Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الواقع معجزة الأثير
الواقع معجزة الأثير
الواقع معجزة الأثير
Ebook212 pages1 hour

الواقع معجزة الأثير

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في هذا الكتاب الشيق تركز الكاتبة على كيفية تنميةُ الذَّات من خلال اكتشافِ العالمِ الدَّاخِلِي، ومدى قدرة ذلك على شفاءِ الجسد، وبعث النشاط والحيوية، والاحتفاظ بالشَّبابِ الصِّحي الطَّبيعي، وذلك مِنْ خلال الإيمان بالشَّيء المُراد حُدوثه، وبتغيير البرمجة الذَّاتية الَّتي تربينا عليها، بالإضافة إلى الغذاء الجيِّد الصِّحي، والغذاء الروحي. وتعتقد الكاتبة أن بعض الأنظمة تُعدُ سجناً وتتحكم بذواتنا من دون وعي، كالعادات والتقاليد، وهي نظام فكري زُرع في داخل كل إنسان لفترة ليست بالقصيرة، وهذه العادات والتقاليد تقوم على أمرين: ما الصواب الذي يجب أن تعمله وتقوله؟ وما الخطأ الذي عليك ألا تقوم به أو تقوله؟ ولهذا الغرض صُممت قوالب من العبارات والكلمات التي يجب على الإنسان ألَّا يحيد عنها، مع وضع هذه العبارات والكلمات في صندوق كصكوك، مِن الواجب أن تتناقله الأجيال. ومِن العبارات التي تحدُّ مِن الحرية الذاتية: يجب، لا بد، هذا هو الواقع، هذه حقيقة... وغيرها.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateOct 11, 2022
الواقع معجزة الأثير

Related to الواقع معجزة الأثير

Related ebooks

Reviews for الواقع معجزة الأثير

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الواقع معجزة الأثير - مريم عبد اللطيف الرجيب

    المقدمة

    الإنسان مايسترو لهرمونية ذاته؛ بالتوازن، التفعيل، التناغم بالنية والاختيار، وذلك لصناعة واقع مرغوب فيه مِن فضاء الاحتمالات.

    حينما تتلقَّى النَّفس خِطة يصغها كاتبُ سيناريو فِلم تجربة حياتية إنسانية على صفحة (الأثير)، والذي بالتالي يأخذ مادَّته من النِّيَّة، وهي محرِّك وَقودِ طاقة الإنسان، وممَّا تلتقطه الحواس، يضعها موضعَ التنفيذ المخرِجُ المبدع وهو (الفكر)، ومساعدُه الفنان (القلب) وبقيةُ الطاقم مِن الخيال والتصوُّر والعواطف والمشاعر، إلى جانب آلة التصوير وشاشة العرض المنسجمة، فتكون قصة حياة تُحاك بلغة تواصل مناسبة مِن بطولة الأثير.

    فالواقع: أفكار + خيال أو تصوُّر افتراضات + أسباب + تنفيذ = الواقع.

    الحياة لعبة روحية

    قال تعالى:

    ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٣٢﴾

    ]سورة الأنعام: ٣٢[

    إذًا الحياة عبارة عن لعبة، ولعبة مُحْكَمة ذكية مِن لدُن حكيم خبير عظيم، ليست لعبة تافهة إطلاقًا، إنما لعبة طاقيَّة تحتاج إلى الوعي الإنساني الذي خلقه الله فيه، لاكتشاف وإيقاظ الهدف مِن هذه اللعبة العظيمة، بتمثُّلها وتدبُّر مسائلها، وكشف ألغازها وحساباتها وغموضها وأسبابها.

    *والقاعدة أو الأساس لهذه اللعبة بتطبيقها حرفياً مهما طالت المساحة العمرية، فمَنْ يتقنها وينجح بالوصول لسرها وكنزها في نهاية لعبته سيَنال مكافأة عظيمة أو أكثر.

    شروط هذه اللُّعبة:

    تفعيل قواعدها الأساسية وهي:

    ١- الإيمان الحقيقي بوجود خالق عظيم أوجد اللعبة ومبادئها واللاعبين.

    ٢- التعبير عن هذه الروح تعبيراً متطوِّراً.

    ٣- البحث عن الذات الحقيقية بالتأمل والتدبُّر والاسترشاد بالمرشدين والفرسان.

    ٤ - البحث الدائم في الدليل لأنواع الطرق المرسومة بخريطة اللعبة الواضحة منها والخفية.

    أدوات اللُّعبة:

    ١- جسم.

    ٢- وَقود لمحرك الجسم.

    ٣- بُوصلة تحدِّد اتجاهات التحرك في المسارات الداخلية والخارجية البَيِّنَة والتي لا تحتاج إلى تأمُّل وتفكير.

