Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

درج الدرر في تفسير الآي والسور
درج الدرر في تفسير الآي والسور
درج الدرر في تفسير الآي والسور
Ebook722 pages5 hours

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات مجلة الحكمة؛ ذلك أن كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 15, 1901
ISBN9786361394002
درج الدرر في تفسير الآي والسور

Read more from عبد القاهر الجرجاني

Related to درج الدرر في تفسير الآي والسور

Related ebooks

Related categories

Reviews for درج الدرر في تفسير الآي والسور

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    درج الدرر في تفسير الآي والسور - عبد القاهر الجرجاني

    الغلاف

    درج الدرر في تفسير الآي والسور

    الجزء 3

    الجرجاني، عبد القاهر

    471

    يعتبر كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات مجلة الحكمة؛ ذلك أن كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم.

    سورة الأنعام

    مكّيّة عند ابن عبّاس وعطاء إلاّ ثلاث (1) آيات: {قُلْ تَعالَوْا} [الأنعام:151 - 153] نزلن (2) بالمدينة أو بين مكّة والمدينة (3). وعن ابن المبارك والكلبيّ عن ابن عبّاس هذه مدنيّات وآيتان: {وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:91]، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى} [الأنعام:21 و 93] (4). وعن الحسن ثلاث آيات نزلن بالمدينة: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام:23]، {وَما قَدَرُوا اللهَ} نزلن في مالك بن الصيف وكعب بن الأشرف، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنّاتٍ مَعْرُوشاتٍ} [الأنعام:141] نزلت في ثابت بن قيس (5). وعن أبيّ أنّها مكّيّة كلّها نزلت جملة (6) واحدة، شيّعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتّسبيح والتّحميد (7). وهي مئة وسبع وستّون آية حجازي (8).

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    1 - {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ:} هما صفتان للسّموات والأرض، فكأنّ التّقدير:

    وجعلهنّ مظلمة ومنيرة، كما قال: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [النّحل:78].

    وإنّما قدّم الظّلمات؛ لأنّها هي المخلوقات أوّلا (9)، فيما يروى عن ابن عبّاس، وقيل (10):

    لكونها مجموعة كالسّموات.

    ثمّ بعد هذه النّعم كلّها والدّلائل بأسرها طفق هؤلاء الكافرون بربّهم يشركون ويجعلون لله عديلا وشريكا (11).

    وعن النضر بن شميل أنّ الباء (12) بمعنى (عن)، أي: عن ربّهم يعرضون وينحرفون. (1) في ب: الثلاث، بدل (إلا ثلاث).

    (2) في ك وع: أنزلن.

    (3) ينظر: معاني القرآن الكريم 2/ 528، ومجمع البيان 4/ 5، والبحر المحيط 4/ 72.

    (4) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 191، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 75، والتفسير الكبير 12/؟؟؟.

    (5) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 382.

    (6) بعدها في ك: بسم الله الرحمن الرحيم، وموضعها الصحيح يأتي قريبا.

    (7) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 376، ومجمع البيان 4/ 5. والزّجل: اللّعب والجلبة ورفع الصّوت وخصّ به التّطريب.. . ولهم زجل بالتّسبيح، أي: صوت رفيع عال، لسان العرب 11/ 302 (زجل).

    (8) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 75، ومجمع البيان 4/ 5.

    (9) ينظر: تفسير الطبري 7/ 191، ومجمع البيان 4/ 7، وزاد المسير 3/ 4.

    (10) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 386.

    (11) ينظر: إعراب القرآن 2/ 55، وتفسير القرطبي 6/ 387.

    (12) في قوله: بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ. وينظر: تفسير البغوي 2/ 84، وزاد المسير 3/ 4.

    2 - ثمّ خاطب جميع بني آدم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ،} والمراد به خلقه آدم عليه السّلام من الطّين المبلول بالماء (1) (102 ظ) المهيّج بالرّوح المولّد حرارة بالهيجان. والدّليل على أنّ أصل الخلقة من الطّين هو الرّجوع إلى الطّين عند فسخ البنية.

    والأجل المقضيّ أجل الدّنيا، والأجل المسمّى أجل الآخرة (2). وقيل: الأجل المقضيّ أجل اليقظة إلى النّوم، والأجل المسمّى أجل الحياة إلى الموت، وهذا كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام:60] (3). وقيل: الأجلان واحد (4)، والتّقدير: ثمّ قضى أجلا وذلك أجل مسمّى عنده. وقيل: الأجل المقضيّ ما جعله من قضيّة الطّبيعة، والأجل المسمّى عنده ما لا يتوصّل إلى علمه من الحوادث (5).

    (الامتراء): من المرية، وهي (6) الشّكّ.

    4 - {وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ:} مختصّة بمن أصرّ (7) على الكفر من قريش (8).

    5 - {فَقَدْ كَذَّبُوا:} التّكذيب من توابع الإعراض، وإتيان (9) العذاب من توابع التّكذيب، فلذلك دخلت الفاء (10).

    {أَنْبؤُا:} الأخبار (11) العظيمة، وهي العذاب، كما يقال في التّهديد: سيبلغك الخبر (12).

    {ما كانُوا بِهِ:} بالحقّ، وهو القرآن (13).

    6 - (القرن): مدّة من الزّمان مختلف في مقداره (14). وحقيقته مدّة استقامة بقاء العالم غالبا (1) في ب: والماء المبلول، بدل (المبلول بالماء)، وبعدها في ع: للروح، بدل (بالروح). وينظر: تفسير الطبري 7/ 194، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 77، وتفسير البغوي 2/ 84.

