Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook739 pages6 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786326622461
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 10

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    وهذا جواب ذكره الزجاج (6)، وبه قال بعض الأصوليين (7). (1) لم أقف عليه.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) في المخطوط: المستهزئين، والتصويب من الحجة 1/ 234.

    (4) الحجة لأبي علي 1/ 234، 235.

    (5) هكذا في المخطوط، والإفراد أظهر.

    (6) معاني القرآن وإعرابه 2/ 120.

    (7) لم أقف عليه.

    وكذلك قالوا في الذنوب: أن من تاب من ذنب ثم عاد في مثله, فقال القاضي أبو بكر من أصحابنا (1): إن توبته الأولى انتقصت (2) حتى يلقى الله مؤاخذًا بحكم الزلة الأولى التي تاب عنها (3).

    وقال الآخرون -وهو الاختيار-: إنَّ حكم ما تاب عنه بات على الصحة، وإن عاد إلى مثل ما تاب عنه (4).

    وعلى هذا فالجواب أن يقال: إن هذا إخبار عن قوم انتقلوا عن الكفر إلى الإيمان، وعن الإيمان إلى الكفر (... و .... (5)) لحالهم، وأفردوا بذكر نفي المغفرة عنهم، وإن كان الله تعالى لا يغفر كفرًا مرة واحدة، تخصيصًا بالوعيد، كتخصيص جبريل وميكائيل من جملة الملائكة بالذكر تشريفًا وتعظيمًا، كذلك جاء هذا في نقيضه، ولا فرق بين أن يقول: إن اليهود لا يغفر الله لهم، وبين أن يقول: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا لا يغفر الله لهم، لأنهم هم المعينون (6) بهذا الوصف. (1) لعله شيخ الواحدي: أبو بكر الحيري.

    (2) هكذا في المخطوط بالصاد المهملة، ولعلها بالضاد المعجمة.

    (3) لم أقف عليه.

    (4) الراجح -حسب ما ورد به الدليل - هو القول الأول كما قال ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر. أخرجه البخاري (6921) كتاب: استتابة المرتدين، باب: إثم من أشرك بالله، ومسلم (120) كتاب: الإيمان، باب: هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية، وانظر: زاد المسير 2/ 225، والقرطبي 5/ 415.

    (5) هنا كلمة غير واضحة، ولعلها: وتفحيش أو تقبيح.

    (6) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب: المعنيون بتقديم النون.

    وأما من قال: إنه إذا كفر ثانيًا أخذ بالأول، فقد غلط (1)، لأنه صار بالإيمان كمن لم يكفر، كما أن التائب من الذنب صار كمن لا ذنب له، فلا يؤاخذ به بعد أن ارتفع حكمه، كما لا يؤاخذ بما لم يعمله وإن عزم على عمله.

    وقال الكلبي: لم يكن الله ليغفر لهم ما أقاموا على ذلك (2).

    وذلك أن الله تعالى أخبر أنه يغفر كفر الكافر إذا انتهى، فإذا أطلق القول بأنه لا يغفر لهم على (3) أن المراد به ما أقاموا عليه.

    وقوله تعالى: {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} قال الكلبي وغيره: سبيل هدى (4). وقال الزجاج: معنى {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} أي: لا يجعلهم بكفرهم مهتدين (5).

    وفي هذا دليل على أن الله تعالى لم يهد الكافر إلى الإيمان، خلافًا لقول القدرية (6).

    138 - قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

    قال المفسرون: إن المنافقين كانوا يتولون اليهود فألحقوا بهم في التبشير بالعذاب (7). (1) هذا الحكم فيه نظر؛ لأنه تقدم الحديث الصحيح الذي يدل على أن من كفر بعد إسلامه، أخذ بالأول والآخر.

    (2) انظر: زاد المسير 2/ 225، وتنوير المقباس بهامش المصحف ص 100.

    (3) هكذا في المخطوط، ولعلها: عُلم.

    (4) انظر: الكشف والبيان 4/ 133 أ، وتنوير المقباس بهامش المصحف ص 100.

    (5) معانى القرآن وإعرابه 2/ 120.

    (6) انظر: الكشف والبيان 4/ 133 ب، والقرطبي 5/ 416.

    (7) انظر: تفسير الهواري 1/ 431، والكشف والبيان 4/ 133 ب.

    ومعنى بشرهم: أخبرهم، وذكرنا هذا في قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 25].

    وقال أبو حاتم والزجاج: معناه: اجعل وضع إخبارهم بالعذاب الأليم موضع البشارة لهم، كقول عمرو:

    وخيلٍ قد دَلْفتُ لهم بخيلٍ ... تحية بينهم ضرب وجيع (1)

    قال: والعرب تقول: تحيتك الضرب، وعتابك السيف (2).

    وقال بعضهم في وجه اتصال هذه الآية: أنَّ الذين ترددوا في الكفر هم كالمنافقين في التحير في الدين (3).

    139 - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ} هذا من صفة المنافقين الذين تقدم ذكرهم.

    قال الكلبي: المراد بالكافرين ههنا: اليهود (4).

    وقول عطاء عن ابن عباس في قوله: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ}: يريد بني قينُقاع (5). (1) البيت في الكتاب 2/ 323، ومعاني الزجاج 2/ 120، والكشف والبيان 4/ 133 ب والخيل: الفرسان، ودلفت: زحفت، ورجيع: موجع. ووجيع.

