Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

درج الدرر في تفسير الآي والسور
درج الدرر في تفسير الآي والسور
درج الدرر في تفسير الآي والسور
Ebook733 pages6 hours

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات مجلة الحكمة؛ ذلك أن كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 15, 1901
ISBN9786406265342
درج الدرر في تفسير الآي والسور

Read more from عبد القاهر الجرجاني

Related to درج الدرر في تفسير الآي والسور

Related ebooks

Related categories

Reviews for درج الدرر في تفسير الآي والسور

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    درج الدرر في تفسير الآي والسور - عبد القاهر الجرجاني

    الغلاف

    درج الدرر في تفسير الآي والسور

    الجزء 2

    الجرجاني، عبد القاهر

    471

    يعتبر كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات مجلة الحكمة؛ ذلك أن كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم.

    (7) في الأصل: فإن، وفي ب: وأنه.

    (8) (كما تقول: أتاه.. . المأتي) ساقطة من ع.

    (9) ينظر: تفسير الطبري 2/ 447 - 449، والبغوي 1/ 184، والبحر المحيط 2/ 133 - 134.

    (10) ينظر: تفسير الطبري 2/ 446، وإعراب القرآن 1/ 301، والوجيز 1/ 160.

    (11) ينظر: الوجيز 1/ 161، وتفسير البغوي 1/ 184، والبحر المحيط 2/ 134 - 135.

    الله صلّى الله عليه وسلّم، وتنبيها للمخاطبين (1).

    وقوله: (سل): أمر من السؤال، أصله: اسأل (2). وقيل: من سال يسال، مثل (3): نال ينال.

    وفائدة السؤال تذكيرهم حالتهم الأولى، وتقرير (4) الأمر عند من لا يؤمن بالتّنزيل (5).

    و {كَمْ:} أداة للسؤال عن عدد الشيء، وقلّته وكثرته (6).

    {مِنْ:} للتفسير (7).

    {وَمَنْ (8)} يُبَدِّلْ: يغيّر (9). والإنسان لا يبدّل نعمة الله بالبؤس، غير أنّه يكفر فيؤدّي ذلك إلى تبديل النّعمة، وهو كقوله: {إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ} [الرّعد:11] (10).

    و (النّعمة) ههنا أدلّة الحقّ (11)، وقيل (12): عامّة.

    212 - {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا:} نزلت في أبي جهل وأمثاله، كانوا يسخرون من المستضعفين (13). وقيل (14): نزلت في بني قريظة والنّضير، كانوا يسخرون من صعاليك المهاجرين.

    والتّزيين قريب من التّحسين، والزّينة هو الحسن المكتسب (15). فالكفّار زيّن لهم الحياة الدنيا حيث نظروا إلى بهجتها المحسوسة، ولم يتفكّروا في عاقبتها، فأعجبوا بها وألهوا (16) عن غيرها كما قال: {يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ [هُمْ] (17)} غافِلُونَ [الرّوم:7].

    ومزيّنها لهم هو الله، قال: {كَذلِكَ زَيَّنّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} [الأنعام:108]، وقال: {إِنّا} (1) ينظر: تفسير الطبري 2/ 452، ومعاني القرآن وإعرابه 1/ 281، وتفسير البغوي 1/ 184.

    (2) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن 1/ 149، وتفسير القرطبي 3/ 27، والبحر المحيط 2/ 135.

    (3) في ك: مثال. وينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 170، والبحر المحيط 2/ 135.

    (4) في ك وب: وتفسير.

    (5) ينظر: مجمع البيان 2/ 61، وزاد المسير 1/ 206، والبحر المحيط 2/ 135.

    (6) ينظر: التفسير الكبير 6/ 2، ومغني اللبيب 243 - 246.

    (7) ينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 170. وينظر في (كم): مغني اللبيب 657، ومعاني النحو 2/ 337.

    (8) ليس في ك.

    (9) تفسير القرآن الكريم 1/ 614، والتبيان في تفسير القرآن 2/ 190، وتفسير البغوي 1/ 184.

    (10) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 614.

    (11) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 281، والبحر المحيط 2/ 137.

    (12) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 284، وتفسير القرطبي 3/ 28.

    (13) ينظر: تفسير البغوي 1/ 185، ومجمع البيان 2/ 62، والتفسير الكبير 6/ 5.

    (14) ينظر: تفسير البغوي 1/ 185، والتفسير الكبير 6/ 5، والبحر المحيط 2/ 138.

    (15) ينظر: لسان العرب 13/ 201 (زين)، والبحر المحيط 2/ 118.

    (16) في ب: والهوى.

    (17) من ع. وينظر: تفسير القرطبي 3/ 28، والبيضاوي 1/ 495.

    {جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها} [الكهف:7] (1).

    و (السّخرية): الاستهزاء (2).

    {وَالَّذِينَ اِتَّقَوْا فَوْقَهُمْ:} في الرّتبة والحال {يَوْمَ الْقِيامَةِ} (3).

    {بِغَيْرِ حِسابٍ:} (47 ظ) بغير مناقشة في حسابه مثل نعمة سليمان (4). وقيل (5): بغير أن يكون عليه حساب، يعني: نعيم الآخرة. وقيل (6): ما لا يحصيه كلّ أحد لكثرته، يعني: نعيم الآخرة أيضا.

    213 - {كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً:} قال ابن عبّاس (7): كانوا على شريعة من الحقّ من لدن آدم إلى أن كفروا في عصر نوح عليه السّلام، وقيل (8): إلى أن قتل قابيل هابيل. وقيل (9):

    كانوا أمّة على الجاهليّة في عصر نمرود إلى أن أرسل الله إبراهيم وذويه عليهم (10) السّلام.