    (2) ينظر: تفسير القرآن 2/ 203، وتفسير الطبري 7/ 195، وتفسير القرآن الكريم 3/ 194.

    (3) ينظر: تفسير الطبري 7/ 196، والبغوي 2/ 84، وزاد المسير 3/ 5.

    (4) في الأصل وك وب: واحدة. وينظر: تفسير الطبري 7/ 196 - 197، والبغوي 2/ 84.

    (5) ينظر: التفسير الكبير 12/ 153 - 154، والبحر المحيط 4/ 76.

    (6) في ب: وهو. وينظر: غريب القرآن وتفسيره 134، وتفسير الطبري 7/ 197، والتفسير الكبير 12/ 154.

    (7) في ب: أصبر، والباء مقحمة.

    (8) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 195 - 197، وتفسير البغوي 2/ 85، وزاد المسير 3/ 5.

    (9) في ع: وإثبات.

    (10) ينظر: المجيد 7 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي)، والبحر المحيط 4/ 79.

    (11) النسخ الثلاث: أخبار.

    (12) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 197، والتفسير الكبير 12/ 157.

    (13) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 197، وتفسير البغوي 2/ 85، والكشاف 2/ 6.

    (14) ينظر: تفسير البغوي 2/ 85، وزاد المسير 3/ 6، وتفسير القرطبي 6/ 391.

    على رسم واحد، مشتقّ من اقتران أهل العصر واجتماعهم (1). والمراد بالقرن أهله (2).

    (التّمكين): كالتّسليط، يقال: مكّنته ومكّنت له (3).

    {السَّماءَ:} المطر (4).

    و (المدرار) من الدّرّ على وزن مفعال، لا يؤنّث، تقول: رجل مذكار ومئناث، وامرأة مذكار ومئناث (5).

    {مِنْ تَحْتِهِمْ:} من تحت مساكنهم (6).

    {فَأَهْلَكْناهُمْ:} بالخسف والمسخ والطّاعون ونقل الدّول والولايات دون الموت الذي لا بدّ منه (7).

    و (الإنشاء): الابتداء (8).

    7 - {وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ:} مختصّة بكفّار قريش الذين قالوا: لن نؤمن لك {حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ} [الإسراء:93].

    و (القرطاس): الصّحيفة من أيّ شيء كان (9).

    وإنّما قال: {فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} لتأكيد العلم الضّروريّ، فإنّ الرّؤية يقع فيها التّخيل ولا يقع لحاسّة المس (10).

    8 - {وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ:} طالبوا رسول الله بآية توجب العلم الضّروريّ (11) على طريق المشاهدة دون الاستدلال والاجتهاد (12)، فبيّن الله أنّ ذلك يوجب الإهلاك ورفع الإمهال (13). (1) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 229، ومعاني القرآن الكريم 2/ 400 - 401، وزاد المسير 3/ 6.

    (2) ينظر: معاني القرآن الكريم 2/ 400، وتفسير القرطبي 6/ 391.

    (3) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 81، وتفسير البغوي 2/ 85، وزاد المسير 3/ 6.

    (4) تفسير الطبري 7/ 199، وتفسير القرآن الكريم 3/ 198، وتفسير البغوي 2/ 85.

    (5) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 229، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 81، وزاد المسير 3/ 6 - 7.

    (6) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 392.

    (7) ينظر: البحر المحيط 4/ 81.

    (8) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 134، والعمدة في غريب القرآن 125، وتفسير البغوي 2/ 85.

    (9) ينظر: تفسير القرآن 2/ 203، وتفسير غريب القرآن 150 - 151، وتفسير القرآن الكريم 3/ 198.

    (10) ينظر: تفسير البغوي 2/ 86، ومجمع البيان 4/ 13، وزاد المسير 3/ 7.

    (11) (التخيل.. . الضروري) ليس في ع.

    (12) في ع: والاجتها، والدال ساقطة.

    (13) ينظر: تفسير البغوي 2/ 86.

    9 - ولو جعلنا الرّسول {مَلَكاً لَجَعَلْناهُ} في صورة البشر (1)، ولجعلنا الأمر ملتبسا للامتحان والابتلاء وترجية الثّواب والعقاب.

    10 - {فَحاقَ:} قال الأزهريّ: الحيق: ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله (2).

    {ما كانُوا:} أي: وبال ما كانوا {بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:} من الأقوال والأفعال.

    12 - {قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} لم يقدروا (3) أن يطلقوا إضافة الملك إلى آلهتهم (4)، وكرهوا التّسليم للسّائل صلّى الله عليه وسلّم، فأمر الله أن يأتي بجواب سؤال بعينه، وفائدته (5) الإفحام.

    {كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ:} ضمن ووعد (6).

    {الرَّحْمَةَ:} الإمهال (7) بعد الدّعوة إن شاء الله.

    {لَيَجْمَعَنَّكُمْ:} أي: والله ليجمعنّكم (8).

    {الَّذِينَ خَسِرُوا:} مبتدأ في معنى الشّرط، ولذلك (9) أجاب بالفاء.

    13 - {وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ:} اقتصار على أحد طرفي الكلام (10)، كقوله:

    {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النّحل:81] (11). والمراد بالسّكون وجود الشيء في حيثيته (12).

    (103 و)

    اللّيل والنّهار (13): المراد بهما حالتا القرار والتّقلّب، والجوهر في هاتين الحالتين السّماء فما فوقها والأرض فما تحتها. (1) ينظر: تفسير مجاهد 1/ 212، وتفسير القرآن 2/ 203، وتفسير غريب القرآن 151.