    (2) معاني القرآن وإعرابه 2/ 120، وانظر: الكشف والبيان 4/ 133 ب، وزاد المسير 2/ 226.

    (3) لم أقف على هذا القول. وقد قال ابن عطية: في هذِه الآية دليل على أن التي قبلها إنما هي في المنافقين المحرر الوجيز 4/ 262، وانظر: البحر المحيط 3/ 373.

    (4) تنوير المقباس بهامش المصحف ص 100.

    (5) لم أقف عليه.

    وأصل العزة في اللغة: الشدة، ومنه قيل للأرض الصلبة الشديدة: عزاز، ويقال: استعز عليّ المرض، إذا اشتد مرضه وكاد أن يهلك، وتعزز اللحم، إذا اشتد، ومنه: عز عليّ أن يكون كذا، بمعنى: اشتد، وعز الشيء، إذا قل حتى لا يكاد يوجد، لأنه اشتد مطلبه، واعتز فلان بفلان، إذا اشتد ظهره به، وشاة عزوز، تحلب بشدة لضيق أحاليلها. والعزة: القوة، منقولة عن الشدة لتقارب معنييهما. والعزيز القوي المنيع، خلاف الذليل (1).

    والكلبي فسر العزة في قوله: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ} بالظهور على محمد وأصحابه (2). وهو راجع إلى معنى القوة، يعني: أيطلبون أن يتقووا بهم فيظهرون على المسلمين.

    وقوله تعالى: {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} أي الغلبة والقوة، والمعنى أنه لا تطلق صفة العزة إلا لله -عز وجل - (3)، لأنه لا يُعتد بعزة أحد مع عزته، لصغرها واحتقارها في صفة عزته؛ ولأنه المقوِّي لجميع من له القوة من خلقه، فجميع العزة له؛ لأنه عزيز بعزة، ومعز من عز من عباده بما خلق له من العزة، فله العزة جميعًا من كل وجه.

    140 - قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا} الآية. (1) انظر: الطبري 5/ 329، ومعاني الزجاج 2/ 120، 121، وتهذيب اللغة 3/ 2420، 2421 (عز)، وزاد المسير 2/ 227.

    (2) انظر: الكشف والبيان 4/ 134 أ، وزاد المسير 2/ 226.

    (3) لعل المراد أن العزة على وجه الإطلاق لا تكون إلا لله.

    قال المفسرون: الذي نزّل في النهي عن مجالستهم ما نزل بمكة من قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} الآية [الأنعام: 68] وكان المنافقون يجلسون إلى أحبار اليهود، فيسخرون من القرآن ويكذبون به فنهى الله عز وجل المسلمين (1).

    وقوله تعالى: {أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا} أي إذا سمعتم الكفر بآيات الله والاستهزاء بها, ولكن أوقع فعل السماع على الآيات والمراد بالسماع الاستهزاء (2).

    قال الكسائي: وهو كمال تقول العرب: سمعت عبد الله يُلام، وأتيت عبد الله يُلام، إنما سمع اللوم فأوقع على الملوم (3).

    وقوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}.

    أي يأخذوا في حديث غير الكفر والاستهزاء، فكنى عنه لأن الفعل يدل على المصدر.

    وقوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}، قال ابن عباس: يريد إنكم كافرون مثلهم (4).

    وهذا دليل على الوعيد لمن رضي بحالهم وما هم عليه من الكفر والاستهزاء (5)، أو من رضي بالكفر فهو كافر، ويدل على أن من رضي بمنكر وخالط أهله وإن لم يباشر ذلك كان في الإثم والمعصية بمنزلة (1) من الكشف والبيان 4/ 134 أبتصرف، وانظر: بحر العلوم 1/ 398، والبغوي 2/ 301، والكشاف 1/ 305، وزاد المسير 2/ 228، والدر المنثور 2/ 415.

    (2) انظر: القرطبى 5/ 417، 418.

    (3) لم أقف عليه عن الكسائي، وانظر: القرطبي 5/ 418.

    (4) لم أقف عليه.

    (5) انظر: الطبري 5/ 330.

    المباشر، ألا ترى أن الله ذكر لفظ المماثلة في هذا الموضع (1)، وقد قال ابن عباس في قوله: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}: يريد وأنتم تسمعون وتجالسونهم ولا تغضبون (2) فدل هذا أن النهي عن القعود معهم على الرضا بما هم عليه. فأما إذا قعد ساخطًا منكرًا لفعلهم فإنه لا يكون مثلهم (3).

    وقال ابن عباس في قوله في سورة الأنعام: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا} الآية [الأنعام: 68]: دخل فيها كل مُحدث في الدين وكل مبتدع إلى يوم القيامة (4). يريد أن من أحدث في الدين فقد خاض في آيات الله بالباطل.

    وقد ورد النهي في هذه الآية التي نحن فيه (5) عن القعود مع الذين يخوضون في آيات الله بالباطل، فلا يجوز القعود عند كل صاحب بدعة وإحداث في الدين، سيما في القرآن وتفسيره (6).

    وقال أهل العلم: إنما ورد النهي عن القعود مطلقًا، لأن (المجالسة) (7) مع قوم يقتضي المؤانسة والمشاركة فيما يجرى من المحادثة، هذا هو الغالب في العادة، وقيل من يُجالس قومًا منكرًا عليهم بأخطاء لما يجري بينهم. (1) انظر: إعراب القرآن للنحاس 1/ 462، وبحر العلوم 1/ 398، والبغوي 2/ 301، والقرطبي 5/ 418.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) لم أجد مثل هذا القول عند المفسرين، وهو خلاف ظاهر الآية.