    {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ:} نصب على الحال (11).

    {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ:} أي: ومع إرسالهم (12)، وقيل: (معهم) بمعنى: عليهم. والمراد بالكتاب الجنس (13).

    {بِالْحَقِّ:} أي: بالدّين والأحكام التي هي الحقّ (14).

    وما اختلفوا فيه (15) هو مثل اختلافهم في آدم عليه السّلام، وفي ملّة إبراهيم عليه السّلام (16)، وفي أمر سليمان وعيسى عليهما السّلام، وغير ذلك من الأهواء (17). (1) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 282، وتفسير القرآن الكريم 1/ 615، وتفسير البغوي 1/ 185.

    (2) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 193، وتفسير البغوي 1/ 185.

    (3) ينظر: الوجيز 1/ 161، والكشاف 1/ 255، وتفسير القرطبي 3/ 29.

    (4) ينظر: التفسير الكبير 6/ 10، والبحر المحيط 2/ 140.

    (5) ينظر: تفسير الطبري 2/ 454، والبحر المحيط 2/ 140.

    (6) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 193، وتفسير القرطبي 3/ 30، والبحر المحيط 2/ 139.

    (7) ينظر: تفسير الطبري 2/ 455، والمحرر الوجيز 1/ 286، وتفسير القرطبي 3/ 30.

    (8) ينظر: تفسير البغوي 1/ 186، والبحر المحيط 2/ 143 - 144.

    (9) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 617، والوجيز 1/ 161، وتفسير البغوي 1/ 186.

    (10) في ب: عليه.

    (11) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 284، وإعراب القرآن 1/ 303، ومشكل إعراب القرآن 1/ 125.

    (12) ينظر: مجمع البيان 2/ 65 - 66، والبحر المحيط 2/ 144.

    (13) ينظر: الوجيز 1/ 161، والكشاف 1/ 256، والمحرر الوجيز 1/ 286.

    (14) ينظر: مجمع البيان 2/ 66، وزاد المسير 1/ 209.

    (15) في الآية نفسها: لِيَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ فِيمَا اِخْتَلَفُوا فِيهِ.

    (16) (وفي ملة إبراهيم عليه السّلام) ساقطة من ك.

    (17) ينظر: تفسير الطبري 2/ 460 - 461، والبغوي 1/ 187، والقرطبي 3/ 32 - 33.

    وما اختلفوا في شيء إلا من بعد أن (1) أوتوا علمه للبغي (2) فيما بينهم.

    {فَهَدَى اللهُ} المؤمنين بإذنه إلى الحقّ الذي اختلفوا فيه (3).

    واللام (4) مكان (إلى).

    وفي (5) قوله: {مِنَ الْحَقِّ} تفسير لما اختلفوا فيه (6).

    214 - {أَمْ حَسِبْتُمْ:} قد سبق الكلام في (أم)، إذا كانت متّصلة بنيت (7) على استفهام سابق، وإذا كانت منقطعة بنيت على كلام سابق وهو ذكر استهزاء الكفرة بالمؤمنين وما يصيب المؤمنين من ذلك من الحزن (8).

    {وَلَمّا يَأْتِكُمْ:} ولم يأتكم (9). و (لمّا) و (لم) بمعنى، إلا أنّ (لم) يقتضي (10) نفيا مجرّدا، و (لمّا) يقتضي نفيا دون نفي، إذ المنفيّ به مراد إثباته في المستقبل، كقوله (11): {وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا} [آل عمران:142]، {وَلَمّا يَأْتِهِمْ (12)} تَأْوِيلُهُ [يونس:39].

    {مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ:} صفتهم، أي: يعوّض لكم حال كحالهم (13).

    {وَزُلْزِلُوا:} أزعجوا وحرّكوا مرّة بعد أخرى من كثرة (14) البلايا.

    {مَتى نَصْرُ اللهِ:} تطلّع لوعد الله تعالى غير تشكّك فيه (15).

    و (متى): استفهام عن أوان الشيء (16). (1) ساقطة من ك.

    (2) في ك وع: ليبغي، وفي ب: لينفي. وينظر: معاني القرآن الكريم 1/ 162.

    (3) ينظر: تفسير الطبري 2/ 460، والوجيز 1/ 162، وتفسير القرطبي 3/ 32.

    (4) في قوله في الآية نفسها: لِمَا اِخْتَلَفُوا فِيهِ. وينظر: تفسير البغوي 1/ 187، والتفسير الكبير 6/ 17.

    (5) النسخ الثلاث: في، والواو ساقطة.

    (6) ينظر: الكشاف 1/ 256، وتفسير القرطبي 3/ 33.

    (7) النسخ الثلاث: أبنيت، وكذا ترد قريبا.

    (8) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 198، والتفسير الكبير 6/ 18.

    (9) تفسير الطبري 2/ 464، وتفسير القرآن الكريم 1/ 618، والوجيز 1/ 162.

    (10) في ك: تقتضي، وكذا ترد قريبا.

    (11) في ك وع: لقوله.

    (12) في ك: يأتكم، وهو خطأ. وينظر في (لم) و (لمّا): مغني اللبيب 365 - 373، ومعاني النحو 4/ 189 - 190.

    (13) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 285، وتفسير البيضاوي 1/ 498.

    (14) في الأصل وع: كثر، وبعدها في ك: البلاء، بدل (البلايا). وينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 285، والوجيز 1/ 162، وتفسير البغوي 1/ 187.

    (15) في ع: فيهم. وينظر: المحرر الوجيز 1/ 288، والجواهر الحسان 1/ 433.

