Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

يحيى
يحيى
يحيى
Ebook181 pages1 hour

يحيى

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

فقد كل شئ ، كل شئ بيته و مصدر رزقه و حبيبة عمره هل ينجو؟أم هى النهاية

Languageالعربية
PublisherBasem Ibrahim
Release dateJul 5, 2021
ISBN9781005786984
يحيى

Read more from Basem Ibrahim

Related to يحيى

Related ebooks

Reviews for يحيى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    يحيى - Basem Ibrahim

    يَحْيَى

    باسم ابراهيم

    -1-

    اشرقت شمس الاسكندرية على احدى قرى الصيادين الصغيرة ، و فى داخل احد البيوت المتواضعة اقتربت امرأة عجوز من ابنها النائم توقظه قائلة:

    استيقظ يا يحيى لقد اشرقت الشمس .

    ابتسم يحيى و التفت الى امه قائلا :

    صباح الخير يا امى .

    ردت عليه الام مبتسمة:

    صباح الخير يا ولدى .

    قام يحيى من فراشه فى نشاط و انتهى من تناول الافطار و استعد للخروج للعمل ، و توجه الى امه ، وقبّل يديها ، ثم قال لها :

    حان وقت الذهاب يا أمى ، فكما تعرفين لن ينتظرنى الريس حمزة .

    ردت عليه امه:

    الله معك يا ولدى .

    خرج يحيى من البيت متجها الى مركب الصيد التى يتجمع فيها معظم صيادى المنطقة و المملوكة للريس حمزة شيخ الصيادين .

    كان البيت بسيطا جدا ، اثاث قليل ، مبنى من الخوص ، فقد كان يحيى و امه شديدى الفقر لا يملكان من حطام الدنيا غير هذا البيت .

    كان يحيى شابا فى العشرين من عمره ، طويل القامة ، اسمر البشرة نظرا لطبيعة عمله الدائم فى النهار المشمس ، توفى والده و هو صغير تاركا له مسئولية اعالة امه .

    توجه يحيى الى مركب الريس حمزة فى خطوات سريعة و سلم على اصدقائه الصيادين ، ثم سلم على الريس حمزة قائلا:

    السلام عليكم يا عمى .

    -2-

    رد عليه الريس حمزة:

    و عليكم السلام يا ولدى .

    كان الريس حمزة صديقا لوالد يحيى و كان بمثابة عمه .

    بدأ الجميع فى التجديف وتحركت المركب فى المياه ، وبعد مرور بعض الوقت استقرت المركب فى بقعة معروفة بكثرة الاسماك . دفع الصيادون بالشباك فى المياه انتظارا للرزق .

    اقترب الريس حمزة من يحيى و سأله :

    كيف و جدت الكتاب يا يحيى؟

    اعتدل يحيى فى جلسته وقال:

    ممتع للغاية يا عمى .

    سأل الريس حمزة:

    و ما اكثر ما اعجبك ؟

    رد يحيى:

    الجزء الخاص بليوناردو دافنشى و كيف انه جمع بين العلم و الفن .

    كان الريس حمزة رجل من طراز خاص و نادر ، يشبه علماء القرون الوسطى ، قضى عمره فى تحصيل العلم ، لم يكن له رغبة فى وظيفة او منصب ، او حتى تقدير شخصى ، فلم يكن العلم بالنسبة له وسيلة لاشباع حاجة مادية ، بل كان العلم نفسه هو الغاية ، و كان له فضل كبير فى ترغيب يحيى فى العلم ، بل تعليمه القراءة و الكتابة حيث لم يذهب يحيى الى اى مدرسة نظرا لانه المعيل الوحيد لامه ، فعلى الرغم من الحاح الريس حمزة الشديد على يحيى و امه بقبول مساعداته الماليه، وعلى الرغم من فقرهما الواضح الا انهما يرفضانها بغضب شديد و عفه صارمه ،تكاد تخجل الريس حمزة و تزيد من تقديره لهما .

    قال الريس حمزة مكملا نقاشه مع يحيى :

    اتفق معك ، فببزوغ فجر عصر النهضة الاوروبية ، اتجهت الحركة الابداعية الى ........

    -3-

    لم يكمل الريس حمزة جملته ، اذ انتفض كل من فى المركب حيث سمعوا صراخ شديد ، فعلى مسافة ليست ببعيدة و جدوا رجل عجوز على متن يخت فخم يصرخ :

    اغيثونى ... سقطت ابنتى فى المياه و لا تستطيع السباحة .......اغيثونى.