    (2) التبيان في تفسير القرآن 4/ 85، ومجمع البيان 4/ 13، وزاد المسير 3/ 8.

    (3) في ب: تقدروا، وبعدها: تطلقوا، بدل (يطلقوا).

    (4) في الأصل وع وب: آلهتكم، وفي ك: إلهكم، والسياق يقتضي ما أثبت.

    (5) النسخ الثلاث: وفائدة. وينظر: التفسير الكبير 12/ 164 - 165.

    (6) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 395، والبحر المحيط 4/ 86.

    (7) في ب: الأمثال، وهو تحريف. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 231 - 232، ومعاني القرآن الكريم 2/ 404، وتفسير القرآن الكريم 3/ 203.

    (8) ينظر: تفسير الطبري 7/ 209، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 232، والوجيز 1/ 346.

    (9) في ب: ولذا. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 232، وإعراب القرآن 2/ 58، وتفسير القرطبي 6/ 396.

    (10) يعني أنّ المراد: ما سكن وما تحرّك.

    (11) ينظر: تفسير البغوي 2/ 87، ومجمع البيان 4/ 17، والتفسير الكبير 12/ 168.

    (12) في الأصل وك وب: حيثته. وينظر: التفسير الكبير 12/ 167 - 168.

    (13) (اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ساقطة من ك وب، وفي ع: والمراد بهما الليل والنهار حالة، بدل (الليل والنهار المراد بهما حالتا).

    14 - {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ:} جواب كلام الكفّار في معنى الدّعوة إلى (1) الشّرك.

    {فاطِرِ:} نعت لله (2). و (الفطر): الخلق (3)، وقيل (4): الفتق بعد الرّتق.

    قال: {وَهُوَ يُطْعِمُ:} لاستحقاق الطّاعة بالإطعام، {وَلا يُطْعَمُ:} لنفي الحاجة (5).

    {أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ:} في زمانه (6).

    {وَلا تَكُونَنَّ:} نهي على قوله: {قُلْ} لا على قوله: {أَنْ أَكُونَ} (7).

    17 - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ:} مسّك الشّيء بالشّيء إمساكه (8) إيّاه.

    و (الكشف): نقيض التّغطية (9).

    18 - {وَهُوَ الْقاهِرُ:} القهر: التّسخير وصرف الشّيء عن طبيعته (10).

    19 - {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ:} فائدة السّؤال الإفحام، أو تفخيم الأمر في نفوس المخاطبين.

    وفي الآية دلالة على جواز إطلاق اسم الشّيء على الله (11).

    وإنّما لم يقل: شهيد لي ولكم (12)؛ لأنّ الشّهادة لم تكن لهم، وإنّما لم يقل: عليّ وعليكم؛ لأنّ الشّهادة لم تكن عليه.

    {وَمَنْ بَلَغَ:} دلالة أنّ النّاس كلّهم مخاطبون بالقرآن على شرط العقل والسّماع (13).

    {أَإِنَّكُمْ:} استفهام بمعنى التّقريع واللّوم، والسّؤال ب (أئنّ) للتّقريع (14).

    23 - {فِتْنَتُهُمْ:} وهذه الفتنة أشدّ فتنة تصيبهم لجهلهم (15) بعد الخسار والتجائهم إلى (1) (الدعوة إلى) ساقطة من ب. وينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 203 - 204، وزاد المسير 3/ 10.

    (2) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 328، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 233، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 88.

    (3) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 134، والعمدة في غريب القرآن 125، والبحر المحيط 4/ 89.

    (4) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 88.

    (5) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 88، ومجمع البيان 4/ 18.

    (6) ينظر: تفسير الطبري 7/ 212، ومجمع البيان 4/ 19.

    (7) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 220.

    (8) كذا في نسخ التحقيق، ولعل الصواب: إمساسك. وينظر: لسان العرب 6/ 217 (مسس).

    (9) ينظر: لسان العرب 9/ 300 (كشف).

    (10) ينظر: تفسير الطبري 7/ 214، والوجيز 1/ 347، وزاد المسير 3/ 11.

    (11) ينظر: الكشاف 2/ 10 - 11، والتفسير الكبير 12/ 176 - 178، والبحر المحيط 4/ 94 - 95.

    (12) في ع: ولهم، وفي ب: ولكن، وكلاهما تحريف.

    (13) ينظر: تفسير الطبري 7/ 215 - 216، وتفسير القرآن الكريم 3/ 208 - 209.

    (14) في ب: للتصريع. وينظر: تفسير القرطبي 6/ 399 - 400، والبحر المحيط 4/ 96، والدر المصون 4/ 568.

    (15) في ب: بجهلهم.

    الإنكار والجحد بين يدي (1) الجبّار في دار القرار عند معاينة النّار (2).

    24 - {اُنْظُرْ:} أمر تعجيب (3).

    {وَضَلَّ:} غاب وفات (4).

    و {ما كانُوا:} هي دعاواهم الكاذبة في الدّنيا (5).

    25 - {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ:} قيل: إنّ أبا سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة وأميّة وأبيّ ابني (6) خلف استمعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قالوا للنضر: أتعرف ما هذا؟ قال: لا إلاّ أنّي أراه يحرّك لسانه (7).

    {أَكِنَّةً} (8): جمع كنان، وهو الستر (9).

    {وَقْراً:} ثقلا (10). والمراد به الخذلان.

    و {حَتّى:} غاية لاستماعهم، أي: غايته (11) الجدال والإنكار دون الإقبال والإقرار (12).