    (4) الكشف والبيان 4/ 134 أ، وانظر: البغوي 2/ 301.

    (5) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب: فيها.

    (6) انظر: الطبري 5/ 330

    (7) هذه الكلمة غير واضحة في المخطوط، وما أثبته قريب.

    وكل من تمكن من إزالة منكر يرى قومًا عليه كان واجبًا عليه الإزالة وإذا لم يتمكن فالأولى أن يتباعد عنهم (1)، فإن لم يتباعد مع سخطه لما يرى لم يضره إن شاء الله (2).

    وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} يريد أنهم كما اجتمعوا على الاستهزاء بالآيات يجتمعون في جهنم على العذاب.

    وأراد (جامعٌ) بالتنوين، لأنه لم يجمعهم قبل، ولكن حذف التنوين استخفافًا من اللفظ: وهو مراد في المعنى (3)، وقد تقدمت نظائره.

    141 - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} الآية.

    وهذا أيضًا من صفة المنافقين.

    والتربص بالشيء أن ينتظر به يومًا (4)، قال الشاعر:

    تربَّص بها ريبَ المنونِ لعلها ... تُطَلَّق يومًا أو يموتُ حَليلُها (5)

    قال الكلبي: ينتظرون بكم الدوائر.

    {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ} أي: ظهور على اليهود.

    {قَالُوا} للمؤمنين. (1) انظر: بحر العلوم 1/ 398، والقرطبي 5/ 418.

    (2) هذا مخالف لظاهر هذه الآية من قوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}.

    (3) انظر: إعراب القرآن للنحاس 1/ 462.

    (4) العين 7/ 120، وتهذيب اللغة 2/ 1344 (ربص)، وفي الأخير: يومًا ما.

    (5) في المخطوطة: أخليلها، والظاهر أنه تصحيف، انظر: لسان العرب 3/ 1558 (ربص). ولم أقف على قائل هذا البيت.

    {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} أي أعطونا من الغنيمة. قاله المفسرون (1).

    {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ} يعني اليهود. قاله الكلبي (2).

    {نَصِيبٌ} قال ابن عباس: يريد ظفر على المسلمين (3).

    {قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} قال الفراء. استحوذ عليهم، أي: غلب عليهم (4).

    وقال الليث: استحوذ عليه الشيطان، إذا غلب عليه (5).

    وقال أبو طالب: يقال أحوذ الشيء، إذا جمعه وضمه، ومنه يقال: استحوذ على كذا، إذا حواه (6)، قال لبيد:

    إذا اجتمعت وأحوذَ جانبيها ... وأورَدَها على عُوجٍ طِوَالِ (7)

    هذا هو الأصل، ثم جعلوا الاستحواذ بمعنى الاستيلاء على الشيء، لأن المستولي على الشيء بمنزلة المحيط به، وكذلك يقال: حاز الحمار أتنه إذ استولى عليها وجمعها (8)، ومنه قول العجاج:

    يحُوذُهن وله حُوذِيُّ (9) (1) تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101.

    (2) الطبري 5/ 331، وبحر العلوم 1/ 398، والكشف والبيان 4/ 134 ب.

    (3) تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101.

    (4) تهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ)، وانظر: الكشف والبيان 4/ 134 ب.

    (5) العين 3/ 284، وتهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ).

    (6) تهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ) ولم يتبين من هو أبو طالب القائل.

    (7) شعره ص 86، وتهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ).

    (8) تهذيب اللغة 1/ 694.

    (9) ديوانه ص 524، والطبري 5/ 332، وتهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ).

    قال النحويون: هذا الحرف خرج على الأصل من بين نظائره إشعارًا بالأصل إذا استمر بالإعلال في نظائره، نحو استعاروا، واستطاروا، واستقام، وما أشبه ذلك. ويجوز: استحاذ يستحيذ على قياس: أطاب، وهو لغة (1).

    فأما معنى قوله: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} فقال فيه كثير من أهل المعاني والتفسير، الزجاج وغيره: ألم نغلب عليكم بالموالاة لكم والإخبار بعورة محمد، ونطلعكم على سر المسلمين (2).

    وهذا لا يظهر في تفسير هذا الحرف، إلا أن يقال: إن المنافقين غلبوا عليهم بهذا، حيث لم يقدروا هم على الاطلاع على عورة المسلمين ومعرفة أسرارهم إلا من جهة المنافقين، فهذا وجه لا يبعد.

    وأظهر من هذا ما قاله المبرد، وهو أنه قال: معناه ألم نغلبكم على رأيكم ونصرفكم عن الدخول في جملة لمؤمنين (3)؟

    وقوله تعالى: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

    أي: (بتخذيلهم) عنكم، ومراسلتنا إياكم بأخبارهم.

    قال أهل المعاني: ومراد المنافقين بهذا الكلام إظهار المنّة على الكافرين، أي: فاعرفوا لنا الحق في هذا عليكم (4). (1) انظر: الطبري 5/ 333، ومعاني الزجاج 2/ 122، وإعراب القرآن للنحاس 1/ 462، وتهذيب اللغة 1/ 694 (حوذ)، والكشف والبيان 4/ 134 ب.

    (2) معاني القرآن وإعرابه 2/ 122، وانظر: الطبري 5/ 332، وبحر العلوم 1/ 399، والنكت والعيون 1/ 537.

