Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة: التوراة والإنجيل والقرآن
التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة: التوراة والإنجيل والقرآن
التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة: التوراة والإنجيل والقرآن
Ebook291 pages2 hours

التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة: التوراة والإنجيل والقرآن

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عندما يتحدث الليبراليون والعلمانيون عن الأمة العربية يقولون أنها الأمة التي ينضوي تحتها الجميع مسلمون ويهود ونصارى وبوذيون وعباد بقر ووثنيون دون تفرقة، فالوطن للجميع والدين لله. الغريب في أمر هؤلاء أنهم يدعون الجميع لاقتسام الوطن والمستقبل بعدالة ورومانسية مرهفة.. لكنهم لا يدعون أحداً لتلقي الضربات سوى المسلمين كيف ذلك ؟ عند نقد الماضي وقراءته لا ينتقدون سوى الإسلامي فقط. أمر غريب أولسنا نقول: إن الوطن للجميع..؟! إذا. فالحديث عن الماضي ونقد التراث يعني الحديث عن ماضي الجميع ونقد تراث الجميع، هذا إن كنا موضوعيين حقا.. لكن الذي يحدث من الليبراليين العرب شيء كارثي.. هناك انتقاد للقرآن والسنة والتراث والتاريخ والماضي الإسلامي تحت شعار العلمانية الثقافية .. وهناك صمت مطبق وخوف رهيب من التطرق للتراث المسيحي بل واليهودي. أين العلمانية الثقافية إذا .. ؟ لا أحد يجرؤ على الإجابة لأن الجوائز ستحجب.. والمحاكم سوف تعقد. العبيكان للنشر.
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2020
ISBN9786035038072
التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة: التوراة والإنجيل والقرآن

Read more from محمد الصوياني

Related to التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة

Related ebooks

Related categories

Reviews for التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التوراة والإنجيل والقرآن - الطبعة الثالثة - طبعة مزيدة ومنقحة - محمد الصوياني

    شركة العبيكان للتعليم، 1436هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصوياني، محمد حمد عبدالله

    التوراة والإنجيل والقرآن. / محمد حمد عبدالله الصوياني - ط٣ - الرياض، 1436هـ

    ردمك: 2-807-503-603-978

    ١- الديانات المقارنة أ. العنوان. ديوي 291٫175 7325/ 1436

    الطبعة الثالثة 1440هـ/ 2019م حقوق الطباعة محفوظة للناشر

    نشر وتوزيع

    المملكة العربية السعودية - الرياض طريق الملك فهد - مقابل برج المملكة

    هاتف: 4808654 11 966 + فاكس: 4808095 11 966+ ص.ب: 67622 الريا ض 11517

    جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.

    التوراة والإنجيل والقرآن

    الأديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلام تجل الله، سبحانه وتعالى وتعظمه، وتؤمن بأنه خالقها، وخالق السماوات والأرض وما فيها ومن فيها، وخالق الكون.

    الله سبحانه عظيم حكيم لم يترك عباده هملًا، أعطاهم عقولًا؛ كي يعمروا بها أرضهم، ويتعايشوا فيما بينهم، وأنزل عليهم كتبه كي يعرفوا حقه، وما يريده منهم، ومن بين تلك الكتب التوراة والإنجيل والقرآن، مرت قرون على نزول تلك الكتب، وها هي أمامنا، صحونا على الدنيا، كلٌّ منا يقرأ كتابه، ويدعي أنه من عند الله.

    كان الأمر طبيعيًّا لو أن تلك الكتب يكمل بعضها بعضًا، ويصدق بعضها بعضًا، لكن الأمر مختلف مع الأسف، فالكتب الثلاثة اليوم متناقضة، وكل أهل كتاب يدعي أن كتابه الحق، فمع من الحق؟

    إن تناقضها يدل على تغير بعضها وتحريفه، أجل هناك تحريف، جعل التناغم بينها تنافرًا، والتكامل تضادًّا، ولأن الله خلق لنا عقولًا، فبإمكاننا تمييز كلام الله عن كلام إخوتنا من البشر.

    أنزل الله (التوراة) على نبيه موسى عليه السلام لليهود، وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام مكملًا للتوراة، ولذا فإن المسيحيين يجمعون التوراة والإنجيل في كتاب واحد، ويسمونه (الكتاب المقدس). ثم أنزل الله سبحانه خاتمة كتبه (القرآن) على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كتاب المسلمين.