    {أَساطِيرُ:} واحدتها أسطورة، وقيل: إسطارة (13)، وقيل: لا واحد لها، وهي ما سطّره الأوّلون وكتبوه في كتبهم من الأسمار (14) والأباطيل.

    26 - {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ:} والمراد بالنّهي ذبّ أبي طالب عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رواية عن ابن عبّاس (15). و (النّأي): تباعده عن القرآن وموجباته، أخبر الله عن تناقض أمره وعجب فعله، إلى هذا ذهب مجاهد وقتادة وابن زيد والحسن (16). وروي عن ابن عبّاس: المراد بالنّهي صدّهم (1) في الأصل: يد.

    (2) ينظر: تفسير البغوي 2/ 90.

    (3) في ك: تعجب. وينظر: مجمع البيان 4/ 27.

    (4) ينظر: الكشاف 2/ 13، والبحر المحيط 4/ 101.

    (5) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 100.

    (6) في ب: بن.

    (7) ينظر: تفسير البغوي 2/ 90 - 91، والكشاف 2/ 13، والتفسير الكبير 12/ 185 - 186.

    (8) في ع: لكنه، وهو خطأ.

    (9) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 236، ومجمع البيان 4/ 28، والتفسير الكبير 12/ 186.

    (10) غريب القرآن وتفسيره 134، والعمدة في غريب القرآن 126.

    (11) في ب: غاية.

    (12) ينظر: الكشاف 2/ 14، والبحر المحيط 4/ 102 - 103.

    (13) في ك: أساطرة.

    (14) في ب: الأسماء. وينظر: زاد المسير 3/ 16، والتفسير الكبير 12/ 188، ولسان العرب 4/ 363 (سطر).

    (15) ينظر: تفسير سفيان الثوري 106 - 107، وتفسير القرآن 2/ 206، وتفسير الطبري 7/ 228.

    (16) ينظر: تفسير الطبري 7/ 227 - 228، ومجمع البيان 4/ 31، وزاد المسير 3/ 17.

    وتنفيرهم النّاس عن الإسلام، والنّأي (1) تباعدهم بأنفسهم. و (النّأي): البعد (2).

    27 - {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا:} حبسوا (3). وجواب (لو) محذوف (4).

    28 - {بَلْ:} ردّ لحقيقة تمنّيهم بما اضطرّهم إلى ذلك، وهو ظهور ما كتموه وجحدوه من الشّرك وغيره بشهادة سمعهم وأبصارهم وجلودهم وأيديهم وأرجلهم (5).

    {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا:} إخبار عن غاية الموهوم المتصوّر (6) من حالهم المعلّقة بشرط الإعادة ولا إعادة.

    29 - {إِنْ هِيَ:} كناية عن الحياة (7).

    30 - {عَلى رَبِّهِمْ:} على سؤال ربّهم (8).

    و {هذا:} إشارة إلى البعث وأمور الآخرة (9).

    31 - {حَتّى:} غاية التّكذيب (10).

    {بَغْتَةً:} فجأة (11)، وهو وقوع عن (12) الموهوم.

    نداء الحسرة مجاز كنداء الويل (103 ظ) والتمني (13).

    و (التّفريط): العجز والتّضييع (14).

    {فِيها:} في (15) الآيات. (1) (تباعده عن القرآن.. . والنأي) ليس في ك. وينظر: زاد المسير 3/ 17، والبحر المحيط 4/ 104.

    (2) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 135، وتفسير غريب القرآن 152، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 238.

    (3) تفسير القرآن الكريم 3/ 215، والوجيز 1/ 349، وزاد المسير 3/ 18.

    (4) ينظر: الكشاف 2/ 15، ومجمع البيان 4/ 34، وزاد المسير 3/ 18.

    (5) ساقطة من ك. وينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 111، والوجيز 1/ 349، وتفسير البغوي 2/ 92.

    (6) في ع: والمتصور. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 240، والبحر المحيط 4/ 108.

    (7) التبيان في إعراب القرآن 1/ 489.

    (8) البيان في غريب إعراب القرآن 1/ 318، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 489، والدر المصون 4/ 594.

    (9) ينظر: تفسير الطبري 7/ 234، وتفسير القرآن الكريم 3/ 218، وتفسير البغوي 2/ 92.

    (10) ينظر: الكشاف 2/ 16، والتفسير الكبير 12/ 198، والبحر المحيط 4/ 110.

    (11) غريب القرآن وتفسيره 136، وتفسير غريب القرآن 153، وتفسير الطبري 7/ 235.

    (12) ساقطة من ك.

    (13) يريد قوله في الآية نفسها: يا حَسْرَتَنا. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 241، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 490، والمجيد 42 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي).

    (14) ينظر: غريب القرآن وتفسيره 135، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 115، والتفسير الكبير 12/ 198.

    (15) ساقطة من ك. ولم أقف في مصادر التخريج على قائل بعود الضمير إلى الآيات، ينظر: زاد المسير 3/ 20، والتفسير الكبير 12/ 198 - 199، والبحر المحيط 4/ 111.

    {أَوْزارَهُمْ:} جمع وزر، وهو الثقل المثقل للظّهر، وقد وزر إذا أكمل الثقل فهو وازر (1).

    و {ما:} صلة (2)، وقيل (3): تقدير اسم نكرة.

    32 - {وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا:} أي: الحياة المقصورة على الاشتغال بالمنافع العاجلة لا حياة من يكسب الآخرة بإذن الله (4).

    و (اللهو): أشدّ من اللّعب، وهو ما يلهيك عمّا يعنيك، تقول: لهوت إذا (5) لعبت، ولهيت إذا غفلت (6).