    (16) ينظر: البحر المحيط 2/ 149، والإتقان 1/ 176.

    215 - {يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ:} نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاريّ من (1) بني سلمة بن جشم، قتل يوم أحد، وكان شيخا كبيرا وعنده مال، سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كيف ينفق، وكان ذلك قبل الزكاة فأنزل [الله] (2).

    216 - {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ:} عن ابن عبّاس: لمّا كتب الجهاد على المسلمين شقّ عليهم ذلك لما فيه من المشقّة، فنزلت الآية (3).

    قال ابن عرفة (4): (الكره) بضمّ الكاف: المشقّة، و (الكره) بالفتح: ما أكرهت عليه. تقديره:

    ذو كره لكم (5).

    {وَعَسى:} لعلّ، وهو حرف يشبه الفعل (6).

    {أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً:} على قضيّة الطبيعة، أو على قضيّة مجرّد العقل (7).

    {وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ:} أي: على قضيّة الوحي، مثل التّقرّب بالرأس وبذل النفس في الجهاد (8).

    {وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً:} يعني على قضيّة الطبيعة (9) ومجرّد العقل.

    {وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ:} على قضيّة الوحي، مثل الانتفاع (10) بقليل الخمر، والانتفاع بالميتة قبل أن يتسارع إليه الفساد.

    {وَاللهُ يَعْلَمُ:} يعني علل النّصوص والمصالح فيها (11).

    217 - {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ:} نزلت في أوّل غزاة غزاها المسلمون، (48 و) وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث عبد الله بن جحش قبل بدر بشهرين في ثمانية رهط من المهاجرين، منهم واقد بن عبد الله التّميميّ إلى بطن نخلة ترصد عير قريش، فمرّ بهم (1) في ع: عن. وينظر: الإصابة 4/ 506.

    (2) من ك. وينظر: أسباب نزول الآيات 40، وتفسير البغوي 1/ 188، والكشاف 1/ 257.

    (3) ينظر: زاد المسير 1/ 212، والبحر المحيط 2/ 151 - 152.

    (4) وهو قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 82، وينظر: تفسير الطبري 2/ 469 - 470 وعزاه إلى معاذ بن مسلم، وعزي إلى ابن عرفة في تفسير القرطبي 3/ 38.

    (5) ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 366، ومعاني القرآن الكريم 1/ 167، والتبيان في تفسير القرآن 2/ 203.

    (6) ينظر: التفسير الكبير 6/ 27 و 28، وينظر في أحكام (عسى): أسرار العربية 125 - 129، والمغني في النحو 3/ 341 - 353.

    (7) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 621، وتفسير البغوي 1/ 188، والقرطبي 3/ 39.

    (8) ينظر: التفسير الكبير 6/ 27 - 28.

    (9) (أو على قضية.. . الطبيعة) ليس في ك.

    (10) في ب: الانتفا، والعين ساقطة.

    (11) ينظر: الوجيز 1/ 163، وتفسير البيضاوي 1/ 500.

    عمرو بن الحضرميّ والحكم بن كيسان (1) وعثمان بن عبد الله (2) بن المغيرة ونوفل بن عبد الله في يوم يراه المسلمون سلخ جمادى الآخرة، وهو غرّة رجب (3)، فرمى واقد بن عبد الله التّميميّ فأصاب (4) عمرو ابن الحضرميّ فقتله، وأسروا الحكم وعثمان، واستاقوا العير، فلمّا تبيّن أنّ اليوم كان (5) من رجب أطنب المشركون في لوم المسلمين، وتخوّف المسلمون أيضا وباله؛ لأنّ القتال في الأشهر الحرم كان محظورا إذ ذاك، فسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك (6)، فأنزل الله الآية (7).

    {قِتالٍ فِيهِ:} مكسور على طريق بدل الاشتمال (8).

    وبدل الاشتمال هو إبدال حال الشيء أو ما (9) يجري مجراه منه.

    وإنّما نوّن {قُلْ (10)} قِتالٌ؛ لأنّه لم يرد به القتال المسؤول عنه، ولكن أخبر ابتداء بإنشاء يوجد في الشهر الحرام (11)، فمنها قتال كبير، ومنها صدّ عن سبيل الله، والصّدّ هو المنع والصّرف (12)، ومنها كفر بالله وبالمسجد الحرام.

    ثمّ استأنف وقال: {وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ} (13)، وهو الصّدّ المذكور {أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ} إثما ووبالا (14).

    {وَالْفِتْنَةُ:} وهي الكفر (15) {أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} المسؤول عنه أو المخبر به (16). (1) في ك: كبيسان.

    (2) (التميمي إلى بطن.. . عبد الله) ليس في ب.

    (3) ساقطة من ك، وبعدها: وهي، بدل (فرمى).

    (4) في الأصل وك وع: وأصاب.

    (5) ساقطة من ع.

    (6) (عن ذلك) ساقطة من ع.

    (7) ينظر: تفسير الطبري 2/ 472 - 478، والنكت والعيون 1/ 227، وتفسير البغوي 1/ 188 - 189.

    (8) ينظر: إعراب القرآن 1/ 307، ومشكل إعراب القرآن 1/ 127، والمحرر الوجيز 1/ 290.

    (9) ساقطة من ك وب. وينظر في بدل الاشتمال: أسرار العربية 264 - 265، وشرح شذور الذهب 569، وشرح الحدود النحوية 127.

    (10) في ك: فعل.

    (11) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن 1/ 152، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 174.

    (12) ينظر: تفسير الطبري 2/ 472، والتبيان في تفسير القرآن 2/ 207، والوجيز 1/ 163.

    (13) ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 366.

    (14) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 290، ومجمع البيان 2/ 73 و 75.