    ٤- مخزن لتخزين الملفات الحياتية أو القصة الإنسانية في أرشيفٍ يستعين بها اللاعب مِن تَجرِبة سابقة نجح فيها اللاعب مِن قبلُ، أو ملفات تُعِينه على كشف الغموض لتمدَّه بفرصٍ عديدة للقيام بعدة تجارب، وبإمكان اللاعب ضمُّ بعض الملفات المتشابهة في ملفٍّ كبير، وبإمكانه حذف بعضها وخاصة المعيقة له في مساراته.

    كما أنَّه يحتوي على حاسب آلي كبير وحواسيب صغيرة للاستشعار؛ حتى يستطيع قياس أمور دقيقة تساعد في رسم وتصوير خطط على شكل قصص مصورة.

    ٥ - كاميرات وسمَّاعات ومجسَّات حسَّاسة.

    ٦- عناصرُ ذبذبية اهتزازية ملونة لتمدَّ اللاعبين بعلامات إرشادية تدلُّ على اتجاه تحريك طاقة اللعبة واللاعب.

    قواعد اللُّعبة:

    التمتع بالمهارات التالية:

    ١- الانتباه لإدراك معينات الطريقة الناجحة للسير بتمعُّن: التأمل، الصمت، الملاحظة الدقيقة، المراقبة، التفكير، التفكُّر والتدبُّر، وكل ما تتطلَّبه اللعبة مِن انتباه وملاحظة دقيقة وذكاء مُقنَّن للوصول للكنز بنجاح.

    ٢- (اقرأ) هي أول كلمة نزلَت في القرآن الكريم، وهي تعني جمع معلومات قبل الدخول في متاهات اللعبة ليصبح لكل لاعبٍ وعيٌ وإدراك إذا كان يريد الوصول لأسرار الكنز بنجاح وتميُّز، وأن يتعلَّم ويتعرَّف ويبحث لتصبح لديه معلومات تُعِينه وتوصِّله لأسباب ووسائل وطرق مكان الكنز.

    ٣- المراقبة الواعية لنقاط خطة ناجحة.

    ٤- الاستمتاع أثناء اللعب.

    قوانين اللُّعبة:

    ١- أن يكون اللَّعِب للاستمتاع والتطور.

    ٢- أن يتفقَّه اللاعب في قيمة الوقت وأهميته، وكيفية تمكُّن اللاعب مِن ناصية مساحته.

    فكلُّ لاعب عليه استغلال مساحة وقته الخاص به للتحرك، مراعياً بذلك النتيجة النهائية في ذهنه، ثم يقوم بالتأمل في المساحة الوقتية أثناء لعب اللاعب الآخر، سواء بجانبه أو أمامه أو خلفه، والتي يحتاجها للتحرك الناجح إذ يجب أن يكون للاعب عِدَّة خيارات وبدائل مِن الاحتمالات في الفضاء الأثيري الداخلي، المتعلق بالفعل ورَدَّة الفعل، وذلك للاستعانة بها في اختيار الاستجابة الناجحة.

    ٣- أن يكون هناك قرارٌ حاسمٌ، ويكون نتيجةً للاختيار الناجح مِن بدائل الاستجابات والاحتمالات لردود الأفعال.

    ٤- النِّيَّة، وهي محرك الطاقة، كذلك هي صندوق يقوم كل لاعب بكتابة أمرٍ ما بداخله، فتتحرك بُوصلة الصندوق باتجاه ما كتبَه اللاعب، وما وضَعه في صندوقه ومكانه في وسط مساحة اللُّعبة.

    ٥- العَزم:

    أن يتمتع اللاعب بالعزم المريح الثابت في تنفيذ أسباب اختيار الاتجاه، فأي لاعب يريد الوصول الناجح للكنز وأسراره – وهو هدف اللعبة – عليه أن يكون جاداً شغوفاً.

    (الطاقة في اللعبة الروحية)

    ثَبِّت بذهنك مفهوماً يرشدك خلال الأوقات التي تتخللها التحديات، مفهوماً يجعلك واعيًا حتى ييسِّر الحياة عليك، هذا المفهوم هو مفهوم (اللعبة الروحية).

    يقول الله تعالى:

    ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴿٢٠﴾

    ]سورة الحديد

    ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿

    ]سورة آل عمران: ١٨٥[

    ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴿٤٦﴾

    ]سورة الكهف]

    هذه الآيات وغيرها تُثبت وتبيِّن أنَّ الحياة لُعبة فيها تفكير واكتشاف واستمتاع وتطور، تطوِّعها طاقة روحية تجعلك في حالة تدفُّق مستمر على شكل مراحل، وذلك مِن خلال رَفع التحدي عليك تدريجياً دون أن تشعر به كثيراً.