    وإنّما خصّ بأنّ الآخرة للمتّقين خير من الدّنيا؛ لأنّ الأطفال والمجانين تبع للمتّقين غير منفردين بالحكم.

    34 - {حَتّى أَتاهُمْ نَصْرُنا:} غاية الصّبر (7).

    و (الإيذاء) (8): الإصابة بالمكروه من قول أو فعل (9).

    وممّا لا يبدل قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} (172) [الصّافّات:171 - 172]، وفيه تسلية للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (10).

    35 - {كَبُرَ عَلَيْكَ:} عظم عليك (11).

    {إِعْراضُهُمْ:} أي: شأن كفرهم (12).

    وهذا شرط، وجوابه: {فَإِنِ اِسْتَطَعْتَ} مع جزاء مضمر، أي: فافعل (13).

    {نَفَقاً:} سربا (14). (1) ينظر: معاني القرآن الكريم 2/ 416، وتفسير القرطبي 6/ 413.

    (2) على أنّ ساء بمعنى بئس، ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 57، والمجيد 325 (تحقيق: د. عبد الرزاق الأحبابي).

    (3) ينظر: الكشاف 2/ 17، والبيان في غريب إعراب القرآن 1/ 319، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 490.

    (4) ينظر: مجمع البيان 4/ 40 - 41، وتفسير القرطبي 6/ 414 - 415.

    (5) (لهوت إذا) ساقطة من ب.

    (6) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 414، والبحر المحيط 4/ 113.

    (7) ينظر: البحر المحيط 4/ 117.

    (8) في ع وب: والأيد. والمراد قوله في الآية نفسها: وَأُوذُوا.

    (9) ينظر: لسان العرب 14/ 27 (أذي).

    (10) ينظر: الكشاف 2/ 19، والتفسير الكبير 12/ 206، والبحر المحيط 4/ 117.

    (11) (عظم عليك) ساقطة من ك. وينظر: تفسير الطبري 7/ 242، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 243، وتفسير القرآن الكريم 3/ 223.

    (12) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 223 - 224، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 123، وزاد المسير 3/ 24.

    (13) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 331 - 332، وللأخفش 2/ 488، والمجيد 50 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي).

    (14) تفسير الطبري 7/ 242، وتفسير القرآن الكريم 3/ 224، والوجيز 1/ 351.

    {سُلَّماً:} مرقاة (1).

    وفي هذا تعجيز للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي اليأس إحدى الرّاحتين، أي: ليس بيدك شيء من الآيات الملجئة المضطرّة فإنّما أنت رحمة.

    {وَلَوْ شاءَ اللهُ:} تنبيه على أنّه شاء أن لا يجمعهم. وإنّما نبّه عليه (2) تسلية للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

    و (الجهل): أن يتكلّف (3) إيجاد ما علم أنّ الله تعالى لم يشأه.

    36 - {الَّذِينَ يَسْمَعُونَ:} هم (4) الموفّقون لاستماع الحقّ (5).

    والواو للاستئناف، {وَالْمَوْتى:} الكفّار (6)، شبّههم بالموتى لعدم روح الإيمان.

    وذكر المبعث للتّهديد (7).

    37 - {وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ:} أخبر عن اقتراحهم آية (8) ملجئة وأنّها مقدورة له، ولكن لا يعلمون وجه الحكمة في الإمهال إلى تتمّة الآجال وإيمان لمن قدّر من النّساء والرّجال (9).

    38 - {وَما مِنْ دَابَّةٍ:} اتّصالها بما قبلها من حيث التّنبيه على كمال القدرة (10).

    وجناح الطّير (11) بمكان الأيدي. وذكر الجناحين للتّأكيد (12) كقوله: {إِلهَيْنِ اِثْنَيْنِ} [النّحل:51]، و {فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ} [يوسف:77].

    والمماثلة بالحاجة إلى الصّانع، وبالدّلالة (13) على حدوث ذواتها، وبالشّهادة لله بالوحدانيّة، عن السدّي، وبالتّسبيح لله، عن عطاء (14)، وبأنّها أصناف مصنّفة تعرف بأسمائها، عن مجاهد (15). (1) ينظر: زاد المسير 2/ 25، والبحر المحيط 4/ 118.

    (2) في ع: على. وينظر: تفسير الطبري 7/ 243 - 244، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 123 - 124.

    (3) في ع: تتكلف. وينظر: الوجيز 1/ 351 - 352، وتفسير البغوي 2/ 94، والبحر المحيط 4/ 120 - 121.

    (4) في ك: هو.

    (5) ينظر: تفسير البغوي 2/ 95، والقرطبي 6/ 418.

    (6) ينظر: تفسير مجاهد 1/ 214، والطبري 7/ 244 - 245، ومعاني القرآن الكريم 2/ 421.

    (7) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 226.

    (8) في الأصل وك وب: أنه.

    (9) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 226 - 227، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 126، ومجمع البيان 4/ 46 - 47.

    (10) ينظر: الكشاف 2/ 21.

    (11) في الآية نفسها: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ. وينظر: مجمع البيان 4/ 48.

    (12) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 245، ومعاني القرآن الكريم 2/ 422، وتفسير القرآن الكريم 3/ 227.

    (13) في ع: بالدلالة. وينظر: مجمع البيان 4/ 48 - 49.

    (14) ينظر: تفسير البغوي 2/ 95، وزاد المسير 3/ 26.

    (15) ينظر: تفسير الطبري 7/ 247، ومعاني القرآن الكريم 2/ 422، وتفسير البغوي 2/ 95.