    (15) ينظر: تفسير مجاهد 1/ 105، ومعاني القرآن للفراء 1/ 141، ومعاني القرآن الكريم 1/ 170.

    (16) ينظر: تفسير مجاهد 1/ 105.

    فهوّن القتال مع كبره بجنب الصدّ والكفر اللذين دعوا إلى القتال، لتكون (1) الجريمة من جهة (2) الكفّار، ولا يحزن المسلمون بمباشرتهم القتال المحظور سهوا (3).

    ثمّ أخبر عن عقيدة الكفّار فقال: {وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ} أي: لا يبرحون عن قتالكم (4).

    {إِنِ اِسْتَطاعُوا:} إن قدروا (5).

    ثمّ حذّر المؤمنين {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ،} أي: يرتدّ، وهو لغة (6).

    {فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ [أَعْمالُهُمْ] (7)}: بطلت أعمالهم (8)، قيل: اشتقاقه من الحبوط، وحبوط العمل من حبط الدابّة وهو أن تفرط في أكل العشب (9) حتى تنتفخ بطنها فتموت حبطا (10).

    218 - قيل: لمّا هوّن الله تعالى أمر القتال وخفّف عن المسلمين ذلك طمعوا أن يكتب ذلك لهم جهادا فيثابوا عليه، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا،} ثمّ عطف عليه {وَالَّذِينَ هاجَرُوا} للجمع بين المؤمنين الذين لم (11) يبتلوا بالقتال في الشهر الحرام وبين المهاجرين الذين ابتلوا به خاصّة (12).

    و (المهاجرة): المفارقة في اللغة (13). وهي في الإسلام رتبة لقوم هجروا أوطانهم وإخوانهم إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة لوجه الله (14). كما ختم الله النّبوّة بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم ختم الهجرة بعمّه عبّاس فيما يروى (15). (1) في الأصل: ليكون، وهو تصحيف.

    (2) في ك وع: جنبة.

    (3) ينظر: الكشاف 1/ 259.

    (4) ينظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 261، وتفسير البيضاوي 1/ 502.

    (5) ينظر: التفسير الكبير 6/ 35، وتفسير القرآن الكريم 1/ 623، ومجمع البيان 2/ 75.

    (6) ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 366، والبحر المحيط 2/ 159.

    (7) من ب.

    (8) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 92، وتفسير غريب القرآن 82، والنكت والعيون 1/ 228.

    (9) في ب: الشعب، وهو تحريف.

    (10) ينظر: مفردات ألفاظ القرآن 216 (حبط)، ومجمع البيان 2/ 72 - 73.

    (11) ساقطة من ب.

    (12) ينظر: زاد المسير 1/ 215 - 216، وتفسير القرآن العظيم 1/ 262.

    (13) ينظر: تفسير البغوي 1/ 190، والتفسير الكبير 6/ 39، والجواهر الحسان 1/ 439.

    (14) ينظر: لسان العرب 5/ 251 (هجر).

    (15) ينظر: مسند أبي يعلى 5/ 55، والمعجم الكبير 5/ 154، ومجمع الزوائد 9/ 268 - 269.

    ومجاهدة الكفّار: المبالغة في قتالهم باستفراغ ما في الوسع (1).

    {يَرْجُونَ:} يطمعون (2).

    219 - {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ:} نزلت في ذكر سؤال عمر رضي الله عنه:

    ما هذه الخمر المضيّعة لأموالنا المفسدة ذات بيننا؟ وفي سؤال بعضهم عن المال الذي يجب إنفاقه (3). وقيل: إنّ حمزة (48 ظ) هو الذي سأل عن الخمر والميسر (4). وقيل: اتّخذ بعض الصحابة دعوة فيها سعد ابن أبي وقّاص، فشربوا وتفاخروا وأنشد سعد قصيدة فيها هجاء الأنصار، فشجّه بعضهم، ثمّ ترافعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنزل (5).

    والخمر المجمع عليها عصير العنب إذا غلى واشتدّ وقذف بالزّبد (6). واشتقاقها من الخمر وهو كلّ ما سترك من شجر أو نبات، ويقال: اختمرت المرأة، إذا لبست الخمار (7).

    وليس كلّ ما يخامر العقل خمرا، كما أنّه ليس كلّ ما يبدع بدعة ولا كلّ ما يبحر بحيرة.

    وقد روي عن ابن عبّاس: حرّمت الخمر بعينها والسّكر من كلّ شراب (8).

    وقال الحسن: تحريم الخمر ثبت بهذه الآية؛ لأنّ الإثم لا يكون إلا في تناول المحظور مع أنّ (9) الله صرّح تحريم الإثم بقوله: {قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ} [الأعراف:33] (10).

    وقال قتادة: ثبت بآية المائدة وهو قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91] يدلّ على النّهي (11)، يدلّ عليه ما روي عن عمر أنّه كره شرب الخمر فدعا فقال: اللهمّ بيّن لنا في الخمر، فنزل (12) قوله: {فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البقرة:219]، فدعا ثانيا فنزل قوله: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى} [النساء:43]، فدعا ثالثا فنزل قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ،} فقال عمر: (1) ينظر: التفسير الكبير 6/ 39، وتفسير القرطبي 3/ 50، والبحر المحيط 2/ 143.

    (2) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 291 - 292، وتفسير القرطبي 3/ 50.

    (3) ينظر: الوجيز 1/ 164 - 165، وتفسير القرآن العظيم 1/ 262.

    (4) لم أقف على هذا القول.

    (5) ساقطة من ب. وينظر: تفسير الطبري 2/ 493 - 494، والبغوي 1/ 191، والكشاف 1/ 260.