    (3) انظر: البغوي 2/ 302، وزاد المسير 2/ 229.

    (4) انظر: زاد المسير 2/ 229.

    وقوله تعالى: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يريد المؤمنين والمنافقين. قال ابن عباس: يريد أنه أخّر عقاب المنافقين إلى الموت ووضع عنهم السيف في الدنيا (1).

    وقوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141].

    أي حجة يوم القيامة. قاله ابن عباس والسدي، وهو قول علي -رضي الله عنه-، أن المراد بهذا في القيامة (2)؛ لأنه عطف على قوله: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

    قال أهل المعاني: وذلك أن الله تعالى يُظهر ثمرة إيمان المؤمنين ويصدّق موعودهم، ولم يشركهم الكفار في شيء من اللذات كما شاركوهم اليوم، حتى يعلموا أنَّ الحق معهم دونهم (3).

    142 - قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ} قال ابن عباس: يريد في الدنيا (4). والمعنى: أنهم يعملون عمل المُخادع بما يظهرونه ويبطنون خلافه من النفاق.

    وقال الزجاج: أي: يخادعون (النبي) (5) بإظهارهم الإيمان وإبطانهم (1) انظر: زاد المسير 2/ 230.

    (2) أخرج الآثار عن الثلاثة: الطبري 5/ 333، 334، وانظر: زاد المسير 2/ 230.

    (3) جاء عن علي وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما، أن ذلك كائن يوم القيامة وفي الآخرة. انظر: الطبري 5/ 333، 334، وبحر العلوم 1/ 399، والنكت والعيون 1/ 537 - 538، والبغوي 2/ 302.

    (4) لم أقف عليه.

    (5) في المخطوط: الشيء، وهو تصحيف ظاهر كما يدل عليه باقي الكلام، وانظر: معاني الزجاج 2/ 122.

    الكفر، فجعل الله عز وجل مخادعة النبي مخادعة (الله) (1)، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: 10] (2).

    وقوله تعالى: {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} أي مجازيهم بالعقاب علي خداعهم (3).

    وقال ابن عباس والمفسرون: وهو خادعهم في الآخرة، وذلك أنهم يُعطون نوراً كما يُعطى المؤمنون، فإذا مضوا على الصراط طفى نورهم وبقوا في الظلمة (4).

    وقوله تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ}.

    قال ابن عباس: يريد مع المؤمنين (5).

    {قَامُوا كُسَالَى} أي: متثاقلين متباطئين (6). وهو معنى الكسل في اللغة.

    قال ابن عباس: أي لا يرجون لها ثوابًا, ولا يخافون على تركها عقابًا (7).

    {يُرَاءُونَ النَّاسَ} معنى الرياء: إظهار الجميل ليراه الناس، لا لاتباع أمر الله. (1) هكذا في المخطوط، والصواب: له، أو لله، انظر: معاني الزجاج 2/ 123.

    (2) معاني القرآن وإعرابه 2/ 122، 123.

    (3) انظر: الكشف والبيان 4/ 135 أ، والبغوي 2/ 302.

    (4) عن ابن عباس بمعناه في تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101. وهذا قول الحسن ومجاهد والسدي وعامة المفسرين.

    انظر: الطبري 5/ 334، والكشف والبيان 4/ 135 أ، والبغوي 2/ 302، وزاد المسير 2/ 231.

    (5) لم أقف عليه.

    (6) انظر: تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101.

    (7) لم أقف عليه، انظر: زاد المسير 2/ 231.

    قال المفسرون: يراؤون الناس بصلاتهم لكي يراهم الناس مصلين، لا يريدون بها وجه الله (1).

    وقوله تعالى: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} قال ابن عباس: يقول إذا سمع الذاكر لله ومن يخافه ذكره معه، وأما وحده فلا يذكر الله (2).

    وقال الحسن: إنما قل ذلك؛ لأنهم يعملونه رياءً وسمعة، ولو أرادوا به وجه الله لكان كثيراً (3).

    وقال قتادة: إنما قل لأن الله لم يقبله، وما رد الله فهو قليل، وما قبله فهو كثير (4).

    وقال بعض أهل المعاني: أي: إلا يسيرًا من نحو التكبير وما يظهر، دون القراءة والتسبيح، لأنهم يعملونه للناس (5).

    143 - قوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ} الآية.

    يقال: ذبذبه فتذبذب، أي: حركه فتحرك، وهو كتحريك شيء معلق بين السماء والأرض، ولهذا تسمى معاليق الهودج ذباذب (6)، ويسمى الفرج ذبذبًا (لتحرك لا يتذبذب) (7)، يقال: ذبذبه، أي: جعله يضطرب، (1) انظر: الطبري 5/ 335، والكشف والبيان 4/ 135 ب، والدر المنثور 2/ 417.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) أخرجه بمعناه الطبري 5/ 335، وانظر: الكشف والبيان 4/ 135 ب، وزاد المسير 2/ 232، والدر المنثور 2/ 417.

    (4) أخرجه الطبري 5/ 335، وانظر: الكشف والبيان 4/ 135 ب، وزاد المسير 2/ 232، والدر المنثور 2/ 417.

    (5) النكت والعيون 1/ 538، وانظر: زاد المسير 2/ 232.

    (6) انظر: العين 8/ 178، وتهذيب اللغة 2/ 1265، واللسان 3/ 1485 (ذبب).

