والتي يصفها بسلطانة النساء ويصف على إثر ذلك شدة وطأة هذا المنعطف الذي لم يكن قادرًا على أن يستوعبه أو يتحمله أو يتقبله، فراح يلوم القدر مسترجعًا آخر كلمة للمسيح عندما عاتب الرب فيها قائلًا: "لِمَ تركتني؟". عمل تغلب عليه سمة الجنون ومرارة الشوق والوَلَع. تُظهر الأبيات الشعرية في هذا العمل ثِقَل موتها على قلبه وما ارتد على أثره من حالات سوداوية وجد السكاكيني نفسه فيها من غير حول له ولا قوة. أما النثر فيشرح بالتفصيل ما أَلَمَّ بها من مرض المتمثل في ورم وأعراضه وما كان يشعر به في كل مرة يراها على فراش المرض تتأوه ساخطًا على القدر تارة ومتخاصمًا مع حظه تارةً أخرى. في ثنايا الوصف لهذه الأحداث يُبرز السكاكيني بأناقة أسلوبه مناقب زوجته وخصالها الحميدة حتى في ذروة اشتداد المرض عليها، وقد وصل الحال به لأن يتغزّل بحسنها عند رؤيته لها تنام نومتها الأبدية. يعبر عن كامل رفضه لموتها ويناجيها مؤكدًا لها أنه لا ينساها متمنيًا رجوعها، مؤكدًا لنفسه أنها تخاطب من هي بضيافتهم مِن مَن سبقوها للبارئ بأنها تشتاق له وتود الرجوع.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786349882606
لذكراك

Related to لذكراك

Related ebooks

Reviews for لذكراك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    لذكراك - خليل السكاكيني

    الغلاف

    لذكراك

    خليل السكاكيني

    تصميم الغلاف: محمد مطير

    جميع الحقوق الخاصة بالغلاف محفوظة لشركة رفوف أون لاين ذ.م.م.

    منطقة حرة، دبي، الإمارات

    إيميل: publish@rufoof.com

    صندوق بريد: 9648 عمان 11941

    الموقع الإلكتروني: rufoof.com

    © رفوف، 2017

    جميع الحقوق الأخرى ذات الصلة بهذا العمل خاضعة للملكية العامة.

    إن شركة رفوف غير مسؤولة عن آراء المؤلَّف وأفكاره وإنما يعبِّر الكتاب عن آراء مؤلِّفه.

    لذكراك

    chapter-1-1.xhtml

    الزوجة.

    وإني لَتَعْروني لذكراكِ هِزَّةٌ

    (١) الليلة الأخيرة (الثلاثاء ٣ / ١٠ / ١٩٣٩)

    قضينا ليلتنا البارحة قِيامًا خاشعين خافتين، وأيدينا على قلوبنا، وأَبصارُنا شاخصة، فقد اشتدت وطأة المرض على سيدتي أمِّ سريٍّ، وساءت حالها جدًّا.

    دخلت في غَيْبةٍ من أول الليل … علت الزُّرقة شفتيها … بردت أطرافها … جعل جسمها يرشح بعرق بارد لَزِج …

    سمعتها تقول تارة: إلى متى …؟ وتارة: يكفي … وتارة: يا خليل! … وفي صباح اليوم — الثلاثاء — جاء الطبيب، ففحصها فحصًا يسيرًا، وعلى وجهه علائم اليأس، فقالت له: «لماذا تركتني؟» وهي آخر كلمة قالها المسيح وهو على الصليب يخاطب أباه في السماء!

    وبعد أن خرج الطبيب من غرفتها سألت: ماذا قال؟ كأنها أحست، أو قرأت على وجهه ووجوهنا أنها في خطر. فسألت ماذا قال؟ لعلها تطمئن أنها عائدة إلى الحياة. ثم رجعت إلى الغيبة. وفي الساعة العاشرة والربع فارقت الحياة.

    شاع الخبر، فأسرع الأهل والأصدقاء يشاركوننا في الحزن.

    •••

    كنت أخاف أن تثقل وطأة هذه المصيبة على أولادنا: سريٍّ ودمية وهالة، ولكنهم تلقَّوها بشجاعة ورزانة، وكانت دمية وهالة تقولان لي: انظر يا أبي كأنها نائمة! انظر ما أجمل ضجعتها! انظر كيف تبتسم!

    وفي صباح الغد — الأربعاء — وضعناها في تابوتها، وغمرناها بالزهور، فلم يظهر غير وجهها الجميل الذي زاده الموت جمالًا.

    ولما حانَت الساعة التاسعة، وكانت موعد الجنازة، جاء الأهل والأصدقاء ليحملوها إلى عربة الموتى، فأبيت عليهم إلَّا أن نحملها: أنا وولدي سريٌّ وأخواها يوسف ونجيب؛ فهذا واجب نحن أحق الناس بالقيام به.

    مشينا إلى كنيسة القطمون، لأن سريًّا وأختيه قالوا إن أمهم قالت إذا ماتت فلتكن الجنازة في كنيسة القطمون، فلم يسعني إلا أن أحترم إرادتها المقدسة، ثم خرجنا من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1