    (6) ينظر: تفسير البغوي 1/ 192، والكشاف 1/ 261، والمحرر الوجيز 1/ 292.

    (7) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 291، ومعاني القرآن الكريم 1/ 173، والمحرر الوجيز 1/ 292.

    (8) شرح معاني الآثار 4/ 214، والمعجم الكبير 12/ 34. والسّكر: المسكر، ينظر: إصلاح غلط المحدثين 138.

    (9) ساقطة من ب.

    (10) ينظر: تفسير القرطبي 3/ 60.

    (11) ينظر: تفسير القرطبي 3/ 60 - 61.

    (12) في ك: ونزل.

    انتهينا انتهينا (1).

    وقد حصل إجماع أهل الإسلام على حرمة الخمر وإن اختلفوا في محرّمها (2).

    و (الميسر): الجزور الذي كانوا يتقامرون عليه بقداح لهم، سمّي ميسرا؛ لأنّه موضع التّجزئة، وكلّ شيء جزّأته فقد يسّرته، والياسر: الجازر (3)، قاله الأزهريّ (4). وعن مجاهد:

    الميسر: كعاب فارس وقداح الرّوم (5). وعن ابن عمر: الميسر: القمار (6). وعن القاسم بن محمد أنّه سئل عن النّرد والشطرنج فقال: كلّ ما صدّ عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر (7).

    وعن ابن سيرين: ما كان من شرب (8) أو قيان أو قصف فهو من الميسر (9).

    {وَمَنافِعُ لِلنّاسِ:} هي مثل الرّبح في بيع الخمر، واللّذّة والنّشاط في شربها، والفوز بالأموال في القمار (10).

    {وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما:} لأنّ إثمهما باق ونفعهما فان (11).

    {قُلِ الْعَفْوَ:} نزلت في جواب السائلين عن النّفقة في الآية الأولى (12).

    و (العفو): الفضل الذي يسهل دفعه، يقال: خذ ما عفا لك، أي: جاءك سهلا (13).

    وهذا منسوخ بآية الزكاة، عن (14) ابن عبّاس والسدّي (15)، وقال مجاهد (16): هذا مفسّر بآية الزكاة.

    {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ:} التّفكّر تفعّل من الفكر وهو البحث عن المعاني بالاهتمام (17). (1) ساقطة من ب. وينظر: سنن الترمذي 5/ 253، والنسائي 8/ 286، وفتح الباري 8/ 279.

    (2) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 292.

    (3) ساقطة من ب.

    (4) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 293، وتفسير القرطبي 3/ 53.

    (5) ينظر: تفسير مجاهد 1/ 203 وفيه: كعاب فارس وقداح العرب والقمار كله.

    (6) ينظر: تفسير الطبري 2/ 488، وزاد المسير 1/ 217، والجواهر الحسان 1/ 444.

    (7) ينظر: تفسير الطبري 2/ 487، والبحر المحيط 2/ 166.

    (8) في الأصل وك: سرب.

    (9) ينظر: تفسير الطبري 2/ 486.

    (10) ينظر: تفسير الطبري 2/ 489، ومعاني القرآن وإعرابه 1/ 292 - 293، والنكت والعيون 1/ 230.

    (11) ينظر: مجمع البيان 2/ 81، والبحر المحيط 2/ 168.

    (12) ينظر: الوجيز 1/ 165، والبحر المحيط 2/ 168.

    (13) ينظر: تفسير غريب القرآن 82، ومعاني القرآن الكريم 1/ 174 - 175، والبحر المحيط 2/ 168.

    (14) في ع: وعن، والواو مقحمة.

    (15) ينظر: فهم القرآن 454، وتفسير الطبري 2/ 500، وتفسير القرآن العظيم 1/ 263.

    (16) ينظر: تفسير الطبري 2/ 500، وتفسير القرآن العظيم 1/ 263.

    (17) ينظر: لسان العرب 5/ 65 (فكر)، والتعريفات 88، والتوقيف على مهمات التعاريف 194.

    220 - {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى:} سأل عبد الله بن رواحة (1)، وعن مقاتل أنّ السائل عنهم ثابت بن رفاعة (2).

    والسبب في ذلك أنّه لمّا نزل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً} [النساء:10] تحرّج (3) الناس، وتركوا أموال اليتامى، فكان يفسد اللبن وينتن اللحم ولا يتعرّض أحد، فشقّ ذلك عليهم، فسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مخالطتهم (4). وعن الشّعبيّ والضّحّاك أنّهم كانوا يتورّعون عن أموال اليتامى، ويتشاءمون بمخالطتهم (5) على العادة الجاهليّة (6).

    قوله: (عن اليتامى): أي: عن أموالهم (7).

    {قُلْ إِصْلاحٌ:} الرّعاية والحفظ {خَيْرٌ} من الإضاعة (8). (49 و)

    {وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ:} بالأموال، فتأكلوا (9) معا وتشربوا معا من غير تمييز فهم إخوانكم، وقد قال الله: {وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ،} الآية [النّور:61].

    {وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ:} أي: الذي يخالطهم ليرزأ (10) من الذي يخالطهم ليصلح أموالهم (11).

    {لَأَعْنَتَكُمْ:} لكلّفكم ما يشقّ عليكم (12).

    والعنت: المشقّة، وأكمة عنوت، أي: شاقّة المصعد، وعنت البعير، إذا حدث في قوائمه كسر بعد جبر (13). وقال ابن الأعرابيّ: أصل العنت التّشديد (14)، يقال: فلان يتعنّت فلانا ويعنته، ثمّ نقل إلى معنى الهلاك (15). (1) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 296، وزاد المسير 1/ 220، وتفسير القرطبي 3/ 63.