    - أحياناً يكون الانتقال فجأة لتنتقل لمرحلة أخرى، وكل مرة تقوم اللعبة برفع مستوى التحدي قليلًا حتى لا تشعر بأنه أعلى منك، فيصيبك الإحباط واليأس، ولا يكون المستوى أقَلَّ منك فتشعر بالمَلل منها.

    وهكذا ترفع اللُّعبة المتدفقة باستمرار مِن مستوى المراحل حتى تتناسب مع مستوى الوعي الحالي الذي أنت فيه؛ لذلك إذَا بدأتَ اللعبة وكنتَ في المرحلة الأولى، ووجدتَ شخصاً ما يأخذك لمراحل عالية جداً فإن هذا التحدي كبير جداً؛ لأنَّك هنا لن تكون لديك القدرة على اللعب لأنَّك لَم تَبْنِ المهارات أو المهارة التي تستطيع بها التعامل مع المستوى الذي وجدتَ نَفسك فيه، ونفس الشيء لو كنتَ بمستوًى عالٍ جداً وأخذَك شخص ما إلى المستوى الأول، ستشعر بالملل؛ لأنك قد أنهيتَ كل تلك المستويات مِن اللعبة منذ زمن طويل.

    نَفس الشيء على مستوى الحياة الفردية والجماعية، الحياة دائماً تجلب لك تحديات عدة، هذا التحدي لا يمكن أن يكون أعلى من وُسعك الطاقيّ أو سعتك الطاقية، هذا التحدي يدفعك دائماً للارتقاء للمرحلة التي تليها.

    هذه التحديات التي تأتي إليك في هذه الحياة تتجلَّى بالدروس أو الألغاز التي تقوم بحلِّها بكل مرحلة، عندها يتوقَّف اللغز عن تدوير نفسه بحياتك؛ لأن هذا الدرس استنفد الأمور التي يجب أن تتعلَّمها بهذه المرحلة في هذا المستوى، ونفس الشيء على المستوى الجمعي.

    هذا ما يسمَّى اليقظة التي يتَّسع فيها الوعي، والدروس التي سنواجهها بعد ذلك تدفعنا أكثر فأكثر حتى توقظ روحنا باتِّجاه حقيقتنا الأصلية.

    الآن الذي يحدث على مستوى وعيك أنَّ أيَّ درس يجعلك تستنبط الألغاز الخاصة بك؛ لأنَّ بداخلك حكمة مصممة على أن توضح لك أنَّ هناك حلول بسيطة مِن أي تحدٍّ، فتبدأ توجِّه طاقتك باتجاهه بشرط أن تكون حالتك الذهنية في حالة استرخاء؛ لأنَّه إذا لَم تكن في هذه الحالة لن تستطيع تحميل أو تنزيل هذه الحلول، وستبقى بنفس المرحلة في اللعبة الطاقية، وقد ينتهي التحدي وأنتَ لَم تخرج منه، وستجبرك الحياة على أن تبحث وتكتشف، وتظهر لك تحديات عديدة حسب مستوى وعيك إلى أن تنجز الدرس، سواء في هذا المستوى أو في مستويات أخرى متجددة مِن الوعي، وستبقى تكرر لك نفس الدرس حتى تصبح مُجراً على استنباط خلاصة الدرس الذي تخرج منه.

    الموسيقى لغة الروح

    اللغة وسيلة تعبير، تتنوَّع وتتشكَّل بعدة أمور، الشغَف لتحقيق رسالة الحياة، على شكل رموز، أصوات وحركات، وأحياناً رموزاً فقط أو حركات فقط.

    ومنها الموسيقى، فهي لغة تعبير كونية، وطريقة تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وبين الإيقاعات والتونات، وترتيبها المنسجم مع غيرها، وأوزانها ومواقعها على السُّلم الموسيقي أو سُلَّم الحياة، وهي فنٌّ يبحث عن طبيعة التناغم والانسجام مِن حيث الاتفاق والتنافر.

    كما أنَّ الموسيقى تشارك الشعر في التناغم؛ إذ إنَّه الكلام الموزون المُقفَّى في بديعه وبيانه.

    لذا نستدل على وجود الموسيقى في عالمنا الداخلي والخارجي، فإذا تناغَمَ العالم والمحيط الخارجي أعطى الجمال والشعور بالسعادة للإنسان، وإذا توازَنَ العالَم الداخلي وتناغمَ ارتفعَت ذبذباته، وتمَّ الانسجام داخل الإنسان مِن خلال توازنه الرُّوحي، العقلي، الوجداني والجسدي، وارتفع وعلا شأنه، وذلك مِن حيث انتقاء الكلمات المناسبة للمعنى المناسب للحال والمَقام، تشاركه الإيحاءات الجسدية المتنوعة.

    ونحن نستدلُّ على وجود الموسيقى في الخارج في كل شيء حولنا في الحياة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1