    إذًا، فيفترض أن تكون تلك الكتب متكاملة، يصدق بعضها بعضًا، متفقة في العقيدة؛ أي متفقة في صفات الله ووحدانيته، ومتفقة في أمور الغيب: كالملائكة، واليوم الآخر، وأخبار الأنبياء، ولكن من الطبيعي أن يكون بينها اختلاف في أمور الدنيا المادية، كأحكام الطعام، والشراب، والزواج، والبيع، والشراء، والحرب، والسياسة؛ لأنها أنزلت لتعالج حياتهم المادية، وأمور الحياة تتغير مع مرور الزمن؛ لذا تحتاج إلى علاج مختلف كلما اختلفت الظروف.

    لكن الاختلاف الذي فتحنا أعيننا وعقولنا عليه ليس في أمور الدنيا المادية: كالطعام والشراب والزواج وغيرها فقط، هذه الكتب الثلاثة بينها تناقض كبير، واختلاف في كل شيء خاصة في العقيدة، والاختلاف في كل شيء، يعني أن بعضها قد دخله التزوير، وإلا فإنه لا عقول لنا.

    التوراة الموجودة اليوم مثلًا، عقيدتها هي الإيمان بأن الله لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، لكنها تجعل هذا الإله إلهًا لليهود فقط؛ أي لقبيلة بني إسرائيل فقط، ولا علاقة له بالأمم الأخرى، فالله عند اليهود ليس إلهًا للمسلمين، ولا للنصارى، ولا لبقية البشر، بل هو إله لليهود، وله مهمة واحدة هي: حفظ اليهود وتأييدهم فقط.

    أما النصارى، ففي حيرة من أمرهم؛ لأنهم يؤمنون بالكتاب المقدس كله، والكتاب المقدس مؤلف من قسمين، هما: التوراة والإنجيل، التوراة تقول لهم: إن الله واحد لا شريك له، لكنه إله لليهود فقط، أي إنه إله لعيسى وأمه؛ لأنهما من اليهود، فمن هو إله النصارى اليوم، ولا سيما وكلهم ليسوا يهودًا، من هو إلههم؟!!

    الإنجيل غامض هنا ومحير، فهو يقول: إن عيسى عليه السلام كان يعبد الله وحده لا شريك له، بل هو يقول: لا أسجد إلا لله الذي خلقني، ولم يقل للناس: اعبدوني.

    وعيسى اُختُتن كبقية اليهود، وهو لا يأكل الميتة، ولا يأكل الخنزير، وأمه محجبة، أما النصارى اليوم فعكس ذلك تمامًا، يأكلون الميتة والخنزير، ولا تتحجب نساؤهم، ولا يختتنون، ويضعون الأصنام في كنائسهم، والتماثيل من أول المحرمات في التوراة.

    وهناك أيضًا ملاحظة مهمة زادت في حيرة النصارى، وهي أنهم وجدوا رسائل كتبها بعض رجال الدين الذين لم يروا عيسى، ولم يرَهم عيسى، فقاموا بدمج تلك الرسائل مع الإنجيل، فأصبحت جزءًا منه، ومن بين تلك الرسائل: رسائل لشخص يهودي اسمه شاؤول، لم يرَ عيسى ولم يؤمن به، بل كان شاؤول هذا يكفر بعيسى، ويكذبه، كان شاؤول هذا يهوديًّا متطرفًا، لدرجة أنه كان عميلًا للرومان الوثنيين، ومن شدة بغضه لعيسى ابن مريم وأصحابه عليهم السلام أنه كان يرتكب المجازر بحق المسيحيين خدمة للروم، فكان يقبض على النصارى، ثم يرسلهم للروم كي يعدموهم، ولما عجز عن إبادتهم زعم أنه قد تاب، وأنه تحول من اليهودية للنصرانية، وبعد مدة صدقه النصارى، فادعى أن عيسى ابن مريم ظهر له في البرية ليلًا، ظهر له في السماء، في البرق، وأنه عينه نبيًّا، ثم سمى نفسه (بولس)، لكي ينسى الناس تاريخه الإجرامي الأسود، وبعد مدة ادعى شاؤول (بولس) أنه رأى عيسى مرة أخرى وليلًا أيضًا، وفي البرق أيضًا، وأنه أخبره أنه ابن الله، بولس هذا ألَّف رسائل، جعلها النصارى فيما بعد ضمن الإنجيل، وأخطر ما في رسائل بولس أنه ادعى أن عيسى ابن الله!!

    ترى هل نسي عيسى ابن مريم أن يقول لأتباعه: إنه ابن الله، وهو الذي عاش بينهم أكثر من ثلاثين عامًا؟ بل السؤال الأخطر: هل نسي كل الأنبياء قبله أن يقولوا: إن لله ولدًا اسمه عيسى؟!

    إذًا، فعيسى عليه السلام لم يقل: إنه إله، وإنما الذي قاله رجل عدو له اسمه بولس، وهنا نجد تناقضًا كبيرًا أحرج النصارى، وشتَّتهم، وهو أن أمر العقيدة أهم ما في الدين، وهو الركيزة الأساسية له، وهي أول شيء وآخر شيء يدعو الأنبياء كلهم إليه، وأكثر شيء يتكلمون فيه، فكيف يجعله عيسى أمرًا هامشيًّا، ولا يشير إليه حتى مجرد إشارة.