    (2) ينظر: زاد المسير 1/ 220.

    (3) في ب: يخرج، وهو تصحيف.

    (4) ينظر: فهم القرآن 465 - 466، وتفسير الطبري 2/ 502 - 506، والنكت والعيون 1/ 233.

    (5) (وعن الشعبي.. . بمخالطتهم) مكررة في ب.

    (6) ينظر: تفسير الطبري 2/ 506، والقرطبي 3/ 63.

    (7) ينظر: مجمع البيان 2/ 82.

    (8) ينظر: الكشاف 1/ 263.

    (9) في الأصل وب: وتأكلوا.

    (10) في ك وع: ليزرأ، وفي ب: لين رأى. ورزأه ماله: أصاب منه شيئا، ينظر: القاموس المحيط 40 (رزأ).

    (11) ينظر: تفسير غريب القرآن 83، ومعاني القرآن الكريم 1/ 177، والنكت والعيون 1/ 234.

    (12) (ما يشق عليكم) ساقطة من ك. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 294 - 295، ومعاني القرآن الكريم 1/ 178، وتفسير القرآن الكريم 1/ 632.

    (13) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 295، والمحرر الوجيز 1/ 296، وزاد المسير 1/ 221.

    (14) في ب: الشديد.

    (15) زاد المسير 1/ 221، وتفسير القرطبي 3/ 66، وعزي فيهما إلى ابن الأنباري. وينظر: المصباح المنير 2/ 82 (عنت).

    221 - {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ:} نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي (1)، وكان رجلا شجاعا، فبعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة ليخرج ببعض المستضعفين سرّا، وكانت له عشيقة (2) بمكّة تسمّى عناق، فأبصرته في الطواف فدعته إلى نفسها، فأبى وقال: إنّ الإسلام قد حال بيننا وبين السّفاح، ولكن أستأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نكاحك، فقالت (3): أبي تتبرر؟ وصاحت فاجتمع الناس على مرثد وضربوه، فلمّا رجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبره بالقصّة، واستأذن في نكاحها فأنزل الله الآية (4).

    وهي عامّة في (5) المشركين كلّهم أهل الكتاب وغيرهم عن (6) ابن عبّاس والحسن ومجاهد والربيع، ثمّ (7) خصّصت بآية المائدة (8).

    وقيل (9): الآية لم تتناول أهل الكتاب؛ لأنّها نزلت في مشركة غير كتابيّة، والله تعالى فرّق بين المشركين وأهل الكتاب في جميع القرآن.

    و (النّكاح) في اللغة عبارة عن الوطء حقيقة لقوله (10): {الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً} [النّور:3]، ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: (ملعون من نكح يده) (11)، وعبارة عن العقد الذي وضع لاستباحة الوطء (12) مجازا.

    و (الأمة) (13): المرأة المملوكة ملك اليمين، أصلها: أموة مثل: فروة، وتصغيرها: أميّة، وجمعها: إماء (14).

    و (العبد): الرّجل المملوك ملك اليمين (15). (1) في ب: العنزي.

    (2) في ب: عتيقة.

    (3) ساقطة من ع، وبعدها في ب: تتبرم، بدل (تتبرر).

    (4) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 633، وتفسير البغوي 1/ 195، والقرطبي 3/ 67.

    (5) بعدها في النسخ الثلاث: جميع.

    (6) في ب: وعن، والواو مقحمة.

    (7) ساقطة من ع.

    (8) ينظر: تفسير الطبري 2/ 511 - 512، والمحرر الوجيز 1/ 296، وزاد المسير 1/ 222 - 223.

    (9) ينظر: تفسير الطبري 2/ 512، والبغوي 1/ 195، والقرطبي 3/ 68 - 69.

    (10) في ب: لقراءة. وينظر: مجمع البيان 2/ 83، وزاد المسير 1/ 222.

    (11) خلاصة البدر المنير 2/ 202، وتلخيص الحبير 3/ 188، وهو حديث ضعيف.

    (12) ساقطة من ب. وينظر: مجمع البيان 2/ 83، وزاد المسير 1/ 222، والبحر المحيط 2/ 164 - 165.

    (13) في الآية نفسها: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ.

    (14) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 218، ومجمع البيان 2/ 83، والبحر المحيط 2/ 165.

    (15) ينظر: تفسير القرطبي 3/ 80.

    {وَلَوْ:} للمبالغة (1)، كما قال الشاعر (2): [من الطويل]

    فقلت يمين الله أبرح قاعدا … ولو قطّعوا رأسي لديك وأوصالي

    222 - {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ:} نزلت في مجامعة النّساء في المحيض. والسبب في ذلك أنّ اليهود (3) كانوا يخرجون الحائض من البيت، ولا يؤاكلونها ولا يشاربونها، فسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنزل الله الآية (4).

    وهي تقتضي اعتزالا عن العموم في الظاهر، لكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خصّصها (5) ببيانه وقال:

    (جامعوهنّ في البيوت واصنعوا كلّ شيء إلا النّكاح)، فقالت اليهود: ما يدع هذا الرجل شيئا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير (6) وعبّاد بن بشير يخبران رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقول اليهود، ثمّ قالا:

    أفلا ننكحهنّ في المحيض؟ فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى ظنّ الناس أنّه قد غضب عليهما (7).

    وأراد بالنّكاح المباشرة في ما تحت الإزار لقول عائشة رضي الله عنها: ربّما باشرني النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا حائض فوق الإزار (8). وعن عمر أنّه قال: وأمّا الحائض فلك منها ما فوق الإزار وليس لك ما تحته (9).