    {ما فَرَّطْنا:} ما ضيّعنا وقصّرنا (1).

    {فِي الْكِتابِ:} القرآن، {مِنْ شَيْءٍ:} يحتاج إلى علمه إلاّ ذكرناه مفسّرا أو مجملا (2).

    وقيل (3): الكتاب: اللّوح المحفوظ، أو القضاء الذي قضاه الله على خلقه.

    و (الحشر): الموت، عن عليّ وابن عبّاس (4). وقيل (5): الحشر: البعث لاقتصاص بعضها من بعض، عن أبي هريرة عنه صلّى الله عليه وسلّم قال: (تقتصّ الشّاة الجمّاء من القرناء) (6)، وقيل: إنّ الله يجازيها حقيقة المجازاة على مقدار ما ألهمها من قبح الأفعال وحسنها.

    ثمّ اختلفوا في حال الحيوانات، قيل (7): تصير ترابا بعد الاقتصاص، وقيل (8): ما يستأنس به الإنس أدخل الجنّة لينتفع بها أهلها وسائرها يجعل كافورا ومسكا في الجنّة. وقيل: يعوّض هذه الحيوانات عن آلامها الدّنياويّة عوضا متناهيا، وقيل: عوضا غير متناه (9). وكلّ (10) هذا تحكّم على الله تعالى لا يثبت إلاّ بالوحي (104 و) أو بالأخبار المتواترة.

    40 - {أَرَأَيْتَكُمْ:} سؤال إفحام.

    و {السّاعَةُ:} اسم من أسماء القيامة (11) كالآزفة، وهي اسم لجزء (12) من أربعة وعشرين من الملوان (13)، واسم لكلّ مدّة قريبة.

    41 - {بَلْ:} للإثبات بعد النّفي (14). وإنّما يدعون الله ويستنجدونه إلى كشف ما أصابهم لما في جبلة (15) المخلوق من الفزع إلى الخالق عند الضّرورة.

    42 - {فَأَخَذْناهُمْ:} أخذ الله إيّاهم {بِالْبَأْساءِ} كأخذه (16) آل فرعون بالطّوفان (1) في ب: ما قصرنا. وينظر: تفسير غريب القرآن 153، وتفسير الطبري 7/ 247.

    (2) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 227، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 128 - 129، وزاد المسير 3/ 26.

    (3) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 227، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 128، وتفسير البغوي 2/ 95.

    (4) ينظر: تفسير الطبري 7/ 247 - 248، والبغوي 2/ 95، وزاد المسير 3/ 26.

    (5) ينظر: تفسير الطبري 7/ 248.

    (6) ينظر: الأدب المفرد 74، وصحيح ابن حبان 16/ 363، والمعجم الأوسط 5/ 335.

    (7) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 332، وتفسير القرآن 2/ 206، وتفسير الطبري 7/ 247.

    (8) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 420.

    (9) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 129 - 130، والتفسير الكبير 12/ 219، والبحر المحيط 4/ 127.

    (10) في ك: فكل.

    (11) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 134، وتفسير البغوي 2/ 96.

    (12) في ب: لجزور، وهو خطأ.

    (13) الليل والنهار، ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 80، وللحربي 1/ 341، والصحاح 6/ 2497 (ملا).

    (14) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 247، وتفسير القرآن الكريم 3/ 230، والتبيان في تفسير القرآن 4/ 135.

    (15) حبلة الشّيء: طبيعته وأصله وما بني عليه، لسان العرب 11/ 98 (جبل).

    (16) في ع: كأخذ.

    وأخواته، وأخذ أهل نينوى.

    43 - لمّا عاينوا من البأس (1) {تَضَرَّعُوا:} أي: الأنبياء عليهم السّلام، وهم لم يفعلوا إلاّ الفزع إلى الخالق جبلة، وأمّا فرعون وقومه فإنّهم كانوا يخادعون موسى عليه السّلام ولا يتضرّعون حقيقة. والمراد بالحثّ المستقبلون وإن كان اللّفظ في الماضين.

    44 - {فَتَحْنا عَلَيْهِمْ:} وهذا فتح على سبيل الاستدراج (2)، كقوله: {ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتّى عَفَوْا} [الأعراف:95]. وإنّما (3) يفعل ذلك بهم على وجه المكر والعقوبة ليزدادوا إثما (4).

    و (المبلس) (5): الحزين، والإبلاس: الاكتئاب (6).

    45 - {دابِرُ الْقَوْمِ:} آخرهم (7)، وقيل (8): أصلهم.

    ذكر دابر القوم عبارة عن (9) الاستئصال، وذكر الحمد نصرة المؤمنين.

    46 - {مَنْ إِلهٌ:} فحوى الكلام يدلّ على أنّه جواب الشّرط وليس بمبتدأ (10).

    والهاء (11) عائدة إلى المأخوذ أو الإحساس (12).

    وإنّما ذكّرهم بمثل هذا لاقتضاء الطّاعة (13) والعبادة.

    {نُصَرِّفُ الْآياتِ:} عن وجوهها إلى جهات مختلفة وعبارات شتّى (14).

    {يَصْدِفُونَ:} يعرضون (15). (1) في ع: اليأس، وفي ب: البأساء.

    (2) ينظر: تفسير الطبري 7/ 254 و 256، وتفسير القرآن الكريم 3/ 231 و 233.

    (3) بعدها في ع: لم، وهي مقحمة.

    (4) ساقطة من ع. وينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 335.

    (5) في ب: والملبس.

    (6) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 335، وغريب القرآن وتفسيره 136، وزاد المسير 3/ 29.