    كان المشهد مربكا ، كشر البحر عن انيابه ،غضبت الامواج فى قسوة ، و فتاة تغرق ، يفصلها عن الموت لحظات ....

    حدق الجميع فيما يحدث فى ذهول ، الا يحيى الذى لم يفكر لحظة و قفز فى المياه و سبح فى اقصى سرعة ، حتى اقترب من الفتاة التى ابتلعتها المياه بالفعل ، واضعة عقبة ثانيه امامه.

    لم يفقد يحيى الامل ، بل اخذ نفسا عميقا مستعدا للمعركة الجديدة، وغاص بكل ما يملك من قوة فى مياه البحر باحثا عن الفتاة ،حتى وجدها تضرب المياه فى حركات عشوائية تدفع بها للقاع اكثر مبتعدة عنه.

    كل من عاش تجربة انقاذ غريق حقيقية يدرك ان الامر ليس هينا كما يبدو فى الافلام السينيمائية فالغريق تنتابه حالة من الهياج و التشنج قد تودى بحياة المنقذ و الغريق معا

    بل يتطلب الامر تدريب خاص من المنقذ .

    وهذا ما حدث مع يحيى اذ بمجرد اقترابه من الفتاة تعلقت به بكل قوتها ،فجذبته اكثر للقاع،ولكن يحيى تصرف بهدوء،حيث امسك بمعصميها بقوة ووضعهما خلف ظهرها،ثم دفعها امامه حيث كان ظهرها مواجه لصدره،وبدأ يسبح بيد واحدة بإتجاه سطح المياه،بكل ما تبقى له من قدره.

    بذل يحيى فى الثوانى الاخيرة مجهودا عضليا و ذهنيا خرافيا من سباحة ضد التيار فى ظل الامواج الغاضبة المتلاطمة،و غوص الى عمق كبير و محاولة السيطرة على الفتاة حتى لا تنفلت من يديه.

    -4-

    لايزال امامه معركه اخيرة و حاسمة، عليه ان يسبح بإتجاه السطح حاملا وزن الفتاة ،ولكن بيد واحدة ، و مهما كانت قدرته فهو فى النهاية بشر،ولن يستطع كتم انفاسه اكثر من ذلك خصوصا مع استنفاذ قواه فى هذا المجهود الخرافى، فبالقرب من سطح المياه شعر يحيى بنفاذ الاوكسجين من رئتيه ، وكان عليه ان يختار بحسم بين حياته و حياة الفتاة .

    لم يفكر لحظة،بل استجمع قواه بما تبقى من اوكسجين فى رئتيه و دفع الفتاة الى سطح المياه.

    على السطح كان بقية الصيادين قد وصلوا الى مكان الفتاة ، ورأوها تطفو على السطح فاقدة الوعى فحملها جزء منهم الى يخت ابيها ، و ظل الجزء الاخر ينتظر ظهور يحيى ،ولكن الانتظار طال،فما لا يعلموه انه بعد ان دفع الفتاة للسطح ،فقد وعيه ، وسقط فى قاع المياه.

    مرت اصوات كثيرة على اذنى يحيى ، وشعر بحالة من عدم التوازن ، وبدأ عقله فى ادراك الواقع ،ثم بدأ يستعيد و عيه شيئا فشيئا، فقد كان يرقد فى واحدة من مستشفيات الاسكندرية الحكومية.

    بدأ يفتح عينيه ، ثم على غير المتوقع ، ابتسم فى هدوء،اذ رأى امامه الفتاة التى انقذها واقفة امامه على قدميها، و بكامل صحتها .

    كانت جميلة بحق، كانت سورية ، جمالها من طراز خاص ،لها شعر اصفر طبيعى كالذهب

    وعيون عسلية لها لمعة تخطف القلوب،ورموش طويلة تكسبها ملاحة نساء البحر المتوسط،

    وانف صغيرة مدببة تضفى عليها رقى الاميرات، وشفاه مكتنزة لها لون قرمزى طبيعى من غير طلاء شفاه ،تضم بينها اسنان تتلألأ كالجواهر، بشرتها بيضاء كالياسمين،رائقة كالاطفال ، يزين خديها حمرة خجل وردية ربانية،من غير ادوات تجميلية ، تطفو عليهما غمازتين معروفتين فى مصر بطبع الحسن،كان جمالها اوروبى ولكن بنكهة شامية شرقية عربية أصيلة، لم يكن جمالها مصطنعا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1