    (7) هكذا في المخطوط، ولعله تصحيف، وقد جاء في العين 18/ 178 (ذب): الذباذب ذكر الرجل، لأنه يتذبذب أي يتردد، وانظر: تهذيب اللغة 2/ 1266، واللسان 3/ 1485 (ذبب).

    فتذبذب أي: اضطراب (1)، قال النابغة:

    ألم ترَ أن الله أعطاكَ سورةً ... ترى كُلَّ مَلْكٍ دونَها يتذَبْذَبُ (2)

    وقوله تعالى: {بَيْنَ ذَلِكَ}.

    أي: بين الكفر والإيمان، أو بين الكافرين والمؤمنين (3).

    وذلك يشار به إلى الجماعة. وقد ذكرنا الكلام فيه عند قوله: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} بأبلغ شرح (4).

    وذكر الكافرين والمؤمنين قد جرى في هذه القصة عند قوله: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ} [النساء: 139] الآية، وإذا جرى ذكر الفريقين فقد جرى ذكر الكفر والإيمان.

    قال ابن عباس: يريد لا كافر ولا مؤمن (5).

    وإنما أراد ابن عباس لا كافر ظاهر الكفر، بدليل قول السدي: ليسوا بمشركين مُصرِّحين الشرك (6)، وليسوا بمؤمنين (7).

    وقول قتادة: ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا مشركين مصرحين الشرك (8). (1) انظر: الطبري 5/ 335، وزاد المسير 2/ 232.

    (2) ديوانه ص 65، والطبري 5/ 335.

    (3) انظر: الطبري 5/ 336.

    (4) انظر: [البقرة: 68].

    (5) انظر: تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101.

    (6) هكذا، وقد تكون: بالشرك.

    (7) أخرجه بنحوه الطبري 5/ 336.

    (8) أخرجه الطبري 5/ 336، وابن المنذر. انظر: الدر المنثور 8/ 412 وفيه: مصرحين بالشرك.

    قال أهل المعاني: معنى {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ} مترددين بين الكفر والإيمان، لا إلى المؤمنين بإخلاص الإيمان، ولا إلى المشركين فيخلصوا الشرك على الإظهار والإبطان (1).

    والمُذبذب المتردد المتحرك، ويكون ذلك بتحريك الغير، ولا أحد فعل ذلك إلا الله تعالى فهو قد ذبذبهم، وصيّرهم مترددين يتذبذبون.

    وقوله تعالى: {لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} إشارة إلى الفريقين الذين تقدم ذكرهما، وهما الكافرين والمؤمنين (2).

    وقد ذكرنا أنَّ المراد بالكافرين في هذه القصة اليهود.

    فإن قيل: كيف يجوز أن يُذموا بأنهم لا إلى الكافرين، وهم لا يستحقون المدح، وإن صاروا إليهم بإظهار الكفر.

    والجواب: أنهم تركوا ذلك الكفر بكفر أشر منه وأوضع لصاحبه، وذلك أن المنافق أشرّ من المجاهر بالكفر، والمجاهر أحسن حالًا منه، لأن المجاهر يُرجى (3) فلاحه بالاستدعاء إلى الحق، والمنافق ميئوس منه، فجاز أن يُذموا بترك كفر إلى كفرٍ أوضع منه.

    وقوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} قال ابن عباس: يريد من أضله الله فلن تجد له دينًا (4). (1) انظر: الطبري 5/ 336، والكشف والبيان 4/ 135 أ.

    (2) انظر: الكشف والبيان 4/ 135ب.

    وهكذا جاء التعبير بالنصب الكافرين والمؤمنين والظاهر الرفع: وهما الكافرون والمؤمنون على أنه مبتدأ وخبر.

    (3) في المخطوط (يرجا) بالمحدودة.

    (4) تنوير المقباس بهامش المصحف ص 101.

    144 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} الآية. قال المفسرون: لما ذم الله المنافقين بأنهم مرة إلى الكفار ومرة إلى المسلمين من غير أن يقرُّوا مع أحد الفريقين، نهى المسلمين في هذه الآية أن يصنعوا كصنيع المنافقين فقال: {لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ} يعني (1) اليهود من قريظة والنضير (2). وذلك أنَّ الأنصار بالمدينة كان لهم رضاع وحلف ومودة، فقالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من نتولى (3)؟ فقال: المهاجرين، ونزلت هذه الآية.

    وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (4).

    وقال مقاتل: كانوا يظهرون المودة للمشركين الذين بمكة، فنهاهم الله (ذلك) (5) (6).

    فعلى هذا المراد بالكافرين المشركون، والقول الأول أظهر.

    ومعنى الولي الذي يتولى صاحبه بالنُّصرة.

    وقوله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا}.

    قال ابن عباس: يريد حجة بينة (7).

    وقال قتادة: عذرًا مبينًا (8). (1) في المخطوط معنى، بالميم بدل الياء.

    (2) انظر: بحر العلوم 1/ 399، وزاد المسير 2/ 233.

    (3) في المخطوط: يتولى.

    (4) لم أقف عليه.

    (5) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب: عن ذلك.

    (6) هذا الأثر عن مقاتل لم أقف عليه.

    (7) عزاه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في الدر المنثور 2/ 418.

    (8) أخرجه الطبري 5/ 337.

    والمعنى: أَتُرِيدونَ أَن تَجْعَلُواْ لله عَلَيْكُمْ في عقابكم حجة بموالاة الكفار، أي: أنكم إذا واليتموهم صارت الحجة عليكم في العقاب.