    هل يمكن أن يعيش عيسى عليه السلام أكثر من ثلاثين عامًا دون أن يبين عقيدته بوضوح تام؟ فالنبي موسى عليه السلام أمضى سنوات مع قومه يناضل، ويقاتل، ليقول لقومه: إن الله واحد لا شريك له، وكذلك كل الأنبياء قبله، أما كلمة أن الله أب للإنسان، فهي كلمة شائعة بين اليهود أنفسهم، ككلمة رب الأسرة، والدليل أن اليهود كانوا ذات يوم في نقاش حاد مع عيسى عليه السلام داخل الهيكل، كما يقول إنجيل يوحنا، فقال اليهود لعيسى، وهم يتهمون أمه: « إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ»، بل إن عيسى نفسه أمر أتباعه أن يدعوا الله، ويخاطبوه بوصفه أبًا لهم، وأن يقولوا عندما يدعونه: «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. أعطِنا اليوم خبزنا كفافنا» إنجيل متى: 6.

    إذًا، فحياة عيسى عليه السلام كلها توحيد، يصلي لله، يعبد الله، ويطلب منه وحده المعجزات، حتى ذلك الرجل المصلوب الذي يقولون: إنه عيسى، كان يصرخ على الصليب، ويقول: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»، فكيف يترك عيسى أمر العقيدة غير واضح، وكيف يخلو الإنجيل من أي عبارة صريحة واضحة، تقول: إن عيسى ابن الله، ليأتي بعده سفاح مجرم كان يكفر به، ويكذبه، ويقتل أصحابه، ثم يدعي: أن عيسى ابن الله؟، كيف يصدق النصارى ذلك؟

    أما العقيدة في القرآن، فواضحة من أول كلمة فيه إلى آخر كلمة، يعلنها بشكل حاسم لا شك فيه، وهي أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا ولد له، ولا والد له، ولذا فإن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم أمضى في مكة ثلاثة عشر عامًا، كان خلالها يدعو الناس لكلمة واحدة فقط، كلمة عانى من أجلها المرارة والتعذيب هو وأصحابه، هذه الكلمة هي أساس الدين، وهي: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له)، ثم استمر يدعو إليها حتى بعد أن أسس دولته ولمدة عشر سنوات أخرى.

    الحق لا يتناقض، فمن المؤكد أن سبب التناقض بين هذه الكتب هو (التزوير) في بعضها. أجل، التزوير، وإلا فما الذي يجعلها متناقضة مع أن مصدرها واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، وهنا يأتي السؤال الأعظم في حياة تلك الأمم: أيُّها الصواب؟ وأيُّها الغلط؟ وأين الحقيقة؟

    هناك من يقول: لا أحد يملك الحقيقة، وهذه الكلمة محاولة للهروب للأمام، والتهرب من عناء البحث والتحري، هذه الكلمة محاولة للتخلص من الالتزام بأي دين، هي في الحقيقة مغالطة؛ لأن من يقول ذلك أشبه بمن يدفن رأسه في التراب.

    التزوير هو أخطر ما سنحاول رصده من خلال مقارنة الكتب الثلاثة منذ أن نزلت وحتى اليوم، بأسلوب سهل ودون تعقيد، لكن من المؤهل للحكم على هذه الكتب؟ من صاحب الأحكام التي توجهها العواطف والميول؟

    دون شك ليسوا الأدباء والشعراء والسياسيين، بل ولا المتخصصين في علم النفس والفلسفة والاجتماع والتربية، بل ولا المتدينين أنفسهم من باباوات وقساوسة وحاخامات؛ لأن أحكام هؤلاء عاطفية غير منضبطة بمنهج علمي، وتخصصاتهم لا تقدم حقيقة، فأحكامهم قد توجهها العواطف والمصالح أحيانًا. الحكم الذي يوثق به هو حكم المنهج العلمي، الذي لا تتحكم فيه العواطف، ولا الأهواء ولا الميول، ولا العادات والتقاليد، ولا التربية والموروث الاجتماعي، ولا ما يلقنه الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد.