    (7) غريب القرآن وتفسيره 137، وتفسير غريب القرآن 154، ومعاني القرآن الكريم 2/ 425.

    (8) ينظر: تفسير الطبري 7/ 257، وتفسير القرآن الكريم 3/ 235، والتفسير الكبير 12/ 226.

    (9) في ب: على.

    (10) المصادر التي بين يدي مجمعة على أنه مبتدأ، ينظر: مجمع البيان 4/ 57، والتفسير الكبير 12/ 227، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 497.

    (11) في قوله: يَأْتِيكُمْ بِهِ.

    (12) في ع: والإحساس، بدل (أو الإحساس). وينظر: تفسير البغوي 2/ 97، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 497، وتفسير القرطبي 6/ 428.

    (13) في ب: الاقتضاء والطاعة، بدل (لاقتضاء الطاعة).

    (14) ينظر: زاد المسير 3/ 30.

    (15) اللغات في القرآن 24، وغريب القرآن وتفسيره 137، وتفسير غريب القرآن 154.

    48 - {وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ:} في الآية دلالة أنّ الأنبياء أتوا بعد الإعجاز من الآيات وهي (1) البشارة والإنذار دون الإتيان بالآيات الملجئة إذ ذاك إهلاك، والإهلاك إلى الله تعالى، ودون الإتيان بكلّ ما تقترحه الأمم (2) إذ ذاك شيء لا نهاية له ووجود ما لا نهاية له محال.

    50 - {خَزائِنُ:} جمع خزينة، والخزينة: الأموال المخزونة المستورة عن أعين النّاس، والخزانة بكسر الخاء لموضع المخزون ولصناعة الخازن، وبفتح الخاء المصدر (3).

    وأراد ههنا غوامض مقدوراته ونعمه المستورة (4).

    {الْغَيْبَ:} ما لم يطلعه الله عليه ولم يخبره عنه (5).

    وفي الآية أربع خصال من الأدب: ترك (6) الصلف، وترك الكبر، وحسم التّهم والشّبه، ووضع سنّة يستنّ بها بعد.

    {الْأَعْمى:} الكافر الجاهل (7)، {وَالْبَصِيرُ:} المؤمن العالم (8).

    51 - {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ:} نزلت في شأن المؤمنين (9).

    (به): بالقرآن والوحي (10).

    {يَخافُونَ:} يعلمون، قاله الحسن (11).

    وإنّما خصّ المؤمنين لانتفاعهم به (12)، كقوله: {إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اِتَّبَعَ} [يس:11].

    52 - {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ:} نزلت في الموالي والفقراء مثل عمّار وبلال وصهيب وخبّاب وسالم وابن مسعود، كان أبو جهل قال: يا محمّد لو طردت هؤلاء (13) لأتاك أشراف قومك.

    وعن السدّي أنّ الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن قالا: يا محمّد تأتيك وفود العرب ونحن (1) النسخ الثلاث: هي.

    (2) في ب: الإثم، وهو تحريف.

    (3) ينظر: لسان العرب 13/ 139 (خزن).

    (4) ينظر: مجمع البيان 3/ 59.

    (5) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 250.

    (6) النسخ الثلاث: بترك.

    (7) ساقطة من ب.

    (8) ينظر: تفسير الطبري 7/ 261، وتفسير القرآن الكريم 3/ 237، والوجيز 1/ 355.

    (9) ينظر: تفسير القرطبي 6/ 431.

    (10) في ب: بالوحي. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 251، وتفسير القرآن الكريم 3/ 237، والوجيز 1/ 355.

    (11) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 336، وتفسير القرآن الكريم 3/ 237، ومجمع البيان 4/ 60.

    (12) ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 251.

    (13) ساقطة من ب. وينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 239.

    (104 ظ) نستحيى (1) أن نجلس معك وعندك هؤلاء فاطردهم عنك إذا حضرنا واجلس معهم إذا صرفنا، فهمّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالإجابة وأظهر شيئا من ذلك، فطلبا منه كتابا وعهدا فدعا عليّا ليكتب لهم الكتاب، فأنزل الله، فألقى الصّحيفة من يده (2) وعانق هؤلاء الفقراء.

    والطّرد في معنى التنفير والحشر (3).

    {يَدْعُونَ:} يعبدون، لا يريدون بعبادتهم (4) إلاّ وجه الله. وجوابه {فَتَكُونَ} (5).

    {فَتَطْرُدَهُمْ:} جواب النّفي العارض بين النّهي وجوابه (6)، وذلك قوله: {ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ،} أي: ليس عليك إحصاء أحوالهم وبواطنهم وحفظها ولا عليهم إحصاء أحوالك وبواطنك وحفظها فتجد بذلك (7) عليهم سبيلا فتطردهم، وإنّما السّبب الجامع بينك وبينهم اتّصال البلاغ بالقبول فقط، وقد بلّغت وقبلوا فلا سبيل لك عليهم في طردهم.

    53 - {أَهؤُلاءِ:} استفهام بمعنى الإنكار (8).

    {أَلَيْسَ:} ابتداء كلام من الله على وجه الإثبات فإنّه دخل على المنفيّ.

    54 - {وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ:} نزلت في شأن من تقدّم ذكرهم، وعنه صلّى الله عليه وسلّم كان إذا رآهم بدأهم (9) بالسّلام ويقول: الحمد لله الذي جعل في أمّتي من أمرني أن أبدأهم بالسّلام (10).

    {كَتَبَ:} وعد (11) وأوجب في حكمه {الرَّحْمَةَ.}

    55 - {وَكَذلِكَ:} الواو للاستئناف، والإشارة إلى ما تقدّم (12).