    145 - قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}

    اختلفوا في معنى الدرك، فقال شمر: الدَّرك أسفل كل شيء ذي عمقٍ، كالرَّكيَّة ونحوها (1).

    وقال أبو عدنان (2): درك الرّكيَّة: قعرها الذي أُدرك فيه الماء (3).

    وقال الليث: الدَّرك: أقصى قعر الشيء، كالبحر ونحوه (4).

    فعلى هذا المراد بالدرك الأسفل أقصى قعر جهنم.

    وبهذا قال ابن عباس، فقال: معناه في أسفل النار (5). وكذلك قال عكرمة (6).

    وقال آخرون: الدَّرك: الطبق من أطباق جهنم. رواه ثعلب عن ابن الأعرابي (7). وقال الليث: الدَّرك: واحد من أدراك جهنم من السبع (8).

    وأصل هذا من الإدراك، بمعنى اللحوق، ففيه إدراك الطعام وإدراك الغلام، فالدرك ما يلحق من الطبقة (9). (1) تهذيب اللغة 2/ 1176 (درك).

    (2) لم أقف له على ترجمة.

    (3) تهذيب اللغة 10/ 110 (درك).

    (4) العين 5/ 327، وتهذيب اللغة 10/ 110 (درك).

    (5) تفسيره ص (163)، وأخرجه من طريق علي: الطبري 9/ 339.

    (6) لم أقف عليه

    (7) تهذيب اللغة 10/ 110 (درك)

    (8) العين 5/ 327، وتهذيب اللغة 10/ 110 (درك)

    (9) انظر: العين 5/ 328، وتهذيب اللغة 10/ 110 (درك) والظاهر أن جهنم طبقات، السفلى أشدها.

    قال الأخفش وأبو عبيدة: جهنم أدراك، أي منازل، وكل منزلة منها درك (1). وقال الضحاك: (الدَّرج) إذا كان بعضها فوق بعض، و (الدَّرك) إذا كان بعضها أسفل من بعض (2).

    وقال ابن جُريج: سمعنا أن جهنم أدراك (3).

    وقال الفراء: {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ} أي: في أسفل درج النار (4).

    واختلف القراء في (الدَّرك)، فقرئ بفتح الراء وجزمه (5).

    قال الفراء: هما لغتان، وجمعهما أدراك (6).

    وقال الزجاج: اللغتان جميعًا حكاهما أهل اللغة، إلا أن الاختيار فتح الراء، لأنه أكثر في الاستعمال (7).

    وقال أبو حاتم: جمع الدَّرَك: أدراك: كقوله: أجمال وأفراس، في جمع جمل وفرس. وجمع الدَّرْك: أدْرُك، مثل: أفلُس وأكلب (8). (1) مجاز القرآن 1/ 242، ولم أجده عن الأخفش.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) أخرجه الطبري بسنده 5/ 338، ولكن بالسياق واللفظ التالي:

    ... عن ابن جريج قال: قال لي عبد الله بن كثير: قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]. قال: سمعنا أن جهنم أدراك، منازل.

    (4) معاني القرآن 1/ 292، وانظر: الزاهر 1/ 518، وتهذيب اللغة 10/ 110 درك.

    (5) قرأ بسكون الراء عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بفتحها. انظر: الحجة 3/ 188، والمبسوط ص 159.

    (6) انظر: معاني القرآن 1/ 292، وتهذيب اللغة 2/ 1177 (درك)

    (7) معاني القرآن وإعرابه 2/ 124 يتصرف، وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 401.

    (8) لم أقف عليه.

    قال أبو علي: هما لغتان في الكلمة، مثل: الشَّمَع والشّمَع -في الصحيح-، والقصّ والقصصَ -في المضاعف-، والعيب والعاب، والذيم والذَّام -في المعتل (1).

    قال أبو بكر ابن الأنباري: قد قال الله تعالى في المنافقين: إنهم في الدرك الأسفل من النار، وقال في آل فرعون: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] فأيهما أشد عذابًا، المنافقون أم آل فرعون؟ قيل: الدرك الأسفل يجوز أن يكون هو أشد العذاب، فسمي باسمين مختلفين، كما يقول القائل: أدخل فلانًا المطبق، ثم يقول بعد ذلك: أدخله أضيق المجالس وأشدها، فيكون هذا موافقًا للأول، غير مخالف له (2).

    وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} أي مانعًا يمنعهم من عذاب الله، من جهة شفاعة أو غير ذلك من وجوه النصر المتوهم أنه ينفعهم. قاله الزجاج وغيره (3).

    146 - قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} قال المفسرون: من النفاق، {وَأَصْلَحُوا} العمل (4).

    {وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ} وثقوا به والتجأوا إليه (5).

    {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} من شائب رياء الناس (6). (1) الحجة 3/ 188.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) انظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 124.

    (4) الكشف والبيان 4/ 136 ب، وانظر: الطبري 5/ 339.

    (5) الكشف والبيان 4/ 136 ب، وقال بعض المفسرين أن معنى {وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ} أي تمسكوا بدينه ووفوا بعهده. انظر: الطبري 9/ 341، وبحر العلوم 1/ 400.

    (6) انظر: زاد المسير 2/ 235.

    قال علي -رضي الله عنه-: إن المنافقين أشر من كفر بالله، وأولاهم بمقته، وأبعدهم من الإنابة إليه، لأنه شرط عليهم في التوبة الإصلاح والاعتصام، ولم يشرط ذلك على غيرهم، ثم شرط الإخلاص، لأنَّ النفاق ذنب القلب، والإخلاص توبة القلب (1).