    موقف العلم التجريبي الحديث من هذه الكتب الثلاثة هو ما يهمنا في إثبات أنها من عند الله أو مزورة؛ لأن العلم التجريبي هو أكثر ما يثق به العقل البشري اليوم، فقد فشلت الفلسفة والفلاسفة منذ آلاف السنوات في تقديم حقيقة واحدة سوى حقيقة وجود الله، وما عدا ذلك من تفاصيل الفلسفة هي وجهات نظر، وتخرصات، ويكفي أن نعلم أن أعظم فيلسوف في التاريخ، وهو (أرسطو طاليس) يقرر أن العالم قسمان: قسم روحاني خالد لا يعتريه الفساد، وهو ما بعد الفلك الذي يدور فيه القمر، وقسم يصيبه الفساد والتحلل، وهو عالم المادة، وهو المساحة الموجودة بيننا وبين القمر. كلام إنشائي يخجل الأمي اليوم من قوله في عصر العلم الذي أرسل المسبار متجاوزًا فلك القمر.

    احمل هذه الورقات، وتنفس من خلالها الحقيقة، سافر معها إلى تاريخ مضى، إلى أكثر من عشرين قرنًا إلى الوراء، توجه إلى سيناء، إلى حيث جبل الطور، حيث نزلت التوراة.

    توجه إلى أورشليم القدس، إلى مسجد إيليا، حيث نزل الإنجيل، فإذا وجدتهما فضعهما تحت عباءتك، ثم تابع السير حتى تنزل بمرابع قريش، ابحث بين جبال مكة وفاران عن القرآن، وتابع بحثك خلف جبل أحد وبين نخلات طيبة السامقة، فإذا وجدت القرآن فضمه إلى صاحبيه، ثم ابحث لك عن أرض ربيعية هادئة حولها نبع أو نهر ماء، ثم افترش عباءتك، وارتشف قهوتك، واقرأ بتمعن، وقارن بينها بأمانة.

    ستتذوق مع كل رشفة لذة الاكتشاف؛ لذة الخروج عن المألوف والموروث في رحلة نحو الله، وما كان الله ليعرض عمن يقبل عليه، ولا أن يرد مشتاقًا إليه، فهو يتقرب إلينا أكثر مما نتقرب إليه، على الرغم من أنه ليس في حاجة إلينا.

    ستكتشف أيضًا كم هي كبيرة جريمة التزوير لكتبه! كم هي كبيرة جريمة تحريف الدين والابتداع فيه، وأن ما يحدث من تجديف وإلحاد يتحمل النصيب الأكبر فيه رجال دين نسبوا لله كلامًا لم يقله، ونسبوا لأنبيائه ما لم يُوحَ إليهم، ووظفوا الدين لجيوبهم وميولهم وعنصريتهم، وجعلوه مطية لنزواتهم.

    هذا الكتاب رحلة نحو الله الرحمن الرحيم، الجميل العظيم، القادر الحكيم، الذي حيرت العلماء دقة صنعه وعظمة كونه، وأحرق عشق الوصول إليه قلوب الأولياء المخلصين؛ لذا لن يستفيد منه من يأخذ درهمًا ليكتب، ولا من يطفح حقدًا وغلًّا، ولا من يتعصب لدينه وراثة، ولا من رضع الطائفية حتى تحول إلى وحش وسفاح، هؤلاء هم أعداء العقل وعباد العناد، هذا الكتاب لمن يبحث عن الحقيقة، لمن يريد الارتواء من النبع، لا من الجداول التي تتلوث عبر الزمان والمكان، هذا الكتاب لمن يعشق الشرب من السحاب.

    محمد الصوياني.

    تساؤل مرير قبل البداية

    لدي ملاحظة محيرة ومؤلمة لا بد أن أقولها قبل أن أبدأ، لها علاقة بموضوع الكتاب، وهي: إنني لاحظت أن الفئة التي تسمي نفسها الليبراليين والعلمانيين العرب فقط، يقفون موقفًا غريبًا من هذه الكتب المقدسة الثلاثة.

    هؤلاء العلمانيون والليبراليون ينتمون للديانات الثلاثة، ومع ذلك تجد الليبرالي العربي اليهودي يقف حارسًا للتوراة، ممسكا بيد أخيه المتدين اليهودي في تأسيس وطن يهودي هو (إسرائيل)، بل إن كل العلمانيين العرب من اليهود العرب تقريبًا هاجروا من أوطانهم العربية الأم مثل: مصر، والعراق، وسوريا، واليمن، وغيرها، ليؤسسوا وطنًا لليهود على أرض فلسطين؛ وطن حددت التوراة اسمه وموقعه وحدوده وشعبه ولغته، بل إن العلمانيين العرب اليهود أكثر شراسة ودموية من اليهود المتدينين المتطرفين، ضاربين بعرض الحائط أخذ رأي العلم في التوراة، ورافضين حكمه عليها، ورافضين حكم العلماني الأوروبي على التوراة.

    أما الليبراليون والعلمانيون العرب المسيحيون، فتجدهم يقفون أيضًا حراسًا لكتابهم المقدس (التوراة والإنجيل) لا يتطرقون إليه، ولا ينتقدونه، بل تجدهم يسكتون عن كل أخطائه التي على أساس

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1