    {وَلِتَسْتَبِينَ:} الواو (13) للعطف على مضمر تقديره: لنفصّل (14) الآيات ولتستبين، أو (1) في ك وب: نستحي.

    (2) (من يده) ساقطة من ك. وينظر: تفسير الطبري 7/ 263، والبغوي 2/ 99، ومجمع البيان 4/ 62.

    (3) ينظر: لسان العرب 3/ 267 (طرد).

    (4) ساقطة من ع. وينظر: تفسير الطبري 7/ 269، والقرطبي 6/ 432.

    (5) ليس في ع. وينظر: معاني القرآن للأخفش 2/ 489، وتفسير الطبري 7/ 270، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 252.

    (6) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 252، وإعراب القرآن 2/ 68، ومشكل إعراب القرآن 1/ 253.

    (7) ساقطة من ب.

    (8) ينظر: مشكل إعراب القرآن 1/ 253، ومجمع البيان 4/ 63، وزاد المسير 3/ 34.

    (9) في ع: يبدؤهم.

    (10) ينظر: زاد المسير 3/ 34، والتفسير الكبير 13/ 2، وتفسير القرطبي 6/ 435.

    (11) في ع: واو. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 254، والتفسير الكبير 13/ 2، والبحر المحيط 4/ 144.

    (12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 151، ومجمع البيان 4/ 67، والبحر المحيط 4/ 144.

    (13) النسخ الثلاث: والواو.

    (14) في الأصل وع وب: لتفصل.

    ليتوقّف (1) عليها ولتستبين.

    (الإجرام): ارتكاب الجريمة، والجريمة: الجناية (2).

    56 - {قَدْ ضَلَلْتُ (3)} إِذاً: أي: إن اتّبعت أهواءكم، أكّد جزاء الشّرط (4).

    57 - {عَلى بَيِّنَةٍ:} بصيرة (5) واستبانة من أمري.

    {ما عِنْدِي:} نفي (6).

    {ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ:} الآيات الملجئة ونزول العذاب (7).

    {إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ:} لا يرفع الاجتهاد في (8) الشّريعة؛ لأنّه من أحكام الله تعالى.

    58 - وفي قوله: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي} دلالة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يريد نزول العذاب بهم بعد ما ضاق بهم ذرعا، ولكن لم يكن بيده (9).

    {بِالظّالِمِينَ:} أي: بمن يثبت على كفره فيحق عليه العذاب بمقدار (10) استحقاقه.

    59 - {مَفاتِحُ:} خزائن، واحدها: مفتح، وآلة الفتح: مفتاح، وجمعها مفاتيح بالياء (11).

    وعن مجاهد أنّ (البرّ): القفار، و (البحر): كلّ قرية فيها ماء (12).

    و (العلم): علمه الأشياء على التّفصيل.

    (السّقوط): انحدار في الهواء (13).

    {وَرَقَةٍ:} واحدة ورق الشّجر (14).

    {إِلاّ يَعْلَمُها:} علم تقلّبها في الهواء كم مرّة (15)، {وَلا حَبَّةٍ.} (1) في الأصل وك وب: ليتقف. وينظر: إعراب القرآن 2/ 70، وزاد المسير 3/ 36، وتفسير القرطبي 6/ 437.

    (2) ينظر: لسان العرب 12/ 91 (جرم).

    (3) في ب: فضللت، بدل (قد ضللت)، وهو خطأ.

    (4) ينظر: مجمع البيان 4/ 68، والتفسير الكبير 13/ 7، وتفسير القرطبي 6/ 437.

    (5) ساقطة من ع. وينظر: تفسير البغوي 2/ 101.

    (6) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 153، ومجمع البيان 4/ 69.

    (7) ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 256، ومعاني القرآن الكريم 2/ 433، وزاد المسير 3/ 37.

    (8) في ك وع: وفي.

    (9) ينظر: الكشاف 2/ 30، وزاد المسير 3/ 37، والتفسير الكبير 13/ 8.

    (10) النسخ الثلاث: وبمقدار.

    (11) ينظر: تفسير الطبري 7/ 277، وزاد المسير 3/ 37، وتفسير القرطبي 7/ 1. ومفتح بكسر الميم وفتحها.

    (12) ينظر: التبيان في تفسير القرآن 4/ 156، وتفسير البغوي 2/ 102، والبحر المحيط 4/ 149.

    (13) ينظر: البحر المحيط 4/ 148، والتوقيف 408.

    (14) ينظر: البحر المحيط 4/ 148.

    (15) ينظر: مجمع البيان 4/ 71، وتفسير القرطبي 7/ 4، والبحر المحيط 4/ 149.

    و (الرّطب): الماء والرّيح، و (اليابس): النّار والتّراب. وقيل: الرّطب: ما ينمى، واليابس:

    ما لا ينمى (1). والظّاهر الرّطب: ما فيه بلّة، واليابس (2): ما فيه جفاف.

    وفي الآية دلالة أنّ العالم كلّه معلوم مضبوط داخل في الإحصاء محدود ذو نهاية.

    و (الكتاب): اللّوح (3).

    60 - {يَتَوَفّاكُمْ:} وفاة النّوم قبض من غير سلب وقطع وإبطال خلقة بخلاف وفاة الموت (4).

    {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ:} يوقظكم في النّهار (5).

    و (القضاء): يحتمل أن يكون (6) فعل الله تعالى على وجه الإلجاء، ويحتمل (105 و) أفعال المخاطبين على سبيل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1