    ثم قال: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} قال ابن قتيبة: حاد عن كلامهم غيظًا (2)، ولم يُقل: فأولئك المؤمنون، أو من المؤمنين (3).

    قال ابن عباس في قوله: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}: يريد أدنى منهم (4).

    ثم أوقع أجر المؤمنين، لانضمام المنافقين إليهم فقال: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}.

    147 - قوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} الآية.

    ههنا استفهام، معناها التقرير على معنى أنه لا يُعذِّب الشاكر المؤمن (5).

    قال قتادة: لا يعذب الله شاكرًا ولا مؤمنًا (6). (1) لم أقف عليه عن علي، وجاء نحوه في تأويل مشكل القرآن ص 7، وبحر العلوم 1/ 400.

    (2) في الكشف والبيان 4/ 136 ب: غيظًا عليهم.

    (3) تأويل مشكل القرآن ص 7، 8، والكشف والبيان 4/ 136 ب.

    (4) لم أقف عليه.

    (5) انظر: تأويل مشكل القرآن 1/ 211، وزاد المسير 2/ 235، والدر المصون 4/ 133.

    (6) أخرجه الطبري 5/ 340.

    قال الكلبي: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ} يعني المنافقين (1).

    وقال ابن عباس في رواية عطاء: ما يريد الله بعذاب خلقه (2).

    وقوله تعالى {إِنْ شَكَرْتُمْ} أي: إن عرفتم (3) بإحسانه وإنعامه.

    {وَآمَنْتُمْ} قال ابن عباس: يريد يثيبه (4) (5).

    قال أهل العلم: هذا على التقديم والتأخير، أي: إن آمنتم وشكرتم؛ لأنَّ الإيمان يُقدَّم على سائر الطاعات، ولا تنفع طاعة دون الإيمان (6).

    وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا} معناه أنه يزكو عند (7) القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء. من قول العرب: دابة شكور، إذا كان يكفيه للسِّمن العلف القليل (8).

    وقوله تعالى: {عَلِيمًا} قال ابن عباس: أي: بنياتكم (9).

    وقال الكلبي: وكان الله شاكرًا للقليل من أعمالكم، عليمًا بأضعافها لكم (10). وقال أبو روق: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا} مجازيًا، يجازي على القليل الجزيل (11). (1) لم أقف عليه.

    (2) لم أقف عليه.

    (3) هكذا هذه الكلمة في المخطوط، والظاهر: اعترفتم.

    (4) هكذا في المخطوط ولا معنى له، والظاهر أنها: بنبيه.

    (5) لم أقف عليه.

    (6) الكشف والبيان 4/ 136 ب.

    (7) هكذا في المخطوط، والظاهر: عنده.

    (8) انظر: تهذيب اللغة 2/ 1911، والكشف والبيان 4/ 137 أ.

    (9) لم أقف عليه، وانظر: بحر العلوم 1/ 400.

    (10) لم أقف عليه, وانظر: بحر العلوم 1/ 400، والكشف والبيان 4/ 137 أ.

    (11) لم أقف عليه.

    148 - قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ} قال أهل المعاني: ولا غير الجهر أيضًا, ولكن يشبه أن تكون الحال أوجبت هذه القضية، كقوله: {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] والتبيُّن واجب في الظعن والإقامة، ولكن الحال أوجبت ذلك.

    وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}.

    اختلفوا في وجه هذا الاستثناء: فأبو عبيدة ذهب إلى أن هذا من باب حذف المضاف، على تقدير: إلا جهر من ظلم، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه (1).

    وذهب الزجاج إلى أن المصدر ههنا بمعنى الفعل، على معنى: لا يحب الله أن يُجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم، فيكون (من) رفعًا بدلًا من معنى أحد، المعنى: لا يحب الله أن يجهر أحد بالسوء من القول إلا المظلوم.

    ويجوز: إلا المظلوم أيضًا بالنصب، كقولك: ما جاءني أحد إلا زيد رفعًا، وهو الأجود، و: إلا زيدًا جائز (2).

    والذي ذكره الزجاج من أن المراد بالمصدر الفعل، هو قول الفراء أيضًا (3)، وذكرا جميعًا وجهًا آخر، وهو أن يكون: (إلا من) استثناء منقطعًا من الأول، ويكون موضعه نصبًا؛ لأنه استثناء ليس من الأول، والمعنى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول، لكن المظلوم يجهر بظلامته تشكيًا (4). (1) انظر: مجاز القرآن 1/ 142.

    (2) انظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 126.

    (3) انظر: معاني القرآن 1/ 293.

    (4) انظر: معاني الفراء 1/ 293، ومعاني الزجاج 2/ 125, 126 وقرأ جماعة من الكبار -الضحاك وزيد بن أسلم وسعيد بن جبير-: إلا من ظَلم، بفتح الظاء (1)، ويكون الاستثناء منقطعًا، ويكون قوله: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ} [النساء:148] كلامًا تامًا، ثم قال: {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} على معنى: لكن من ظلم فدعوه وخلوه. قاله الفراء (2).

    وقال الزجاج: لكن من ظلم فإنه يجهر بالسوء من القول ظلمًا واعتداءً.

    قال: ويجوز أن يكون المعنى: لكن من ظلم اجهروا له بالسوء من القول (3).