    و (المحيض): مصدر كالمسير والمصير (10)، وقيل (11): اسم لأوان الحيض (49 ظ) كالمغرب اسم لأوان الغروب.

    {فَاعْتَزِلُوا:} اجتنبوا، (افتعال) من العزل، وهو قريب من الصرف (12).

    {النِّساءَ:} جمع المرأة، وكذلك النّسوة والنّسوان (13).

    (الأذى): كلّ ما يتأدّى ويتقذّر (14) منه. (1) ينظر: مجمع البيان 2/ 85 وفيه: وهو من العجب الذي هو بمعنى الاستعظام، وليس من التعجب.

    (2) امرؤ القيس، ديوانه 32.

    (3) (أن اليهود) ساقطة من ب.

    (4) ينظر: تفسير الطبري 2/ 517، والبغوي 1/ 196، وزاد المسير 1/ 223.

    (5) النسخ الأربع: خصها، والصواب ما أثبت.

    (6) في ع: حصين.

    (7) ينظر: سنن أبي داود 1/ 67 و 2/ 250، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 313، وعون المعبود 1/ 301 - 302.

    (8) ينظر: سنن الدارمي 1/ 259، وصحيح مسلم 1/ 242، وشرح معاني الآثار 3/ 36.

    (9) ينظر: مصنف عبد الرزاق 1/ 257 و 322، وابن أبي شيبة 3/ 532، والأحاديث المختارة 1/ 375 و 376.

    (10) ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 368، وتفسير البغوي 1/ 196، والمحرر الوجيز 1/ 298.

    (11) ينظر: تفسير القرطبي 3/ 81، والبحر المحيط 2/ 165.

    (12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 221.

    (13) ينظر: لسان العرب 15/ 321 (نسا).

    (14) في ك وع: ويتعذر. وينظر: تفسير الطبري 2/ 518، والمحرر الوجيز 1/ 298، وتفسير القرطبي 3/ 85.

    {حَتّى يَطْهُرْنَ:} من الدم، عن مجاهد والحسن (1).

    {فَإِذا تَطَهَّرْنَ:} بالماء (2)، فيأخذ بنفس الطهر فيما إذا كان أيّاما (3) عشرا، وبالطهارة أو وجوب الصلاة فيما دون العشر (4).

    {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ:} باعتزاله عن مجاهد (5)، وعن ابن رزين الأمر بالتطهر (6).

    {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ:} قال عطاء (7): أراد بالتطهر بالماء، وعن أبي العالية: أراد بالتطهر من الذّنوب (8)، والأوّل أولى لقوله: {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التّوبة:108].

    223 - {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ:} نزلت في إباحة إتيان النساء، وفي (9) بيان المأتيّ. والسبب في ذلك ما زعم اليهود أنّ من أتى امرأته من ورائها كان الولد أحول، وهذا السبب مرويّ عن ابن عمر وجابر وأمّ سلمة (10).

    واتّصالها بما قبلها من حيث سبق ذكر الإتيان، وهو المأتيّ فهو موضع ابتغاء (11) النسل، وقد روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لذلك الرجل: (فإنّ الله تعالى قد نهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهنّ) (12).

    وقوله: {أَنّى شِئْتُمْ} أي: من أين شئتم وكيف شئتم (13)، يدلّ عليه: {أَنّى لَكِ هذا} [آل عمران:37]، {أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ} [البقرة:259].

    واتّصال قوله: {وَقَدِّمُوا} بما قبله من حيث محافظة الشريعة (14) واستعمال الأحكام.

    {وَاِتَّقُوا اللهَ:} في مجاوزة حدوده (15). (1) ينظر: تفسير سفيان الثوري 66، والطبري 2/ 523 - 524.

    (2) ينظر: تفسير الطبري 2/ 524، والنكت والعيون 1/ 236، وتفسير القرطبي 3/ 88.

    (3) ساقطة من ب، وفي ك: أيام عشر، بدل (أياما عشرا).

    (4) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 635 - 636.

    (5) ينظر: تفسيره 1/ 107، وتفسير الطبري 2/ 526، ومعاني القرآن الكريم 1/ 183.

    (6) ينظر: تفسير الطبري 2/ 528، ومعاني القرآن الكريم 1/ 184، وتفسير البغوي 1/ 197.

    (7) ينظر: تفسير الطبري 2/ 530 - 531، ومعاني القرآن الكريم 1/ 184، والنكت والعيون 1/ 236.

    (8) ينظر: تفسير الطبري 2/ 531، ومعاني القرآن الكريم 1/ 184، والبحر المحيط 2/ 179.

    (9) (في) ساقطة من ب.

    (10) ينظر: تفسير الطبري 2/ 537 - 540، ومعاني القرآن الكريم 1/ 185، وتفسير البغوي 1/ 198.

    (11) ساقطة من ب. وينظر: الكشاف 1/ 266، والبحر المحيط 2/ 180.

    (12) ينظر: السنن الكبرى للنسائي 5/ 318 و 319، والمعجم الأوسط 6/ 261، والبيان والتعريف 1/ 185.

    (13) ينظر: إعراب القرآن 1/ 311، والنكت والعيون 1/ 236 - 237، والوجيز 1/ 168.

    (14) ساقطة من ع.

    (15) ينظر: تفسير الطبري 2/ 543، والتبيان في تفسير القرآن 2/ 225، ومجمع البيان 2/ 89.

    {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ:} الذين يؤمنون بهذه الأحكام، ويقبلونها طوعا، يرضون الله تعالى (1).

    224 - {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ:} نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا يحسن إلى مسطح، وباقي قصّته في سورة النّور (2). وقيل (3): نزلت فيه حين حلف أن لا يصل إلى ابنه حتى يسلم. وقيل (4): نزلت في عبد الله بن رواحة حين حلف أن (5) لا يدخل على ختنه بشير بن النّعمان الأنصاريّ، ولا يكلّمه، ولا يصلح بينه وبين خصمه.

    واتّصالها بما قبلها من حيث التّقوى.

    و (للعرضة) معنيان: أحدهما: العدة المبتذلة (6)، والثاني: الحائل المانع (7). وأصله من اعتراض الجدار أو الجذع أو الخيل أو (8) الحيّة لك في طريقك. فتقديرها على المعنى الأوّل:

    ولا تجعلوا اسم الله عدة مبتذلة لأيمانكم أن لا تبرّوا (9)، وعلى المعنى الثاني: ولا تجعلوا اسم الله مانعا لأن تبرّوا، أي: لبرّكم (10)، فيكون {أَنْ تَبَرُّوا} في موضع الجرّ بدلا عن الأيمان على طريق بدل (11) الاشتمال عند الخليل والكسائيّ (12)، وعند سيبويه في محلّ النّصب تقديره:

    تاركين أن تبرّوا، أو لتبرّوا (13).

    وواحدة (الأيمان): اليمين، وهي الحلف، وإنّما سمّي يمينا لأنّهم كانوا يصافحون بأيمانهم عند ذلك (14). وقيل: للتّوثيق والتشديد، واليمين: القوّة عندهم (15).

    وعن ابن عبّاس أنّ اليمين اسم من أسماء الله تعالى، فإن صحّت فاليمين بمعنى اليامن، تقول: يمن الله الإنسان يمنا ويمنا فهو ميمون (16)، تقول العرب: يمين الله، وأيمن الله وأيمن (1) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 638، وتفسير القرآن العظيم 1/ 272 - 273.

    (2) ينظر: تفسير الطبري 2/ 546، والبغوي 1/ 200، والمحرر الوجيز 1/ 301.

    (3) ينظر: زاد المسير 1/ 227، والبحر المحيط 2/ 187.

    (4) ينظر: تفسير القرآن الكريم 1/ 639، والوجيز 1/ 168، وتفسير البغوي 1/ 200.

    (5) ساقطة من ك.

    (6) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 226، وتفسير القرطبي 3/ 98.

    (7) ينظر: التفسير الكبير 6/ 76، والبحر المحيط 2/ 185، والجواهر الحسان 1/ 452.

    (8) ساقطة من ب.

    (9) ينظر: مجمع البيان 2/ 92، وتفسير القرطبي 3/ 98.

    (10) ينظر: تفسير البغوي 1/ 200، ومجمع البيان 2/ 91.

    (11) ساقطة من ك وع.

    (12) ينظر: إعراب القرآن 1/ 311 - 312، ومشكل إعراب القرآن 1/ 130، وتفسير القرطبي 3/ 98 - 99.

    (13) ينظر: إعراب القرآن 1/ 311، ومجمع البيان 2/ 91 و 92، وتفسير القرطبي 3/ 98.

    (14) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 301، ومجمع البيان 2/ 90، والبحر المحيط 2/ 185.

    (15) ينظر: مجمع البيان 2/ 90، ولسان العرب 13/ 461 (يمن).

    (16) ينظر: لسان العرب 13/ 459 (يمن).

    الله، وذلك على الجمع، وربّما يستخفّون فيقولون: وأيم الله (1).

    وقال (50 و) أبو عبيدة (2) الهرويّ: يقولون: م (3) والله، وم والله، وم والله، وم الله، ومن الله، ومن الله، ومن الله، وإيم الله بالكسر (4).

    225 - {لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ:} نزلت في تنويع الأيمان، فذكر نوعين منها: اللّغو والغموس، وذكر النوع الثالث في سورة المائدة وهو المعقود (5) المأمور بحفظه مع اللّغو.

    و (المؤاخذة): قريب من المضايقة والمناقشة (6)، والمعافاة كالنّقيض له.

    و (اللّغو): ما لا حكم له، أو ما لا وجه له (7).

    واليمين اللّغو أن يحلف على شيء ماض أو حال سهوا (8) فإذا هو بخلافه، عن ابن عبّاس وأبي هريرة والحسن ومجاهد والسدّي والربيع (9). وعن ابن عبّاس: ما يجري في اللّفظ من غير قصد، مثل: لا والله، وبلى والله (10).

    واليمين الغموس هو أن يحلف على شيء في الماضي وهو يعلم أنّه كاذب (11)، وسمّيت غموسا لغمسها صاحبها في الإثم ثمّ في النار (12).

    {غَفُورٌ:} لم يؤاخذ باللّغو (13).

    {حَلِيمٌ:} لم يتعجّل بالعقوبة، ومكّن من التّوبة عن الغموس (14).

    و (الحليم): الذي لا يقلقه الغضب (15). (1) ينظر: غريب الحديث لابن سلام 4/ 406.

    (2) لم أقف عليه، ولعل الصواب: أبو عبيد الهروي، القاسم بن سلام، وهناك أيضا أبو عبيد الهروي أحمد بن محمد، صاحب كتاب الغريبين، ت 401 هـ، ينظر: وفيات الأعيان 1/ 95 - 96، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 84 - 85، والنجوم الزاهرة 4/ 228.

    (3) ساقطة من ب.

    (4) ينظر: شرح شافية ابن الحاجب 2/ 254، ولسان العرب 13/ 462 - 463 (يمن).

    (5) في ع: المقصود.

    (6) ينظر: لسان العرب 3/ 473 (أخذ).

    (7) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 2/ 229 و 230، والمحرر الوجيز 1/

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1