    قال الفراء: ومثله مما يجوز أن يُستثنى الأسماء وليس قبلها شيء ظاهر قولك: إني لأكره الخصومة والمراء، اللهم إلا رجلاً، يريد بذلك الله، فجاز استثناء الرجل ولم يذكر قبله شيء من الأسماء، لأن الخصومة والمراء لا يكونان إلا من الآدميين (4).

    فأما التفسير فقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد الضيافة، ينزل الرجل بالرجل عنده سعةٌ فلا يضيفه، فإن تناوله بلسانه فقد عذره الله (5).

    وهذا قول مجاهد (6) وسعيد بن المسيب (7) وجميع أهل المعاني (8). (1) انظر: الطبري 1/ 3، والقرطبي 3/ 6.

    (2) معاني القرآن 1/ 293.

    (3) معاني القرآن وإعرابه 2/ 126.

    (4) معاني القرآن 1/ 294.

    (5) لم أقف عليه.

    (6) انظر: الطبري 6/ 3، والكشف والبيان 4/ 137 ب، والنكت والعيون 1/ 431، والقرطبي 6/ 2.

    (7) لم أقف على قوله.

    (8) أهل المعاني يقولون بعموم الآية في الظلم دون خصوصها بنقص حق الضيف. انظر: الطبري 6/ 3، ومعاني الزجاج 2/ 125، 126، والكشف والبيان 4/ 127 ب.

    وزعم مجاهد أن ضيفًا تضيف قومًا فأساءوا قراه، فاشتكاهم، فنزلت هذه الآية رخصةً في أن يشكو (1).

    وذهب جماعة من المفسرين إلى أن هذه الآية عامة في كل مظلوم، وله أن ينتصر من ظالمه بالدعاء عليه. يُروى ذلك عن ابن عباس (2) وقتادة والحسن والسدي (3) وابن زيد (4) ويمان بن رئاب (5).

    قال العلماء: للمظلوم أن يشكو من ظالمه إذا صدق في شكايته، وله أن يدعو عليه بما لا يعتدي فيه، مثل أن يقول: اللهم استخرج حقي منه، اللهم حِلْ بينه وبين ما يريد من الظلم، اللهم اكفني شره (6).

    فإن قذف إنسانٌ غيره، فليس للمقذوف، أن يقابله بمثل ذلك (7)، وإنما يحل له الانتصار منه بالتعزير ورفع الصوت عليه بالتظلم منه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المستبان (8) شيطانان (9). (1) أخرجه الطبري 6/ 2.

    (2) تفسيره ص 163، وأخرجه من طريق ابن أبي طلحة أيضًا: الطبري 6/ 1.

    (3) أخرج الآثار عنهم: الطبري 6/ 1، وانظر: النكت والعيون 1/ 431، وزاد المسير 2/ 238.

    (4) لم أقف عليه.

    (5) لم أقف عليه.

    (6) أخرج الطبري 6/ 1 عن الحسن أنه قال في هذِه الآية: هو الرجل يظلم الرجل فلا يدْع عليه، ولكن ليقل: اللهم أعني عليه، اللهم استخرج لي حقي، اللهم حل بينه وبين ما يريد".

    (7) انظر: القرطبي 6/ 2.

    (8) في المخطوط: المستبان.

    (9) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده 4/ 162، وصححه الألباني. انظر: صحيح الجامع 6/ 15 (6696).

    وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} قال ابن عباس: سميعًا لقول المظلوم الضيافة، عليمًا بما في قلبه (1).

    قال أهل المعاني: معنى قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} التحذير من التعدي في الجهر الذي أذن فيه بما يظهر أو يضمر، فليتق الله ولا يقل إلا الحق، ولا يقذفه مستورًا فإنه عاص بذلك، والله سميع لما يقوله، عليم بما يضمره (2).

    149 - قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا} قال ابن عباس: يريد من أعمال البر، مثل: الصدقة والضيافة والصلة (3).

    {أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ} قال: يريد يأتيك من أخيك المسلم، أو من قريبك، أو من ولدك، أو من زوجتك (4). {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا} لمن عفا، متجاوزًا لذنوبه. {قَدِيرًا} على ثوابه (5).

    وقال الحسن: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا} عن ذنوب العباد، إذ لم يُعجِّل عليهم بالعقوبة، {قَدِيرًا} على العفو (6).

    وقال الكلبي: معناه: أن الله أقدر على عفو ذنوبك منك على عفو صاحبك (7). (1) لم أقف عليه.

    (2) انظر: الطبري 6/ 4، وزاد المسير 2/ 239، والقرطبي 6/ 4 و"البحر

    المحيط" 3/ 385.

    (3) انظر: زاد المسير 2/ 239، والبحر المحيط 3/ 385.

    (4) لم أقف عليه، وانظر: الوسيط 2/ 754.

    (5) انظر: الكشف والبيان 4/ 138 أ.

    (6) لم أقف عليه.

    (7) لم أقف عليه.

    150 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} قال ابن عباس وغيره: يعني اليهود، آمنوا بموسى وعزير والتوراة، وكفروا بعيسى والإنجيل ومحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن (1).

    وقوله تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ} معناه: يريدون أن يفرقوا بين الإيمان بالله ورسله، وذلك لا يصح لهم؛ لأن الإيمان برسله إيمان به من حيث دعوا إلى طاعته (.. (2) ..) وحاولوا من ذلك ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1